الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب اغضاب الزوج وقول الله تعالى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. الاية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم الهمنا الصواب وجنبنا الزلل اما بعد قال رحمه الله باب اغضاب الزوج الزوج له مكانة جاءت الشريعة ببيانها وله منزلة جاءت الشريعة بوجوب حفظها وان له على زوجه حقا عظيما واجبا كبيرا بل ان الامر كما جاء في الحديث لا تؤدي المرأة حق ربها ما لم تؤدي حق زوجها لعظم هذا الحق بل ليس عليها حق بعد حق الله عز وجل وحق رسوله صلى الله عليه وسلم اوجب من حق الزوج فهو حق عظيم ورب العالمين يسألها عنه يوم القيامة ومن اوجب الحقوق عليها بعد حق الله تبارك وتعالى وحق رسوله عليه الصلاة والسلام فكيف يصح منها او يستقيم منها ان تغضب زوجها وله هذا الحق وانما الواجب عليها ان تعرف مكانته ومنزلته وقدره وان تؤدي حقه طاعة لله عز وجل فان قيامها بحقه من جملة القرب التي تكون سببا لدخولها الجنة مثل صلاتها وصيامها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا صلت المرأة فرضها وصامت شهرها وادت زكاة مالها واطاعت بعلها قيل لها ادخلي الجنة من اي ابوابها شئت فذكر طاعة البعل مع هذه الطاعات العظيمة الموجبة لدخول الجنة مما يدل على عظم شأن هذا الحق بل جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام انما هو جنتك ونارك ما يدل على عظم هذا الحق وجسامته وان الواجب على المرأة ان تتقي الله عز وجل في بعلها واغضاب الزوج اغضاب الزوج ذنب ليس بالهين بل جاء عليه الوعيد الشديد في نصوص عديدة ساق المصنف رحمه الله تعالى شيئا منها كما انه رحمه الله تعالى ساق من النصوص ما يدل على عظم مكانة الزوج وعظم حقه على زوجه قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى الصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن وهذه الاية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى فيها ان حال النساء مع الازواج على قسمين قسم وصفهن جل وعلا بالصلاح والقنوت وكونه وكونهن حافظات للغيب بما حفظ الله والقسمة الثاني ووصف المرأة في ذلك بانها ناشز اي غير مطيعة وعاصية وليست مبالية بحق الزوج ولا مكترث بذلك وذكر العلاج لمن كانت كذلك ان اولا يبدأ معها بالمناصحة والتذكير بالله والتخويف اتق الله توعظ وتذكر وتخوف واذا لم ينفع فيها الوعظ تهجر في المضجع وان لم ينفع فيها لا هذا ولا هذا ينتقل الى الضرب غير المبرح الذي لا يجرح البدن ولا يكسر العظم وانما يكون الغرض منه التأديب لها وقوله جل وعلا فالصالحات والصلاح يعني لزوم الطاعة طاعة الله عز وجل بعبادته وامتثال امره والاستقامة على شرعه ودينه سبحانه وتعالى اخلاصا له واتباعا لسنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه قانتات قيل في معنى قانتات اي مداومات على الطاعة طاعة الله وعبادته لان القنوت هو المداومة على الطاعة وقيل في معنى قانتات وهذا المعنى قد جاء عن ابن عباس و غير واحد من السلف اي مطيعات لازواجهن لان من معنى القنوت الطاعة المطيعات لازواجهن اي دائما هن في طاعة للازواج قانتات اي في طاعة دائمة للازواج بعيدات عن النشوز اه العصيان واغضاب الزوج وقوله حافظات للغيب بما حفظ الله حافظات للغيب بما حفظ الله اي انها حافظة زوجها بحيث انها تصون فراشه حافظة لفرجها وحافظة لمال زوجها وحافظة لبيته ولولده وقوله بما حفظ الله فيه ان هذا بتوفيق الله سبحانه وتعالى وتيسيره ومعونته جل وعلا وان المرء لا تكون في شيء من ذلك الا اذا اعانها الله سبحانه وتعالى ووفقها وسددها نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته الى فراشه فتأبى عليه الا كان الذي في السماء ساخط عليها حتى يرضى عنها زوجها وفي رواية الا لعنتها الملائكة حتى تصبح اخرجاه قال عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا اي الى النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده يقسم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بالله