الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر تحت قوله باب ما جاء في الفتن ولهما عن حذيفة ان عمر قال ايكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن فقلت انا فقال هات فانك عليه لجريء فقلت سمعته يقول فتنة الرجل في اهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال ليس هذا اريد انما اريد التي تموج كموج البحر فقلت ما لك ولها يا امير المؤمنين؟ ان بينك وبينها بابا مغلقا. فقال يفتح الباب ام يكسر؟ قلت بل يكسر قال ذلك اجدر الا يغلق. فقلت لحذيفة اكان عمر يعلم من الباب؟ قال نعم كما يعلم ان دون غدا الليلة اني حدثته حديثا ليس بالاغاليط فهبنا ان نسأله من الباب؟ قلنا لمسروق اسأله فقال عمر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وبعد فلا نزال في باب ما جاء في الفتن اعاذنا الله والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال رحمه الله تعالى ولهما عن حذيفة رضي الله عنه ان عمر رضي الله عنه قال ايكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن هذا الطلب من عمر رضي الله عنه فيمن او لمن حضر عنده من الصحابة ايكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن يفيد ان المسلم مطلوب منه ان يقف على هذه الاحاديث التي جاءت عن الرسول عليه الصلاة والسلام في الفتن لان الوقوف عليها المعرفة بمضامينها يعين المسلم على اتقائها والبعد عنها وقد قيل كيف يتقي من لا يدري ما يتقي فاذا وقف المسلم على الفتن وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم منها وتبيانه عليه الصلاة والسلام لخطورتها معرفة الفتن من حيث عواقبها الوخيمة واضرارها الشديدة على من تصدر للفتن واستشرف لها وايضا بالمقابل السعادة لمن وقاه الله سبحانه وتعالى الفتن كما قال عليه الصلاة والسلام ان السعيد لمن جنب الفتن فالوقوف على هذه الاحاديث نافع نفعا عظيما للمسلم ولهذا تجد ان بعض ائمة السلف افردوا هذا الموضوع بالتصانيف وعدد منهم ضمنوا ذلك كتب الاحاديث الجامعة كالصحاح والسنن ونحوها فقلت انا فقال هات فانك عليه لجريء وقول عمر لحذيفة انك عليه لجري لما علمه ولما يعلمه من حاله رضي الله عنه من تتبع لهذا الامر وسؤال للنبي صلى الله عليه وسلم عنه وحذيفة هو القائل كما في الصحيح كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني ولهذا قال له عمر فانك عليه لجريء اي بما اتاك الله عز وجل فيه من علم وبما تيسر لك من سؤالات في هذا الموضوع للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فقلت سمعته يقول فتنة الرجل في اهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والامر بالمعروف والنهي نهي عن المنكر فتنة الرجل في اهله وولده وماله وجاره اي ما يكون بسبب تعلق وارتباط المسلم بهذه فالامور او هؤلاء ربما دعاه للتقصير ببعض الواجبات او الاخلال ببعضها كان يلحقه شح في المال او بخل او التهاء بالاولاد وانشغال بهم والله جل وعلا قال انما اموالكم واولادكم فتنة انما اموالكم واولادكم فتنة فلا شك ان المرء يحصل له من ذلك مع الاهل او المال او الولد او الجار فهذه الفتنة لها ما يكفرها قال تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والله سبحانه وتعالى يقول ان الحسنات يذهبن السيئات والنبي صلى الله عليه وسلم يقول واتبع السيئة الحسنة تمحها فهذه الاعمال مكفرات مكفرات الصلاة تكفر والصيام يكفر والصدقة تكفر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكفر وهذه فائدة عظيمة اشتمل عليها هذا الحديث ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو الاحتساب في امر الناس للخير ونهيهم عن الشر باب من ابواب تكفير الذنوب وكما انه صدقة امر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة فهو ايضا مكفر للذنوب. مكفر للذنوب قال فليس هذا اريد انما اريد التي تموج كموج البحر انما اريد التي تموج كموج البحر يعني الفتن التي يترتب عليها مروج امر الناس نشوب الخلاف بينهم وربما ايضا القتال واراقة الدماء فقال اسألك عن هذا اسأل عن الفتن التي تموج كما كموج البحر في رواية مسلم رحمه الله تعالى لهذا الحديث زاد ان حذيفة قال تعرظ الفتن على القلوب كعرظ الحصير والحصير كما هو معلوم هو البساط الذي يصنع من الخوص خوصوا جريد النخل صنع هذا الحصير من من خوص جريد النخل هو بنظم هذا الخوص واحدة تلي الاخرى حتى يتكون هذا الحصير فذكر حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير اي تلصق الفتن بالقلوب فتنة تلو الاخرى مثل ما ينضم الخوص واحدة تلو الاخرى حتى يتكون الحصير فتعرض القلوب تعرض الفتن على القلوب كعرظ الحصير عودا عودا اي فتنة فتنة والقلوب كما سيأتي تجاه هذه الفتن على نوعان فتن تلتصق بالقلوب وتشربها القلوب وفتن يعافي الله سبحانه وتعالى القلوب منها ويسلمها منها قال فاي قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء نكتت فيه نكتة سوداء واي قلب انكرها نكت فيه نكتة بيضاء وهذا فيه تبيان لحال القلوب عند مجيء الفتن وان القلوب تجاه الفتن على قلبين. قلب يشرب الفتن ومعنى يشربها ان يمتص الفتنة تصبح في القلب مثل حال الاسفنجة اذا وضعتها على الماء كيف انها تشرب الماء ويكون الماء في كل اجزائها فكذلك القلب عندما يشرب الفتن اي يكون الفتنة في كل القلب تكون الفتنة في كل آآ القلب والنوع الثاني من القلوب القلب الذي ينكر الفتن القلب الذي ينكر الفتن اي يدفعها لا يقبلها ويعرض عنها ينكت فيه نكتة بيضاء ينكت في القلب نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين حتى تصير القلوب على قلبين على ابيظ مثل الصفا على ابيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض وهذا القلب الذي مثل الصفا معلومة في الصفات الملساء الصفات الملساء لا يلتصق بها شيء الصفات الملساء لا يلتصق فيها شيء اولا هي راسية راسية والايمان له رسو ورسوخ وتمكن في القلب وهي صفاة ملساء لا يلتصق فيها شيء لا يعلق فيها شيء لكونها ملساء ناعمة والقلب الاخر قال والاخر اسود مربادا كالكوز مجخيا الكوز اي الكوب اذا كان مجخيا اي ماء منكوسا هل يمكن ان ان يمتلئ ماء لا يمكن اذا كان مجخيا اي اي منكوسا لا يمكن ان يمتلئ كالكوس مجخيا يصبح القلب اسود وشأنه كالكوز مجخيا اي امور الخير وابواب الخير لا تجد كان فيه لانه مجخي منكوس فلا يقبل خيرا فلا يقبل خيرا قال كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه الا ما اشرب اي القلب منها وهم ومن لطيف المعاني ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى عن شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية انه نصحه نصيحة وذكر ابن القيم ان الله نفع بها نفعا عظيما ولعلها مستفادة من هذا الحديث قال له اجعل قلبك للشبهة كالمرآة ولا تجعله كالاسفنجة اجعل قلبك للشبهة كالمرآة اذا وردت الشبه ومنها ما يتعلق الفتن ودعاة الفتن اجعل قلبك كالمرآة والمرآة تعكس الشيء ولا يدخل فيها اما الاسفنجة فانها تمتص الشيء وتشربه تماما بمعنى ان القلب اذا تلقف الفتن وهويها واقبل على سماعها واخذ يمكن لدخولها في القلب فان القلب يشربها اما اذا ردها مباشرة واعرظ عنها مباشرة ان كان من ذوي العلم ردها تفصيلا وان كان ليس من ذوي العلم ردها اجمالا لمخالفتها لما يعلمه من دين الله سبحانه وتعالى من وجوب من وجوب اجتناب الفتن والبعد عنها لكن لا يعطي الفتنة فرصة ان تشرب في القلب وان تتمكن ولهذا تجد من المصائب الواقعة ان بعض الناس جاهل بدين الله تماما ويفتح اذنيه لكل متحدث بما يكون وتجده عبر المواقع الان القنوات يستمع لكل احد اي قلب هذا سيكون اذا كانت هذه حاله سماعة الفتن متلقف لها لم يخص سماعه في امور العلم والدين باكابر اهل العلم الثقات اهل البصيرة بدين الله تبارك وتعالى فكم تمرض مثل هذه القلوب ويصيبها ما يصيبها من الفتن هذه اه زيادة جاءت في هذا الحديث حديث حذيفة في صحيح مسلم قال عمر ليس هذا اريد انما اريد التي تموج كموج البحر فقلت ما لك ولها يا امير المؤمنين ما لك ولها يا امير المؤمنين؟ ان بينك وبينها بابا مغلقا ان بينك وبينها بابا مغلقا قد تقدم معنا في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيبها وسيصيب اخرها امور تنكرونها جعل عافيته في اوله. هذا المعنى ذكره حذيفة هنا بقوله ما لك ولها يا امير المؤمنين؟ اي انت في عافية منها انت في عافية منها اي زمانك زمان عافية من الفتن من اين جاء بذلك حذيفة بما كان يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وبما كان ايضا يتابع في سؤالات النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الموضوع سؤالاته للنبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الموضوع ومر معنا كلمته كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقال ما لك ولها يا امير المؤمنين ان بينك وبينها بابا مغلقا يعني زمنك زمن عافية من هذه الفتن التي تموج كموج البهر هذه لا وجود لها في زمانك انت في عافية منها ما لك ولها لما ذكر الباب المغلق قال بابا مغلقا سأل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه هذا السؤال قال يفتح الباب ام يكسر لان بدء الفتن بزوال هذا الباب انفتاح هذا الباب هذا الباب المغلق اذا فتح بدأت الفتن فسأل سؤالا عجيبا رضي الله عنه وارضاه قال الباب اي يفتح الباب ام يكسر قال بل يكسر لا يفتح فتحا وانما يكسر كسرا قال بل يكسر قال عمر ذلك اجدر الا يغلق لانه لو كان يفتح يمكن يأتي شخص ويغلقه لكن اذا كسر الباب اذا كسر الباب كسرا قال ذلك اجدر الا يغلق الا يغلق فكنت لحذيفة اي الراوي عنه اكان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم ان دون غدا غد الليلة وهذا امر كل احد يعلمه يعني امر معلوم بالبديهة اني حدثته حديثا ليس بالاغاليط اني حدثته اي حدثت عمر حديثا ليس بالاغانيط وانما حديث آآ متثبت منه انقله عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ليس بالاغاليط والاغاليط هي الامور والاقوال التي يلقيها كثير من الناس جزافا هكذا بلا مستند ولا برهان ولا حجة من كلام الله ولا كلام رسوله عليه الصلاة والسلام وانما يلقيها جزافا او تخمينا او ظنا وما اكثر ذلك عند الناس وهذا ملحظ مهم ان كثير من احاديث الناس في الفتن اغاليط كثير من احاديث الناس في الفتن قائمة على الاغاليط. تخمينات اذنون وتوقعات انبنى على دليل لا يكون عالما بالدليل من حيث الصحة والضعف وان علمه من حيث الصحة لا يكون ضابطا للحديث من حيث المعنى والمفهوم او من حيث ايضا تنزيل احاديث الفتن على وقائع معينة بالتكلف فكثير من احاديث الناس في الفتن قائمة على الاغاليط والنفوس النفوس تعشق وترغب في استكشاف المستقبل النفوس تعشق وترغب في استكشاف المستقبل ومن يحدثهم بالتوقعات الاسبوع القادم كذا الاسبوع النفوس تعشق ذلك فيها فيها شيء من لكن هذه الرغبة في في في معرفة الامر المستقبل لا يجوز ان تجعل انسان يدخل في الاغانيط والتكهنات والرجم بالغيب والدعاوى الزائفة والتقولات بلا بلا علم هذا كله من التجني الرغبة شيء والاغانيط ايضا شيء اخر خطير جدا فكثير هذا ملحظ حقيقة جميل من حذيفة كثير من احاديث الناس في الفتن قائمة على الاغانيط ولهذا يجب على الانسان ان ينتبه لهذا الامر ان يحذروا من الاقاليط لا سماعا لها ولا ابتدام التحدث بها ولا ايضا نقلا لها في المجالس. لان بعض الناس ينقل الاغاليط ينقلها في المجالس ويصبح شأنه مع الاغاليط كالمذياع وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه لما ذكر الفتن قال ان من ورائكم فتنا متطاولة ردحا يعني ثقيلة فتن ثقيلة فلا تكونوا آآ فلا تكونوا مذايع بذرا فلا تكونوا مذاييع بذرا بذرة اي بذرة للفتن مداييع اي نقلة لهذه الاغاليط التي تكون في الفتن فما اكثرها ما اكثر الاغاليط في آآ في في الفتن وزماء وزماننا هذا زمان انفتح على الناس من وسائل الاتصال ونقل المعلومة ما لم يكن في زمن سابق تجد مسألة الاغانيط يجلس احد الاشخاص من وراء الجهاز جهاز الحاسب عنده ويكتب ما شاء من التخمينات والتوقعات والاغاليط الكثيرات ثم يدخلها في على الناس من ابو فلان؟ لا يدرى منه ولا صدقه ولا امانته ولا ديانته ويدخلها ثم يبدأ الناس في تناقلها مذايا وبذرة للفتن لا يتحرون ولا ينظرون هل هذه الاشياء صحيحة؟ هل هي حق؟ هل ينفع ان كانت حق نقلها للناس ولهذا كم يحصل في الناس من فتن و بلاء وشر بسبب مثل هذه الاغانيط قال اني حدثته حديثا ليس بالاغاليط فهبنا ان نسأله من الباب اي من كانوا عند حذيفة هابوا ان يسألوا رضي الله عنه من الباب؟ فقلنا لمسروق اسأله. فسأله فقال عمر فسأله فقال عمر ومعنى ذلك ان قتل عمر ان قتل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه هو كسر لهذا الباب الباب مغلق دون الفتن فاذا كسر هذا الباب بدأت الفتن بدأت الفتن وهذا ايضا مما يبين مكانة عمر رضي الله عنه ومنزلته العلية وانه بموته تبدأ الفتن وموت عمر رضي الله عنه وارضاه كان على يد مجوسية على يد مجوسية ان لان قاتلة رجل مجوسي كان في المدينة يصنع الرحى الارحام والارحى جمع رحى معروفة كان يصنعها وكان غلاما للمغيرة بن شعبة فصنع لنفسه خنجر له جهة يضرب به من الجهتين وسمه واتى وفي صلاة الفجر وقف خلف عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في المسجد وكان من عادة عمر رضي الله عنه ان يلتفت على الناس ويقول اقيموا صفوفكم ثم اذا رأى الصفوف منتظمة كبر فلما قال ذلك وكبر تكبيرة الاحرام تقدم هذا المجوسي وطعن عمر رضي الله عنه طعنة في كتفه واخرى في خاصرته بهذا الخنجر المسموم وسقط عمر رضي الله عنه واضطرب المسجد وتلاحق الناس للقبض على هذا الرجل فطعن بخنجرة ثلاثة عشر صحابيا او ثلاثة عشر من المصلين قد يكون منهم من ليس صحابي فطعن ثلاثة عشر مات منهم سبعة والقى عليه رجل لحاف حتى يتقى ما معه من خنجر فلما تيقن انهم فقبضوا عليه او اه سيقبضون عليه طعن نفسه بالخنجر وهلاك في مكانه انشغل الناس بنقل عمر رضي الله عنه حتى اسفر الصبح فاخذ ينادي عبد الرحمن ابن عوف الصلاة الصلاة فاجتمع الناس وصلى بهم عبدالرحمن بن عوف صلاة الفجر باقصر سورتين من القرآن ثم سلم وانطلقوا لمتابعة امر عمر رضي الله عنه. وجاء في بعض الروايات ان عمر كان يغمى ويفيق ويقول اصلى الناس انظر في مثل هذه الحال حفاظ الصحابة رضي الله عنهم على الصلاة وعنايتهم بها ولم يخرج وقتها مع شدة الامر الذي حصل والكرب الذي وقع كرب عظيم وامر ليس بالهين ومع ذلك الصلاة اديت في وقتها وديت في وقتها. وعمر رضي الله عنه وهو على تلك الحال كان يتابعهم في امر الصلاة ويقول كلما فاق ا صلى الناس رضي الله عنه وارضاه كان الصحابة يدخلون على عمر رضي الله عنه تباعا مجموعة تلو الاخرى يهنئونه يدعون له يذكرون من الثناء عليه ومكانته العظيمة وينصرفون وهكذا يأتي قوم ويذهب اخرون فكان رظي الله عنه يقول مع مكانته العلية وما اتاه الله عز وجل من الدين وايمان ونصرة وصحبة رضي الله عنه وارضاه كان يقول وددت لما يسمع هذا الثناء من الناس يقول وددت لو ان الامر كفافا لا لي ولا علي وددت ان الامر كفافا لا لي ولا علي وهذا هو شأن المؤمنين الكمل يمن الله عليهم بالاعمال الجليلة العظيمة الكبيرة هو يرى نفسه في غاية التقصير والخوف والله يقول والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اي خائفة. خائفة ان ترد عليهم اعمالهم يقول ذلك وهو من هو؟ وهو المبشر الجنة رضي الله عنه بشره النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة ويقول قل وددت لو ان الامر كفافا لا لي ولا علي وكان لابن عباس رضي الله عنه مكانة عند عمر فلما قال هذه الكلمة عمر رضي الله عنه وددت ان الامر كفافا لا لي ولا علي تكلم عبد الله ابن عباس وكان عند رأس عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال لا والله لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته وهو عنك راض بخير ما صحبه صاحب كنت له وكنت له وكنت له يعدد من مناقب عمر واعماله الجليلة رضي الله عنه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عن كراب ثم صحبت خليفة رسول الله رضي الله عنه ابو بكر فكنت تنفذ امره وكنت له وكنت له اي يعدد من مناقب واعماله الجليلة في خلافة ابي بكر ثم وليتها يا امير المؤمنين انت فوليتها بخير ما وليها وال وكنت تفعل وكنت تفعل يعدد من اعماله ابان خلافته رضي الله عنه وارضاه فكان عمر يستريح الى حديث ابن عباس وله مكانة في قلبه فقال عمر كرر علي حديثك فكرر عليه الحديث اعاده عليه فقال عمر اما والله اما والله على ما تقول يعني على هذا الكلام الذي سمعته منك اما والله على ما تقول لو ان لي طلاع الارض كل ما طلع على الارض لو ان لي طلاع الارض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع افتديت به اليوم من هول المطلع فالشاهد ان هذا الكسر لهذا الباب الذي هو عمر رضي الله عنه وارضاه هو بدء الفتنة ومر معنا في الحديث المتقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الامور بعد ذلك تجيء الفتن فتن يرقق بعظها بعظا بمعنى انه الفتن تكبر وتعظم وتزيد هذا كله علم المرء به علم المرء به يستوجب ان يكون في غاية الحذر من الفتن وعدم الاستشراف لها وان يكون بعيدا عنها لان السعادة في البعد عن الفتن وان يكون كثير الاستعاذة بالله. وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن والفتن شر عظيم على الامة يضيع فيها امن الناس ولا تأمن سبلهم ولا يأمنون على اعراضهم واموالهم فيها تراق الدماء فيها تحصل الشرور العظيمة ولهذا يجب على المسلم ان يستعيذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن والا يستشرف لها والا يشارك في في شيء منها لا بكلام ولا بفعال ولا غير ذلك من الامور نعم. قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي بكرة رضي الله عنه مرفوعا انها ستكون فتن الا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي اليها. الا فاذا نزلت او وقعت فما فمن كان له ابل فليلحق بابله ومن كان له غنم فليلحق بغنمه ومن كان له ارض فليلحق بارضه فقال رجل يا رسول الله ارأيت من لم يكن له ابل ولا غنم ولا ارض قال يعمد الى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينجو ان استطاع النجاة ثم قال الا هل بلغت؟ قالها ثلاثة ثم قال رجل يا رسول الله ارأيت ان اكرهت حتى ينطلق بي الى احد الصفين فيضربني رجل بسيفه او يجيء يا سهم فيقتلني او يجيء سهم فيقتلني؟ قال يبوء باثمك واثمه فيكون من اصحاب النار قال ولمسلم عن ابي بكرة رضي الله عنه مرفوعا انها ستكون فتن انها ستكون فتن الاثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماس الى اخره هذا اخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بامر كتبه الله وقدره ان الفتن ان الفتن ستكون ستقع فهذا اخبار عن امر كوني قدري قضاه الله سبحانه وتعالى وقدره في الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام وانها ستقع وهو يتضمن التحذير اخبار عن اول كوني قدري وهذا الاخبار يتضمن التحذير وكثيرا ما يأتي مثل هذا في احاديثه عليه الصلاة والسلام مثل قوله انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا اي يحذرنا من ان نكون من اهل هذا الاختلاف والشقاق مثل قوله لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا هذا كله اخبار عن امور ستقع في الامة يخبر محذرا يخبر عليه الصلاة والسلام محذرا وان الواجب على المسلم ان يتقي فهذه الامور وان يجاهد نفسه على البعد عنها. الا ثمة تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي اليها بمعنى ان الواجب على المسلم اذا وقعت الفتنة ان يكون بعيدا عنها اكبر قدر يكون لان القاعد ابعد عن الفتنة من الماشي والماشي ابعد عن الفتنة من الساعي الذي يلهث وراء الفتن ويتتبعها في زواياها وفي امكنتها وفي جحورها فكلما كان المرء بعيد عن الفتن كان ذلك اسلم لدينه واخير له عند ربه سبحانه وتعالى الا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من طيب الا فاذا نزلت او وقعت الا اداة تحذير فاذا نزلت او وقعت فمن كان له ابل فليلحق بابله ومن كان له غنم فليلحق بغنمه يذهب الى المرأة بابله وغنمه ويشتغل بها بعيد عن اه الفتن الدخول فيها ومن كانت له ارض فليلحق بارضه ارض اي فيها زراعة نخل زرع ويشتغل بزراعته ولا ياه يبحث عن هذه الفتن ولا ينظر فيها وانما يشتغل باعماله. اعمال الزراعة من حفر وبذر وسقي وغير ذلك ومن كانت له ارض فليلحق بارضه فقال الرجل وهذا من حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير لما ذكر هذه المخارج بالسلامة من الفتن اللي عنده غنم واللي عنده ابل واللي عنده ارض قال رجل ارأيت من لم يكن له ابن ولا ولا غنم ولا ارض الذي له ابن يذهب اليها وينشغل بها والذي له غنم يذهب الى غنم والذي له ارض زراعية يذهب اليها ومن كان من لم يكن له شيء من هذا كيف يفعل يا رسول الله هذا من حرص الصحابة رضي الله عنهم على السلامة والعافية قال يعمد الى سيفه يعمد الى سيفه فيدق على حده بحجر فيدق على حده بحجر لان طالما ان السيف باليد والفتنة قائمة الشيطان مع الانسان يثيره ويدفعه ويهيج لكن قال فليدق على حده بحجر ثم لينجو ان استطعت وهذا يدل ان ان الفتن امرها ليس بالهين في جذب النفوس والقلوب وجر الناس اليها ثم لينجو ان استطاع النجاة بمعنى ان الامر فعلا خطير وجاذب ليه آآ الناس لينجو ان استطاع النجاة ثم قال اللهم هل بلغت؟ قالها ثلاثا صلوات الله وسلامه عليه وهذا من عظيم نصحه لامته صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله ارأيت ان اكرهت ارأيت ان اكرهت حتى ينطلق بي الى احد الصفين والصفان في الفتن كلها صفوف مسلمين هذا مسلم وهذا مسلم صفان من المسلمين يلتقون ثم يوجهون لبعضهم السيوف والقذائف ووهنا يقتل من يقتل من المسلمين وهنا ايضا يقتل من يقتل من المسلمين هذا فيه من الضعف في المسلمين ما فيه وما وفيه ايضا من فتح باب تسلط الكفار على اهل الاسلام ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم قال ان اخذ بي الى احد الصفين فيضربني رجل بسيفه او يجيء السهم فيقتلني يعني ما ما لا رغبة لي وانما اكرهت ووضعت في الصفين وجاء السهم وضربني او شخص بسيفه وقتلني. قال يبوء باثمك واثمه فيكون من اصحاب النار. المهم لا تشارك لا تشارك في الفتن حتى لو جيء بك في ساحة القتال واكرهت لا تشارك وكما سيأتي معنا في الحديث الذي بعده كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل نعم قال رحمه الله تعالى ولابي داود عن سعد رضي الله عنه قلت يا رسول الله ارأيت ان دخل علي بيتي وبسط يده ليقتلني؟ فقال كنت خير يا ابني ادم وتلا هذه الاية لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك. اني اخاف الله رب العالمين. الاية. قال ولي ابي بداوود اي في سننه في كتاب الفتن من من سننه عن سعد رضي الله عنه قلت يا رسول الله ارأيت ان دخل علي بيتي وبسط الي يده ليقتلني. والمراد في هذا الدخول اي وقت الفتنة عندما يموج ويمرج امر الناس ان دخل علي بيتي وبسط الي يده ليقتلني فقال كن خيري خير ابني ادم كن خير ابني ادم وتلا هذه الاية لان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين وهذا فيه الصبر ووجوب صبر الانسان في الفتن وان الانسان ينبغي ان ان يصبر بخلاف قتال الكفار لو كان الذي دخل كافر ومعتدي على الانسان في دينه يجب عليه ان ان يقاتله يجب عليه ان ان يقاتل لكن اذا كان قتال فتنة اذا كان قتال فتنة لا يجعل لنفسه يد في في قتال الفتنة كما وجه الى ذلك الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال كن خير ابني ادم. في بعض الاحاديث قال كنا عبدالله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل وسيأتي عند المؤلف رحمه الله تعالى باب متصل بهذا الباب لان الفتن اذا وجدت ترتب عليها اراقة الدماء والتعدي على الانفس ولهذا عقد رحمه الله تعالى تلو هذا الباب بابا عظيما جدا عنوانه باب تعظيم قتل النفس التي حرم الله الا بالحق وظمنه من النصوص والادلة آآ شيء آآ عظيم نافع ونسأل الله عز وجل انى يصلحنا اجمعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يعيذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح احوال المسلمين اينما كانوا وان يرد ضالهم الى الحق ردا جميلا وان يجمع قلوب اهل الاسلام على البر والتقوى ومن العمل ما يرظى وان يعيذهم اجمعين من شرور انفسهم وسيئات اعمالهم ومن شر الشيطان وشركه وان يحفظ الجميع بما يحفظ به عباده الصالحين واسأله جل وعلا ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا