الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ونفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين. قال المؤلف رحمه الله والتأويل الباطل انواع احدها ما لم يحتمله اللفظ بوظعه كتأويل لقوله صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة عليها قدمه بان الرجل جماعة من الناس فان هذا شيء لا يعرف في شيء من لغة العرب الثاني ما لم يحتمله اللفظ ببينته الخاصة من تضحية او جمع وان احتمله مفردا. كتأويل قوله تعالى لما خلقت بيدي بالقدرة الثالث ما لم يحتمله سياقه وتركيبه وان احتمله في غير ذلك السياق كتأويل قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك بان اتيان الرب اتيان بعض اياته التي هي امره وهذا يأباه السياق كل الابا. فانه يمتنع حمله على ذلك مع التقسيم والتنويم والترديد وكتأويل قوله انكم ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب. وكما ترون الشمس في الظهيرة صحو ليس دونها سحاب فتأويل الرؤية في هذا السياق بما يخالف حقيقتها وظاهرها في غاية الامتناع وهو رد وتكذيب يستتر صاحبه بالتأويل. الرابع ما لم يؤلف استعماله في ذلك المعنى في لغة المخاطب وان الف في الاصطلاح الحادث. وهذا موضع دلت فيه اقدام كثير من الناس حيث تأولوا كثيرا من الفاظ النصوص. بما لم يؤلف بما لم يؤلف استعمال اللفظ له في لغة العرب البتة. وان كان معهودا السلاح المتأخرين وهذا مما ينبغي التنبه له فان حصل بسببه من فانه حصل بسببه من الكذب على الله تعالى ورسوله ما حصل. كما تأول طائفة قوله تعالى فلما افل بالحركة وقالوا استدل بحركة على بطلان ربوبيته ولا يعرف في لغة العرب التي نزل بها القرآن ان ان الافول هو الحركة في موضع واحد البتة وكذلك تأويل الاحد بانه الذي لا يتميز منه شيء شيء عن شيء البتة ثم قالوا لو كان فوق العرش لم يكن كن احدا فان تأويل الاحد بهذا المعنى لا يعرفه احد من العرب ولا اهل اللغة وانما هو اصطلاح الجهمية والفلاسفة والمعتزلة ومن وكتأويل قوله تعالى ثم استوى على العرش بان المعنى اقبل على خلق العرش فان هذا لا يعرف في لغة العرب ولا في غيرها من الامم لا يقال لمن اقبل على الرجل استوى عليه ولا لمن اقبل على عمل من الاعمال من قراءة او دراسة او كتابة او صناعة قد استوى عليها وهذا التأويل باطل من وجوه كثيرة سنذكرها ان شاء الله تعالى لو لم يكن منها الا تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب هذا التأويل لكفاه. فانه قد ثبت في الصحيح ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وعرشه على الماء فكان العرش موجودا قبل خلق السماوات والارض باكثر ومن خمسين الف سنة فكيف يقال انه خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم اقبل على خلق العرش. والتأويل اذا اذا تضمن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فحسبه ذلك بطلانا. الخامس ما الف استعماله في غير ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص. فيحمله المتأول في هذا الترتيب الذي لا يحتمله على مجيئه في تركيب اخر كتأويل اليدين في قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديك بالنعمة ولا ريب ان العرب تقول فلان عندي يد وقال عروة بن مسعود للصديق ولولا لولا يد لك عندي لم اجزك بها لاجبتك ولكن وقوع اليد في هذا التركيب الذي اضاف فيه الفعل الى نفسه ثم تعدى الفعل الى اليد بالباء الذي نظيره كتبت كتبت بالقلم واليد وجعل ذلك خاصة خص بها صفية وادم دون البشر كما خص المسيح بانه نفخ فيه من روحه وخص موسى بانه كلمه بلا واسطة. فهذا مما يحيل تأويل اليد في النصب النص بالنعمة وان كانت في تركيب اخر تصلح لذلك فلا يلزم من صلاحية اللفظ لمعنى ما في تركيب صلاحيته له في كل تركيب. وكذلك قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة يستحيل فيها تأويل النظر في انتظار الثواب فانه اظاف النظر فانه اظاف النظر الى الوجوه النظرة التي لا تحصل الا مع حظور ما يتنعم به لا مع التنغيص بانتظار ويستحيل مع هذا التركيب تأويل النظر بغير الرؤية وان كان النظر بمعنى الانتظار في قوله تعالى انظرونا نقتبس من نوركم وقوله فناظرة بما يرجع بما يرجع المرسلون ومثل هذا قول الجهمي الملبس اذا قال لك المشبه الرحمن على العرش استوى فقل له العرش له عدة معان والاستواء له خمسة معان فاي ذلك المراد فان المشبه يتحير ولا يدري ما يقول. فيقال لهذا الجاهل ويلك ما ذنب الموحد الذي سميته انت واصحابك مشبها. وقد قال لك نفس نفس ما قال الله تعالى فوالله لو كان مشبها كما تزعم لكان اولى بالله ورسوله منك لانه لم يتعدى النص واما قولك العرش له سبعة معان او نحو والاستواء خمسة معان فتلبيس منك وتمويه على الجهال وكذب ظاهر. فانه ليس لعرش الرحمن الذي استوى عليه الا معنا واحدا. وان كان للعرش من حيث الجملة عدة معان فاللام للعهد. وقد صار بها العرش معينا وهو عرش الرب تعالى الذي هو سرير ملكه الذي اتفقت عليه الرسل. واقرت الامم الا من نابذ الرسل وقولك الاستواء له عدة معان تلبيس اخر فان الاستواء المعدى باداة على ليس له الا معنى واحدا واما الاستواء المطلق فله عدة معان فان العرب تقول استوى كذا اذا انتهى وكمل ومنهم قوله تعالى ولما بلغ اشده واستوى وتقول استوى وكذا اذا ساواه نحو قولهم استوى الماء والخشبة واستوى الليل والنهار وتقول استوى الى كذا اذا قصد اليه علوا او ارتفاعا نحو استوى الى السطح والجبل واستوى على كذا اي ارتفع عليه وعلا عليه ولا تعرف العرب غير هذا. فالاستواء في هذا التركيب نص لا يحتمل غير معناه كما هو نص في قوله ولما بلغ اشده واستوى لا يحتمل غير معناه ونص في قوله مستوى الليل والنهار في معناه ولا يحتمل غيره السادس اللفظ الذي اضطرد استعماله في معنى هو ظاهر فيه ولم ولم يعهد استعماله في المعنى المؤول او عهد استعماله فيه نادرا فحمله على خلاف المعهود من استعماله باطل فانه يكون تلبيسا وتدليسا يناقض البيان والهداية بل اذا ارادوا استعمال مثل هذا في غير معناه المعهود حثوا به من القرائن ما والسامع مرادهم به بان لا بالا يسبق فهمه الى معناه المألوف. ومن تأمل كمال هذه اللغة وحكمة واضعها تبين له صحة ذلك. السبب كل تأويل يعود على اصل النص بالابطال فهو باطل كتأويل قوله صلى الله عليه وسلم ايما امرأة نكحت نفسها بغير اذن وليها فنكاحها باطل فيحمله على الام فان هذا التأويل مع شدة مخالفته لظاهر اللفظ يرجع على اصل يرجع على اصل النص بالابطال وهو قوله فان دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجه ومهر الامة انما هو للسيد. فقالوا نحمله على المكاتبة وعلى المكاتبة وهذا يرجع الى النص بالابطال من وجه اخر فانه اتى فيه باي الشرطية التي هي من ادوات العموم واتى بالنكرة في سياق الشرط وهي تقتضي العموم. وعلق بطلان النكاح بالوصف المناسب له المقتضي لوجود الحكم بوجوده وهو انكاحه وهو انكاحها نفسها ونبه على العلة المقتضية للبطلان وهو افتياتها على وليها واكد الحكم بالبطلان مرة بعد مرة ثلاث مرات فحمله على سورة لا تقع في العالم الا نادرا يرجع الى مقصود النص بالابطال. وانت اذا تأملت عامة تأويلات الجهمية رأيتها من هذا الجنس بل اشنع الثامن تأويل اللفظ الذي له معنى ظاهر لا يفهم منه عند اطلاقه سواه بالمعنى الخفي الذي لا يطلع عليه الا افراد من اهل النظر والكلام كتأويل لفظ الاحد الذي يفهمه الخاصة والعامة بالذات المجردة عن الصفات التي لا يكون فيها معنيان بوجه ما. فان هذا لو امكن ثبوته في الخارج لم يعرف الا بعد مقدمات طويلة صعبة جدا. فكيف وهو محال في الخارج وانما يفرضه الذهن فرضا ثم استدل على وجوده الخارجي فيستحيل وضع اللفظ المشهور عند كل احد لهذا المعنى الذي هو في غاية الخفا. التاسع التأويل الذي يوجب تعطيل المعنى الذي هو في غاية العلو الشرف ويحطه الى معنى دونه بمراتب كثيرة مثاله تأويل الجهمية وهو القاهر فوق عباده ونظائره بانها فوقية الشرف كقولهم الدرهم فوق الفلس فعطلوا حقيقة الفوقية المطلقة التي هي من خصائص الربوبية المستلزمة لعظمة الرب وحطوها الى وحطوها الى كون قدره فوق بني ادم وكذلك تأويلهم السواء استوائه على عرشه بقدرته عليه وانه غالب عليه. فيا لله العجب هل شك عاقل في كونه غالبا لعرشه قادرا عليه حتى يخبر به سبحانه في سبعة مواضع من كتابه مضطردة بلفظ واحد ليس فيها موضع واحد واحد يراد به المعنى الذي ابداه المتأولون. وهذا التمدح والتعظيم كله لاجل ان ان يعرفنا انه قد غلب على عرشه وقدر عليه بعد خلق السماوات والارض افترى لم يكن غالبا للعرش قادرا عليه في مدة في مدة تزيد على خمسين الف سنة. ثم تجدد له ذلك بعد خلق هذا العالم. العاشر تأويل اللفظ بمعنى لم يدل عليه دليل من السياق ولا قرينة تقتضيه فان هذا لا يقصد لا يقصده المبين الهادي بكلامه اذ لو قصده لحف بالكلائم قرائن تدل على المعنى المخالف المخالف لظاهره حتى لا يوقع السامع في اللبس. فان الله تعالى انزل كلامه بيانا وهدى فاذا اراد به خلاف ظاهره ولم يحف به قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر الى فهم كل احد لم يكن بيانا ولا هدى. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى والتأويل الباطل انواع اي ان التأويل ذكرنا سابقا ان منها ان من التأويل ما هو محمود ومنه ما هو مذموم وذكرنا ان المحمود من التأويل هو ما دلت قرينة على صرفه عن ظاهره من المعنى الراجح الى المعنى المرجوح ولكن ابن القيم اتى هنا على التأويل الباطل الفاسد المذموم. فهو الذي سلكه اهل البدع والضلال فعطلوا ايات الصفات ونصوص الصفات وحملوها ما لم تحتمل فذكر امثلة للتأويل الفاسد. اول مثال قال ما لم يحتمله اللفظ بوضعه. اي بالوضع الذي وضعته العرب له كتأويل قوله تعالى حتى يضع رب العزة عليها قدمه القدم وضعت في لغة العرب على ما يظهر من هذا اللفظ انها الصفة القائمة بالله عز وجل فالله عز وجل له قدم وهي صفة تليق بربنا سبحانه وتعالى وعندما اقول لفلان قدم يستفاد من هذا اللفظ ان له رجل ان له رجل وله قدم ولا يقول قائل اذا قلت ان ان لفلان قدم ان له جماعة من الناس فهذا مخالف للمعنى الذي دل عليه الوضع والمؤولة اتوا على الفاظ ليس لها دلالة في وضعها الا دلالة واحدة وحملوها ما لم تحتمل فجاء الجهمي الى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث في الصحيحين حديث ابي هريرة ان النار لا تمتلئ حتى يضع الرب فيها رجله وفي رواية حتى يضع الرب فيها قدمه فتقول خلقتني قطني قالوا المراد بالجماعة هنا المراد بالرجل هنا والقدم هنا وما يقدمه الله عز وجل من اهل النار. او الرجل الجماعة من الناس الذي يضعون الذين يظعهم الله عز وجل في النار. ولا شك ان هذا تأويل فاسد باطل يخالف ظاهر النص ويخالف ويخالف ما وضع له ذلك اللفظ ويحمل ما لا يحتمله اللفظ بوظعه فلفظ القدم لا يحتمل الجماعة من الناس. ولا يدل على معنى الجماعة من الناس وانما هذا تحريف وتبديل تغيير وايضا ان الله اضاف القدم هنا لنفسه قال حتى يضع قدمه او حتى يضع رجله. فافاد هذا ان المراد بالقدم هنا صفته سبحانه وتعالى والا النار قبل ان يضع الرب فيها قدمه يضع فيها خلقه فيقدم جزءا فيضع فيها امة بعد امة وهي جماعات تأتي تباعا جماعة يتبعها جماعة فلا فلا فائدة في ان يضع فيها جماعة فتقول قطني قطني فقد وضع الله فيها قبل ذلك جماعات متتابعة فهذا من التأويل الفاسد ان يحمل اللفظ ما لا يحتمل بوضعه. ايضا من التأويل الفاسد ما لا يحتمل اللفظ ببنيته الخاصة اي ان اللفظ قد قد يحتمل ببنية خاصة معنى غير المعنى الذي يأتي في بنية اخرى فعندما تقول عندك يد ليس مثل يدي عندك ليس مثل اذا ان يأتي مفردا وان يأتي مثنى ومجموعا لا يكون المعنى في في اللفظين واحد فقد يكون المعنى في لفظ اليد يحتمل عدة معاني لكنه اذا ثني لم يحتمل لا معنا واحد. فمن التأويل الفاسد ان يقاس او ان السياق في تركيبه قال ان قال من التلفاز ما لا يحتمل اللفظ ببنيته الخاصة. فعندما نقول خلقت يقول الله سبحانه وتعالى خلقت بيدي لا يقول قائل ان المراد باليد باليد هنا هي اليد التي عند العرب فلان له عندي يد كما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه كما قال عمر بن مسعود الثقفي ابن مسعود ابن ابي بكر لولا يدل لك عند لم اكافئك بها لجازأتك. فهنا لا يقال ان اليد هنا هي بمعنى خلقت بيدي. فهنا لها مبنى خاص وهنا لها مبنى خاص فلا يحمل ذاك على هذا فهذا ايضا من التأويل الفاسد. فان قوله لما خلقت بيدي لا يحتمل الا ان له ان له يدين سبحانه وتعالى. والا اذا قيل المراد باليد هنا النعمة او القدرة فالله عز وجل خلق خلقه جميعا بقدرته وليس هناك خصيصة وميزة لادم ان الله خلقه بنعمتين او خلقه بقدرتين بل جميع المخلوقات خلقت بقدرة الله عز وجل لكن الله خص ادم ان خلقه بيديه ان خلقه بيديه فهنا اليدين هنا لا يفيد الا لا يفيد الا الصفة. واظافها لنفسه فافاد ان له يدان ظن له ان له يدين سبحانه وتعالى قال هنا الثالث ما لا يحتمله سياقه وتركيبه. وان احتمله في غير ذلك السياق يقول ما لا التأويل يوم يأتون فاسد ما لا يحتمل سياق وتركيبه. قد يأتي اللفظ في سياق وتركيب لا يحتمل معنى غير المعنى الذي سيق فيه. فمثلا عندما يقولون هل ينظرون عند ان يأتي ربك يقولون ان المراد باتيان الرب هو اتيان امره او اتيان رحمته او اتيان ملك من الملائكة. هذا يقوله المبتدعة في تأويل المجيء وفي تأويل بربنا سبحانه وتعالى. هذا التأويل قد يحتمل لكن في السياق الذي الذي في هذه الاية لا يحتمل. لان الله ذكر هل ينظرون الا ان يأتيهم الله الا ان تأتيهم الملائكة فذكر الملائكة. وذكر او يأتي او يأتي ربك او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك فذكر الايات وذكر مجيئه وذكر مجيء ملائكته. فهل يحتمل ان يراد بالمجي هنا ومجيء او او مجيء الامر الله ذكر اتيان امره وذكر اتيان ملائكته وذكر ايضا اتيانه افاد هذا ان اتيانه يراد به حقيقة مجيئه سبحانه وتعالى. فلا يمكن ان يقال بل يقال وجاء ربك ان ان في هذا السياق ان قد يقول قائل وجاء ربك جاء امره جاءت ملائكته لكن في هذا السياق ان يراد بالمجيء هنا مجيء الملائكة ومجيء الايات. لان الله عطف عطف مجيء عطف مجيئه على مجيء الملائكة ومجيء ايضا امره فافاد ان المجيء هنا والاتيان هنا حقيقة له سبحانه وتعالى قال بان اتيان ربك اتيان بعض اياته التي التي هي امره وهذا يأباه السياق كل الايباء لماذا؟ لانه جمع بين الملائكة والامر وبين اتيانه وذلك بعد التقسيم والتنوع والترديد فهذا يدل على ان الملكة تأتي وان امره يأتي وانه هو سبحانه وتعالى بذاته ايضا يأتي وان معنى قوله هل في قوله تعالى وجاء ربك والملك ان اتيانه ومجيئه هو بذاته حقيقة ايضا قال وكقوله تأويل قوله انكم ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب وكما ترون الشمس في ظهيرة صحوة ليس دونها سحر فتأويل الرؤية في هذا السياق بما يخارب حقيقتها بما يخالف حقيقتها وظاهرها في غاية لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث شبه الرؤية بالرؤية كما ترى القمر والشمس حقيقة سترى الله عز وجل حقيقة. فلا يمكن ان ان ان تؤول الرؤيا هنا على غير المعنى الصحيح وعلى غير الرؤية التي ارادها النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يمتنع اشد الامتناع لانه شبه الرؤية برؤية القمر والشمس ونحن عندما نرى الشمس والقمر نراها عيانا حقيقة باعيننا كذلك الله عز وجل سنراه في الجنات كما يرى القمر والشمس ليس دونه سحاب فهذا لا يحتمل ان يقال ينظرون او يرون بمعنى انتظار الجزاء او انتظار الثواب او انتظار النعيم لانه شبه الرؤية برؤية حقيقية وهي رؤية الشمس وهو الذي ينظر الى الشمس والقمر. هل ينتظر ثواب الشمس والقمر؟ او ينتظر الشمس شيئا حتى حتى تأتي ترجع الشمس به انما ينظر اليها نظر تأمل او نظر اي ينظر لها حقيقة. الرابع قال ما لم يؤلف استعمال في ذلك المعنى في لغة المخاطب وان الف في الاصطلاح الحارث وهو خلط العظيم ان ينزل لغة القرآن باصطلاح يصطلحه المتأخرون. ثم يحمل فجاء في القرآن على مصطلحه المتأخرون ويحمل لغة القرآن هذا المعنى. قال وهذا موضع زلت فيه اقدامك من الناس حيث اول كثيرا من النصوص بما لم يؤلف استعماله بما لم يؤلف استعمال اللفظ له في لغة العرب البتة. وان كان معهودا المتأخرين مثلا ذكر بقول مثال ذلك اه مثل قولي فلما افل افلا عند المتأخرين بمعنى تحرك عند المتأخرين من اهل الاصلاح ان الافول هو التحرك والزوال والانتقال وليس هذا هو المعنى المراد به في كلام الله عز وجل. فالافول في كتاب الله عز وجل المراد به انه ذهب وغاب. ذهب وغاب ولم يبقى. فقال الى قولي فلما افل وعبروا وتأولوه بالحركة قالوا استدل بحركته على بطلان ربيته ثم تقعدوا هذه القاعدة وهذا الاصل فبنوا عليه ان كل صفة يترتب عليها ان الله متحرك ان الله متحرك فهي في حقه باطلة لان الله عز وجل لا يتحرك زعما ان الله لا يأفل وان الافول ليس من من خصائص الروبية فاتوا الى هذا الاصطلاح الذي اصطلحوه ثم الزموا كلام الله عز وجل به وحملوا كلام الله عز وجل هذا المعنى الفاسد فعطلوا به الصفات وعطلوا به ما يليق بالله عز وجل. والمراد بقول ابراهيم فلما اكل اي لما ذهب ولم يبقى فان هذا ليس والا تحركه وانتقاله فالله عز وجل يجيء والله سبحانه وتعالى يأتي والله سبحانه وتعالى ينزل كما في النصوص الكثيرة الصحيحة قال واستدلوا بحركة بطلان الرواية ولا يعرف في لغة العرب التي نزل بها القرآن ان الافول هو الحركة في موضع واحد للبتة اي لا يعرف ان اتى بمعناها باللغة انها تحرك او ان الافول هو التحرك وانما الافول هو بمعنى الغياب وانه غاب عن الابصار وغاب عن النظر هذا هو افل اذا غاب عن البصر. قال وكذلك تأويل الاحد بانه الذي لا تميز منه شيء عن شيء للبتة هذا ايضا اصطلاح حادث قالوا ان الاحد هو الذي لا يتميز هو الذي لا يتميز منه شيء عن شيء البتة ثم حملوا هذا المعنى الفاسد على صفات الله فقالوا كل صفة تتميز عن ربنا فهي في حقه باطلة لانها تنافي احديته. واذا قالوا الاحد الذي لا قسم له لا شريك له. لا مثيل له ثم قال لو كان فوق العرش لم يكن احد. لماذا؟ لانه متمايز عن خلقه. فان تأويل الاحد بهذا المعنى لا يعرفه احد من العرب ولا اهل اللغة وانما هو اصطلاح الجهمية والفلاسفة والمعتزلة ومن وافقهم لعنهم الله. فهؤلاء الذين عطلوا صفات الله بدعوى الفاظ ومعاني احدثوها واصطلحوا عليها تخالف لغة العرب وتخالف لغة قال ثم حمل نصوص الكتاب على المعاني التي اصطلحوها فعطلوا بذلك صفات الرب فقالوا الاحد الذي لا يتميز منه شيء عن شيء البتة فقالوا الله ليس له صفات فعلية وليس له صفات تنفك عنه ابدا سبحانه وتعالى فعطلوا المجيء وعطلوا النزول وعطلوا الضحك والغضب والرضا وعطلوا صفة الكلام وعطلوا صفة الارادة المتعلقة بمشيئته وغير الصفات الكثيرة لانه لا يتميز منه شيء عن شيء البتة وعطلوا ايضا علوه وانه فوق العرش لانه اذا تميز عن خلقه فهذا فهذا ينافي احديته وكتأويل قوله تعالى ثم استوى على العرش بل معنى بان المعنى قالوا استوى معنى اقبل على خلق العرش فان هذا لا يعرف في لغة العرب ولا في غير اللغة. اذا من التأويل الفاسد ان ان يصطلح الاهل الضلال والباطل على معنى معنى يصطلحون عليه ثم يجعلون هذا المعنى ميزانا لكلام الله عز وجل او لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ان نستمعنا بمعنى بمعنى اقبل وهذا لا يعرف في لغة العرب ان استوى اذا عدي بعلى انه بمعنى بمعنى بل وانما اذا عدي بعناء فهو بمعنى العلو والارتفاع. ولا يقال لمن اقوى رجل استوى عليه. لا يقال لمن؟ اقبل على رجل استوى على عليه البتة ولا لمن اقبل على عمل من الاعمال من من قراءة او دراسة او كتابة او صناعة قد استوى عليها قد يقال ذلك بقوله ثم استوى الى السماء اي قصد السماء او صعد الى السماء او مشت لكن يقال اذا عدي بعلى استوى على العرش بمعنى اقبل هذا لا يعرف في لغة العرب البتة. ثم ذكر ايضا ذكر اه ذكر من اوجه من اوجه ابطال هذا التأويل ان ان الذي يقول ان استوى معنى اقبل انه يكذب النبي صلى الله عليه وسلم. فقد جاء في الصحيح ان الله قدر مقادير قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة بخمسين الف سنة وعرشه على الماء. فالله يقول ما خلق صفته ثم استوى ثم استوى العرش. فافاد ان العرش موجود قبل خلق السماوات والارض. فكيف بعد فراغه من خلق السماء والارض اقبل الى العرش والعرش كان قبل وجود السماوات والارض بخمسين الف سنة. وكان عرشه وكان عرشه الماء. فكان العرش موجود قبل السماوات والارض باكثر من خمسين الف سنة فكيف يقال انه خلق السماوات والارض ستة ايام ثم اقبل على خلق العرش هذا كذب تكذيب لمحمد صلى الله عليه وسلم. ولو لم يكن في ابطال هذا المعنى الا هذا التكذيب لكفى. ولا شك ان من من كذب النبي صلى الله عليه وهو عالم بذلك انه كافر بالله عز وجل ثم ذكر الخامس ما الف استعماله في غير ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص المتأول في هذا الترتيب الذي لا يحتمله على مجيء في تركيب اخر كتأويل اليدين في قوله تعالى ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي بالنعمة ايضا ذكرنا هذه وهو ان ان يجعل ان يجعل آآ ما الف استعماله في غير ذاك المعنى يعني جاءت اليد في في لغة العرب جاءت بمعنى النعمة وجاءت القدرة وجاءت بمعنى الصفة. وهنا لابد عندما اه نريد ان نحكم على هذه على هذه اللفظة. هل هي بمعنى النعمة او القدرة او الصفة لابد ان نعرف التركيب والسياق الذي سيقت فيه ولا يمكن ان نحملها هنا على المعنى الذي هناك لكونها اشتركت في مسمى اليد. فعندما تأتي بثناة كان يكون مثناة مضافة الى قائم بنفسه فانها جزما ستكون معنا الصفة التي تضاف الى الموصوف. واذا جاءت مفردة وكان القرينة لك عندي يد بمعنى ان اليد عندك لي. فان اليد لا يمكن تتصور ان تنفك صاحبها وتكون في غير صاحبها. فاذا كان السياق والوقاية تدل على ان المراد بالنعمة ان المراد باليد النعمة لا يقال اذا جاءت بهذا السياق هي نفسها تكون بمعنى اليدين في السياق الاخر فهذا من التأويل الفاسد الباطل ولا ريب ان العرب تقول لفلان عندي يد وهذه السياق بحد ذاته يفيد ان المواد باليد هنا ان عندما تقول لفلان عندي يد لا يفهم من كلام العرب او لا يفهم من كلامك هذا ان يدك العضو الجارح انتقل اليه لا يقول هذا عربي البتة وانما يفهم العرب بهذا السياق ان له عندك او ان له ان له نعمة او لك عنده نعمة لقولك لك عندي يد او لي او لي عندك يد. فاليد انتقلت منك الى الى ذلك خاطب فاباد لنا نعمة او قدرة لكن لا يأتي ويقول لك عندي لا لا يقول يدي عند يدي عندك او يدي عندك فان هذا لا يقوله ولا يستقيم بالعبارة لان اليدين اذا اضيفت فان المراد بها صفة والعظو ولا يمكن ان تنتقل الى غيره. قال لولا يدل لك عندي لم اجزك بها لاجبتك. هذه في قصة ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه هذا مما يحيل تأويل اليد في النص بالنعمة. ايضا لو كان المراد خلقت بيدي النعمة لا لاصبح ادم عليه السلام خلق من الله ولا قال ابليس انا ايضا خلقت بنعمتك يا ربي وان كان المراد بالقدرة فان الله ايضا خلق خلق الخلق كل بالقدرة وايضا ان الله يقبض السماوات بيده اليمنى وبيده الاخرى الاراضين ولو كان مراد بالنعمة ان الله يقبض السماوات بنعمته فان جميع المخلوقات السماوات والاراضين وكل ما في هذا الكون مقبول باي شيء؟ بقدرة الله ونعمة الله عز وجل ولا فرق هذا ايضا من التأويل الفاسد. ذاك ايضا من الامثلة قال قول وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة يستحيل فيها التأويل بالنظر بانتظار الثواب. لانه لما يستحيل قال لانه اضاف النظر الذي هو في الوجه الى الوجوه وهذا النظر لا يكون الا بالابصار الا بالابصار فهو قوله وجوه وهي محل النظر الى ربها ناظرة فافاد في قول وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ان النظر هنا المراد به النظر بالعين مبصرة النوى بالعين المبصرة لان النظر محله محله الوجه محله الوجه ولو كان المراد الانتظار لكان هناك سياق اخر فانه اضاف النظر الى الوجوه النظرة التي لا تحصل الا مع حضور ما يتنعم به لا مع التنغيص بانتظار يعني النظارة والسرور والبهجة تكون بالوجوب تحصل اي شيء بالنظر الى النعيم. اما الذي ينتظر نعيم هل هل يكون هل يكون نظر او يكون متنغص؟ يقول يكون متنغص اذا كان ينتظر نعيما بخلاف الذي ينظر الى النعيم بعينيه يكون انظر في في وجهه. ويستحيل مع هذا الترتيب تأويل النظر بغير الرؤية. وان كان النظر بمعنى الانتظار في قوله تعالى انظرونا نقتبس مع ننتظرونا نقول هذا يستقيم. لكن وجوه يومئذ الناظر لا يستقيم يكون معنى الانتظار لان انظر كورونا تتهامس من السياق ان قولهم انظرونا بمعنى انتظرونا انظرونا بمعنى انتظرونا لا اشكال في ذلك لكن عندما يقول انظر الي لا يقل قائل المعنى انظر الي بمعنى انتظرني لانه عد النظر باناء الذي يفيد انه النظر للبصر. ومثل هذا قول الجهمي اذا قال لك هذا يريد بالجهمي هنا ابن العربي ابن صاحب كتاب عاطف الاحوذي فانه في كتاب العواصم القواصم عندما اتى على صفة الاستواء قال ولك ان تقول لي المجسم وهو من اشد الاشاعرة ومن اغلظهم فقل له العرش له عدة معاني والاستواء له خمسة عشر له خمسة عشر معنى في رواية قال له خمسة عشرة معنا فاي ذلك المرض هذا؟ من التلبيس من التلبيس على امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا من ظلال ابن العربي من ظلام العربي ابن العربي ابن العربي اثنان ابن العربي المعرب بلال واللام وهو الشافعي المالكي صاحب آآ شروح الترمذي وابن عربي صاحب صوص الحكم الزنديق. فهذا زنديق كافر وذاك اشعري ضال. قال فيه يقول هنا ومثل هذا قول الجهمي الملبس. سماه وجه ملبس لانه اراد ان يلبس على امة محمد صلى الله عليه وسلم. فهو يقول ان العرش له عدة معاني والاستواء له خمسة عشر معنى فاي ذلك تريد؟ وشيخ الاسلام قال فاذا قال يقول شيخ الاسلام في درء التعارض فاذا قال القائل استوى يحتمل خمسة عشر وجها او اكثر واقل كان غالطا. يقول ان هذا القائد غالط. لان العرش اذا عرف بالف ولام المعهود لم ينصرف الا لعرش معهود معلوم. وهو عرش ربنا سبحانه وتعالى. ولا يمكن ان يقال ان العرش الذي يأتي والذي جاء في كتاب الله عز وجل انه يحتمل عدة عدة معاني العرش في لغة العرب لانه اذا عرف اللام كان اللام من اي شيء للمعهود الذي في الاذهان او لقب مذكور فالله يقول الرحمن على العرش استوى. فافاد ان العرش هنا معناه وسرير الملك ولا يحتمل لا يحتمل في اللغة العربية معنى غير هذا المعنى لان هناك من يقول العرش والملك والله عز وجل الله عز وجل عندما قال استوى العرش خص عرشه بالاستواء لو كان المراد بالملك لم يكن في العرش خصيصة خصيصا له دون غيره لان الله مستوي على جميع مخلوقاته اذا كان من باب القدرة والاستيلاء وكذلك الاستواء قالوا خمسة عشر معنى هذا باطل. بل الاستواء اذا تعدى بعلى فلا يفيد الا العلو والارتفاع وليس له معنى اخر غير ذلك. العلو اتباع الصعود والاستقرار هذا معانيه اذا عدي بعلاء. استوى على اي صعد واستقر وعلا وارتفع على ما عليه. اما اذا جاء استوى مطلقا فان له معنى الكمال والتمام. واذا جاء معذب الى كان له معنى القصد والصعود. واذا جاء معد اه الواو استوى فلان وفلان كان معنا المساواة. لكن ان يأتي ان يأتي معده بعلى. ثم نحمله جميع السابقة فهذا كله من التلبيس الباطل على عوام المسلمين. يقول ابن القيم هنا واما قولك العرش لعلنا نقف على قول آآ ابن العربي هنا لان الكلام ما بعده ايضا يحتاج الى آآ ايضاح فنقف على هذا ونكمله ان شاء الله غدا والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم نبينا محمد