الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في غش الرعية قال عن معقل ابن يسار رضي الله عنه مرفوعا ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا ما لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في غش الرعية غش الرعية اي من قبل الراعي والاصل فالراعي ان يقوم على رعيته بالنصح والعدل ورفع الظلم والاحسان الى الرعية قد قال العلماء رحمهم الله تعالى الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره ولهذا فالاصل ان يكون الراعي لرعيته ناصحا قائما بالعدل بعيدا عن الغش لهم والغش يكون ظلمهم الاعتداء عليهم والاساءة في حقهم وهذا كله من دروب الغش الذي يتنافى مع الواجب الذي تحمله الراعي مع رعيته وفي الحديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته اورد رحمه الله تعالى حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه مرفوعا قال ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة وفي رواية فلم يحطها بنصيحته الا لم يجد رائحة الجنة اخرجه وهذا فيه التهديد العظيم والوعيد للراعي اذا لم يحط الرعية النصيحة ومعنى يحطها اي يكلؤها ويرعاها بالنصح فاذا لم يحطها بالنصيحة ومات وهو غاش للرعية ويتناول الغش الظلم اخذ الاموال سفك الدماء الانتهاك للاعراض الى غير ذلك من الامور فمن مات قد ولي ولاية واسترعاه الله سبحانه وتعالى رعية ثم يموت يوم يموت وهو غاش لهم الا حرم الله عليه الجنة ولا يأتي مثل هذا الوعيد الا فيما هو كبير وجاء في بعض روايات هذا الحديث في صحيح مسلم ما من امير يلي امر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح الا لم يدخل معهم الجنة قال ثم لا يجهد لهم وينصح الا لم يدخل معهم الجنة ورد فيه ان الواجب على الراعي مع رعيته ان يجهد لهم فيما فيه الخير لهم والمصلحة وان ينصح لهم وان يحذر اشد الحذر من غشهم وان يحيطهم اه النصح وحسن الرعاية. نعم قال رحمه الله تعالى باب الشفقة على الرعية وقول الله تعالى واخفض جناحك للمؤمنين وقوله فبما رحمة من الله لنت لهم قال رحمه الله تعالى باب الشفقة على الرعية والشفقة على الرعية هو من تمام النصح لهم. يتعامل معهم بالرفق والشفقة ومحبة الخير لهم بالحنو عليهم والعطف والبعد عن الفظاظة والغلظة والعنف والشدة اورد قول الله عز وجل واخفض جناحك للمؤمنين وخفض الجناح ولين الجانب واللطف في المعاملة والاحسان في الخلق واخفض جناحك للمؤمنين اي كن لين الجانب معهم حسن التعامل رفيقا حليما وقوله فبما رحمة من الله لنت لهم اي برحمة من الله عليك بها وتفظل لنت لهم اي صرت لينا بعيدا عن الفظاظة والغلظة والشدة وهذا من من الله سبحانه وتعالى عليك وعليهم ان جعلك بهذه الصفة قال ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وهذا فيه ان اللين والرزق حسن التعامل يترتب عليه ائتناف القلوب ومحبتها وتحقق المصالح العظيمة والمنافع العديدة بخلاف الغلظة فان تشتت ولا تجمع وتفرق ولا تؤلف كان قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به وهذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه. ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به فيه هذه الدعوة العظيمة من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهي تختص بالولاة دعاء يختص بالولاة بقسميهم لان الولاة على قسمين قسم يشق على الرعية وقسم يرفق بالرعية وهذه دعوة من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام صائبة كل راع في كل زمان وفي كل مكان دعا عليه الصلاة والسلام بهذه الدعوة اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه وهذا فيه ان الجزاء من جنس العمل اذا عامل الرعية بالعنف والغلظة والقسوة والبطش والشدة عاقبها الله سبحانه وتعالى من جنس عمله فلقي من الغلضة والشدة والعنف جزاء ووفاقا جزاء وفاقا ما كان عليه من تعامل مع الرعية بالغلظة والشدة والاشفاق عليهم قال اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من امر امتي شيء فرفق بهم ترفق به وهذا دعاء لمن عامل الرعية بالرفق واللطف والاحسان دعا له النبي صلى الله عليه وسلم ان يرفق الله سبحانه وتعالى به وهذا الحديث يعد من ابلغ الزواجر عن المشقة على الناس يعد من ابلغ الزواج عن المشقة على الناس وفيه ايضا اعظم حث على الرفق بهم على الرفق بهم وان من شق على الناس شق الله عليه ومن رفق بهم رفق الله سبحانه وتعالى به والقاعدة في هذا الباب في النصوص معروفة ان الجزاء من جنس العمل ان الجزاء من جنس العمل وكما ان هذا الامر في الولايات العامة كذلك ايضا ولاية الانسان الخاصة في بيته مع اولاده واهل بيته ينبغي ان تكون قائمة على الرزق الرحمة العطف الاحسان المعاملة الكريمة وان تكون بعيدة عن الاشقاق عليهم والعنف والشدة والقسوة نعم قال رحمه الله تعالى باب الاحتجاب دون الرعية قال عن ابي مريم الاسدي رضي الله عنه انه قال لمعاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولاه الله شيئا من امور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة قيامة وجعل معاوية رجلا على حوائج الناس رواه ابو داوود والترمذي نعم. وللترمذي عن عمرو بن مرة الجهني نحوه نحوه وصححه الحاكم قال باب الاحتجاب دون الرعية الاحتجاب دون الرعية. الاحتجاب دونهم ان يجعل بينه وبين الرعية حجابا وكل ما يحتاج احد من الرعية حاجة في شدة في ضائقة في ضرورة الى شيء وجدوا بينهم وبين الراعي القائم على شؤونهم مصالحهم وجدوا بينهم وبينه الحجاب فلا يستطيعون الوصول اليه ولا يستطيعون ذكر حاجتهم اليه وهذا خلاف النصح لان النصح للرعية يستوجب آآ النظر في حاجاتهم والنظر في مصالحهم سواء كان هذا النظر مباشرا من الراعي نفسه او ان يجعل اناسا يقومون على ذلك قال عن ابي مريم الازدي رضي الله عنه انه قال لمعاوية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولاه الله شيئا من امر المسلمين احتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة قوله احتجب فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم هذه جاءت مرتبة كلها تعد في باب الاحتياج لكنها جاءت مرتبة بالاخف فالاشد فالاكثر شدة قال احتجب دون حاجتهم احتجب دون حاجتهم اي ما يحتاجه الانسان ولا يصل الى درجة الضرورة والظرورات والخلة اشد من ذلك والخلة اشد من ذلك وهي دون الفقر ويدون الفقر وهذا فيه ان حاجات الناس ومطالبهم متفاوتة متفاوتة منها ما هو شديد جدا ومنها ما هو متوسط ومنها دون ذلك والواجب الا يحتجب عن شيء منها الواجب الا يحتجب عن شيء منها بل ينظر فيها ويعمل على آآ المعاونة وسد الحاجة والخلة والفقر قال فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة واذا وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم القيامة كان احوج ما يكون الى معونة الله له وحفظه تسديده فاذا كان بهذه الصفة في الحياة الدنيا محتجبا عن شؤون الرعية عوقب بهذه العقوبة جزاء وفاقا والجزاء من جنس العمل قال احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة واذا كان كذلك هلك قال فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس وهذا فيه اهمية النصح في الرعية اهمية النصح للرعاة وولاة الامر وان هذه جادة السلف بخلاف طريقة اهل الشغب والفوضى وطريقة السلف قائمة على النصح للولاة بيان الحق لهم ذكر كلام الرسول عليه الصلاة والسلام مخاطبة بما يليق بمقامهم وايضا بالنصح المناسب لذكر الدليل تنبيههم على الخطأ برفق ومن كان كذلك ادى ذلك سرا بينه وبين ولي الامر فقد ادى الذي عليه كما جاء في الحديث من كانت له حاجة لذي سلطان فلا يبده علانية وليأتي وليأخذ بيده فان قبل والا يكون ادى الذي عليه فكانت هذه الجادة ولها نفعها العظيم واثرها البالغ والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى وحده قال فجاء له معاوية رجلا على حوائج الناس جعل رجلا على حوائج الناس اي ان ذكره ذكرى ابي مريم الازدي رضي الله عنه لهذا الحديث وتذكيره لمعاوية به كان معونة معاوية رضي الله عنه وارضاه على مزيد الاهتمام العناية بهذا الامر العظيم الذي هو حوائج الرعية وعدم الاحتجاب عنهم نعم قال رحمه الله تعالى باب المحاباة في الولاية اخرج احمد والحاكم وصححه عن يزيد ابن ابي سفيان رضي الله عنه ان ابا بكر عن ابا بكر رضي الله عنه قال له يا يزيد ان لك قرابة فهل فهل عسيت ان تؤثرهم بالامارة وذلك اكثر ما اخاف عليك بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولي من امر المسلمين شيئا فامر احدا محاباه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم نعم وللحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا من استعمل رجلا على عصابة وفيهم من هو ارظى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين قال رحمه الله تعالى باب المحاباة في الولاية المحاباة تكون تكون من الوالي لقرابته مثلا اصدقائه لمن بينه وبينهم آآ الصلة او تواصل او نحو ذلك بقطع النظر عن مصلحة الامة ومصلحة الناس فيجعل بحكم المحاباة على الولايات من لا يحسن ويترك من يعرف بالاحسان والنصح فهذه تسمى محاباة والمحاباة اخلال بالمسئولية العظيمة والواجب الكبير نحو الرعية ويكون الامر قائما على هذا النظر القاصر وفيه تعطيل للمصلحة العظيمة للامة بجعل الاكفاء على الولايات العامة التي لا تتحقق المصالح ولا تدرأ المفاسد الا بوجود الاكفاء اما غير الكفؤ اذا جعل على الولاية ضاع ما تحته والمحاباة في الولاية نوع من الغش وقد تقدم معنا في ترجمة خاصة عند المصنف باب ما جاء في غش الرعية. فهو نوع من الغش ويتنافى مع النصح الواجب للرعية واورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديثين احدهما في المسند الامام احمد ومستدرك الحاكم والاخر في مستدرك الحاكم لكن كل من آآ الاسنادين لا يثبت في في كل من الحديثين رجل متروك فالحديثان اه غير ثابتين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان آآ غير ثابتين عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن من حيث المعنى فالمعنى حق ويدل عليه ما سبق في الترجمة الماضية قال باب ما جاء في غش الرعية. تلك الترجمة فيها شاهد بين لهذه الترجمة الحديث الاول قال عن يزيد بن ابي سفيان آآ ان ابا بكر رضي الله عنه قال له يا يزيد ان لك قرابة فهل عسيت ان تؤثرهم بالامارة فهل عسيت ان تؤثرهم بالامارة وذلك اكثر ما اخاف عليك بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولي من امر المسلمين شيئا فامر احدا محاباة عليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم والحديث الثاني حديث ابن عباس مرفوعا من استعمل رجلا على عصابة وفيهم من هو ارظى لله منه اي حاب ذلك الرجل فقد خان الله ورسوله والمؤمنين وقد خان الله ورسوله والمؤمنين وعلى كل المعنى الذي بوب المصنف رحمه الله تعالى له وهو المحاباة في الولاية وانها لا تجوز هذا معنى متقرر وثابت دل عليه كثير من النصوص ومنها ما سبق ان اورده رحمه الله تعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا ما في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا