بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى. وقال في اثبات نبوة رسوله باعتبار المتأمل لاحواله ودعوته وما جاء به. افلم يتدبروا قولا جاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين. ام لم يعرفوا رسولهم فهم لهم منكرون ام بل جاءوا بالحق واكثروا من الحق كارهون. فدعا سبحانه الى تدبر قوله وتأمل حال القائل. فان القول كذبا وزورا فان القول كذب وزور يعرف من نفس القول تارة وتارة من تناقضه واضطرابه وظهور شواهد الكذب عليه ويعرف من حال القائل تارة فان المعروف بالكذب الفجور والمنكر والخداع والمكر لا تكون اقواله الا مناسبة لافعاله. ولا يأتي منهم الى قول والفعل ما يتأتى ما يتأني به ما يتأني الباب الصادق من كل فاحشة وغدر وفجر وكذب. بل قلب هذا وقصده وعمله وقوله يشبه بعضه بعضا. وقلب ذلك وعمله وقصده يشبه بعضه بعضا فدعاهم سبحانه الى تدبر القول وتأمل سيرة القائل واحواله. وحينئذ يتحقق لهم ويتبين حقيقة الامر وان ما جاء به اعلى مراتب قال تعالى قل لو شاء الله ما تلوت عليكم ولادراكم به فقد لبت فيكم عمرا من قبلها فلا تعقلون. فتأمل هاتين الحجتين القاطعتين بهذا اللفظ الوجيز. احداهما ان هذا من الله لا من قبلي ولا هو مقدور لي ولا من جنس مقدور البشر وان الله لو شاء لامسك عنه قلبي ولساني واسماعكم وافهامكم فلم اتمكن من عليكم ولم تتمكنوا من درايته وفهمه. الحجة الثانية اني قد بت فيكم عمري الى حين الى حين اتيتكم به وانتم تشاهدوني وتعرفون وتصحبوني حظرا وسفرا وتعرفون دقيق امري وجليله وتحققون سيرتي هل كانت سيرة من هو اكذب الخلق وافجرهم واظلمهم فانه لا اكذب ولا اظلم ولا اقبح سيرة ممن جاهر ربه بالكذب والفلية عليه. وطلب افساد العالم وظلم النفوس والبغي في في الارض بغير الحق. من طلب افساد العالم احسن الله اليك. وطلب افساد العالم وظلم وظلم النفوس والبغي في الارض بغير الحق. هذا وانتم تعلمون اني لم اكن احفظ كتابا ولا اخطه بيميني. ولا صاحبت من اتعلم منه بل صاحبتم انتم من تتعلمون منه وتسألونه عن اخبار الامم والملوك وغيرها ما لم اشارككم فيه بوجه. ثم جئتكم بهذا النبأ العظيم الذي فيه علم الاولين والاخرين وعلم ما ما كان وما سيكون عن التفصيل. فاي برهان اوظح من هذا؟ واي عبارة افصح واوجز من هذه العبارة المتضمنة له. وقال تعالى قل انما ايظكم بواحدة ان تقوم لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد. ولما كان للانسان الذي يطلب معرفة الحق حالتان احداهما ان يكونا مناظرا مع نفسه والثانية ان يكون مناظرا مع غيره. فامرهم بخصلة واحدة وهي ان يقوموا لله اثنين اثنين. فيتناظران سألان بينهما واحدا واحدا يقوم كل واحد مع نفسه فيتفكر في امر هذا الداعي وما يدعو اليه ويستدعي ادلة الصدق والكذب. ويعرض ما جاء به عليها يتبين له حقيقة الحال فهذا هو الحجاج الجليل والانصاف البين والنصح التام. وقال سبحانه في تثبيت امر البعث. وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. الى اخر السورة فلو رام افصح البشر واعلمهم اقدرهم على بيان ان يأتي باحسن ممن هذه الحجة او مثلها في الفاظ تشابه هذه الالفاظ في الايجاز والاختصار. ووصف حينئذ الدلالة وصحة البرهان لالفى نفسه ظاهر العجز عن ذلك فانه سبحانه افتتح هذه الحجة بسؤال اورده الملحد اقتضى جوابا. وكان في قوله سبحانه ونسي خلقه ما وافى الجواب واقام الحجة وازال الشبهة لولا ما اراد الله تعالى من تأكيد حجته وزيادة تقريرها. وذلك انه تعالى اخبر ان هذا السائل الملحد لو تبين خلق نفسه وبدأ كونه لكانت فكرته فيه كافية. ثم اوضح سبحانه ما تضمنه قوله ونسي خلقه وصرح به جوابا له عن مسألته بقوله قل يحييها الذي انشأها اول مرة فاحتج بالابداء على الاعادة وبالنشأة الاولى عن على النشأة الاخرى. اذ كل عاقل يعلم علما ضروريا ان من قدر على هذه قدر على هذه. وانه لو كان عاجزا عن الثانية عجز عن الاولى. بل كان اعجز واعجز. ولما كان الخلق يستلزم قدرة الخالق على مخلوقه وعلمه بتفاصيل خلقه وتبع ذلك بقوله وهو بكل خلق عليم. هو عليم بالخلق الاول وتفاصيله ومواده وصورته. وكذلك هو عليم الثاني فاذا كان تام العلم كامل القدرة كيف يتعذر عليه ان يحيي العظام وهي رميم؟ اكد الامر بحجة تتضمن جوابا عن سؤال ملحد اخر يقول العظام واذا صارت رميما عادت طبيعتها باردة يابسة والحياة في الابدان تكون مادتها طبيعة حارة فقال الذي جعلك من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون فاخبر سبحانه باخراج هذا العنصر الذي هو في غاية الحرارة ولبوسه من الشجر الاخضر الممتلئ بالرطوبة والبرودة. فالذي يخرج الشيء من ضده هو الذي يفعل ما انكره الملحد من احياء العظام وهي رميم. ثم اكد الدلالة بالتنبيه على ان من قدر على الشيء الاعظم الاكبر هو على ما دونه اقدر. فقال تعالى اوليس الذي خلق والارض بقادر على ان يخلق على ان ان يخلق مثلهم. فاخبر سبحانه ان الذي ابدع السماوات والارض على جلالتهما وعظم شأنهما وكبر اجسامهما وسعتهما وعجيب خلقهما اقدر على ان يخلق عظاما صارت رميما فيردها الى حالتها الاولى كما قال في موضع اخر لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون. قال تعالى اولم او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يع بخلقهن بقادر على ان يحيى الموتى؟ بلى انه على كل شيء قدير. ثم بين ذلك بيانا يتضمن مع اقامة الحجة دفع دفع شبه كل ملحد احسن الله اليك دفع شبهة كل ملحد وجاحد وهو انه سبحانه ليس في بفعله بمنزلة غيره يفعل بالالات والكلفة والتعب والمشقة ولا يمكنه الاستقلال بالفعل بل لا بد معه ومن الة ومشارك ومعين بل يكفي في خلق ما يريد خلقه كن فيكون فاخبر ان نفوذ ارادته ومشيئته وسرعة وسرعة تكوينه وانقياد الكون له ثم ختم هذه الحجة باخبار ان ملكوت كل شيء بيده فيتصرف فيه بفعله وقوله واليه ترجعون. فسبحان المتكلم بهذا الكلام الذي جمع مع وجازته ونصحته وصحته برهانه كل ما تدعو اليه الحاجة من؟ من تقرير الدليل وجواب الشبهة بالفاظ لا اعذب منها للسمع والاحلام من معانيها للقلب ولا انفع من ثمراتها اللي لعبناها اي مثال كامل صحيح قوله ثم بذلك قوله قل افظيتم ما تدعون لرأيتم ما تدعون من الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. يقول القيم رحمه الله تعالى في ذكر الحجج العقلية التي تضمنها والحمد لله ذكر الحجج العقلية يهديكم الله يصلح بالكم. الحجج يتضمنها القرآن الكريم وذكر الامثلة عليها. قال المثال السادس من الامثلة تدل على الحجج العقلية في كتاب الله عز وجل قوله تعالى او المثال الخامس قوله تعالى قل ارأيتم ما تدعون من دون الله اروني ماذا خلقوا من الارض؟ بمعنى ماذا خلقوا الارض استقلالا؟ استقلوا بخلقه. ام لهم شرك في السماوات؟ اي اهم شركاء في السماوات تلفى الله الخلق لهم استقلالا ودفى ايضا مشاركتهم له في السماوات او في خلقه. ثم قال ائتوني بكتاب قبلي هذا يدل على هذا الدعوة او على هذا القول او اثارة من علم ان كنتم صادقين. وانى لهم ذلك. فلا خالق الا الله ولا مالك الا ربنا سبحانه وتعالى وكما ذكرنا في دلالة في دلالة الممانعة التي ذكر القيم قبل ذلك انه في النظر في هذا الكون وآآ بذاعة خلقه ودقته المتناهية في تدبيره تدل على ان هذا الخلق ليس له الا خالق واحد. وانه ليس معه رب وخالق غيره. واذا كان ليس معه خالق غيره ليس معه اله سواه سبحانه وتعالى يدل على ذلك النقل ويدل على ذلك العقل. فمن جهة العقل لا يوجد مخلوقا لغير الله عز وجل. ولا يستطيع احد ان يثبت ان هذا الخلق له ولو قال قائل من هؤلاء الملاحدة ان السيارة او الطائرة او جميع هذه الايات يخلقها الانسان نقول انما جمع الانسان والف بين اجزائها واما موجدها وخالقها حقيقة من جهة اصولها ومن؟ هو الله سبحانه وتعالى. فالحديث الذي يتركب له هذا هو خالقه خالقه الله وكما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون وكما قال حذيفة ان الله صانع كل صانع وصنعته فهذا من دليل العقل ومن جهة النقل. ثم قال ايضا المثال السادس قوله تعالى قل رب قل من رب السماوات والارض قل الله هنا ما اتخذت من دونه اولياء لا يملك لانفسهم نفعا ولا ضراء. قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور؟ ام جعل لله شركاء؟ خلقوا كخلقي فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار. اذا ليس هناك خالق مع الله عز وجل وليس هناك مألوف يستطيع ان ينفع نفسه او ان ينفع غيره فاذا كان لا يستطيع ان ينفع نفسه ولا يستطيع انفع غيره ولا يدفع الضر عن نفسه ولا ان يدفع الضر عن غيره فاي تأليه يكون له؟ واي رؤية تكون له هذا حال الكفار كما قال تعالى ضرب الله مثلا يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابة ولو اجتمعوا له وان يسودوا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. وذكر الله هذا الذباب بمعنى انه بكثرة وجوده اولا انه متوافر بكثرة وهو موجود في كل مكان هذا الذباب ومع ذلك ايظا بضعفه وضعف خلقته انه ظعيف خلق ظعيف ومع ذلك لا يستطيع هؤلاء الذين يعبدون من دون الله ان يخلقوا ذبابا. بل لا يستطيعون ايضا ما هو اقل من ذلك ان يستنقذوا من الذباب ما اخذه تقابلهم وذلك انهم كانوا يعلقون يعلقون السمن السمن والعسل على الهتهم فيعلق الذباب بهذه الاصنام ويأخذ منها بقدر ما علق بلعابه او بقدر ما علق قوائمه فيتحداهم الله عز وجل ان يستنقذوا منه ذلك الشيء الذي الذي اخذه ذلك الذباب ولا شك انه يدل على ضعف الطالب وظعف المطلوب. فاذا كان الذباب الظعيف لا تستطيعون غلبته فكيف فاي قوة لكم واي قوة ترجوها من اولئك الذين يعبدون من دون الله عز وجل يقول فتأمل هذا المثل الذي امر الناس كلهم استماعه الذي امر الناس كلهم باستماعه فمن لم يسمعه فقد عصى امره بمعنى يا ايها الناس ظرب مثل ظرب مثل فاستمعوا له هذا خطاب لجميع البشر ولجميع الخلق وهو اخذ المثل العظيم ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا. يقول ابن القيم فقد عصى امره من لم يستبعد لهذا المثل. كيف تضمن ابطال الشرك واسباب باصح البرهان في اوجز عبارة واحسنها واحلاها واسجل على جميع الهة وسجل لعلها او اسجل اي تركه اي واسجل على جميع الهة مشركين انهم لو اجتمعوا كلهم في صعيد واحد وعاود بعضهم بعضا بابلغ المعاونة لعجزوا عن خلق ذباب واحد. ثم بين عجزه وضعفه بعد استنقاذ ما يسلوه الذباب حين يسقط عليهم فاي شيء اضعف من هذا الاله المطلوب ومن عابده الطالب الطالب نفعه وخيره فهل فهل قدر القوي العزيز حق قدره من اشرك معه فهل قدر القول عز من اشرك معه الى الهة هذا شأنها فاقام سبحانه حجة التوحيد وبين ذلك باعذب الفاظه واحسنها لم يستكريها غموض ولم يشنها تطويل ولم يعدها تقسيط ولم تزري بها زيادة ولا نقص بل بلغ في الحسن والفصاحة والبيان والايجاز ما لا يتوهم متوهم ولا يضل ضال ان يكون ابلغ في معناه. فتأمل يا ايها الناس ضرب مثله فاستمعوا له ان الذين تدعوا من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. اية يعني في سطرين من كلام الله عز وجل جمعت ابطال ابطال الآلة تعبد دون الله عز وجل. وبين فيها ضعفها وانها لا تملك نفعا ولا تدفع ضرا بل هي في ذلك اضعف الى الذباب باوجز عبارة واتمها واشملها. قال ايضا من الامثلة الدالة على من مثل الحجج العقلية قوله تعالى قال احتجاج سبحانه وتعالى نبوة رسوله وصحة ما جاء به من الكتاب وانه من عنده وكلامه الذي تكلم به وانه ليس من صنع البشر قوله تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين. تحداهم الله عز وجل ان يأتي مثل القرآن تحداهم بعد ان يأتوا بعشر سور من القرآن فتحداهم الله بعد ذلك بان يأتوا سورة بسورة واقل سورة قدرها ثلاث ايات تسمعن الذين تحدوا بهذا الخطاب هم افصح الخلق من جهة الفصاحة والبلاغة هم العرب. واذا كان كل نبي يبعث في قومه باحسن ما يحسنون فعيسى عليه السلام بعث لمن في اطب اطب البشر كانوا اهل طب واهل معرفة بالطب. فتحداهم عيسى او بعث الله عيسى بمعجزة وهي انه يدرئ الاكمة والابرص ويحيي الموتى. وهذا ما يعجز عنه الطب من ذلك الزمان الى زماننا هذا والطب يعجز عن ذاك من ولد اكمه لا يستطيع الطب ان يجعله ان يجعله ان يجعله البصر وكذلك الميت لا احد يستطيع احياؤه فجعل الله ذلك لعيسى عليه السلام فكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعث في قوم هم افصح الخلق واحسنهم منطقا وعبارة ويعرفون الاشعار والنثر كما قال المغيرة قال عندما ذكر القرآن ومدحه ومدح بمدح عظيم انه قال لقد يخاطبك لقد علمت بانني من اشعر العرب واني سمعت الشعار وسمعت النثر وقد عاشرت الكهان والعرافين فليس كلام يشبه كلام العرافين ولا الكهان ولا الشعراء ولا الخطباء وانه ليعلو ولا يعلو عليه وان اسفله وان اعلاه لم يغني الناس ولم يغدق وان نعلاه لمثمر حتى قال له ابو جهل لا ندعك حتى تقول فيه قولا. فقال لعنه الله تلك المقولة ان هو الا قول البشر على كل حال يتحدى الله عز وجل هؤلاء بان يأتوا مثل هذا القرآن او يأتوا بسورة من سوره وهي قدر ثلاث ايات فامر بالركابي في هذا القرآن الذي انزله على عبده وانه كلام الله انه يأتي بسورة واحدة مثله وهذا يتناول اقصر سورة يتناول اقصر سورة من سورة من سوره وهي سورة مثلا سورة الكوثر ثم فسح له ان عجز عن ذلك ان يستعين بمن كما قال قل لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتي مثل هذا القرآن لا يأتون مثلي ولو كان بعض لبعض ظهيرة اي لو اجتمع الانس ويقدم الانس هنا لماذا لان الانس كانوا افصح باللغة من الجن ام يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطاع من دون الله كنتم صادقين ام يقولون افترقوا الفات بعشر سور مثل مفتريات وادعوا من استغردوا لله ان كنتم صادقين ام يقولون تقوله كلا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين. ثم اثنى عليهم اسجالا عاما في كل زمان ومكان فقال قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتي بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثلي ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. ولو اجتمع من في اقصاها في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها. على ان يزيدوا الواحدة في القرآن ما استطاعوا ولو اجتمعوا جميعا على ان يأتوا باية تماثل القرآن ما استطاعوا لذلك لما قال بسين الكذاب عندما قال الفيل وما ادراك ما الفيل رأس كبير له قال والله انك تعلمني لا اعلم انك كذاب والوبر الوبر له اذنان كلام لابد آآ باطل وكلام آآ يدل على سفاهة قائله. فبمجرد ان تسمع كلام غير الله عز وجل تدرك عظيم تعظيم كلام ربنا سبحانه وتعالى يشهد بذلك الكفرة. فالكافر الذي يسمع القرآن ويسمع غيره يجد لكلام الله من العذوبة والقبول ما لا يجده لغيره. ولذلك ذكر ان بعض النصارى سمع خطيبا يخطب او متكلم يتكلم وكان يفي خلال كلامه يقرأ قول الله تعالى اقرأ شي بالايات فكان هذا الكعب الذي لا يحسن ما يقول ما يدري ما يقول؟ يقول انك تقول كلاما في اثناء كلامك يأخذ بالقلب فما هو هذا الكلام؟ ويقول اسمع شيء من كلامك شيء منه يدخل القلب ويؤثر فيه وقد قرأت وسمعنا فرأينا من سمع قراءة القرآن وبكى وهو لا يدري ما يقرأ بكى وخشع وهو لا يدري ماذا ماذا يقال في هذا الكلام فهذا يدل على شيء على ان كلام الله اذا وقع على القلوب اثر فيها ثم ذكر ايضا مثال قوله تعالى افلم يدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت ابائهم الاولين ام لهم ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون ام يقول به جنة؟ بل جاءهم بالحق واكثرهم للحق كاره فدعاهم سبحانه تدبر القرآن وتأمل حال القائل فان كون القول كذبا وزورا يعرف من نفس القول تارة يعرف من نفس القول ويظهر ذلك بالجهة المتكلم بنفسه ومن تناقضه ومن اضطرابه وظهور شواهد الكذب عليه ويعرف بالحال القائل تارة فان المعروف بالكذب والفجور المنكر والخداع والمكر لا تكونوا اقوال الا مناسبة لافعاله اذا كان كذابا مشهورة بالخادمة والكذب كان كلامه ايضا مناسبا لقوله او من جهة ايضا ان يكون الكلام تناقض يعرف بطلان بعضه بعض والناظر في كلام الله عز وجل يجد ان نبلغه هو اصدق الخلق فهو امين الله عز وجل في خلقه صلى الله عليه وسلم والذي نزل بي على محمد هو امينه ايضا على وحي وهو جبريل عليه السلام واللي تكلم به هو رب العالمين سبحانه وتعالى ولم يعهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه انه تعلم هذا العلم قبل ان ينزل عليه الوحي ولم يكن ممن يقرأ في كتب اهل الكتاب او يعرف تاريخهم بل كان امي صلى الله عليه وسلم حتى نزع القرآن فاخذ يحدث باخبار الاولين والاخرين صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى قل لو شاء الله ما تلوت عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت فيكم فقد لبثت فيكم عمرا ومن قبله فقد لبست في كلورا من قبل فلا تعقلون اي لبست فيكم ما يقارب اربعين سنة وانا لا احسن شيئا من هذا ولا اخبر بقصص الغابرين ولا اخبر بحال الاولين ولم اكن ممن يدعي العلم او يدعي المعرفة كما يدعيها ابي ابن ابي الصلت او يدعيها غيرهم من كان يعرف بمثل هذا فكان اه كان ابويا ابن الصمت ممن يقرأ في كتب الاوائل وكان يحسن شيئا من تاريخهم ويعرف الانبياء وقصص الانبياء اما محمد صلى الله عليه وسلم فلم يكن يحسن شيئا من ذلك كذلك ورقة جل الاوفل كان يعرف الكتاب ويعرفونه بذلك ايضا اما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن يعرف شيئا من ذاك ولم يكن يعرف بشيء من ذلك. حتى خرج عليهم بعد الاربعين فاخبرهم باخبار الاولين واخبار الآخرين فهذا مما يقوي ويدل عليه شيء على صدقه ولم يعرف ولم يعهد عنه انه كذب على بشر او انه خان في امانة او انه افترى في مقولة فكيف يكذب ويفتري على رب العالمين؟ كما قال هرقل عندما قال وهل كنتم تعملون؟ قال ما عهدت علي الا هذا ونحن في مدة بيني وبينه لا ندري ما يقول. يقول ابو سليمان فما استطعت ان احدث الا هذه فقلت يقول هرقل فلو كان فلو كان فمن يدع الكذب على البشر لن يكذب على على الله سبحانه وتعالى. وكما قال ابن القيم في في مناظرته لبعض النصارى عندما قال ايعقل ان ان محمد يفتري على الله الكذب ويدعي الرس والنبوة. ثم الله بعد ذلك يمده ويقويه وينصر على عدوه يظهره على من خالفه. اما ان يكون الله في هذا ظالم تعالى الله عن قوله واما ان يكون محمد صادق فانت بين امرين اما ان يكون صادق واما ان يكون واما ان يكون ظالم فان قال ظالم كفر بالله عز وجل وان قال صادق لزمه الاسلام والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال هو هو رسول الله لكنه للاميين وليس لجميع البشر فقال ان الله يقول قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. على كل حال هو اراد بهذا ان يبين ان النبي صلى الله عليه وسلم مكث في قومه اربعين سنة لا يدعي معرفة شيء ولم يدعي آآ او يخبر بشيء آآ مثل هذه حتى اوحي اليه واخبر انه رسول الله وان الله اوحى اليه سبحانه وتعالى. ثم قال وقال تعالى قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى ثم تتفكر بصاحبكم ثم تفكرون ما ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة ان هو الا نذير لكم بين يدي عذاب شديد بين يدي فالله يأمرنا هنا ان نقوم فرادى مع انفسنا ونتفكر في حال محمد صلى الله عليه وسلم. او ان قومتنا يقوم اثنان او ثلاثة او اربعة او ثمانية ويتنكرون في حال محمد صلى الله عليه وسلم فكر بعقل ونظر في حال بعقل كان عقله سيحمل عليه شيء على تصديق والايمان به. لانك ان وقفت مع نفسك ونظرت في حال محمد مكث في امتي اربعين سنة ولا ذلك ولا يدعو الى شيء من ذلك. وهو من اصدق الناس منطقا وقولا واملهم صلى الله عليه وسلم واحسنهم خلقا واخلاقا صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك ادعى انه رسول رب العالمين وهو مع ذلك يخبر باخبار الاولين والاخرين ويأمرنا بما فيه الصدق والصلة والعفاف. فاذا وقف الانسان بالنفس علم ان الرسول بذلك صادق ان الله هو الذي اوحى اليه بذلك وامره بذلك سبحانه وتعالى. فيقول ان يكون مناظا مع نفسه او يكون مناظرا مع غيره ان يقوم لله وفرادى ثم تتذكر ما بصاحبكم من جنة انكم بين يدي عذاب شديد. ثم ختم هذا الباب بهذا بمثال ثالث قوله وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. نقف على هذا المثل والله تعالى اعلم. واحكم وصلى الله وسلم الى محمد