بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا السامعين قال ابن القيم رحمه الله تعالى الوجه الرابع والعشرون انه ليس في القرآن صفة الا وقد دل العقل الصريح على اثباتها لله تعالى فقد تواطأ عليها دليل العقل والسمع. فلا يمكن ان يعارض ثبوتها دليل ثبوتها دليل صحيح البتة لا عقلي ولا سمعي. بل ان كان المعارض سمعيا كان كذبا مفترض او مما اخطأ المعارض به في فهمه. وان كان عقليا فهي شبهة خيالية. واعلم ان هذه دعوة عظيمة ينكرها كل جهمي وناف وفيلسوف ويعرفها من نور الله قلبه بالايمان وباشر قلبه معرفة الذي دعت اليه الرسل واقرت به الفطر وشهدت به العقول الصحيحة المستقيمة لا المنكوسة وقد نبه الله سبحانه في كتابه على ذلك في غير موضع. وبين ان ما وصف به نفسه هو الكمال الذي لا يستحقه سواه. فجاحده جاحد لكمال فانه يمدح بكل صفة وصف بها نفسه واثنى بها على نفسه ومجد بها نفسه وحمد بها نفسه. فذكرها سبحانه على وجهه المدحة على وجه المدحة له والتعظيم والتمجيد. وتعرف بها الى عباده ليعرفوا كماله ومجده وعظمته وجماله وكثيرا ما يذكرها عند ذكر الهتهم التي عبدوها من دونه. فذكر سبحانه من صفات كماله وعلوه على عرشه وتكلمه وتكليمه علمه ونفوذ مشيئته ما هو منتف عن الهتهم. فيكون ذلك من من ادل من ادل دليل على على بطلان الهيته ومساد عبادتها ويذكر ذلك عند دعوته عباده الى ذكره وشكره وعبادته. فذكر لهم من اوصاف كماله ونعوذ جلاله ما يجلب قلوبهم وهم الى المبادرة الى دعوته والمسارعة الى طاعته. ويذكر صفاته لهم عند ترغيبهم وترهيبهم لتعرف القلوب من تخافه وترجوه. ويذكر وصفاته ايضا عند احكامه واوامره ونواهيه. فقل ان تجدوا فقل ان تجد اية فقل ان تجد اية حكم فقل ان تجد اية حكم من احكام المكلفين الا وهي مختتمة بصفة من صفات او صفتين. وقد يذكر الصفة في ولاية ووسطها واخرها كقوله قد سمع الله القوم التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير يذكر صفته عند سؤال عباده لرسوله صلى الله عليه وسلم عنه. ويذكرها عند سؤالهم له عن احكامه حتى ان الصلاة لا تنعقد الا بذكر اسمائه وصفاته. فذكر واسمائه وصفاءه ذكر اسمائه وصفاته روحها وسرها يصحبها من اولها الى اخرها. وانما امر باقامتها ليذكر ليذكر كرة باسماء ليذكر باسمائه وصفاته. وامر عباده ان يسألوه باسمائه وصفاته. ففتح لهم باب الدعاء رغبا ورهبا يذكره يذكره الداعي اسمائه وصفاته فيتوسل فيتوسل اليه بها. ولهذا كان افضل الدعاء ما توسل فيه الداعي اليه باسمائه وصفاته. قال الله تعالى ولله اسماء الحسنى فادعوه بها وكان اسم الله الاعظم في هاتين الايتين اية الكرسي وفاتحة ال عمران لاشتمالهما على صفة الحياة المصححة لجميع الصفات القيوم القيومية المتضمنة لجميع الافعال. ولهذا كانت سيدة اية القرآن وافضلها. ولهذا كانت سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن لان ما اخلصت الاخبار عن الرب تعالى وصفاته دون خلقه واحكامه وثوابه وعقابه. وسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجل يدعو اللهم اني اسألك بانك انت الله الذي لا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض. يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم وسمع اخرا يدعو. اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فقال لاحدهما لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وقال للاخر سل تعطه وذلك لما تضمنه هذا الدعاء من اسماء الرب وصفاته. وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ما اصاب عبد قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته وفي كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي الا اذهب الله همه وغمه ما هو ابدله مكانه فرحا قالوا افلا افلا نتعلمهن يا رسول الله؟ قال بلى ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن. وقد سبحانه على اثبات صفاته وافعاله بطريق معقول. فاستيقظت فاستيقظت لتنبيه العقول الحية. واستمرت على رقدتها العقول الميتة. فقال في صفة العلم الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. فتأمل صحة هذا الدليل مع غاية ايجاز لفظه واختصاره. وقال افمن يخلق كمن لا يخلق افلا تذكرون فما هذا الدليل وما اوجزه؟ وقال تعالى في صفة الكلام واتخذ موسى من بعد واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار. الم يروا انه لا يكلمهم ولا سبيلا. نبه بهذا الدليل على ان من لا على ان من لا يكلم ولا على ان لا من على ان من لا يكلم لا يهدي لا يصلح ان يكون اله من لا يتكلم لا يتكلم يتكلم سوف يتكلم نعم قال نبه بهذا الدليل على ان من لا يتكلم ولا يهدي لا يصلح ان يكون الها. وكذا قوله في الاية الاخرى عن العجل افلا يرون ان الا يرجعوا اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا. فجعل امتناع صفة الكلام والتكليم عن عدم ملك الظر والنفع دليلا على عدم الالهية. وهذا دليل عقلي وسمعي على ان الاله على ان الاله لابد ان يتكلم ويتكلم. ويملك لعباده الظر والنفع والا لم يكن الها. وقال تعالى الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين نبهك بهذا الدليل العقلي الا يكلم. تأتي كلم يكلم بس ما تكلم مئتين وتسعة وتسعين لو لبى انه لا لا يكلم بنعم عدم اه هجاء امتناع صلة الكذب والتكذيب وعدمه. طيب على من لا يكلم ولا يهدي لا يكلمه. لا يكلم. ولا يهدي لا يكون اله لا يكلم. واضح؟ فيكون لا يكلمه لا لا يكلمه. قال نبهك بهذا الدليل العقلي القاطع ان ان الذي جعلك تبصر وتتكلم وتعلم اولى ان يكون مصيرا متكلما عالما فاي دليل عقلي قطعي اقوى من هذا وابين واقرب الى العقول؟ وقال تعالى في اية المشركين المعطلين الهم ارجل يمشون بها؟ ام لهم ايد يبطشون بها؟ ام انهم اعين مبصرون بها ام لهم اذان يسمعون بها؟ فجعل سبحانه عدم البطش والسمع والمشي والبصر دليل على عدم الهية من من عدمت منه هذه الصفات. وقد الله سبحانه نفسه بضد صفة اوثانهم وبضد ما وصفوا به المعطلة والجهمية. فوصف نفسه بالسمع والبصر والفعل باليدين والمجيء والاتيان. وذلك ضد صفات الاصناف التي جعل امتناع هذه الصفات فيها دليل على عدم الهيتها. فتأمل ايات التوحيد والصفات في القرآن على كثرتها وتفننها واتساعها وتنوعها تجدها كلها قد اثبت فيه الكمال الموصوف بها وانه المتفرد بذلك الكمال. فليس له فيه شبيه ولا مثال. واي دليل في العقل اوضح من اثبات الكمال المطلق لخالق هذا عالم ومدبره وملك السماوات والارض وقيومهما فاذا لم يكن في العقل اثبات جميع انواع الكمال له فاي قضية تصح في العقل بعد هذا من شك بان صفة السمع والبصر والكلام والحياة والارادة والقدرة والغضب والرضا والفرح والرحمة كمال فهو ممن سلب خاصة الانسانية من العقل بل من شك ان اثبات الوجه واليدين وما اثبته لنفسه معهما كمال فهو مصاب في عقله. ومن شك ان كونه يفعل باختياره ما ما يشاء ويتكلم اذا شاء وينزل وينزل الى حيث شاء ويجيء الى حيث شاء. غير كمال فهو جهل بالكمال. والجماد عنده اكمل من الحي الذي تقوم به الافعال الاختيارية كما ان عند حقيقة الجهمي ان الفاقد لصفات الكمال اكمل اكمل من الموصوف بها. كما ان عند عند استاذهما وشيخهما الفيلسوف ان من لا ولا يبصر ولا يعلم ولا له حياة ولا قدرة ولا ارادة ولا فعل ولا كلام. ولا يرسل رسولا ولا ينزل كتابا ولا يتصرف في هذا العالم بتحويل وتغيير وازالة واماتة واحياء اكمل ممن يتصل بذلك. فهؤلاء كلهم قد خالفوا صريح المعقول وسلبوا الكمال عمن هو احق بالكمال من كل ما سواه. ولم فيهم ذلك حتى جعلوا الكمال نقص وتأمل شبههم الباطلة التي عارضوا بها الوحي هل تصادم هذا الدليل الدال على اثبات الصفات والافعال للرب سبحانه؟ ثم اختر لنفسك بعد ما شئت وهذا قطرة من بحر نبهنا عليها تنبيها يعلم به اللبين ما وراءه والا فلو اعطينا هذا الموضوع حقه وهيهات ان نصل الى ذلك فيه عدة اسوار وكذا كل وجه من هذه الوجوه فانه لو بسط وفصل لاحتمل صفرا او اكثر والله المستعان وبه التوفيق. الخامس والعشرون ان غاية ما ينتهي اليه من ادعى معارضة العقل للوحي احد امور اربعة لابد له منها. اما تكذيبها وجحدها واما اعتقاد ان ان الرسل خاطبوا الخلق خطابا الجمهورية اللا حقيقة له وانما ارادوا منهم التخييل وضرب الامثال واما اعتقاد ان المراد تأويلها وصرفها عن حقائقهن بالمجازات والاستعارات واما الاعراض عنها وعن فهمها وتدبرها واعتقادا انه لا يعلم ما اريد بها الا الله. فهذه اربع مقامات وقد ذهب الى كل مقام منها طوائف من بني ادم المقام الاول مقام التكذيب وهؤلاء استراحوا من من كلفة النصوص والوقوع في التشبيه والتسليم وخلعوا رقة الاسلام من اعناقهم. المقام الثاني مقام اهل التخييل قالوا الرسل لم لم يمكنهم مخاطبة الخلق بالحق في نفس الامر فخاطبوهم بما يخيل اليهم وضربوا لهم الامثال. وعبروا عن المعاني المعقولة بالامور القريبة من الحس سلكوا في ذلك في باب الاخبار عن الله واسمائه وصفاته واليوم الاخر. واقروا باب الطلب على حقيقته ومنهم من سلك هذا المسلك في الطلب ايضا. وجعل الامر والنهي امثالا واشارات فهم ثلاث فرق هذه احداها. والثانية سلكت ذلك في الخبر دون الامر. والثالثة سلكت ذلك في الخبر عن الله وعن صفاته دون المعادي والجنة والنار. وذلك كل الحاد في اسماء الرب وصفاته ودينه واليوم الاخر والملحد لا يتمكن من الرد على الملحد وقد وافقه في الاصل وان خالفه في في فروعه. ولهذا استطال على هؤلاء الملاحم قيدك ابن سينا واتباعه غاية الاستطالة. وقالوا القول في نصوص المعاد كالقول في نصوص الصفات. قالوا بل الامر فيه اسهل من نصوص من نصوص الصفات لكثرتها وتنوعها وتعدد طرقها واثباتها على وجه يتعذر معه التأويل. فاذا كان الخطاب بها خطابا جمهوريا فنصوص المعاد اولى. قال فان قلت النصوص الصفات قد ما يدل على انتفائها من العقل قلنا ونصوص المعاد قد عارضها من العقل ما يدل على انتفائها ثم ذكر ثم ذكر العقليات المعارضة للمعاد بما بما يعلم به العقل ان العقليات المعارضة للصفات من جنسها او اضعف او او اضعف منها. المقام الثالث مقام اهل التأويل. قالوا لم يرد منا اعتقاد حقائقها وانما اريد منا تأويلها بما يخرجها عن ظاهرها وحقائقها. فتكلف لها وجوها وجوه التأويلات المستكره والمجازات المستنكرة التي يعلم العقلاء انها ابعد شيء عن احتمال الفاظ النصوص لها. وانها بالتحريف اشبه منها بالتفسير. والطائفتان اتفقتا على ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبين الحق للامة في خطابه لهم ولا اوضحوا لها. بل خاطبهم بما بما ظاهره باطن ومحال. ثم اختلفوا فقال اصحاب التخييل اراد منهم اعتقاد خلاف الحق والصواب. وان كان في ذلك مفسدة مفسدة. والمصلحة المترتبة عليه اعظم من المفسدة التي فيه. وقال اصحاب التأويل بل اراد منا ان نعتقد خلاف ظاهره وحقيقته ولم يبين لنا المراد تعريضا لنا الى حصول الثواب بالاجتهاد والبحث والنظر واعمال الفكرة في معرفة الحق بعقولنا وصرف وصرف تلك الالفاظ عن حقائقها وظواهرها وصرف تلك الالفاظ عن حقائقها وظواهرها لننال ثواب الاجتهاد والسعي في ذلك. فالطائفتان متفقتان على ان ظاهر خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم ضلال وباطل وانهم لم لم يبين الحق ولا هدى الى اليه الخلق. المقام الرابع مقام لا ادريه الذين يقولون لا ندري معاني هذه الالفاظ وينسبون طريقتهم الى السلف. وهي التي يقولون المتأولون انها اسلم. ويحتجون بقوله تعالى وما يعلم وتأويله الى الله ويقولون هذا هو الوقوف التام عند جمهور السلف وهو قول ابي بن كعب وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس وعائشة وعروة ابن الزبير وغيره من السلف وعلى قول هؤلاء يكون الانبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما انزل الله عليه من هذه النصوص ولا اصحابي ولا التابعون لهم باحسان بل يقرؤون كلاما لا يعقلون معناه ثم هم متناقضون قد هنا افحشت تناقض فانهم يقولون تجري على ظاهرها وتأويلها باطل وتأويلها باطل. ثم يقولون لها تأويل لا يعلمه الا الله. وقول هؤلاء باطل فان الله سبحانه امر بتدبر كتابه وتفهمه وتعقله. واخبر انه بيان وهدى وشفاء لما في الصدور وحاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. ومن اعظم الاختلاف اختلاف في باب الصفات والقدر والافعال. واللفظ واللفظ الذي لا يعلم ما ما اراد به المتكلم. لا يحصل به حكم ولا هدى ولا شفاء ولا بيان فهؤلاء طرقوا لاهل الاجحاد والزندقة والبدع ان يستنبطوا الحق من عقولهم فان النفوس طالبة لمعرفة هذا الامر اعظم طلب. والمقتضى التام بذلك فيها موجود فاذا قيل لهم فاذا قيل لها ان الفاظ القرآن والسنة في ذلك لها تأويل لا يعلمه الا الله ولا يعلم احدا معناها فروا الى عقولهم ونظرهم وارائهم فسد هؤلاء باب الهدى والرشاد. وفتح اولئك باب الزندقة والبدعة والالحاد. وقالوا قد اقررتم بان ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام في هذا الباب لا يحصل منه علم بالحق ولا ولا يهدي اليه. فهو في طريقتنا لا في طريقة الانبياء. فانا نحن نعلم ما نقول ونثبته بالادلة العقلية. والانبياء لم يعلموا بتأويل تأويل ما قالوه ولا بينوا مرادا المتكلم به. واصاب هؤلاء من الغلط على السمع ما اصاب اولئك من الخطأ في العقل. وهؤلاء لم يفهموا مراد السلف بقولهم لا يعلم وتأويلا متشابه الى الله فان التأويل في عرف السلف المراد به التأويل في مثل قوله تعالى هل ينظرون الا تأويله؟ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت اصول ربنا وقوله تعالى وقوله تعالى ذلك خير واحسن تأويلا وقول يوسف يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقول يعقوب ويعلمك مثال هذا حديث وقال تعالى وقال الذي نجا منهما والذكر بعد امة انا انبئكم بتأويله فافصلون. فقال يوسف لا يأتيكم اطعام ترزقان الا نبتكما بتأويله قبل ان يأتيكما. فتأويل هذا من طلبه هو نفس فعل المأمور به وترك المنهي عنه كما قال ابن عيينة السنة تأويل الامر والنهي. وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجود سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي اتأول القرآن. واما تأويل ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر هو نفس الحقيقة التي اخبر الله عنها. وذلك في حق الله هو كنه ذاته وصفاته التي لا يعلمها غيره ولهذا قال مالك بن ربيعة الاستواء معلوم والكيف مجهول. وكذلك قال ابن الماجيشون والامام احمد وغيرهما من السلف انا لا نعلم كيفية اخبر الله به عن نفسي وان كنا نعلم تفسيره ومعناه. وقد فسر الامام احمد الايات التي احتج بها جهمية من المتشابه وقال انهم تأولوها على غير تأويلها. وبين معناها وكذلك الصحابة والتابعون فسروا القرآن وعلموا المراد بايات الصفات كما علموا المراد من ايات الامر والنهي وان لم يعلموا الكيفية. كما علموا معاني ما اخبر الله به في الجنة والنار وان لم يعلموا حقيقة وكيفيته. فمن قال ان السلف ان تأويل متشابه لا يعلمه الا الله بهذا المعنى فهو حق. واما من قال ان التاويل الذي هو تفسير وبيان المراد منهم لا يعلمه الا الله فهو غلط. والصحابة والتابعون الامة على خلافه قال مجاهد عضدت المصحف عن ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته الى خاتمته اقف عند كل اية واسأله عنها وقال عبد الله ابن مسعود ما في كتاب الله اية الا وانا اعلم فيها فيما انزلت وقال الحسن البصري ما انزل الله الا وهو يجب ان يعلم ما اراد قال احسن الله اليك ما انزل الله اية الا وهو يحب ان يعلم ما اراد وبها وقال مسروق ما نسأل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا وعلمه في القرآن ولكن علمنا ولكن علمنا قصر عنه. وقال الشعبي ما ابتدع قوم بدعة الا وفي كتاب الله بيانها بيانها والمقصود ان معارضة العقل للسمع لابد لصاحبه ان يسلك احد هذه المسالك الاربعة الباطلة واسلمها هذا المسلك الرابع وقد علم او قد علمت وانما كان قلبها بطلانا لانه لا يتضمن الخبر الكاذب على الله ورسوله فان صاحبه يقول لا افهم من هذه النصوص شيئا ولا اعرف المراد بها اصحاب تلك المسالك تتضمن اقوالهم تكذيب تكذيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم او الاخبار عن النصوص بالكذب. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الموصلي رحمه الله تعالى في مختصره على الصواعق رحمهم الله تعالى ابن القيم قال الوجه الرابع شغل انه ليس في القرآن صفة الا وقد دل العقل الصريح على اثباتها لله تعالى. فقد تواطأ عليها دليل العقل والسبت فلا يمكن ان يعارض ثبوته دليل صحيح البتة لا عقلي ولا سمعي بل بل ان كان المعارض كان كذبا مفترا. او اما اخطأ المعارض او مما اخطأ المعارض به في فهمه. بمعنى ان اثبات الصفات لله عز وجل التي اثبتها الله لنفسه في كتابه واثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان تعارض لا من من جهة العقل ولا من جهة النقل. اما من جهة النقل فالمعارض بها اما ان يكون فهم خطأ في فهم خطأ في فهمي من فهم ذلك النقل او ان النقل باطن وكذب وافتراء على الله ورسوله. واما العقل فلا يمكن ان يخالف ما ثبت في الكتاب ما جاء في الكتاب وثبت بالسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال ابن القيم وان كان عقليا اي المعارضة العقلية فهي شبه خيالية اي لا حقيقة لها ولا وجه لها. ثم قال واعلم ان هذه دعوة عظيمة ينكرها كل جهمي وناف وفيلسوف. ويعرفها من نور الله قلبه بالايمان وباشر قلبه معرفة دعت اليه الرسل واقرت به الفطر وشهدت به العقول الصحيحة المستقيمة لا المنكوسة المنكوسة. وقد نبه الله سبحانه وتعالى في كتابه على ذلك بغير موضع وبين ان ما وصى به نفسه هو الكمال الذي لا يستحق سواه فجاحده جاحد لكمال الرب اي ان من ينفي عن ربنا سبحانه وتعالى صفاته فقد استنقص الله عز وجل بهذا النفي وابطل كمالا له سبحانه وتعالى لان كل صفات ربنا مدح وثناء. وكمال. فمن سلب الله هذه الصفات فقد سلبه كما له ونفى عنه شيئا مما يستحقه ربنا سبحانه وتعالى. فجاحدها جاحد لكمال الرب انه يمدح بكل صفة وصف بها نفسه. الصفات كلها حسنى وكلها عليا وكلها يثنى بها على الله عز وجل من باب النفي ولا من باب الاثبات حتى ما ينفيه ربنا عن نفسه فان المراد بنفيه اثبات كمال ضده عندما يقال الله لا ينام فمعنى ذاك ان له كمال القيومية والحياة سبحانه وتعالى. وعندما يقول ان الله لا يظلم المراد اثبات كمال عدله سبحانه وتعالى. ناهيك عن ما جاء به ما جاء في كتاب الله من اثبات صفات آآ وجلاله وتعظيمه. فاي صفة ثبت الله عز وجل فانها متظمنة للمدح والثناء على الله سبحانه وتعالى قال ابن القيم فذكر سبحانه على وجه المدح له على وجه المدحة له والتعظيم والتمجيد وتعرف بها الى عباده ليعرفوا كماله ومجده. ولذلك كما قيل عرفنا الله عز وجل باسمائه وصفاته الحمد لله الذي الذي كمل في جماله وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى ثم قال وكثيرا ما يذكرها عند ذكر الهتهم التي عبدوها من دونهم. الله سبحانه وتعالى ذكر في غير موضع تنقص لتلك الالة لانها لانها ناقصة. فوصفها مرة بكونها اناث يدعون اناثا وصى بانه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. فهذه كلها صفات نقص لهذه الالهة. فافادت ان الله بخلاف ذلك سبحانه وتعالى. فذكر سبحان من صفات كماله على عرشه وتكلمه وتكليله واحاطة علمه ونفوذ مشيئته ما هو منتفل عن الهتهم فيكون ذاك من اذل دليل على بطلان الهيتها وفساد عبادتها ويذكر ذلك ايضا عند دعوته عباده الى ذكره وشكره. فذكر له من اوصاب كمال ونعوت جلاله ما يجذب قلوبهم الى المبادرة الى دعوة والمسارعة الى طاعته. ويذكر صفاته لهم عند ترغيب وترهيب لتعرف القلوب. من تخاف وترجوه ويذكر صفاته ايضا عند احكامه بمعنى ان الله عز وجل يختم اياته كثيرا بشيء من صفاته. فعندما ذكر العقاب يذكر انتقابه وغضبه. وعندما يذكر النعيم يذكر النعيم يذكر رحمته ومغفرته. وعندما يدك يذكر ايضا الاحكام الاحكام المتعلقة والنواهي يذكر ايضا حكمته وقوته وقدرته. فمن ذلك ما جاء في قوله تعالى انا مثلا يقول ابن طيفة قل ان تجد اية اية حكم الاحكام المكلفين الا مختتمة بصفة من صفاته او صفتين. وقد يذكر في الصفة الاولى يذكر الصفة في اول الاية وسطها واخره كقوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير كم غفلة السبت لك ثلاث مواضع ذكرها في اول الاية وذكرها في وسطها وذكرها في خاتمتها وزاد صفة السمع انه بصير سبحانه وتعالى. في ذكر صفاته سبحانه عند سؤال عباده ويذكر عند سؤالهم له عن احكامه حتى ان الصلاة لا تنعقد الا بذكر اسمائه وصفاته الله اكبر يبتدأ باسم الاله الله. وبصفتي الكبير سبحانه وتعالى. فذكر اسماء روحها فذكر اسمائه وصفاته روحه وسرها يصحبه من اولها الى اخرها وانما امر باقامتها ليذكر باسماء وصفاته فالصلاة من اولها الى اخرها مشتملة على اسماء الله وصفاته. حتى خاتمة السلام عليكم ورحمة الله فيها ذكر واحمد وبرؤل بواسطة البركة. وايضا اسم السلام لله عز وجل. يقول القيم قال وكان اسم الله الاعظم في هاتين الايتين اية الكرسي وفاتحة ال عمران وهو قول الله لا اله الا هو الحي القيوم عن اشتمالهما على صفة الحياة المصححة لجميع الصفات لان جميع الصفات من لوازمها ان يكون المنتصف بها حي وصفة القيومية المتضمنة لجميع الافعال. قال جميع الصفات وصفة القيوم تضمنه لجميع الافعال ولهذا كانت سيدة اي القرآن وافضلها القيوم اي انه يقوم بالافعال كلها سبحانه وتعالى ولهذا كانت سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن لانها اخلصت اخلصت الاخبار عن الرب تعني خلصت من الاحكام وخلصت من الامثال وانما اقتصرت اي شيء اختصر الاخطار عن رب العالمين سبحانه وتعالى. عن رب العالمين سبحانه وصفاته دون خلقه واحكامه وثوابي وعقابي. بمعنى اقتصرت فقط على صفات الرب سبحانه وتعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وسمع الرجل يقول اللهم اني اسألك بانك انت الله الذي لا اله الا انت المنان بديع السماء والارض. قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا او سأل الله باسمه من اعظم الذي اذا دعي به اجاب. وفي حديث اخر حديث انس وحديث بريدة اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله الذي لا اله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد. قال قد سأل الله باسمه الاعظم الذي دع به اجاب واذا سئل به اعطى. وقال الاخر سل تعطى. على كل وذكر ان ان اثبات الصفات واثبات الاسماء مليء في كتاب الله ومليء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو يدل يدل على ذلك عقلا لانها صفات الاسماء تدل على كماله والعقل يدل ضرورة ان الله متصل بصفات الكمال والجلال على وجه ان ينتصب صفات الجلالة والجمال على وجه الكمال سبحانه وتعالى. وذكر احادي كثيرة في هذا المعنى منها انه قال اللهم اني ذكر حديث مني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عد في قضاك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك هذا المراد قال وقد نبه سبحانه على ثبات صفات وافعال الطريق المعقول فاستيقظ فاستيقظ تنبيه العقول الحية واستمرت على نقدتها العقول الميتة فقال في سورة العلم الا يعلم من خلق الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الا يعمل خلق وهو اللطيف الخبير؟ بلى يعلم ذلك هو الذي خلقه. فتأمل صحة علم بمعنى الان ايش؟ يستشيني كان الله عز وجل يبعث يحيي العقول ان تتدبر وتتأمل فيقول الا يعلم من خلق الاصل ان من خلق شيئا فهو عالم به مدركا بجميع خصائصه وخفاياه وهو اللطيف الخبير سبحانه وتعالى. قال فتأمل صحة هذا الدليل جاز لقظه واختصاره. وقال افمن كمن لا يخلق ابلا تذكروا يخاطب من هنا؟ يخاطب العقول. يعني تأملي وتدبري وتعقلي. هل يستوي الذي يخلق لا يخلق فما اصح هذا الدليل وما اوجزه وقال تعبس الكلام واتخذ قوم موسى من بعدي من حليهم عجلا جسدا له خواف ثم قال الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا وهذا يخاطب من؟ يخاطب العقول يخاطب العقول وينبهها ويبعثها حتى تتأمل ان هذه الاية التي تعبد لله لا تتكلم ولا تكلمه ولا تهديهم فنبه بهذا من والخطاب ان الله ان الله متصل بصفة الكمال متصل بصفة الكلام. والا اذا كان غير متصل بها فكيف يذم هذه الاية؟ لانها لم تتكلم ولا تكلمه. ولا شك ان هذا من ابطل الباطل ان يقال ان الله لا يتكلم. وهو من الكفر الصريح الذي ينفي صفة الكلام عن ربنا هو كافر بالله عز وجل. فذكر ان العجل الذي عبدوه لا يكلمهم ولا يرد ولا يهديهم سبيلا. يقول القيم فجعل امتناع صلة الكلام والتكريم وعدم ملك الظر والنفع دليل على عدم الالهية. وهذا دليل عقلي وسمعي على ان الاله لابد ان يكلم ويتكلم لا بد ان يكلم ولابد ان يكلم ويتكلم وويملك عباده الظر والنفع والا لم يكن الها. لا بد ان يعني يكلم ويتكلم يكلم من شاء من خلقه ويتكلم بما شاء من امره ونهيه واخباره سبحانه وتعالى. وقال تعالى في وصف هذه اه في وصف الخلق الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين نبه بهذه شيء ان هذه صفاته كمال انها صفات كمال لهذا المخلوق ان جعله عينين ولساء وجفتين وهداه النجدين وقال سبحانه وتعالى فنبهك بهذا الدليل العقلي القاطع ان الذي جعلك تبصر وتتكلم وتتعلم اولى ان يكون بصيرا متكلما عالما يعني كيف اجعل لك صمد الكمال ولا تكون له. وان الا ان كان لك ماء يكون ليس كمالا مطلقا. لان الله عز وجل جميع صفاته كمالها كمال المطلقة. اما الخلق فقد يكون له في حقه شيء من الكبر لكنها ليست ليست ليست على الكبائر المطلق. ثم قال سبحانه وتعالى في اية المشركين الهم ارجو يمشون بها؟ ام لهم ايدي يبطشون بها؟ ام لهم اعين يبصرون بها؟ بمعنى ان هذه لاهل لها ارجل هل لها ايدي؟ هل لها اعين؟ يفيدك اي شيء؟ ان الاله يجب ان يكون متصل بصفات القوة. واذا ثبت لله له ان له رجل وان له قدم وان له يد وان له عين سوى ان له عينان سبحانه وتعالى وان له يسمع فجعل سبحانه عدم البطش والسمع والمشي والبصر دليل على عدم الهية من عدمت منه هذه الصفات. وقد وصف الله نفسه بضد صفة اوثارهم وبضد ما وصفه به المعطل والجاهمية خاصة بالسمع والبصر. والفعل باليدين والمجيء والاتيان وذلك ضد صفات الاصنام. التي جعل امتناع الصفات فيها دليل على عدم الهيتها. فالله متصل بصفات بهذه الصفات التي التي نفيت عن او التي آآ طلبت من هذه الاصنام والاوثان. قال فتأمل ايات التوحيد والصفات في القرآن على كثرتها وتفننها واتساعها. وتنوعها لا تجدها كلها قد اثبتت الكمال الموصوف بها. وان المتفرد بذلك الكمال فليس فيه شبيه ولا ولا مثال. واي دليل في العقل اوضح من اثبات الكمال المطلق لخالق هذا العالم المدبرين. فالعقل الصريح والعقل السليم يثبت ان الله ابو التصبي هذا الصفات التي امتدحها الله عز وجل بها نفسه وامتدحه بها رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان العقل ان العقل يمتنع ان ينفي عن ربه لان في نفيها تنقصا لان فيها تنقص لله عز وجل وسلب لكماله سبحانه وتعالى. يقول ومن شك في ان السبع والبصر والكلام والحياة والارادة والقدرة والغضب والرضا والفرح والرحمة كمال فهو ممن فهو ممن سلب خاصية الانسان وانسلخ للعقل يعني بمعنى ايضا فاي قضية تصلح في العقد بعد هذا؟ ومن شك في ان صلاة السمع والبصر والكلام والحياة والارادة والقدوة والغضب والرضا والفرح كمال فهو كمال فقل من سلب خاصية الانسانية فهو يعني كان هناك والفرح الرحمة كمال فهو ممن سلب خاصية الانسانية وانسان كيف تثبتها كمالا ثم تنفيه وتعطلها من ربك سبحانه وتعالى بل من شك من كان فيه شك يقول هذه ليست صفات كمال عندما يقول واحد الضحك الرضا والغضب ليس فيها كمال يقول هذا انسلخ من انسانيته وانسلخ من عقله. بل من شك ان اثبات الوجه اليدين وما اثبته نفسي معهم كمال فهو مصاب في عقله. لهذا من شك انها ليست صفة كمال وليست يعني يمدح بها. فهو مصاب في عقله. ومن شك ان كونه يفعل باختياره ما يشاء ويتكلم اذا شاء وينزل حيث شاء ويجيء اليه الى حيث شاء. غير كمال فهو جهل بالكمال. لمن قال ان هذا ليس كمال تقول انت لا تدري ولا تعرف معنى الكمال. فالذي فليس كمالا عندما يقال فلان لا يتحرك ليس كمالا عندما يقول هذا فلان لا يتحرك. لكن عندما نقول يتحرك ويذهب ويجيء هذا في حق كمال ولذلك يعني الاتصال يا اما بالقوة اما بالفعل هو معطر بالقوة والفعل هذا هذا مسلوب كماله مطلقا. واما من كان متصل به القوة اي انه يفعل ذاك متى شاء كان ذلك في حقه كمالا سبحانه وتعالى. فالله متصل بصفة المجيء والنزول والاتيان. بقوته سبحانه وتعالى ومتصل به ايضا من جهة فعله الا ان فعل متعلق باي شيء بمشيئته اما اما تلك الصفة هي قائم من جهة القوة ومتصف بها دائما متصل بها دائما انه لا لا يخلو منه وقت انه لا يستطيع ان ان يأتي او يجيء بل متى ما ابن ادم يجيء ويأتي فعل ذلك ربنا سبحانه وتعالى فمتصل بها من جهة القوة متصل من جهة ان فعله متعلق باي شيء بمشيئته سبحانه وتعالى. ثم قال بعد ذلك اه كما ان كما عند الجهمي ان الفاقد للصلاة الكمال اكمل من الوصوف بها وهذا مناقضة للعقول. كما ان عند استاذهما وشيخهما الفيلسوف في ان من لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم ولا لا له حياة ولا ولا ارادة ولا فعل ولا كلام ولا يرسل رسول ولا ينزل كتابه ولا يتصرف. يقول كل هذه آآ ونقل وامانة واحياءك ممن اكمل ممن يتصف بذلك. يعني عند هؤلاء ان الذي يسمع الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يحيي اكمل من اتصل بتلك الصفات وهذا مناقضة جنون ومخالف لصريح العقول ومخالف لعامة الفطر قال فهؤلاء كلهم قد خالفوا صريح المعقول وسلبوا الكمال عن من هو احق بالكمال من كل ما سواه ولم يكفيهم ذلك حتى جعلوا الكمال نقصا فتأمل شبههم الباطنة حتى عار بها الوحي هل تصادم هذا الدليل الدال على اثبات الصفات والافعال للرب سبحانه وتعالى بل هؤلاء انتهى قوله الى ان الله عز وجل شبيه بالممتنعات لانه منهم من شبه الله بالممتنعات ومنهم من شبه الله بالمعدومات ومنهم من كبه الله جل بالموجودات والذي يشبه الموجودات على طائف منهم من يثبت ما اثبته لنفسه وليس تشبيها منهم من جعل صفاتك صفات خلقه وهذا وهذا ايضا للحادث ثم قال وهذا قطرة البحر نبهنا عليها تنبيها يعلم به اللبيب ما وراءه والا فلو اعطينا هذا الموضع حقه وهيهات. اي انا لا نستطيع ان نصل ان نعطي الموضوع حقه لانه يتعلق باي شيء بكمال لله من جهة اسمائه وصفاته لكتبنا فيه عدة اسفار وكذا كل وجه من هذه الوجوه فانه لو بسط وفصل لاحتمل سفرة او اكثر والله المستعان بالتوفيق. الوجه الخامس والعشرون ان غاية ما ينتهي اليه من ان غاية ما ينتهي لمن ادعى العقل للوحي احد امور الارباح لابد منها وهم على اربع مقامات والناس في هذا والناس على هذه المقامات الاربعة اما اهل تكريم واما اهل تخييل واما اهل تجهيل واما اهل تحريف. هؤلاء الناس واما اهل اثبات الطائف الخامس. فذكر هنا اربع مقامات فقال المقام الاول مقام التكذيب وهؤلاء الذي كذبوا الله وكذبوا رسله وهؤلاء كفرة خارجون من الخارجون للاسلام. وهؤلاء خلعوا لبقة الاسلام لاعناقهم وهؤلاء بمعنى استراحوا من كلمة النصوص والوقوع في التشبيه والتجسيم لكنه كفرة هم كذبوا لكنهم لم يقعوا في التشبيه ولا في التجسيم لكنهم كفرة بالله عز وجل. المقام الثاني هو مقام من الملاحد الكداب الله كذبوا رسوله ولا يؤمنون مثل الملاحدة برب ولا اله فهؤلاء هم مقام الذين كذبوا الله عز وجل القسم الثاني الذين قبلوا النصوص قبلوا النصوص وامنوا بها. الا انهم عاملوا النصوص على عدة اعتبارات يقول اما تكذيبه وجحده وهؤلاء من كفار واما اعتقادا ان الرسل خاطبوا الخلق خطابا جمهوريا اي خطاب تعطف الجمهور ويتألفهم ولا حقيقة له وانما اراد منهم التخييل وضرب الامثال واما اعتقال مراد التأويل وصرفه عن حقائب واما الاعراض عنه وعن فهمه وتدبرها فهذه اربعة الاف كما ذكرت قال الاولى المكذبة المقام الثاني مقام اهل التخييم. فهؤلاء هم الفلاسفة الفلاسفة الذين قالوا ان جميع ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم واخبر الله به في كتابه فهي خيالات لا حقيقة لها. وقالوا ان الرسل لم يمكن مخاطلة الخلق بالحق في نفس الامر فخاطبوا بما يخيل اليهم لهم الامثال وعبروا عن المعاني المعقولة بالامور القريبة للحس. وسلكوا بذلك باب الاخبار عن الله واسماء وصفاته واليوم الاخر. واقروا باب الطلب. ان هؤلاء قالوا اثبتوا الطلب طائفة منهم قالت ان الرسل لم تستطع ان تبين الحق للخلق الا بضرب الامثال والتقريب. ذكروا هذه النصوص من باب ان يقربوا لهم ما ارادوا. ومنهم من خص هذا في الاعتقاد في باب الاسماء والصفات ولم يدخله في باب الطلب. ان الطلب يراد بحقيقته وانهم اوصلوا الحق الذي اراده الله فمنهم من سلك هذا المسلك اي انه فقط في الاسماء والصفات وفي اليوم الاخر. ومنهم من سلك نسك الطلب حتى الطلب فعلوا ان لها انها ليست حقيقية. الحج له معنى والصلاة لها معنى والصيام له معنى. وهي دلالات واشارات لمعان لا يفهمها العوام وانما قرب لهم بمثل هذه الافعال كالصلاة والصيام والحج واما من يدرك هذه المعاني من هؤلاء الزنادق الكفرة فجعل لكل طلب من هذه الاوامر الشرعية لها معنى غير المعنى الذي يفهمه عوام المسلمين ثم قال والثانية سلك ايضا سلكته في الخبر دون الامر. والثالث سلكت ذلك بالخبر عن الله وصفاته. والمعاد والجنة والنار وهذا هو وذلك كله الحاد في اسماء الرب وصفاته ودينه واليوم الاخر والملحد لا يمكن لا يتمكن من الرد على الملحد. وقد وافقه في الاصل وان خالفته حتى الملحد الذي كذب وقال ليس هناك رب لا يستطيع هؤلاء بيردوا عليه لماذا؟ لانهم الحدوا ايضا في اسماء الله وفي صفاته بل حتى في المعاد. يقولون ليس هناك معاد وانما هو تخيير وتقريب حتى ينشط الناس لطاعة ربهم وقالوا ايضا ان القوم في نصوص المعاد كالقوه في نصوص صفات اي انه لا حقيقة لها وانما هي خيال ليس لها حقيقة هؤلاء بالاجماع كفرة خان دائرة الاسلام. المقام الثالث مقام اهل التحريف. مقام اهل التحريف الذين حرفوا طوس عن معانيها وحملوا الالفاظ ما لا تحتمل المعاني. فاتوا على الفاظ الكتاب من ايات الصفات والاسماء فحملوا هو معالم لم يردها ربنا سبحانه وتعالى فقالوا استوى قالوا معنى استوى بمعنى استولى وقالوا يداه مبسوطتان نعمتاه وقدرتاه وقالوا القدم والرجل المراد بها تقديم من شاء من خلقه واتوا على الكلام فقالوا المراد وكلا الله اي جرحه بينابيع الحكمة واتوا على ايات الضحك والغضب والرضا والانتقام والكراهة وما شابه كله بمعنى انه يريد الانتقام من هؤلاء اريد الانعام لهؤلاء. فحرفوا النصوص عن معاريها وحملوها ما لا تحتمل. قال فالمقام الثالث مقام التو قالوا لم يرد منا يقول هؤلاء ان الله سبحانه وتعالى لم يرد منا اعتقاد حقائقها وما دلت عليه ظواهرها وانما اراد منا اي شيء تحريفها وتأويلها بما يخرج عن ظاهرها وحقائق يتكلف لها وجوه التأويلات المستكرة والمجازات المستنكرة التي يعلم العقلاء ان ابعد شيء عن احتمال الفاظ النصوص لها. وانها بالتحريف اشبه منها بالتفسير. والطائفتان على ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين الحق للامة. الطائفة الذين هم اهل التخييل والطائفة التي هي اهل التحد. كلهم قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبالي الامة المراد بها النصوص ولم يبين له ان المراد هو انهم يفهمون على غير ظاهرها فقال اصحاب التخييل اراد ابنه باعتقاد خلاف الحق والصواب يعني اراد النبي صلى الله عليه وسلم من امته ان تعتقد خلاف الحق والصواب. وان كان ذلك مفسدة فالمصلحة المترتبة عليه اعظم من المسؤولين. يقول مفسدة انهم جهلوا الحق الذي اراده الله عز وجل يعني هذي مسألة يعني تختفي وتتلاشى مع مصلحة جمع الناس واقبالهم على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وقال اصحاب التوبة الاراد منا ان نعتقد خلاف ظاهرها. يقول اراد الله منا ان نعتقد خلاف ظاهر هذه النصوص. فلا فلم منا ربنا ان نفهم من قول استوى انه استوى حقيقة بل لا بد ان نفهم انه معنا الاستيلاء والقوة ولم يبين لنا المراد تعريضا لنا الى حصول الثوب. يقول هنا الان اولا قاله التأويل او اهل التحريف او ان الله لم يرد منا ان نعتقد ما دلت عليه النصوص هذا اولا ثانيا ولن يبين لماذا؟ حتى نجتهد في تعريف معرفتها فيعظم ثوابنا ويعظم اجرنا باجتهاد نعمل عقولنا ونعمل افكارنا حتى نجعل الله عز وجل ما نستطيع ان آآ ننزهه وان ننزه عن النقص وعن تشبيه التشبه او التشبيه بالمخلوقين وتشبيهه بخلقه. فيعظم في ذلك الاجر قال واعمال الفكرة في معرفة الحق بعقولنا وصرف تلك الالفاظ عن حقائق وظواهر لننال ثواب الاجتهاد والسعي في ذلك لا شك ان هذا من ابطل الباطل والكذب والافتراء على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازم قولهم ان الله لم يبين لنا ما اراد وان رسوله صلى الله عليه وسلم لم يبين لنا ما اراده الله وان القرآن ليس تبيانا وليس محكما وليس مفصلا لان هذا كله ينافي كل هذا القول لا في هذه المعاني. فالطائفتان متفقت عليه شيء على ان ظاهر الخطاب وسلم يعني انت مجرد ان تفهم ظاهر الخطاب ايش انت ظال انت ظال والرسول راضي منا ان نفهم الخطاب على غير ظاهره لان اذا فهمنا خطاب ظاهر الخطاب فنحن لا للكفار بعض المبطلون. ولا شك ان هذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم. وقبل ذلك اتهام ربنا انه لم يبين لنا الحق في كتابه ولا يبين لنا رسوله صلى الله عليه وسلم. المقام الرابع مقام اللا دارئ الا ادريه ان لا ادريه وهم يعبرون بعبارة اخرى ما يسمى التجهيل اهل التجهيل يعني اللادرية يرادفهم معنى المجهلة ويعبر عن شيخ الاسلام بقوله اهل التجهيل اهل التجهيل نسبة انهم جهلوا النبي صلى الله عليه وسلم وجهلوا الصحابة بمعاني بمعاني الكتاب والسنة. وهم يقولون لا ادري لا ادري ما معنى هذه الصفات؟ فشيخ الاسلام عبر باهل التجهيد وابن القيم عبر عنهم باي شيء الملاذنية او اللادلية اي الذي يقولون لا ندري ماذا اراد الله عز وجل بهذه المعاني. لا ندري معاني هذه الالفاظ وينسبون طريقتهم الى السلف. اي ان السلف يفوضون يسمى هؤلاء المفوضة الذين يفوضون معاني النصوص مع النصوص ويعني تفوضون المعاني والالفاظ. ولهم حجج في ذلك فمنها قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله. وقالوا ان التأويل معنى التفسير وهذا ليس بصحيح. انهم فهموا وما ينتهوا الى الله ان علم هذه الصفات وعلم هذه الالفاظ لا يعلمه الا من الا الله حتى الرسول لا يعلم ذلك. ويقولون هذا هو الوقف التام لان اختلف اهل التفسير ايها الائمة يعني هل يقف وما يعتوي الا الله والراسخ بالعلم او يقف عند الله والراسخون يقولون امنا به على قولين اهل العلم منهم من قال ان الوقف التام عند قوله ايعلم تأويله الا الله والراسخون يقولون امنا به. فالراسخ مقام مقام ايش؟ مقام الايمان والعلم عند الله عز وجل. ومنهم من قال ان فعند قوله وما يعلم وما يعلم تأويل الله والرسول اي يعلم تأويله الله والراسلون يعلمون ايضا تأويله وقد جاء ابن عباس انه قال انا ممن يعلم تأويله وجاء رضي الله عنه قال ايضا انا ممن انا ممن يعلم تأويله والصحيح ان الوقف هنا تام وهناك تام ايضا يكون تاما بمعنى ويكون تابعا للوقف الاخر بمعنى اخر. فقول وما يعلم تأويل الله بمعنى يكون له معنى الحقيقة حقيقة الشيء وما يصل اليه هذا لا يعلمه الا من؟ الا الله سبحانه وتعالى. واما وما يعلم تويل الله والرسول هو يكون معنى التفسير فتفسيره وفهم المعاني وفهم ادراك معاني هذه الالفاظ يعلمه الله ويعلم ايضا الراسخ بالعلم. فلا اشكال بين القولين الا ان هؤلاء زعموا ان التوبة به هو التفسير وان التفسير لا يعلم الا من؟ الا الله. والتأويل جاء في كتاب الله بمعنيين فقط حقيقة الشهور يؤول اليه وبعد تفسيره وبيانه. ويقولون هذا هو الوقف الثامن عند جمهور السلف وهو قول ابي وذكر عدة اقول انه قول ابي وابن عباس وابن وعائشة وعروة وغيرهم من السلف رحمهم الله تعالى وقد ذهب الى الاول هو الذي يجبر على التفسير الذي هو قوله ذكره انه قول الجمهور وما الا الله هذا هو الذي عليه جمهور المفسرين وعليه اكثر اهل العلم انه يقبل على هذه الايات ثم يقول والراس لكن معنى ذلك حتى يقول بهذا الوقت يكون معناه حقيقة الشيء وسيرورتها لا يعلمها الا الله عز وجل. ومن ذلك كل هالصفات لا يعلمه الا الله. ثم قال وعلى قول هؤلاء يقول الانبياء والمرسلين لا يعلم ما انزل الله عليهم من لا شك يسمى ايش تجهيل لرسل لرسل الله ولانبيائه حيث ان الله خاطبه باشياء لا يفهمونها ولا يدركونها والنبي خاطب امته باشياء لا يفهمها ولا يدركها والصحابة لقوا لنا اشياء لا يفهمونها ولا يدركونها ولا شك ان هذا من التنقص للنبي صلى الله عليه وسلم في مكان وتنقص لاصحابه رضي الله تعالى عنهم وهذا من من ابطل الباطل. ثم يقول ابن القيم ثم هم مع هذا القول متناقضون تناقض فانهم يقولون تأمل تجري على ظاهرها وتأويله باطنه نجد نصوص على ظاهرها ثم قالوا نجاع ظاهرها وتأويلها كيف يعني لا يمكن ان تجري على ظاهرها ثم تقول تأويلها باطل لان اجراء لظاهرها هو ان تدرك المعنى من ظاهرها ثم يقول لها تأويل يعني اول شيء قالوا يقولون تجريه على ظاهرها وتويل لها تأويل. طيب من يعلم هذا التأويل؟ قال اعلم ان الله عز وجل ويقول وقول هؤلاء باطل فان الله سبحانه امر كتاب انزلناه اليكم القرآن ليدبروا ايات ولا شك ان معنى التدبر والتفهم ان يفهم كلام الله فكيف يخاطبنا ربنا بشيء لا نفهمه ولا نعقله. واذا كان الصحابة لو يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عما اشكل من من كلام الله عز وجل ولو كان ولو كان كما ذكر هؤلاء لقالوا وما يعلم تأويله الا الله ولم يسألوا حيث انا لسنا مكلفين بمعرفته قال واخبر انه بيان ان القرآن بيان وهدى وشفاء. ولو كان لا يعقل معنا لم يكن لم يكن بهذا الوصف. عندما نقول انه لا يعقل معناه لكن يكون كان ويكون هدى وهو لا يدرك ولا نستطيع ان نفهم ما اراد الله عز وجل والله وصف بانه هدى وشفاء وبيان. وجعله حكم الى الناس فيما اختار فيه ومن اعظم الاختلاف اختلاف باب الصفات. فكيف يكون حكما وهو لا وهو لا وهو لم يرد منا او لم يبين لنا المعنى الذي التي تدل عليه هذه النصوص فلا شك ان ان ظواهر النصوص مرادة وان السلف فهموا من ظواهرها المعنى ولكنهم قالوا امروها كما جاءت مع اقرارها الامرأة الذي جاء هو امرار باقرار بما دلت على المعاني لكن ام الركن لا تتعرض لكيفيتها ولا يعني كيف كيف اصبحت وانما نمرها كما جاءت كما جاءت مع اقرارنا لما دلت عليه من المعاني ثم قال وهؤلاء طرقوا اي فتحوا وهيأوا لاهل الالحاد والزندقة والبدع ان يستنبطوا الحق من اي شيء من عقولهم لانهم قالوا تأويلها باطل ولها تأويل فاذا كان لها تأويل فلا بد ان نشتهي معرفة هذا التأويل. وقول لا اله الا الله نقول غير صحيح لان الزنا الزنادقة والملاحدة يعتمد على عقولهم. فيقول لهؤلاء ان يستنبطوا الحق من عقولهم فان النفوس طالبة اي شيء لمعرفة ما خفي عنها ولمعرفة هذا الامر اعظم ابو طلب والمقتضى التام لذلك بها موجود ان الانسان بطبيعته ومقتضى طلب ما يجهله موجود في كل نفس وفيه عند كل انسان فاذا قيل لها ان الفاظ القرآن والسنة في ذاك لها تأويل لعل الله ولا يعلم احد معناها فروا الى عقولهم ونظرهم وارائهم فسد هؤلاء باب الهدى والرشاد اي نجهله وفتحوا لاولئك باب الزندقة والالحاد لعقولهم وقالوا قد اقررتم بان ما جاء بالرسل عليه الصلاة والسلام في هذا الباب لا لا يحصل له علم بالحق ولا يهدي اليه فهو في طريقتنا لا في طريقة الانبياء فهو فهو في طريقة لفظ الانبياء الانبياء شرعهم ووحيهم لا لا يهدي ولا يبين ولا يوضح فاما في طريقة نقول فنحن نستنبط من عقولنا ما يدل على الحق. فنحن نعلم ما نقول ونثبته بالادلة العقلية والانبياء لم يعلموا تأويل ما قالوا المراد المتكلم به ولا بين مراد المتكلم به واصاب هؤلاء من الغلط على السمع ما اصاب اولئك من الخطأ في العقل. يعني هؤلاء اصابه اصابه الغلط في السمع لانهم قالوا انها ليس لها معاني ومعانيها لا نعلمها ولا يدركها الا الله سبحانه وتعالى. وهؤلاء اخطأوا من جهة عليه شيء من جهة العقل حيث جعلوا هو الميزان في فهم نصوص الكتاب والسنة. وهؤلاء لم يفهموا مراد السلف بقولهم لان السلف مراد في ذلك لا يعلم تأويل المتشابه الا الله وكبر في اصل الاية في اول الاية والذي انزل عليك ايات هن منهن هن ام الكتاب وهو متشابهات واخر متشابه. فاما الذين في قلوب زيغ فيتبعون ما تشاء منه. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله اي شيء. المتشابه وليس كل ايات يلزم لماذا يقول هؤلاء؟ يقول ايات الصفات تريد شيء من المتشابه حتى ايش؟ حتى يدخلوها في هذا تأويل وحتى يدخلها في ان لا يعلمها الا الا الله. ولا شك ان ايات الصفات بالاجماع ليست داخلة من جهة معانيها في ايات متشابهة. وان ان ان جوزنا دخولها فيدخل منها ما يتعلق بكل هالصفات لا بحقائقها. فالسلف ارادوا المتشابه لا يعلمه الا الله. فان التأويل يقول ابن القيم في عرف السلف المراد به التأويل في مثل قوله تعالى بل ما المراد عند السلف ما المراد مثل قوله هل ينظرون الا تأويله؟ اي شيء المراد هنا تأويله؟ اي حقيقته؟ وما يؤول اليه وما يصير يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رغم الحق وقوله ذلك خير واحسن تأويلا اي ما وقع وصار احسن تأويل يعني احسن ما حصل ليوسف عليه السلام. وقوله ايضا او في سورة النساء. وقول يوسف يا ابتي فيا ابتي هذا تأويل رؤياي اي هذا تأويل رؤياي من قبل اي هذا حقيقتها وهذا تفسيرها وهذا يعني مآلت اليه. وقوله يعقوب ويعلمك من تأويل الاحاديث هنا معنى اخر. وقال تعالى وقال الذي نجى منه الذكر انا انبهه تأويله فارسلون. وقال يوسف عليه السلام الا نبأتكما بتأويله. فتأويل الكلام الطلبي هناك تأويل للكلام الخبري. وهناك تأويل الكلام الطلبي. اما ما علقوا بالطلب فتأويله امتثاله. تأويله امتثاله. تأويل الامر فعله وتأويل النهي تركه. واما تأويل خبر كما قالت عائشة في تأويل السنة قالت عائشة يتأول القرآن لما انزل الله سورة النصر قال فكان يقول فيقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن ماذا؟ يمتثل القرآن حيث امر الله عز وجل ان ان يسبح ويستغفر. وكما قال ابن عيينة السنة تأويل الامر والنهي اي تفسر ان السنة تبين الامر والنهي. واما تأويل ما اخبر الله به عن نفسه عن اليوم الاخر فهو نفس الحقيقة اخبر الله عنها اي حقيقتها وما يؤول اليه وما يصل اليه. وذلك في حق الله وكله ذاته والصفات التي لا يعلمها غيره بمعنى تأويل يوم القيامة متى تقع لا يعلمه الا من الا الله ما يكون في يوم القيامة من الحقائق والاهوال نحن نعلم فقط ما جاء به الخبر لكن لا ندرك ذلك على حقيقته يعني من كل وجه فيكون في جهة ادراك المعنى كاملا لا يعلمه الا الا الله بل نعيم الجنة اخبار الله عز وجل عن نعيمها واخبار سلم عن نعيمها لكن لا ندرك حقيقة ذلك المعنى وذلك النعيم على وجه كماله وعلى وجه حقيقته الان لماذا؟ لان لم نره فلا يعلم التأويل ذاك وحقيقته الا الا الله واعظم من ذلك ما يتعلق باسماء الله وصفاته فنحن نعلم ان الله يستوي ونعلم ان الله عز وجل يعلم ويسمع ويبصر لكن حقيقة ذلك وادراكه على كماله او ما يتعلق بكنهه فلا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. وكما قال مالك ربيعة وام سلمة عندما سمع الاستواء قال الاستواء معلوم والكيد مجهول وكذا قال ابن الماجي واحمد وغيره من السلف انا لا نعلم كيفية ما اخبر الله به عن نفسه وان كنا نعلم تفسيره ومعناه هذا هو هذا هو المناط ان وان كنا لا نعلم كيفية ما اخبر الله به عن نفسه وان كنا نعلم تفسيره فهذا يبين ان احمد لما جاء عنده قال لا كيف ولا معنى انه ينفي المعنى الذي يقول به الجهمي والا الامام احمد وغيره من اهل السنة يفهمون كلام الله ويدركون معناه وان الله خاطبنا بلسان عربي مبين عندما قال انه كان سميعا بصيرا علمنا ان الله ان الله يسمع وانه يبصر وعندما قال الرحمن استوى علمنا انه يستوي على عرشه كما يليق بجلاله وجميع هات الصفات كلمنا الله بها على ما نعقله وندركه ونفهمه ثم قال وقد فسر احمد الاية احتج بها الجميع متشابه وقال انهم تأولوها على غير تأويله اي على غير على غير معناها وحرفوا عن غير ان تأولوها على غير تأويلها على غير حقيقتها هذا معنى تأولوها على غير حقيقتها هذا معنى على تأويلها وكذلك الصحابة التابعون غسل القرآن وعلموا المراد بايات الصفات كما علم المراد من ايات الامن والنهو والاحكام. وذكر امثلة في ذلك انهم كانوا يحرصون على معرفة كلام الله عز وجل حتى ذكر عن مجاده وقال عرضت المصحف على ابن عباس من من اولنا خاتمته اوقفه عند كل اية واسأله عنها ثلاث مرات وكما كان عبد الله ابن عمر عند محل البقرة كان يقول نحفظ عشر ايات فيتجاوزها حتى نعلم ما فيها من العلم والعمل ان يفهمون المراد منه وكذا قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه بل قال ما في اية من كتاب الله الا وانا واعلم الا انا الا وانا اعلم فيما انزلت وكذا قال الحسن ما انزل الله اية الا وهو يحب ان يعلم ان يعلم ما اراد بها. فمما فمن قال كمن آآ اذا التأويل تأويلان تأويلات بالحقيق والصيرورة وهذا هذا من جهة حقيقته وتأويلته لا يعلم الا الله. ويدخل الى كل الصفات. واما من جهة التفسير فلم يقل احد من السلف ان تفسير الايات لا يعلمه الا الله. هذا لم احد من السلف بل السلف جميعا متفقون على ان نصوص الكتاب تدرك معانيها ويفهم الخطاب وانها دلت على معاني آآ اثبتوها وامنوا بها رحمهم الله تعالى اجمعين. فقال مسروق ما نسأل اصحابنا عن شيء الا في القرآن ولكن علمنا قصر بمعنى ان كل ما سأله موجب الكتاب لكن علمنا قصر عنه. وقال الشعبي الشعبي ما ابتدع قوم بدعة الا وفي كتاب الله بيانها الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. هذا ما تعلق بهذه اه المسالك الاربعة الباطلة. قال ابن القيم من جهة من جهته اكثرها فسادا واقلها قال واسلبها اي مسلك هذا المسلك الرابع هو المسلك المفوضة مجهلة لانهم يعني اثبتوا النصوص وامنوا بها لكنهم فوظوا معانيه وقد علمت بطلانه لهذا اذا كان هذا الوجه باطل من باب اولى الاوجه السابقة او المقامات السابقة اشد بطلانا ففاد هذا ان نصوص الكتاب والسنة يثبتها السمع ان نصوص كانت سنة يدل عليها يدل على معانيها الفهم والعقل وان الله خاطبنا بما تدركه عقولنا وليس في اثبات صفات الله ولا اسمائه مناقضة. او آآ من جهة العقل بل العقل والنقل متفقان متوافقان على اثبات ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم الوجه السابع ان هؤلاء معاوية الكتاب والسنة بعقليات نقف على هذا والله تعالى اعلم. يقول في ثلاث مئة فليس لهم فيه شبيه ولا مثال. فليس له فيه شبيه ولا مثال المنفي هو الشبه المقصود المقصود هنا المثل المقصود ان في المثل فليس قال فتأمل ايات الوحي التوحيد في القرآن على كثرته وتفندها واتساع وتنوعها تجدها كلها بالكمال الموصوف به. وان المتفرد بذلك الكمال وانه وانه المتفرد فليس له فيه فيه اي في هذا الكبال شبيه ولا مثال. شبيه بمعنى هنا معنى الشبيه بمعنى المماثل من كل وجه. لان لانه قد يطلق الشبه على المثل. ولذلك قد يقال ان نتي الشبه لم يقل لا ننفي ليس المراد اننا اننا نجسم الله عز وجل هو اننا نشبه الله بخلقه وانما عندنا وان اثبتنا المشاركة في الاسماء او في بعض او في اصل الصفات فانه لا تماثل بينهما من كل وجه. فلعل هذا من باب التوسل في العبارة وان المراد كما قال تعالى ليس كمثل البسيط فيقول لا شبيه نفع لا لا مثيل له. فليس فيها فليس فيه فليس له فيه شبيه من شبيه يشابهه في هذا الكمال انتباه الكباب واضح؟ مقصر شبه الايش؟ واضح؟ يرجع فيها فليس له اي في كماله وهذا حق لا اشكال لانك اذا حصل شبه اي شيء في الكباب والكباب هل هل هناك تشابه؟ لا ليس هناك تشابه واضح اليس له في كمال شبيه؟ ولا مثال. المثال حتى فيما دون في يعني ياه في اصل في اصل الاسم حتى ولو كان هناك اشتراك في الاسم مثلا السبب لله وسبع مخلوق هذا اشتراك لكن ليس ليس كمثله شيء لا بالسمع ولا بصري لكن الشبه في شبه. فلا نقول لا يشبه لا نقول لا في اصل الصفة لا شبه. نقول لا مثيل. لكن في كمالها لا شبيه ولا مثيل هذا بعد الاشبال يعني يكون لا شبه مواد يعود عليه شيء على الكمال. فلا شبيه له فيها اي في كماله. ولا مثيل لا في اصلها ولا في كمالها سبحانه وتعالى