الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في الامانة والخيانة فيها وتفسير الامانة وقول الله عز وجل ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها وقوله انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها الاية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الامانة والخيانة ما جاء في الامانة والخيانة فيها وتفسير الامانة هذه الترجمة عقدها رحمه الله لبيان مكانة الامانة في دين الله تبارك وتعالى والتحذير من ضدها وهي الخيانة والناس بين امين وخائن وفي هذه الترجمة ايضا تفسير الامانة وبيان شمولها لقيام العبد بحقوق الله سبحانه وتعالى على عباده فالصلاة امانة والصيام امانة والزكاة امانة وجميع الطاعات التي امر الله سبحانه وتعالى عباده بها كلها امانة وكذلك فيما يتعلق بحقوق العباد فكل ذلك داخل في الامانة والناس في ذلك كله بين امين وخائن واورد رحمه الله اول ما اورد قول الله جل وعلا ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها وقول الله عز وجل انا عرظنا انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملنها واتاني الايتان فيهما عظم شأن الامانة ووجوب ادائها والوفاء بها ان الامانة تتناول الدين كله حقوق الله سبحانه وتعالى على العباد وان الواجب على العبد ان يؤديها وافية تامة كما ائتمنه الله سبحانه وتعالى على ذلك وتتناول ايضا حقوق العباد من بر للوالدين وصلة للارحام وحقوق للجار وكذلك رعاية حقوق الناس وحفظ لودائعهم الى غير ذلكم من الامور التي تتعلق بحقوق العباد فكل ذلك داخل في الامانة والناس في القيام بهذه الامانة التي عرظها الله على السماوات والارض والجبال وهو عرظ تخيير وليس عرظ تحتين خيرها ولم يحتم عليها فابين ان يحملن لان لانهن وجدن الحمل عظيم جدا وخيرهن الله عز وجل فابين ان يحملنها وحملها الانسان. الجبال لم تحمل هذه الامانة والسماوات لم تحملنا والارض لم تحملها وحملها هذا الانسان وانقسم الناس تجاه هذه الامانة من حيث حملهم لها وعدم حملهم الى اقسام ثلاثة قسم حملها في الظاهر متظاهرا بحملها وانه من اهلها وانه من المحافظين عليها ولكنه في الباطن خائن للامانة يظهر ما لا يبطن يظهر حمل الامانة ويبطن الخيانة. وعدم حمل الامانة والقسم الثاني من لم يحمل الامانة لا ظاهرا ولا باطنا والقسم الثالث من حمل الامانة في ظاهره وباطنه وفي سره وعلنه والله سبحانه وتعالى ذكر هذه الاقسام الثلاثة في الاية التي تلي هذه الاية قال انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال تأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات هذه هي الاقسام الثلاثة في حمل الامانة او عدم حملها. القسم الاول اهل النفاق ومن اظهر وتظاهر بحمل الامانة لكنه في الباطن خائن يظهر ما لا يبطن والقسم الثاني من الناس من ضيع الامانة ظاهرا وباطنا وهم اهل الشرك والقسم الثالث من اكرمه الله سبحانه وتعالى بحفظ الامانة والقيام بها والعناية بها ظاهرا وباطنا سرا وعلنا نعم قال رحمه الله تعالى روى البيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال القتل في سبيل الله يكفر كل شيء الا الامانة الدين يؤتى بالعبد يوم القيامة وان قتل في سبيل الله فيقال له ادي امانتك فيقول اي رب كيف وقد ذهبت دنيا فيقال انطلقوا به الى الهاوية فينطلقون به اليها فتمثل له امانته كهيئتها يوم دفعت اليه فيراها ويعرفها فيهوي في اثرها حتى يدركها فيحملها على منه انتبه حتى اذا ظن انه خارج زلت عن منكبه فهو يهوي في اثرها ابد الابدين ثم قال الصلاة امانة والوضوء امانة والوزن امانة والكيل امانة وعدد اشياء واشد ذلك الودائع قال فاتيت البراءة فقلت الا ترى الى ما قال ابن مسعود؟ قال كذا وكذا قال صدق اما سمعت الله تعالى يقول ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها قال زيد بن اسلم هي الصوم والغسل من الجنابة وما خفي من الشرائع ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر موقوفا على عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وساقه الامام رحمه الله تعالى لان فيه تفسيرا الاية الكريمة ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها وبيانا الى ان ان الامانة لا تختص حفظ الودائع التي اؤتمن عليها الانسان بل انها تتناول وتشمل الدين كله كما سيأتي معنا في كلامه الصلاة امانة والوضوء امانة جميع الطاعات التي امر الله سبحانه وتعالى عباده بها كلها امانة ائتمنه الله جل وعلا على القيام بها والوفاء بها وادائها تامة وافية اضافة الى حقوق العباد فالاية الكريمة تدل على ان الامانة تتناول وتشمل ذلك كله وهذا الاثر اثر ابن مسعود مما يوضح هذا الامر ويبينه ولهذا قال رحمه الله تعالى في الترجمة وتفسير الامانة وتفسير الامانة فهذا الاثر فيه تفسير الامانة وبيان لمدلولها وحقيقتها قال ابن مسعود رضي الله عنه القتل في سبيل الله يكفر كل شيء الا الامانة والدين يكفر كل شيء اي يكفر ذنوب العبد يكفر ذنوب العبد الا الامانة والدين والامانة هو الدين حقوق الامانة والدين حقوق والحقوق ان لم يؤدها الى اهلها ان لم يؤدها الانسان الى اهلها في هذه الحياة الدنيا اديت يوم القيامة من حسناته كما قال عليه الصلاة والسلام لتؤدن الحقوق يوم القيامة ويوم القيامة لا توجد دراهم ولا دنانير وانما يوجد حسنات وسيئات فالحقوق تؤدى يوم القيامة وكون المرء قاتل في سبيل الله ابتغاء وجه الله وقتل في سبيل الله صابرا محتسبا عمله هذا يكفر ذنوبه لكن لا يكفر اذا كان عليه دين او عنده امانات هذه حقوق لابد ان تؤدى للعبادة ان اديت في الدنيا والا اقتص من حسنات المرء يوم القيامة كما سيأتي توضيحه في كلام ابن مسعودا رضي الله عنه قال يؤتى بالعبد يوم القيامة وان قتل في سبيل الله هذا تأكيد للمعنى السابق وان قتل في سبيل الله فيقال له ادي امانتك ادي امانتك اي التي طلب منك في الحياة الدنيا ان تؤديها وفرطت فيها ادي امانتك فيقول اي رب كيف وقد ذهبت الدنيا اي رب كيف وقد ذهبت الدنيا وهذا يوضح ان يوم القيامة ما ثمة شيء من امور الدنيا التي كان يمتلكها الانسان من دراهم ودنانير اموال وممتلكات كلها تنتهي في الدنيا ولهذا جاء في حديث عبد الله بن انيس وحديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الله العباد يوم القيامة حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله قال اي ليس معهم من الدنيا شيء اي ليس معهم من الدنيا شيء جميع الاموال الممتلكات كل امور الدنيا لا يمشي او لا يذهب معه شيء منها اه او يدخل معه في قبره او يكون معه في حصره ووقوفه بين يدي ربه يوم القيامة وفي الحديث يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد. يرجع ماله واهله ويبقى عمله ولهذا قال هنا اي رب كيف وقد ذهبت الدنيا كيف اؤدي هذه الامانات والدنيا ذهبت فيقال انطلقوا به الى الهاوية والهاوية اسم من اسماء النار انطلقوا به الى الهاوية اي الى النار فينطلقون به اليها فتمثلوا له امانته كهيئتها يوم دفعت اليه كهيئتها يوم دفعت اليه ان كانت اموالا او كانت مثلا ذهبا او كانت غير ذلك من الامور تمثل له كيوم دفعت اليه فيراها ويعرفها. يعرف ان هذه امانة فلان هذي امانة فلان وهذي وديعة فلان كيوم دفعت اليه فيراها ويعرفها فيهوي في اثرها اي في النار فيهوي في اثرها حتى يدركها حتى يدركها فيحملها على منكبه اي من اسفل اسفل النار لانه يهوي فيحملها على منكبه حتى اذا ظن انه خارج اي خرج بهذه الامانة ليعيد بصاحبها حتى اذا ظن انه خارج زلة عن منكبه فيهوي في اثرها ابد الابدين فيهوي في اثرها ابد الابدين ثم قال الصلاة امانة والوضوء امانة والوزن امانة والكيل امانة وعدد اشياء واشد ذلك الودائع هنا يلاحظ او ينبغي ان يلاحظ ان الامانة كما تقدم بيانها وتعريفها تشمل الدين كله ولهذا التوحيد اخلاص الدين لله عز وجل والبراءة من الشرك اول ما يدخل في باب الامانة وحفظها كذلك صلاة العبد وصيامه وطاعته طاعته لله سبحانه وتعالى هذه كلها داخلة في الامانة. ويدخل ايضا حقوق العباد واذا جاء المرء مضيعا للامانة يوم القيامة فان كان هذا التضييع للامانة بلغ به حد الكفر مثل ما تقدم معنا في شرح الاية كالكفار الذين لم يحملوها لا ظاهرا ولا باطنا والمنافقين الذين تظاهروا بحملها وهم مضيعين لها في الباطن فهؤلاء من اهل الخلود في النار ابد الاباد من اهل الخلود في النار ابد الاباد اما اذا كان الامر في اضاعة الامانة دون الكفر بالله سبحانه وتعالى فانه لا يخلد فيها ابد الاباد اذ لا يخلد في النار الا المشرك كما يدل على ذلك ايات منها قول الله سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قوله الصلاة امانة والوضوء امانة والوزن امانة والكيل امانة هذا واضح في تفسير الامانة وهو المقصود من سياق هذا الخبر هنا في تفسير للامانة وان الامانة تتناول حقوق الله مثل الصلاة والوضوء وغير ذلك من العبادات وتتناول حقوق العباد مثل الوزن والكيل وغير ذلك من الامور التي تتعلق بحقوق العباد فالامانة تتناول الدين كل قال فاتيت البراء فقلت الا ترى الى ما قال ابن مسعود يعني تعجب من الكلام الذي سمع من ابن مسعود قال كذا وكذا اي شرح له ما سمعه وذكر له ما سمعه من ابن مسعود فقال اي البراء صدق اما سمعت الله تعالى يقول ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها مراد البراء ان هذه الاية تدل على المعنى الذي بسطه ابن مسعود قبل قليل وان الامانة تشمل هذا كله ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ان كانت الامانات الصلاة والصيام انواع العبادات فالواجب اداؤها لله سبحانه وتعالى مخلصا دينه لله جل وعلا وان كانت حقوق للعباد فان الواجب عليه ايضا ان يؤديها وافية لا نقص فيها لان لان الله امره بذلك بل قال العلماء رحمهم الله اخذا من هذه الاية عموم قوله الى اهلها قالوا ان وجوب اداء الامانة وقول الله جل وعلا تؤدوا الامانات الى اهلها جاءت مبهمة مبهمة يعني ليست اه مخصصة في اه امر معين مبهمة او مطلقة ايضا او مرسلة فتتناول بعمومها حتى الفاجر حتى الفاجر حتى الكافر اذا كان له امانة له حق يجب ان يؤديه آآ العبد وهو مؤتمن على ذلك يقول ميمون ابن مهران رحمه الله تعالى كما روى ذلك الخرائط في كتابه مكارم الاخلاق ثلاث تؤدى الى البر والفاجر