الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب تعظيم قتل النفس التي حرم الله الا بالحق قال عن سالم ابن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه قال يا اهل العراق ما اسألكم عن الصغيرة واركبكم للكبيرة سمعت ابي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الفتنة تجيء من ها هنا واومأ بيده نحو من حيث يطلع قرن الشيطان وانتم يضرب بعضكم رقاب بعض وانما قتل موسى الذي قتل من ال فرعون خطأ اه فقال الله تعالى وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا. رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى باب تعظيم قتل النفس التي حرم الله الا بالحق هذه الترجمة عقدها رحمه الله لبيان حرمة الدماء وعظم وخطورة الاعتداء عليها وان الاعتداء عليها امر جاءت الشريعة بتحريمه وبيان انه جرم عظيم وذنب كبير لان الاصل في الدماء انها معصومة ومحرمة ولا يجوز الاعتداء عليها باي نوع من الاعتداء ومن وقع في شيء من ذلك فهو مخالف لشرع الله ومخالف لدينه تبارك وتعالى وواقع في الظلم والشر والفساد والشريعة جاءت بتحريم الدماء وتعظيم حرمتها وان الاعتداء عليها امر ليس بالهين والمصنف رحمه الله تعالى عقد ذلك عقب الترجمة السابقة المتعلقة بالفتن وذلك لان الفتن اذا وقعت ان الفتن اذا وقعت رخصت الدماء واستهان كثير من الناس بها واصبح كثير من الناس في الفتن يريق ما ما يريق من الدماء ولا يبالي وهذا من شؤم الفتن وعظم خطرها على من استشرف لها انه يدخل في انواع من الاعتداءات والظلم سواء بلسانه او بيده اعتداء على الدماء المعصومة التي حرم الله تبارك وتعالى ولهذا عقد رحمه الله هذه الترجمة تعظيم قتل النفس التي حرم الله الا بالحق عقب ما جاء باب ما جاء في الفتن لان هذا القتل النفوس المحرمة يكثر كثرة فاحشة وشديدة عندما تنشب الفتن تقع بين الناس اورد رحمه الله تعالى عن سالم ابن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال يا اهل العراق ما اسألكم عن الصغيرة واركبكم للكبيرة تكثرون من السؤال عن امور هي من الصغائر ذنوب صغيرة او قد تكون ليست بذنوب كأن يسأل سائل عن حكم قتل المحرم للبعوضة وهو يسفك الدماء المعصومة المحرمة قال ما اركبكم ما اسألكم عن الصغيرة واركبكم الكبيرة تسألون عن امور هي من الصغائر الذنوب او ربما عن امور ليست ذنوبا وتقعون في امور هي من عظائم الذنوب وكبائرها واركبكم للكبيرة اي ما اشد ارتكابكم للكبيرة ووقوعكم فيها سمعت ابي يا عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الفتنة تجيء منها هنا ان الفتنة تجيء من ها هنا واومئ بيده نحو المشرق ان الفتنة تجيء منها هنا وانا واومأ بيده نحو المشرق وفي بعض قال نعم نحو المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان وفي بعض الاحاديث جاء التصريح بانها نجد حيث حيث يطلع قرن الشيطان في اللغة هو ما ارتفع من الارض والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديث اومأ بيده اي اشار بيده الى جهة المشرق اي مطلع الشمس قال من حيث يطلع قرن الشيطان ومن كان في المدينة فان نجده بادية العراق من كان في المدينة نجده اي ما ارتفع على الجهة العالية والمرتفعة عنه الى جهة المشرق هي نجد العراق او بادية العراق ونواحيها وهي مشرق اهل المدينة ويا مشرق اهل المدينة وقد جاء في المسند ان ان ابن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يشير بيده يؤم العراق يشير بيده يؤم العراق اها ان الفتنة ها هنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان والاحاديث يفسر بعضها بعضا وكثير من الفتن سواء الفتن التي ترتب عليها اراقة الدماء وقتل الانفس ومروج امر الناس او كذلك من الفتن التي هي فتن الناس في دينهم بالعقائد الباطلة عقائد اهل الضلال كثير منها جاءت من تلك الجهات جاءت من تلك الجهات على انه وجد ايضا على مر التاريخ فيها من الاكابر من اهل العلم واهل الفظل وهذا لا يمنع ان تكون آآ فيها الفتنة ويكون فيها ايضا من آآ اهل العلم والفضل والنبل قدر ليس بالقليل قال وانتم يضرب بعضكم رقاب بعض وانتم يضرب بعضكم رقاب بعض وهذا من اعظم ما يكون في الفتنة ان يرفع السيف يرفعه المسلم على اخيه ويظرب المسلمون بعضهم بعضهم رقاب بعض وهذا من اعظم ما يكون واشد ما يكون في الفتنة حيث تراق الدماء المحرمة المعصومة بغير حق الا ان الفتنة عندما تنسب وتقع بين الناس فانها تجر الى مثل ذلك ثم بين خطورة قتل النفس المعصومة بمثال انتقاه انتقاء عجيبا انتقاه رحمه الله انتقاء عجيبا مبينا من خلاله خطورة قتل النفس المعصومة قال وانما قتل موسى الذي قتل من ال فرعون خطأ فقال الله تعالى وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا قتلت نفسا موسى عليه السلام قتل رجلا قبطيا كافرا من من قوم هم اعداء له ولبني اسرائيل قتلوا الاطفال استحيوا النساء وحصل منهم اذى عظيم جدا ولما قتله موسى قتلوا بسبب ان الذي من شيعته استنصر به ليخلصه من اذى ذلك القبطي وقد اتى الله سبحانه وتعالى نبيه موسى قوة فوكسه موسى اي دفعه بجمع يده قاصدا بهذه الدفعة ان يخلص اه الذي من شيعته من هذا القبطي قاصدا ان يخلصهم من ما اراد قتله وانما اراد ان يخلص هذا الذي من شيعته من هذا القبطي فدفعه بجمع يده ومات هذا الامر الذي حصل من موسى ولم يكن قصدا لذلك ولم يكن متعمدا لذلك اعتبره ظلما عليه السلام وطلبا من ربه تبارك وتعالى ان يغفر له وان يتجاوز عنه. وفي هذا قال الله سبحانه وقتلت نفسا وقتلت نفسا فالشاهد ان هذه القصة قصة عجيبة في في هذا الباب وكنت قبل وقت كتبت حولها هذه القصة كتابة في بيان خطورة هذا الامر الذي هو قتل الدم المحرمة ولو كان دما لشخص كافر لان الكافر لا يحل ان يقتل هكذا في اي وقت وعلى اية حال وان الشريعة جاءت بتحريم ذلك فكتبت في ذلك كتابة في آآ خلال او في اثناء كتاب لي كان بعنوان القطوف الجياد من حكم واحكام الجهاد فنستمع الى ذلك ان من الامور المعلومة من الدين بالظرورة ان الله عز وجل قد عظم شأن الدماء وشدد في حرمتها وجعل التهاون في ذلك وانتهاك حرمته ذنبا كبيرا وفسادا عظيما. ورتب عليه وعيدا شديدا وجزاء اليما يوم القيامة فكل قتل للنفس مسلمة كانت او كافرة اذا لم يكن على وجه الحق الذي اذن به الله تعالى وقررته الشريعة الاسلامية فانه محرم شرعا بل هو في الاسلام معدود من كبائر الذنوب ومن الموبقات ومن سمى ذلك جهادا في سبيل الله او جعله عملا مباحا فهو ضال مضل خارج عن اجماع المسلمين بل وعما اجمعت عليه الشرائع السماوية ولنتأمل ما قص الله تعالى علينا في قصة من قصة نبيه موسى عليه السلام في قوله سبحانه ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه من شيعته على الذي من عدوه فوكسه موسى فقضى عليه. قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم. قال ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين فاصبح في المدينة خائفا يترقب. فاذا الذي استنصره بالامس يستصرخه. قال له موسى انك لغوي مبين. فلما ان اراد ان يبطش بالذي هو عدو لهما. قال يا موسى اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسك بالامس ان تريد الا ان تكون جبارا في الارض. وما تريد ان تكون من المصلحين في هذه القصة نرى ان هذا الذي استغاث بموسى شخص من من شيعته اي اسرائيلي مسلم وان الذي استغاثه عليه شخص من اي قبطي كافر ويظهر من السياق ان هذا القبطي الكافر كان معتديا على الاسرائيلي على الاسرائيلي المسلم فاراد موسى عليه السلام الدفاع عنه بالحق. ولم يقصد قتل عدوه الكافر. ولكن لما كان موسى عليه السلام قد اوتي بصة في الخلق وقوة في البدن ادت وكزته الى قتل القبطي. قال تعالى فوكزه موسى فقضى عليه اي دفعه بجمع كفه على صدره فقتله. وهو لا يريد قتله قال الحافظ ابن كثير وقد كان ذلك القبطي كافرا مشركا بالله العظيم. ولم يرد موسى قتله بالكلية وانما اراد وردعه ومع هذا قال موسى هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين. قال ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم. قال ربي بما انعمت علي اي من العز والجاه فلن اكون ظهيرا للمجرمين والمقصود ان موسى عليه السلام قد ابدى ندمه وتأسفه على ما افضى اليه وكزه من قتل القبطي الكافر الذي كان ظالما للاسرائيل الي واعتبر موسى هذا القتل غير المتعمد من تزيين الشيطان وانه قد ظلم نفسه بهذا العمل واستغفر ربه تاب اليه وعن الحسن البصري رحمه الله قال لم يكن يحل قتل الكافر يومئذ في تلك الحال لانها كانت حال كف عن القتال فاشتملت هذه القصة على مواعظ وعبر عظيمة ينبغي تأملها والاعتبار بها وهي ان هذا القتل خطأ ولم يكن قتلا متعمدا مقصودا وان هذا المقتول كان كافرا مشركا بالله وكان مع ذلك ظالما معتديا على الاسرائيلي وانه من قوم اشتدت عداوتهم لبني اسرائيل فقتلوا ابناءهم واستحيوا نسائهم وكان منهم بلاء عظيم ان موسى عليه السلام عد قتله في هذه الحال من عمل الشيطان. اي من تزيينه ووسوسته. لان الشيطان عدو لابن ادم مضل له عن سبيل الهدي عن سبيل الهدى والرشاد مبين في عداوته للانسان ان موسى عليه السلام جعل ما وقع منه من القتل الخطأ للكافر ظلما منه لنفسه. فقال ربياني ظلمت نفسي انه عليه السلام رأى ذلك ذنبا ينبغي طلب المغفرة منه. وخطأ يتاب منه الى الله تعالى. فقال فاغفر لي انه عليه السلام عاهد الله تعالى الا يعين ولا يساعد احدا على معصية ولا اجرام. وهو معنى قوله رب بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين انه كان من المتقرر من المتقرر ان قتل الانفس المعصومة عمدا بغير حق من الافساد في الارض وليس من عمل المصلحين ولهذا قال القبطي الاخر اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس؟ ان تريد الا ان تكون جبارا في الارض وما تريد وان تكون من المصلحين ظنا منه ان موسى عليه السلام كان يتعمد ذلك وفي هذه المواعظ والعبر بيان واضح وشاف لقبح الاقدام على قتل النفس البريئة التي لا تستحق القتل. وان كانت نفسا كافرة وان ذلك عمل مناف لشريعة الاسلام ولهدي المرسلين. وفي الخبر عن سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال يا اهل العراق ما اسألكم عن صغيرة واركبكم لكبيرة؟ سمعت ابي عبد الله ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يقول ان الفتنة تجيء من ها هنا واومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا قرن قرنا من حيث يطلع قرن الشيطان وانتم يضرب بعضكم رقاب بعض وانما قتل موسى الذي قتل من ال فرعون خطأ. فقال الله عز وجل وقتلت نفسا نجيناك من الغم وفتناك فتونا وذكر العلامة السعدي فوائد جليلة متعلقة بالايات السابقة فقال في تفسيره ومنها ان ان قتل الكافر الذي له عهد بعقد او عرف لا يجوز فان موسى عليه السلام عد قتله القبطي الكافر ذنبا واستغفر الله منه ومنها ان الذي يقتل النفوس بغير حق يعد من الجبارين الذين يفسدون في الارض. ومنها ان من قتل النفوس بغير حق وزعم انه يريد الاصلاح في ارض وتهيب اهل المعاصي فانه كاذب في ذلك وهو مفسد. كما حكى الله قول القبطي ان تريد الا ان تكون جبارا في الارض وما تريد ان تكون من المصلحين على وجه التقرير له لا الانكار وقال ايضا في خلاصة تفسير القرآن معددا هذه الفوائد ومنها ان قتل الكافر الذي له عهد بعقد او عرف لا يجوز فان موسى على قتله القبطي واستغفر الله منه وتاب اليه ومنها ان الذي يقتل النفوس بغير حق يعد من الجبارين المفسدين في الارض ولو كان غرضه من ذلك الارهاب ولو زعم انه مصلح حتى يرد الشرع بما يبيح قتل النفس. وان كان غرضه من ذلك الارهاب الشيخ رحمه الله تعالى كما يقال في كثير من كتاباته كان يسبق وقته كلمة الارهاب هذه كلمة انما صار لها انتشار في وقتنا هذا ولم يكن لها ففي في زمانه رحمه الله تعالى مثل هذا اه انتشار والحديث الواسع عن هذه الكلمة فمن يأتي بهذه المعاملات المحرمة او التعاملات المحرمة والاعتداء على هذه الانفس المعصومة وقصده الارهاب ان يرهب اه اعداء الله تبارك وتعالى او يرهب العصاة اه اهل الفسوق والمجون والاجرام فان طريقته هذه اذا كانت بالاعتداء على الانفس المعصومة يعد من الافساد في الارض ومن الاجرام لان الارهاب لا يكون بمخالفة الشرع لان الارهاب لا يكون بمخالفة الشرع. وانما يكون بالطرق التي جاء الشرع آآ بها واباحها لعبادة اما ان يسلك طرائق محرمة وسبل جاءت الشريعة بتحريمها وتجريمها وحجته في ذلك انه يريد ان يرهب الكفار او يريد ان يرهب الفجار الفسقة والعصاة فهذا من الاجرام هذا معدود في الاجرام وفي الافساد في الارظ وليس من عمل المصلحين في شيء نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن المقداد رضي الله عنه قلت يا رسول الله ارأيت ان التقيت انا ورجل من الكفار فاقتتلنا فضرب احدى يدي بالسيف فقطعها ثم لا اخذ مني بشجرة فقال اسلمت لله ااقتله قال لا تقتله فانك ان قتلته فانما فانه بمنزلتك قبل ان تقتله وانت بمنزلته قبل ان يقول كلمته التي قالها. وهذا الحديث حديث المقداد رضي الله عنه وهو في الصحيحين فيه دلالة واضحة على خطورة قتل النفس التي حرم الله سبحانه وتعالى قتلها قال قلت يا رسول الله وهذا تفقه من الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب الخطير العظيم قلت يا رسول الله ارأيت ان التقيت انا ورجل من الكفار فاقتتلنا فظرب احدى يدي بالسيف فقطعها انظر تصوير هذا الصحابي رضي الله عنه وارضاه في هذا التفقه والمعرفة بدين الله سبحانه وتعالى فقال فظرب يدي احدى يدي بالسيف قطعها ثم لاذ مني بشجرة لاذى مني اي اعتصم مني بشجرة فقال اسلمت لله اعلن اسلامه. قال اسلمت لله او نطق بالشهادتين. قال لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله. واشهد ان محمدا رسول الله ااقتله ااقتله يعني والحالة هذه قطع يدي قطع يدي ونادى مني بشجرة ولما اقتربت منه وخشي ان ان اقتله قال اسلمت لله ااقتله يعني والحالة هذه قال لا تقتل قال لا تقتله لماذا لانه ما دام انه اعلن اسلامه وليس لنا الا الظاهر والله تبارك وتعالى يتولى السرائر ولا يستطيع ان يقول قائل هذا اسلم تعودا. لان الامر راجع الى باطن الانسان ونحن ليس لنا الا الظاهر قد يكون قالها تعودا وقد يكون قالها فعلا اسلاما ودخولا في هذا الدين وليس لنا الا الظاهر. ولهذا سيأتي معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاسامة لما قتل ذلك الرجل قال افلا شققت عن قلبه لما قال انما قال تعوذا اي خوفا من القتل قال افلا شققت عن قلبه حتى تحكم على عليه انه انما قال تعودا المرأة ليس له الا الظاهر فاذا قال اسلمت لله لا يجوز قتله صار صار دمه معصوما صار دمه معصوما باسلامه واعلان اسلامه قال اسلمت الله قال اقتله قال لا تقتله فانك ان قتلته يعني بعد اعلانه للاسلام فانه بمنزلتك قبل ان تقتله فانه بمنزلتك قبل ان تقتله وانت بمنزلته قبل ان يقول كلمته كلمته التي قال ومعنى انك بمنزلته قبل ان يقول كلمته التي قال اي مباح الدم القصاص مباح الذنب بالقصاص وهو قبل ذلك كان مباح الدم بالكفر لا ان المرء يكون بهذا الامر كافرا وبمنزلة الكافر وانه مارق من الدين وخارج من ملة الاسلام فهذا العمل وهذا الصنيع من كبائر اه الذنوب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اه فانه بمنزلتك قبل ان تقتله وانت بمنزلته قبل ان يقول كلمته التي قالها نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن اسامة بن زيد رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحروقات من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم فلحقت انا ورجل من الانصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا اله الا الله فكف عنه الانصاري فطعنته برمحي فقتلته. فلما قدمنا بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. اعد ولهما ولهما عن اسامة بن زيد رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه اسامة بن زيد رضي الله عنهما حب النبي صلى الله عليه وسلم وابن حبه. نعم ولهما عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقات من جهينة وصبحنا القوم فهزمناهم فلحقت انا ورجل من الانصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا اله الا الله فكف عنه الانصاري فطعنته برمحي فقتلته فلما قدمنا بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا اسامة اقتلته بعدما قال لا اله الا الله قلت يا رسول الله انما قالها متعوذا فقال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله قال فما زال يكررها علي حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم وفي رواية انه قال افلا شققت عن قلبه ولمسلم انه قال يا رسول الله استغفر لي. فقال كيف تصنع بلا اله الا الله؟ اذا جاءت يوم القيامة هذا الحديث ايضا كالذي قبله في خطورة قتل النفس المعصومة التي حرم الله تبارك وتعالى قتلى فهذا اسامة رظي الله عنه يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثهم للحروقات وهم قبائل من جهينة الحروقات من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم فلحقت انا ورجل من الانصار رجلا منهم اي من هؤلاء رجل من جهينة فلما غشينا اي تمكنا منه قال لا اله الا الله فكف عنه الانصاري كف عنه اي كف عن ضربه او او طعنه او قتله كف عنه الانصاري فطعنته برمحي فقتلته اطعنته برمحي فقتلته فلما قدمنا بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا اسامة يا اسامة اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله اقتلته بعدما قال لا اله الا الله امرت في الحديث ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها اه فحتى اذا قالوها حرمت آآ دمائهم الا بحق الاسلام او كما جاء عن ان النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله قلت يا رسول الله انما قالها متعوذا انما قالها متعوذا اي من القتل. لم يقلها عن اعتقاد وايمان وانما قاله متعوذا من القتل كيف يمكن للانسان ان يعرف ان ان من قال هذه الكلمة انما قاله متعوذا من القتل وامر ذلك عائد الى القلب عائد الى القلب الى باطن الانسان كيف يحكم الانسان انه انما قالها متعودا ونحن في الشريعة ليس لنا الا الظاهر الباطن بين الانسان وبين الله لا نخوض فيه بين الانسان وبين الله تبارك وتعالى ليس لنا الا الظاهر والله يتولى السرائر ومن اظهر سريرة خير قبلت سريرته ومن اظهر آآ يعني ظاهر خير قبل ظاهره وتوكل سريرته الى الله سبحانه وتعالى قال انما قاله متعوذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلته؟ بعد ما قال لا اله الا الله؟ فما زال يكررها وهذا التكرير المراد منه بيان خطورة هذا الامر وعظم هذا الفعل الذي فعله اسامة رضي الله عنه. فما زال يكررها حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم. مرادا رضي الله عنه انه تمنى ان لو كان اسلامه في في هذا اليوم الذي كان يتحدث فيه مع النبي عليه الصلاة والسلام باعتبار ان الاسلام يهدم ما كان قبله باعتبار ان الاسلام يهدم ما كان قبله اي ما احب ان يكون هذا العمل من جملة الاعمال التي وقعت منه في اسلامه وحال اسلامه ادرك رظي الله عنه خطورة هذا الامر الذي اه وقع فيه تمنى ان لم يكن اسلم قبل ذلك اليوم بمعنى ان يكون اسلامه في ذلك اليوم الذي كان يتحدث معه مع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا بمعنى الا يدخل هذا العمل الذي وقع منه في حياته الاسلامية المباركة رضي الله عنه وارضاه ادراكا منه لخطورة هذا الامر وجاء في رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افلا شققت عن قلبه عندما قال انما قاله متعوذا قال افلا شققت عن قلبه؟ لان من يقول ذلك متعودا ليس صادقا امر يرجع الى القلب امر يرجع الى القلب ولا يحكم على ما في قلب الانسان لان الذي في قلبه بينه وبين الله عز وجل الله يطلع على ما في الظمائر والسرائر والناس ليس لهم الا الظاهر قال افلا شققت عن قلبه؟ يعني حتى تقول انه انما قال ذلك متعودا قال ولمسلم انه قال يا رسول الله استغفر لي ادعوا الله ان يغفر لي فقال كيف تصنع بلا اله الا الله اذا جاءت يوم القيامة كيف تصنع بلا اله الا الله اذا جاءت يوم القيامة وهذا فيه ايضا فظل لا اله الا الله فضل لا اله الا الله وان هذه الكلمة تحاج عن صاحبها ان هذه الكلمة تحاج عن صاحبها ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معروف قال لعمه يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فلا اله الا الله شأنها عظيم ومن كان من اهلها فدمه حرام دمه معصوم قال له النبي عليه الصلاة والسلام يكررها عليه كيف تصنع بلا اله الا الله؟ اذا جاءت يوم القيامة اي اذا جاءت يوم القيامة عن صاحبها. فالحديث فيه خطورة آآ اه خطورة الدماء المعصومة التي حرم الله تبارك وتعالى قتلها وان قتلها قتل الدماء المعصومة امر عظيم جاءت الشريعة بتعظيمه وانه ليس بالامر الهين نعم قال رحمه الله تعالى وللبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما قال ولا البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا يزال العبد في في فسحة من دينه لا يزال العبد في فسحة والفسحة هي السعة وعدم الضيق لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ما لم يصب دما حراما. اما اذا اصاب الدم الحرام هذي ورطة هذه ورطة عظيمة ورطة عظيمة ليست بالهينة اذا اصاب دما حراما اما ما لم يصب دما حراما فهو في فسحة من دينه في فسحة من دينه والحسنات يذهبن السيئات واتبع السيئة الحسنة تمحها. اما القتل القتل قتل الذم المعصومة هذا امر يضيق عليه هذه السعة وهذه الفسحة التي من من الدين ومن المعلوم ان قتل الدم المعصومة يترتب عليه ثلاثة حقوق حق لله سبحانه وتعالى وحق للمقتول وحق لاولياء المقتول ثلاثة حقوق والمقتول انتهى انتهت حياته على يد من قتله انتهت حياته لو كان اخذ منه مالا عنده الفسحة يرجع اليه ويعيد له المال ويطلب منه العفو لو كان اعتدى على عرظه سب او غير ذلك يطلب منه العفو والسماح غشه يطلب منه ان يعفو عنه الى غير ذلك. لكن اذا قتله انتهى ذهب الرجل ذهب الرجل وفارق الحياة مقتولة ويأتي يوم القيامة ورأسه في كفه وهو يشخب دما ويقول هذا قتلني فيما قتلني هذا قتلني فيما قتلني يطلب حقه فامر الدم ليس بالهين بل هو من ورطات الامور وعظيم ورطات الامور يقول لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ما لم يصب دما حراما ومن الصحابة من ذهب ومنهم ابن عباس رضي الله عنهما الى ان القاتل المتعمد قاتل الدم المعصومة تعمدا ليس له توبة ليس له توبة وقال ان قول الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وقال لم ينسخ هذه الاية شيء لم يأت شيء ينسخ هذه الاية ولكن الصحيح هو قول جمهور اهل العلم ان التوبة مقبولة من اي ذنب ان الله يغفر الذنوب جميعا اي لمن تاب وقصة الرجل الذي قتل اه تسعة وتسعين نفسا وكان يسأل هل له من توبة فلما سأل العالم قال اه من يحول بينك وبين اذهب الى مكان كذا تجد فيه قوما صالحين اعبد الله معهم القتل وكذلك غيره من من الذنوب اذا صدق العبد مع الله تبارك وتعالى في في في توبته تاب الله عليه وقوله جزاؤه جهنم اي هذا جزاء انجازه وهو داخل تحت المشيئة كما جاء في الاية التي قبل هذه الاية وبعدها ايضا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فكل ذنب دون الشرك هو تحت المشيئة ان شاء الله ان يعذب فاعله وان شاء يعفو عنه وان عذبه فانه اه لا يخلد في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك الشاهد من الحديث تعظيم قتل النفس المعصومة التي حرم الله تبارك وتعالى قتلها وان المرأة لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما واما اذا اصاب الدم الحرام فوقع فيكون وقع في ورطة عظيمة اه ولم يكن في هذه الفسحة وهذه اه السعة التي كان عليها قبل ان يقتل الدم المعصومة ومن الكلمات الجميلة اللي راوي هذا الحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنه في هذا الباب ان رجلا كتب اليه يطلب منه من ابن عمران يكتب له بالعلم كله قال اكتب لي بالعلم كله اكتب لي بالعلم كله فكتب اليه ابن عمر رضي الله عنهما ان العلم كثير ان العلم كثير لكن ان استطعت ان تأتي يوم القيامة خميس البطن من اموال المسلمين خفيفة الظهر من دمائهم كاف اللسان عن اعراضهم لازما لجماعتهم فافعل اي ان هذه الامور جمعت لك. هو يريد العلم كله لكن اعطاها هذه الخلاصة التي من وفق اليها فهو في عافية وفي اه غنيمة وسلامة ونسأل الله لنا اجمعين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعل الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عاد ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا