بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال رحمه الله تعالى في تأذي القدر حدثنا من جابو ابن الحارث وابو بكر ابن ابي شيبة قال من جاب انبأنا فقال ابو بكر حدثنا ابو الاحوص عن منصور عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا الى بقيع الغرقد قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فاخذ عودا فنكت به الارض ثم رفع رأسه فقال ما منكم من احد من نفس منفوسة الا قد علم مكانها من الجنة والنار شقية ام سعيدة؟ فقال رجل من القوم يا رسول الله افلا افلا ندع العمل ونقبل على كتابنا فمن كان منا من اهل السعادة سار الى اهل الى السعادة. ومن كان منا الى اهل الشقاوة صار الى ومن كان منا من اهل من اهل الشقوة صار الى الشقوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل اعملوا فكل ميسر فمن كان من اهل تقوى يسر لعملها ومن كان من اهل السعادة يسر لعملها. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاما من اعطى وصدق بالحسنى الى قوله فسنيسره للعسرى. حدثنا عثمان بن ابي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فاتنا قال فاتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس رأسه فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من احد من نفس منكوثة الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار. والا قد كتبت فقية او سعيدة. فقال رجل يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فمن كان منا من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة. ومن كان منا من اهل الشقاوة سيصير الى عمل اهل الشقاوة. فقال اعملوا فكل ميسر. اما اهل السعادة فيسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل الشقاوة. ثم قرأ فاما من اعطى واتقى الى قوله فسنيسره للعسرى حدثنا قتيبة بن صعيد حدثنا المعتمر بن سليمان عن منصور عن سعد بن عبيدة عن عبدالله بن حبيب عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة فيها نبي الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد. فذكر الحديث حدثنا من جاب ابن الحارث انبأنا ابن مسهر. ابن مسهر. ابن مسهر عن الاعمش عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال بين بين محمد بين نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينكت بشيء في يده في الارض فرفع رأسه فقال ما منكم من احد الا قد كتب مقعده عند الله من اهل الجنة او من اهل النار؟ فقال القوم يا رسول الله الا نتكل؟ قال لا اعملوا فكل ميسر. ثم قال رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى يسره للعسرى حدثنا عثمان ابن ابي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن سعد بن عبيدة عن ابي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما منكم من احد الا قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فذكر نحوه حدثنا محمد ابن المثنى حدثنا ابو معاوية حدثنا الاعمش فذكر باسناده نحو حديث علي بن المسافر حدثنا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن ابي قبيل عن شوفيين ابن ماتع عن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال اتدرون ما هذا ما هذان الكتابان؟ فقالوا لا يا رسول الله الا ان تخبرنا. فقال الذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم وقال للذي في شماله وهذا كتاب اهل النار باسمائهم واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ابدا. فقال اصحابه افيم العمل يا رسول الله؟ ان كان امر قد فرغ منه فقال سدد وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل اهل الجنة وان وان عمل اي عمل وان صاحب النار يختم له بعمل اهل النار وان عمل اي عمل ثم قال بيديه فنبذها فنبذهما ثم قال فرغا كن من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اراد الفريابي رحمه الله تعالى بهذه الاحاديث بهذه الاثار ان يبين مذهب اهل السنة والجماعة. وان مما يعتقد اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى قدر مقادير كل شيء ان الله سبحانه وتعالى كتب قادير الخلائق كلهم. قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وان الله سبحانه وتعالى شاء اعمال العباد وخلق افعالهم واقوالهم وقد علم الله عز وجل اهل الجنة من اهل النار. وان العبد يعمل بما يسر له وخلق له وليس في هذا حجة لاهل القدر وليس في هذا حجة لاهل الجبر. وانما في هذه الاحاديث حجة لاهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء وكتب كل شيء وشاء ما هو كائن شاء ما هو كائن سبحانه وتعالى وخالف كل ما شاء ولا يخرج شيء عن مشيئته ولا يخرج شيء عن خلقه وليس ثم الا خالق ومخلوق فالله خالق ما سواه فهو مخلوق واما ما ذكر ان بعضهم قال يا كريم العمل اذا كان الله عز وجل علم اهل الجنة من اهل النار وكتب اهل الجنة من اهل النار وشاء اهل الجنة من النار فلماذا نعمل هذه تعرض لكل انسان لماذا نعمل اذا كنا قد فرغ من اعمالنا وعلم اهل الجنة من النار فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم بجواب وهو اعملوا فكل ميسر لما خلق له من شاء الله له ان يكون من اهل الجنة فسيعمل بعمل اهل الجنة. ويوفق لعمل اهل الجنة. وييسر لعمل اهل الجنة. والعبد لا يعلم لا لا يعلم من اي الفريقين هو ولا يعلم علم الله فيه وانما نحن نعمل بما امرنا به ونحن مكلفون بما كلفنا الله عز وجل به فنعمل ونحرص ان نوافق امر الله وابو الرسول صلى الله عليه وسلم وندعوا الله بالثبات والا يزيغ قلوبنا ونرجو ان الله عز وجل يميتنا على هذا الايمان والا والا يبدلنا والا يغير ما نحن عليه من الاسلام والايمان. والا مثل هذه الاحاديث قد قضت مضاجع الصالحين. واصبح يخافون على اي حال يموتون فان الانسان لا يدري يعمل ما شاء الله ان يعمل ثم يزيغ قلبه ويعمل بعمل اهل النار ويموت على اهل النار. ولذا في حديث سهل بن سعد الساعدي الذي في مسلم ان احدكم ليعمل ان احدكم ليعمل عمل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة. لكن لا يظن ايضا ان الله سبحانه وتعالى يعامل عباده خلاف ما هم عليه صادقين بخلاف ما كانوا صادقين بمعنى اذا كان العبد صادقا في عبادته وتقواه وكان حريصا على طاعة الله عز وجل فان الله لا يخذله ابدا ولا يبدل حاله الى حال الشقاء. وانما يؤتى العبد من قبل نفسه يؤتى العبد من قبل نفسه. اما بخبايا يخالف امر الله فيها واما بخيالات تقع من نفسه ومن قلبه ومن ايمانه فالله سبحانه وتعالى من مكر به مكر الله به والا من صدق مع الله سبحانه وتعالى الله الله سبحانه وتعالى اصدق قيل سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى اذا اقبل عبده عليه اقبل عليه ربنا فاذا اتى العبد الى ربه يمشي اتى الله اليه هرولة وهذا من باب ان الله يجازي العبد باحسن مما يعمل. فلا يظن بالله عز وجل بل انه يقابل الاحسان بالاساءة ولا انه يقابل الايمان بان ان يختم على قلب ذاك المؤمن بالكفر وانما يؤتى العبد كما قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وانما يؤتى العبد من قبل نفسه. فذكر هنا احاديث حديث ابي طالب رضي الله تعالى عنه وهو في الصحيحين من حديث علي رضي الله تعالى عنه من طريق سعد ابن عبيدة ابن مالك عن ابي عبد الرحمن السنني عبد الله ابن حبيب عن علي قال كنا في جنازة وذكر الى ان قال صلى الله عليه وسلم ما منكم من نفس ما منكم من احد ما من ما منكم من احد من نفس منفوسة الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار الان ونحن في هذا المجلس علم الله منا من هو من اهل الجنة ومن هو من اهل النار من هو من السعداء ومن هو من من الاشقياء الا وقد كتبت شقية او سعيدة فقال ارجو يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل اذا اتكل ترك الشرع لان لان امر لان القدر هو هو اعمال القدر واعمال الشرع. فمن يترك الشرع ويعتمد القدر قد ترك شيء من الدين. ومن اعمل الشرع ولم يؤمن بالقدر فقد ترك كشيئا من الدين واهل السنة يحملون القدر ويعملون الشرع فيؤمنون القدر ان كل شيء بقدر ويعملون الشرع انهم يمتثلون امر الله سبحانه وتعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. فلو فعل او فعل الانسان مثلما قال نتكل نقول تركت الشرع فانت مأمور بعبادة الله وبطاعة فلا فلا تخالف شرع الله عز وجل واعمل فانك ان كنت ممن كتب الله لك الجنة فتعمل فستعمل بعمل اهل الجنة وكما ذكرنا سابقا ان علم الله عز وجل متعلق بعلمه السابق بعباده. فالله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. يعلم كل شيء ولا يخفى اي شيء في الارض ولا في السماء يعلم اهل الجنة ويعلم اهل النار يعلم من يطيعه ومن يعصيه يعلم من يؤمن من ممن يكفر. ثم ذكر ايضا هذا الحديث بطرق كثيرة كلها مفادها ان ان الامر قد فرغ منه وان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء وكتب كل شيء وشاء كل شيء وانما يعمل العبد بما يسهر له وخلق لاجله. والعبد يمتثل امر الله ويسابق لطاعة الله. ويرجو من الله عز وجل انه من اهل الجنة يرجو انه من اهل الجنة اما ان يقول كما يقول كما يقول المشركة والمجوسية لو شاء الله ما اشركنا ولو شاء ما عبدنا من دونه من شيء فهذه حجة باطلة لان الله شاء شاء مشيئة لا يعلمها العبد وانما يعلمها العبد متى اذا وقعت اذا وقعت افعال العباد. واما قبل وقوع الفعل فالعبد لا يعلم مشيئة الله فيه. وانما وانما علم بعد ان فعل معصية الله وعندما فعل فعل المعصية وفعل الكفر فعلها باختياره ومشيئته. فالعبد عندما يطيع الله طاعة الله عز وجل بمشيئة واختياره وهذه المشيئة وهذا الاختيار لا ينفذ الا بما شاء الله قبل ذلك. فانت عندما تقبل على مسجد وتقبل على توحيد الله اقبلت باختيارك وذاك الذي عبد غير الله واقبل على معصية الله اقبل ايضا بمشيئته واختياره ولا يقول قائل الله شاء ولا يقول قائل وشاء الله ما عبدنا من دونه من شيء ولو شاء الله ما عصيناه نقول الله امرك بطاعته ونهاك عن معصيته وجعلك مشيئة لتحاسب وتعاقب عليها فان اطعت نجوت وان عصيت عوقبت وعذبت بما فعلت وبما شئت انت. فالله والله اجل واكبر ان يدبر العباد على لا يريده والله عز وجل والله عز وجل اعدل واحكم ان يعذب العباد على شيء لم يفعلوه ولذلك الله حكم العدل لا يعذبني العباد الا بما عملوا ولا يعذبهم بما شاءه بما شاءه منهم وانما يعذب العبد اذا فعل. لو مات العبد لو مات العبد ولم ولم يفعل شيء من معصية الله وهو وهو قد شاء الله له الكفر قبل ذلك فان الله لا يعذبه حتى يبعث له رسولا بمعنى ان ان اهل النار لا يدخلون النار الا وقد اعذروا من انفسهم ولا يدخلون النار الا وقد قامت عليهم الحجة. اذا القدرية ضلوا والجبرية ايضا ظلوا فالقدرية نفوا خلق الله لافعال العباد ونفوا مشيئته انه يريد منهم انه انه يريد الكفر ويشاء الكفر فقال العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وهو الذي يشاء كفره وضلال والله لا يشاء ذلك. فعطلوا مشيئة الله وخلقه وجعلوا العبد خالقا مع الله سبحانه وتعالى سم مجوس هذه الامة تشبيها لهم بالمانوية المجوس. ولعنوا على لسان سبعين نبيا كما جاء في الاثار. واخبر انه مجوس هذه الامة عن ابن عمر وعن ابن عباس وعن الصحابة وصفوا بذلك ثم ذكر حديث عبد الله ابن عمر الذي رواه الليث ابن سعد عن ابي قبيل عن ابي عن ابي قبيل وهو ابو قبيل هذا ضعيف الحديث قد قال فيه البخاري عنده مناكير فانه عند مناكير انه انه يخطئ وكثيرا واحاديث منكرة والحديث هذا وان كان اسناده كما قال البخاري وغيره الا ان معناه صحيح عندما قال عبد الله عندما قال عن ابي قبيعة شفيق ابن مات عن عبد الله ابن عمرو قال خرج وفي يده كتابان فقال اتدرون ما هذان الكتابان؟ فقالوا لا يا رسول الله الا ان تخبرنا بمعنى ليس الكتاب كما نظن انه كتاب له انما هو كتاب فيه فيه كتاب واخرج الكتاب وهذا الكتاب اي ورقة ورقة او كتابان مجموعة اوراق فقال صلى الله عليه وسلم هؤلاء هذا كتاب رب العالمين فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم اي فلان ابن فلان الفلاني باسمه واسم ابيه وما ينسب اليه كل من كان من اهل النار كتب في هذا الكتاب اي حقيقته ان الله علمهم وكتبهم باسمائهم واسماء قبائلهم ولا يزيد احد ولا يزيد احد على لا ولا ينقص منهم احد لان الله علم من هو من اهل النار ومن هو من اهل الجنة. وكتب كتابا ايضا فيه اسماء كتب كتابا فيه اسماء اهل الجنة وكتب كتاب فيه اسماء اهل النار فلا يزاد في اعلى اهل الجنة احدا ولا يزاد عن النار احدا. قد يشكي على هذا ان ان الله وتعالى اذا ادخل اهل الجنة الجنة بقي فيها فضلا مكانا فاظيا فضل مكان واسع فينشئ الله له خلقا لم يعملوا خيرا قط فيدخل يقال ايضا ان هؤلاء ممن كتبت اسماؤهم في هذا الكتاب اي ليسوا هؤلاء يخلقهم الله عز وجل في ذلك الوقت يخلقهم الله عز وجل في ذلك الوقت فيدخلهم الجنة. اما النار ما وردت عند البخاري ان النار لا تمتلئ فيخلي فينشئ الله لها خلقا فهذه من كرة. والله لا يعذب احدا في النار الا وقد قامت هذه الحجة وبلغته الرسالة ولا يعذب احد في النار الا وهو يستحق العذاب. اما فضل الله عز وجل فهو واسع يدخل الجنة من شاء وان لم يعملوا خيرا وان لم يعملوا شيئا قط وانما ينشئ الله خلقا فيدخلهم الجنة ليملأوا اطرافها ويملأ الجنة لانها تكون واسعة وكبيرة فيدخلها اهل الجنة يدخلها يدخلها اهل الجنة ومع ذلك يبقى فيها فضل فينشئ الله لها خلقا. والبشارة ان هذه الامة من اهل الجنة هم مئة وعشرون صفحة. مئة وعشرون صفا. الجنة مئة وعشرون صفا. في هذه الامة منه ثمانون صفا واربعون صفا لبقية نسأل الله عز وجل من فضله. اذا ما ذكره هنا هو كله يدل عليه شيء ان الله علم كل شيء ابتدى مقادير الخلائق وشاءه وخلق وخلقه عندما اوجده فيؤمن العبد بذلك كله ولا من ذلك شيء وهذا من احد مراتب وهو من من الايمان بالقدر. فالايمان بالقدر هو ان نؤمن بعلم الله السابق لكل شيء. وان نؤمن بمشيئة الله لكل شيء ونؤمن بان الله كتب مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة وان الله خالق افعال العباد شرها وخيرها كفرهم وايمانهم اسلامهم وشركهم كل ذلك خالقه ربنا سبحانه وتعالى وليس هناك خالق غير الله والله اعلم