الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم علمنا وانفعنا امين اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين قال فصل في انقسام الناس في نصوص الوحي الى اصحاب تأويل واصحاب تخييل واصحاب بتمثيل واصحاب تجهيل واصحاب سواء السبيل. قال الصنف الاول اصحاب التأويل هم اشد الناس اضطرابا الا اذ لم يثبت لم يثبت لهم قدما في بينما يموت اول بينما لا يتأول ولا ضابط مطرد ومنعكس يجب مراعاته وتمتنع مخالفته بخلاف سائر الفرق فانهم جروا على ضابط واحد وان كان في من هو اشد ومن اصحاب التأويل. الصنف الثاني اصحاب التأخير وهم الذين اعتقدوا ان الرسل لم لم يفصحوا للخلق بالحقائق. اذ ليس في قواهم ادراكها وانما ابرزت لهم ابرز تياب له المقصود في سورة المحسوس قالوا ولو دعت الرسل اممهم الى الاقرار برب لا داخل العالم ولا خارجه ولا محايثا ولا مباينا له ولا متصلا ولا منفصل عنه ولا فوق ولا تحته. ولا عن يميني ولا عن يساره لنفرت عقولهم من ذلك ولم تصدق بامكان وجود هذا الموجود فضلا عن وجوب وجوده كذلك لو اخبروهم بحقيقة كلامه وانهم فيض فاض من فيض فاض من المبدأ الاول على العقل الفعال ثم فاض من ذلك العقل على النفس الناطقة الزكية استعدت الى ما يفهموا ذلك. ولو اخبروهم عن المعادي الروحاني بما هو عليه لم يفهموه فقربوا لهم الحقائق المعقولة في ابرازها في الصور المحسوسة. وضربوا لهم الامثال اجساد من القبور في يوم الارض والنشور ومصيرها الى الجنة الى جنة فيها اكل وشرب ولحم وخمر وحور حساب. او نار فيها انواع العذاب للذة الروحانية بهذه الصورة وبالعلم الروحاني بهذه الصورة وهكذا فعلوا في وجود الرب وصفاته وافعاله ضربوا لهم الامثال بوجود بوجود عظيم جدا اكبر من واللي موجود ولا هو سرير عظيم وهو مستهدف مستو فوق سريره. يسمع ويبصر ويتكلم ويأمر وينهى ويرضى ويغضب ويأتي ويجي ويرزي وله يدان ووجه ويفعل بمشيئته واذا تكلم العباد سمع كلامهم واذا تحركوا رأى حركاتهم واذا هجس في قلبه واذا هجس في قلب احد منهم هاجس علمه. وان وانه ينزل وكل ليلة اليهم الى سماع هادي فيقول من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. الى غير ذلك مما نطقت به الكتب الالهية. قالوا ولا يحل لاحد ان يتأول ذلك على بخلاف ظاهره للجمهور انه يفسد ما وضعت له الشرائع والكتب يفسد ما وضعت له الشرائع والكتب الالهية. واما الخاصة فانهم يعلمون ان هذه اثار مضروبة لامور عقلية يعجز عن ادراكها عقول الجمهور فتأويلها جناية على الشريعة والحكمة. وحقيقة الامر عند هذه الطائفة ان الذي اخبرت به الرسل عن الله اسماء وصفاتي وافعالي وعن اليوم الاخر لا حقيقة له تطابق ما اخبروا به. ولكنه امثال وتخييل وتكثير بضرب الامثال وقد ساعدهم ارباب التخييل قد ساعدهم ارباب التأويل على هذا المقصد في باب معرفة الله واسمائه وصفاته وصرحوا في ذلك بمعنى ما صرح به هؤلاء في باب المعادي وحشر الاجساد. بل نقلوا بل نقلوا كلمات بعينها الى نصوص الاستواء والفوقية ونصوص الصفات الخبرية. لكن هؤلاء اوجبوا او سوغوا