ثلاث تؤدى الى البر والفاجر الرحم تصلها برة كانت او فاجرة الرحم تصلها برة كانت او فاجرة والعهد تفي به للبر والفاجر والامانة تؤدى الى البر والفاجر وهذا موضع الشاهد من كلامه قال امانة تؤدى الى البر والفاجر وكلنا يذكر قصة النبي عليه الصلاة والسلام لما خرج من مكة عندما اشتد هذا المشركين عليه واهموا بقتله عليه الصلاة والسلام خرج ليلا من مكة وكان عنده امانات ودائع لهؤلاء المشركين لهؤلاء الذين اذوه لهؤلاء الذين هموا بقتله كان عنده ودائع لهم مع هذا الاذى العظيم وكونهم هموا بقتله الى غير ذلك لما اراد ان يخرج وكل عليا رضي الله عنه بتلك الودائع يردها واحدا واحدا لاصحابها يردها واحدا واحدا لاصحابها. الناس في مثل هذا المقام في الغالب يقول هؤلاء ظلموني واعتدى علي وفعلوا وفعلوا فلا لا اعيد لهم شيء من ذلك فرد جميع الودايع وكل علي رضي الله عنه باعادة جميع هذه الودائع لاهلها. فالامانة حق لابد ان يؤدى لصاحبه برا كان او فاجرا مسلما كان او كافرا قال وقال زيد ابن اسلم هي الصوم والغسل من الجنابة وما خفي من السرائع هذا التفسير تفسير على طريقة معروفة عند ائمة السلف في في التفسير وهي تفسير النص ببعض افراده تفسير النص ببعض افراده او ببعض ما يدخل في معناه بحيث يكون نص يشمل معاني كثيرة فيفسروا ببعض افراده او بعض ما يدخل في معناه قال هي الصوم والغسل من الجنابة وما خفي من الشرائع وما خفي من الشرائع ولعل المراد بما خفي من الشرائع اي ما يقوم به العبد ما يقوم به العبد ولا يطلع عليه الا الله سبحانه وتعالى من اعمال فهذه ايضا امانة هذي امانة يعني ليس قيام العبد بالواجبات الدينية اذا كان في العلن بل حتى ما خفي والاعمال التي اؤتمن العبد على القيام بها بينه وبين الله يجب عليه ان يوفي هذه الامانة كاملة غير منقوصة حتى يكون ممن ادى الامانة نعم قال رحمه الله تعالى باب الولايات من الامانة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة قال كيف اضاعتها؟ قال اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة. اخرجه البخاري قال رحمه الله تعالى باب الولايات من الامانة الولايات من الامانة عرفنا في الترجمة السابقة في تفسير الامانة انها تشمل الدين كله فحقوق الله من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك هذا كله داخل في الامانة وايضا ما يتعلق حقوق العباد ما يتعلق بحقوق العباد وفي هذه الترجمة يبين رحمه الله تعالى ان الولايات من الامانة الولايات مثل الامرة مثل القضاء وغير ذلك من اه الولايات التي تتعلق بمصالح آآ المسلمين وشؤونهم وامور دينهم واقامة العبودية عبوديتهم لله سبحانه وتعالى هذه كلها داخلة في الامانات ومن قام على هذه المسؤوليات الجسيمة العظيمة فانه مؤتمن على هذه المسؤولية ويسأله الله سبحانه وتعالى عن ذلك واذا كان عامة الناس كل يسأل عن نفسه فان اصحاب الولايات يوم القيامة يسألون عن انفسهم وعن رعيتهم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فهذه امانة ائتمنه الله سبحانه وتعالى عليها وسيسأله عنها يوم القيامة ولهذا تسمى مسؤولية باعتبار انه يسأل عنها يوم القيامة. كلكم مسؤول هذي مسؤولية اي ساقف بين يدي الله ويسأله عن ما قام به بهذه الولاية التي تحملها وليها قال عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة وهذا السؤال متى الساعة قد تكرر طرحه على النبي عليه الصلاة والسلام وفي كل مرة يجيب بحسبه صلوات الله وسلامه عليه جبريل قال له في الحديث المشهور اخبرني عن الساعة اي متى الساعة؟ قال ما المسؤول عنها؟ باعلم من السائل اي ليس عندي ولا عندك علم بها علمها عند الله سبحانه وتعالى ومرة سأله رجل السؤال نفسه قال متى الساعة فصرف النبي صلى الله عليه وسلم همة واهتمام هذا السائل الى الاستعداد للساعة والتهيؤ قال وماذا اعددت لها وماذا اعددت لها لا لا تنشغل بالبحث متى وقتها ولكن انشغل بالشيء الذي اعددته لها هي اتية واتيانها قريب لكن انظر في عملك انت اي شيء اعددت للساعة اما ان يشتغل انسان في التحري السؤال ايظا التخمين متى الساعة يبحث في ذلك وهو مظيع للعمل؟ اي اي شيء استفاد ويوضح ذلك مثال لو قيل لاناس ان العدو اقبل على بلدكم ان العدو اقبل على بلدكم فاخذ بعظ الاشخاص يقول متى يصل كم باقي له من المسافة ودخل في هذه الاسئلة وهو متراخي عن العمل والاخر هب مباشرة واخذ يستعد ويتهيأ ويرتب نفسه لهذه الملاقاة فالنبي عليه الصلاة والسلام صرف همته لما ينبغي ان يرعاه ويعتني به من تهيؤ واستعداد والساعة اتية قادمة مقبلة قال ماذا اعددت لها ماذا اعددت لها وهنا في هذه في هذا السؤال وهو السؤال نفسه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيء من العلامات شيء من العلامات وذكره عليه الصلاة والسلام في هذا الجواب لشيء من العلامات متضمن ايضا لمعنى الاستعداد والتهيؤ وكانه يحذر عليه الصلاة والسلام من ان يكون الانسان على هذه الحالية تأتيه الساعة سواء ساعته الخاصة او تدركه الساعة العامة وهو مضيع للامانة فهذا اخبار ومتظمن ايظا في الوقت نفسه للتحذير من تظييع الامانة قال ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة اذا ظيعت الامانة فانتظر الساعة اي اذا ظيع الناس الامانة هذه علامة على قرب قيامها لان هذا خراب في الكون خراب في الناس دمار في حياتهم والاخرة والاخرة تقوم على خراب الدنيا. اذا خربت وفسد الناس وضاعت الامانة حينئذ تقوم الساعة فهذه علامة من علامات دنو قيامها وقرب قيامها فقال اذا ظيعت الامانة فانتظر الساعة قال السائل كيف اضاعتها كيف اضاعتها يعني نريد علامة نعرف منها ان الامانة ظيعت فقال عليه الصلاة والسلام اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة. وسد الى غير اهله اي جعل في غير اهله اسند الى غير اهله اذا وضع في المواطن العظيمة التي مواطن لا يوضع فيها الا الامين الوفي الناصح اذا وضع فيها الخائن اذا وسد الامر الى غير اهله اي جعل كغير اهله فهذه علامة من علامات قرب قيامها ودنو مجيئها. قال اذا وسد الامر الى غير اهله. هنا ايضا اهله من هم وسد الامر الى غير اهله. اهله من هم يعني اهل الديانة اهل الامانة ان كان منصبا يتعلق بالقضاء والعلم والافتاء ونحو ذلك من الامانات ايضا ان يوسد له اهل العلم والبصيرة بدين الله واهل الديانة والنصح لعباد الله تبارك وتعالى فاهله اي اهل الديانة والامانة والنصح والفهم والبصيرة قال اذا وسد الامر الى غير اهله تنتظر الساعة وهذا مما يستفاد منه اهمية الامانة وعظم شأنها وانها من الاسس العظيمة التي يقوم عليها صلاح الكون وصلاح الناس واستقامة امرهم ومعنى ضياع الامانة قرب نهاية هذا هذا العالم ضياع الامانة قرب نهاية هذا العالم ودنو قيام الساعة نعم قال رحمه الله تعالى باب النهي عن طلبها قال عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه مرفوعا لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها من غير مسألة اعنت عليها وان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فاتي الذي هو خير كفر عن يمينك اخرجاه قال باب النهي عن طلبها النهي عن طلبها المراد بطلبها هنا اي الامانة التي هي الولاية لا نتقدم معنا بالترجمة السابقة باب الولايات من الامانة فقول النهي عن طلبها اي طلب الولايات طلب الولايات التي هي امانة الولايات مثل الامرة مثل القضاء مثل الافتاء الى غير ذلك من المناصب العظيمة التي مسؤولية عظيمة يؤتمن عليها من تحمل هذا الواجب واؤتمن عليه فالنهي عن طلبها النهي عن طلبها وذلك لان الطلب يدل على حرص وهذا الحرص يخشى على صاحبه مثل ما يأتي بيان ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف خير غير الحريص ممن هو اهل وليس حريصا ويلزم بها الزاما ويدفع اليها دفعا حري بامثاله ان ينفع الله سبحانه وتعالى به النفع العظيم قال لا تسأل عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه مرفوعا قال لا تسأل الامارة لا تطلبها لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها من غير مسألة اعنت عليها ان اعطيت من غير مسألة اعنت عليها اذا كان حصلت الامارة لك بدون مسألة وانما اخترت لذلك والناس واهل الحل والعقد اطمأنوا اليك والزموك بذلك فانك تعان على ذلك اي يعينك الله سبحانه وتعالى ويسددك واذا اعطيته عن مسألة وكلت اليها اذا اعطيته عن مسألة اذا كنت حصلت عليها عن مسألة اي حرص وطلب لها فانك وكلت اليها توكل الى آآ اي تصرف اليها وكلت اليها اي صرفت اليها واصبحت قد وكلت الى نفسك وكلتها الى نفسك فاتك معونة الله لك وتسديده سبحانه وتعالى واعتبر بما في هذا الباب بما استجد في زماننا هذا مما لا مما لم يكن معروفا في الزمان الاول من اه امور تقام فيها الحرص الظاهر على الولاية الحرص الظاهر على الولاية فتجد بعض الناس يرشح نفسه ويطلب الاصوات الكثيرة يشجع اه المصوتين والناخبين حتى يا يعينون الى ان ان يكون هو المسؤول او الذي بيده اه الولاية فمثل هذا كما دل الحديث يوكل الى هذا الشيء الذي حرص عليه و عمل على طلبة قال فانك ان اعطيتها عن مسألة ان عطيت عن مسألة ان سألتها وطلبتها وحرصت عليها وكلت اليها. واذا وكل انسان اليها ضاع فاته معونة الله سبحانه وتعالى ثم قال عليه الصلاة والسلام واذا حلفت على يمين فرأيت فرأيت غيرها خيرا منها فاتي الذي هو خير وكفر عن يمينك وهذا عام يعني في كل ما يحلف عليه الانسان ان يفعل او ان لا يفعله ثم يتبين له ان الامر خلاف ذلك وان من الخير ان يفعل هذا الامر فليكفر عن يمينه وليأتي الذي هو خير وهذا ذكره هنا في هذا الموضع بعد النهي عن سؤال الولاية وان من اعطيها دون مسألة فانه يعان قد يصل الحال في بعض الناس في عدم حرصه على الولاية ان يحلف ان لا يلين ان يحلف ان لا يلين من عدم حرصه وخوفه فاذا طلب منه وقد حلف الا يلين طلب منه والح عليه ورأى ان قيامه بهذا الامر فيه مصلحة للمسلمين فليكفر عن يمينه فان اليمين التي كانت منه ليست مانع من نأى ان يقوم بهذا الامر الذي اه طلب منه وفيه عنده من الفهم والقدرة والدراية على القيام به فليكفر عن يمينه وليأتي الذي هو خير نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في غش الرعية قال عن معقل ابن يسار رضي الله عنه مرفوعا ما من عبد يسترعيه الله يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته قبله حديث ولمسلم عن ابي ذر ولمسلم عن ابي ذر رضي الله عنه قلت يا رسول الله الا تستعملني فظرب بيده على منكبي ثم قال يا ابا ذر اراك ضعيفا وانها امانة وانها يوم القيامة خزي وندامة الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها قال ولمسلم عن ابي ذر رضي الله عنه قلت يا رسول الله الا تستعملني اي على شيء من هذه آآ الولايات اه الاعمال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا ابا ذر اني اراك ضعيفا اني اراك ضعيفا فاخبر عن النبي عليه الصلاة والسلام ان ما يراه فيه صلوات الله وسلامه عليه من ضعف يجعله آآ الخير له والاولى به الا يتحمل امانة مع هذه الضعف مع هذا الظعف لان الامان تحتاج الى قوة تحتاج الى قوة حتى يتمكن الانسان من تحقيق هذه الامانة او الولاية التي تحملها واؤتمن عليها قال اني اراك ضعيفا وانها امانة هذه المسؤوليات امانة اؤتمن عليها العبد والله جل وعلا يسألها يسأله عنها يوم القيامة. ولهذا قال وانها يوم القيامة خزي ندامة خزي وندامة على من على شخصين خزي وندامة على شخصين شخص ليس عنده علم ولا قدرة وقبل الامانة وهو ما عنده قدرة ما عنده قدرة على القيام بها وقبلها وهو لا علم ولا قدرة ولا فهم ولا دراية وتحمل الامانة ولا قدرة له عليها فهذا فيه تضييع لها لان تحملها وليس هو من اهل القدرة عليها والاخر الذي تكون عليه خزي وندامة من كان عنده علم وقدرة لكنه استغل الامانة في الظلم والخيانة تضييع الحقوق وغير ذلك فهي ايضا تكون خزي عليه وندامة يوم القيامة قال وانها يوم القيامة خزي وندامة الا هذا استثناء لا يكون من كان كذلك من اهل الخزي والندامة الا من اخذ بحقها وادى الذي عليه فيها اخذها بحقها اي كان اهل لها وعنده قدرة على القيام بها فمن لم يكن اهلا لها واخذها يكون قد اخذ بغير حقها فتكون خزيا وندامة عليه قال وادى الذي عليه اه عليه فيها وهذا ان كان اخذها وهو اهل اه لها وقادر على القيام بها وقوي على على ذلك وظيع فانها تكون اه خزيا عليه الا من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث في صحيح مسلم قال هذا الحديث اصل عظيم في اجتناب الولايات هذا اصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولايات واما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن اهلا لها او كان اهلا ولم يعدل فيها فيخزيه الله يوم القيامة ويفضحه ويندم على ما فرط واما من كان اهلا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الاحاديث الصحيحة تحاديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر عليه الصلاة والسلام من هؤلاء السبعة امام عادل والاحاديث في هذا المعنى الذي ذكره رحمه الله تعالى كثيرة ولهذا كان اه خلق من السلف يمتنع عن هذه الولايات كله من من باب الخوف والشفقة على نفسه من من مثل هذا المعنى الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث العظيم. اما من كان اهلا وعنده علم وعنده قدرة وطلب منه ذلك والزم وفي آآ قيامه بتلك الامانة مصلحة للامة فان مثل هذا يتعين عليه ان يقوم بهذا الحق وان ان يعمل على ما فيه مصلحة المسلمين وفي هذا الثواب العظيم مثل ما تقدم معه لا يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين لسديد الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل بخير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا