قال مختصر رحمه الله فصل في الوظائف الواجبة على المتأول لما كان الاصل في اللفظ والحقيقة والظاهر كان العدول به عن حقيقته مخرجا له عن الاصل. فاحتاج مدعي ذلك الى دليل يسوغ له اخراجه عن اصله فعليه اربعة امور. لا تتم دعواه الا بها. الامر الاول بيان احتمال اللفظ للمعنى الذي تأوله في ذلك التركيب الذي وقع فيه. والا كان كاذبا على اللغة فان اللفظ قد لا يحتمل ذلك المعنى لغة وان احتمله فقد لا يحتمله في ذلك الترتيب الخاص. وكثير من المتأولين لا يبالي اذا تهيأ له حمل اللفظ على ذلك المعنى باي طريق امكنه الى دفع الصائم فباي طريق تهيأ له دفعه دفعه فان النصوص فان النصوص قد صالت على قواعده الباطلة وليس لاحد ان يحمل كلام الله ورسوله على كل ما صاغ في اللغة والاصطلاح لبعض الشعراء او الخطباء والكتاب والعامة الا اذا كان ذلك غير مخالف لما علم من وصف الرب سبحانه واسمائه وما تظافرت به صفاته لنفسه وصفات رسوله وكانت ارادة ذلك المعنى بذلك اللفظ. مما يجوز ويصلح ومما يجوز ويصلح نسبتها الى الله تعالى لا سيما والمتأول يخبر عن مراد الله ورسوله فان تأويل كلام المتكلم بما يوافق ظاهره او يخالفه انما هو بيان لمراده. فاذا علم ان المتكلم لم يرد هذا المعنى وانه يمتنع ان يريده وان في صفاته وان في صفات كماله ونعوت جلاله ما يمنع من ارادته استحال الحكم عليه ارادته. فهذا اصل عظيم يجب معرفته ومن احاط به فعرفه تبين له ان كثيرا مما يدعيه المحرفون التأويلات مما يعلم قطعا ان المتكلم لم يرده. وانما كان ذلك مما يسوغ لبعض الشعراء او الكتاب القاصدين التعمية. لغرض من الاغراض فلا بد يكون المعنى الذي تأوله المتأول مما يسوغ استعمال اللفظ فيه. في تلك اللغة التي وقع بها التخاطب وان وان يكون ذلك مما يجوز نسبته الى الله تعالى والا يعود على شيء من صفات كماله بالابطال والتعطيل وان تكون معه قرائن تحتف به تبين انه مراد باللفظ والا كانت دعوى ارادته كذبا على المتكلم ونحن نذكر لك امثلة. المثال الاول تأويل قوله تعالى خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش لانه اقبل على خلقه فهذا انشاء منهم لوضع لفظ استوى على اقبل. وهذا لم يقله احد من اهل اللغة فانهم ذكروا معاني السوى ولم يذكر احد منهم في معانيه الاقبال على الخلق فهذه كتب اللغة طب طبق طبقت الارض لا تجد احدا منهم يحكي في ذلك عن اللغة وايظا فان استواء الشيء والاستواء اليه والاستواء عليه يستلزم وجوده ووجود ما نسب اليه الاستواء الاستواء بلا او بعلى فلا قد استوى الى امر معدوم ولا استوى عليه. فهذا التأويل انشاء محض لا اخبار صادق عن استعمال اهل اللغة. وكذلك تأويلهم الاستواء بالاستيلاء فان هذا لا تعرفه العرب من لغتها ولم يقله احد من ائمة اللغة. وقد صرح ائمة اللغة كم من الاعراب كابن الاعراب وغيره بان انه لا يعرف في اللغة ولو احتمل ذلك لم يحتمله هذا التركيب فان استيلاءه سبحانه وغلبته للعرش لم يتأخر عن خلق السماوات والارض فالعرش مخلوق قبل خلقهما باكثر من خمسين الف سنة كما اخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وبطلان هذا التأويل من اربعين وجها سنذكرها ان شاء الله في موضعها هذا الكتاب فعلى المتأول ان يبين احتمال اللفظ للمعنى الذي ذكره اولا ويبين تعيين ذلك المعنى ثانيا فانه اذا خرج عن حقيقته قد يكون له عدة معاني فتعيين ذلك المعنى يحتاج الى دليل. الثاني اقامة الدليل الصارف. اقامة الدليل الصارف لللفظ عن حقيقته وظاهره فان دليل المدعي للحقيقة والظاهر قائم فلا يجوز العدول عنه الا بدليل صارف يكون اقوى منه. الثالث الجواب عن المعارض فان الجواب عن المعارض فان مدعى الحقيقة لقد قام الدليل العقلي والسمعي عنده على ارادة الحقيقة اما السمعي فلا يمكنك المكابرة انه معه. واما العقلي فمن وجهين عام وخاص فالعام الدليل الدال على كمال علم المتكلم وكمال بيانه وكمال نصحه. والدليل العقلي على ذلك اقوى من الشبه الخيالية التي يستدل بها التي يستدل بها ان نفاز بكثير. فان جاز مخالفة هذا الدليل القاطع فمخالفة تلك الشبهة الخيالية اولى بالجواز وان لم يجز مخالفة تلك الشبه تلك الشبه فامتناع مخالفة الدليل القاطع اولى. واما الخاص فكل صفة وصف الله تعالى بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فهي صفة كمال قطعا فلا يجوز تعطيل فلا يجوز تعطيل صفات كماله وتأويلها بما يبطل حقائقها فالدليل العقلي الذي دل على ثبوت الحياة والقدرة والعلم والارادة والسمع والبصر. دل دل نظيره على ثبوت الحكمة والرضا والرحمة والغضب. والفرح والضحك والذي دل على انه بمشيئته واختياره دل على قيام افعاله به. وذلك عين الكمال وكل صفة دل عليها الكتاب والسنة فهي صفة الكمال والعقل جازم باثبات صفات الكمال لله تعالى. ويمتنع ان يصف نفسه او يصفه رسوله بصفة توهم نقصه. وهذا الدليل ايضا اقوى من كل بشبهة للنفاة يوضح ان ادلة مباينة الرب لخلقه وعلوه على جميع مخلوقاته ادلة عقلية فطرية توجب العلم الضروري بمذلولها واما السمع فتقارب الف دليل. فتقارب الف دليل فعلى المتأول ان يجيب عن ذلك كله وهيهات له بجواب صحيح عن بعض ذلك. فنحن نطالبه بجواب صحيح عن دليل واحد وهو ان ان الرب تعالى اما ان يكون له وجود خارج عن الذهن ثابت في الاعيان او لا فان لم كله وجود خارجي كان خيالا قائما بالذهن لا حقيقة له. وهذا حقيقة قول المعطلة وان تستروا بزخرف من القول. وان كان وجوده خارج وخارج الذهن فهو مباين له او هو منفصل عنه اذ لو كان قائما به لكان عرضا من اعراضه. وحينئذ فاما ان يكون هو هذا العالم او غيره فان كان هذا العالم فهذا تصريح بقول اصحاب وحدة الوجود وانه ليس لهذا العالم اله مبين. اله مباين له منفصل عنه. وهذا اكثر اقوال اهل الارض فان كان غيره فاما ان يكون قائما بنفسه او قائما بالعالم. فان كان قائما بالعالم فهو جزء من اجزائه او صفة من صفاته وليس هذا بقيوم السماوات والارض وان كان قائما بنفسه وقد علم ان العالم قائم بنفسه فذاتان قائمتان بانفسهما احداهما داخلة في الاخرى ولا خارجة عنها ولا متصلة بها ولا منفصلة عنها ولا محايثة ولا مباينة ولا فوقها ولا تحتها ولا خلفها ولا امام امامها ولعن يمينها ولا عن شمالها كلام له كلام له خبي لا يخفى على عاقل على عاقل منصف والبديهية الظرورية حاكمة باستحالة هذا بل باستحالة تصوره فضلا عن التصديق به. قالوا فنحن نطالبكم بجواب صحيح عن هذا الدليل الواحد من جملة ونعلم قبل المطالبة ان كل الجهميين على وجه الارض لو اجتمعوا لما اجابوا عنه بغير المكابرة والتشنيع على اهل الاثبات بالتجسيم هذه وظيفة كل مبطل قامت عليه حجة الله تعالى. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. يقول رحمه الله فصل في الوظائف الواجب على المتأول اي ما يجب على المتأول عندما يؤول نصا ويصرف عن ظاهره الى معنى اخر يجب عليه عدة امور الامر الاول انه لابد ان يكون الامر الذي تأوله يحتمله اللفظ. مفردا ومركبا يقول لابد اذا تأول شيئا ان يحتمله ان يحتمله اللفظ في من جهة اللغة اما من جهة من جهة او من جهة افراده يقول بيان احتمال لفظ المعنى الذي تأوله في ذلك التركيب الذي وقع فيه والا والا كان كاذبا على اللغة فالذي يتأول الاستواء بالاقبال نقول هذا كذب على اللغة فلا يعرف اللغة ان الاستواء بمعنى الاقبال ولا يعرف في اللغة ان الاستواء بمعنى الاستيلاء خاصة في تركيب السياق لابد ايضا لو لو احتمل لو احتمل المعنى في مفردات اللغة فانه لا يمكن حمله اذا ركب مع غيره فالالفاظ لها معنى اذا افردت ولها معنى اذا ركبت فلابد للمتول يلزمه ان يكون تأويله موافقا للغة اما من جهة الافراد واما من جهة التركيب يقول هنا وان وان احتفى قبل يقول وان سلمنا يحتمله مفردا فقد لا يكون محتمله لا يكون يحتمله وهو مركب يقول وكثير من المتأوين لا يبالي وهذه عادة اهل البدع انه لا يبالي اذا دل اللفظ من جهة اصل من جهة يأتي معنا على شيء من المعنى الذي يريده ولو كان معنا بتركيب يخالف ما اراد وينزل وينزل دفع النصوص منزلته دفع الصائم فهو يردها بكل ما استطع حقا او باطلة لا يبالي اذا تهيأ له حمل اللفظ على ذلك المعنى باي طريق امكنه للمقصوده ليس لاتباع الحق وليس الاخذ بالدليل وان مقصوده دفع صائل النصوص. دفع صائل النصوص فباي طريق تهيأ له دفعه دفعة. فان النصوص قد صالت على قواعده الباطلة وليس لاحد ان يحمل كلام الله ورسوله على كل ما ساغ في اللغة. او الاصطلاح لبعض الشعراء والخطباء او الكتاب او العامة الا اذا كان ذلك غير مخالف لما علم من وصف الرب سبحانه وتعالى. ويريد ابن القيم بهذا الرد على قول الاخ اخطر النصر عندما قال على صحة نسبة البيت له ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان عليه دليل فقالوا ان الكلام النفسي يسمى كلام بهذا البيت وهذا لا يعرف في لغة العرب لا يعرف بل البيت ليس بصحيح ولا يعرف في لغة عبد الكلام يسمى كان اذا كان خاطرة بالنفس وانما يسبب اما حديث نفس وانما يسمى بيان كما جاء في تصحيح البيت ان البيان لفي الفؤاد وانما جعل اللسان عليه دليل او كقول ايضا قول الاخ عندما قال استوى بشع العراق من غير سيف ولا دم بهرا. قالوا استوى معنا استولى. فيقول القيم فلا تترك النصوص لقول شاعر خاصة اذا كان هذا القول يقول وليس لاحد ان يحمل كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل ما ساغ في اللغة او الاصطلاح لان القرى ليس باي لغة بلغة قريش بلغة قريش والقرآن له لغة او الاصطلاح او او الاصطلاح بعض الشعراء والخطباء او الكتاب او العابة الا اذا الا اذا كان ذلك غير الف لما علم من وصف الرب سبحانه وتعالى اذا ما خالف ولا ولا بنى على هذا على هذا اللفظ المستشنع مثلا او هذا اللفظ الذي قال في ذلك الشاعر الخطيب او ذلك الاديب اذا ما خالف الامر فيه واسع والامر فيه سعة فلا مشاحة بالاصطلاح وما تظابرت به صفاته لنفسي به صفات نفسي وصفات رسوله صلى الله عليه وسلم وكان وكانت ارادة ذلك معنى بذلك اللفظ مما يجوز تصبح نسبتها الى الله تعالى لا سيما والمتأول يخبر عن مراد الله ورسوله فان تأويل كلام المتكلم بما يوافق ظاهره او يخالفه انما هو بيان لمراده. فاذا علم ان المتكلم لم يرد هذا المعنى وانه يمتنع ان يريده وان في صفاك ماله ونعوت جلاله ما يمنع من ارادة استحالة الحكم استحال الحكم عليه بارادته لانه يقول لو احتمل وان الاستواء بمعنى الاستيلاء ولكن هذا المعنى يخالف اثبات صفة الاستواء لله عز وجل التي دلت عليها النصوص الكثيرة. وقد يترتب على اثبات هذا المعنى نقص في كمال الله عز وجل وذلك لو سلمنا ان الاستواء بمعنى الاستلام هذا يترتب على ذلك ان الله هناك من يغالبه وينازعه في عرشه وايضا فيه من المحاذير انه يترتب على الاستيلاء ان العرش كان خلوا من استيلاء الله عليه واستوائه عليه حتى استوى عليه بعذاب ولا شك ان هذا من ابطل الباطل. يقول اذا لو لم يكن في ذلك المعنى الذي قد ينطق به شاعر او يقوله شاعر اذا لو لم يكن به الا انه ينفي كمال الرب لكفى به لازما لترك هذا المعنى والذي قال بها شاء فكيف وهو يخالف النصوص ويخالف الادلة الكثيرة على على اثبات صلة الاستواء ويخالف ما دلت عليه لغة العرب ان الاسلام معنى العلو والارتفاع والصعود وهذا الذي دلت عليه لغة العرب. يقول ابن القيم فهذا اصل عظيم يجب معرفته ومن احاط معرفة كثير مما يدعيه المحرف من التأويلات مما يعلم قطعا ان المتكلم لم يرده. وان وان كان ذلك مما يسوغ لبعض شعراء او الكتاب القاصدين التعبية او لغرض من الاغراظ فلا بد ان يكون المعنى الذي تأوله المتأول يسوء استعمال اللفظ فيه في تلك اللغة التي وقع بها التخاطب وان يكون ذاك المعنى مما تجوز نسبته الى الله تعالى والا على شيء من صفاته من صفات كماله بالابطال والتعطيل. وان تكون معه قرائن تحتف به تبين تبين ان مراد باللفظ والا كانت دعوة وارادته كذبا على ونحن نذكر ذلك امثلة. يقول لابد يقول فهذا ما هو الاصل العظيم؟ فهذا اصل عظيم يجب معرفته ومن احاط به معرفة بينهن كثير مما يدعيه المحرف من التأويلات مما يعلم وقطعا اولا ان المتكلم لم يرده. من جهة انه لا يوافق هذا التأويل لا لغة ولا كمالا ولو سلمنا لو يسوغ بعض شعراء في بعض يصوغ عند بعض الشعراء فان فان خطاب الشعراء وقصائدهم واشعارهم ليست ككلام الله عز وجل فالشاعر قد قد يقول بيتا يعمي به عن السامعين ويخفي به المعنى الذي يريده قد يعبر عن شيء بشيء اخر من باب التخفية ومن باب آآ من باب الالغاز والاحاجي اما كلام الله عز وجل فهو كلام بين واضح تبيانا لكل شيء. ثالثا انه لا بد ان يكون في هذا المعنى لا يكون فيه مخالفة لنصوص اثبات الصفات. ولا يكون بمخالفة لاثبات كماله ولا يقتضي شيئا من النقص والباطل. فاذا تصورت علمت ان جميع ما يقوله المبتدعة من تأويلات انها تأويلات باطلة وان الله لم يرد ما ارادوا ولم ولم يرده ايضا رسوله صلى الله عليه وسلم. المثال الاول قوله تعالى ثم استوى على العرش قالوا قال المعطل بانه اقبل على خلقه اقبل على خلقه فهذا يقول ان شاء منهم لوضع لفظ استوى على اقبل. لا يعرف بلغة العرب قاطبة ان استويات بمعنى اقبل لا يعرف ذلك لغة العرب فوصفكم الاستواء منه والاقبال هو قول باطل يخالف لغة العرب ويخالف ايضا ما اراده الله عز وجل فالله تكلم بلسانه اعرابي مبين وخاطبنا بما نعقله من لغة العرب ومعنى الاستواء في لغتنا العلو والارتفاع والاستقرار والصعود ولا يعرف لغة العرب انه استمعنا اقبل قال فانهم ذكروا معنى الاستواء ولم يذكر احد منهم في معاليه الاقبال على الخلق. فهذه كتب اللغة اللغة طبق الارض اي تملأ الارض. لا تجد احدا منهم يحكي ذلك عن اللغة وايضا ان هذا المعنى باطل. المعنى الثاني تعريفهم يقول فان استواء الشيء والاستواء اليه والاستواء عليه يستلزم وجود ووجود ما نسب اليه. والاستواء بلا او بعلى فلا يقال استوى الى امر ونستوى عليه فهذا التأويل انشاء محض لا اخبار صادق عن استعمال اهل اللغة. يقول ايضا ان ان الاستواء يتعدى الى يتعدى بعلى ويتعدى في يتعدى بالواو وبحسب التعدي يكون له معنى في لغة العرب. واما ما تعدى بعلى وعلى بعلى استوى على العرش فلا يعرف الا مع الواحد والعلو والارتفاع والاستقرار هذا معناه من جهة اذا تعدى اما استوى الماء والخشب فهو معنى التساوي استوى الى السماء يأتي بمعنى انه علاهة وقصدها قال وكذلك تأويل الاستواء بالاستيلاء فان هذا لا تعرفه العرب من لغتها. ولم يقله احد من ائمة اللغة وقد صرح ائمة اللغة كابن العرب كبدي الاعرابي وغيره لا يعرف في اللغة لا يعرف في اللغة. اي ان هذا تعريف الاستواء بالاستيلاء لا يعرف ولو احتمل لو احتملنا سلمنا لو يحتمل انه يكون معناه الاستيلاء فلا بد ان نضع في تركيب الكلام فذكره مفردا ليس كذكره مركبا. فقوله الرحمن على العرش استوى وتعدية تعدية تخصيص الاستواء بالعرش لو كان المعنى الاستيلاء لما كان في ذكر العرش بيزا وخصيصة لو قال استولى استولى على آآ الخلق كلهم لكان هذا العام لجميع مخلوقاته لكن استوى بمعنى استولى على العرش اذا العرش قبل استواء الله عز وجل عليه كان غير غير داخل في ملك الله وفي قدرة الله وهذا من ابطل الباطل وقال ايضا فان استيلاءه سبحانه على غلبة العرش لم يتأخر عن خلق السماوات والارض. والعرش مخلوق قبل خلقهما باكثر من ستين الف سنة. كما اخبر بذاك النبي صلى الله عليه وسلم وبطلانها التأويل قرنته من اربعين وجها في صفحة في هذا الكتاب صفحة تسع مئة من ثمان مئة وثمانية وثمانين ثم ذكر ايضا يقول فعلى المتأول ان يبين احتمال لفظ المعنى ذكره اولا لابد ان يبين المتأول ان اللفظ الذي تأوله يحتمله اللفظ. من جهة اللغة لابد ان يبين ان اللفظ يحتمله من جهة اللغة. فان لم يبينه فهو فتأويله باطل. المعنى الثاني ثانيا فانه اذا خرج عن حقيقته قد يكون له عدة معاني اذا اذا خرج عن الظاهر والحقيقة المراد بالظاهر فان له عدة معاني وتخصيص واهل المعاني دون يحتاج الى الى دليل وانت لا دليل فلابد ان خصصت احد المعاني اي بمعنى اذا كان اللفظ عندك معاني فلا بد عندما تخصص اهل المعاني لا بد ان تأتي بدليل يدل على المعنى الذي اردت والا فانت كاذب الثالث اقامة الدليل الصارم في اللفظ عن حقيقة ذا اذا صرخت اللفظ عن حقيقته فيلزمك ان توجد صارفا لهذا بهذا التأويل فان لم توجد دليلا يصرف اللفظ عن ظاهره فانك ايضا تكون كاذبا ودعواك باطلة ولابد ايضا يقول هنا فان دليل المدعي الحقيقة والظاهر قائم الذي يقول بظاهر النصوص دليله ان النص يدل عليه بظاهره ودليله قائم وظاهر فان اردت العدول فيلزمك اي شيء دليل اقوى واظهر من دليل المثبت. الامر الرابع الجواب على المعارض فان مدعي الحقد قام الدليل العقلي والسمع على ارادة الحقيقة. اما السمع فلا يمكنك المكابرة. ان الله كان سميعا بصيرا. فالله يثبت انه او اسابيع وبسيط ثم استوى العرش على حقيقته هذا من جهة من جهة من جهة النقل ومن جهة العقل العقل لا يمانع ان يوصف الله بانه سميع وانه بصير وانه ايضا مستوي يقول واما العاقلة بالوجهين عام وخاص فالعام الدليل على الدليل الدال على كمال علم المتكلم وكمال بيانه هذا من جهة العقل ان المتكلم هو الله عز وجل وهو وهو كقادر على قادر عليه شيء على على البيان. وان يأتي باكمل البيان واوضحه. وكمال نصحه واحاطته فهذا دليل من جهة العقل والدليل العقلي على ذلك اقوى من الشبه الخيالية التي يسود بها الدفاة بكثير فان جاز مخالفة هذا الدين القاطع فمخالفة تلك الشبه الخيالية اولى بالجواز. وان لم يجز بخار تلك الشبه فامتناع بخار الدليل القاطع اولى. واما فكل صفة وصف الله تعالى بها نفسه وصى برسوله فهي صفة كمال قطعا. فلا يجوز تعطيل صفات كمال وتأويله بما يبطل حقائقها من جهة النقل ومن جهة العقل. النقل ظاهرها يدل على ذلك. من جهة العقل اولا ان الله عز وجل كلامه اصدق الكلام وابين الكلام وافصح الكلام واوضح الكلام وابينه فلا يعني فلا يحتاج الى ان ان ان يتكلم بكلام لا يراد ظاهره انا نحتاج الى من يبين لنا مراد الله عز وجل بمعنى غير المعنى الذي اراده سبحانه وتعالى. ثانيا ان الصفات التي اتصل الله بها هي صفات كمال واضافتها الى نفس اضافة صفة الى موصوف ونفي ذلك عن الله تنقصا تنقصا له وابطال لحقائقها. يقول هذا الدليل القطعي من جهة النقل والدليل القطعي من جهة العقل. فالدليل القطعي الذي دل على ثبوت الحياة والعلم والقدوة والارادة والبصر ان نظيره على ثبوت الحكمة والرضا والرحمة والغضب والفرح والضحك والذي دل على انه فاعل بمشيئة واختياره دل على قيام افعاله به وذلك عين الكمال لله سبحانه وتعالى. فقل وكل صفة دل عليها الكتاب والسنة فهي صفة كمال والعقل جاز باثبات صفات الكمال لله تعالى ويمتنع ان يصف نفسه ويصفه رسولا بصفة توهم نقصا وهذا الدليل من اقوى الادلة من اقوى هذا ايضا اقوى من كل شبهة للنفاة. ثم ذكر يوضح ان ادلة بيانات الرب للخلق وعلو على جميع مخلوقاته ادلة عقلية فطرية توجب العلم الضروري بمدلولها. واما السبعية في علو الله تقارن كم هذه فائدة يعني فائدة ذكر ابن القيم ان ادلة علو الله تزيد على الف دليل. يقول هنا واما السمعية في اثبات علو الله فتزيد على الف دليل او تقارب الف دليل يقول فعلى المتأول الذي نفى علو الله ان يجيب على هذه الادلة كلها وان يجيب على الادلة العقلية ايضا. وهيهات له بجواب صحيح عن بعض ذلك. فنحن طالب بجواب صحيح عن دليل واحد وهو ان تعالى اما ان يكون له وجود خارج خارج عند الذهن ثابت في الاعيان او لا؟ فان لم يكن له وجود خارج الذهن كان خيالا قال بالذهن لا حقيقة له وهذا حقيقة قول من المعطلة الجهمية وان تستروا بزخرف من القول وان كان وجوده خارج الذهن فهو باين له. يقول اما ان يقول هو خارج العالم او داخل العالم فاذ قال وليس بداء وليس بخارج اصبح جمعا بين النقيضين وهذا ممتنع في حق الله عز وجل بل ممتنع في حق كل قائم بنفسه يقول فان قال هو داخل العالم فقد كفر لانه جعل العالم محيط بالله عز وجل وان الله حل بشيء من المخلوقات وان قاله خارج العالم وان العالم دودة وتحته ومباين له فهذا قول اهل السنة وهو قال بنفسه سبحانه وتعالى انه باين لمخلوقاته فوقهم قال تعالى قال اذ لو كان قائم يقول بعد ذلك وان تستر بالزخرف من القول وان كان وجوده خارج الذهن فهو بان له او منفصل عنه اذ لو كان قائما به لكان عرضا من اعراظه وحين اذ ان يكون هو هذا العالم او غيره. فان كان هذا العالم فهذا تصريح بقول اصحاب وحدة الوجود ان الله كل شيء في هذا الكون وانه معنى قول وحد الوجود ان كل شيء في هذا الكون هو من؟ هو الله. هذا قوله في الوجود ان كل موجود هو هو هذا من اعظم الكفر والقائل به كافر باجماع المسلمين من لم يكفر هذا فهو ايضا كافر بالاجماع فان كان قائما فهو جزء من اجزاء موصلة للصفات وليس هذا بقيم بقيم السماوات والارض وان كان قائم بنفسه وقد علم ذا العالم قائم بنفسه فذاتان قائمتان ليست احداهما داخلة في الاخرى ولا خارج عنها ولا متصل بها ولا منفصل عنها ولا محايد ولا باين ولا فوق ولا تحت ولا خلفه ولا امامه ولا عن يمينه ولا عن شماله باب كلام له خبء لا يخفى على عاقل منصف والبديهة الضرورية وحاكمة باستحالة هذا بعد استعادة ايش ان يكون هناك عين ذاتان قائمتان الخالق والمخلوق والعالم والخالق والممكن والمحدث ثم لا يكون هذا مبالا له ولا محاذيا له ولا داخلتي ولا خارجا عنه يقول هذا لا يمكن ان يتصوره عاقل لانه اما ان يكون خارج العالم واما ان يكون داخل العالم مما يكون قائم بنفسه واما يكون قائما بغيره والله قائم بنفسه وهو مبائل لخلقه سبحانه وتعالى وهو فوق خلقه قال فنحدث نطالبكم بجواب اذا عندكم قالوا لهذا قالوا فيها نظر. بل استحاد صوم فضلا عن التصديق به. قالوا لعل فيقال نحن طالق هذا الذيل واحد من جملة الف دليل. ونعلم قبل ان نطالب كل جهمية على وجه الارض هذا اصح وجه الارض لو اجتمعوا لما اجابوا بغير المكابر والتشنيع على اهل الاثبات بالتجسيد والسب. وهذه وظيفة كل مبطل قامت عليه حجة الله تعالى واضح لك جوابه؟ كلامه واضح وبين رد المتأول انه لا بد من اربعة وجوه ذكرها وبين ان صفات الله صفاتك ما لا نقص فيها وان العقل والنقل يثبتانه لله عز وجل وان من عطل الله عز وجل عن صفاته يلزمه ان يعطل الله ايضا من وجودة يا ابن لانه بنفي الكمال لقد يتضرع قد يستطرب دفي ذات الرب سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق في هذا الفصل ثم نأتي في بيان للتأويل شر من التعطيل لان كل معطل كل مؤول معطل كل مؤول معطل وليس كل معطل الله اعلم