الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب تكفير السواد في الفتن قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا ليس منا رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله اما بعد قال رحمه الله تعالى باب تكثير السواد في الفتن المراد بالسواد اي الناس وتجمهرهم وتجمعهم في الفتن اي عندما تنشب الفتن بين الناس وتقع ويكثر الهرج والمرج وربما ايضا يحصل القتل ونحو ذلك والقتال فان الواجب على المسلم ان يتجنب الفتن والا يكثر سواد اهل الفتن بالتجمهر معهم والتجمع مما يزيد الفتنة فتنة ويزيد الشر شرا ولهذا جاء النهي عن ذلك ان يكفر سواد اهل الفتن بالحضور والاشتراك معهم حتى ولو لم يكن من نيته مثلا ان يقاتل او ان يعتدي او ان يظلم يقول اه اقف معهم اقف معهم او اشاركهم بتجمهر يسمى مثلا سلمي بدون ان اعتدي على احد ولا وانما بالوقوف فقط معهم او نحو ذلك فهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى في النهي عن ذلك والتحذير منه تكثير السواد في الفتن اي التي تقع بين الناس اورد رحمه الله تعالى اولا حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وكذلك في غيره من الاحاديث ليس منا ليس منا اي ليس منا معاشر اهل الايمان الذين يستحقون اهل الايمان اهل الايمان المطلق الذين استحقوا الثواب بلا عقاب لانهم كملوا الايمان الواجب تستحق ثواب الله تبارك وتعالى دون عقاب دون ان يكون لهم عقاب لانهم كملوا الايمان الواجب فقوله ليس منا هذا هو المراد به ليس المراد به نفي اصل الايمان كما هو فهم الخوارج الضلال وليس المراد بقوله ليس منا اي ليس من خيارنا افاضلنا كما هو فهم اهل الارجاء ولهذا الامام احمد رحمه الله وغيره انكروا هذا التفسير ليس منا اي ليس من خيارنا قال وهل لو تركوا ذلك يكونون من الخيار بتركهم له هل لو تركوا ذلك يكونون من الخيار من خيارنا وبعضهم فسر ليس منا اي ليس مثلنا وهل اذا ترك هذه الخصلة ولم يفعلها كان مثل النبي صلى الله عليه وسلم ومثل آآ الصحابة فمقام الايمان اعظم من ذلك واشمل الايمان المطلق يتناول الدين كله فقوله ليس منا اي ليس منا اي اهل الايمان المطلق الذين استحقوا الثواب بلا عقاب ولا يكون هذا النفي ليس منا الا في الكبائر لا يكون الا في ما هو كبير او كبيرة من الكبائر مثل لا يؤمن مثل قوله في الاحاديث لا يؤمن من فعل كذا او لا يؤمن من لم يفعل كذا هذا لا يكون الا في فعل اه محرم او ترك واجب نفي الايمان لا يكون الا في فعل محرم او ترك واجب الشاهد ان قوله ليس منا هذا يدل على ان هذا الامر الذي قيل في شأنه ذلك يعد الوقوع فيه والفعل له من الكبائر قال من حمل علينا السلاح من حمل علينا السلاح ومعنى حمله اي اشهره ورفع السلاح علينا اي معاشر المؤمنين والمسلمين رفع السلاح رفع السلاح على اهل الاسلام على المسلمين هذا من جهة وهذا وجه ارادة في هذه الترجمة فيه تكثير للسواد اهل الباطل الذين يريدون مثل هذه الاعمال اعمال الافساد العدوان والظلم واشهار السيف على اهل الايمان هذا من من الامور التي يريدها اهل الباطل فمن هذه الجهة فيه تكثير سوادهم فيه معونة لهم في تحقيق لاهدافهم و مقاصدهم ولهذا اورده رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة باب تكثير السواد الفتن قال من حمل علينا السلاح وفرق بين حمل السلاح على المسلمين وحمل السلاح للمسلمين امل السلاح للمسلمين حمله لهم في في مقاتلتهم الاعداء معاونة لهم على قتال الاعداء الكفار اما حمل السلاح على المسلمين حمل السلاح على المسلمين فهو ان يشهر السلاح وان يرفعه على اهل الاسلام فهذا فيه من المعاونة وفيه من آآ الاذى والشر على المسلمين ما يكون نوعا من التكفير لسواد اهل الباطل بهذه المعاونة التي يقدمها لهم من اشهر السيف ورفعه على المسلمين نعم قال رحمه الله تعالى وفي البخاري عن محمد بن عبدالرحمن ابي الاسود قال قطع على اهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فاخبرته فنهاني اشد النهي وقال اخبرني عبد الله ابن عباس ان اناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكفرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم يرمى به فيصيب احدهم فيقتله. او يضرب فيقتل فانزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم الاية وقوله صلى الله عليه وسلم ولكن من رضي وتابع قال رحمه الله تعالى وفي البخاري عن محمد ابن عبد الرحمن ابي الاسود قال قطع على اهل المدينة بعث فاكتتبت فيه. قطع على اهل المدينة اي فرظ فرظ عليهم والزموا بذلك وبعث اي جيش الزم اهل المدينة وهذا كان في خلافة عبد الله بن الزبير الزموا بان يهيئ ان يهيأ جيش يخرج المدينة قتال اهل السم لقتال اهل الشام في آآ ايام وخلافة عبد الله ابن الزبير وقوله قطع اي فرض قطع على اهل المدينة اي فرظ عليهم ذلك والزموا بذلك وقوله باعث اي جيش يبعث ويرسل من المدينة تجاه الشام فاكتتبت فيه اي قيدت نفسي مع هذا البعث سجلت اسمي معهم. مشاركا في هذا البعث البعث الذي يخرج من المدينة في هذا الجيش قيدت اسمي الى حين الخروج بحيث انني اخرج معهم فلقيت عكرمة فلقيت عكرمة فاخبرته فلقيت عكرمة فاخبرته وعكرمة من ائمة المسلمين وعلمائهم ومن الخير للمرء من الخير للمرء بمثل هذه القضايا العظيمة الكبيرة وغيرها من القضايا ان يرجع الى اهل العلم من باب الاستشارة والاستنصاف يقول انا اه سجلت اسمي في كذا اقدمت على كذا عندي نية ان اذهب للمكان الفلاني القتال او آآ المشاركة في كذا وكذا ما الذي تنصحني ما الذي ترى في هذا الامر قال فلقيت عكرمة فاخبرته اخبرته بانني اكتتبت في مع هؤلاء سجلت اسمي وقيدته مع هؤلاء فاخبرت فنهاني اشد النهي فنهاني اشد النهي اي ان عكرمة رحمه الله تعالى حذر من الخروج مع هذا الجيش تحذيرا شديدا لان هذا الجيش الذي سيقع في اقتتال بين مسلمين ومسلمين دماء مسلمين تراق هنا ودماء مسلمين تراق ايضا في الجهة الاخرى ودماء المسلمين امرها ليس بالهين امرها ليس بالهين ولو دم مسلم واحد فكيف بدماء كثيرة تراق وتزهق قال فنهاني اشد النهي وقال اخبرني عبدالله بن عباس ان اناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين يكثرون سواد المشركين اي ان وجود الانسان وجود الانسان هذا المراد من الموضوع المقصد من ايراد هذا الخبر ان وجود الانسان مع اهل الفتنة حتى ولو كان ليس بغرض القتال واراقة الدماء الشغب والفوضى وانما يقف معهم فوجوده معهم بحد ذاته يعد تكثيرا لسوادهم ومعاونة لهم في الفتنة واهل الفتنة يزداد فيهم الشر عندما يرون اعدادهم كثرت وزادت عندما يرى عدده كثر وزاد حتى لو كان بعظ او كثير من الذين وجدوا انما تجمهروا هكذا وتجمعوا لا للغرض الذي يقصده هؤلاء من قتال او شغب او حملا للسيف او نحو ذلك على انه احيانا تكون تجمعات وتجمعات لا يقصد فيها القتال لكن سرعان ما ينشب لان مثل هذا التجمع والتجمهر يأتي من يشعل فيه فتيل ونار الفتنة ثم تراق الدماء ثم تراقي الدماء احيانا يأتي عدو للطرفين فيدخل مجموعة منهم في في طرف هؤلاء ومجموعة في طرف هؤلاء ويلقون الحجارة او يلقون كأن الطرفين هم من بدأ ثم يقع القتال ثم يقع القتال فوجود الانسان في الفتنة بحضوره ومشاركته حتى ولو لم يقصد هذا امر منهي عنه هذا امر مني عنه. لا يقول الانسان والله انا كانت نيتي طيبة ومجرد فقط الوقوف من اجل المصلحة الفلانية وهذا هذي نيتي ما كان عندي نية ان انت بهذا كثرت سواده حتى وان كانت نيتك طيبة ونية الانسان بينه وبين آآ بين ربه سبحانه وتعالى لكن العمل هذا الذي هو تكفير السواد هذا عمل منهي عنه والانسان ينبغي ان يحسب للامور حسابا خاصة في باب الفتن لان الفتن فيها وتنطوي على على امور من الشرور قد لا تلوح للانسان ولا تظهر له في بادئ الامر وكثير من الناس دخلوا مثل هذا الدخول ثم ندموا ندامة شديدة على ما كان منهم من حضور او مشاركة او او نحو ذلك واحد السلف لا تذكر الان من هو شارك في في في فتنة لكنه لم يقاتل لم يقاتل ولم يرفع سيفا فلقيه احد الناصحين بعد ذلك فقال انا ما رفعت سيف ولا ولا شاركت قال كيف يكون امرك يوم القيامة اذا وقفت بين يدي الله وجاء اناس وقالوا يا رب نحن لم نشارك الا لكونا رأينا العالم الفلاني او الشيخ الفلاني واقفا مع هؤلاء تبعنا في ذلك كم من الناس رأوك تمشي وتبعوك في ذلك؟ هذا كلاما آآ هو معنى ما نقل عن بعظ السلف في هذا الباب احيانا المشاركة وان لم يقصد قتالا لم يقصد اراقة للدماء لم يقصد شغبا وعدوانا يترتب عليه من الشر والفساد ما لم يحسب له المرء حسابا ولهذا ينهى عن تكثير السواد ينهى عن تكثير السواد في الفتن. قال قال ان اناسا قال اخبرني عبد الله ابن عباس ان اناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين يكفرون سواد المشركين هؤلاء النفر من المسلمين هم اهل الاسلام لكن وليس لهم غرض في انتصار المشركين على آآ الكفار لكن قد يكون معهم مجاملة خوفا على مصالحه التي عندهم خوفا على بيته على املاكه على اموره فيقف معهم وقوفا لا ليس من نية ان يقاتل ولا وليس من نية ان يعتدي وانما غرظه من ذلك الابقاء مثلا على مصالحه التي عندهم ويخشى ان يؤذوه او مثلا يؤذوا اولاده او يأخذوا املاكه او نحو ذلك فيقف معهم فيقف معهم وان لم يكن له غرظ في القتال فهذا نوع من التكثير للسواد هؤلاء مع انه لم يكن له غرظ في القتال لكن عد بهذا العمل ظالما قال ان اناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكفرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم اي اذا خرج جيش من آآ جيوش المشركين لمقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم يخرجون معهم يخرجون معهم حتى لا يقول عنهم آآ آآ حتى لا يقول عنهم المشركون آآ امرا او قولا يقتضي فيما بعد تصفيتهم في البلد او اخذ املاكهم او اه الاعتداء مثلا على حرمهم او نحو ذلك فكانوا يكفرون بذلك سواد المشركين قال يأتي السهم يرمى به فيصيب احدهم فيقتله لما يكون واقف مع هؤلاء يرمى بالسهم فيصيبه. فيقتله او يضرب اي بالسيف فيقتل ويكون قتله يوم قتل وهو في صف المشركين قتله يوم قتل وهو في صف المشركين معهم قادما معهم وهؤلاء قدموا لقتال اهل الاسلام وجوده في صف المشركين هو عدد من الاخرين هذا فيه تكفير للسواد وكثرة السواد لها اثرها في القتال لها اثرها في القتال لان الكثرة تخيف وترعن فاذا كان هو واخرين كثروا سواد المشركين هذا فيه معاونة لهم حتى وان لم يكن له قصد وغرض في القتال نفسه قال فانزل الله تبارك وتعالى قوله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم اي ان هؤلاء ظلموا انفسهم آآ هذا المجيء وهذا التكفير للسواد للمشركين قالوا فيم كنتم اي الملائكة التي بعثها الله وارسلها لقبض ارواح هؤلاء تسألهم على سبيل التقريع والتوبيخ لهم قالوا فيما كنتم اي ما هذا العمل ما هذا الامر الذي صنعتموه قمتم به وترتب عليه ان ان قتل هؤلاء في في هذا الموضع وفي هذا المكان فيما كنتم وما الذي حملكم على ذلك؟ قالوا كنا مستضعفين في الارظ قالوا كنا مستضعفين في الارض اي الذي كنا فيه هو الامر والوضع الذي كنا فيه انا مستضعفين في الارض ولم يكونوا صادقين في ذلك لان الله عز وجل استثنى بعد قليل من هم المستضعفين حقا؟ اما الرجل القوي والقادر على الهجرة ويبقى بين المشركين اين الاستضعاف اين كون مستضعفا قالوا كنا مستضعفين في الارض. قال قالوا الم تكن ارض الله واسعة قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها ما الذي ابقاكم معهم لو كان الانسان كبير السن او امرأة ضعيفة او ولدا طفلا يكون مستضعف اما الرجل القوي القادر ويبقى معهم مكفرا لسوادهم ويقول انا كنت مستضعفا هذا ليس بصحيح قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا اي الملائكة الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها ثم ذكر مصير هؤلاء فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا وهذه العقوبة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في هؤلاء لانهم بقوا مع المشركين ولم يهاجروا وبقوا مكفرين سواد المشركين حتى ايظا اذا خرج القتال خرجوا معهم ولو بغير نية القتال تكثير وفي هذا التكثيرا سواد المشركين فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الا المستضعفين الا المستضعفين هؤلاء استثناهم الله. من هم قال الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ما له قدرة وجسمه ضعيف ولا يستطيع مثلا ان يسافر او امرأة ضعيفة او اطفال صغار هؤلاء معذورون وفعلا ينطبق عليهم وصف الاستضعاف وانه مستضعف الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا عسى الله ان يعفو عنهم وعسى في القرآن واجبة اي ان الله يعفو عنهم لانه مستضعف ما له قدرة ولا حيلة ولا يهتدي سبيلا كيف يهاجر وكيف يخرج هذا معذور اما الرجل القوي القادر ويبقى مكفرا لسواده الباطل ويقول انا مستضعف هذا ليس بصحيح هذا ليس بصحيح ثم اذا خرج من البلد بلد الكفار مهاجرا لا يخلو من حالتين اما ان يصل الى البلد الذي هاجر اليه ويكون بذلك سلامته آآ تحصيله لثواب الهجرة والسلامة من البقاء مع الكفار وتكثير السوادم او ان يموت في الطريق وفي اي الحالتين هو سالم وغانم واجره على الله سبحانه وتعالى ولهذا قال في في الاية التي بعدها ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله فقد وقع اجره على الله اي انه على حالتين اما ان يخرج ويصل الى البلد الذي هو مهاجر اليه البلد الاسلامي ويكن معهم او انه يموت في الطريق فان مات في الطريق اجره على الله سبحانه وتعالى ويكتب له ذلك وان وصل الى البلد تحققت له السلامة والعافية. اما ان يبقى في ديار اه الكفار مكفرا لسوادهم. ويقول انا مستضعف وليس لي حيلة مغالطا ومخادعا هذا لا لا ينفعه لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى ولهذا تقدم قول الله عز وجل فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الشاهد من هذه اه الاية ان المسلم لا يجوز ان يكسر سواد اهل الباطن ان يكثر سواد اهل الباطل حتى ولو لم يكن له غرظ في مقاصد هؤلاء من قتال او آآ مثلا آآ اراقة دماء او شغب او نحو ذلك وانما تكفيرا للسواد فقط فهذا ينهى عنه لما يترتب عليه من الشرور العظيمة المؤمن يجب عليه ان يتجنب ذلك فلا يكون مكفرا لسواد اهل الباطل لا من اهل الفتن ولا من اهل البدع ولا من اهل المعاصي وكل تكفير للسواد في هذا الباب يكون بحسبه تكفير سواد اهل البدع او تكفير سواد اهل الفتن او تكثير سواد المعاصي كل ذلك يبوء فيه المرء من الاثم بحسب آآ من كثر سوادهم غرض عكرمة رحمه الله تعالى من ايراده لما نقله عن ابن عباس في حال هؤلاء المشركين الذين