الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ذكر العقوق وقول الله تعالى ان اشكر لي ولوالديك الي المصير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ذكر العقوق العقوق يراد به عقوق الوالدين وعقوق الوالدين من كبائر الذنوب وعظائم الاثام بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قرن عقوقهما بالاشراك بالله في حديثه صلى الله عليه وسلم عندما قال الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين فقرن هذه الكبيرة التي هي عقوق الوالدين باعظم الكبائر على الاطلاق وهو الاشراك بالله سبحانه وتعالى مما يدل على عظم خطورة العقوق وشناعته والله سبحانه وتعالى قرن في القرآن الكريم حق الوالدين بحقه ومن حقهما في ايات كثيرة من كتابه عز وجل قال الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قال تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا والايات في هذا المعنى كثيرة ومن الايات التي قرن فيها حق الوالدين بحق الله هذه الاية التي ساق المصنف رحمه الله تعالى مصدرا بها هذه الترجمة وهي قول الله جل وعلا ان اشكر لي ولوالديك الي المصير ان يشكر لي ولوالديك الي المصير ان اشكر لي اي بالاخلاص والتوحيد والافراد بالعبادة والقيام حقوق الله عز وجل التي خلق الخلق لاجلها ووجدهم تحقيقها والبعد عما يسخطه ويغضبه سبحانه وتعالى واعظم ذلكم الاشراك به جل في علاه للوالدين ببرهما والاحسان اليهما والقيام بحقهما والحذر من العقوق لهما وفي الاية قرن هذا الحق العظيم حق الوالدين الذي هو الاحسان والبر بحق الله عز وجل الذي هو التوحيد والاخلاص مما يدل كما تقدم على عظم حق الوالدين وكبر شأنه وفي ختم هذه الاية بقوله الي المصير فيها تذكير للمحسن مع والديه بان المصير الى الله فيجزي المحسن باحسانه وفيها تحذير للعاق لوالديه بان المصير الى الله سبحانه وتعالى ليعاقب المسيء باساءته ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما اقبل رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابايعك على الهجرة والجهاد ابتغي الاجر من الله فقال هل من هل من والديك احد حي؟ قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الاجر من الله تعالى؟ قال نعم. قال فارجع الى والديك فاحسن صحبتهما. اخرجاه واللفظ لمسلم قال عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما اقبل رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابايعك على الهجرة والجهاد على الهجرة اي من بلده الى بلد النبي صلى الله عليه وسلم والاقامة عنده والبقاء معه عليه الصلاة والسلام والجهاد اي في سبيل الله ابتغي الاجر من الله فهذا الرجل ما الذي جاء جاء لغرض المبايعة مبايعة النبي والمبايعة تعني الزام النفس وعدم النكوص والنقض وهي ميثاق عظيم يلتزمه العبد قال ابايعك على الهجرة والجهاد وهما عملان صالحان عظيمان جدا جاء يبايع النبي صلى الله عليه وسلم على القيام بهما والوفاء بهما وقوله ابتغي الاجر من الله هذا فيه الاخلاص وصلاح النية وانه لم يأتي هذا الاتيان لعرض من الدنيا او لشهرة او لرياء او لسمعة او لغير ذلك وانما جاء يبتغي وجه الله سبحانه وتعالى وثوابه جل وعلا واجره قال ابتغي الاجر من الله فقال هل من والديك احد حي هل من والديك احد حي؟ الوالد او الوالدة هل منهم احد حي وهذا السؤال له اهميته في هذا الباب. الرجل يسأل عن الجهاد. والنبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن والديه هذا يدل على اهمية هذه المسألة في الجهاد وان من اراد ان يجاهد قبل ان يجاهد ينظر في هذه المسألة والا ما فائدة هذا السؤال؟ الرجل يقول جئت بايعك على الهجرة والجهاد ابتغي وجه الله اي مخلصا قال هل من والديك احد حي فكون احد الوالدين او كلاهما حي هذا يتعلق تعلقا كبيرا بهذه المسألة لان لهم حق في هذا الباب حق عظيم لا يجوز ان ان يضيع او ان يهدر قال هل من والديك احد حي؟ قال نعم بل كلاهما الوالد والوالدة كلاهما موجود قال قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الاجر من الله تعالى قال فتبتغي الاجر من الله تعالى؟ قال نعم والرجل ما جاء ولا هاجر ولا ترك موطنه الا ابتغاء الاجر من الله قال فتبتغي الاجر من الله تعالى؟ قال نعم. قال فارجع الى والديك قال فارجع الى والديك فاحسن صحبتهما انظر هذا الرجل وهمته العالية العالية ورغبته العظيمة وايضا نية الصالحة التي ابداها بقوله ابتغي الاجر من الله ثم يعيده النبي صلى الله عليه وسلم الى موطنه لمراعاة هذا الحق العظيم الذي قرنه الله سبحانه وتعالى بحقه جل في علاه كما تقدم معنا في الاية ان اشكر لي ولوالديك الي المصير قال فاحسن صحبتهما ليس مجرد رجوع ليس مجرد رجوع وقرب من مكان الوالدين بل امر اخر احسان في الصحبة احسن صحبتهما بل كما سيأتي معنا في حديث قادم ان الوالدين لهما من الصحبة النصيب الاوفر لهما من الصحبة النصيب الاوفر وكل المعاني الجميلة التي تقال في الصحبة من اللطف والرفق واللين الابتسامة وحسن اللقاء الى غير ذلك من معاني فالوالدان احق بهما من كل الناس واولى بهما كما سيأتي معنا من احق الناس بحسن صحابتي قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال ابوك فالوالدان هما الاحق ولهذا اه امره عليه الصلاة والسلام بالرجوع الى والديه والاحسان في صحبتهما الاحسان في صحبتهما قولا فاحسن مثل قول الله جل وعلا في غير ما اية وبالوالدين احسانا بالوالدين احسانا فامر بالاحسان الى الوالدين والاحسان في صحبة الوالدين ولم يحدد نوع معين من الاحسان احسان القول او الاحسان العمل او بالكرم او بالبذل او بالطاعة او بغير ذلك لم يحدد اطلق ليشمل كل احسان يستطيع ان يقوم به العبد اطلق ولم يقيد بشيء ليتناول ويشمل كل ما كان في مقدور العبد من احسان ان يقدمه لوالديه يبذل ذلك ويجتهد في الوفاء بذلك جاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ففيهما فجاهد قال ففيهما اي الوالدين فجاهد وهذا يفيد هذا اللفظ يفيد ان بر الوالدين والاحسان اليهما درب من دروب الجهاد ظرب من دروب الجهاد ولا سيما في مفهوم الجهاد العام بمثل قوله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا في الحديث قال والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله. ومن اعظم الطاعة واجل القرب البر بالوالدين والاحسان اليهما ولهذا قال هنا في هذا الحديث ففيهما فجاهد ومن فوائد هذا الحديث اهمية السؤال الرجوع الى اهل العلم وانه لا ينبغي للانسان ان يركب رأسه ويذهب ما اتجهت اليه نفسه او رغبت فيه دون مراجعة لاهل العلم لان بمراجعة اهل العلم اما ان يتثبت من صحة ما اراد ان يفعله او يعلم انه مخطئ وان ثمة امر اخر غفل عنه ينبهه عليه العالم وهذا الرجل لولا ان الله سبحانه وتعالى من عليه بهذا السؤال ما حصل له هذا العلم ما حصل له هذا العلم لولا ان ان من الله عليه بالتيان للنبي صلى الله عليه وسلم وسؤالي هذا السؤال ما حصل له هذا العلم العظيم بل من بركة سؤاله من بركة سؤال هذا الرجل انا اصبح هذا العلم علم للامة كلها الذي سأل عنه في سؤالي هذا اصبح علما للامة كلها من اراد ان يجاهد له والدان فله محق في ذلك ولهذا الحديث يدل على وجوب استئذان الوالدين وجوب الاستلام فان لم يأذن آآ الوالدان كلاهما له بالجهاد لا يجوز له ان يجاهد لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهذا الرجل ارجع ارجع اليهما فاحسن صحبتهم فما لم يأذن الوالدان لا يجوز له ان يجاهد لا يجوز له ان يجاهد الا اذا كان جهاد دفع هجم العدو على البلد فكل يدافع بما استطاع ولا يتوقف الامر على الاستئذان او استنفر الامام والا فالاصل ان ان من اراد ان يجاهد الاصل ان يستأذن والديه ان لم يأذن لا يجوز له لا يجوز له ان يجاهد ووالداه لم يأذن له وكم من الاشخاص يخرج في جهاد او في امور يظن يظن انها جهاد. نعم. او تسمى جهادا وليست جهادا. وبعضهم ربما خرج في امور هي اقرب الى الافساد ويترك والداه يبكيان يتألمان يتوجعان على ذهابه وخروجه غير مبالي بمثل هذه النصوص والاصول العظيمة والقواعد الجليلة والضوابط التي جاءت بها شريعة الاسلام ليت كثير من الشباب يعي قول النبي عليه الصلاة والسلام فارجع الى والديك فاحسن صحبتهما فارجع الى والديك فاحسن صحبتهما وفي رواية قال ففيهما فجاهد نعم قال رحمه الله تعالى وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنه ان جاهمة جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اردت ان اغزو وقد جئت استشيرك فقال هل لك من ام؟ قلت نعم. فقال فالزمها فان الجنة تحت رجليها. رواه احمد والنسائي قال رحمه الله تعالى وعن معاوية ابن جاهمة ان جاهمة رضي الله عنه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اردت ان اغزو وقد جئت استشيرك وقد جئت استشيرك وهذا مثل الاول جاء يستشير النبي عليه الصلاة والسلام ولولا توفيق الله له في هذه الاستشارة لما حصل له هذا العلم وهذا البيان في هذا الامر الذي سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام قال وقد جئت استشيرك وهذا يستفاد منه ان الواجب استشارة اهل العلم استشارة اهل العلم لا يستشار كل احد ولا يستشار طلبة العلم وانما يستشار الاكابر خاصة امور العظيمة تتعلق بالدماء والقتال الامن والخوف الله جل وعلا يقول في القرآن ولو آآ واذا اذا جاءهم من امر من الخمر واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا قل لعلمه الذين يستنبطونه منهم وهؤلاء هم العلماء الاكابر الذين رسخت اقدامهم في العلم وعظم تمكنهم فيه وطال وقوي باعهم فيه تحصيلا وتعليما ودعوة وافتاء هؤلاء هم الذين يرجع اليهم مع ان كثير من اهل الاهواء يخذل عن اتيان العلماء الاكابر ربما نفر منهم بوصفهم الاوصاف التي تجعل الشاب لا لا يقبل على العلماء الاكابر ثم يذهب يستفتي آآ المتهورين ممن لا علم لهم ولا فقه لهم في دين الله تبارك وتعالى قال قد جئت استشيرك فقال فهل لك من ام هل لك من ام؟ قلت نعم قال فالزمها فان الجنة تحت رجليها فالزمها فان الجنة تحت رجليها اذا كان مبتغاك الجنة والثواب والاجر مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم للاول قال فتبتغي الاجر من الله اذا كان مبتغى الانسان الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى يلزم قدمي والديه فثمة الجنة قال فالزمها فان الجنة تحت رجليها وهذا فيه ان بر الوالدين باب من ابواب دخول الجنة وفيه الثواب العظيم والاجر الجزيل كيف لا وهو حق عظيم قرنه الله سبحانه وتعالى بحقه في غير ما اية من القرآن الكريم نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله من احق الناس بحسن صحبتي؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من قال امك قال ثم من؟ قال ابوك اخرجاه قالوا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله من احق الناس بحسن صحبتي من احق الناس بحسن صحبتي؟ اي من اولاهم باللطف وحسن المعاملة وطيب الملاقاة والاسلوب الجميل في الحديث والمعونة والمساعدة من احق الناس بحسن صحبة قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من؟ قال ابوك ثم ادناك ادناك كما جاء في بعض الروايات قال امك كررها ثلاثا كررها ثلاثا وهذا فيه ان حق الام مضاعف واعظم وذلك ان الاحسان الذي نال هذا الابن من جهة الام هو اعظم ما يكون. ولا يقارن باحسان احد من الناس حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا بعض العلماء يقول هذا التكرار امك ثم امك ثم امك راجع الى هذه الامور الثلاثة حملته امه كرها وضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا يقول ارجع الى هذه الامور الثلاثة الحمل وشدته والوضع وشدته والرظاعة وشدتها هذه الامور الثلاثة ما حصلت لك من اي احد الا من الام هذا الاحسان العظيم والجهد الجهيد والتعب العظيم لم يحصل ثم بعد ذلك اشتركت مع الوالد في التربية وربما نصيبها من تربيتك ورعايتك اعظم من نصيب الوالد. لكن هذه الامور الثلاثة الحمل والوظع والرضاعة هذه كلها يعني تلحق الام من الشدة والتعب والجهد العظيم ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى تسعة اشهر حملا في بطنها وما يصحب الحمل من الام واوجاع وتعب و امراض وقلة نوم الى غير ذلك ثم يأتي بعد ذلك شدة الوضع الولادة والطلق والمعاناة التي تجده المرأة عند اه الولادة ثم بعد ذلك الرضاعة عامين كاملين. هذه الامور الثلاثة هذه الامور الثلاثة لم تحصل من احد وتجد الانسان عندما يحسن اليه احد الاشخاص باحسانا يعني لا يقارن باحسان الوالدين ماذا يقول يقول الله فلان من ناس اسرني باحسانه اسرني باحسانه والام الم تأسرك باحسانها؟ هذا الذي ذكرها الله سبحانه وتعالى يقول اسرني وتجده يتلطف معه ويكرمه يتواصل معه ويقول اسرني باحسانه كان عندي امر يعني آآ عظيم جدا يسر الله لي هذا الشخص فساعدني في هذا الامر او خلصني من هذه المشكلة اسرني باحسانه الم تأسرك امك باحسانها وهل يقارن احسان اي احد من الناس باحسان الام ولهذا قال من احق الناس بحسن صحابتي؟ او صحبتي؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك هذا التكرار له معنى لان الام قدمت لك ما لم يقدمه احد ما الاحسان والرفق واللطف بذلت من المعاناة والجهد اعطتك من صحتها بل اعطتك من غذائها الرضاعة التي تكون من الام هي من من من جسم الام ومن صحة الام ومن غذاء الام فقدمت الام لولدها شيئا عظيما ولكن كثير من الابناء اذا شب وقوي عوده تنكر الاحسان ونسي آآ الجميل وعامل امه المعاملة الغليظة الشديدة نسأل الله العافية والسلامة ولا يكون حظ امة منه مثل حظ زملائه لا يكن حظها مثل مساو حظها اعظم الحظوظ فلا يجعله مساويا لحظ زملائه. بل لزملائه الحظ الاحسن والاكمل من حظ امه مؤثرا لهم عليها وفيا معهم في في حساب حقوقها واجبه نحوها قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك؟ قال ثم من؟ قال ابوك؟ نعم وهذا الحديث من اللطائف الجميلة صدر به البخاري رحمه الله تعالى كتابه الادب المفرد صدر به كتابه الادب المفرد واول باب في كتاب الادب المفرد بر الوالدين وهذه لفتة جميلة لان الكتاب كتاب الادب ويفصل فيه انواع الاداب وكانه يعطيك رسالة من اول اه ما تقرأ الكتاب ان جميع هذه الاداب التي ستقرأها في هذا الكتاب من اوله الى اخره احق الناس بها واولاهم بها الوالدان وللام من ذلك الدرجة الاعلى نعم قال رحمه الله تعالى وللبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس قال وللبخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام الكبائر الاشراك بالله الاشراك بالله اي بتسوية غيره به في حقوقه سبحانه وتعالى فهذه اعظم الكبائر واظلم الظلم كما قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به وهو الذنب الذي لا يغفر ان مات عليه صاحبه كما قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وعقوق الوالدين وعقوق الوالدين والعقوق من العق وهو القطع عقوق الوالدين اي اه الاساءة اليهما والتظييع اه حقوقهما عقوق الوالدين وعقوق الوالدين الذي هو ضد البر جاء قرينا في هذه الاية للاشراك بالله مما يدل على خطورة العقوق وانه من اه اكبر الكبائر وانه من اكبر الكبائر ومعدود في اكبر اه الكبائر مقرونا بالاشراك بالله سبحانه وتعالى قال وقتل النفس اي التي حرم الله الا بالحق النفس المعصومة ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق واليمين الغموس واليمين الغاموس هي اليمين الفاجرة اليمين الكاذبة ومر في هذه اليمين باب خاص عند المصنف رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر القطيعة وقول الله تعالى وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون قال باب ذكر القطيعة والمراد بالقطيعة اي قطيعة الرحم قطيعة الرحم والرحم هم اقارب الانسان ومن يربطهم يربطه بهم النسب بدءا بالابوين ومعنا والابناء والاعمام والاخوال قال رحمه الله تعالى وما يضل به الضمير عائد الى المثل المضروب ان الله ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا قال وما يضل به الا الفاسقين الا الفاسقين ثم ذكر صفات الفاسقين والفسق هو الخروج عن الطاعة اه ذكر الله سبحانه وتعالى من صفات الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون وصفهم بثلاث صفات وختم ذلك ببيان خسرانهم في الدنيا والاخرة ومن هذه الثلاثة الصفات ما يخص هذه الترجمة وقوله ويقطعون ما امر الله به ان يرسل ويقطعون ما امر الله به ان ينصر. هذه من صفات الخاسرين في الدنيا والاخرة قطع ما امر الله سبحانه وتعالى به ان يوصل ومن اعظم ذلكم الرحم نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن جبير ابن مطعم رضي الله عنه مرفوعا لا يدخل الجنة قاطع رحم قال ولهما عن جبير بن مطعم رضي الله عنه مرفوعا لا يدخل الجنة قاطع رحم لا يدخل الجنة قاطع رحم وهذا فيه دلالة ظاهرة ان قطيعة الرحم من الكبائر لان نفي دخول الجنة لا يكون الا فيما هو كبير قال لا يدخل الجنة قاطع رحم ونفي دخول الجنة لا يكون في وصغائر الذنوب وانما يكون في الكبائر. ومثله آآ دخول النار او اللعن او السخط او الغضب او نفي الايمان كل هذه لا لا تكون الا في ما هو كبير فالحديث فيه دلالة ظاهرة على ان قطيعة الرحم من جملة الكبائر ونفي دخول الجنة هنا ليس نفي تعبيد للدخول لكن في بيان ان ان من كان قاطعا للرحم ليس اهلا لدخول الجنة اه مباشرة بل عنده هذا الجرم العظيم الذي لا يؤهله لدخول الجنة مباشرة بل هو عرضة لعقوبة الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان الله خلق الخلق حتى اذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة؟ قال نعم اما ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت بلى قال فذلك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم الايات قال ولهما اي للبخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان الله تعالى خلق الخلق حتى اذا فرغ منهم حتى اذا فرغ منهم اي اكمل خلق الخلق وتقدير المخلوقات قامت الرحم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائد بك من القطيعة هذا اي هذا القيام هذا القيام مقام العائذ بك من قطيعة اي مقام الملتجئ اليك والمعتصم بك لان الاستعاذة التجاء الى الله عز وجل واعتصام به سبحانه وتعالى قالت هذا مقام العائذ بك اي المستعيذ بك من القطيعة اي قطيعة الرحم الرحم استعاذت بالله سبحانه وتعالى من قطيعة الرحم قال نعم اي اعاذها الله اعاذها سبحانه وتعالى قال نعم اما ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك؟ قالت بلى. اي رضيت بذلك فاستعاذت به من القطيعة فاعاذها سبحانه وتعالى واعطاها هذا العطاء ان يصل من وصلها وان يقطع من قطعها وهذا يستفاد فيه فضل صلة الرحم وان ان الواصل لرحمه يصله الله سبحانه وتعالى وصلة الله له تتضمن الاكرام والانعام واللطف والاحسان والمثوبة العظيمة وان قاطع الرحم يقطعه الله سبحانه وتعالى وهذه القطيعة تتضمن آآ عقوبة الله سبحانه وتعالى له على هذه القطيعة واقطع من قطعك؟ قالت بلى قال فذلك لك اي اعطاها الله سبحانه وتعالى اعطى الرحم ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا ان شئتم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين للبر والصلة وان يعيذنا اجمعين من العقوق والقطيعة وان يصلح لنا شأننا كله. وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وشر الشيطان وشركه وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا