الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا انفعنا وانفعنا بما علمتنا زدنا علما وعملا يا علي. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والمستمعين. قال ابن القيم قال ابن الموصلي رحمه الله في مختصره فصل في بيان حقيقة التأويل لغة واصطلاحا وهو تفعيل من الة يؤول الى كذا اذا صار اليه فالتهويل التصير واولته تأويلا اذا لا صيرت سيرته اليه تعالى وتأول وهو مطاوع اولته وقال الجوهري التأويل تفسير ما يؤول اليه الشيء وقد اولته تأويلا وتأولته بمعنى قال قال الاعشى على انها كانت تأول حبها تاول ربعي السقاب فاصبح قال ابو عبيدة في تفسير حبها ومرجعه اي كأنه كان صغيرا في قلبه فلم يزل ينبت حتى صار قديما كهذا السقب الصغير لم يزل يشب حتى صار كبيرا مثل امه وصار له ابن يصحبه. انتهى كلامه ثم تسم ثم تسمى العاقبة تسمى العاقبة تأويلا. لان الامر يصير اليها قال الله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا وتسمى حقيقة الشيء المخبر المخبر به تأويلا. لان الامر ينتهي ومنهم قوله تعالى هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق مجيء مجيء نفسي ما اخبرت به الرسل من اليوم الاخر والمعادي وتفاصيله والجنة والنار. وسمي تعبير الرؤيا تأويلها بالاعتبارين فانه تفسير لها وهو عاقبتها وما تؤول اليه وقال يوسف لابيه يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل. اي حقيقتها ومصيرها الى ها هنا انتهى. وتسمى العلة الغائية والحكمة المطلوبة وبالفعل تأويلا لانها بيان لقصد الفاعل وغرضه من الفعل الذي لم يعرف الرأي له غرضه به ومنه قول الخضري الخضري لموسى بعد ان له الحكمة المقصودة بما فعله من تخريق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار بلا عوض سانبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا فلما اخبرنا وبالعلة الغائية التي انتهى اليه فعله قال ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا. فالتأويل في كتاب الله تعالى المراد منه حقيقة المعنى الذي يؤول اللفظ اليه وهي الحقيقة الموجودة في الخارج فان الكلام نوعان خبر وطلب فتأويل الخبر هو الحقيقة وتأويل الوعد والوعيد هو نفس الموعود والمتوعد به وتأويل ما اخبر الله تعالى به من صفاته العلا وافعاله نفس ما هو عليه سبحانه وما هو موصوف به من الصفات العلى وتأويل الامر هو نفس الافعال المأمور بها. قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك يتأول القرآن فهذا التأويل هو فعل فعل نفس المأمور به فهذا هو التأويل في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واما التأويل في اصطلاح اهل التفسير والسلف من اهل الفقه والحديث فمرادهم به معنى التفسير والبيان منهم قول وغيره القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا ومنهم قول الامام احمد في الرد على الجهمية فيما تأولته من القرآن على غير تأويله فابطل التأويلات التي ذكروها وهو تفسيرها المراد بها وهو تأويلها عنده. فهذا التأويل يرجع الى فهم المؤمن ويحصل في الذهن والاول يعود الى وقوع حقيقته في الخارج واما المعتزلة الجهمية وغيرهم من المتكلمين فمرادهم بالتأويل صرف اللفظ عن ظاهره وهذا هو الشائع في عرف المتأخرين من اهل الاصول والفقه. ولهذا يقولون التأويل على خلاف الاصل والتأويل يحتاج الى دليل. وهذا التأويل هو الذي صنف في تسويقه وابطاله من الجانبين فممن صنف ابطال التأويل على رأي المتكلم القاضي ابو يعلى والشيخ موفق الدين القدامى وقد حكى غير واحد اجماع السلف على عدم القول به ومن التأويل الباطل تأويل اهل الشام من قوله صلى الله عليه وسلم لعمار تقتله الفئة الباغية فقالوا نحن لم نقتله انما قتله من جاء به حتى اوقعه بين رماحنا وهذا التأويل مخالف لحقيقة اللفظ وظاهره. فان الذي قتله هو الذي باشر قلت لولا من استنصر به ولهذا رد عليهم من هو اولى بالحق والحقيقة منهم فقالوا فيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه هم الذين قتلوا حمزة الشهداء معه لانهم اتوا بهم حتى اوقعوهم تحت سيوف المشركين. ومن هذا قول عروة ابن الزبير لما روى حديث عائشة رضي الله عنها فرضت الصلاة تزيدا في صلاة الحظر واقرت صلاة السفر. فقيل له فما بال عائشة اتمت السفر؟ قال تأولت كما تأول عثمان وليس مرادها ان عائشة وعثمان تأولا اية على خلاف ظاهرها وانما مراده انه ما تأولا دليلا قام عندهم واقتضى جواز الاتمام فعملا به فكان عملهما به هو تأويله فان العمل بدليل الامر هو تأويله كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول قوله فسبح بحمد ربك واستغفره بامتثاله بقوله سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي فكأن عائشة وعثمان تأولا قوله فاذا فاذا اطمأننتم فاقيموا الصلاة. فان اتمامها من اقامتها وقيل تأولت عائشة انها ام المؤمنين وان ام وان امهم حيث كانت فكأنها مقيمة بينهم وان عثمان كان امام المسلمين فحيث كان فهو منزله او انه كان قد عزم الاستيطان بمنى او انه كان قد تأهل بها ومن تأهل ببلد لم يثبت له حكم المسافر او ان الاعراب كانوا قد كثروا في ذلك الموصل كانوا قد كثروا في ذلك الموسم فاحب ان يعلمهم فرض الصلاة وانه اربعة وغير ذلك من التأويلات التي ظنها ادلته ظنها ادلة مقيدة لمطلق القصر او مخصصة لعمومه وان كانت كلها ضعيفة. والصواب هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه كان امام المسلمين وعائشة ام المؤمنين في حياته ومماته وقد قصر وقصرت معه ولم يكن عثمان ليقيم بمكة وقد بلغه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انما رخص بالاقامة بها للمهاجر بعد قضاء نسك ثلاثا والمسافر اذا تزوج في طريقه لم يثبت له حكم الاقامة بمجرد التزويج ما لم يزمع الاقامة كده يحصل هيك ما لم يزمع الاقامة وبالجملة في التأويل فالتأويل الذي يوافق ما دلت عليه النصوص وجاءت به السنة هو التأويل الصحيح وغيره وغيره هو الفاسد. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر هنا ما يتعلق بالتأويل وذكر ابن القيم فصل التأويل لانه بهذا التأويل دخل اهل البدع والضلال على ايات الصفات تحريفا وتعطيلا فتأولوا نصوص الكتاب وحملوها ما لم تحتمل ولذا نرى ان جميع ما دخل على ايات الصفات من الضلال كان مبدأه دعوى التأويل او دعوى المجاز وهي طواغيت كسرها ابن القيم في صواعقه واتى على بنيانها فهدمها وازالها رحمه الله تعالى فاذا كان كذلك فلا بد ان نعرف معنى التأويل. والتأويل جاء في كتاب الله عز وجل وجاء ايضا في السنة فجاء في كتاب الله مثل قوله وما يعلم تأويله الا الله وجاء مثل قوله هل ينظرون الا تأويله ومعاني التأويل او معنى التأويل في كتاب الله عز وجل اما ان يكون بمعنى التفسير او بمعنى الحقيقة والصيرورة التي يصير اليها ذلك المؤول وليس هناك معنى ثالث في كتاب الله عز وجل يدل على هذا الا ان ابن القيم ذكر هنا ذكر الموصلي في مختصر هذا ابن القيم ان التاويل يأتي على عدة معاني فاولا اتى من جهل تعريفه من جهة اللغة قال هو تفعيل من الة يؤول الى كذا. هو من ال يؤول الى كذا اذا صار اليه التأويل من جهة اللغة هو الرجوع والتصير واولته تأويلا الى اذا صيرته اليه وقيل التأويل ايضا المعنى الاخر من معنى اللغة ان التأويل هو التفسير وهو تفسير ما يؤول اليه الشيء وكلاهما صحيح سواء قلت انه الحقيقة التي يصير اليها او اما ما يصل اليه الشيء هذا تأويله وايضا يأتي معنا التفسير فهو تفسير ما يؤول اليه الشيء ويقال قد اولته تأويلا وتأولته بمعنى فسرته وذكر في ذلك تأول اي صار صار هذا ما ذكره الاعشاء قال اي صار ورجع حبها ومرجعه اي تأول اي رجع اليه فكانت ال يؤول اذا رجع الى اصله. والمعنى؟ اذا معناه اما الصيرورة والحقيقة واما بمعنى التفسير ويسمى ايضا بمعنى العاقبة جاء ذلك في قوله تعالى ذلك خير واحسن تأويلا. اي احسن عاقبة ولكن هنا نقول التأويل ايضا بمعنى ما يصير اليه الشيء احسن تأويلا اي احسن ما يصل اليه الشيء وهي عاقبته فهذا معنى التأويل وقيل ايضا اه من من معاني التفسير قوله تعالى يا ابتي هذا تأويل رؤياي. عندما فسرها بان بانه يرى احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدون قال هذا تأويل رؤياي وهو سجود الشمس والقمر وبقية اخوته اي هذا تأويلها اي هذا صيرورتها وحقيقتها التي فسرتها قبل ذلك ومنهم من ذكر ان التأويل ايضا يأتي بمعنى العلة الغائية والحكمة المطلوبة اي التأويل هذا الشيء حكمته انه يكون كذا كما قال تعالى في قصة الخضر مع موسى سأنبئك بتأويل وهنا ايظا يكون معنا بمعنى بتفسير اي ما اشكل عليك ولماذا قتلت الصبي؟ ولماذا خرقت السفينة؟ ولماذا بنيت الجدار هذه اشياء تحتاج الى توضيح وتبين وتفسير. فقال سأنبئك بتأويل يصح ان تقول بالعلة او الحكمة من هذه الاشياء التي فعلتها ويكون اظهار الحكمة وتبيينها بمعنى تفسير يكون بمعنى التفسير فيرجع الامر الى التفسير والى الصيرورة فهذا هو معنى التوبة لكتاب الله انه يأتي بمعنى الحقيقة ويأتي معنا ويأتي معنا التفسير كما قال ابن جرير تأويلك يقول ابن زيدان في تفسيره القول في تأويل قوله تعالى اي القول في تفسير قوله تعالى وهو تفسيرها المراد بها واذا قام احمد في الرد على الجهمية فيما تأولته من القرآن على غير تأويله لان المبتدعة عندما تأول القرآن لم يفسروا على الوجه الذي على الحقيقة وانما تأولوه على معنى الباطل على غير المعنى الذي اراده الله عز وجل وقد ذكرنا ان التأويل الاخبار هو الايمان بحقيقتها وما تصير واليه وتأويل الاوامر والنواهي هو بامتثالها واجتنابها. اي تأويل ما ما يأتي من جهة الانشاء هو هو الفعل فعلا ان كان امرا وتركا كان نهيا واما من جهة الاخبار فتأويلها هو حقيقتها التي تصير اليها قال هنا وهو تفسيرها المراد وهو تأويله عند فهذا التأويل يرجع الى فهم المؤمن ويحصد الذهن والاول يعود الى وقوع حقيقته بالخارج قال واما المعتزلة وسموا بذلك لانهم اعتزلوا لان رأسهم واصل بن عطاء لما سئل الحسن عن صاحب الكبيرة وقال هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته قال واصل اقول قولا خلاف هذا بل هو بل هو في منزلة من المنزلتين فلا اسميه مؤمن ولا اسميه كافر ثم اعتزل عطاء او ثم اعتزل واصل حلقة الحسن واقام له حلقة وقال الحسن اعتزلنا واصل فسميت المعتزلة واما الجهمية فانتسبوا الى الجهل بن صفوان وغيرهم من المبتكرين فمراد بالتأويل صرف اللفظ عن ظاهره وهذا هو الشافعي المتأخرين من اهل الاصول الفقه الى معنى غير مراد دون قرينة تدل عليه. اذا هذا هو المعنى الثالث من معنى التأويل وهو صرف اللفظ عن المعنى الراجح او عن المعنى الظاهر المتبادل الذهن الى معنى اخر غير ظاهر وغير متبادل الذهن دون قليل تدل عليه. وهذا لا يسمى تأويلا وانما يسمى تحريفا لان التأويل جاء في كتاب الله وجاء بعده التفسير والحقيقة واما التأويل بهذا المعنى جاء في قوله تعالى يحرفون الكلم عن مواضعه فهو تحريف وتبديل تغيير لكلام الله عز وجل فعبر شيخ الاسلام عن اهل التأويل الباطل باهل التحريف باهل التحريف وهو حرفهم لمعاني النصوص اما تحريف لفظي واما تحريف معنوي وكل تحريف اللفظي ينبني عليه التحريف المعنى ينبغي تحريف المعنى قال ولهذا يقولون التأويل على خلاف الاصل والتأويل يحتاج الى دليل قال وهذا التأويل الذي هو صنف الذي سن في تسويغه وابطاله من الجانبين اي صنف في ابطاله صنف القاضي القاضي صنف فيه القاضي ابو يعلى كتاب ابطال التأويل وقد بالغ رحمه الله تعالى في اثبات اشياء لم يصح بها الدليل حتى اثبت اللهوات واثبت والاضراس واثبت ما لا يصح فيه دليل عن نبينا صلى الله عليه وسلم في حق ربنا سبحانه وتعالى والف غيره ايضا ابن قدامة في كتابه الف ايضا ابن قدامة في هذا كتابا فيه ابطال التأويل وهو ذم التأويل كتابه ذم التأويل ذم التأويل لابن قدامة رحمه الله تعالى وقد حكى غير واحد اجماع السلف على على عدم القول بالتأويل. اي التأويل النصوص عن ظاهرها هذا باطل هذا باطل. قال هنا ومن التأويل الباطل الذي حمل النص فيه ما لا يحتمل وصرف عن ظاهره لا معنى غير مراد تأويل اهل الشام عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمار تقتلك الفئة الباغية تقتلك الفئة الباغية. جاء في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية. فلما قتل عمار كان اهل الشام استنكروا فعلهم وتعاظموا خروجهم مع معاوية ضد علي فلما رأى ذلك قال معاوية رضي الله تعالى عنه تأويلا خاطئا وفاسدا قتله الذي زج به والذي اتى به وهذا لا شك انه ليس المراد بحيث النبي صلى الله عليه وسلم وانما هذا التأويل وهذا الفهم تأويل باطل وفاسد ولا يفهم من ظاهر النص ان ان معنى تقتلك الفئة الباغية ان من اتى بك لتقاتل يسمى هو الذي قال ولو سلمنا بهذا لكان قتل بدر وقتل احد وقتلى جميع المسلمين يكون قاتلهم من اتى بهم لارض المعركة ليقاتلوا وهذا لا يقوله لا يقوله عاقل وانما وانما قول طب تقتلك الفئة الباغية هو من باشر قتلك وتكون الفئة التي فيها قاتل عمار هي الفئة الباغية وهي الفئة المخطئة وبهذا الحديث اخذ اهل السنة تصويب علي وتخطئة علي معاوية رضي الله تعالى عنه قال ايضا قالوا هات مخالف لحقيقة اللفظ وظاهره فان الذي قتله هو الذي باشر قتله لا من استنصر به ولهذا رد عليه من هو اولى بالحق والحقيق فقال فيكون وسلم واصحابه الذين قتلوا حمزة والشهداء معه لانهم اتوا بهم حتى اوقعوهم تحت يسوء المشركين وهذا لا يقوله لا يقوله مسلم وعاقل ومن هذا قول عروة ابن الزبير لما لما روى حديث عائشة في فضل صلاة ركعتين فزيد في صلاة الحضر واقرت صلاة السفر فما بال عائشة اتمت في السفر؟ قالت تأولت كما تأول عثمان الا ان تأول عثمان هنا وتأول عائشة مبني على فهم خاطئ وعلى تأويل خاطئ وان كان وان كانوا بهذا التأويل اجتهدوا. فعثمان رضي الله تعالى عنه قيل انه تأول الاتمام بانه لانه يرى ان اي منزل ينزله فهو في حكم مقيم له لانه امام المسلمين وخليفة المسلمين قيل انه انه في السادسة التي اتم فيها كثر الاعراب فخشي ان يظنوا ان ان الصلاة ركعتين في الحضر والسفر فتاول. اما عائشة رضي الله تعالى فتاولت ايضا انها ام المؤمنين واي الم تنزلوا فهي امهم والاواء ويكون لها مسكن ومنزل وهذا كله ليس بصحيح لا تأول عثمان ولا تأول عائشة رضي الله تعالى وهذا من التأويل الخاطئ. لان النبي صلى الله عليه وسلم عندما قصر كان هو الامام الاعظم وهو آآ قائد المسلمين واي منز ينزله فهو في حكم قوتك تحت تحت قوته وتحت ولايته صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قصر الصلاة ولم يتم ازواجه معهم في سفره لم يأمرهم بالاتمام لكونهم امهات المؤمنين. بل كانوا يقصرون معه فاخطأت عائشة في هذا التأويل قال هدى آآ وايضا قال تعالى على خلاف ظاهرته وان مراده انهما تأولا دليلا قام عنده ما اقتضى جواز الاتمام فعملا به انا عملهما به هو تأويله اي التاويل بمعنى الامتثال. فتأول الحديث وعملوا بهذا الحديث على فهم فهموه. ولا يعني هذا ان ما فهو ما فهمه والصواب والحق. وانما اخطأوا في هذا الفهم. فهذا معناه تأولوا اي عملوا بما فهموا عملوا بماذا؟ وقد ذكرنا ان تأويل الاخبار اعتقاد حقيقتها وسيرومتها وتأويل الاوامر امتثالها ان كان فعلا واجتنابها ان كان نهيا. مثل قوله صلى الله عليه وسلم مثل قول عائشة ان كان يقول في رقية سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي قالت كان يتأول القرآن اي بمعنى يمتثله صلى الله عليه وسلم في سورة اذا جاء نصر الله الفتح فسبح بحمده وسلم لو كان توا فرظ الله وامره ان يستغفر ويسبح بحمده فامتثل امر ربه وفعل ذلك في سجوده وركوعه في ركوعه صلى الله عليه وسلم. اذا هذا هذا هو معنى التويل. على كل حال يأتي معنا التأويل الذي هو شرط اللفظ عن ظاهره الى الى غيره اما ان يكون محمودا واما ان يكون مذموما باطلا فاما ما يصح ان يسمى تأويلا محمودا وما دلت القرينة عن صرفه عن ظاهره مثل ولا يسمى تأويلا لكن قد يقال انه مثال مثل قوله تعالى تجري باعيننا لا يقول قائل انها تجري بعين الله اي داخل العين. فالله ليس فيه شيء من مخلوقاته. وان كان هذا لا يجري ايضا على لسان العرب حتى يتأول. وان مراد تعرف بهذا مثل هذا يقال فلان في عيني او او يجري في عيني بمعنى انه تحت نظري وبصري وتحت مرآي اي اراه وابصره وهذا ما يجري به لسان العرب والقرآن نزل بلسان عربي مبين والله يتكلم بهذا القرآن بلسان عربي مبين سبحانه وتعالى ايضا مثل قوله فاتى الله بنيان من القواعد فخر عليهم السقم فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. لا يقول قائل ان ان الله اننا تأولنا وصرفنا آآ لا يقول قائل اننا حرفنا وعطلنا اتيان ربنا في هذا المقام لان قوله فاتى الله بنيانهم ليس على ظاهره ولا يراد به الظاهر لان القرين الصادق على الظاهر لها جاءت اولا الحس وايضا النص الحسان الله لم نراه يأتي سبحانه وتعالى حتى نقول اتى بنيانهم. والنص قال واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون فافاد ان الذي اتى هو العذاب فهذا عدم العمل بظاهر النص لان هناك قد دلت وهي ان الذي اتى هو العذاب ولم يأتي ربنا سبحانه وتعالى على كل حال. نقول الامن يعني ان اقول ايات الصفات تأويلها الايمان بما دلت عليه. مع اعتقاد معناها واثبات مقتضاها ما صرفها عن ظاهرها بدعوى التحريف او بدعوى المجاز او بدعوى اي دعوة غير الدعوة التي آآ دلت عليها النصوص فهي دواعي فهي دعاوى باطلة وكاذبة وفاسدة. وهذا احد الطواغيت التي تذرع به المبتدعة في تعطيل النصوص تحت تحت مظلة التأويل فاتوا الى قوله الرحمن العرش استوى فتأولوه بالاستيلاء وقالوا ان اثبات الظاهر يقتضي التجسيم فلا بد من صرفه عن ظاهره نقف على هذا وما سيأتي من انواع التأويل الباطل والله تعالى اعلم