هؤلاء الذين كانوا مع هؤلاء المسلمين الذين كانوا مع المشركين يكفرون سوادهم مع انهم لا يريدون هؤلاء هؤلاء المسلمون لا يريدون بتكثير سواد المشركين المشاركة في القتال لا يريدون المشاركة في القتال وليس لهم غرض في موافقتهم في مقاصدهم من آآ القضاء على الاسلام والاجهاز على المسلمين. هذه المعاني ما قامت في قلوب هؤلاء اه المسلمين فعكرمة كانه باراده لهذا الاثر يقول لابي الاسود وانت ايظا لا تكفر سواد هؤلاء وهذا الجيش وان كنت لا تريد موافقتهم فيما ارادوه من قتال حتى وان كنت لا تريد موافقتهم في ما ارادوا من قتال لا تكثر سوادهم مجرد وجودك معهم مشاركتك معهم هذه لا تجوز مثل ما ان هؤلاء وان كان لا لم يكن لهم غرض في مشاركة المشركين في القتال الا ان ذلك كان تكثيرا سوادهم ولهذا عبر ابن عباس بذلك قال يكفرون سواد المشركين قال رحمه الله تعالى وقوله صلى الله عليه وسلم ولكن من رظي وتابع هذا الحديث تقدم بتمامه عند المصنف رحمه الله تعالى في باب ذكر الرضا بالمعصية بباب ذكر الرضا بالمعصية قال وله اي لمسلم عن ام سلمة رظي الله عن اه عنها مرفوعا انه يستعمل عليكم امراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برأ ومن انكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قال رحمه الله اي من كره بقلبه وانكر بقلبه لكن من رضي وتابع من رضي وتاب جاء في بعض الروايات فاولئك هم الهالكون اما الذي انكر بقلبه وكره بقلبه فهذا سلم اما من رضي وتابع اي تابع هؤلاء فانه يكون هالكا ويصيبه بذلك الهلاك لانه كثر سوادهم متابعته لهم آآ الخبر الذي هو المتقدم الذي يرويه محمد ابن عبد الرحمن ابن الاسود ولقيه لعكرمة هذا اورده البخاري رحمه الله في صحيحه في باب من كره ان يكفر سواد الفتن والظلم اورده البخاري في الصحيح في كتاب الفتن باب من كره ان يكفر السواد الفتن والظلم والبخاري رحمه الله آآ اورده اه وترجم له بهذه الترجمة مستشهدا به انه لا يجوز تكفير سواد آآ اهل الفتن واهل الظلم ولو لم يكن له غرض في مقاصد هؤلاء وانما تكثير السواد فقط ينهى عنه والكراهة آآ المراد بها التحريم من كره المراد بالكراهة التحريم ليس كراهة التنزيه وانما هذا امر محرم. لا يجوز وفقه البخاري كما يقال في تراجمه رحمه الله تعالى الامام آآ محمد عبد الوهاب رحمه الله يشارك في مثل هذا الفقه العظيم والاستنباطات العظيمة ويقال من اهل العلم والاطلاع ان في تراجم شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله في كتبه شبه من نفس البخاري وغيره من الائمة الاكابر. وقد سلك طريقهم في دقة فهمه للاحاديث ثم الترجمة اه في الباب بخلاصة هي زبدة عظيمة وخلاصة دقيقة تستنبط مما ساقه واورده رحمه الله تعالى اه من اه ادلة في الباب نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر العقوق وقول الله تعالى ان اشكر لي ولوالديك الي المصير. نعم قال عن ابن عمر رضي الله عنهما اقبل رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابايعك ابايعك على الهجرة والجهاد ابتغي الاجر من الله فقال هل من هل من والديك احد حي؟ قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الاجر من الله تعالى؟ قال نعم. فقال فارجع الى والديك فاحسن صحبتهما. اخرجاه. واللفظ لمسلم. نعم الترجمة وما تحتها الحديث عنها في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى. اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم يا ربنا اعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا. واجعله الوارث منا واجعل على من ظلمنا وصلنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا