الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا وانفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله فصل في بيان انه مع كمال علم المتكلم وفصاحته وبيانه ونصحه يمتنع عليه ان يريد بكلامه خلاف ظاهره وحقيقته. ويكتفى من هذا الفصل بذكر مناظرة جرت بين جهمي وسني. حدثني بمضمونها شيخنا عبد الله ابن تيمية رحمه الله انه جمعه وبعض الجهمية مجلس فقال الشيخة تطابقت قد تطابقت نصوص الكتاب والسنة. والاثار على اثبات الصفات لله وتنوعت دلالاتها انواعا توجب العلم الضروري بثبوتها وارادة المتكلم اعتقاد ما دلت عليه. والقرآن مملوء من ذكر الصفات والسنة ناطقة بما نطق به القرآن مقدرة له مصدقة له مشتملة على زيادة في الاثبات. فتارة يذكر الاسم الدال على الصفة كالسميع البصير العليم القدير العزيز الحكيم وتارة يذكر المصدر وهو الوصف الذي اشتقت منه تلك الصفة واشتقت منه تلك الصفة كقوله انزله بعلمه وقوله ان الله الرزاق ذو القوة وقوله اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وقوله قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حجاب النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. وقوله في دعاء الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وقوله اسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق وقول عائشة سبحان الذي وسع سمعه الاصوات ونحوه ونحوه وتارة بذكر حكم تلك الصفة كقوله قد سمع الله وانني معك ما اسمع وارى وقوله فقدرنا فنعم فقدرنا فنعم القادرون وقوله علم الله انكم كنتم تختانون وانا ظاهر ذلك ويصرح في الفوقية بلفظها الخاص وبلفظ العلو والاستواء وانه في السماء وانه ذو المعارج وانه رفيع الدرجات وانه تعرج الملائكة وتنزل من عنده وانه ينزل الى السماء الدنيا وان المؤمنين يرونه بابصارهم عيانا من فوقهم الى اضعاف اضعاف ذلك مما لو جمعت النصوص والاثار لم تنقص عن نصوص الاحكام واثارها ومن ابين المحال واوضح الضلال حمل ذلك كله على خلاف حقيقته وظاهره ودعوى المجاز فيه ودعوى فيه والاستعارة وان الحق في اقوال النفاس المعطلين وان تأويلاتهم هي المرادة من هذه النصوص. اذ يلزم من ذلك محاذير ثلاثة لابد من منها وهي القدح في علم المتكلم القدح في علم المتكلم بها او في بيانه او في نصحه وتقرير ذلك انه يقال اما ان يكون المتكلم بهذه النصوص عالما ان الحق في تأويلات النفاق المعطلين او لا يعلم ذلك فان لم فان لم يعلم ذلك كان ذلك قدحا في علمه وان كان عالما ان الحق فيها فلا يخلو اما ان يكون قادرا على التعبير بعباراتهم التي هي تنزيه لله بزعم عن التشبيه والتمثيل والتجسيم وانه لا يعرف الله من لم ينزه الله من لم ينزه الله بها او لا يكون قادرا على تلك العبارات فان لم يكن قادرا على التعبير بذلك لزم القدح في فصاحته وكان ورثة الصابئة. افراخ الفلاسفة واوقاح المعتزلة والجهمية وتلامذة الملاحدة افصح منه واحسنوا بيانا وتعبيرا عن الحق وهذا مما يعلم بطلانه بالظرورة اولياؤه واعدائهم وافقوه ومخالفوه فان مخالفيه لم لم يشكوا انه افصح الخلق واقدارهم على على حسن التعبير بما يطابق المعنى ويخلصه من اللبس والاشكال وان كان قادرا على ذلك ولم يتكلم به وتكلم دائما بخلافه كان ذلك قدحا في نصحه. وقد وصف الله رسله بانهم انصح الخلق لاممهم فمع النصح والبيان والمعرفة التامة كيف يكون مذهب النفاة المعطلة اصحاب التحريف هو الصواب وقول اهل الاثبات اتباع القرآن والسنة باطلة قال المصنف وقريب من هذه من هذا المناظرة ما جرى لي مع بعض علماء اهل الكتاب وافضى بنا الكلام الى ذكر مسبة النصارى لرب العالمين ان سبتا ما سبه اياه احد من البشر. فقلت له وانتم بانكاركم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قد سببتم الرب تعالى اعظم مسبة. قال وكيف ذلك فقلت لانكم تزعمون ان محمدا ملك ظالم ليس برسول صادق وانه خرج يستعرض الناس بسيفه فيستبيح اموالهم ونسائهم وذراريهم ولا يقتصر على ذلك حتى يكذب حتى يكذب على الله ويقول الله امرني بهذا واباحه لي ولم يأمره الله ولا اباحه له ذلك. ويقول اوحي الي ولم يوحى اليه شيء وينسخ شرائع الانبياء من عنده ويبطل منها ما شاء ويبقي منها ما شاء وينسب ذلك كله الى الله تعالى ويقتل اولياءه واتباع رسله ويسترق نسائهم وذريتهم فاما ان يكون الله تعالى راعيا لذلك كله عالما به او لا فان قلتم ان ذلك بغير علمه واطلاعه نسبتموه الى الجهل. والغباوة وذلك من اقبح السب وان كان عالما به فاما ان يقدر على الاخذ على يديه ومنعه من ذلك او لا فان قلتم انه غير قادر على منعه نسبتموه الى العجز. وان قلتم بل هو قادر على منعه ولم يفعل نسبتموه الى السفه والظلم هذا وهو من حين ظهر الى ان توفاه ربه يجيب دعاءه ويقضي حوائجه ولا يقوم له عدو الا اظفره به وامره من حين ظهر الى ان توفاه الله تعالى يزداد على الليالي والايام ظهورا وعلوا ورفعة الله وامر مخالفيه لا يزداد الا سفولا واضمحلالا. ومحبته في قلوب الخلق تزيد على ممر الاوقات وربه تعالى يؤيده بانواع التأييدات. هذا وهو عندكم من اعظم اعدائه واشدهم ظررا على الناس فاي قدح في رب العالمين واي مسبة له اعظم من ذلك؟ فاخذ الكلام منه ماخذا وقال حاشا لله ان ان نقول فيه هذه المقالة بل هو نبي صادق. كل من اتبعه فهو سعيد وكل منصف منا يقر يقر بذلك ويقول اتباعه سعداء سعداء في الدارين. قلت فما يمنعك من الظفر بهذه السعادة؟ فقال واتباع كل نبي من الانبياء فاتباع موسى ايضا نكون سعداء قلت فاذا اقررت انه نبي صادق وقد كفر من لم وقد كفر من لم يتبعه فان صدقته في هذا وجب عليك اتباعه وان كذبته فيه لم يكن نبيا فكيف يكون اتباعه سعداء فلم يحر جوابا وقال حدثنا في غير هذا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الفصل في رد دعوة بدعته الجهمية ان نصوص الكتاب والسنة ظاهرها غير مراد وان وان الله سبحانه وتعالى لم يرد بما ذكره في كتابه من ظواهر النصوص حقيقة ما حقيقتها وانما اراد معنى باطلا لا يعلمه الا اولئك الزائغون. والمنحرفون المخالفون والمختلفون فذكر ابن القيم هنا ذكر ابن القيم هنا رحمه الله تعالى مناظرة جرت بين جهمي وسني حدثه بها عبدالله بن عبد الحليم ابن تيمية ابن عبد السلام ابن تيمية الحراني اخو شيخ الاسلام اخو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول انه جمعه وبعض الجهمية مجلس فقال الشيخ عبد الله قد تطابقت النصوص قد تطابقت نصوص الكتاب والسنة والاثار على اثبات الصفات لله عز وجل بمعنى ان نصوص الكتاب ونصوص السنة قد تظافرت وتطابقت وتكاثرت على اثبات صفات الله عز وجل وتنوعت دلالتها انواعا توجب العلم الضروري فالله سبحانه وتعالى ذكر صفاته ذكر انه سميع وبصير وعليم وحكيم وقدير وعزيز وذكر علوه وفوقيته وذكر وذكر استواءه ومجيئه واتيانه وذكر كثيرا من صفاته سبحانه وتعالى في كتابه وذكرها رسولنا صلى الله عليه وسلم وتلقاها المسلمون في الصدر الاول تلقي القبول والاقرار بها ولا يعرف لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله سبحانه وتعالى قال لم ارد بظواهرها لم ارد بهذه النصوص ظاهرها والنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو انصح الناس واشفق الناس وارحم الناس بامتي صلى الله عليه وسلم لم يصح عنه حديث لا صحيح ولا ضعيف انه قال ان هذه النصوص مظاهرها غير مراد بل كان يتلوها صلى الله عليه وسلم ويسمعها الصحابة ولا ويقبل ويسمعها الصحابة ويأخذون بظواهرها وهذا الذي دلت عليه لغة العرب فذكر ادلة كثيرة في هذا المعنى فقال والقرآن مملوء من ذكر الصفات والسنة ناطق بما نطق به القرآن مقررة لو مصدقة له مشتمت على زياد في الاثبات فتارة يذكر الاسم الدال على الصفة كالسميع والبصير والعليم والقدير والعزيز والحكيم وتارة يذكر المصدر يذكر الاسم وكل اسم يدل على صفة وتارة يذكر المصدر الذي الذي وهو الذي اشتقت منه تلك الصفة كقوله انزله بعلمه انزله بعلمه وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. فالقرآن نزل بعلم الله عز وجل نزل بعلم الله. وما كان من علمه فهو صفة من صفاته اظاف العلم له سبحانه وتعالى وقوله وكقوله اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وقولي قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين. وقوله صلى وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وهذا في الصحيح حديث رواه البخاري روى البخاري ومسلم اخرجه مسلم دون البخاري من حيث موسى العشاء رضي الله تعالى عنه وقوله في دعاء الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك فاثبت له العلم واثبت له القدرة وقوله صلى الله عليه وسلم عند قول عائشة الذي علقه البخاري سبحان الذي وسع سمعه الاصوات سبحان الذي وسع سمعه الاصوات اي اثبتت عائشة ان ربنا سبحانه وتعالى سمع صوت المجادلة فقال قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وقوله تعالى انني معكما اسمع وارى وقوله فقدرنا فنعم القادرون وقوله علم الله انكم كنتم تغتالون انفسكم ونظائر ذلك ويصرح في الفوقية يخافون ربهم من فوقهم ويصرح ايضا بالعلو سبحانه انا سبحان سبح ربك الاعلى ويصرح ايضا بالاستواء والعلم كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى وما شابه ذلك. قالوا يصنف الفوقية العلو والاستواء وانه في السماء وانه ذو المعارج وانه رفيع الدرجات وانه تعرج اليه الملائكة وتنزل من عنده وانه ينزل السماء الدنيا وان وان يرونه بابصارهم عيانا من فوقهم الى اضعاف اضعاف اضعاف ذلك. مما لو جمعت النصوص والاثار فيه لم تنقص عن نصوص الاحكام واثارها. ايات الاحكام ما يقارب خمس مئة اية يقول لو جمعت نصوص الصفات لزادت على ذلك او قاربتها ومع ذلك كل هذه النصوص قالت لي يقولها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه ويتلوها رسوله صلى الله عليه وسلم يبلغها امته واحاديث صلى الله عليه وسلم التي هي اثبات الصفات ومع ذلك لم يقل ربنا ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم ان هذه النصوص ظاهرها غير مراد. وان هناك معنى خفي يحتاج الى بحث والى تنقيب عنه. قال ومن ابين المحال واوضح الضلال حمل ذلك كله على خلاف حقيقته على خلاف حقيقته وظاهره ودعوى المجازف والاستعارة. وان الحق في اقوال النفاة المعطلين. وان تأويلاتهم هي هي من هذه النصوص يقول لو سلمنا بهذا وقلنا ان هذه النصوص المتضافرة الكثيرة لو كان المعنى فيها ما اراده هؤلاء ما اراده هؤلاء الزائغون مبطلون لا ترتب على ذلك محاذير ثلاثة او لكان في ذلك محاذير محاذيرها المحذور الاول القدح في علم الله عز وجل ان الله عز وجل القدح في علم المتكلم بها حيث انه غير عالم بحقيقة هذه الامور ايضا او في بيانه القذف في علمه انه يقول شيء والواقع شيء اخر يخبر بشيء والواقع بخلافه فهذا قدح في علم الله وهذا من ابطل الباطل الذي يلزم به من حرف النصوص وتأولها ايظا المحظور الاخر قال او في بيانه حيث انه اراد شيئا وما احسن ان يعبر عنه بما يفهمه المخاطب وهذا قدح في بيانه وهذا لا شك انه من اعظم الكفر بالله عز وجل وقدحا في رسوله صلى الله عليه وسلم المحظورة الثالث في نصحه لان الناصح هو الذي يدل المنصوح الى اقرب طريق فيه نجاته فكيف يتلو فكيف ينزل ربنا نصوصا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يبلغها امته ويذكر لهم اثارا واحاديث وليس معناه والمراد ثم يتركهم دون ان يخبرهم بمعناها الحقيقي فليس هناك احد انصح لامتي من محمد صلى الله عليه وسلم وليس هناك احد الاعظم رحمة ورأفة بامة محمد من ربنا سبحانه وتعالى فاما ان يكون المتكلم بهذا الخطاب غير عالم وتعالى الله عن قول علوا كبيرا واما ان يكون غير فصيح اي ليس على بيان يوصل المعلومة الذي يريده على الوجه الصحيح او انه يريد بامته اي شيء التخطئة والتغليط نريد لهم الخطأ والغلط اذ ان من يعلم هذه التحريفات وهذه التأويلات هم قلة من الناس وعامة المسلمين عامة المسلمين من الصدر الاول الى يومنا هذا وهم يفهمون من ظواهر النصوص الحقيقة والظاهر ولا ولا يقدح في ذهن احدهم ان لها معنى اخر غير المعنى الذي الذي يدل عليه ظاهر النص. فالعامي عندما يسمع قوله تعالى ان الله كان سميعا بصيرا. لا يفهم من ذلك الا ان الله له سمع وبصر وعندما يقرأ الرحمن عرشه استوى لا يفهم من ذلك الا استواء الله عز وجل على عرشه لا يفهم ان هناك معنى خفي هناك مجاز مرسل وهناك استعارة استعارة ارادها الله عز وجل لا يعلمها اولئك المخاطبون لان القرآن يسره الله عز وجل لليسر. يسر الله عز وجل للذكر وجعل القرآن سهل سهلا في قراءتي وسهلا في فهمي وسهلا في حفظي فيسر جميع ما يتعلق بكلام الله عز وجل فيقول ابن القيم وتقرير ذلك لتقرير هذا المعنى المحايد الثلاثة اما ان يكون المتكلم بهذه النصوص عالما ان الحق في التأويلات ان الحق في تأويلات كالمعطلين او لا يعلم ذلك ان كان يعلم اما ان يكون عالما واما ان يكون جاهلا ان كان يعلم ان الحق في تأويلات المعطلين في تأويلات المعطلين والمنحرفين فانه فانه يلزم من ذلك ان يكون اي شيء ان يكون غير فصيح غير فصيح ولا يحسن البيان ولا يحسن البيان لانه اذا علم ان الحق في تأويلات ثم ثم بعد ذلك تكلم بكلام لا يفهم منه ذلك المعنى الا بمجازات استعارات وبكنايات فان ذلك يدل عليه شيء على عدم بيانه. لان البيان هو ان يوصل ان يوصل المعنى باللفظ الذي يفهمه الجميع ان يوصل المعنى البيان هو ان يوصل المعنى بلفظ يفهمه المخاطب. اذا اذا اذا اتكلم بكلام لا في المخاطب ثم هذا سمي اي شيء ثم عيد وسمي عدم فصاحة وبيان فيلزم هو يتدرج معهم ان كان عالما ان كان عالما فهو غير فكلام الله فكلام الله سبحانه وتعالى عن قولهم هذا انه ليس على بيان تام والله اخبر انه تبيانا لكل شيء فمن نصدق؟ الذي يقوله تبيان لكل شيء؟ او نصدق هؤلاء الكفرة الذين يقولون ان الله اراد شيئا لم يحسن بيانه للناس اذا كان يعلم يلزم من ذلك ايضا من لوازم عدم من لوازم علمه ماذا يلزم عدم نصحه عدم نصحه اذ لو كان ناصحا لدلهم على على الحق الذي يريده ولفهمهم اياه فلا يخرج المنحرف والزايغ والذي حمل النصوص ما لم تحتمله عن هذه المعاني. اما ان نقول الله علم ان الحق في تأويلات او لم يعلم. ان قال لم يعلم كفر بالاجماع لانه وصف الله باي شيء بالجهل. اذ قال ان الله يعلم يلزمه ان الله عز وجل ليس كتاب تبيان وليس مبين وليس آآ بفصيح وليس بمعجز من جهة لفظه ومعناه لان يكون له يدل على عدم كماله. وهذا كله ايضا من الكفر بالله عز وجل. يلزم من ذلك ايضا بنصح الله عدم غيرة عدم ارادة الله بخلقه الخير والفلاح والله يقول يريد الله بكم اليسر فكيف يريد من اليسر وهو يخاطبه بكلام لا نفهمه ولا نعقله ولا ندرك حقيقته الا الا بادراك علوم اخرى كالاستعارة والمجاز وما شابه ذلك من الاقوال التي من التحريفات التي التي يقول هؤلاء المعطلة وان كان عالما ان الحق فيها فلا يخلو اما ان يكون قادرا على التعبير بعباراتهم التي هي تنزيه لله جل. يقول ان كان عالم ان الحق فيما يقول المؤول المحرفون فهو اما ان يكون قادر على ان يعبر بتعبيرات المحلفين يعني اتي بعباراتهم ان هذا مجاز وان هذا استعارة التي هي تنزيه لله بزعمهم عن التشبه عن التشبيه والتمثيل والتزم وانه وانه لا يعرف وانه لا يعرف الله من لم ينزه الله عز وجل بها او لا يكون قادرا ان كان قادرا ماذا يلزم يلزم ان كان عالما كان قادر ان يعبي بها التعبيرات ان يعبر بها. اذ اذ كان هو هو الحق الذي يريده الله الجنة فان كان فان لم يعبر بها وهو غير قادر كفروا بسلب الله عز وجل قدرته فان قالوا غير قادر كفروا وان كانوا وان قالوا انه قادر شيقول ان يفعلك ما فعل ذلك فان لم يكن قادر على التعبير بذلك لزم القدح فيه فصاحة يقول اه وانه لا وانه لا يعرف الله من وانه لا يعرف الله من لم من لم ينزه الله بها. او لا يكون قادرا على تلك العبارات. فان لم يكن قادرا التعبير بذلك لزم القدح كيف صاحتي وكان وكان ورثة الصابئة وافراخ الفلاسفة واوقاح المعتزلة ولا واحدة افصح منه واحسن بيانا وتعبير عن الحق وهذا مما يعلم بطلانه وهذا مما يعلو بطلانه بالضرورة اولياؤه واعدوا حتى الكفرة من اعداء الله عز وجل يعلمون ان هذا القول ايش باطل ليس هناك افصح ولا ابين ولا اعلم ولا اقدر ممن من الله عز وجل فكيف يكون هؤلاء الملاحدة وهؤلاء الفلاسفة واوقاح المعتزلة افصح في العلم والبيان من الله تعالى الله بالقول عموما كبيرا قال الموافق هو مخالف فان مخالفي لم يشك انه افصح الخلق واقدارهم على حسن التعبير بما يطابق المعنى وهذا اذا قلنا في حق النبي صلى الله عليه وسلم يتفقون ايضا ان افصح الخلق واعلم الخلق واقدر الخلق على واقدر الخلق على التبيين والايضاح هو محمد صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم قادر النبي هل هو قادر ليس بقادر هل هو قادر يعبر بتعابير هؤلاء الملاحدة اوليس بقادر نقول هو قالب لكن ليس الحق فيما قالوا ومن قالوا ليس بقادر ان قال ليس بقادر فهذا يلزم من قوله ان هؤلاء الملاحدة اقوى وافصح واعلم من محمد صلى الله عليه وسلم يعني الخطاب ليس مع الله انما مع النبي صلى الله عليه وسلم اما مع الله فهو من باب من باب اولى واشد واعظم قال وان لم يكن وان كان قال ذاك ولم يتكلم به وتكلم بخلافه ايش لازم انه غير ناصح لامته اذا كان قادر ان يعبر بالثعابير بالتعبير الذي عبر به هؤلاء المعتزلة وهؤلاء الجهمية والذي فيه الحق ولم يعبر به مع قدرته مش لازم؟ عدم نصحه وغشه لامتي وخداعي لامتي وهذا ايضا من اعظم الضلال والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله فيه فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا فليس هناك انصح للامة من محمد صلى الله عليه وسلم يقول وقد وصف الله رسله بانهم انصح الخلق لاممهم كما قال تعالى ابلغكم رسالات ربي وانا لكم ناصح امين ولكم ناصح امين وقال ايضا في قوله تعالى يا قوم لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فقال ايضا في شعيب ربي آآ قال آآ ابلغهم رسالات ربي ونصحت ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم يا قومي لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ايضا يقولها شعيب فالانبياء والرسل هم انصح الخلق لاممهم عليهم والسلام ثم قال فمع النصح والبيان والمعنى التام كيف يكون مذهب النفات المعطلة اصحاب التحريف والصواب وقول اهل اثبات اتباع القرآن والسنة باطلة. واضح المناظرة مناظرة واظحة وبينة وحجتها قاصمة دامغة لاعداء الله عز وجل فيلزم الجهمي ان يصل ان يصف المبلغ عن الله عز وجل بهذه الاوصاف الثلاثة ان يكون غير عالم او اما ان يكون عالم او غير عالم. ويستطيع ان نقول ايضا هذا مع من مع ربنا سبحانه وتعالى يقال لكم الله عندما تكلم بايات الصفات هل هو عالم ان ان يعبر عن المعنى الذي اردتموه وليس بقادر؟ ان كان الحق فيما اردتم الله ثم يقول لا يقول ماذا قادر طب هذا اذا كان قادرا اذا كان عالما ان الحق فيما قلتم ان الحق فيما قلتم وش يلزمه؟ يلزمه ان يعبر بالتعابير التي توضح للمخاطب ان الحق فيما اردتم فاما ان يكون عاجز عن البيان او يكون قادر فان كان عاجزا كفرتم وان كان قادرا ولم يبين اصبح ايش؟ اصبح لم غير ناصح غير للامة بالخير وهذا ايضا يقال مع محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر قصة وقعت ابن القيم مع نصراني وهي هذا النصارى والله اعلم انه كان كان مخالفا لعقيدة التثليث وعقيدة ابن عيسى ابن الله عز وجل فاتفق اتفق ابن القيم مع هذا النصراني ان النصارى سبوا الله مسبة عظيمة من سب له يدع ويش ان له ولد وانه ثالث ثلاثة سبحانه وتعالى. فقال ابن القيم عندما سلم له هذا ان النصارى سبوا الله بهذه المسبة العظيمة. قال وانتم ايضا اي من هم يا من تقرون بان عيسى عبد الله ورسوله انتم ايضا سببتم الله مسبة عظيمة. قال وكيف ذاك؟ فاخذ يقول ان محمدا صلى الله عليه وسلم ادعى انه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يقولون انتم تزعمون ان محمد ملك ظالم ليس برسول. ليس برسول صادق وانه خرج يستعرض الناس بسيف يستريح اموالهم ونسائهم وذراريهم احرص على ذلك حتى يكذب على الله ويقول الله يقول يقول هنا يقول وافضل الكلام الى ذكر مسبة النصارى رب العالمين سبة ما سب اي احد فقلت له انتم وانتم تاركوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قد سببتم الرب تعالى اعظم سبة ما هي المسبة هذه فقلت وانتم يقول قال وكيف ذلك؟ فقلت لانكم تزعمون ان محمد صلى الله عليه وسلم ملك ظالم ليس برسول صادق وانه خرج يستعرض الناس بسيفه وقوته فيستبيح اموالهم ونساءهم ودنانيهم ولا يقتصد لك حتى ولا يقتصر عليك حتى يكذب على الله ويقول الله امرني بهذا واباحه لي ولم يأمره الله ولا اباح له ذلك ويقول اوحى الي ويقول اوحي الي ولم يوحى اليه ولم يوحى اليه شيء ولم يوحى اليه شيء وينسخ شرائع الانبياء من عنده ويبطل منها ما شاء ويبقي منها ما شاء وينسب ذلك كله لمن؟ الى الله تعالى. ويقتل اولياءه الذين هم من؟ النصارى واتباع رسله ويسترق نسائهم وذريتهم فاما ان يكون الله تعالى راعيا لذلك اما ان يكون الله راعيا لفعل محمد صلى الله عليه وسلم او عدم او غير رأي. ولا شك انه رائي لذلك عالما به او غير عالم ولا شك انه عالم. هم يقرون بهذا فان قلتم ان ذلك بغير علم واطلاع نسبتم الى الجهل والغباوة وذلك من اقبح السب والكفر. وان كان عالما به فاما ان يقدر على الاخذ على يديه ومنعه من ذلك او لا؟ ان قلتم انه عالم ورائي وقادر فهو اما ان يكون قادر على الاخذ على يد محمد صلى الله عليه وسلم او غير قادر فان قلت له غير قادر على منعه وصبتم الله وسببتموه بالعجز وان قلتم بل هو قادر على منع ولم يفعلن سبتم اليه شيء الى السفه والظلم ان كان قادرا ان كان غير قادر فهذا عجز وسب وان كان قادر على الاخذ على يده ومنعه ولم يفعل فهو سفه وظلم تعالى الله عن ذلك هذا وهو من حين ظهر من حين ظهر الى ان توفاه الله عز وجل ربه يجيب دعاءه ويقضي حوائجه ولا يقوم له عدو الا اظفره به وامره من حين ظهر الى ان توفاه الله تعالى يزداد على الليالي والايام ظهورا. وعلوا ورفعة وامر مخالفيه لا يزداد الا سفولا واضمحلالا ومحبته في قلوب الخلق تزيد على ممر الاوقات. وربه تعالى يؤيده بانواع التأييدات هذا وهو عندكم من اعظم اعدائه واشد واشدهم ضررا على الناس هذا وهو عندكم من اعظم اعدائه واشدهم الناس فاي قتل رب العالمين واي مسبة له اعظم من ذلك يقول فاخذ الكلاوي منه ما اخذ وقال حاشا لله ان نقول في هذه المقالة بل هو نبي صادق لزم ان يقول هو نبي صادق لانه يقول هو الان مؤيد من الله عز وجل فاما ان يصف الله بالصفة التي ذكر التي الزمه ابن القيم بها واما ان يثبت نبوته ورسالته كل من اتبع فهو سعيد وكل منصف منا يقر بذلك وكل منصف منا يقر بذلك ويقول اتباعه سعداء في الدارين قلت فما يمنعك من الظفر بهذه السعادة فقال واتباع كل من انبياء فاتباع موسى ايضا سعداء قلت فاذا اقررت انه نبي صادق وقد كفر وقد كفر من لم يتبعه. يقول اذا اقررت انه نبي صادق وقد كفر سيدنا النبي وش يقول هو؟ يقول هو نبي. وهو رسول من عند الله عز وجل واتباعه سعداء. لكن ليست رسالته رسالة عامة. بل الانبياء سعداء ايضا فاتباع موسى سعداء وعيسى سعداء. قال ابن القيم فقلت له اذا قلت لك واخبرتك انه كفر كل من لم يتبعه كفر محمد صلى الله عليه وسلم كل من لم يتبع. ان ان قال ليس صادق رسول رجع الى ايش الى اللوازم السابقة التي الزمها اياه ابن القيم وقد كفر من لم يتبع قوله صلى الله عليه وسلم ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار والله يقول قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميع فهو يخبر ربنا انه ارسل الى جميع وما ارسلناك الا كافة للناس كافة للناس يقول فان صدقت في هذا وجب عليك اتباعه. وان كذبته فيه لم يكن نبيا. ان قلته كذا فلم يكن نبيا لانه كاذب فكيف يكون اتباع سعداء فلم يحرج جوابا؟ ما استطاع ان يجاب وانقطع وقال حدثنا في غير هذا وهذا من هذا من زياغ قلب هذا الرجل. ومن لم يرد الله به خيرا فهذا ممن لم يرد الله به خيرا ولو اراد الله فيهم خيرا لاسمعهم سبحانه وتعالى فهذا مات على كفره وظلاله مع ان الحجة قد بلغته وقامت عليه وبينها ابن القيم اعظم بيان وقد ذكر هذه القصة ابن القيم عاد اما ان وذكر انها وقعت حقيقة مع رجل وذكر ان هذه الحنة وقعت مع يهودي من اكبر ما معك من يشير اليه اليهود بالعلم والرئاسة بكتاب هداية الحيارى فيما ظلت به اليهود والنصارى فهذه القصة اراد بها ابن القيم ان يشابه ما ذكره ما ذكره عبد الله ابن عبد الحليم ابن عبد السلام الحراني الجهمية فابن القيم ذكر ايضا هذا مع النصارى واليهود انه يلزمهم كما الزم ابن تيمية الجهمية بالزمه به من ان الله عز وجل ذكر نصوص الصفات وذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم وذكر اه ولم يذكر سبحانه وتعالى ما يدل على خلاف ما اراد ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ايضا خلاف ما اراد واخبر ربنا ان كتابه تبيان لكل شيء وان القرآن يهدي للتي هي اقوم وان محمد صلى الله عليه وسلم انصح الناس لامتي صلى الله عليه وسلم وافصحهم وابينهم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يذكر انه ان هذه النصوص او هذه الايات او هذه الاحاديث لها معنى غير المعنى الذي دلت عليه بظاهرها ودلت عليه من جهة حقيقتها. هذا الزام الخصم بهذه الحجة. لكن هنا مسألة وهي هل يلزم يعني قد يقول قائل هؤلاء الطواغيت والمجرمين اه يقتلون في المسلمين شرقا وغربا ومع ذلك آآ لا لا يصيبهم بلاء. نقول هذا ليس بصحيح. فما من طاغية في الارض عتى وطغى الا وقد حلت به عقوبة الله عز وجل. ولا يعرف طاغية دعا الى كفر وضلال واستمر على ذلك الباطل. الا واهلكه الله سبحانه وتعالى و خمدت دعوته مثلا فرعون لعنه الله اهلكه الله عز وجل النمرود لعنه الله اهلكه الله عز وجل. وكل طاغية في الارض وان بلغ ما بلغ من القوة فان امر الله يأتيه سبحانه وتعالى ويقسمه وينتهي امره اليه شيء ينتهي امره الى زوال والى اضمحلال. اما محمد صلى الله عليه وسلم فمع الايام والليالي يزداد الناس به يقينا وايمانا ودعوته تزداد ظهورا وانتشارا. الى ان يرث الله عز عز وجل الارض ومن عليها والله تعالى اعلم