الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه الكبائر باب اذى الجار وقول الله تعالى والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب الاية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد قال رحمه الله تعالى باب هذا الجار اي ان ذلك من الكبائر وسيأتي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم قسمه عليه الصلاة والسلام بالله انه لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه والبوائق كما ذكر رحمه الله الغوائل والشرور وهذا فيه ان من يؤذي جاره يكون بذلك ارتكب كبيرة من الكبائر لان الايمان لا ينفى الا فيما هو كبير والقاعدة في هذا الباب ان نفي الايمان اما ان يكون في ترك واجب او فعل محرم والشريعة جاءت ببيان حق خاص للجار وذلك ان الجار لجاره به صلة ورؤية متكررة وكل منهما يكاد يكون مطلع على كثير من احوال جاره واموره ويتكرر منهم اللقاء وربما ايضا احتاج الجار الى معونة جاره ولا سيما في غيبة له او في سفر اوحال مرض او نحو ذلك فجاءت الشريعة بالتأكيد على هذا الحق العظيم حق الجار حتى ان الواصات بالجار جاءت متكررة وتكرر جبريل تكرر من جبريل الوصية بالنبي صلى الله عليه وسلم بالجار حتى قال عليه الصلاة والسلام ما زال جبريل يوصيني بالجار ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. اي يجعل له حظ ونصيب من الميراث من كثرة ما تكررت الوصية بالجار من جبريل للنبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا يبين ان الجار له حق عظيم وحق الجار يتلخص في الجملة في امرين الامر الاول الاحسان اليه ما استطاع الانسان وباب الاحسان واسع من حسن لقاء والقاء سلام وطيب معاملة لطف في الحديث وسؤال عن الحال وعيادة له اذا مرض الى غير ذلك من ابواب الاحسان وهي كثيرة جدا والامر الثاني كف الاذان كف الاذى وان يأمن جاره بوائقه لا يكون منه تجاه جاره اي اعتدال لا بقول ولا بفعل سواء منه مباشرة او باشياء تكون في بيته تؤذي جاره من اصوات عالية او روائح كريهة او غير ذلك من الامور فالجار في الشريعة حقه عظيم جدا والواجب على المسلم ان يتقي الله سبحانه وتعالى في جاره وان يقوم باداء هذا الحق طاعة لله سبحانه وتعالى قال وقول الله تعالى والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب هذا فيه ان الجار او الجيرة لها احوال قد يكون انضاف الى الجيرة قرابة قد يكون ينضاف الى الجيرة قرابة وقد تكون جيرة ليس معها قرابة وقد تكون جيرة اسلام او بدون اسلام واعظم الجار حقا هو الجار المسلم القليل ثم يليه الجار المسلم ليس قريبا للانسان ثم يليه الجار غير المسلم الجار غير المسلم ومما حفظته الشريعة في حق الجار حتى لو كان غير مسلما حتى لو كان غير مسلما يحسن اليه الانسان ويرى من معاملاته ما جاءت به هذه الشريعة لعل هذه المعاملة تكون سببا لهدايته ودخوله في هذا الدين. ومما جاء في الادب المفرد للامام البخاري ان ابن عمر او ابن عمرو ذبح شاة وطلب من غلامه ان يذهب بشيء منها لجار يهودي فقيل له اليهودي يعني يتأكدون هل هل يقصد فلان قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه وهذا فقه من ابن عمر رضي الله عنه ان الحديث يتناول حتى غير المسلم وان هذا الاحسان نوع من انواع التأليف لقلبه لعل الله سبحانه وتعالى يجعل ذلك سببا لي هدايته للاسلام. نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي شريح رضي الله عنه مرفوعا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. اخرجاه قال عن ابي شريح رضي الله عنه مرفوعا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت اخرجه الشاهد منه الجملة الوسطى وهي قوله ومن من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره وذكر الايمان بالله واليوم الاخر باعتبار ان الله سبحانه وتعالى هو المقصود بالعبادة الملتجىء اليه المتقرب بهذه الاعمال اليه سبحانه رجاء ثوابه وخوف عقابه ذكر اليوم الاخر باعتبار ان يوم الاخر موطن او يوم الجزاء والحساب والمعاقبة على الاعمال ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى وهذا الايمان باليوم بالله واليوم الاخر يقتضي من المؤمن ان يؤدي الاعمال الصالحة التي امره الله سبحانه وتعالى بها وان يتجنب الاعمال المحرمة التي نهاه الله سبحانه تعالى عنها فالايمان يقتضي ذلك ولهذا قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره اي مما يقتضيه هذا الايمان ان يحسن المرء الى جاره الاحسان الى الجار كما قدمت يتناول جوانب المعاملة الكريمة من القاء السلام وطلاقة الوجه وحسن المعاملة وغير ذلك من ابواب الاحسان ويتناول ايضا كف الاذى عن الجار نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه البوابة الغوائل والشرور قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن كررها هكذا مباشرة بدأ عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات يقسم بالله والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن يقسم بالله ثلاث مرات على نفي الايمان عن من فعل وصفا معينا او عملا معينا لكن لم يذكره والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قال الصحابة من يا رسول الله من هذا الذي اقسمت هذه الاقسام الثلاثة بالله انه لا يؤمن والتكرار هذا للتأكيد وبيان عظم الامر وخطورته ومن كمال نصح النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قيل من يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه الذي لا يأمن جاره بوائقه قال الشيخ البوائق الغوائل والشرر اي لا يأمن جاره اذاه تعديه لان فيه غلظة وفيه سلاطة لسانه وفيه عنف وفي شدة وفيه اعتداء ظلم وجاره يعيش بجواره وهو دايم خايف منه وخايف من عدوانه وظلمه له فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في من كان كذلك والله لا يؤمن ونفي الايمان لا يكون في امر صغير نفي الايمان لا يكون الا فيما هو كبير والقاعدة كما اشرت عند اهل العلم ان نفي الايمان لا يكون الا في ترك واجب او فعل محرم لا يكون الا في ترك واجب او فعل محرم وهذا يدل على ان من يؤذي جاره ارتكب كبيرة استحق بها ان ينفى عنها الايمان والايمان المنفي هنا ليس اصل الايمان وليس ايظا كمالها المستحب وانما الايمان المنفي هو الايمان الواجب الذي من تركه عرض نفسه للعقوبة الايمان المنفي هنا هو الايمان الواجب الذي من تركه عرض نفسه العقوبة فهو عرضة عقوبة الله سبحانه وتعالى يكون وقع في ظلم عرظ نفسه بوقوعه فيه الى للعقوبة لان الايمان الواجب اذا كملها المرء اذا كمله المرء يسلم من العقوبة لان العقوبة انما تكون على ترك الواجب اما المستحب اذا ترك لا عقوبة فيه يثاب اذا فعله ولا يعاقب على تركه اما ترك واجب فانه يعاقب عليه فمن لم يأمن جاره بوائقه اي غوائله وشروره فانه يكون بذلك ارتكب امرا كبيرا عرظ نفسه فيه العقوبة عقوبة الله جل وعلا. ولهذا استحق ان ينفع عنه الايمان نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا خير الاصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره قال وللترمذي وحسنه عن ابن عمرو عبد الله بن عمر مرفوعا خير الاصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره وهذا الحديث فيه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية لمن كان خيرا مع جيرانه شهادة بالخيرية لمن كان خيرا مع جيرانه وكان خيرا مع اصحابه واصدقائه يقول خير الاصحاب عند الله خير لصاحبه خيرهم لصاحبه اي في في لطفه معهم وحسن ملاقاته لهم وحسن تعامله معهم واتقائه الله سبحانه وتعالى فيهم فمن كان كذلك فهو خير الاصحاب وهو وايضا اذا كان هذا تعامله مع جيرانه فهو خير الجيران فهذه آآ شهادة من النبي عليه الصلاة والسلام لمن كان خيرا مع جيرانه وخيرا مع اصحابه بانه خير الاصحاب عند الله وخير الجيران عنده. نعم قال رحمه الله تعالى وفي المسند وصحيح الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ايما اهل عرصة اصبح فيه امرؤ جائع فقد برأت منهم ذمة الله نعم وفي صحيح الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع. وفي رواية لا يؤمن من بات شبعان وجاره طاو قال وفي المسند وصحيح الحاكم عن ابن عمر مرفوعا ايما اهل عرصة اصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منه الذمة قد برئت منه الذمة ومثله ايضا في في في الحديث الذي بعده ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع في رواية لا يؤمن من بات شبعان وجاره طاو وهذا فيه ان من حق الجار ان علم من حال جاره مثل هذا الوصف الذي جاء في اه الحديث انه طاوي اي يبيت لا لا يجد طعاما يتغذى به ويتغذى به اولاده ثم يكون جاره الى جنبه يبات شبعان وعنده فضل زاد امور زائدة عن حاجته ويعلم هذا من حال جاره ولا يبالي بذلك فهذا لا شك انه من نقص ايمانه وضعف دينه والا فان الايمان يحقق في اهله من معاني الاخوة والتكافل والتعاون ما لا يوجد في آآ غير هذا الدين العظيم. وفي الحديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر فكيف يكون آآ شخص يكون جاره الى جنبه جائعا يبيت طاويا لا يجد شيئا يأكله وهو قد شبع وعنده فظل زاد ليس محتاجا اليه ومع ذلك يترك جاره ولا يبالي بشدته وحاجته فجاء في هذا الحديث برئت منه الذمة وفي الحديث الذي بعدها قال ليس المؤمن وفي الرواية الاخرى قال لا يؤمن وهذا يدل على ان هذا حق من حقوق الجار اذا كان بهذه الشدة بهذه الحاجة ان يتفقد اه جاره حالة وان يعطيه من فظل الزاد الذي عنده نعم قال رحمه الله تعالى باب الاستخفاف باهل الفضل قال عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف شرف كبيرنا صححه الترمذي قال باب الاستخفاف باهل الفضل اي ان هذا من الكبائر والاستخفاف بهم اي الانتقاص من قدرهم والاحتقار لهم والازدراء والتقليل من شأنهم مكانتهم قال باب من الاستخفاف باهل الفضل والمراد باهل الفضل اي اهل الديانة والايمان والعلم والعبادة والمحافظة على طاعة الله سبحانه وتعالى فهؤلاء لهم حق بما اتاهم الله عز وجل من فضل وما اتاهم الله من علم وما اتاهم الله من عبادة ووفقهم له من طاعة لهم حق واذا كان الانسان يستخف بمن كان هذا شأنه يهزأ او او يحتقر او او ينتقص فهذا من رقة الدين هذا من رقة الدين لان الدين اذا استقام لا يمكن ان يستخف باهل الفضل في دين الله تبارك وتعالى لكن اذا رق دين المرء حصل منه مثل هذه الاعمال قال عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف شرف كبيرنا صححه الترمذي وقوله منا سبق التنبيه غير مرة ان ان هذا لا يأتي الا في ما هو من الكبائر ليس منا لا يأتي الا في ما هو من الكبائر ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف شرف كبيرنا اي لم يعرف له حقه لم يعرف للكبير حقه ولهذا جاء في بعض الروايات ولم يوقر كبيرا وهو بمعنى قوله ولم يعرف شرف كبيرنا نعم قال رحمه الله تعالى ولابي داود عن ابي موسى مرفوعا ان من اجلال الله واكرام واكرام ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه واكرام ذي السلطان المقسط حديث حسن قال ولابي داوود عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام قال ان من اجلال الله ان من اجلال الله اي من تعظيم الله سبحانه وتعالى اكرام بالشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه واكرام للسلطان المقسط واكراما للسلطان المقسط فذكر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ان من تعظيم الله سبحانه وتعالى اكرام هؤلاء الثلاثة الذين جاء ذكرهم في هذا الحديث ووجه كون اكرام هؤلاء هو من اجلال الله لان الله سبحانه وتعالى امر باكرامهم ودعا الى اكرامهم فاكرامهم يعد طاعة لله وامتثالا امره واكراما لمن امر الله سبحانه وتعالى باكرامه فمن اجلاله سبحانه وتعالى ان يكرم هؤلاء ان يكرم هؤلاء واكرامهم اولا يكون بمعرفة اقدارهم وشرفهم فظلهم مكانتهم ثم الاحسان اليهم بما تهيأ له من وجوه الاحسان ثم الامر الثالث البعد عن الاساءة اليهم باي نوع من الاساءة ولهذا اورده في هذه الترجمة من باب الاستخفاف باهل الفضل لان هؤلاء حقهم الاكرام لان هؤلاء حقهم الاكرام فمن استخف بهم اين اجلال الله سبحانه وتعالى من استخف باهل الفضل اين اجلال الله سبحانه وتعالى المأمور به او المطلوب في هذا الحديث قال ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم اكراما بالشيبة المسلم ذي الشيبة المسلم من شاب في الاسلام الشيبة المسلم من شاب في الاسلام هذا الذي شاب في الاسلام له حق وشيبته هذه في في الاسلام امر له توقيره له احترامه له شرفه له مكانته ينبغي الا يدفن والا يستهان به بل ينبغي ان يعرف هذا الحق فذو الشيبة المسلم من شاب في الاسلام حتى ولو لم يكن قريبا ولو لم يكن جارا تراه مارا في الطريق له حق عظيم فمن اكرامك له واحسانك اليه ولطفك في تعامله التعامل معه والتقدير له هذا من اجلال الله سبحانه وتعالى لان النبي صلى الله عليه وسلم عد اكرام للشيبة المسلم من اجلال الله تبارك وتعالى الامر الثاني الذي هو من اجلال الله اكرام حامل القرآن اكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وهذا الحديث فيه تفسير وبيان لمن هو حامل للقرآن حقيقة لان ليس كل من حفظ القرآن يعد حاملا له حقيقة فهذا الحديث جاء فيه بيان من الذي يعد حامل القرآن حقيقة بقوله غير الغالي فيه ولا الجافي عنه اي ان من الناس من يحمل القرآن اي حفظا ويغلو كن عنده غلو ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج قال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم عندهم غلو في الدين وذكر عليه الصلاة والسلام انهم يقرؤون القرآن حتى قال للصحابة تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وقرائتكم مع قراءتهم وقراءتكم مع قراءتهم. فمن ناس يحمل القرآن حفظا ويكون غالي فيه ومنهم من يحمل قرآن حفظا ويكون جافي عنه ويكون جافعا الاول عنده غلو والاخر عنده جفاء تجده مثلا حافظ للقرآن عن ظهر قلب ومضيع للصلوات مضيع للصلاة مفرط فيها ينام عن الصلاة المكتوبة والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر في الحديث الصحيح وفي البخاري في الذين رآهم عليه الصلاة والسلام يعذبون فذكر منهم رجل يؤتى بالصخرة وتلقى على على رأسه حتى يتهشم ثم يعود كما كان وتلقى عليه قال هؤلاء الذين ينامون عن الصلاة المكتوبة ينامون عن الصلاة المكتوبة يوجد من يحفظ القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة ويفرط في الصلاة المكتوبة وربما يرتكب ايضا كبائر او يترك ايضا واجبات اخرى هذا يعد جافيا ولهذا اهل القرآن هم اهل وصفين العلم والعمل اهل القرآن هم العالمون به العاملون بما دل عليه ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى ب اهل القرآن يؤتى باهل القرآن الذين يعملون به هكذا قال يؤتى بأهل القرآن الذين يعملون به اه او يؤتى بالقرآن واهله الذين يعملون به تقدمه سورة البقرة والي عمران فالشاهد قوله الذين يعملون به قيده بهذا القيد وهنا قيده بالبعد عن الغلو والبعد عن الجفاء وبهذا يعلم ان من كان من اهل القرآن يحمل قرآن يحمل القرآن وفي صدره كتاب الله عز وجل والمعروف بديانته وعبادته ومحافظته على طاعة الله واعظم ما يكون في هذا الباب المحافظة على الصلوات الخمس في بيوت الله لان هذه الصلوات محك يميز فيه الناس فاذا عرف بديانته وعبادته له حق عظيم على الناس حيث عد النبي صلى الله عليه وسلم اكرام من كان كذلك من اجلال الله سبحانه وتعالى قال وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه والثالث قال واكرام ذي السلطان المقسط. ومعنى المقسط اي العدل في في حكمه السلطان المقسط اي الحاكم العادل الحاكم العادل فاكرامه ايضا من اجلال له اكرامه ايضا من اجلال الله فهؤلاء ثلاثة آآ ذكر النبي عليه الصلاة والسلام اه اهمية اكرامهم والاحسان اليهم وان اكرامهم من اجلال الله سبحانه وتعالى وكلهم يتناولوا وهم هو المصنف في الترجمة اهل الفضل. فهؤلاء كلهم اهل فضل الذي هو ذو الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه السلطان المقسط هؤلاء كلهم اهل فظل ينبغي ان يعرف فضلهم ويعرف قدرهم وان يحرص الانسان على اكرامهم ومعرفة اقدارهم ويتجنب آآ الاستخفاف بهم او الانتقاص من اقدارهم ومكانتهم نعم قال رحمه الله تعالى ولاحمد بسند جيد ليس منا من لا يجل كبيرنا ولا يرحم صغيرنا ولا يعرف لعالمنا حقه انتهى قال ولاحمد بسند جيد ليس منا من لم يجل كبيرنا ولا يرحم صغيرنا وهذا المعنى تقدم في حديث ابن عمر الذي ساقه في اول هذه الترجمة وفي هذا الحديث زيادة ولا يعرف لعالمنا حقه ولا يعرف لعالمنا حقا وهذا فيه وجوب معرفة حق العلماء الذين لهم قدم صدق في العلم ورسوخ فيه ونصح للامة تفقيها وتعليما دعوة وتبصيرا بدين الله تبارك وتعالى هؤلاء لهم حق على اه الامة وحق على المسلمين ان تعرف اقدارهم. تعرف مكانتهم. يعرف لهؤلاء اهل الفضل فظلهم وقدرهم ومكانتهم والنبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث ان من لم يعرف العالم حقه اي قدره ومكانته ومنزلته ليس منا وعرفنا ان مثل هذا النفي لا يكون الا فيما هو كبير. فاهل العلم الذين اكرمهم الله عز وجل بالعناية بالعلم والتضلع فيه ومن ثم تعليم الامة وتفقيه الناس ودعوتهم الخير والنصح لهم واداء هذا هذه الامانة وهذا الواجب هؤلاء لهم حق على الامة ان يكرموا وان يعرف قدرهم وان تعرف مكانتهم وان يعرف فظلهم ان يتجنب الاساءة اليهم باي نوع من انواع آآ الاساءة ولهذا اورد المصنف رحمه الله في هذه الترجمة التي الاستخفاف بذوي الفضل اي ان من كان كذلك حقه على الامة ان يكرم فكيف يستخف حقه على الامة ان يحسن اليه فكيف ينتقص من مكانته وقدره؟ ولهذا عد النبي صلى الله عليه وسلم من لا يعرف قدر العلماء ولا مكانة العلما بانه ليس منا وفي خضم الفتن الفتن التي تعصف بالناس وتدخلهم في متاهات الاهواء التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان ومعلوم ان الهوى معلوم ان الهوى اذا اصيب به المرء اعماه عن الحق اعماه عن الحق وقد جاء في عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال ان اخوف ما اخاف عليكم اولى طول الامل واتباع الهوى طول الامل واتباع الهوى. قال اما طول الامل فيشغل عن الاخرة واما اتباع الهوى فيعمي عن الحق واما اتباع الهوى فيعمي عن الحق ففي خضم الفتن الاستشراف لها واتباع الاهواء بمثل ذلك ينتقص العلماء الذين يقولون قول الحق مما يخالف اهواء الناس في تلك الفتن مما يخالف اقوال الناس في تلك الفتن فينتقص العلماء ويزدر بهم ويتهكم بعلمهم من اناس ليس لهم في العلم اي مكانة وليس لهم منه حظ وينتقصون من علماء اكابر اه ائمة اجلاء لا لشيء الا لان فتاواهم او اه اقوالهم تخالف اهواء هؤلاء تخالف اهواء هؤلاء ولهذا يبدأون باللمز والطعن والتسفيه اه لهؤلاء اه العلماء والانتقاص من اقدارهم فاين هؤلاء من قول النبي عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه العالم يجب ان ان يعرف له مكانته وان يعرف له قدره لكن من اصيب بشيء من اه من من الاهواء اخذ ينتقص من اه اهل العلم يتهكم بهم ويقلل من مكانتهم و شأنهم ويطعن فيهم ويصرف الناس عن اه الاستفادة منهم وهذا الاستخفاف والازدراء باهل العلم واهل الفضل كما دل هذا الحديث ليس بالامر الهين ولهذا نفى او قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا