بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى وشبيه في هذه القصة قوله تعالى المتر الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي تمشي من المشرق فاتي بها من المغرب الذي كفر والله الذي قام الظالمين. لما جاء ابراهيم صلى الله عليه وسلم المحاج له في الله بان بان الذي يحيي ويميت هو الله اخذ عدو الله في المغالطة والمعارضة بانه يحيي ويميت بانه يقتل من يريد ويستقي من يريد فقد احيا هذا ومات هذا فالزمه ابراهيم على طرد هذه المعارضة ان يتصرف قل لعنه الله ان يتصرف في حركة الشمس من غير الجهة التي يأتي الله بها منها بزعمه فانه ادعى انه يساوي الله في الاحياء والاماتة. فان كان صادقا فليتصرف الشمس تصرفا. تصح به دعواه وليس هذا انتقالا من حجة الى حجة اوضح منها كما زعم بعض النظار وانما هو الزام للمدعي في طرد حجته ان كانت صحيحة. الله اكبر. ومن ذلك احتجاج سبحانه على اثبات علمه بالجهات كلها باحسن دليل واوضحه وصحيح حيث يقول واسروا قولكم او اجهروا به انه علموا بذات الصدور. ثم قرر علمه بذلك بقوله الا يعلم من خلقه اللطيف الخبير؟ وهذا من ابلغ وهذا من ابلغ من التقرير فان الخالق لابد ان يعلم مخلوقه واذا كنتم مقرين بانه خالقكم وخالق صدوركم وما تظمنته فكيف تخفى عليه وهي خلقه وهذا التقرير مما يصعب على القدرية فهمه فانه لم يخلق عندهم ما في الصدور. فلم يكن في الاية على اصولهم دليل على علمه بها. ولهذا طرد غلاة ذلك ونفوا علمه فكفرهم السلف قاطبة. وهذا التقرير من الاية صحيح على التقديرين اعني تقدير ان يكون من في محل رفع على الفاعلية او في وحل نصب على المفعولية فعلى التقدير الاول الا يعلم الرب مخلوقه ومصنوعه ثم ختم الحجة باسمين مقتدرين لثبوتها وهما اللطيف الذي لطف صنعه وحكمته ودق حتى عجزت عنه الافهام. والخبير الذي انتهى علمه الى الاحاطة بواطن الاشياء وخفاياها كما احاط بظواهرها فكيف فعلى اللطيف الخبير ما تخفيض ما ما تخفيه الضمائر وتجن للصدور. ما عندك الاول صح؟ محل رفع على الفاعلية وفي محل نصب على المفعولية على التقدير الاول عندك هذي؟ قال فعلى التقدير الاول؟ قال نعم. وش اللي يعلم؟ الا يعلم الرب مخلوقه ومصنوعه الا يعلم الخالق الذي شأنه طيب دورة الثانية الاول هنا عندك خطأ الاول الا يعلم الخالق الذي شأنه الخلق هذا الاول والثاني الا يعلم الرب مخلوقه ومصنوعه عندك جعل الفاعل محل المفعول والصواب الفاعل الا يعلم الخالق الذي شأنه الخلق هذا الفاعل وعلى تقدير الثاني الا يعلم الرب مخلوقه ومصنوعه. نعم ثم ختم الحجة قال صليت ثم ختم الحجة باسمين مقتضيين لثبوتها وهما اللطيف الذي لطف صنعه وحكمته ودق حتى عجزت عنه الافلام. والخبير الذي انتهى علمه الى الاحاطة الاشياء وخفاياها كما احاط بظواهرها. فكيف يخفى على اللطيف الخبير ما تخفيه الظمائر وتجنه الصدور. ومن هذا الاحتجاج سبحانه على المشركين بقوله تعالى ام مغيسين ام الخالقون؟ ام خلقوا السماوات ربا لا يوقنون؟ فتأمل هذا الترديد والحصر المتضمن لاقامة الحجة في اقرب طريق واوضح عبارة. يقول تعالى هؤلاء المخلوقون بعد ان لم يكونوا فاهون فهل خلقوا من غير خالق خلقهم؟ فهذا من المحال الممتنع عند كل عاقل ثم قال تعالى ام هم المخالفون؟ وهذا ايضا من المستحيل ان يكون العبد لنفسه فان من لا يقدر ان يزيد في حياته بعد وجوده وتعاطيه اسباب الحياة ساعة واحدة كيف يكون خالقا لنفسه؟ واذا بطل القسمان تبين ان لهم خالقا خلقهم هو الاله الحق الذي يستحق عليهم العبادة والشكر. فكيف يشركون الها غيره وهو وحده الخالق لهم؟ فان قيل فما موقع قوله تعالى ام خلقوا من هذه الحجة قيل احسن موقع فانه بين بالقسمين الاولين ان لهم خالقا فاطرا وبين بالقسم الثالث انهم بعد ان وجدوا وخلقوا فهم عاجزون غير خالقين فانهم لم يخلقوا نفوسهم ولم يخلقوا السماوات والارض وان الواحد القهار الذي لا اله غيره ولا رب سواه هو الذي خلقهم وخلق هو المتفرد بخلق المسكن والساكن. ومن هذا ما الطفل. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على وعلى اله وصحبه وسلم وتسليما كثيرا. يقول رحمه الله تعالى من الامثلة التي تدل على حجاج حجاج الله عز وجل لاصحاب المشركين والكتب العقبي بما دل عليه العقل قوله تعالى ادلة العقل في القرآن ومن احتجاجه سبحانه وتعالى اثبات علمه بالجهاد كلها باحسن دليل واوضحه قبل ذلك قال وشبيه وشبيهه وشبيه بهذه القصة وهو المثال العشرون قوله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت. قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب. فبهت الذي كفر فالله لا يهدي القوم الظالمين هذه الاية فيها محاجة ابراهيم عليه السلام النمرود الكافر. الذي ادعى انه يحيي ويميت واخذ ذلك من جهة انه من شاء قتله ومن شاء استبقاه فجعل قتله لمن يشاء انه اماتة وجعل استبقاءه لمن شاء انه احياء فقال انا احيي واميت وهذه حجة طردها هذا الكافر فاراد إبراهيم عليه السلام ان يطرد حجته هذه ان كنت صادقا في هذه الحجة فان الله يأتي بالشمس من المشرق تأتي بها من المغرب هذه الان حجة اي شيء حجته ايش حجة عقلية اذا انت صادق انك تحيي وتميت وتقول انك تحيي من من قد تحيي من ابقيت وتميت من قتلت فيلزمك ايضا بهذا القول ان ان الشمس تأتي من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين يقول ابن القيم لما اجاب ابراهيم المحاج له في الله بان الذي يحيي ويميت هو الله قال ربي الذي يحيي ويميت قال هذا الكافر انا احيي واميت قال ابراهيم عليه السلام فربي الذي يحيي ويميت يأتي بالشر المشرق. فان كنت تحيي وتميت كما يحيي ويميت فاتي بها من المغرب فخصم الكافر واسقط في يده اخذ عدو الله في المغالطة والمعارضة بانه يحيي ويميت بانه يقتل من يريد ويستبقي من يريد فقد احيا هذا ومات هذا فالزمه ابراهيم طردا تعالوا على طرد هذه المعارضة ان يتصرف في حركة الشمس لان من من النظار من يرى ان ابراهيم حاد عن الحجة وانتقل حجة اخرى وهذا ليس بصحيح. وانما الذي فعله ابراهيم والزام طرده الذي طرده ان يفعل ما ما يقتضي احياءه واماتته. فلما قال انا اوحي ويميت واخبر ابراهيم ان ربي يحيي ويميت قال ان ربي يأتي بها من المغرب فيلزمك اذا كنت تحيي تميت ان تخالف ما يفعله ربي سبحانه وتعالى فهذا يسمى الزام بطرد ما احتج به ذلك الكافر لعنه الله فيقول هنا فالزم ابراهيم على طرد هذه المعارض تصرف في حركة الشمس من غير الجهة التي يأتي بها التي يأتي التي يأتي الله بها او يأتي الله بها بزعمه فانه ادعى انه يساوي الله في الاحوال مات فان كان صادقا فليتصرف الشم تصرفا تصح به دعواه وليس هذا انتقالا من حجة الى حجة. لا يقول قائل ان من التقى من حجة الى حجة وانما هو الزام للخصم بما احتج به على دعواه وهو وانما هو الزام المدعي بطرد حجته ان كانت صحيحة. قال ومن الامثلة ايضا على ان القرآن ذكر العقل وذكر في مقام الاحتجاج قوله تعالى واسروا قولكم او اجهروا به انه عليم بذات الصدور الاصرار والجهر ما تسره في نفسك او تجهر به فان الله عليم بذات الصدور. الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور الله يعلم السر واخفى ما تسره وما لا تعلمه انت بعد. الله يعلمه قبل ان تعلمه انت وثم قرر علمه بذلك بقوله الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبيث. بمعنى ان الذي خلقك هو العلو بك فكيف يكون خالقك وهو الذي دبرك واوجدك وانشأك وصورك في احسن تصوير لا يعلم ما انت عامل وفاعل. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ لان مقتضى الخلق ان يكون عالما بمن خلق. ومقتضى العلم ان يكون بكل ما ما يفعله ذلك المخلوق الذي خلقه الله عز وجل وهو اللطيف اسم اللطيف واسم الخبير يتناسب هنا اعظم المناسبة فان اللطف يعني الدقة ان يكون الذي ومنتهى الدقة في تقدير الامور واحسان ترتيبها وتدبيرها. والخبير الذي يعلم خفايا الامور كما يعلم ظواهرها كما يعلم ظواهرها. يقول هنا ابن القيم وهذا من ابلغ التقرير. فان الخالق لا بد ان يعلم مخلوقه اذا كنتم مقرين بانه خالقكم وخالق صدوركم وما تظمنت فكيف تخفى عليه وهو؟ فكيف تخفى عليه وهي خلقه؟ قال وهذا التقرير مما يصعب على القدر لماذا لان القدري الغلاة نفوا نفوا علم الله ونفوا مشيئته وخلقه والقدرية الذين اتوا بعد بعد الغلاة ينفون خلق الله عز وجل لافعال العباد قال وهذا التقريب ما يصعب على القدرية فهمه فانه لم يخلق عندهم ما في الصدور. لان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه فلم يكن في الاية على اصولهم دليل على علمه بها. ولهذا طرد غلاة القوم ذلك ونفوا علمه فاكثرهم السلف قاطبة. اجمع السلف على كفر دفاة العلم ويلزم من نفى خلق الله لافعال العباد لان الله يقول الا يعلم من خلقه اللطيف الخبير فمقتضى هذه الاية ان ليكون ان يكون يعلم ما في الصدور ويعلم السر واخفى ويعلم السر والجهر سبحانه وتعالى وهذا التقرير للاية صحيح على التقديرين اي على تقدير ان نقول ان يكون من في محل رفعه على الفاعلية الا يعلم من خلق؟ الا يعلم من خلق؟ الا يعلم من من بمعنى تقدير ايش؟ من شأنه الخلق. من شأنه الخلق يكون في محل فاعل. او في محل مفعول الا يعلم خلقه؟ الا يعلم الرب مخلوقه ومصنوعة؟ الا يعلم الرب مخلوق مصنوع؟ فعلى كلا على كلا التقديرين يكون ان الله سبحانه وتعالى محيط بخلقه. ثم ختم الحجة باسمين مقتضيين لثبوتهما لثبوتهما وهما اللطيف الذي لطف صنعه وحكمته ودق حتى عجزت عن الافهام حتى عجزت عن الافهام والخبير الذي انتهى علمه الى الاحاطة ببواطن الاشياء وخفاياها كما احاط بظواهرها فكيف يخفى من هذا اسمه اللطيف والخبير؟ ما تحويه الظمائر وتجنه الصدور. ومن هذا ايضا قوله تعالى ام خلقوا من غير شيء هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون فتأمل هذا الترديد والحصن متضمن لاقامة الحجة باقرب قريب باقرب طريق واوضحه وافصحه عبارة ام خلقوا من غير شيء؟ هل هؤلاء؟ وهل انتم خلقتم من غير شيء ام انتم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض؟ بل لا يوقنون. يقول تعالى هم هؤلاء مخلوقون بعد ان لم يكونوا. فهل خلقوا منهم؟ فهل خلقوا من غير خالق خلقهم فهذا من المحال الممتنع عند كل عاقل ام هم اذا كنت الاول قال هنا فهل فهل خلقوا من غير خالق؟ هذا ممتنع. ما دام انهم خلقوا فلابد لهم من خالق وموجد ام هم الخالقون وهذا ايضا من المستحيل ان يكون العبد خالقا لنفسه فان من لا يقدر لا يزيد في حياته بعد وجوده وتعاطيه وتعاطيه اسبابا السعيدة وتعاطيه اسباب الحياة ساعة واحدة كيف يكون خالق لنفسه في حال وهذا ايضا ممتنع مستحيل واذا بطل القسمان تعين ان لهم خالقا خلقهم فهو الاله الحق الذي يستحق عليهم العبادة والشكر فكيف يشركون به الها غيره؟ وهو وحده الخالق له ثم فان قيل فما موقع قوله؟ ام خلقوا السماوات والارض من من هذه الحجة؟ قيل احسن موقع. فانه بين بالقسمين الاولين ان لهم خالقا فاطرا وبين في القسم الثالث انهم بعد ان وجدوا فخلقوا فهم عاجزون عن غير خالقين فانهم لم يخلقوا نفوسهم ولم يخلقوا السماوات والارض وان الواحد القهار الذي لا اله غيره ولا رب سواه هو الذي خلقهم وخلق السماوات والارض فهو المتفرد بالخلق بخلق المسكن والساكن ففيه اظهار عجز المخلوق وضعفه فالله قال ام خلقوا من غير شيء وهذا مستحيل ممتنع وهذا من جهة من جهة الاستقراء من جهة الاستقراء اما ان يكون اما ان يكون خلق من غير خالق وهذا ممتنع اما ان يكون هو الذي خلق نفسه فهو ايضا ممتنع يبقى ايش يبقى امر ثالث وهو ان له خالق قادر والذي خلقك وقدر على خلقك هو الذي خلق السماوات والارض ام خلقوا ولا شك ان الذي يعجز عن خلق نفسه ويعجز عن عن اطالة عمره ولو ساعة من نهار اعجز من ان يخلق ما هو اعظم من ذلك وهو السموات والارض؟ فافاد ان الذي يستحق العبودية الذي خلق الساكن وخلق المسكن وخلق كل شيء في هذا الوجود فلا خالق غيره ولا رب سواه ولا اله غيره والله تعالى اعلم