بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى والصنف الثالث اصحاب التجهيل الذين قالوا نصوص الصفات الفاظ لا تعقل معانيها ولا يدري ما اراد الله ورسوله منها. اعوذ بالله ولكن نقرأها الفاظا لا معاني لها ونعلم ان لها تأويلا لا يعلمه الا الله. وهي عندنا في منزلة كاف هاء ياء عين صاد. وحاء عين سين قاف والف لام ميم صاد. فلو ورد علينا منها ما ورد لم نعتقد فيها تمجينا ولا تشبيها. ولم نعرف معناه وننكر وننكر على من تؤوله ونكر علمه الى الله تعالى. وظن هؤلاء ان هذه طريقة السلف انهم لم يكونوا يعرفون حقائق الاسماء والصفات. ولا يفهمون معنى قوله لما لما خلقت بيديك وقوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة. وقول الرحمن على العرش استوى. وامثال ذلك من نصوص الصفات. وبنوا هذا المذهب على احد احدهما ان هذه النصوص من المتشابه. والثاني ان للمتشابه تأويلا لا يعلمه الا الله. فنتج من هذين الاصلين استجهال السابقين الاولين المهاجرين والانصار وسائر الصحابة والتابعين لهم باحسان وانهم كانوا يقرأون هذه الايات المتعلقة بالصفات ولا يعرفون معنى ذلك ولا ما اريد به ولازم قولهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بذلك ولا يعلم معناه ثم تناقضوا اقبح تناقض فقالوا تجرى على ظواهرها وتأويلها بما يخالف الظواهر باطلة ومع ذلك فلها تأويل لا يعلمه الا الله فكيف يثبتون لها تأويلا ويقولون تجرى على ظواهرها ويقولون الظاهر منها مراد والرب بعلم تأويلها وهي في التناقض اقبح من هذا. وهؤلاء غلطوا في المتشابه وفي جعل هذه النصوص من المتشابه. وفي كون المتشابه لا يعلم معناه الا الله فاخطوا في المقدمات الثلاث واضطرهم الى هذا التخلص من تأويلات المبطلين وتحريفات المعطلين وسدوا على نفوسهم الباب. وقالوا لا نرضى بالخطأ ولا ولا وصولا الى الصواب فتركوا التدبر المأمور به والتعقل لمعاني النصوص وتعبدوا وتعبدوا بالالفاظ المجردة التي انزلت في ذلك وظنوا انها للتلاوة والتعبد بها دون تعقل معانيها وتدبرها والتفكر فيها واولئك جعلوها عرضة للتهويد والتحريف كما جعل اصحاب التخييل امثالا لا حقيقة لها وقابلهم الصنف الرابع وهم صنف التشبيه والتمثيل ففهموا منها مثل ما للمخلوقين وظنوا ان لا حقيقة لها الا ذلك وقالوا محال ان يخاطبنا الله بما لا نعقله ثم يقول لعلكم تعقلون لعلكم تتفكرون ليدبروا اياته. فهذه الفرق لا يزال يبدع بعضهم بعضا ويظللها ويجهلها فهذه الفرق لا يزال يبدع بعضهم بعضا ويظلله ويجهله فقد تصادمت كما ترون فهم كزمرة من العميان تلاقوا وتصادموا كما قال اعمى البصيرة منهم نظيري في العالم مثلي اعمى. فكلانا في هند سن تصادم. وهدى الله اصحابه سواء السبيل بالطريقة المثلى فاثبتوا حقائق الاسماء والصفات. ونفوا عنها مماثلة مخلوقات فكان مذهبهم مذهبا بين مذهبين وهدى بين ضلالتين يثبتون له الاسماء الحسنى والصفات العليا بحقائقها ولا يكيفون شيئا منها فان الله تعالى اثبتها لنفسه وان كان لا سبيل لنا الى معرفتك انهها وكيفيتها فان الله تعالى لم يكلف كل عبادي بذلك ولا اراده منها ولا جعل لهم اليه سبيلا. بل كثير من مخلوقاته او اكثرها لم يجعل لهم سبيلا الى معرفة كنهه وكيفيته. وهذه ارواحهم التي هي ادنى اليهم من كل دان. فقد حجبت عنهم معرفة كنهها وكيفيتها وقد اخبرنا سبحانه عن تفصيل يوم القيامة وما في الجنة والنار فقامت حقائق هذه في ذلك في قلوب اهل الايمان وشاهدته عقولهم ولم يعرفوا كونها ولا يشك المسلمون ان في الجنة انهارا من خمر وانهارا من عسل وانهارا من لبن ولكن لا يعرفون كنها ذلك ومادته وكيفيته. اذ كانوا لا يعرفون في الخمر الا ما اعتصم من الاعناب والعسل الا ما قذفت به النحل في بيوتها واللبن الا ما خرج من الضلوع والحرير الا ما خرج من الدود القزف وقد فهموا معاني ذلك في من غير ان يكون مماثلا لما في الدنيا. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا مما في الاخرة الا الاسماء والصفات. ولم يمنعهم عدم النظير في الدنيا من فهم ما اخبروا به ذلك فهكذا الاسماء والصفات لم يمنعهم الانتباه نظيرها ومثالها من فهم حقائقها ومعانيها. بل قام بقلوبهم معرفة حقائقها وانتباه والتشويه عنها وهذا هو المثل الاعلى الذي اثبته الله تعالى لنفسه في ثلاثة مواضع من القرآن. احدها قوله تعالى للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم. الثاني قوله تعالى وهو الذي يبدأ خلق الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات والارض. وهو العزيز الحكيم الثالث قوله تعالى ليس كمثله شيء هو السميع البصير. فنفى سبحانه وتعالى المثل المثل عن عن هذا المثل الاعلى وهو ما في قلوب وهو ما في قلوب اهل سماواته وارضه من معرفته والاقرار في ربوبيته واسمائه وصفاته وذاته. فهذا المثل الاعلى هو الذي امن به المؤمنون. وانس به العارفون وقامت به وقامت شواهده في قلوبهم بالتعريفات الفطرية المكملة بالكتب الالهية المضبوطة والبراهين العقلية. فاتفق على الشهادة بثبوت العقل والسمع والفطر والفطرة. فاذا قال المثبت يا الله قام بقلبه رب قيوم قائم بنفسه مستو على عرشه مكلم متكلم سامع قدير مريد فعال لما يريد يسمع دعاء الداعين ويقضي حاجات السائلين ويفرج عن المكروبين ترضيه الطاعات وتغضبه المعاصي تعرج الملائكة بالامر اليه وتنزل بالامر من عنده واذا شئت زيادة التعريف بهذا المثل الاعلى فعد قوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحد منهم ثم كان جميعهم على قوة ذلك الواحد فاذا نسبت قوة الى قوة الرب تعالى لم تجد نسبة اليها البتة. كما لا لا تجد نسبة بين قوة البعوضة وقوة الاسد. واذا قدرت علوم الخلائق اجتمعت ثم قدرت جميعهم بهذه المثابة كانت علومهم بالنسبة الى علمه تعالى كنقرة عصفور في بحر. وكذا في في حكمته وكماله. وقد سبحانه وقد نبهنا سبحانه وتعالى على هذا المعنى بقوله ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر والبحر يمد من هذه سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز فقدر البحر المحيطة بالعالم بالعالم مدادا ووراءه سبعة ابحر تحيط بها كلها مدادا يكتب بها كلمات الله نفذت البحار ونفذت الاقلام التي لو قدرت جميع اشياء الارض من حينها خلقت الى اخر الدنيا لم ولم تنفذ كلمات الله. وقد اخبر النبي صلى الله عليه ان السماوات السبع في الكرسي كحلقة ملقاة بارض فلاه. والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في ارض فلاة. والعرش لا لا يقدر قدره الا الله. وهو سبحانه فوق عرشه يعلم ويرى ما عباده عليه فهذا هو الذي قام بقلوب المؤمنين المصدقين العارفين به سبحانه المثل الاعلى وعرفوه به وعبدوه به وسألوه به فاحبوه وخافوه وتوكلوا عليه وانابوا اليهم واطمئنوا بذكري وانسوا بحبه بواسطة هذا التعريف. فلم يصعب عليهم بعد ذلك معنى استوائه على عرشه. وسائر ما وصف به نفسه من صفات كماله اذ قد احاط علمهم بانه لا نظير لذلك ولا مثيل له ولم يخطر بقلوب مماثلة شيء من المخلوقين وقد اعلمهم الله سبحانه على لسان رسوله انه يقبض سماواته بيده والارض بيد الاخرى ثم يهزهن. وان السماوات السبع والاراضين السبع في كفة في في كفه كخردلة في كف احدكم وانه يضع السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع والشجر على اصبع وسائر المخلوقات على اصبع فاي يد للخلق واي اصبع تشبه تشبه وهذه الاصبع حتى يكون اثباتها تشويها وتمثيلا فقاتل الله اصحاب التحريف والتبديل. ماذا حرموه من الحقائق الايمانية والمعارف الالهية؟ وماذا تعوضوا به من من زبالة الاذهان ونخالة وما اشبههم بمن كان غذاؤهم من المن والسلوى بلا تعب بلا تعب فاثروا عليه الفوم والعدس والبصل. وقد جرت عادة الله سبحانه ان يذل من اثر الادنى الاعلى ويجعله عبرة للعقلاء. فاول هذا الصنف ابليس ابليس لعنه الله. ترك السجود لادم كبرا فابتلاه الله تعالى بالقيادة لفساق لفساق ذريته وعباد الاصنام لم يقروا بنبي من البشر ورضوا بالهة من الحجر والجهمية نزل الله عن عرشه لن لا يحويه مكان ثم قال ثم قالوا هو في الابار والانجاس وفي كل مكان وهكذا طوائف الباطل لم يرضوا بنصوص الوحي فابتلوا بزبالة اثار المتحيرين وورثت وورثة الصابرين وافراخ الفلاسفة الملحدين. نعم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر هنا آآ في موقف الناس من نصوص الصفات فذكر اربعة اصناف الصنف الاول هم اصحاب التأويل وهم الذين يتأولوا النصوص وحملوها ما لم تحتمل وهم اشد الناس اضطرابا فلا يثبت لهم قدم في الفرق بينما بينما يتأول وبينما لا يتأول وليس لهم ضابط في ذلك فتراهم يثبتون شيئا وينفون شيئا ومات اولوه وما اثبتوه ومات اولوه لا يمكن لهم ان يوجدوا فرقا بينهما الصنف الثاني قل اصحاب التخييل وهم الفلاسفة الذين زعموا ان هذه خيالات وان ليس لها حقيقة وانما الرسل والانبياء ارادوا ان يقودوا الخلق بمثل هذه بمثل هذه الخيالات. ومثل هذا التخييل واعتقدوا ان الرسل لم يفصحوا للخلق بالحقائق ليس في قواهم اذ ليس في قواهم ادراكها وانما ابرزت لهم المقصود انما وانما ابرزت له المقصود في سورة المحسوس اي ان هذه الصفات من باب التخليص من باب الحقيقة ولا حقائق لم يحسن الانبياء والرسل ان يدل الامة عليها وهذا ايضا من اعظم الكفر والضلال وطائفة اخرى وهي التي ذكر هنا قال والصنف الثالث اصحاب التجهيل واحسن شيخ الاسلام بهذا الاسم فقد سماهم شيخ الاسلام ابن تيمية بذلك وسماهم ايضا ابن القيم تبعا لشيخ الاسلام فاصحاب التجهيل هم ما يسمى الان بالمفوضة. ولا شك ان تسميتهم باصحاب التجهيل اولى من تسميتهم بالمفوضة بان التفويض قد يكون فيه شيء من الحق او شيء من ادراك الحق لكن اصحاب التجهيل فيه تقبيح لوصفهم وفيه تقبيح لهم لانهم جهلوا الامة جمعاء وجهلوا جميع المسلمين وقد ذكر هنا قال الذين قالوا نصوص الصفات نصوص الصفات الفاظ لا تعقل معاليها ولا يدرى ما اراد الله ورسوله منها. اي ان هذه الالفاظ وهذه الكلمات التي تكلم الله بها وتكلم بها رسوله صلى الله عليه وسلم لم تدري الامة ما مراد الله بها ولا مراد رسوله صلى الله عليه وسلم بها تجاهلوا الامة جمعاء جهلوا الصحابة وجهلوا التابعين وجهلوا كل من اتى بعدهم وقبل ذلك ايضا وصفوا الرسول بعدم البلاغ وبعدم التبيين وانه لم يحسن الافصاح صلى الله عليه وسلم لان الذي لا يدرك لا يستطيع ان يبين مراده فهل يسمى عيد فالذي لم يستطع ان يبلغ الامة ويدلها على المعنى الذي اراده كان هذا عيد. وايضا فيه تنقص لكتاب الله عز وجل حيث وصفوا القرآن انه تكلم يعني بكلام لا نفهمه امرنا بشيء لا نستطيع فهمه وهذا كله ايضا من التنقص لكتاب الله عز وجل فيقول هنا ولا يدري ماذا اراد الله رسوله منها ولكن نقرأها الفاظا لا معاني لها وهم يتعبدون لله بهذي الالفاظ دون اثبات المعاني. قال ونعلم ان لها تأويلا لا يعلمه الا الله. هي لها تأويل ولها حقيقة لكن هذا الحقيقة لا يعلمها الا الله تعالى. وهي عند المنزلة كاف ها يا عين صاد وقوله حاء ميم وعين سين قاف والف لام ميم صاد اي ان جميع الكتاب وجميع ايات الصفات التي جاء فيها ذكر صفات ربنا سبحانه وتعالى انها عندنا المنزلة كاف ها ياء عين صاد وهذه الاحرف المقطعة فاختلف اهل العلم واختلف المفسرون ما المراد بها فمنهم من وكل علمها الى الله عز وجل وقال الله اعلم بما اراد الله سبحانه وتعالى بهذه الحروف ومنهم من من جعلها آآ دلالات على معان من جهة اعمار امة محمد صلى الله عليه وسلم او من جهة عمر امة محمد بالنسبة للامم قبلها ومنهم من جعلها من عمر امة محمد في بقائها ووجودها ومنهم من جعلها انها دلالات على اعجاز القرآن وهذا الذي عليه اكثر اهل التفسير ان لان الحور المقطعة جيء بها لبيان اعجاز القرآن وان القرآن الذي تحداهم به ربنا سبحانه وتعالى وهذا المصحف الذي بين ايديه وتحدى الله به العرب جميعا هو من هذه الحروف التي تتكلمون بها فهو من حروف كاف هاء يا عين صاد الف لام ميم صاد عين سين قاف هذه حروف مقطعة والمراد ان الله تحداكم بنفس الحروف تتكلمون بها فهي دلال عليه شيء على اعجاز على اعجاز كتاب الله عز وجل. فهؤلاء هؤلاء المجهلة وهؤلاء اهل التجهيل جعل نصوص الصفات منزلة هذه الايات. اي انهم لا يدركون معناها ولا يعقلون معناها. وان لها تأويل لكن لا يعلمه الا الله عز وجل. ولا شك من ابطل الباطل فان فان قوله ان الله عزيز حكيم وقوله الرحمن عرش استوى هذه واضحة الدلالة ومفهومة العبارة بمجرد ان تقرأ وبمجرد ان تقرأ هذه الايات تعرف المعنى والمراد. ولم يكلمنا ربنا بكلام لا نعقله او يخاطبنا بكلام لا نفهمه. فان هذا لم يقع في كتاب الله عز وجل وليس في كتاب الله اية لا يعقل معناها. وقد ذكر ابن عباس ومجاهد ان جميع ما في القرآن يعلمه الراسخون في العلم يعلمه الراسخون العلم. قد يكون فيه شيء من المتشابه ويكون الجهل به جهلا نسبيا. فينسب لبعض العلماء انه جاهل به لكن لا ينسب للامة جميعا انه جاهل بهذا المعنى كما سيأتي قال فيقول هنا فلو ورد علينا منها ما ورد لم نعتقد فيها تمثيلا ولا تشبيها ولم نعرف معناها وننكر على من تأوله ونقل علمه الى الله بل وظن هؤلاء ان هذه طريقة السلف اي هذا من ايضا من تخبط المفوضة والمجهلة انهم ظنوا ان هذه الطريقة هي طريقة السلف واتوا على نصوص تكلم بها السلف رحمه الله تعالى مثل قولهم امروها كما جاءت لا يتعرض الى تأويلها وظنوا ان السلف مراد بهذا والامرار هو الامرار والذي عليه اهل السلف عليه اهل العلم بالاجماع وعليه السلف بالاجماع انهم يمرون كما جاءت اي على ما جاءت من الفهم الذي يفهمه المسلم وكما يقال امرارها مع اقرارها امرارها مع اقرارها فتمر وتقر تمر وتقر ومعنى تقر اي يقر المعنى الذي دلت عليه النصوص فانت عندما تخاطب شخص وتقول له تعال لا يفهم من خطابك الا انك تجيء له وتناديه ولا يقول لا ادري ما تقول ولا افهم اما تريد ما تقول وكلامك هذا له تأويل ولو نزل ولو جعلنا لكلام المتكلم تأويلا لابطلن كلام العرب لابطلن كلام العرب ولم ولما استطعنا ان نجعل الكلام يدل بذاته على المعنى الذي يريده المخاطرة المخاطب والمتكلم وهذا من ابطل الباطل ولا بطل في اللغات ولا بطل ايضا وبطل النصوص ولو نزلنا هذا ايضا في باب الاحكام في باب الفقه اصبح لكل قول له تأويل وله معنى لم يعقل معناه فيقول هنا ابن القيم وظنوا ان هذه طريقة سبل وانهم لم يكونوا يعرفون حقائق الاسماء والصفات ولا يفهمون معنى قوله لما خلقت بيدي اي انهم لا يدرون ما معنى هذه الاية ولا شك ان هذي الاية لو تقرأها على على من هو بس من هو يفهم كلام العرب لعلم المراد بقول ما خلقت بيدي اي انه خلقه سبحانه وتعالى ولا يقول قائل لا ادري ما معنى هذا الكلام. كذا قوله تعالى والارض جميعا قبضته يوم القيامة يفهم المراد ان الارض بما فيها كان ان الله ايقبضها يوم القيامة ويأخذها بيده آآ بيمينه او بيده الاخرى. وقوله الرحمن عرش استوى يفهم منها العاقل المدرك لكلام العرب ان مع الاية ان الله عز وجل مستو على عرشه والاستواء نعقله انه معنى العلو والارتفاع والصعود استقرار والعرش ونعقله ايضا في لغتنا انه السرير انه السرير الذي له قوائم. وامثال ذلك من نصوص الصفات. ثم قالوا بنو هذا المذهب على اصلين على اصلهم اي انهم اختلفوا ايضا في آآ في مسألة هذه النصوص فمنهم من قال ان نصوص الصفات من المتشابه من المتشابه وهذا من وين كان يقول كثير من الاشاعرة وذكر ايضا ابن السيوطي في اتقانه ان ايات الصفات من المتشابه وهذا ليس بحق وليس بصحيح احكم الايات واوضح الايات وابين الايات وهي من المحكمات ايات الصفات فليس هناك ما هو صريح الدلالة واضح المعنى بينوا بينوا بين اوظح وابين واسوى اوظح من ايات الصفات فليس لها فليس لها الا احتمال واحد. ان الله عزيز حكيم لا يفهم الا انه عزيز حكيم. ان الله كان سميعا بصيرا لا نفهم الا ذو سبع وذو بصر سبحانه وتعالى. الرحمن استوى لا نفهم الا انه مستو على عرشه. ولا يمكن لعربي ان يقرأ هذا الكلام ويفهم منه غير هذا الا اذا كان عيي او كان آآ صاحب هوى محرم. اذا الطائفة الاولى من قالوا ان هذه من نصوص المتشابه الثاني وقالوا الثاني ان للمتشابه تأويلا اذا بنوا بنوا هذا المذهب على اصلين بنوا مذهبهم على اصلين الاصل الاول اي جعلوا هناك قاعدة وبنوا على فتفريعا فالقاعدة اول عنده واي شيء ان نصوص الصفات المتشابهة اذا كان متشابه بنوا عليها قاعدة اخرى وفر عليه فرع اخر وقالوا وهذا المتشابه له تأويل ونتيجة هذه القاعدة ان التوي لا يعلم الا من الا الله سبحانه وتعالى. فنتج من هذين الاصلين استجهاد ايانا سألنا ان ابا بكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة وبقية الصحابة المهاجرة والانصار كلهم كانوا يقرأون القرآن ولا يعقلون هذا ولم يفهموا ان السميع ما من له سمع والمصير الذي له بصر وان الذي استوى العرش هو الرحمن لم يفهموا هذا ولا ولا ايضا من جاء بعد من التابعين ولا من اتباع التابعين حتى جاء في القرن الرابع والخامس من استدرك عن الامة وزعم ان هذه النصوص ان هذه النصوص لها تأويل لا لا يعلمه الا الله عز وجل. وان تأويلها وهذا ايضا من الباطل لانها من التناقض عندما تقول ليس اننا نفوضها كما جاءت وتأويلها لا يعلمها الا الله. كيف تقول لها تأويل؟ لانهم اول منهم من اول ومنهم من فوظ منهم من اول ومنهم من فوظ. والمفوض لم يفوض الا متى؟ الا بعد ما وقع في ذهنه شيء من التشبيه فهو شبه اولا فلما شبه وتعاظم ذلك لما تشبه تعاظم قال افوضها واقول كما هي كما كما جاءت ولا اتعرض لها ولا شك انه بنى اصله على باطل فتفرع من ذلك الباطل ما هو ابطل منه ما هو ابطل منه. اذا الاصل الاول استجهالنا من هذين الاصلين استجهال السابقين وكذلك وانهم كانوا يقرأون هذه الايات المتعلقة بالصفات ولا يعرفون معنى ذلك ولا ما اريد به ولازم قولهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان تكلم بذاك ولا يعلم ايضا معناه. ان يلزم من هذا القول انه كان يقول يقرأ عليه من هذه الايات ويتلو عليه في هذه الايات وهو لا يعقل معناها. لان الذي يعلم الشيء لابد من بيانه ان يبين لا بد ان يبين ما علم. لانه لو كان وقد ذكرنا سابقا لو كان المتكلم يعلم ان الامة ستفهم من كلامه معنى باطل وسكت عن سبيل ذاك الباطل لكان لكان مقصر لك ودك وتأخير بين وقت الحاجة يجوز ولا ما يجوز؟ لا يجوز. انا لو تكلمت بكلام وعلمت انكم ستفهمون كلامي معنى باطل. ايش يجب علي؟ يجب ان ابين ان الذي فهم الذي ستفهمونه انه باطل انه باطل فلابد ان تفهموا المعنى الذي اريده. فلما تكلم ربنا بكلام ولم يتبع ذلك البيان ببيان وتركنا على ان نفهم القرآن كما انزل. والرسول صلى الله عليه وسلم بلغ كلام ربه. ولم يبين ان القرآن معنى غير المعنى الذي اردناه. الذي اراده الله عز وجل وسكت عن ذلك ثم جاء الصحاب ايضا ولم ولم يبينوا افادني شيء افادنا اما وهذا من اعظم الكفر ان الله ورسوله اراد اراد بالخلق اي شيء التعسير والاحادي وان وان يمتحنه ويبتلي بشيء لا يعقل معناه ولا هنا ولا يدركون حقيقة وهذا من ابطل الباطل. او ان الله ورسوله تعالى الله عن ذلك انه اراد بالامة الشر اراد بالامة الشر واراد ان ضلهم وان لا وان لا يهديهم الصراط المستقيم. وايضا من ابطال الباطل. وان الرسول لم لم ينصح الامة ولم يبلغ الرسالة ولم يبين البيان التام امتي وهذا ايضا من ابطل الباطل. الصحابة ايضا كانوا مثل هذا وهذا كله من ابطل الباطل. ثم قال ابن القيم ثم تناقضوا اقبحتنا فقالوا تجري على ظواهرها وتأويلها بما لا يخالف الظواهر باطل. يقول تجعل ظواهرها اذا اجريت على ظاهرها ماذا تفهم؟ ان المعنى الظاهر والمراد. فيقول تجريه على ظاهرها ثم ثم تقول ثم يقول لك والظاهر غير والظاهر غير مواد اذا هو تناقض تقول اجعل ظاهرها ثم تقول ظاهر المراد هذا تناقض لا يمكن لا يمكن جمع بينهما ومع ذلك فلها تأويل لا يعلمه الا الله اذا اجريته على ظاهرها فانا اعتقدت ما دلت ما دلت عليه النصوص. ثم اذا اولت فانا حرفت واذا قلت ان تأويلها لا اله الا الله فانت اثبت شيئا اثبت شيئا واردت ان تأول ما اثبت. وهذا تحريف وتناقض. فكيف يثبت ولها تأويلا ويقولون تجري على ظواهره ويقول الظاهر منها مراد والرب منفرد بعلم تأويله. يقول هذا تناقض تقول لها يقولون تجعل ظواهرها الظاهر غير مراد يقول ظواهرها تجري عليها والظاهر ترا غير مراد هذي يمكن ما يمكن لانها تناقض ان تقول تجعل ظواهرها ثم تقول ترى الظهر غير مراد هذا تناقظ. والا يقول ويقول ظاهر منها مراد الظاهر منها مراد والرب منفرد بتعليم التأويل. اذا كان الظاهر مراد والرب منفرد اصبح الظاهر غير مراد. اصبح الظاهر غير مراد. والظاهر لم يرده ربنا وهذا من التناقض الواضح البين قال وهل في التناقض اقبح من هذا؟ وهؤلاء غلطوا في المتشابه في وفي جعلها النصوص المشابه. يعني غلط اول شيء في المتشابه وغلطوا ايضا في غلط اخر وهو ان جعلوا ايات الصفات من المتشابه هذا من بل لو قيل ما هو احكم شيء في القرآن لقيل ايات كانت بوضوحها وتجليها والوضوح فهي بل هي اوضح من ايات الاحكام واوضح من ايات القصص والعبر لوضوحها وتجليها قال بعد ذلك في جانب وفي كون المتشابه لا يعلم عنها الا الله. فاخطأوا في المقدمات الثلاث واضطروا في هذا التخلص من تأويلات المبطلين وتحريفات المعطلين. وسدوا نفوس الباب وقالوا لا نرضى بالخطأ ولا وصولنا الى الصواب فتركوا التدبر المأمور به والتذكر والتعقل معاني النصوص وتعبدوا بالالفاظ المجردة التي انزلت في ذلك وظنوا انها انزلت التلاوة التعبد بها دون تعقل معانيه وتدبرها فيها واولئك جعلوها عرضة للتأويل والتحريف المعطلة اتوا على نصوص صفة اي شيء عطلوا المعاني الذي دلت عليه وحملوا معانيها معنى لا تحتمله ففسروا الاستواء بالاستيلاء وفسروا الضحك برات النعمة وفسروا اه اليد بالقدرة والنعمة وفسروا ايضا اه ايات الايات الايات الكثيرة في الصفات تأولوها وحرفوا وغيروا معناها. وهؤلاء لما رأوا مثل هؤلاء يحرفون ويعطلون قالوا نقول ان لا ان لها تأويل لكن لا يعلمه الا الله. ونمرها وكما جاءت دون ان يتعرض تأويلها فارادوا فارادوا ان يخالفوا الباطل فوقعوا في الباطل. ارادوا ان يخالفوا الباطل فوقعوا في الباطل والا القرآن امر ربنا فيه ان نتدبره. كتاب انزلناه اليك مبارك يتدبروا اياته. فالله امرنا بان نتدبر اياته. وقال ام على قلوب اقفالها. اذا لا بد ان نتدبر القرآن ولنتفهم كلام الله عز وجل وان نعقل معاني والله كلمنا بكلام نعقله ونفهمه بل كلامه اوضح الكلام بيده. والقرآن ميسر الذكر كما قال تعالى ولقد يسر القرآن فليس هناك شيء ايسر من القرآن فهما وتدبرا تعقلا. وهي كما قال تعالى لعلكم تعقلون لعلكم تتفكرون يتدبروا اياتي وما شابه ذلك ثم قال وقابل هؤلاء اذا اهل التأويل اهل التأويل اهل التخييل اهل التجهيل الطائفة الرابعة التي جاءت بعد هؤلاء هم اهل التشبيه والتمثيل وهو المجسد الذين قالوا ان صفات ان ايات الصفات تدل على ان لهذه الصفات اجساما ومثلوا الله عز وجل بخلقه فقالوا يد الله كيد خلقه وسمع الله كسبع خلقه وبصر الله كبصر خلقه. وهؤلاء لا يعرف لا يعرف مذهبا قائلا بهذا لا يعرف مذهب او طائفة تقول بهذا القول انما ينسب هذا لبعض ينسب هذا لبعض آآ بعض المبتدعة وبعض الضلال كتب للحكم بن هشام الرافضي لعنه الله فكان يشبه الله بان له جسم وان له طول وعرض وان الله له ايد كايدينا وسبع اسماعنا ويصور الله بصورة البشر تعالى الله عن قوله علوا كبيرا وينقل ايضا عن عن بعض عن بعض عن بعض مثل هذا لكن ليس هناك طائفة تتبنى هذا القول ولم يبق لها باقي ايضا لم يبق لها باقية وهي باقية طائفة المجسدة حتى الروافض الهاشمية هؤلاء لم يبقى لهم من يقول بهذا الاعتقاد وانما انتقل مذهب الرافضة وهي طائفة منهم الى من الى الى التعطيل الى التعطيل قل فهذه الفرق لا يزال يبدع بعضهم بعضا بل ويكفر بعضهم بعضا ويضلل ويجاهد وقد تصادمت كما ترى. فهم كزمرة يقول ابن القيم هؤلاء قل فهم كزمرة من العميان تلاقوا فتصادموا. زمرة العيان في وضعتهم في حوش او وضعت في مكان فتصادموا واصبح يصدم هذا وهذا يصرف كما قال اعمى البصيرة منهم والبصر. يقول كما قال اعمى البصر وهو وهو ابو العلاء المعري عليه من الله ما يستحق. يقول هذا الاعمى الهالك ونظيري في العلم مثلي مثل اعمى مثلي مثلي اعمى كلانا في حناس نتصادم ونظيري في العلم مثلي اعمى فكلانا في في حندس في في حندس لتصادم يقول ابو العلاء المعني وهدى الله اصحاب اننا الظلام حدة الظلام فكلانا في حندس اي في ظلام نتصادم. يقول هو يسب يقول نظيري نظيره في العلم مثلي اعمى هو اعمى. وهم ايضا مثلي عميان وكلان في حدة الظلام نتصادم وهدى الله وهم الطائفة الخامسة وهي الفرقة الناجية المنصورة وهدى الله اصحاب سواء السبيل للطريقة المثلى فاثبتوا حقائق الاسماء والصفات ونفوا عنها اثبتوا فلم يعطلوا. ونفوا التشبيه فلم فلم يجسموا ولم يفوضوا ولم يجهلوا ولم يجعل تخييلا فكان مذهبهم مذهب بين مذهبين وهدى بين ضلالتين يثبتون له الاسماء والصفات العليا بحقائقها ولا يكيفون شيئا منها فان الله اثبتها لنفسه وان كان لا سبيل لنا الى معرفة كنهيها. وهنا مسأل وهي منهج عندنا عندنا من جهة الصفات. من من جهة المعاني فمعاليها تدرك ومن جهة كلها وحقيقتها على وجه الكمال لا يدركه الا من الا الله عز وجل. فهذا معنى قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكن صفات وكيفيتها لا يعلمه الا الله. اما معنى السميع فهو الذي يحيط المسموعات. ومعنى المصير الذي يحيط بالمبصرات ويراهم ثم قال فان الله لم يكلف عباده بذاك اي عباده بمعرفة الكنف او بمعرفة الكيفية ولا اراده منهم ولا جعله من اليه سبيلا بل كثير من المخلوقات او اكثرها لم يجعل لهم الى معرفة كونها وكيفيتها فهذه الجنة بين الجنة نسمع بنعيمها ولا يستطيع الواحد منا ان ان يتصور الجنة على حقيقتها ان يتصور الجنة على او او يبين لنا كيفية الجنة كيفية الجنة. فهذا مخلوق ومع ذلك لا نستطيع ان ندرك كيفية فكيف بخالق المخلوقات سبحانه وتعالى وهذه ارواحهم التي هي ادنى اليهم من كل دار قد حجب عنهم معرفتها اي حتى الروح لتبين يديك الان لا يصل احد ان يبين كل هذه الروح؟ وما حقيقة هذه الروح؟ بمجرد خروجها يموت الانسان ولا يبقى له حراك ومع ذلك لم يستطع البشر الى الان ان يدركوا حقيقة الروح؟ وماهية الروح ثم لك وقد اخبر الله سبحانه وتعالى عن تفاصيل يوم القيامة في الجنة والنار فقامت حقائق الله في قلوب اهل الايمان وشاهدته عقولهم ولم يعرفوا كلها فلا لا يشك المصلى في الجنة انهارا من خمر وانهارا من عسل وانهارا من لبن ولكن لا يعرف كونها ذلك ومادته وكيفيته اذ كان يعثر الدنيا الخمر الا معتصم والعسل الا ما قال به ان نحن في بيوتها واللبن لما خرج من الضلوع والله عز وجل يخلق هذا النعيم كله وليس فيه ليس لا يخرج من بطون النحل ولا يخرج من بطون طول ولا من ضلوع البهايم وانما يجري الله انهارا من لبن وهذا اللبن ليس كلمني الدنيا. فهو لم يجري في الضروع ولم يحلب من وانما يجري الله لبن وهذا يعني هل يتصور الانسان لبن يخرج يعني يوجد لبن ويجري لبن بغير ان يكون من دروع لا يمكن وهو موجود. فذاك العسل يجري نهر من عسل ولم يخرج ايضا من من بطون النحل واذا قال وسلم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ليس في الدنيا مما في الاخرة الا الاسماء الا الاسماء ثم قال فهكذا الاسماء والصفات لم يمنعهم انتفاء نظيرها في الدنيا ومثالها من فهم حقائقها ومعانيها بل قام بقلوبهم معرفة حقائقها وانتفاء وهذا هو المثل الاعلى الذي اثبته الله لنفسه لنفسه بذات مواضع من القرآن قوله تعالى الذين لا يؤمنون بالاخرة مثل ولله المثل الاعلى والمعنى المثل الاعلى هنا بمعنى اي الصفة العليا له الصفة العليا فاذا كان المخلوق له صفة فالله له من تلك الصفة كمالها له ومن كانها كمالها وتمامها. فالمخلوق يسمع والله يسمع وسمع المخلوق ينتهي وسمع الله لا يتناهى ولا ينتهي. وقوله تعالى الاية الثانية الذي يبدأ الخلق ثم يعيد وهو اهون عليه وله المثل الاعلى وله المثل الاعلى. وقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع المكرون. هذه الايات الثلاث المماثلة تنفي المماثلة بين الخالق والمخلوق فيما اشترك فيه من الاسماء والصفات وهناك اشتراك من جهة الاسماء والصفات سواء من جهة الاسم او من جهة المعنى لان الاسم الاسم والمعنى مشترك بين الخالق والمخلوق فالله سميع فالله سميع والمخلوق ايضا سميع فاللفظ المشترك بينه اي شيء لفظ السمع ومعنى ومعنى السمع فمعنى السمع المخلوق هو نفس معنى السمع الذي عند الله الا انه من جهة الحقيقة والكمال يتفاوتون يتفاوتون فليس سماع المخلوق كسماع الخالق ولا ولا آآ بصر الخالق كبصر المخلوق. ثم قال رحمه الله تعالى فنفى سبحانه المثل عن هذا المثل الاعلى وما وهو ما في قلوب اهل السماوات والارض من معرفته والاقرار واسمائه وصفاته وذات فهذا المثل الاعلى هو الذي امن به المؤمنون وانس به العارفون وقامت شواهده وقامت شواهد في قلوب التعريفات الفطرية المكملة بالكتب الالهية المقبولة فاذا قلت فاذا قال المفلس يا الله قال بقلبه ربا قيوما قائما بنفسه سبحانه وتعالى مستوي العرش مكلما متكلما سامعا قديرا مريدا فعالا لما يشاء يسمع دعاء ويقضي حاجات السائلين ويفرج عن المكروبين آآ كربهم ترضيه الطاعات وتغضبه المعاصي تعرج الملائكة اليه بالامن وتنزل بالامر من عنده واذا شئت بالتعريف بهذا المثل الاعلى فعن فعد يقول اذا شئت تعريفا فعد قوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحد منهم ثم كن ثم كان على قوة ذلك الواحد فاذا نسبت قوة الى قوة الرب تعالى لم تجد نسبة اليه البتة كما لا تجد نسبة بين قوة البعوضة وقوة الاسد واذا قدرت علوم الخلائق اجتمعت لواحد ما قدرت جميعهم بهذه المثابة كانت علوما بالنسبة لعلمه يقول لو قدرت وتخيلت وتصورت ان علوم الخلق كلها اجتمعت في واحد في هذا الواحد فانها لا تساوي عند الله عز وجل الا كقطرة في بحر الا كقطرة البحر. فيقول تأمل وتأمل مثلا ولو ان ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمد من بعده سبعة ابحر. ما نفدت كلمات الله الا الله عز وجل. يقول فقدر البحر محيطة بالعالم بداية تخيل البحر هذا المحيط بالعالم كله حبر ووراءه سبعة ابحر تحيط به كلها بداد يكتب بها كلمات الله نفذت البحار وكادوا تكسرت الاقلام التي لو قدرت جميع لو قدر ان جميع اشجار الارض اقلام والبحار كلها بدات ووراء بحار بحار تمدها سبعة ابحر لتكسرت الاقلام ونفذت البحار وما نفذ كلام الله عز وجل وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ذر وقد نسبه الى تصحيحا له الى الحديث ضعف ان السماوات السبع في الكرسي كحلقة ملقاة لارض ثلاث السماوات السبع والاراضين السبع. في الكرسي كحلقة في فلك. والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في ارض فلاة. يعني تأمل هذا القدر العظيم وهذا الخلق العظيم عند الله سبحانه وتعالى والعرش لا يقدر قدره الا الله وهو سبحانه وتعالى فوقه يعلم ما هو يعلم ما هو كامل عباده فهذا هو الذي قام يقول المؤمنين المصدقين العارفين به سبحان من المثل الاعلى. فعرفوه به وعبدوه به وسألوه به فاحبوه وخافوه ورجوه عليه وانابوا اليه واطمئنوا بذكره وانسوا بحبه بواطنة تعرف فلم يصعب عليه بعد ذلك معنى استوائه على عرشه وسائر ما وصى به نفسه من صفات كماله اذ قد احاط علمهم بانه لا نظير لذلك ولا مثل له فلم يصب عليهم بعد ذلك معنى استوائه على عرشه وسائر ما وصف به نفسه من صفاته اذ قد مكرر كررها مرتين اذ قد احاط علمهم بانه لا لا نظير ذلك ولا مثله. ولم يخطب بقلوب ما فاته شيء من المخلوقين. وقد اعلم الله سبحانه وتعالى انه يقبض بيده والارض بيده الاخرى ثم يهزهن ويقول انا الملك انا الملك اين اين الملوك اين الجبابرة؟ وان السماوات السبع والاراضين فضيلة السبت في كفة الك خردلة في كف احدكم وانه يضع السماوات على اصبعه والارض على اصبع والجبال على اصبع وسائر الخلق على اصبعه. فاي يد للخلق او اي اصبع تشبه هذه اليد وهذه الاصبع التي حتى يكون اثباتها يقول يعني لو يقول اي يد هذه اللي تستطيع ان تأخذ السموات والارض واي اصبع الذي يستطيع ان يأخذ يجعل السماوات على اصبعه. اي اصبع في الكون حتى نقول اذا فهمت اذا اثبت الاصبع فانك تثبت اصبع المخلوق. لا يتصور هذا الا مجنون لا تسوي الا هذا من فقد عقله فيصف الله اصبعه بان السماوات توقع توضع عليه شيء على اصبع واحد هل هناك اصبع يكون بهذا القدر وبهذه القوة لا يمكن يوجد مثل هذا. فكيف يقع في قلبك ان اصبع الله كاصبع المخلوق؟ او يقع في قلبك ان يد تأخذ السماوات والاراضين تكون كيد المخلوق لا يقول هذا الا من فقد عقله. يقول فقاتل الله اصحاب التحريف والتبديل. ماذا ماذا حرموا من حقائق الايمان والمعارف الالهية وماذا تعوذوا من يقول عندما ترك هؤلاء هذه الحقائق وهذه المعاني وهذه النصوص التي تملأ القلوب ايمانا وتعظيما وخشية لله عز وجل تعوضوا بها باي شيء بزبالة الاذهان ونحالة الافكار ونخالة فما اشبه بمن كان غداؤه المن والسلوى فاخذوا اي شيء تاثروا البطلة والعدس والفوم جرت عادة الله تعالى ان يذل من اثر الادنى على الاعلى. كانوا في من وسلوى ثم طلبوا طلبوا الغير فعوضوا بالعدس والبصل والثوم وما شابه ذلك. ولذلك يقول هؤلاء نسبة هؤلاء الذين تركوا الايمان معرفة الحقائق الالهية والمعارف الالهية كحال هؤلاء الذين تركوا العسل والمن اعتابوا عنه بالعدس والبصل وشتان بينهما ايضا فان هؤلاء ان فاتهم ففاتهم حظ دنيوي وفاتهم طعام دنيوي اما هؤلاء الذين اعتاظوا بكلام الفلاسفة وآآ زبالة اكارم فقد اعترضوا الكفر بالايمان. اعترضوا الكفر اعتراضوا بدل الكفر بدل الايمان بالكفر وبدل اللذة والراحة والطمأنينة بالشقاء والتعاسة فاول هذا الصنف ابليس لعنه الله. ترك السجود لادم فابتلاه الله عز باي شيء فابتلي يعني تركه كبرا فابتلاه الله عز وجل فابتلاه الله بالقيادة اصبح قوادا قوادا لفساق ذرية ادب ضحى يدعو الزنا ويقود النساء الى الزنا ويقود الرجال الزنا. وعباد الاصنام لم يقروا بنبي من البشر ورضوا باله من الحجر. لم يقروا من البشر فرضوا ان يعبدوا حجرا وصنما والجهمية نزه الله عن عرشه لئلا يحويه مكان فوقعوا ان الله في كل وان الله في الحشوش والابار والانجاس تعالى الله عن قولهم علوا في كل وهكذا طواف الباطل لم يرضوا بنصوص الوحي فابتلوا اذهار المتحيرين وورثة الصائبين الصابرين وافراخ الفلاسفة الملحدين. فجزى الله القيم على ما ذكر في هذا الفصل ورحمه الله تعالى والله اعلم