تأويلها بما يخرجه عن حقائقها ظواهرها وظنوا ان الرسل قصدت ذلك من المخاطبين تعريضا لهم الى الثواب الجزيل ببذل الجهد في تأويلها واستخراج معان تليق بها حرموا التأويل حرموا التأويل ورأوه عائدا على الشريعة بالابطال والطائفتان متفقات متفقتان على ابطال حقائقها المفهومة منها في نفس الامر والصنف الثالث اصحاب التجهيل الذين قالوا نصوص الصفات الفاظ لا تعقل معانيها ولا يدرى ما اراد الله ورسوله منها ولكن نقرأها الفاظا لا معاني لها ونعلم وان لها تأويلا لا يعلمه الا الله تعالى وهي عندنا بمنزلة كاف. وعين سين قاف والف لام ميم صاد فلو ورد علينا منها ما ورد لم نعتقد فيه تمثيلا ولا تشبيها ولم نعرف معناه وننكر على من تأوله ونكل علمه الى الله تعالى وظن لهؤلاء ان هذه طريقة السلف وانهم لم يكونوا يعرفون حقائق الاسماء والصفات ولا يفهمون معنى قوله لما خلقت بيدي وقوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة هو قوله الرحمن على العرش استوى وامثال ذلك من نصوص الصفات. وبنوا على وبنوا هذا المذهب على اصلين احدهما ان هذه النصوص من المتشابه. والثاني ان متشابه تهويلا لا يعلمه الا الله فنتج من هذين الاصلين استجهاد السابقين الاولين من المهاجرين والانصار وسائر الصحابة وسائر الصحابة والتابعين وانهم كانوا يقرأون هذه الايات المتعلقة بالصفات ولا يعرفون معنى ذلك ولا ما اريد به ولازم قولهم ان رسول الله ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بذلك ولا يعلم معناه ثم تناقضوا اقبح تناقض فقالوا تجري على ظواهرها وتأويلها بما يخالف الظواهر باطل ومع ذلك لها تأويل لا يعلمه الا الله. فكيف يثبتون لها تأويلا ويقولون تجري على ظواهرها ويقولون الظاهر منها مراد والرب منفرد بعلم تأويلها وهل في التناقض اقبح من هذا هؤلاء غلطوا في المتشابه وفي جعل هذه النصوص من المتشابه وفي كون المتشابه لا يعلى ومعناه الا لا يعلم معناه الا الله. فاخطأوا في المقدمات الثلاث واضطروا واضطرهم الى هذا التخلص من تأويلات المبطلين وتحريفات المعطلين وسدوا على نفوسهم الباب وقالوا لا نرضى بالخطأ ولا ولا وصول لنا الى الصواب فتركوا التدبر المأمون به والتذكر والتعقل لمعاني النصوص وتعبدوا بالالفاظ المجردة التي انزلت في ذلك وظنوا انها انزلت للتلاوة والتعبد بها دون تعقل معانيها. وتدبرها التفكر في اولئك اجعلوها عرضة للتأويل والتحريف كما جعلها اصحاب التأخير امثالا لا حقيقة لها وقابلهم الصنف الرابع. وهم وهم صنف التشبيه ففهموا منها مثل ما للمخلوقين وظنوا انه الا حقيقة لها الا ذلك وقالوا محال ان يخاطبنا الله بما لا نعقله ثم يقول لعلكم تعقلون لعلكم تتذكرون وليدبروا اياته فهذه الفرق لا يزال يبدع بعضهم بعضا ويضلله ويجهله وقد وقد تصادمت كما ترى فهم كزمرة من العميان تلاقوا فتصادموا كما قال اعمى البصيرة منهم والبصر ونظيري ونظيري في العلم مثلي مثلي اعمى ونظيري نظيري في العلم مثلي اعمى فكلانا في حمد سن تصادموا. وهدى الله اصحاب سوى سواء السبيل الطريقة المثلى فاثبتوا حقائق الاسماء والصفات ونهوا عنها مماثلة المخلوقات فكان مذهبهم مذهبا بين مذهبيه وهدى بين ضلالتين يثبتون له الاسماء الحسنى الصفات العليا بحقائقها ولا يكيفون شيئا منها فان الله تعالى اثبتها لنفسه. وان كان لا سبيل لنا الى معرفة كونها وكيفية فان الله تعالى لم يكلف عبادة بذلك ولاراده منهم ولا جعل لهم اليه سبيلا بل كثير من مخلوقاته او اكثرها. لم يجعل لهم سبيلا الى معرفة كنه وكيفيته وهذه ارواحهم التي هي ادنى اليهم من كل دار قد حجب عنهم معرفة كونها وكيفيتها. وقد اخبرنا سبحانه عن تفاصيل يوم القيامة ما في الجنة والنار فقامت حقائق ذلك في قلوب اهل الايمان وشهادته عقولهم ولم يعرفوا كنههم فلا يشكوا فلا يشك المسلمون انهم في الجنة في الجنة انهارا من خمر وانهار من عسل وانهارا من لبن ولكن لا يعرفون كون ذلك وما تا هو كيفيته اذا كانوا اذ كانوا لا يعرفون في الدنيا خمر الا ما ما اعتصر من العناب والعسل الا ما قذفت به النحل الا ما قذفت به النحل في البيوت او اللبن الا ما خرج من الضروع والحرير الا ما خرج من دود القز وقد فهموا معاني ذلك في الجنة من غير ان يكون مماثلا لما في كما قال ابن عباس ليس في الدنيا ان في الاخرة الا الاسماء ولم يمنعهم عدم النظير في الدنيا من فهم ما اخبر به من ذلك ما اخبروا به من ذلك فهكذا الاسماء والصفات لم يمنعهم انتفاء نظير هذه الدنيا ومثالها ومن فهم حقائقها ومعانيها بل قام بقلوبهم معرفة حقائقها وانتفاء التمثيل والتشبيه عنها وهذا هو المثل الاعلى الذي اثبته الله سبحانه لنفسه. في ثلاثة مواضع من القرآن احدها قوله تعالى للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو العزيز حكيم الثاني قوله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. الثالث. قوله تعالى قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. افسبحانه المثل عن هذا عن هذا المثل الاعلى. مثلا سبحانه المثل عن هذا المثل الاعلى وهو ما في قلوب اهل في السماوات وارضه من معرفته والاقرار بروبيته واسمائه وصفاته وذاته. فهذا المثل الاعلى هو الذي امن به المؤمنون. وانس به العارفون شواهد في قلوبهم بالتعريفات الفطرية المكملة المكملة بالكتب الالهية. المقبولة بالبراهين العقلية فاتفق على الشهادة بثبوت بثبوت والسمع والفطرة فاذا قال المثبت يا الله قام بقلبه ربا قيوما قائما بنفسه مستويا على عرشه مكلما متكلما مكلما متكلما سامعا قديرا مريدا فعالا لما يشاء يسمع دعاء الداعين ويقضي حاجات السائلين ويفرج عن المكروبين ترضيه تغضبه المعاصي تحرج تعرج الملائكة بالامر اليه وتنزل بالامر من عنده. واذا شئت زيادة التعريف بها تعريفا بها تعريفا واذا شئت زيادة تعريفا بهذا المثل الاعلى فعد فعد قوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحد منهم ثم كان جميعهم على قوة ذلك الواحد فاذا نسبت قوة الى قوة الرب تعالى لم تجد نسبة اليك نسبة اليها البتة. كما لا تجد نسبة بين قوة البعوضة وقوة الاسد. واذا قدرت علوم الخلائق اجتمعت لواحد ثم قدرت جميعها بهذه المثابة كانت علومهم بالنسبة الى علمه تعالى كنقرص عصفور من بحر وكذا في حكمته وجماله وقد نبهنا سبحانه وتعالى على هذا المعنى بقوله ولو ان ما في الارض من شجرة اقلامهم والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم فقدر البحر المحيط بالعالم مدادا ووراؤه سبعة ابحر تحيط به كلها مداد. يكتب به كلمات يكتب به كلمات الله نفذت البحار ونفذت الاقلام التي لو قدرت جميع اجزاء الارض من حين من حين خلقت الى اخر الدنيا ولم تنفذ كلمات الله. قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان السماوات السبع في كحلقة ملقاة بارض فلاة والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في ارض ثلاث. والعرش لا يقدر قدره الا الله تعالى وهو سبحانه فوق عرشه يعلم ويرى ما عباده ما عبادي ما عباده عليه فهذا هو الذي قام بقلوب المؤمنين المصدقين العارفين به سبحانه من المثل الاعلى فعرفوه به وعبدوه به به فاحبوه واخافوه ورجوه وتوكلوا عليه وانابوا اليه واطمئنوا بذكره وانسوا بحبه بواسطة هذا التعريف. فلم يصعب عليهم بعد ذلك معنى سواه على عرشه وسائر ما وصف به نفسه من صفات كماله. اذ قد احاط علم بانه لا نظير لذلك ولا مثل له فلم يصعب عليهم بعد ذلك معنى السواي على في وسائل ما وصف به نفسه من صفات كماله. اذ قد احاط علمهم بانه لا نظير لذلك ولا مثل له ولم يخطر بقلوبهم مماثلة شيء من المخلوقين. وقد اعلمهم الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم انه يقبض سماواته بيده والارض باليد الاخرى ثم يهزهن وان السماوات السبع والارضين السبع في كفة به كخرد كخردلة في كف احدكم. وانه يضع السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع والشجر على اصبع وسائر الخلق على اصبع. فاي للخلق واي اصبع تشبه هذه اليد وهذه الاصبة حتى يكون اثباتها تشبيها وتمثيلا فقاتل الله اصحاب التحريف والتبديل ماذا ماذا حرموه من الحقائق الايمانية والمعارف الالهية؟ وماذا تعوضوا به من زبالة الاذهان ونخالة الافكار؟ فما اشبههم بمن كان غذاؤهم المن والسلوى لا تعب فاثروا عليه الفوم والعدس والبصل. وقد جرى وقد جرت عادة الله تعالى ان يذل من اثر الادنى على الاعلى ويجعله عبرة للعقلاء فاول هذا الصنف ابليس ترك السجود لادم كبرا فابتلاه الله تعالى بالقيادة لفساق ذريته. وعباد الاصنام لم يقروا بنبي من البشر ورضوا باله من الحجر والجهمية تنزهوا نزه الله عن عرشه لان لا يحويه المكان ثم قالوا هو في الابار والانجاس وفي كل مكان. وهكذا طوائف الباطل لم يرضوا بنصوص الوحي فابتلوا فابتلوا بزبالة اذهان المتحيرين وورثة الصابرين. نعم. وافراخ الفلاسفة الملحدين. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال ابن القيم او قال نوصل في في مختصره لكامل ابن القيم قال رحمه الله تعالى فصل في انقسام الناس في نصوص الوحي اي ان الناس انقسموا في كلام الله عز وجل وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم الى اربعة اقسام وقسمهم شيخ الاسلام ابن تيمية وتبعه على ذلك ايضا ابن القيم ويسمى هؤلاء بتقسيم الناس في نصوص الوحي اي كيف يتعامل الناس مع نصوص في الكتاب والسنة فالقسم الاول قال اصحاب التأويل اصحاب التأويل وهم الذين اتوا على النصوص فتأولوها على معنى لم يرده ربنا سبحانه وتعالى. وحملوها ما لم تحتمل تحملوا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فقالوا الاستواء بمعنى الاستيلاء. فاول تأويل تحريف حيث تأول الاستواء بالاستيلاء وتأول اليد بالنعمة والقدرة وتأولوا الضحك وتأولوا الضحك والغضب والمكر وغيرها بارادة الانعام او الانتقام وهذه هي الطائفة هم اصحاب التأويل وهؤلاء اشد الناس اضطرابا اذ لم يثبت لهم قدم في الفرق بينما يتأول وبينما لا يتأول. لا يستطيعون ان يجعلوا هناك ضابطا يعتمدون عليه ان هذا اللفظ يتأول وان غيره لا يتأول وهم في هذا الباب على دركات منهم من يثبت وجودا مطلقا ويتأول ما عداه ومنهم من يثبت اربع صفات ويتأول ما عداها ومنهم من يثبت سبع صفات وثمان وعشرين ويتأول ما عداها وليس ما اثبتوه وليس بات اولوه باولى مما اثبتوه فيلزمهم فيما اثبتوا ما الزموا غيرهم فيما تأولوا وحيث انهم اثبتوا واثبتوا النصوص على ظاهرها فيلزمهم ايضا فيما تأولوا ان يثبتوا على ظاهره دون ان يتعرضوا لما والا يتعرض للشبه التي زعموا انها دعتهم وحملتهم على التأويل فالذين اثبتوا الوجود المطلق كغلاة الجهمية وهو في الحقيقة الذي في هذا الوجه الذي اثبتوه لا وجود له لانه كما قال اهل العلم انتهى قول الجهمية انه ليس في السماء له والوجود الذي يريده الجهمية وجود ليس في الاعياد. وانما وجوده عندهم بالاذهان فقط فانهم جروا على ظابط واحد وان كان فيه من هو اشد خطأ من اصحاب التأويل. اذا بخاري فانهم جروا على ضابط واحد وهو ان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وان وان كل ما دعا الى المثلية فان الله من في فان الله ينزه عن ذلك وذلك انهم اتوا الى الالفاظ المشتركة والالفاظ المشتركة فزعموا ان اثباتها يقتضي التمثيل لكن لابد ان يثبتوا لابد ان يثبتوا شيئا لانه اذا اذا نفى بدعوى انها مشتركة لم يثبت وجود رب واله. الصنف الثاني وهم الفلاسفة الملاحدة الذين قالوا ان وهم اصحاب التخييل اصحاب التخييل وهؤلاء زعموا ان الرسل انما تخيلوا لاممهم ولاتباعهم خيالات والا ليس هناك شيء على فذكروا وليس هناك حقائق لما ذكروا ولذا قال وهم الذين اعتقدوا ان الرسل لم يفصحوا للخلق بالحقائق اذ ليس في قواهم ادراكها وانما ابرزت لهم لمقصود في له المقصود في صورة المحسوس قالوا ولو دعت الرسل اممهم الى الاقرار برب لا داخل العالم ولا خارجه ولا محايثه ولا مبايلا له ولا متصلا ولا منفصلا ولا فوقه ولا تحت ولا عن يمينه ولا عن شماله لنثر لنفرت عقولهم من ذلك ولم تصدق بامكان وجود هذا الموجود. فضلا عن وجوب وجوده بمعنى ينتهي كلام هؤلاء الزنادقة انه ليس هناك رب ولا اله. لكن الرسل خاطبوا خاطبوا امم بما يمكنهم تصديقه وتصوره فخاطبوهم بان الله له سمع وبصر ويتكلم ويذهب ويجيء ويستوي حتى تعقل القلوب هذا المعنى والا في الحقيقة فالله ليس كذلك لكن لكن العوام وعامة الناس لا يمكن ان يتصوروا المقصود الا بصورة المحسوس حتى تصور لهم الغائب لابد ان تشبهه بالمشاهد وعندما تريد ان ان تثبت مقصودا يرى فانك تقربه بصورة محسوس حتى يتصور وهذا من ابطل الباطل والافتراء والكذب على رسل لله عز وجل وهؤلاء الفلاسفة من اكثر خلق الله منهم ابن سينا الطبيب المعروف هذا على هذه الدعوة بل يقول ان الانبياء كانوا اهل تخييل وانهم فقط انما يفعلون ذاك من باب قيادة الناس لان الناس لا يمكن يقادوا الا بثواب ينتظرونه وبعقاب يهربون يخافونه يتصورونه فهذه زندقة وكفر بالله عز وجل كما قال واتى ابن سينا القرمطي مصانعا للمسلمين بافك ذي بهتان فرآه فيظا فاظ من عقل هو هو الفعال علة هذه الاكوان حتى تلقاه زكيا فاظلا حسن التخيل جيد تبياني بمعنى انها ان العقل الفعال الذي هو هو الله عند الفلاسفة هو الذي يفيض على الانبياء بفياضه الذي هو الذي هو هو سبب وجود هذه الاكوان فتجده زكيا فاضلا حسن التخييل جيد التبيان اذا فاض عليه من العقل الفعال ثم قال ومضى على هذه المقالة امة آآ امة خلف ابن سينا فاغتدوا بلبان منهم نصير الكفر هو الطوسي في اصحابه الناصرين لملة الشيطان. كل هذا كلام ابن القيم وهؤلاء هم اهل التخييل الذين زعموا انه ليس هناك حق ان ما الرسل الانبياء عندما من باب التخييل لان المقصود لا يمكن ان يدرك بحقيقته ولكنه يدرك بصورة المحسوس. قال وهكذا اذا فعلوا في وجود الرب وصفاته وافعاله ظربوا لها الامثال بوجود عظيم جد اكبر من كل بوجود عظيم جدا اكبر من كل موجود له سرير عظيم ومستوى فوق سريره يسمع ويبصر ويتكلم ويأمر وينهى ويرضى ويغضب ويأتي ويجيء وينزل وله يداه ووجهه يفعل بمشيئته ويتكلم سمع كلامه يتحرك وراء حركاتهم واذا هجس في قلب احدهم علمه انه ينزل كل ليلة الى سمائهم هذا فيقول من سوف يعطيه قيل ان قال مما نطقت به الكتب الالهية فقال ولا يحل لاحد ان يتأولك على خلاف ظاهر الجمهور لانه يفسد ما وضعته له الشرائع واما الخاصة الذي هم الفلاسف والزنادقة فانهم يعلمون ان هذه امثال مضروبة لا حقيقة لها انها امثال مضروبة يعني جميع ما في قرآن والسنة ايش امثال مضروبة لامور عقلية. يعجز عن ادراكها عقول الجمهور. وانما يخاطب الجمهور باي شيء بما يعقلون واما الخاصة الذين هم الزنادقة والفلاسفة فهم يدركون انها امثال لا حقيقة لها ولا وجود لها. قال وحقيقة الامر عند هؤلاء ان الذي اخبرت به الرسل عن الله واسماء وصفاته وافعاله لا حقيقة له تطابق ما اخبروا به. وهؤلاء كفرة لتكذيبهم حقائق القرآن قال ولكنه امثال وتخييل وتفهيم بظرب الامثل وقد ساعدهم ارباب التأويل على هذا المقصد يعني يقول وقد ساعد هؤلاء الزنادقة ابو التأويل وذلك ان المؤولة ليتأول نصوص الصفات اطلقوا آآ عندما طرقوا النصوص بتأويلهم وحملوا النصوص بهذا التأويل ما لا تحتمله قووا قول الفلاسفة حيث انهم اذ كنتم تريدون تأويلا فهي كذلك مؤولة لكنها لا يجوز لكم ان تصرحوا بتأويله عند العامة. وانما تبقى على صورها وعلى نصوصها. لان هذا ما يقبله العامة وتستقيم معه امورهم ودعوتهم ولكن هي في الحقيقة كما زعمتم فان ليس لها حقيقة في الوجود وانما هي امثال امثال لا حقيقة لها بمعنى يقول انهم ساعدهم على ذلك فعل اهل التأويل ثم قال وصرحوا بذلك بمعنى ما صرح به هؤلاء في باب المعاد والحشر للاجساد بل نقلوا كلمات بعينها. يعني كما انكم تأولتم وحرضتم نصوص الصفات فكذلك ايضا في ميعاد الابدان وبعثها بعد موتها نتأول فيها انه لا حقيقة ان الابناء نفسها تعود ولا الارواح نفسها تعود وانما يخلق الله ابدانا جديدة لمن؟ هو ممن ينتسب للاسلام. ثم يضع فيها ارواحا جديدة لم تعصي الله قط. وهذا كما قلنا سابقا اذا قبلنا التأويل في نصوص الصفات فيلزمك ان تقبل التاويل ايضا في نصوص الميعاد والمبدأ بل من اطلق من من التأويل في ايات في ايات الصفات وهي اكثر ما في القرآن فان مخالفه يقول ايضا ليس هناك فرق بين الصفات وبين غيرها من الايات فيفتح فلا يبقى شريعة ولا يبقى دين وسووا ذلك التأويل الفاسد ثم قال والصنف الثالث اصحاب التجهيل تأويل وتخييل وتجهيل وهؤلاء الذي يسميهم شيخ الاسلام بالتجهيل هم المفوضة الذين يقولون الله قبض بالفاظ لا نعقل معناها. والنبي صلى الله عليه وسلم حدثنا باشياء لا ندرك بعدها. ويختلفون في مسألة الرسول صلى الله عليه وسلم هل كان يدرك المعنى او كان لا يدركه مثلنا. فمنهم من كان يدرك لكن لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المعنى الذي يدل ظاهر النصب ولاجل هذا يقول نحن نؤمن بهذه النصوص ولا ندري ما تدل عليه وهذا من اعظم من اعظم الكذب والاتهام والتنقص تولد صلى الله عليه وسلم ولاصحابه بل من اعظم التنقص لكلام الله عز وجل. فكيف يخاطبنا ربنا بكلام لا نعقله وهو الذي يقول كتاب انزلناه اليكم باقيا تدبروا اياته. وقال سبحانه وتعالى ان آآ انزلناه بلسان عربي مبين. ولا شك ان اعظم البيان ان يفهم المعنى بالخطاب. فاذا كان المعنى لا يفهم اذا كان المعنى لا يفهم بالخطاب لم يكن ذلك بيانا ولم يكن مبينا. فالله وصفه البيان وصهب بانه تبيان وصى بانه مبين وهذا يدل على اننا بقراءته ندرك المعنى ونفهم ثم قال ولا يدري ما اراد الله ورسوله منها. ولكن نقرأها الفاظا لا معاني لها. ونعلم ان لها تأويل لا يعلمه الا الله وهي عند منزلة كاف ها يا عين صاد وقوله حاء ميم عين سين قاف وغيرها من الحروف المقطعة. فلو ورد علينا منها ما ورد لم فيها تمثيلا ولا تشبيها ولا نعرف معناه وننكر على من تأولها ونكل علمها الى الله تعالى وقد يحتج هؤلاء بطريقة السلف بما جاء عن ما لك وعن سفيان وعن الاوزاعي وعن غير واحد انهم كانوا يقولون امروها كما جاءت من غير تحريف ومن غير تعطيل هؤلاء الجهال ان الذين قالوا امروها كما جاءت امروها مع الاقرار امروها مع الاقرار وليس مع الانكار. فهم امروها كما جاءت مع الاقرار ما دل عليه لفظها ومعناها فهم كانوا يدركون المعاني ويعقلونها لكنهم يمرونها اي نمرها كما جاءت في الاثبات والاقرار لا في الانكار. اما هؤلاء المجهلة فانهم امروها دون ادراكا لمعناها ولا لحقيقة لمقتضاها. وانما هي بعض لا يفهمون منها ماذا يراد منها؟ وهذا مكابرة للحس ومعاندة للحق وآآ بطرا للحق قال مثل ولا يفهمون معنى قوله لما خلقت بيدي ولا قوله والارض جميعا قبضتي يوم القيامة وقولها الرحمة فتفتوا امثالكم والصفات وبدأوا هذا المذهب على اصلين احدهما ان هذه النصوص من المتشابه وكذبوا. والامر الثاني ان للمتشابه تأويلا لا يعلمه الا الله كما قال تعالى منها ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشاء منه ابتغاء وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في الفزعموا ان نصوص ان اولا قرروا ثم الزموا. فتقريرهم اول ضلال خطأ وهي قولهم ان نصوص الصفات من المتشابه فهذا اولا نقول بل ليس هناك احكام احكم من ايات الصفات وليس هناك بيان اوضح من ايات الصفات ولا يفهم قارئ القرآن من ايات الصفات الا ما دلت عليه ظواهر النصوص بل ان قوله ان الله كان سميعا بصيرا. وكلم الله موسى تكليما هذا من احكم هذا من المحكم البين الواضح الجلي في كتاب الله عز وجل. فكيف يكون متشابها وهو من اوضح الواضحات ومن المحكم البين الواضح فدعوة انه متشائم ان يقول هذا كذب وان كان يقوله بعض يقول هذا بعض الاشاعرة وبعض المفوضة وقد يذكره ذكره تيوطي في اتقانه ان من المتشابه ايات الصفات وهذا ليس بصحيح ولم يقله احد من اهل السنة. ولكن قد يقال انها من ايات ان ايات الصلاة المتشابه من جهة كنهها لا من جهة معناها وحقيقتها. فهي من جهة الكنه الله اعلم بكنه فاته لان الذي الذي يريد ان يصف ربه ويعرف كنه صفاته لابد ان يكون رآه ونحن لا نرى ربنا حتى ونلقاه لمن مات على الايمان والاسلام جعلنا الله واياكم ممن مات ممن يموت على الدين وعلى الاسلام والايمان. قال والثاني المتشابه تأويلا لا يعلمه الا الله والمتشابه الذي لا يعلم الله هو كما قال تعالى حقيقة الشيء الذي يؤول اليه الشيء وايضا ما ما يجهله كثير من الناس فان المتشابه في القرآن ممن يكون متشابها نسبيا واما ان يكون متشابها آآ كليا. فالمتشابه النسبي هو الذي يجهله بعض العلماء ويعلمه بعض العلماء فهذا يسمى يسمى تشابه نسبي او بالنسبة للجاهل ومتشابه لا ادري ما معناه واما للعالم وهم الراسخون في العلم فيعلمون تأويله ويكون عندهم من المحكمات. واما ان يكون متشابها كلها يتعلق بحقيقة الشيء وما يؤول اليه. فالساعة من المتشابه جهة وقوعها ومتى تقع الساعة نقول علمه عند الله لا يعلم حقيقة متى تقع الا الله سبحانه وتعالى هذا من جهة من جهة حقيقة وقوع الساعة ومتى تقع؟ يقول هذا ابن المتشابه الذي لا يعلمه الا الله والراس يقول امنا به كل من عند ربنا كذلك ايضا كنه الصفات كيف يضحك ربنا؟ نقول الله اعلم وكنه ذلك لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى فهذا نثبت الضحك ونثبت ان لضحكه كيفية لكن نحن نجهلها ونكل ذلك الى الله سبحانه وتعالى. يقول فنتج من هذين الاصلين استجهال السابقين الاولين من المهاجرين والانصار. الوقت يطول. اه نقف على اه وبدوا هذا المذهب على اصلين نقف على هذين ونكمل ان شاء الله باللقاء