بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا قال ابن القيم رحمه الله تعالى وقال سبحانه في تثبيت امر البعث وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحييها الذي انشأها اول مرة وبكل خلق عليم الى اخر السورة. فلو رام افصح البشر واعلموا ما اقدارهم على البيان ان يأتي باحسن من هذه الحجة او مثلها في الفاظ تشابه هذه الالفاظ الايجاز والاختصار ووصف حينئذ الدلالة وصحة البرهان لالفى نفسه ظاهر العجز عن ذلك. فانه سبحانه افتتح هذه الحجة بسؤال اورده ملحد اقتضى جوابا وكان في قوله سبحانه ونسي خلقه ما وفا للجواب واقام الحجة وازال الشبهة لولا ما اراد الله تعالى من تأكيد حجته وزيادة وذلك انه تعالى اخبر ان هذا السائل الملحد لو تبين خلق نفسه وبدأت وبدءة كونية كانت فكرته فيه كافية. ثم اوضح سبحانه متى ضمنه قوله ونسي وصرح به جوابا له عن مسألتي بقوله قل يحييها الذي انشأها اول مرة فاحتج بالابداء على الاعادة وبالنشأة الاولى على النشأة الاخرى كل عاقل يعلم علم ضروريا ان من قدر على هذه قدر على هذه وانه لو كان عاجزا عن الثانية عجز عن الاولى بل كان اعجز واعجز ولما كان الخلق يستلزم القدرة الخالق على مخلوقه وعلمه بتفاصيل خلقه اتبع ذلك بقوله وبكل خلق عليم. فهو عليم بالخلق الاول وتفاصيله ومواده وصورته وكذلك فهو عليم بالخلق الثاني. فاذا كان تام العلم كامل القدرة. كيف يتعذر عليه ان يحيي العظام وهي رميم؟ اكد الامر بحجة تتضمن جوابا عن سؤال ملحد اخر يقول العظام اذا صارت رميما عادت طبيعتها باردة يابسة والحياة في الابدان تكون مادتها طبيعة حارة فقال الذي جعلت من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون فاخبر سبحانه باخراج هذا العنصر الذي هو في غاية الحرارة من الشجر الاخضر الممتلئ بالرطوبة والبرودة. فالذي يخرج الشيء من هو الذي يفعل ما ما انكره الملحد من احياء العظام وهي رميم. ثم اكد الدلالة بالتنبيه على ان من قدر على الشيء الاعظم الاكبر فهو على ما دوني اقدر. فقال تعالى اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم لاخبر سبحانه ان الذي ابدع السماوات والارض على جلالتهما وعظم شأنهما وكبر اجسامهما وعجيب خلقهما اقدروا على ان يخلق عظاما صارت رميما فليردها الى حالتها الاولى كما قال تعالى في موضع اخر لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس لكن اكثر الناس لا يعلمون. وقال تعالى او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيى الموتى. بلى انه على كل شيء قدير. ثم بين ذلك بيانا يتضمن مع اقامة الحجة دفع شبه كل ملحد وجاحد وهو انه سبحانه ليس في فعله بمنزلة غيره يفعل بالالات والكلفة والتعب والمشقة ولا يمكنه الاستقلال بالفعل بل لابد معه من الة ومشارك ومعين. بل يكفي بخلق ما يريد خلقه كن فيكون. فاخبر ان نفوذ ارادته ومشيئته وسرعته وانقياد الكون له ثم ختم هذه الحجة باخباره ان ان ملكوت كل شيء بيده فيتصرف فيه بفعله وقوله واليه ترجعون فسبحان المتكلم بهذا الكلام الذي جمع مع مع وجازته ومصاحته وصحة برهانه كل ما تدعو اليه الحاجة من تقرير الدليل وجواب الشبهة بالفاظ لا اعذب منها سمعي ولا احلى من معانيها للقلب ولا انفع من ثمراتها للعبد. ومن هذا قوله ومن هذا قوله تعالى اإذا كنا عظاما ورفاة ائنا لمبعوثون خلقا جديدا. وكونوا او حديدا او خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا. قل الذي فطركم اول مرة فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو؟ قل عسى ان يكون قريبا. يوم يدعوكم تستجيبون بحمده وتظنون الا بتم الا قليلا. وتأمل ما اجيب به عن كل سؤال على التفصيل. فانهم قالوا ائذا كنا عظاما ورفاة ائنا لمبعوثون خلقا جديدا. فقيل في جواب هذا السؤال ان كنتم تزعمون ان لا خالق لكم ولا رب فهلا كنتم خلقا لا يصيبه التعب كالحجارة والحديد وما هو اكبر في صدوركم من ذلك فان قلتم لنا رب خالق خلقنا على هذه الصفة وانشأنا هذه النشأة التي لا تقبل البقاء ولم يجعل ولم يجعلنا حجارة ولا حديدا فقد قامت عليكم الحجة باقراركم فما الذي يحول بين بين خالقكم ومنشئكم واعادتكم خلقا جديدا. وللحجة تقرير اخر وهو انكم لو كنتم من من حجارة او من حديث او خلق اكبر منهما لكان قادر على ان يفنيكم ويحيل ويحيل ذواتكم وينقلها من حال الى حال. ومن قدر على التصرف في هذه مع صلابتها وشدتها بالافناء والاحالة فما يعجزه عن التصرف فيما هو دونها بافنائه واحالتها ونقله من حال الى حال. واخبر سبحانه انهم يسألون سؤالا بقولهم من يعيدنا اذا استحالت اجسامنا وفنيت. فاجابهم بقوله قل الذي فطركم اول مرة. وهذا الجواب نظير جواب قول السائل ومن يحيي العظام وهي رميم لما اخذتهم الحجة ولزمهم حكمها انتقلوا الى سؤال اخر يتعللون به كما يتعلق به يتعللون به كما يتعلق المقطوع بالحجاج بذلك وقولهم متى هو؟ فاجيب بقوله عسى ان يكون قريبا يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون الا بتم الا قليلا. ومن هذا قوله تعالى يحسب الانسان ان يترك سدى؟ الم نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى وجعل منه الزوجين الذكر والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى؟ فاحتج سبحانه على انه لا يترك الانسان مهملا معطلا عن الامر والنهي والثواب والعقاب. وان حكمته قدرته تأبى ذلك فان من نقله من نطفة مني ومن المني الى العالم الى العلقة. ثم الى المضغة ثم خلقه وشق سمعه وبصره وركب فيه الحواس والقوى والعظام والمنافع والاعصاب والرباطات التي اشد واتقن خلق واتقن خلقه واحكمه او غاية الاحكام واخرجوا على هذا الشكل والصورة هي هي اتم الصور واحسن الاشكال. كيف يعجز عن اعادة وانشائه مرة ثانية؟ ام كيف تقتضي حكمته وعناية ان يتركه سدى فلا يليق ذلك بحكمته ولا تعجز عنه قدرته. فانظر الى هذا الحجاج العجيب بالقول الوجيز والبيان الجليل الذي لا يتوهم منه وما اخذه القريب الذي لا لا تقطع الظنون عن اقرب منه. وكذلك ما احتج به سبحانه على النصارى مبطلا لدعوة الهية المسيح كقوله لوردنا ان نتخذ لهوا لو اردنا لو اردنا ان نتخذ له لاتخذناهم الا دنا ان كنا فاعلين. فاخبر تعالى ان هذا الذي اضافه من نسب الولد الى الله من مشركي العرب النصارى غير سائغ في العقول اذا تأمله المتأمل. ولو اراد الله ان يفعل هذا لكان يصطفي لنفسه. ويجعل هذا الولد المتخذ من الجوهر الاعلى السماوي الموصوف بالخلوص قائد من عوائل البشر والمجبود على الثبات والبقاء لا من جواهر هذا العالم العالم الفاني الكثير الادناس والاوساخ والاقدار ولما كان هذا الحجاج كما ترى في هذه قوة وجلالتي اتبعه بقوله بل نقذف بالحق على الباطل فيدفعه فيدمغه فاذا هو زاهق ونظير هذا قوله تعالى لو اراد الله ان يتخذه ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه والله الواحد القهار. وقال تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قلبه الرسل. وامه صديقة يأكلان الطعام وانظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر ان يفكون. وقد تضمنت هذه الحجة دليلين يبطلان الهية المسيح وامه احدهما الى الطعام والشراب وضع في وضع في بنيتهما عن القيام بنفسهما بل هي محتاجة فيما يعينهما الى الغذاء والشراب والمحتاج الى غيره لا يكون الها من لوازم الاله ان يكون غنيا. الثاني ان ان الذي يأكل الطعام يكون منهم ما يكون من الانسان من الفضلات القذرة التي الانسان من نفسه وغيره خلى انفصاله عنه بل يستحي من التصريح بذكرها. ولهذا والله اعلم عبر الله سبحانه عنها بلازمها من اكل الطعام الذي ينتقل الذهن منه الى ما يلزمه من هذه الفضلة فكيف يليق بالرب سبحانه ان يتخذ صاحبة وولدا من هذا الجنس؟ ولو كان يليق به ولو كان يليق به ذلك او ينكر لكان الاولى به ان يكون من جنس لا يأكل ولا يشرب. ولا يكون منه الفضلات المستقذرة. ومن ذلك قوله تعالى واذا بشر احد بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وواكظين. اومن ينشأ بالحلية وبالخصام غير مبين؟ احتج سبحانه على هؤلاء الذين جعلوا له بناته بان احدهم لا يظل لا يرضى بالبنات واذا بشر احدهم بالانثى حصل له من الحزن والكآبة ما ظهر من والسواد على وجهه. فان كان احدكم لا يرضى بالاناث بناتا فكيف تجعلونها الي؟ كما قال تعالى ويجعلون لله ما يكرهون. ثم ذكر سبحانه ضعف هذا الجنس الذي جعلوه لله وانه انقص الجنسين. ولهذا يحتاج في كماله للحلية وهو اضعف الجنسين بيانا. فقال تعالى اومن وبالخصام غير مبين. فاشار بنشأتهن بنشأتهن في الحلية الى انهن ناقصات فيحتاجن الى حلية يكمن بها. وانه فلا فلا يبن حجتهن وقت الخصومة. مع ان في قوله اومن ينشأ في الحلية تعريظا بما وضعت له الحلية من التزيين لما يفترشهن ويضعهن وتعيظا بانهن لا يثبتن في الحرب فذكر الحلية التي هي علامة الظعف والعجز. ومن هذا ما حكاه سبحانه من حاجة ابراهيم عليه السلام قوم بقوله وحاجه قومه قال تحاجوني في الله فقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون وكيف اخاف ما شركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فهذا الكلام لم يخرج في ظاهره مخرج كلام البشر الذي يتكلف اهل النظر والجدال والمقايسة والمعارضة. بل خرج في صورة كلام خبري يشتمل على مبادئ ويشير الى مقدمات الدليل ونتائجه باوضح عبارة افصحها. والغرض منه ان ابراهيم قال لقومه متعجبا مما دعوه اليه من الشرك. اتحاجوا وتطمعون ان تستزلوني عن توحيده بعد ان هداني وتأكدت بصيرتي واستحكمت معرفتي بتوحيدي بالهداية التي رزقنيها وقد علمتم ان من هذه حاله في اعتقاده امرا من الامور عن بصيرة لا يعارضه فيها ريب فلا سبيل الى استنزاله عنها. وايضا فان المحاجة بعد وضوح شيء وظهوره نوع من العبث بمنزلة المحاجة لطلوع الشمس وقد رأى من يحاجه بعينه. فكيف يؤثر حجاجكم لها؟ فكيف يؤثر حجاجكم له انها لم تطلع نم تطلع ثم قال ولا اخاف ما تشركون به لن يشاء ربي شيئا فكأنه صلوات الله وسلامه عليه يذكر يذكر انهم خوفوه الهتهم ان يناموا منها معرة كما قاله قوم هود ان طول الاعتراك بعضنا بسوء. فقال ابراهيم ان اصابني مكروه فليس ذلك من قبل هذه الاصنام التي عبدتموها من دون وهي اقل من ذلك فانها ليست ممن يرجى او يخاف. بل يكون ذلك الذي اصابني من قبل الحي الفعال الذي يفعل ما يشاء بيده الظر والنفع. يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ثم ذكر سعة علمه سبحانه في هذا المقام منها على موقع احتراز لطيف وهو ان لله تعالى علما في وفيكم وفي هذه الاله لا يصل اليها في علمي فاذا شاء امرا من الامور فهو اعلم بما يشاؤه فانه وسع كل شيء علما. فان اراد ان يصيبني بمكروه لا علم لي من اي جهة اتاني فعلمه محيط بما لم اعلمه وهذا غاية التوفيق والتبري من الحول والقوة واسباب النجاة وانها بيد الله لا بيدي. وهكذا قول شعيب عليه السلام لقومه قد افترينا الله كذبا يعدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها. وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا. وسع ربنا كل شيء علما. على الله توكلنا رب نفتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين. فردت الرسل بما يفعله الله انه اذا شاء شيئا فهو اعلم بما يشاء ولا علم لنا بامتناعه. ثم رجع الخليل اليهم مقررا بالحجة فقال وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله يعني في الهيته ما لم ينزل به عليكم سلطانا فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. يقول لقومه كيف يصوغ في عقلي ان في عقلي؟ ان اخاف ما جعلتموه لله شريكا في الالهية وهي ليست موضع نفع ولا وانتم لا تخافون انكم اشركتم بالله في الالهية اشياء لم ينزل بها حجة عليكم. والذي اشرك بخالقه وفاطره فاطر السماوات والارض ورب كل شيء ومليكه الهة الا تخلق شيئا وهي مخلوقة ولا تملك لانفس لنفسها ولا لعابديها ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. واجعلها ندا له ومثلا في الالهية احق الخوف ممن لم يجعل مع الله الها اخر. وحده وحده وافرده بالالهية والربوبية والقهر والسلطان والحب والخوف. والرجاء. فاي الفريقين احق وبالامن كنتم تعلمون فحكم الله تعالى بينه باحسن حكم خضعت له القلوب واقرب واقرت به الفطر. فقال تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك كان لهم الامن وهم مهتدون. فتأمل هذا الكلام الكلام وعجيب موقعه في قطع الخصوم. واحاطته بكل ما وجب في العقل ان ان يرد بهما ما دعوه اليه. بحيث لم يقل بطعن مطعن ولا سؤال. ولما كانت بهذه المثابة عظمها عظمها باضافتها الى نفسه الكريمة فقال تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء وكما بحجة ان يكون الله تعالى ملقيها لخليله ان تكون قاطعة لموارد العناد وقانعة لاهل الشرك والالحاد. وشبيه وشبيهه بهذه القصة قوله تعالى المتر للذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين. لما اجاب ابراهيم عليه السلام المحاج له في الله بان الذي يحيي ويميت هو الله اخذ عدو الله في المغالطة والمعارضة لانه يحي ويميت بانه يقتل من يريد ويستبقي ما يريد فقد احيا هذا وامات هذا فالزمه ابراهيم على طرد هذه المعارضة ان يتصرف في حركة الشمس من غير الجهة التي يأتي الله بها من بزعمه فانه ادعى انه يساوي الله في الاحياء والاماتة فان كان صادقا فليتصرف في الشمس تصرفا تصح به دعواه. وليس هذا انتقالا من حجة الى حجة اوضح منها كما بعض النظار وانما هو الزام للمدعي في طرد حجته ان كانت صحيحة. مم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد وقال رحمه الله تعالى المثال الثاتي في آآ ذكر الامثلة التي تدل على ان القرآن اتى بالحجج العقلية المبينة لوحدانيته والهيته سبحانه وتعالى وقدرته ايضا وما يتعلق باسمائه وصفاته فذكر قوله تعالى وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم هذا اخذ عظما رفاتا وفته في يده فقال من يحيي هذه العظام اذا كانت رميما فقال الله يحييك ثم يعذبك يوم القيامة وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم يقول القيم فلو رام اعلم البشر وافصحهم واقدرهم على البيان ان يأتي باحسن من هذه الحجة او مثلها في الفاظ في الفاظ التشابه وهذه الالفاظ في الايجاز والاختصار ووضوح الدلالة وصحة البرهان لالفى نفسه ظاهر العجز عن ذلك. فانه سبحانه افتتح هذه الحجة بسؤال اورده الملحد هذا سؤال ملحد وهو كيف يعيدني ربي؟ او كيف كيف اعاد وقد كنت رفاتا اقتضى فكان بقوله ونسي خلقه اي انت ايها الانسان الضعيف مبدأ خلقك اما مبدأ الاصل فخلق الاصل كان من تراب واما مبدأ خلق الذرية فانه كان من نطفة من ماء مهين فانت ايها المتكلم مبدأ خلقك من نطفة من هذه النطفة النذرة التي يتقدر منها الانسان خلق الله عز وجل من هذه النطفة خلق الله منها بشرا قال هنا ونسي خلقه ما وفى بالجواب بمعنى ان تنظر لنفسك وكيف انشأك الله عز وجل تبطل الحجة التي احتجت بها وهي اذا كنا عظاما او رفاة اين مبعوثون او كما قال هنا وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من كالعظام وهي رميم لو نظر الانسان الى مبدأ خلقه لما احتج بهذه الحجة ولا كان في النظر في في بدء خلقه كان فيه جواب لهذه الدعوة قال ونسي خلقه وصرح به جوابا له عما بقوله قل يحييها الذي انشأها اول مرة. اذا اجاب من جهتين. الجهة الاولى انك انظر في خلقك ونسي خلقه فهو عندما سأل تغافل او نسي او تناسى مبدأ خلقه ثم صرح الله عز وجل بقوله قل يحييها الذي انشأها اول مرة. ولا شك انه البدء البدء اشد من الاعادة وهذا في غير وهذا في غير حق الله عز وجل والا في حق الله البدء والاعادة كلهما في طبقة وفي درجة واحدة واحدة قال بالابداع على الاعادة وبالنشأة الاولى على النشأة الاخرى كما انك ان شئت من عدم كذلك يعيدك الله عز وجل بعد ان تكون في عدم ان قلنا بانك تكون عدما قال اذ كل عاقل يعلم علما ضروريا ان من قدر على هذه قدر على هذه من قدر على الانشاء قدر على الاعادة ومن كان نشأته الاولى قادر على النشأة ان ينشأ النشأة الاخرى قال وانه لو كان عاجزا عن الثانية لعجز ايضا عن الاولى بل كان اعجز واعجز قال ولما كان الخلق يستلزم قدرة الخالق على مخلوقه وعلمه بتفاصيل خلقه اتبع ذلك بقوله مما يناسب ختم الاية وهو بكل عليم لان العالم بتفاصيل خلقه ما يستلزم من هذا الخلق هو بكل شيء عليم سبحانه وتعالى فهو عليم الخلق الاول وتفاصيله ومواده وصورته وكذلك ايضا هو عليم الخلق الثاني. فاذا كان تام العلم تام العلم كامل القدرة كيف يتعذر عليه ان يجيء او ان يحيي العظام لان المتعين هنا هو كمال هو كمال العلم مع كمال القدرة وانما يحصل المنع او الامتناع او العجز بسبب اما عدم العلم واما عدم القدرة فان كان قادرا عالما لم لم يمتنع عليه شيء كيف يتعدى عليه ان يحيي العظام وهي رميم؟ ثم اكد الامر بحجة قاهرة تتضمن جواب عن سؤال ملحد اخر يقول العظام اذا صارت رميم عادت طبيعتها باردة يابسة هذه الطبيعة باردة يابسة والحياة لابد ان تكون ايش؟ مادتها حارة طبيعتها حارة انتقل الان من جواب الى جواب لان يعني اتباع الحجة الثانية هو هو تمام الحجة الاولى. فان الملحد يقول ان العظام اذا اصبحت رفات واصبحت رميما تكون مادتها ايش حياتها لشيء باردة يابسة. فكيف تكون بعد ذلك حارة حارة طبيعة الحارة فقال الله تعالى الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا. فاذا انتم منه توقدون. الشجر الاخضر حي ماذا؟ رطب حي رطب. فاخبر سبحانه وتعالى بانه اخرج العنصر الذي هو في غاية الحرارة واليبوسة من الشجر الاخضر. يعني النار هذه تحرق من اي شيء من يبوسة الشجر ومن غاية حرارتها قال هو في اه العنصر الذي هو في غاية الحرارة واليبسة من الشجر الاخضر الممتلئ بالرطوبة والبرودة فاخرج هذا من هذا كما قال تعالى كما قال الذي جعلكم من الشجر الاخضر نارا. فكما اوجد من الشجر الاخضر الذي هو رطب بارد خرج منه حار يابس كذلك ايضا يجعل يجعل الحارة يجعل البارد اليابس حار رطب بمعنى الاعادة فهذا يظمن كمال حجته سبحانه وتعالى قال فالذي يخرج الشيء من ضده هو الذي يفعل ما انكره الملحد. الذي يخرج الشيء من ضده. اخرج الرطوبة من اليبوسة واخرج الحرارة من البرودة وان عكست ايضا فهو صحيح من احياء العظام ثم اكد الدلالة بالتنبيه على ان من قدر على الشيء الاعظم الاكبر فهو على ما دونه اقدر واقدر. فقال تعالى اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم. تأمل تدرج اولا فقال وظرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي ربيب. يتعلق بمسألة خلق الانسان. فذكر الله عز وجل قل يحيى الذي انشأ ولا مرة هذه حجة. ثم اكد الحجة بقوله الذي ذكر الذي خلق من الشجر الاخضر الذي جعلكم من الشجر الاخضر نارا. فاذا انتم منه توقدون فاوجد فاوجد الضد من ضده اوجد من ضده ثم اكد ذلك على قدرته التامة الكاملة فقال اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق الذي خلق السماوات والارض ايعجزه ان يخلق بشرا؟ الذي خلق هذه هذا الملكوت العظيم ايعجز ان يخلق هذا الانسان الظعيف؟ فاخبر سبحانه ان الذي ابدى السماوات والارض على جلالتهما وعظم شأنهما وكبر اجسامهما وسعتها وعجيب خلقها اقدر على ان يحيي عظاما صارت رميما فيردها الى حالتها الاولى كما قال تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وكما قال تعالى او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى. بلى انه على كل شيء قدير ثم بين ذلك بيان اخر يتضمن معنا اقامة الحجة دفع شبهة كل ملحد وجاحد وهو انه سبحانه ليس بفعله بمنزلة غيره يفعل بالالات والكلفة. يعني الله سبحانه وتعالى وهذا ابطال يعني من باب زيادة الحجة بابطال الشبهة. فالله سبحانه وتعالى ليس في فعله وفي ايجاد خلقه. وفي خلق هذه السماوات يحتاج الى الات او يحتاج الى من يعينه او يحتاج الى من يشير عليه او ما شا وانما اذا اراد شيء ماذا يقول كن فيكن بمجرد ان يقول كن يكون الذي يريده سبحانه وتعالى ومع ذلك مع قدرته التامة الكاملة خلق السماوات في ستة وخلق السماوات والارض في ستة ايام مع قدرته على ان يخلقه في لمح البصر ولكن جعل الله لكل شيء سببا. فاخبر عن نفوذ ارادته ومشيئته وسرعة تكوينه وانقياد الكون له. ثم ختم هذه الحجة باخباره ان ملكوت كل شيء بيده فيتصرف فيه بفعله وقوله واليه ترجعون فسبحان بهذا الكلام الذي جمع مع وجازته وبياني وهذا تدرج في الحجج بدأ بالانسان وبدأ بانه يخلق الشيء من ضده ثم بدأ على قدرته التامة والكاملة ثم ختم انه لا يحتاج في ذلك الى من يعينه او يحتاج الى الة او الى قوة خارجة عن قوته سبحانه وتعالى وانما امره اذا اراد شيء يقول له كن فيقول قال ومن الامثلة ايضا قوله تعالى ااذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا قل كونوا حجارة او حديدة او خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة فسينغضون اليك رؤوس ويقمته قل عسى ان يكون قريبا. يقول فتأمل ما اجيب به عن كل سؤال على التفصيل فانهم قالوا فانهم قالوا اولا ائذا كنا عظاما ورفاة اي قال فقنا في جواز السؤال ان كنتم تزعمون انه لا خالق لكم ولا رب فهلا كنتم يعني اذا كنتم انتم تزعمون انه ليس لكم خالق وليس لكم رب فلما لم تكونوا حديدا لما لم تكونوا حجارة واضح؟ فهلا كنتم خلقا لا يصيبه التعب كالحجارة والحديد او ما هو اكبر في صدورك من ذلك؟ فان قلتم لنا رب خالق خلقنا على هذه الصفة وانشأنا هذه النشأة التي لا التي لا تقبل البقاء ولم يجعلنا لا حجارة ولا حديدة فقد قامت عليكم الحجة بقراركم انتم اما ان هناك من خلقك على هذه الطبيعة واما ان تقول انك انت الذي خلقت تحتاج لشيء لماذا لم تكن حديد؟ لماذا لم تكن حجر؟ قال فما الذي يحول بين خالقكم ومن وعادتكم خلقا جديدا وللحجة تقول للاخوة انكم لو كنتم من حجارة وجه اخر في التفسير الوجه الاول فهلا كنتم حجارة وحديدة. الوجه الثاني بل لو كنتم حجارة اوحد ما هو اشد في الخلقة من خلقك الضعيف لاعاده الله عز وجل ولانشأه ايضا مرة اخرى وهو انكم لو كنتم من حجارة او من حديد او خلق اكبر منهما لكان قادر على ان يفنيكم ويحيل ذواتكم وينقلها من حال الى حال ومن قدر على التصرف في هذه الاجسام مع صلابتها وشدتها بالاثناء والاحالة فما فما يعجزه عن التصرف ما هو دونه بافنائه واحالته ونقله من حال الى حال فاخبر سبحانه انهم يسألون سؤالا اخر بقولهم من يعيدنا اذا استحالت اجسامه فليت؟ فقال قل الذي فطركم اول مرة مثل قوله من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأه ولا مرة فقالوا متى هو؟ فاوجب قوله عسى ان يكون قريبا يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده واذا دعاهم هل يستطيع احد ان يمتنع كل يجيبه ولا يستطيع ان يمتلئ احد وتظنون ان لبثتم الا قليلا. ويا حسرتا لقوم كان ظنهم بالله انه ليس بخالق لهم. ومن هذا ايحسب الانسان ايحسب الانسان ان يترك سدى الم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فاحتج سبحانه وتعالى انه على انه لا يترك الانسان مهملا معطلا عن الامر والنهي والثواب والعقاب وان حكمته وقدرته تأبى ذلك فان من نقله هذا تأمل على قدرة الله نقله من نطفة الى بالنطفة المني الى علقة ومن علقة الى مضغة ومن مضغة الى خلق تكون شق سمعه وبصره ركب فيه الحواس والقوى والعظام والمنافع والاعصاب والرباطات التي هي اشد التي هي اشده واتقن خلقه واحكم غاية الاحكام واخرجوا على هذا الشكل الذي الذي هو في احسن تقويم واحسن الاشكال واتم التصوير كيف يعجزه او كيف يعجز بعادته وانشائه مرة اخرى؟ او ام كيف تقتصر حكمته وعنايته ان به ان يتركه سدى فلا يليق ذلك بحكمته ولا تعجز عنه قدرته. فانظر الى هذا الحجاج العجيب بالقول الوجيز والبيان الجليل الذي لا يتوهم اوضح منه ومأخذه القريب الذي لا تقع الظن على اقرب منه قال ومن الامثلة ايضا قوله تعالى واردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين. لو اردنا نتخذ لهوا اي نتخذ ما نلهو وبه لاتخذناهم من لدن ان كنا فاعلين. فاخبر تعالى ان هذا الذي اظافوا من نسب الولد. اي لو اراد الله ان يتخذ ولدا لا اتخذوا من لدنه سبحانه وتعالى فاخبر تعالى ان الذي اظاف من ان الذي ان الذي اظافه من نسب الولد الى الله من مشرك العرب والنصارى غير سايق في العقول اذ اذا تأمله المتأمل ولو اراد الله ان يفعل هذا لكان يصطفي نفسه ويجعل هذا الولد المتخذ من الجوهر الاعلى السماوي الموصوف بالخلوص من عوارض البشر بمعنى لو اراد الله ان يتخذه لاتخذه على ما يليق به سبحانه وتعالى. بمعنى ان لا يلحقه الفناء ولا يلحقه الهلاك ولا يلحقه الاذى. فكيف يقال ان عيسى ابن الله وهو بشري يعتريه ما يعتري البشر من الاذى ومن المرض ومن العوار التي تعرض البشر من قضاء الحاجات وما شابه ذلك. فلو اراد الله ان يتخذ من اي شيء اتخذه لاتخذه من لدنه سبحانه وتعالى اي على صفته وعلى كماله سبحانه وتعالى قال ويجعل هذا الولد المتخذ من الجوهر الاعلى من الجوهر الاعلى السماوي الموصوف بالخلوص والنقاء من عوارض البشر المجموعة الثبات والبقاء. لا من جوهر هذا العالم الفان العالم الفاني الكثير الادنى والاوساخ والاقدار ولهذا قال تعالى في قذف هذه الحجج بل نقضي بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق. وقوله تعالى لو اراد الله يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء. وقال تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل. وامه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر انى يؤفكون. وهذه الحجة تضمنت ابطال كون عيسى الها من وجهين. الوجه الاول ان عيسى وامه ضعفاء. وانهم يعتريهم ما يعتري البشر من الضعف وذلك لضعف بنيتهما عن القيام بنفسهما فالذي يحتاج الى الطعام هو ضعيف محتاج الى غيره والذي يحتاج الى الاكل والشرب يدل ذلك عليه شيء على انه لا يستطيع ان يقوم بنفسه حتى يأكل ويشرب وهذا دليل على ضعفه بل هي محتاجة فيما يقيمها الى الغذاء والشراب والمحتاج الى غيره لا يكون الها ابدا الثاني ان الذي يأكل الطعام يكون منه ما يكون للانسان من الفضلات القذرة التي يستحي الانسان من نفسه وغيره حال انفصاله عنه بل يستحمل التصريح بذكرها وهذا حق. فكيف يكون اله من يقضي الحاجات؟ وكيف يكون اله من يخرج منه بهذا الاذى وهذا القذى فكل هذا مما يبطل مما يبطل ان يكون عيسى الها فكيف يليق بالرب سبحانه وتعالى ان يتخذ صاحبة وولدا منها من هذا الجنس من هذا الجنس الظعيف الذي بهذا الوصف قال ولو كان يليق به ذلك او يمكن لك لو لم يكون من جنس لا يأكل ولا يشرب ولا يكون الفضلات المستقذرة. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. قالوا من ذلك قوله تعالى واذا بشر احدكم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجه مسودة وهو كظيم ثم قال احتج سبحانه على هؤلاء الذي جعلوا له البنات بان احدهم لا يرضى اترضى لله ما لا ترضاه لنفسك واذا بشر بالانثى حصل له من الحزن والكآبة ظهر منه السواد على وجهه فاذا كان احدكم لا يرضى بالاناث بناتا فكيف تجعل فكيف تجعل لله كما قال تعالى ويجعل لله ماء ما ما يكرهون وكما قال سبحانه وتعالى ثم ذكر سبحانه ضعف هذا الجنس الذي جعلوه له وان وانه انقص الجنسين كما قال تعالى اومن ينشأ في الحلية وفي الخصام غير مبين فاشار بنشأتهن في الحلية وهو ان المرأة والفتاة تزين وتجمل بالحلي وبما يزينها لنقصها من جهة لنقص من جهة خلقتها قال الى انهن ناقصات فيحتاجن الى حلية يكمن بها. وايضا انه اذا خاصمت او نازعت فانها لا لا تستطيع ان تخاصم واذا خاف فان خصاما غير مبين وانهن وانهن عيات فلا فلا يبن حجتهن وقت الخصومة مع ان في قوله او من ينشف في الحلية تعريضا لما وضعت له الحلية من تزين لمن يفترشهن ويطأهن وتعريضا بانهن لا يثبتن بالحرب فذكر الحلية التي هي علامة الضعف والعجز. الى ان قال ومن هذا ايضا قوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام وحاجه قومه قال تحاجوني في الله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان جاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما. افلا تتذكرون. يقول في هذا الكلام لم يخرج في ظاهره مخرج كلام البشر. الذي تكلفه اهل النظر والجدال والمقايسة والمعارضة. بل خرج في صورة كلام خبري يشتمل على مبادئ الحجاج. هذه الاية فيها مبادئ دجاج والحجاج العقلي وقال ويشيل مقدمات الدليل ونتائجه باوضح عبارة وافصحها. والغرض منه ان ابراهيم قال قوم متعجبا مما دعوه اليه من الشرك. قال وحاجه قومه قامت الحجة بينه وبين قومه فقال اتحاجوني في الله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء اربي شيئا اذا هذه الاية التي يعبدونها انا لا اخافها انا لا اخافها ابدا قال اتحاجوني في الله؟ وتطمعون ان تستنزلوني عن توحيده بعد ان هداني وتأكدت بصيرتي واستحكمت معرفتي بتوحيدي بالهداية التي رزقنيها وقد علمتم ان من كانت هذه حاله في اعتقاده امرا من الامور عن بصيرة لا يعارض فيها ريب فلا سبيل لاستنزاله عنها ابدا وايضا فان المحاجة بعد وضوح الشيء وظهوره نوع من العبث بمنزلة المحاجة في طلوع الشمس. اذا اذا اتضح الحق وتبين عند صاحبه واصبح يعتقد اعتقادا جازما قاطعا فانه يستحيل ان يستنزل او ينزل عنه كمن يحاج في طلوع الشمس اذا اذا هي طالعة يقول لم تخرج فان هذا لا يصدقه الا من فقد من فقد عقله. قال وقد رآها من يحاج بعينه فكيف يؤثر حجاجكم لها انها لم تطلع ولا شك ان الايمان بالله واليقين الذي وقع في قلب ابراهيم في الله اعظم واشد من من يقين من رأى الشمس طالعة واراد خصمه ان يثبت انها لم تظهر ولم تخرج. قال ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا فكأنه صلوات الله وسلامه عليه يذكر انهم خوفوه بالهتهم وان ان يناله منها اذى ولذلك ترى ماذا فعل ابراهيم اول ما فعل انه كسر اصلابهم وجعل الفأس بيد صغيرهم وجعل الفأس في رأسي بيد كبيرهم وكأنه يريد بذلك ان القليل لا يرضى ان يكون معه الهة اخرى فقال من؟ قال فعله كبير هذا. فسألوا كانوا ينطقون. فرجعوا قال انكم انتم الظالمون. واراد بربي انه جعل الفأس في يد الكبير اشارة لشيء ان الاله لا يرظى ان يكون معه الية اخرى فهذا الاله الذي هو كبيرهم كان بجانبه الهة اخرى واصنام اخرى فقال كان الاله غضب وكسر للاصنام حتى يتفرد بالالوهية واذا كان الله الاله الاحد الواحد فكذلك لا يرضى الله ليكون معه الهة اخرى فهذه من حجج ابراهيم فقالوا ان نقول الا اعتراك كما قال هنا كما قال قوم هود ان قل لاعتراك بعض الهتنا بسوء. قال اني اشهد الله واشهد اني بريء ما تشركون من دوني فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. فقال ان اصابني مكروه يعني لو لو وقع اتفاقا انكم خوفتموني بالهتكم فاصابني مكروه فان ذلك من الله وليس من ليس من الهتكم قال فليس لك من قبل هذه الاصنام التي عبدتموها من دون الله وهي اقل من ذلك فانها ليست ممن يرجى ويخاف بل يكون ذاك الذي اصاب من قبل الحي الفعال الذي يفعل ما يشاء بيده الظر والنفع يفعل ما يشاء ويحكم ما يشاء ثم ذكر سعة علمه سبحانه في هذا المقام منبها على موقع احتراز على موقع احتراز لطيف وهو ان الله تعالى علم ان الله وهو ان الله تعالى آآ ان وهو ان لله تعالى علما في وفيكم. ان لله تعالى علما في وفيكم. وفي هذه الالهة لا يصل علمي فاذا شاء امرا من الامور فهو اعلم بما يشاؤه فانه وسع كل شيء علما بمعنى ولا الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء بمعنى انني انا لا انا اقطع ان هذه لا تصيبني بشيء ولا تضرني. لكن ان اصابني شيء فهو من الله والله له العلم الواسع فهو اعلم بي وبكم وبالهتكم فان اراد ان يصيب مكروه لا علم لي من اي جهة اتاني فعلمه محيط بما لم اعلمه وهذا غاية التفويض والتبرأ من الحول الى القوة واسباب النجاة كما قال شعيب قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا. فردت الرسل عنا بما يفعله الله اليه. وانه اذا شاء شيئا فهو اعلم بما يشاؤه ولا علم لنا قناعه ثم رجع الخليل وقوله ان عدنا في ملتكم المراد عدنا لملتكم من امن مع شعيب عليه السلام او رجوع شعيب الى عدم الانكار عليهم ودعوتهم لان الشعب لم يكن على دينهم البتة ولم يكن ممن اشرك بالله عز وجل وانما المراد ان في ملتكم اي من امن واتبع شعيب ان يعود الى ملته او ان يعود شعيب الى السكوت عنهم وعدم اه تبين التوحيد. ثم قال وكيف اخاف ما اشركتم وانتم لا تخافون ما اشركتم بالله عز وجل. قال كيف اخا ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون ان هي لن تخوفونني بالهتكم ولم تخافوا الله عز وجل. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون ثم قطع الجواب بقوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فالامن المطلق التام انما يكون لاهل التوحيد. الذين حققوا توحيد الله عز وجل. فيقول ابراهيم كيف يصوغ في عقل في عقل ان اخاف ما جعلته لله شريكا في الالهية وهي ليست موضع نفع ولا ضر وانتم لا تخافون انكم اشركتم بالله في الهية اشياء اشياء لم ينزل بها حجتي عليكم والذي اشرك بخالقه وفاطره خالق السماء والارض وربي كل شوبة ليك اله اله الهة لا تخلق شيئا وهي مخلوقة الى ان قال احق بالخوف مني احق بالخوف ممن لم يجعل مع الله الها اخر بل وحده بل وحده وافرده بالاهية الى ان قال الذين امنوا يلبس امام ظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فتأمل هذا الكلام العجيب. فتأمل الكلام وعجيب موقعه في قطع الخصوم واحاطته بكل ما وجب في العقل ان ان يرد بان يرد به ما دعوه اليه بحيث لم يبقى لطاعن مطعم ولا لسائل سؤالا. ولما كانت بهذه المثابة عظم باضافتها الى نفسه كما قال تلك حجتنا اي هذا الحجاب الذي وقع؟ كان من تعليم الله لابراهيم ومن تفهيمه وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء. وكفى بحجة يكون الله تعالى ملقيها لخلية ان تكون قاطعة لموارد العناد وقامعة لاهل الشرك والالحاد. والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد