بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا انفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال في مختصره فصل تنازع الناس في كثير من ايات الاحكام ولم يتنازعوا في ايات الصفات واخبارها في موضع واحد. بل اتفق الصحابة والتابعون على اقرارها وامرارها مع فهم معانيها واثبات حقائقها وهذا يدل على انها اعظم النوعين بيانا وان العناية ببيانها اهم لان من تمام تحقيق الشهادتين واثباتها من لوازم التوحيد. فبينها الله سبحانه ورسوله بيانا شافيا لا يقع فيه لبس يوقع الراسخين في العلم. وايات الاحكام لا يكاد يفهم معانيها الى الخاصة من الناس واما ايات الصفات فيشترك في فهم معناها الخاص والعام. اعني فهم اصل المعنى لا فهم الكنه والكيفية. ولهذا اشكل على الصحابة قوله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود. حتى بين لهم بقوله من الفجر ولم يشكر. ولم يشكر عليه ولا ولا على غيره قوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداع اذا دعان. الاية وغيرها من غيرها من ايات الصفات ايضا فان بعض ايات الاحكام مجملة عرف عرف بيانها بالسنة كقوله تعالى ففدية من صيام او صدقة او نسك فهذا مجمل في قدر الصيام والاطعام فبينته السنة بانه صيام ثلاثة ايام او اطعام ستة مساكين او ذبح شاة ونظائره كثيرة. كاية السرقة واية الصلاة والزكاة والحد وليس في ايات الصفات واحاديثها مجمل يحتاج الى بيان من خارج يحتاج الى بيان من خارج بل بيانها فيها وان جاءت السنة بزيادة في البيان والتفصيل. فصل في تعجيز المتأورين عن تحقيق الفرق بينما يسوغ تأويله من ايات الصفات واحاديثها وما لا يسوغ ان الله وصف نفسه بصفات وسمى نفسه باسمائه واخبر عن نفسه بافعال واخبر انه يحب ويكره ويمقت ويرضى ويغضب ويسخط ويجيء ويأتي وينزل الى سماء دنيا وانه استوى على عرشه وان له علما وحياة وقدرة وارادة وسمعا وبصرا ووجها وان له يدي. وانه فوق عباده وان الملائكة تعرج اليه وتنزل بالامر من عنده وانه قريب وانه مع المحسنين ومع الصابرين ومع المتقين وان السماوات مطويات بيمينه ووصفه رسوله بانه يفرح ويضحك وان قلوبنا وعبادي بين بين اصابعه وغير ذلك. فيقال للمتأول تتأول وهذا كله على خلاف ظاهره. ام تفسر الجميع على ظاهره وحقيقته؟ ام تفرق بين بعض لذلك وبعضه فان فان تؤولت الجميع وحملته على خلاف حقيقته كان ذلك عنادا ظاهرا وكفرا صراحا وجحدا لربوبيته. وهذا مذهب الذين لا يثبتون للعالم للعالم صانعا. فان قلت اثبت للعالم صانعا ولكن لا اصفه بصفة تقع على خلقه وحيث وصف ما يقع على المخلوق تناولته قيل له فهذه الاسماء الحسنى والصفات التي وصف بها نفسه هل تدل؟ هل تدل على معان ثابتة؟ هي حق في نفسها او لا تدل فان نفيت دلالتها اتى على معنى ثابت كان ذلك غاية التعطيل. وان اثبت دلالته على معان هي حق في نفسها ثابت. قيل لك فما الذي سوغ لك تأويل بعضها دون بعض؟ وما الفرق قبيل ما اثبت وما ونفيتها من جهة السمع والعقل. ودلالة النصوص على ان له سمعا وبصرا وعلما وقدرة وارادة وحياة وكلاما كدلالته على ان له محبة ورحمة وغضبا ورضا وفرحا وضحكا ووجها ويديه. فدلالة النصوص على ذلك سواء فلم نفيت حقيقة رحمته ومحبته ورضاه وغضبه وفرحه واولتها بنفس الارادة فان قلت ان اثبات الارادة والمشيئة لا يستلزم تشبيها وتجسيما واثبات حقائق هذه الصفات يستلزم التشبيه والتجسيم فان لا تعقل الا في الاجسام فان الرحمة رقة تعتري طبيعة الحيوان والمحبة ميل النفس لجلب ما ينفعها والغضب غليان دم القلب لورود ما يرد عليه. قيل لك وكذلك الارادة هي هي ميل النفس الى جلب ما ينفعه ودفع ما يضرها وكذلك جميع ما اثبته من الصفات. انما هي اعراض قائمة بالاجسام فالشاهد فان العلم انطباع سورة في نفس العلم او او صفة عرضية قائمة به وكذلك السمع والبصر والحياة اعراض قائمة بالموصوف. فكيف لزم التشبيه والتيسير من اثبات تلك الصفات ولم يلزم من اثبات هذه. فان قلت فان قلت انا اثبته على على وجه انا اثبتها على وجه لا يماثل صفاتنا ولا يشابهها. قيل فهلا اثبت الجميع على وجه لا يماثل صفات المخلوقين فان قلت هذا لا يعقل قيل لك فكيف عقلت سمعا وبصرا وحياة وارادة جهة ليست من جنس صفات المخلوقين فان قلت انا افرق بينما تأول وبين ما لم بينما اتاول وبين ما لم اتأول بان ما دل العقل على ثبوت يمتنع تأويله كالعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر. وما لا يدل عليه العقل يجب او يسوغ تأويله كالوجه. واليد والضحك والفرح والغضب والرضا فان الفعل المحكم دل على قدرة الفاعل واحكامه دل على علمه والتخصيص دل على الارادة. فيمتنع مخالفة ما دل عليه صريح العقد. قيل لك وكذلك الانعام والاحسان وكشف الضر وتفريج الكربات. دل على الرحمة كدلالة التخصيص على الارادة سواء والتخصيص بالكرامة والاصطفاء دال على المحبة كدلالة ما ذكرت على الارادة والاهانة والطرد والابعاد والحرمان دال على المقت والبغض كدلالة ضده على الحب والرضا والعقوبة البطش والانتقام دال على الغضب كدلالة ضده على الرضا. ويقال ثانيا هب ان العقل لا يدل لا يدل على اثبات هذه الصفات التي نفيتها فانه لا ينفيها والسمع دليل مستقل بنفسه بل بل الطمأنينة اليه في هذا الباب اعظم من الطمأنينة الى مجرد العقل. فما الذي يسوغ لك نفي مدلوله؟ ويقال لك ثالثا ان كان ظاهر النصوص يقتضي تشبيها وتجسيما في فهو يقتضيه في الجميع فاول الجميع وان كان لا يقتضي ذلك لم يجز تأويل شيء منه. وان زعمت ان بعضها يقتضيه وبعضها لا يقتضيه طولبت بالفرق بين ولما تفطن بعضهم لتعذر الفرق قال ما دل عليه الاجماع كالصفات السبع لا يتأول. وما لم يدل عليه اجماع فانه يتأول وهذا ما تراه من افسد الفروق فان مضمونه ان الاجماع اثبت ما يدل على التجسيم والتشبيه. وهذا قدح في الاجماع فانه لا ينعقد على باطل. ثم يقال فان كان الاجماع دل على ثبوت هذه الصفات وظاهرها يقتضي التشبيه وتجسيم بطل نفيكم بذلك وان لم ينعقد عليها بطل التفريق به ثم يقال خصومكم من المعتزلة لم تجمع لم لم تجمع معكم على لم تجمع معكم على ثبوت هذه الصفات فان قلتم انعقد الاجماع قبلهم قيل صدقتم الله والذين اجمعوا قبلهم على اثبات هذه الصفات اجمعوا على اثبات سائر الصفات ولم يخصوها بسبب بل تخصيص وبسبع خلاف قول السلف وقول الجهمية والمعتزلة. فالناس كانوا طائفتين سلفية وجهمية فحدثت الطائفة السبعية واشتقت قولا بين القولين فلان السلف اتبعوا ولا مع الجهمية بقوا. وقالت طائفة اخرى ما لم يكن ظاهره جوارح وابعاظا كالعلم والحياة والقدرة والارادة والكلام لا يتأوله ما كان ظاهره جوارح وابعاظ جوارحه ابعاظا كالوجه واليدين والقدم فانه يتعين تأويله للاستلزام اثباته التركيب والتجسيم. قال جوابنا لكم هو عين الذي تجيبون به خصومكم من الجهمية والمعتزلة وفاة الصفات. فانهم قالوا لكم لو قام به سبحانه وصفة وجودية كالسمع البصر والعلم والقدرة والحياة لكان محلا للاعراظ. ولزم التركيب والتجسيم والانقسام كما قلتم. لو كان له وجه ويد ويصبع لزم التركيب والانقسام وحينئذ فما هو جوابكم لهؤلاء؟ نجيبكم به فان قلتم لا فما هو؟ وحينئذ فما هو جوابكم لهؤلاء نجيبكم به؟ فان قلتم فنحن نثبت هذه الصفات على وجه لا تكون اعراضا ولا نسميها اعراضا فلا يستلزم تركها ولا تجسيما. قيل لكم ونحن نثبت الصفات التي اثبتها الله لنفسه. ونفيتموها انتم عنه على وجه لا يستلزم الابعاد والجوارح. ولا يسمى المتصف بها مركبا ولا مركبا ولا جسما ولا منقسما. فان قلتم هذا هذه لا يعقل منها الا الاجزاء والابعاد قلنا لكم. وتلك لا يعقل منها الا الى الاعراب. فان قلتم العرض لا يبقى زمانين او صفات الرب باقية دائمة ابدية فليست اعراض قلنا. وكذلك الابعاد هي مجاز مفارقتها وانفصالها وذلك في حق الرب تعالى محال فليست ابعاظا ولا جوارح. فمفارقة الصفات الالهية للموصوف بها مستحيل مطلقا في النوعين. والمخلوق يجوز ان تغرقه اعراضه واعراضه. فان قلت ان كان الوجه عين اليد وعين الساق والاصبع فهو محال. وان كان غيره يلزم التميز ويلزم التركيب. قلنا ان كان السمع هو عين البصر وهما نفس العلم وهي نفس الحياة والقدرة فهو محال. وان تميزت لزم التركيب فما هو جواب لكم؟ فالجواب مشترك فان قلتم نحن نعقل صفات صفات صفات ليست اعراضا تقوم بغير جسم وان لم يكن له في الشاهد نظير ونحن لا ننكر الفرق بين النوعين في الجملة ولكن فرق غير نافع لكم في التفريق بين النوعين وان احدهما يستلزم التجسيم والتركيب والاخرة لا لا يستلزمه ولما اخذ هذا الالزام ولما اخذ هذا الالزام بخناق الجهمية قالوا الباب كله عندنا واحد ونحن ونحن ننفي الجميع فتبين انه لا بد لكم من واحد من امور ثلاثة اما هذا النفي والتعطيل واما ان تصفوا الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وتتبعوا في ذلك سبيل السلف الذين هم اعلم الامة بهذا الشأن نفيا واثباتا. واشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بجلاله فان المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يترك تدبرها ولا يترك تدبرها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون الكتاب الا اماني بل هي ايات بينات دالة على اشرف المعاني واجلها قائمة قائمة حقائقها في صدور الذين اوتوا العلم. والايمان والايمان اثباتا بلا تشبيه بلا تعطيل. كما قامت حقائق سائر صفات الكمال في قلوبهم كذلك. فكان الباب عندهم بابا واحدا. وعلموا ان الصفات حكمها حكم الذات كما ان ذاته لا تشبه الذوات فكذا صفاته لا تشبه الصفات. قال الامام احمد التشبيه ان تقول يد كيد او وجه كوجه. فاما اثبات ليست كالايدي ووجه ليس كالوجوه فهو كاثبات ذات ليست ليست كالذوات وحياة ليست كغيرها من الحياة وسمع وبصر ليس كالاسماء وليس الا هذا المسلك او مسلك التعطيل المحض او التناقض الذي لا يثبت لصاحبه قدم في النفي ولا في الاثبات وبالله التوفيق وحقيقة الامر ان كل طائفة تتأول كل ما يخالف نحلتها واصلها فالعيار عندهم فيما يتأول وما لا يتأول هو المذهب الذي ذهبت اليه فما وافقها اقروه ولم يتأولوه وما خالفها تأولوه. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال المختصر رحمه الله تعالى محمد الموصلي فصل تنازع الناس في من ايات الاحكام ولم يتنازعوا في ايات الصفات واخبارها في موضع واحد مراده رحمه الله تعالى في هذا الفصل ابطال دعوى التنازع والخلاف بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فالصحابة متفقون والتابعون متفقون على اثبات ما دلت عليه ايات الصفات ونصوص السنة في اثبات صفات الله عز وجل وقد جاء عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وعن التابعين ايضا في ايات الاحكام شيء من الخلاف. اما في ايات الصفات فلم ينقل عن احد من الصحابة انه فسر ايات الصفات بغير ما فسرها غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فلم يتعرض فلم يختلف في صفة الرحمن على العرش استوى وانه كون على عرشه كما يليق بجلاله ولم يختلفوا في اثبات وجه الله عز وجل ولا في اثبات يديه ولم ينقل عن احد من الصحابة ولا عن احد من التابعين انه فسر اليد بالنعمة والقدرة او فسر الوجه بانتظار الثواب او بالالاء او ما شابه ذاك وانما هم متفقون فيما دلت عليه نصوص الصفات ورد عن بعض السلف اختلاف في غير في غير سياق اية الصفات فمثلا جاء في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ما المراد بالساق هنا؟ فجاء ابن عباس انها الشدة وهنا لا نقول انه خلاف في الصفات لانها لم تسق في مساق الصفة وانما سيقت في مساق ان يوم القيامة يكشف عن ساق ويدعون الى السجود وجاء في الصحيح عن ابي سعيد رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل عندما عندما يجمع الخلائق في عرصات القيام وتتبع وتتبع كل امة ما كانت تعبد يا يقول يقول فينتظر المؤمنون ومعه المنافقون فيأتيهم ربهم في غير صورته التي يعرفون فيقول ما قال انتظر ربنا فيقول هل لكم بينكم وبينه اية؟ فيقولوا نعم. في كشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويعود ظهر المنافق طبقا واحدا لا ينثني. فهذا دليل على ان على ان الله عز وجل له ساق وان الله يكشفها يوم القيامة. فهل ما جاء في قوله يوم يكشف عن الساق هو ما جاء في السنة؟ نقول نعم. الساق اثبتها ابن عباس واثبتها غيرها اثبته الصحابة واما هذا التفسير جاء ابن عباس ان الساق يطلق ايران الشدة نقول هذا معنى صحيح وهو معنى تتكلم به العرب ويتكلم وجاء في نساء العرب يقال كشفت الحرب عن ساقها اي عن شدتها فهذا مما ذكر انه فيه اختلاف وابن عباس لا يفسر لا ينفي ثبوت الساق الله عز وجل وان فسر الساق هنا بالشدة فيكون اللعن تتم الايات الصفة كما فسر المجاهد وغيره اينما تولوا فثم وجه الله ان الوجه هنا المراد به القلة ولا يعني هذا ان مجاهد ينفي صفة الوجه لله عز وجل انما فسر السياق هنا ان المراد به هو القبلة. فهذا يدل ان الصحابة رضي الله لم يختلفوا في ايات الصفات واثبتوها لله عز وجل. جاء عن بعض السنة اختلاف في بعض مسائل العقيدة كخلو العرش من الله عز وجل عند نزولها وعدمه. او او عدم خلوه كمسألة ايضا رؤية الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم هذه الصفات وقع فيها خلاف بين اهل السنة ايضا نقل خلاف في مسألة ثنائنا والموحدين هل تفنى او لا تفنى او النار على وجه العموم؟ هذا يجعل بعض السلف في فناء النار دون فناء اهلها. فعلى كل حال اراد ابن القيم بهذا الفصل ان يبين ان اهل السنة ان اهل السنة مجمعون على معنى ايات الصفات واثباتها دون تعرض ودون تأويل وتحريف بخلاف ايات الاحكام فقد نقل عنهم فيها الخلاف فقال بل اتفق الصحابة التابع على اقرارها وامرارها مع مع فهم معانيها واثبات حقائقها وهذا يدل على انها اعظم النوعين بيانا وهذا رد على من يقول ان ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله. فقد ذكر السيوطي في اتقانه ان من ايات المتشابهة هي ايات الصفات وهذا لا شك انه باطل بل الصفات من اوضح من اوضح الايات بيانا وايظاحا وبيانا ولاجل هذا لم يشكل معانيها ولم تشكل معانيها على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال لانها من تمام تحقيق الشهادتين من لوازم التوحيد. اما ثم قال وايات الاحكام لا يكاد يفهم معانيها الا الخاصة من الناس. وهذا ايضا مما يقوي ان ان المحكمات في كتاب الله عز وجل يدخل ويندرج تحتها ايات الصفات حيث انه بمجرد قراءتها يفهمها العالم وغير العالم يفهمها العالم والمقلد يفهمها العالم والعامي بمجرد ان يسمع تالي القرآن فوق سابع القرآن او تالي القرآن يقرأ قوله ان الله كان سميعا بصيرا يفهم ان الله متصف بالسمع ومتصف بالبصر ولا يفهم غير ذلك البتة لا عالم ولا متعلم ولا مقلد كلهم يفهمون هذا المعنى من سياق الكلام لكن في بعض الايات التي لا يفهمها الا العلماء كالكلالة في المواريث او او الذي بيده عقدة النكاح في باب من من الذي يتولى عقدة النكاح؟ هذا يفهمه العلماء خاصة ومثل قولي حتى ان الصحابة اشكل عليهم قوله تعالى حتى يتبين الخيط حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود بعضهم ظن ان ذلك حبلا اسودا وابيظا يربطه في في قدمه متى مات بينه امسك واذا لم يتبين اكل وشرب ومثل قوله فبدية من صيام او صدقة او نسك فهذا مجمل في قدر الصيام والاطعام فبينته السنة انه يصوم ثلاثة ايام او يطعم ستة مساكين او او يذبح شاة ثم ذكر بعد ذلك حجة اذا الحجة الاولى ان اهل السنة ان الصحابة والتابعين مجمعون على معاني دلالات الصفات وانه لم يقع بينهم خلاف في اية واحدة. فاذا كان هذا اجماعهم فهذا يدل على ان ذلك الحق الذي لا مرية فيه. والامة لا تجتمع على ظلالة ولو كان فيها خلاف ما ذهب اليه خلاف في الحقل ذهب الى سنة لوجد خلاف بين السنة في معاني في معاني ايات الصفات. ثم ذكر فصلا اخر وهو يقول فصل تأصيل ان المتأولين المتأولين يتأولون نصوص الصفات يعجزون ويتحداهم شيخ الاسلام ان يأتوا بفرق بينما يسوغ تأويله وبينما لا يسوغ تأويله. الان هو ما من مبطل الا واثبت شيء من الحق. ما من مبطل الا واثبت من غلاة الجهمية الى غلاة الصفاتية المتكلمين. فالذي اثبت الوجود المطلق فالذي اثبت اثبت شيء من الحق عندما تقول ما هو الفرق بين ما اثبت وما نفيت؟ لا يستطيع ان يفرق لا يفرق. كذلك المعتزلة كذلك كذلك الصفاتية. كل من اثبت حقا ونفى غيره فانه لا يستطيع ان يفرق فيما تأول وفيما اثبت بانه يلزمه فيما تأول ما يلزمه فيما اثبت يلزمه فيما تأول يلزمه فيما تأول كما قال هنا لا ريب ان الله وصف نفسه صفات وسمى نفسه باسماء واخبر الناس بافعال واخبر يحب ويكره ويمقت ويرضى ويغضب ويسخط ويجيء وينزل ويأتي الى غيرها ان له علما وحياة وقدرة حتى ذكر صفات ربنا سبحانه فيقال المتأول تتأول تتأول هذا كله على خلاف ظاهره ام تفسر الجميع على ظاهر وحقيقته ام تفرق بين بعض ذلك وبعضه فان تأولت الجميع وحملت على خلاف حقيقته كان ذلك عنادا ظاهرا وكفرا صريحا وكفرا صراحا وجحد رؤيته وهذا مذهب الدهرية الذين ينفون الروبية ويقولون نموت ونحو ما يهلكنا الا الدار. هؤلاء هم الدهريون الطبيعيون الذين ينسبون الخلق والايجاد والى الى الدهر وهؤلاء كفرة كفرة باجماع المسلمين. قالوا والرسالة ان الله يقولون هذا مستحيل في العقول قديما هذا هو قول الدهري الذي ينكرون الثواب والعقاب ولا يفرقون بين حلال ولا حرام وينفونكم في العالم دليلا يدل على صانع ومصنوع هذا ذكره يغني عن رده. قال الذين لا يتلو العالم صانعا فان قلت اثبت للعالم صانع. ولكني لا اصل بصفات تقع على خلقه وحيث وحيث وصف بما يقع على المخلوق تأولت قيله فهذه الاسماء الحسنى والصفات التي وصف بها نفسه هل تدل على معان ثابتة فهي حق في نفسها او لا تدل فان نفيت دلالتها على معنى ثابت كان ذاك غاية التعطيل. اما ان يقول لك الاسماء والتي سمى الله عز وجل بها نفسه هل لها معنى ودلائل فان قال نعم فقد نقض قوله وان قال لا فقد عاند وكفر بالله عز وجل وكان في غاية التعطيل. وان اثبت دلالته على معان هي حق في ثابت قيل كتب الذي يسوق لك تأويل فما الذي سوغ لك تأويل بعظها دون بعظ؟ وما الفرق فيما بينما اثبته ونفيته من جهة السمع والعقل ودلالة النصوص على ان له سمعا وبصرا وعلما وهذا يرد على الصفات الذين اثبتوا سبع صفات هي صفة العلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والارادة والكلام والتكوين عند عند الماتوريدية فيقول هنا يقول آآ على ان له سمعا وبصر علما وقدرته وايراء حياته وكلاما كانت على ان له محبة ورحمة وغضبا ورضا وفرحا وضحكا وجها ويدين يقول لماذا فرقت بين هذه وهذه؟ يرحمك الله قال فلما نفيت حقيقة رحمته ومحبته واولتها الارادة فان قلت اثبات الارادة والمشي لا يستلزم تشبيها وتجسيما واثبات حقائق الصفات يستلزم التشبيه والتجسيم فانها لا تعقل الا في الاجسام فان الرحمة رقة تعتري طبيعة الحيوان والمحبة ميل النفس لجلب ما ينفعها والغضب غليان دم القلب. قيل لك وكذلك الارادة ايضا تبع انك تقول في المحبة والرحمة والغضب والرضا في هذه المعاني التي تقوم بالمخلوق نقول لك ايضا الارادة هي ميل النفس الى جلب ما ينفعها ودفع ما يظرها ذلك جميع ما اثمل الصفات انما هي اعراض قائمة بالاجسام اي ان هذه اعراض قائمة بالاجسام الى ان قال فان العلم انطباع سورة يقول بالاسباب الشاد فان العلم انطباع صورة المعلوم في نفس العالم او صفة عرضية قائمة وكذلك السمع والبصر والحياة والحياة اعراض قائمة. هو يريد بهذا انك اذا اثبت سمعا وبصر وارادة ونفيت غيرها لزمك فيما لزمك ففيما اثبت ما الزمتنا فيه فيما نفيت. فان قلت انها من صفات الاجسام قيلت ايضا ان السمع والحياة والبصر من صفات الاجسام. ان قلتها تدل دل على العقل نقول ايضا الرحمة والغضب دل عليه دل عليه العقل فالاحسان والانعام يدل عليه شيء المحبة كذلك العطف واهداء او القيام بمصاري العباد يدل على الرحمة فهذا فهذا مثل الارادة عندما قالوا ان ان الفعل يدل على القدرة وان التخصيص يدل على الارادة وان الاتقان والاحكام يدل عليه شيء على العلم قالوا هذا نقول كذلك ارادة الانتقام فانتقام الله عز وجل واخذه الظالمين يدل على غضبه واحسانه واعطاؤه من فضله الواسع لعباده يدل على على محبته ويدل على رحمته فيلزمكم هنا ما يلزمكم هناك فالباب باب واحد فاما ثم ختم الباب عندما ذكر الا المخالفين اما انهم يزعمون ذلك تجسيما واما ان يزعمون ذلك تشبيها واما انهم يزعمون انه انه يقتضي آآ كما ذكرنا في غير هذا الموضع انه مشاركة الله عز وجل في خصائص الله عز وجل وهذا كله باطل ثم قرر انه لا يخرج احد الناس الا عن ثلاثة طوائف. اما ان يعطل جميع ما جاء عن الله عز وجل فيكون دهريا كافرا بالاجماع. واما ان يثبت الجميع يكون سنيا على هدي محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه واما ان يكون متناقضا لا يستطيع ان يثبت على شيء لا في نفي ولا في اثبات اما ان تعطل وهذا طريقة غلاء وهذه طريقة الدهرين الذي قال ليس خالق خالق ليس للخلق خالق وليس للمصنوع صانع. وعطل الله عز وجل من كل شيء وهؤلاء كفر بالاجماع. واما ان يكون في مقام الشك والضلال فهو لا يستطيع ان يثبت ولا يستطيع ان فيكون في حيرة وهذا حال المتكلمين واما ان يكون على طريقة اهل السنة في اثبات ما اثبته الله عز وجل واثبته له الرسول صلى الله عليه وسلم وهم مع اثباتهم لا يشبه لا يمثل الله عز وجل بخلقه ولا يكيفون صفاته بل يثبتونها ويعتقدون معناه الذي دلت عليه دون تعطيل ودون تحريف ودون تكييف ودون تمثيل وهذا هو مذهب السلف والذي عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون بعدهم واتباعهم الى يوم دين هم على هذه الطريقة السليمة الموافقة لنصوص الكتاب والسنة. وقد ذكر حجج القوم ورد على حججهم وبين وبين عورهم وبين تناقضهم وانهم غير ثابت على قاعدة واحدة سواء فيما اثبتوا او سواء فيما نفوا فكل من اثبت حقا لزمه ان يثبت ما نفاه. لان ما في لان في الحق الذي اثبته نفس الشبهة التي في الباطل في الحق الذي في الحق الذي ابطله فالباب باب ما يقال في الذات يقال في جميع الصفات. فان قلت ان ذاتا لا تشفي الذوات نقول ايضا صفات لا تشبه سائر صفات خلقه كما انك احببت اسماء وقلت ان اسماء تليق به. نقول ايضا هي صفات تليق بالله عز وجل وليس فيها تمثيل وليس فيها تشبيه بل نمرها كما جات ونقر بما دلت عليه من المعاني وهذه طريقة القرآن والسنة والله اعلم