رب العالمين ما من رجل يدعو امرأته الى فراشه اي لقضاء وطره وشهوته فتابا عليه الا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها زوجها وجاء في بعض اه الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم وباتت وزوجها عليها غضبان وباتت وزوجها عليها غضبان واما اذا عذرها وسامحها ولم يبت غضبانا عليها فلعلها تخرج بهذه الرواية من هذه العقوبة وهذا الوعيد. اما اذا اغضبت وفي الغالب اذا جاء هو يريد قظاء شهوته وتحركت فيه الشهوة ثم اعرظت عنه وتأبت وانشغلت وامتنعت فان هذا يغظبه غظبا شديدا ويبيت وهو غضبان ويبيت وهو غضبان فيكون عرضة فتكون عرضة لهذا الوعيد وذكر هنا سخط الله وذكر في الرواية الثانية لعن الملائكة والسخط واللعن لا يكون الا في الكبائر اي انها تبيت ليلتها تلك على كبيرة استحقت بها سخط الرب سبحانه وتعالى واستحقت بها اللعنة من الملائكة حتى تصبح وهذا لا يكون الا فيما هو كبير لا يكون الا فيما هو كبير قال الا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها زوجها ولاحظ ايضا هذا القيد حتى يرظى عنها زوجها ان كان الزوج سامح ورظي من اول فالامر عفا عنها مع ان ذلك تسلم به من هذه العقوبة وان بات وهو غضبان فان سخط الله عليها حتى يرضى الزوج ولعنت الملائكة كما في الرواية عليها حتى تصبح وتقييد هذا بالليل باعتبار ان الحاجة الى هذا الامر في الغالب تكون في الليل في الغالب تكون في الليل لكن لو قدر انه احتاج زوجته في النهار لهذا الامر وامتنعت استحقت هذا السخط واستحقت هذا اللعن من الملائكة ما دام زوجها غضبان عليها حتى يرظى عنها زوجها لكن ذكر الليل هنا باعتبار انها الغالب ان هذا الامر تكون الحاجة اليه او الرغبة فيه في الليل غالبا وقوله الا كان الذي في السماء هذا فيه اثبات العلو لله سبحانه وتعالى على خلقه كقوله جل وعلا اامنتم من في السماء ومعنى في السماء اي في العلو ونريد لان السماء تارة تطلق ويراد بها المبنية والسماء بنيناها بايد هذي سمعناها اليوم في صلاة الفجر والسماء بنيناها بايد تارة تطلق ويراد بها المبنية السماوات السبع وتارة تطلق ويراد بها مطلق العلو انزل من السماء ماء اي من العلو لان المطر ينزل من السحاب والسحاب ليس في السماء المبنية وانما في السماء الذي هو العلو فاذا اريد بالسماء المبنية فان فيه بمعنى على اامنتم من في السماء هنا الا الذي كان في السماء اي على السماء وان اريد بالسماء مطلق العلو ففي على بابها وكما قدمت ذكر السخط سخط الرب سبحانه وتعالى وذكر لعنة الملائكة كما في الرواية الاخرى دليل على ان هذا الصنيع من المرأة اذا وجد معدود في كبائر الذنوب نعم قال رحمه الله تعالى وعنه مرفوعا لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها صححه الترمذي قال وعنه اي عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد ان تسجد لزوجها وهذا فيه تبيان لعظم حق الزوج على زوجه وقال ذلك عليه الصلاة والسلام على اثر مجيء احد الصحابة وسجوده النبي عليه الصلاة والسلام لانه رأى الناس في الشام يسجدون للاساقفة فجاء وسجد للنبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن ذلك نهاه عن ذلك وقال عليه الصلاة والسلام لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد زوجها بيانا لحق الزوج ولكن نهى عن ذلك عليه الصلاة والسلام وان كان هذا سائغ عند من قبلنا وهو سجود تحية وليس سجود عبادة خروا له سجدا. هذا السجود تحية وليس السجود عبادة تحية مثل مد اليد المصافحة ومثل المعانقة هذا كله تحية والسجود هنا في هذا الحديث لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد السجود هنا تحية. ليس السجود عبادة ومن قال ان السجود هنا المراد بسجود العبادة ابعد الفهم ابعد تماما الفهم لا يمكن ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت امرا احدا ان يسجد اي عبادة لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها لا يمكن ان يقول ذلك وانما المراد بالسجود هنا سجود التحية سجود التحية مثل المصافحة ومثل المعانقة يسجد اي تحية لمن سجد له. اما ان يكون المراد يسجد اي عبادة ما يمكن ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. يعني لو كنت امرا ان احدا ان يسجد لاحدا اي سجود عبادة لامرت المرأة ان تسجد لزوجها لا يمكن ابدا ان ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وانما المراد بالسجود هنا سجود التحية والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك لان شريعته من اقوى الشرائع المنزلة في سد الذرائع سد الذرائع وحمى حمى التوحيد وشريعة النبي صلى الله عليه وسلم جمعت بين امرين انها سمعة في الاحكام وحنيفية في العقائد حنيفية في العقائد وكل امر اه يكون ذريعة ويخشى ان يكون يخل بالتوحيد او يفضي الى الشرك فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه حماية لحما التوحيد وان لم يكن الامر في ذاته شركا الذي نهى عنه وان لم يكن في ذاته شركا لكن نهى عنه لما يخشى ان يكون مفضيا اليه من الاشراك بالله. فحمى حمى التوحيد وسد كل ذريعة. تفضي الى الاشراك بالله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فبين التوحيد اتم ببيان وحمى حماه وحذر من الشرك اشد التحذير ونهى عن كل امر او ذريعة تفظي بالناس الى الشرك بالله ونهيه عن هذا السجود سجود التحية ونهي عن امر في النهي عنه حماية لحما التوحيد وسد ذريعة من الذرائع التي اه قد تفظي ناسي الى الاشراك بالله سبحانه وتعالى. والشاهد من هذا الحديث عظم حق الزوج عظم حق الزوج وعظم ما ما له من حق على زوجه حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في بيان عظم هذا الحق لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها نعم قال رحمه الله تعالى باب على الصالحين وقول الله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا مهتانا واثما مبينا قال باب اذى الصالحين هذا الصالحين اي ان ذلك من الكبائر والصالحون هم من عرفوا بين الناس باستقامتهم على طاعة الله يحافظون على الصلوات الخمس يحرصون على المكث في المساجد ذكر الله قراءة القرآن الصيام العبادة لا يعرف منهم دخول في آآ الذنوب والكبائر والاثام حافظا لوقته يعرفه الناس في ذلك والحكم انما هو على ظاهر الانسان الحكم انما هو على ظاهر الانسان باطنه بينه وبين الله سبحانه وتعالى لكن من استقام ظاهره فهو من الصالحين من الصالحين اي فيما يظهر الناس واما السريرة هذه بينه وبين الله سبحانه وتعالى ولنا الظاهر والله يتولى السرائر. لكن اذا عرف الرجل باستقامته وعبادته ومحافظته على بيوت الله والصلاة فيها وآآ آآ عنايته بذكر الله وقراءة القرآن ونحو ذلك من معاني ولا يعرف عنها الدخول في الكبائر والذنوب عاصي وحافظ هذا حقه عظيم جدا على الناس من الاحترام والتوقير والمعرفة بقدره ومكانته فكيف يصل الامر آآ باحد ان يؤذي الصالح اما استهزاء او ذنب ذما او وقيعة او تهكما او سخرية ولا يكون الاستهزاء بالصالحين الا من الفسقة لا يكون الا من الفسقة هم الذين يعبث الشيطان بعقولهم الى ان يكونوا كذلك يهزأون بالصالحين ويسخرون منهم ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون واذا مروا بهم يتغامزون واذا انقلبوا الى اهلهم انقلبوا فاكهين فلا يكون مثل ذلك الا من الفسقة والا الصالح له مكانة وله آآ احترام وله وقدر ومنزلة في القلوب اورد رحمه الله تعالى قول الله عز وجل والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا يؤذونهم هذا يتناول كل نوع من الاذى سواء كان اذى قوليا او اذى فعليا المؤمنين والمؤمنات اي من عرفوا الصلاح والاستقامة والعناية بعبادة الله بغير ما اكتسبوا اي بغير جرم ارتكبوه وبغير ذنب اقترفوه بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واسما مبينا احتملوا اي على ظهورهم ذنب عظيم واثم اه كبير حملوه على ظهورهم بهذا البهتان الذي كان منهم بوقيعتهم وسخريتهم استهزائهم وتهكمهم اه الصالحين يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله له كلام جميل جدا في تفسير هذه الاية الكريمة من سورة الاحزاب يقول رحمه الله تعالى وقوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ان ينسبون اليهم ما هم برءاء منه لم يعملوه ولم يفعلوه فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا وهذا البهت البين وهذا البهت البين مثل ما قال الله احتملوا بهتانا واثما مبينا. قال وهذا البهت البين ان يحكي او ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه وهذا البهت البين ان يحكي اي حقيقته ان يحكي او ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم ومن ومن اكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله من اكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله ثم الرافضة الذين ينتقصون الصحابة الذين ينتقصون الصحابة ويعيبونهم بما قد برأهم الله منه ويصفونهم بنقيض ما اخبر الله عنهم فان الله عز وجل قد اخبر انه قد رضي عن المهاجرين والانصار ومدحهم وهؤلاء الجهلة الاغبياء يسبونهم وينتقصونهم ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه ابدا فهم في الحقيقة منكوس القلوب فهم في الحقيقة منكوسوا القلوب يذمون الممدوحين ويمدحون المذمومين. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان ابا سفيان اتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا ما اخذت سيوف والله ما اخذها من عنق عدو الله فقال ابو بكر اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال يا ابا بكر لعلك اغضبتهم لان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك فقال يا اخوتاه لعلي اغضبتكم فقالوا لا يغفر الله لك يا اخي رواه مسلم قال رحمه الله تعالى وعن ابي جبير رضي الله عنه ان ابا سفيان اتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر اي في نفر كانوا معهم اتى اي مر مر على هؤلاء سلمان والصهيب وبلال وكان هذا المجيء لابي سفيان قبل اسلامه كان هذا المجيء لابي سفيان قبل اسلامه وهو كافر في الهدنة التي كانت بعد صلح الحديبية التي كانت بعد صلح الحديبية وهو انما اسلم عام الفتح ففي فترة الهدنة اتى ابو سفيان على على سلمان وصهيب وبلال وهؤلاء الثلاثة كلهم من الموالي هؤلاء الثلاثة كل من الموالي سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي فاتى عليهم في نفر اي في نفر كان معهم ومعلوم ان هؤلاء الكبار من كبار قريش كانوا شديدي الاذى للمسلمين وخاصة لضعفة المسلمين لضعفت المسلمين ونالوا من هؤلاء اذى عظيما فلما مر بهم سفيان وقت كونه كافرا قالوا هذه الكلمة. قالوا ما اخذت سيوف الله مأخذها من من عنق عدو الله ما اخذت سيوف الله مأخذها من عدو الله اي لم تستوفي سيوف الله حقها ونصيبها من عنق عدو الله اي من عرف بالعداوة باقواله وفعاله شدته ما اخذت سيوف الله حقها اي حظها ونصيبها لم تستوفه. بمعنى بقيت رؤوس كبار من اعداء الله ومثل هذا الكلام يقولونه كنوع من التنفيس الغضب وقد مر بهم هذا الرأس من رؤوس الكفار وكان ذلك كما قدمت قبل اسلامه كان ذلك قبل اسلامه في فترة الهدنة قال ابو بكر قد سمعهم يقولون ذلك اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ يعني تقولون هذا لشخص هذي مكانته ولعل آآ ابو بكر رضي الله عنه وارضاه قال هذه الكلمة تأليفا لقلب سفيان تأليفا لقلبه واستدراجا له لعله يقبل على هذا الدين لما يسمع مثل هذه الكلمات التي آآ قد تدخل القلب شيء مثلا من الراحة او الرغبة او فلعله قال ذلك تأليف لقلبه قال اتقولون هذا للشيخ قريش وسيدهم وكما قدمت لعله قال ذلك تأليفا لقلب اه سفيان التقليدي تأليفا لقلب ابي سفيان فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره اتى النبي اي ابا بكر رظي الله عنه فاخبره اي بالذي حصل قال انهم قالوا وقال انني قلت ذكر لهم قول ذكر له قول سلمان وصهيب وبلال في حق ابي سفيان وذكر جوابه او كلامه الذي قال فاخبره فقال يا ابا بكر لعلك اغضبتهم يا ابا بكر لعلك اغضبتهم لان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك لان كنت اغضبتهم اي سلمان وصهيب وبلال ان كنت اغضبتهم اغضبت ربك هنا قسم قف تأمل مليا الذي قال هذه الكلمة الذي قال هذه الكلمة لو نظرت فيها مقارنة بكلمات كثيرة من التي تأتي على انس كثير من الناس في في حق عدد من الصالحين ما تقارن بهذه الكلمة ما تقارن ولعل ابو بكر قال هذه مثل ما قدمت تأليفا لهذا الرجل لعل الله سبحانه وتعالى يشرح صدره بسماع مثل هذا الكلام للاسلام ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر لعلك اغضبتهم لان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك وهذا موضع الشاهد من الحديث هنا في هذه الترجمة لان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك فاي جناية تكون عندما يكون الانسان يؤذي الصالحين. اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق خير الامة حققير الامة ابو بكر في مكانته العظيمة ومنزلته العلية عندما قال هذه الكلمة وهو انما قالها في الغالب تأليفا لقلب ابي سفيان ليس له غرض في اغضاب هؤلاء وليس له غرظ في اذى هؤلاء وليس له تقصد في اذى هؤلاء الصالحين سلمان وبلال وصهيب ليس له غرظ في ذلك وانما قالها لما سمعهم يقولون هذه الكلمة تأليفا لقلب ذلك الرجل ليس له ورد في ان يغضب هؤلاء او ان يسيء اليهم ومع ذلك قال له النبي عليه الصلاة والسلام ان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك ان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر هذه الكلمة مع ما ذكرت من امور سبقت فكيف بمن يتقصد اذى الصالحين وتكون كلماته صريحة في اذاهم والطعن فيهم وسبهم وشتمهم والاستهزاء بهم اي جرم هذا اي جرم هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك ان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك ثم انظر مسارعة الصحابة في الخير وعظم خشيتهم من الله ومجانبتهم لكل ما يغضب الله ويسخط الله سبحانه وتعالى لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر ما قال رجع اليهم وقال يا اخوتاه يا اخوتاه يناديهم بهذا اللطف وهذا الكلام الجميل يا اخوة لعلي اغضبتكم يطلب السماح ان كان قد اغضبهم او صدر منه كلام فيه ايذاء لهم لعلي اغضبتكم يقول ذلك معتذرا ان كان القول الذي قاله اذاهم او اغضبهم فيطلب منهم السماح والعفو عن ذلك. فقالوا لا لم تغضبنا قالوا لا لم تغضبنا اي الكلام الذي قلته لم تغضبنا فيه يعني لعلهم يدركون وادركوا ان انه ما قصد بهذا الكلام ان يؤذيهم. ولهذا قالوا لا يعني لم تغضبنا ما حصل ان الكلام الذي قلته اغضبنا وهذا ايضا يبين المكانة التي كان عليها هؤلاء في حمل الكلام على احسن محمل احيانا الانسان يسمع الكلام فيحمله على اسوأ محمل واذا حمله على احسن محمل والتمس له يعني ترتاح نفسه ولا ولا يكون فيها الغضب قالوا لا يعني لا لم تغضبنا لم تغضبنا ولعل وقع في نفوسهم المعنى الذي اشرت اليه انه انما قال ذلك يريد ان يتألف هذا اه الرجل لعل الله سبحانه وتعالى يهديه للاسلام يغفر الله لك يا اخي بظم الهمزة وظبطت ايظا في بعظ المصادر بفتحها قالوا لا يغفر الله لك يا اخي بالتصوير على وجه التحبب والتلطف والملاطفة والرفق لا يا اخي يعني ما حصل منك ذلك ودعوا له بهذه الدعوة يغفر الله لك قالوا لا يغفر الله لك لو قرأت هذه الجملة بالوصل تكون صورتها نفي المغفرة. لو قرأت بالوصل لا يغفر الله لك لو قرأت بالوصلة كان لا يغفر الله لك تكون صورتها نفي المغفرة وليس الدعاء بالمغفرة وانما نفي المغفرة لكن اذا قال لا يعني ما اغضبت انا لا يغفر الله لك ما يصلها لان وصلها تكون فيه صورة الكلمة دعاء بنفي المغفرة لا بحصول المغفرة فقالوا لا هذا جواب قوله هل اغضبتكم قالوا لا اي لم تغضبنا ثم اتبع ذلك الدعاء يغفر الله لك ثم اتبع ذلك بالتلطف في الخطاب لقولهم يا اخي وينقل عن ابي بكر رضي الله عنه انه انه كان ينهى عن مثل هذا يعني ان تكون اه اداة النفي مسبوقة بالدعاء. مثل ان يقول الانسان يسأله هل فعلت شيئا؟ هل فعلت الشيء الثاني؟ يقول لا عافاك الله هل اديت الانفال؟ لا رحمك الله آآ هل كذا لا غفر الله لك سورة الكلمة سورة الكلمة انه ينفي عنها ان يغفر الله له او ان يرحمه او ان اه ان يعافيه فينقل عنه انه قال قل عافاك الله لا تزد قل عافاك الله ينقل عن ابي بكر انه يقول قل عافاك الله لا تزر وبعض اهل العلم يقول اذا كان ولابد فيظيف الواو مثلا يقول لا ويغفر الله لك لا ويرحمك الله لا ويعافيك الله لكن ايضا قول هؤلاء الاجلة رضي الله عنهم يفيد ان المرء ان قال هذه الكلمة ولم يأتي بها موصولة لا غفر الله لك لا رحمك الله لم يأت بها موصولة كذا وانما قال لا اجاب على السؤال واتبع الاجابة على السؤال بسكتة تفصل بين الاجابة على السؤال ثم الدعاء الذي بعده كان يقول مثل ما في هذا الجملة التي امامنا لا اي لما لم تغضبن لا يغفر الله لك يا يا اخي لا يغفر الله لك يا اخي هذا واضح ان النطق وبهذه الطريقة واضح الفصل بين النفي للعائد لما سبق والدعاء الذي اتبع بعد هذا النفي الشاهد ان اغضاب الصالحين امر ليس بالهين اغضاب الصالحين امر ليس بالهين. ومن يتأمل في هذه القصة يجد فيها اعظم عبرة. ها هو صديق الامة خيرها افضلها بعد آآ النبي عليه الصلاة والسلام بل هو افضل الناس بعد الانبياء. رضي الله عنه وارضاه ومع ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت اغضبتهم فقد اغضبهم ربك فاغضاب الصالحين امر ليس بالهين ابدا امر ليس بالهين والواجب على العبد ان يتقي الله عز وجل في عباد الله الصالحين لا يغضبهم باي شيء من الاغضاب ويحرص على اعفاف لسانه وصيانته من اي شيء يكون فيه اغضاب للصالحين اه الايذاء لهم يبتعد عن ذلك اشد البعد ويتقي الله عز وجل في ذلك ثم اذا كان انضاف الى صلاح الرجل حق اخر غير غير اضافة الى الى صلاحه. مثل ان يكون الصالح ابا او اما او جدا يعني بعض الناس في البيوتات عندهم اباء عباد عندهم اباء عباد لله ما يعرفون الا بالصلاح والدعاء والذكر وابناؤهم ما يتقون الله فيهم يغضبونهم دائما ويسمعون اباءهم من الكلمات القاسية والكلمات المغضبة والكلمات اه المزعجة الشيء الكثير ما يتقون الله سبحانه وتعالى في ابائهم. فاذا كان الانسان اذا اغضب الصالح ايا كان حتى ولو لم يكن قريبا فقد اغضب الله فكيف بمن يغضب الصالح اذا كان اباه او كانت امة او قريبا له من خال او عم او او نحو ذلك او جار هذا ايضا له حق اخر مرة معنا عند المصنف رحمه الله تعالى قريبا فالشاهد ان ايذاء الصالحين معدود في جملة الكبائر وهو من جملة الامور التي تغضب الله سبحانه وتعالى وتسخطه جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي وحسنه عن ابي بكرة رضي الله عنه مرفوعا من اهان السلطان اهانه الله قال وللترمذي وحسنه عن ابي بكرة رضي الله عنه مرفوعا اي الى النبي عليه الصلاة والسلام من اهان السلطان اهانه الله من اهان السلطان اهانه الله واهانة السلطان يراد بها ايذاء السلطان والوقيعة فيه والتقليل من مكانته في نفوس الناس والحرص على اسقاط منزلته في القلوب وتحريظ الناس على الافتيات عليه الخروج وعدم السمع والطاعة التقليل من مكانته في القلوب يعمل على ذلك بين الناس فله هذه العقوبة جزاء وفاقا. اهانه الله اي كانت عقوبة عند الله عز وجل ان يهينه لان السلطان الواجب ان يجمع الناس عليه ان يجمع الناس عليه وان ان يكون امر الناس جماعة واحدة مع امامهم والنقص اذا وجد يعالج بالطرق الشرعية. اما ان يكون الانسان هذه طريقته في التعامل مع السلطان اه اهانة السلطان آآ الحرص على انتقاصه والتقليل من مكانته في القلوب آآ ملء القلوب عليه آآ مثلا حقدا حنقا وعدم معرفة بمكانته فان هذا مما يوجب اهانة الله سبحانه تعالى لمن كان كذلك والله يقول ومن يهن الله فما له من مكرم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يتولانا اجمعين بتوفيقه وان يعمر قلوبنا بالخير وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ومن شر الشيطان وشركه وشر كل دابة هو اخذ بناصيتها اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفو فتى والغنى اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه به اجمعين. جزاكم الله خيرا