والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الموصلي رحمه الله تعالى فيما اختصره من الصواعق المرسلة لابن القيم قال الوجه التاسع والعشرون ان هؤلاء المعارضين التاسع والعشرون في مسألة تعارض العقل مع النقل ومن يقدم العقل على النقل ويرى ان العقل مقدم على الوحي وعلى النقل بدعوى ان العقل هو الذي دل على الوحي وهذه دعوة باطلة فذكر من تلك الاوجه التي تبطل هذا القول وان التعارض بين العقل الصريح والنقل الصحيح ممتنع. فقال رحمه الله تعالى ان هؤلاء المعارضين بين العقل والوحي لا يمكنهم اثبات الصانع. بل يلزم من قولهم نفيه بالكلية لزوما بينة. ولا ان العالم مخلوق ولا يمكنهم اقامة دليل على استحالة الهين. ولا اقامة دليل واحد على استحالة كون الصانع جسما. ولا اثبات كونه عالما ولا قادرا ولا ربا. وذلك بدعوة ان اثبات شيء من الماهية لله عز وجل هو نوع تجسيم. ولذا انتهى قول الجهمية من الفلاسفة والزنادقة لعنهم الله جميعا الى ان الى ان الله عز وجل ليس بداخل عالم ولا خارجه ليس بداخل العالم وانما هو وجود في الاذهان لا حقيقة له في الاعيان. ولذا كما قال مبارك وغيره انتهى قول هؤلاء الى انه ليس في السماء اله. فلا يمكن ان يثبتوا وجودا لان الوجود الذي يريدون يثبتونه انما هو في اذهان فاذا ارادوا ان يقيدوه او يضيفوه زعموا ان ذلك تجسيما. ولذلك يثبتون الوجود المطلق ولا يثبتون حقيقة ذلك وجود يقول ابن القيم ونقتص من هذه الجملة على بيان عجزهم عن اثبات وجوده سبحانه وتعالى فضلا عن تنزيهه. اذا هم لا ان يثبتوا وجوده فضلا عن ان ينزهوه عن صفات النقص فضلا عن تنزيهه عن صفات كماله فنقول المعارضون بين العقل والوحي في الاصل وصدق في هذا هم الزنادقة. المنكرون للنبوات وحدوث العالم والمعاد. وهم يرون ان العالم قديم وان العالم وجوده مع الله عز وجل كوجود العلة مع المعلول. اي وجد تباعا لا انه وجد بايجاد الله له وانما وجد وانما وجد كحال الاحراق عند وجود النار. وكحال الري عند وجود شرب الماء. قالوا كذلك العالم وجود وهو وجوده ايش؟ وجود علة لمعلول اي وجد تباعا وليس وليس هو خالق له. قال بعد ذلك هو حدوث العالم والميعاد وافقته في هذا الاصل الجهمية المعطر صفات الرب تعالى وافعاله والطائفتان لم تثبت للعالم صانعا البتة. لان الجهمية لا يثبتون الها موجودا ولا يثبتون ذاتا تقوم بها الصفات وانما يثبتون وجودا مطلقا. قال ابن القيم فان قال الذي اثبتوا اثبتوه وجوده مستحيل. الصال الذي اثبتوه وجوده مستحيل. فضلا عن كونه واجب الوجود اما زنادقة الفلاسفة فانهم اثبتوا للعالم صانعا لفظا لا معنى. لفظا لا معنى. ثم لبسوا على الناس وقالوا ان الم صنعه وفعله وخلقه وهو في الحقيقة عندهم غير مصنوع ولا مخلوق ولا مفعول. الجهمية ماذا يقول ابن القيم؟ فان الصائم الذي اثبتوه وجوده مستحيل لان الجهمية يعطلون الله عز وجل من جميع صفاته ولا يثبتون صفة لله عز عز وجل لا علما ولا سمعا ولا بصرا ولا حياة ولا الا وجودا مطلقا. الا وجودا مطلقا. اما الزنادقة فكما ذكرنا انه هم يثبتون قدم العالم وان العالم وان العالم وجوده مع الله كوجود العلة مع المعلول. وانه وان سموا ان الله وفاعله وخالقه بالحقيقة عندهم غير مصنوع ولا مخلوق ولا مفعول. ولا يمكن على اصلهم ان يكون العالم مخلوقا ولا مفعولا. قال الغزالي وذلك لثلاثة اوجه. هذا فيما رده الغزالي في تهافت الفلاسفة. لو وكتاب في ذلك سماه تهافت الفلاسفة. قال فيه وذلك ذات وجه وجه في الفاعل ووجه في الفعل ووجه في نسبة مشتركة بين الفعل والفاعل. اما الذي في الفاعل فهو انه لابد ان يكون مريدا مختارا عالم ما يريده. حين يكون فاعلا لما يريده. وهذا الامر لا يثبت لا الفلاسفة ولا الجهمية. لان الفاعل لا بد ان يكون مريدا. مختارا لان تخصيصه تخصيصه لذلك الذي فعل واراده يدل عليه شيء انه مريد ويدل ايضا على انه مختار وهاتان الصفتان لا يثبتها لا الجهمية ولا الزنادقة الفلاسفة قالوا حين يكون فاعل لما يريده والله تعالى عندهم ليس مريدا بل لا صنعة له اصلا. وما لا يصدر عنه فيلزم لزوما ضرورية. لزوما ضرورية كما ذكرنا كوجود العلة مع المعلول كوجود الحرق مع النار. كوجود الري مع الماء وهكذا اي وجوده لازما لهذا وليس هو الذي اوجده. والثاني ان العالم قديما ان العالم قديم عندهم والفعل هو الحادث الفعل والحادث ولذلك يقول العالم قدم العالم قدم العالم بان العالم ليس مخلوقا لله جل وانما وجد مع وجود الله عز وجل ان الله هو الذي اوجب يده والثالث ان الله تعالى واحد من كل وجه وواحد فيه اي واحد لا يتعدد لانهم يزعمون اذا اثبتوا الصفات او اثبتوا تعدد الاسماء اثبتوا تعدد الالهة. فجعلوا انه واحد في ذاته واحد في اسمائه وواحد في صفاته. حتى الصفات التي يثبتونها سواء من الجهمية او المعتزلة فانهم يردون الى معنى الى معنى واحد قائم لله عز وجل. والواحد عندهم لا يصدر عنه الا واحد لا يصدر الا واحد قال والعالم مركب من مختلفات فكيف يصدر عنه تلك المركبات؟ هو يريد بأي شيء يريد ان يبين بطلان قولهم ان يثبتون ربا او خالق او رازقا وانما نهاية قولهم انهم زنادقة ملاحدة لعنهم الله. قال ولنحقق وجه كل واحد من هذه الثلاثة مع حالهم في دفعه فنقول الفاعل عبارة عن من يصدر عنه الفعل مع الارادة للفعل على سبيل اختيار مع العالم مع العلم اذا الفاعل لابد ان يكون مريدا لابد ان يكون مختارا لابد ان يكون عالما. وانتم ايها الفلاسفة والجامية تنفون عن ربنا هذه الصفات. تنفون الارادة وتنفون الاختيار وتنفذه العلم. وعندهم ان العالم مع الله كالمعلول مع العلة كالمعلول مع العلة. يلزم لزوما ضروريا لا يتصور من الله تعالى دفعه. يعني لا يستطيع ربنا ان يدفع هذا اللازم ولا وجود هذا المعلوم لعنهم الله قال لزوم الظل للشمس لزوم الظل للشخص والنور للشمس لزوم الظل للشخص اذا قام الانسان لا بد يكون له ظل والشمس لا بد ان يكون لها نور والنار لابد ان يكون لها احراق. هكذا يقولون بوجود معلول مع العلة فيكون وجود العالم وجود هذا الكون وجوده مع الله كوجود وجودا لازما ضروريا اوليس هذا الفعل في شيء بل من قال ان السراج يفعل الضوء والشخص يفعل الظلم فقد جاوز وتوسع في التجوز. والصحيح ان الانسان الذي الذي يكون له ظل ليس هو الذي فعل الظل ولا والنار التي احرقت ليست هي التي ليس اه يعني بمجردها انها احرقت حتى يكون المحل الذي المحل الذي يحرق يكون قابلا للاحراق والا لو وضعت حديدا في نار لما احترقت فلابد من وجود السبب وقبول المحل لذلك السبب قال بعد ذلك وتوسع الخارج عن الحد واستعار اللفظ واكتفى واكتفي بوقوع المشاركة بين المستعار له والمستعان. في وصف واحد وهو ان الفاعل سبب قل على الجملة والسراج سبب للضوء. والشمس سبب للنور والفاعل لم يسمى فاعلا صانعا بمجرد كونه سببا بل بكونه سبع على وجه الارادة والاختيار. فالله الذي جعل النار محرقة. ولذا هذه النار التي التي تحرق لما اراد الله ابطال سببها ماذا فعل؟ قلنا يا الركون ابراهيم فاصبح النار في فاصبح ابراهيم النار ولم تحرق منه الا وثاق الا وثاقه الذي ربط به من الحبال قال حتى حتى لو قال قال الجدار ليس بفاعل والحجر ليس بفاعل والجبل ليس بفاعل وانما الفعل للحيوان ينكر لم ينكر ذلك ولم يكن قوله كذبا فعل عندهم وهو الهوية للسفلي والميل الى المركز كما ان للنار فعلا وهو التسخين وللحائط فعله الميل الى المركز ووقوع الظل لان ذلك صانع وهذا محال. بمعنى ان هذه الجمادات وان كانوا هم يرون انها انها لا تفعل الحقيقة الحقيقة ان بعض ان بعض الجمادات لها اذ لها لها ارادة. كما قال تعالى في في وصف قلوب الفجرة في عندما قال ثم قست قلوبا فهي كالحجارة اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج ان منها لما يهبط من خشية الله فاثبت ان لها خشية والنبي يقول في احد جبل يحبنا ونحبه والله اخبر قال في جدار يريد ان ينقضك اثبت ارادة للجدار انه يريد ان ينقظه هذي حقيقة وليست وليست مجاز. الا ان ارادته هي ارادة تليق بما يناسب ذلك الجدار. قال ايضا قال فان قيل كل موجود ليس بواجب الوجود لذاته بل هو موجود بغيره فاننا نسمي ذلك شيء مفعولا ونسمي سببه فاعلا ولا نبالي كان فاعلا بالطبع او بالارادة. هذا كلام ثم قال كما انكم لا تبالون انه كان فاعلا بالة او بغير الة بل الفعل جنس ينقسم الى ما يقع بالة الى ما والى ما لا يقع والى ما يقع بغير الة وكذلك هو جنس ينقسم الى ما يقع بالطبع والى ما يقع بالاختيار بالطبع كما قلنا يقع ضرورة وبالاختيار ان يكون بالة او بسبب يفعل يجعله الفاعل قال بدليل لو انا قلنا فعلا فعل بالطبع لم يكن قولا فعل بالطبع ضد ضدا لقولنا فعل ولا رفعا ولا نقضا له بل كان بيان نوع الفعل كما اذا قلنا فعلوا مباشرا بغير الة لو لم يكن نقضا بل كان تنويعا وبيانا. بمعنى سواء قلنا فعل بالة او فعل بالطبع او فعل او فعل اه مباشرا كما قال هنا فعل بالطبع او فعل بالطبع انما يكون هذا في الافعال اللا اللاختيارية اللاختيارية وهذا يتعلق بالمخلوق اما بالخالق فانه لا يفعل شيء الا وقد اراده وافعاله كلها صادرة عن حكمة فالله يخلق ما يشاء ويختار سبحانه وتعالى. ولذلك اختار من خلقه من شاء واختار من الامكنة ما شاء واختار من الازمان ما شاء وفظل الله بعظ خلقه على بعظ. وجعل لبعظ من اسباب الة تفعل وجعل لبعضها تفعل بلا الة. قال قال بعد ذلك ولو كان ذلك قال لكن قولنا فعل بالطبع متناقضا كقولنا فعل وفعل قلنا هذه التسمية فاسدة فلا يجوز ان يسمى كل سابع وجه كان فاعل ولا على ولا كل سبب مفعولا ولو كان ذلك ما صح ان يقال الجماد لا فعل له وانما الفعل الحيوان وهذه من الكلمات المشهورة الصادقة فان سمي الجماد فاعلة بالاستعارة اي كما يسمى الطالب مريدا كما يسمى طالبا مريدا على سبيل المجاز. اذ يقال الحجر يهوي لانه يريد المركز اي مركز الارض ويطلبه والطلب والارادة حقيقية لا مع العلم بمراد مطلوب فلا يتصور الا من حيوان. وهذا هذا قوله واما قولك ان قلنا فعل فعل عامة وينقسم الى ما هو بالطبع الى ما هو بالارادة غير مسلم وهو كقول قولنا ايران اراد عام وينقسم الى مريد مع العلم او الى من يريد مع العلم بالمراد والى من يريد ولا يعلم ما يريد وهو فاسد اذ الارادة تتضمن العلم. والقصد ايضا يتضمن العلم. فالارادة تتضمن العلم لان من اراد شيء فقد علم ما يريد واذا خص شيئا دون اخر فقد خصه بعلمه بذلك الشيء. قال وكذلك الفعل يتضمن الارادة للضرورة واما قولكم ان قولنا فعل بالطبع ليس ينقض للاول فليس كذلك فان نقض فانه فانه نقض له حي من حيث الحقيق ولكنه ولا يسبق الى الفهم التناقض ولا يشتد نفور الطبع عنه فانه لما كان سببا موجبا والفاعل ايضا سببا سمي فعلا مجازا. كل هذا الكلام هو رد على على الزنادقة وعلى الجهمية في مسألة في مسألة اثبات وجود الله عز وجل هذا كله من كلام من؟ كلام الغزالي كلام الغزالي في تهافت الفلاسفة ثم قائلا قال فان قيل تسمية الفعل فاعلا انما يعرف من اللغة وقد ظهر العقل ما يكون سبب للشيء ينقسم الى ما يكون مريد والى ما لا يكون فوقع النزاع في ان من فعل كل القسمين حقيقة ام لا اذ العرب تقول النار تحرق والثلج يبرد والسيف يقطع والخبز يشبع والماء يروي فقولنا يقطع معناه يفعل القطع وقولنا تحرق تفعل الاحراق فان قلت ان ذلك مجازا فانتم متحكمون. والصحيح انها تحرق حقيقة وتقطع السكين حقيقة. ولا يقال كما قالت وجدت قطع عند وجودي عند امرار السكين. ووجد الاحراق عند وجود النار لان معطلة الاسباب يرون ان هذه الاسباب لا تفعل بذاته وانما تفعل عند وجودها وهذا لا شك ان مكابرة للعقول ودفعا للمعقول قال والجواب ان ذاك طريق المجاز وان الفعل الحقيقي ما يكون بالارادة والدليل عليه ان لو فرضنا حادثا توقف الحصول على امرين احدهما ارادة والاخر غير ارادي اظاف العقل الفعلي الى الارادي وهذا حق لو لو قدر ان هناك ان هناك آآ فعلين احدهم فعل بارادة والاخر فعل بغير ارادة لاضاف العقل الفعل لمن؟ لمن له ارادة لانه هو الذي يثبت له الفعل اما الذي يفعل بغير ارادة فهذا قد يكون وقع بغير قصد ولا ولا اختيار لكن الاصل للعقل يثبت الفعلي لمن اراد. قال فكذا اللغة فان من القى انسانا في النار فمات يقال هو القاتل دون النار لان النار وان هي التي احرقته لكن الذي باشر القاءه وباشر قذفه هو الذي اراد الالقاء ولذلك النار عندما القي فيها ذلك الانسان مات لا نقلنا قتلته وانما الذي قتل من الذي قصد القاءه في النار يقال هو القاتل دون النار حتى اذا قال لهم ما قتلوا ما قتلوا الا فلان كان صادقا. فان كان اسم الفاعل المريد وغير المريد على وجه واحد لا بترك كون احدهما والاخر مستعارا فلم يضاف القتل الا الا لم يظاف القتل الى المريد لغة وعرفا وعقلا مع ان النار هي العلة القريبة في العقل انا الملقي لم يعطني وكأن الملقي لم يتعاطى الا الجمع بينه وبين النار. ولكن لما كان الجمع بين النار وبين بين الملقى بارادة الملقي الفاعل حقيقة هو من؟ الذي القى ولم تكن النار هي التي احرقت وقتلت قال وتأثير النار بغير ارادة سمي قال وتأثير النار بغير ارادة سمي قاتلا ولم تسمى النار قاتلة الا بمعنى الاستعارة لا انها حقيقة وان من باب الاستعارة. فعلم ان الفاعل من يصدر عنه الفعل على وجه الارادة والاختيار عن ارادته واذا لم يكن لله واذا واذا لم يكن الله مريدا عنده ولا مختارا لفعل لم يكن صانعا ولا فاعلا الا مجازا. اذا هذا ما اراده في ان هؤلاء ينتهي قولهم الى ان الله عز وجل يسمى خالقا صانعا فاعلا وانما يكون تسميته من اي شيء من باب استيعار والمجاز لان الفاعل حقيقة هو الذي يفعل ما يريد ويختار ما يريد. فاذا فعل شيء وهو لا يريده ولا يختاره كنسبة الفعل اليه مجازية واستعارية ليس حقيقة هو الفاعل ولا هو الخالق. قال قلنا غرض ان نبين ان هذا المعنى لا يسمى فعلا وصنعا وانما المعنى والصنع ما يصنع الارادة حقيقة. وقد نفيتم حقيقة معنى الفعل ونطقتم بلفظ تجملا وتزينا وتلبسا وتلبيسا انكم مسلمون والا انتم حقيقة اي الزنادقة لا تثبتون خالقا ولا صانعا على الحقيقة. لان الخالق الصانع الذي يخلق هو الذي على وجهي على وجه الاراء والاختيار اما اذا عطلتموه من من الارادة ومن الاختيار وسميتموه صانعا خالقا فانكم فانكم تسمون بهذه الاسماء تسترا وتسترا على كفركم وضلالكم بنفي خلقه ونفي انه هو الصانع الخالق وانما يكون باب الاستعارة. قال ولا يتم الدين باطلاق الالفاظ دون معاني لا يتم الدين الا الا باي شيء الا بالفاظ تدل على معاني ولا يتم الدين الا ولا يتم الدين باطلاق الالفاظ دون معاني فصرحوا بان الله لا فعل له حتى يتظح معتقدكم وحتى يتضح ان ان معتقدكم مخالف لمذهب المسلمين ولا تلبسوا بقولكم ان الله صانع العالم. اذا ما معنى قول العالم معناه مجازا لماذا نقول مجازا؟ لان حقيقة الفاعل هو الذي يفعل على وجه الاختيار والارادة. وانتم لا تثمن له ارادة الاختيار فان سميتموه صانعا خالقا فانما تسمى من باب اي شيء من باب الاستعارة او المجاز. فان ولذلك يقول هنا يقول فصرحوا بان الله لا لا فعل له حتى يتضح ان معتقدكم مخالف لمذهب المسلمين ولا تلبسوا بقولكم ان الله صانع العالم فان هذه اللفظة اطلقتموها ونفيتم حقيقتها ومقصود هذه المسألة الكشف عن هذا التلبيس فقط ثم ساق هذا كلام الغزالي في تهافت الفلاسفة ثم ساق الى ان قال ان اصوله التي عارضوا بها الوحي تنفي وجود الصانع فضلا عن كونه صانعا للعالم بل تجعله ممتنع الوجود عن كونه واجب الوجود لان الصفات التي وصفوه بها صفات معدوم ممتنع في العقل والخارج فلا العقل يتصور الا على سبيل الفرض اي على الفرض الذي يكون في الاذهان الممتنع كما تفرض المستحيلات ولا يكمل خارج وجوده فان ذات هي وجود مطلق لا ماهية لها سوى الوجود المطلق لو لو قلت الان هناك موجود هل تستطيع ان تثبت وجودا دون ان تضيفه او تقيده؟ لا يمكن لاحد ان يثبت وجودا ويتصوره الا اذا اضافه الى موجود عندما تقول زيد عندما اقول الله موجود ثم تقول تعالى الله عن قول هؤلاء الكفرة لا صفة له ليس له صفات وليس هو داخل عالم ولا خارج العالم ولا تقم بصفة. هل يمكن تتصور هذا الموجود؟ لا يمكن تتصوره ابدا لانكم لان هذا الموج الذي فرطتموه لا يستحيل وجوده فانتم لم تجعلوا واجب الوجود وانما جعلتموه واجب واجب العدم قال هنا بعد ذلك ولا يمكن في ادخال وجوده فان ذات هي وجود مطلق لا ماهية لها سوى الوجود المطلق المجرد عن كل ما هي ولا صفة له البدن ولا فيها معنيان متغايران في المفهوم ولا هي هذا العالم ولا صفة من صفات ولا داخله فهي فيه ولا خارجة عنه ولا متصلة به ولا منفصل عنه ولا محايطة له ولا مباينة ولا فوقه ولا تحت ولا يمينه ولا يساره ولا ترى ولا يمكن ان ترى. ولا تدرك ولا تدرك شيئا ولا تدرك ولا تدرك هي بشيء من الحواس ولا متحركة ولا ساكنة ولا توصف بغير السلوك بغير سلب هذا يقع عقيدتهم انهم يثبتون به شيء بالنفي دائما نقول الله عز وجل يقول ليس الله بفقير ليس الله بضعيف ليس الله بجاهل ليس الله بميت من باب نفي السلوك ولا يلزم من نفي السلوك اثبات اقدادها قال والاضرابات العدمية ولا تنعد ولا تنعت بشيء من الامور الثبوتية هي بامتناع الوجود احق منها بامكان الوجود. فضلا عن وجوبه يعني هذه من بعد التي يعني زعمت ان هي الوجود هي هي هي احق بان تكون ممتنعة الوجود اولى منها بان تكون منقية الوجود بل اذا فكيف تكون بواجبة الوجود؟ قال قال هو اعظم استحالة من كل ما من كل ما يقدر مستحيلا فلا يكفر بعد هذا عليهم انكار لصفاته كعلمه وقدرته وحياتي هم نفوا ذاته سبحانه وتعالى فلا فلا يعجز عنهم ان ينفوا بقية صفاتك العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر ولا انكار لكلامي وتكليم فضل على الاستواء على عرشي ونزول الى السماء الدنيا ومجيئه واتيانه وفرحه وحبه وغضبه ورضاه فمن هدم قواعد البيت من اصلها كان عليه هدم السقف والجدران اسهل من هدم الاصل هدم ما وراء ذلك. اهون لهذا كان حقيقة قول هؤلاء القول بالدهر وانكار الخالق بالكلية وقولهم ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. وانما صانعوا المسلمين بالفاظ لا حقيقة لها واشتق اخوانهم الجهمي النفي والتعطيل من اصول من الجهمية اخذوا اصول من اي شيء من هؤلاء الفلاسفة شفاء الزنادقة فسدوا على انفسهم طريق العلم باثبات الخالق وتوحده بمشاركتهم لهم في الاصل المذكور وان وان بايروهم في بعض لوازمهم كاثبات قول الرب تعالى قادر مريدا فاعلا بالاختيار واثبات ميعاد الابدان والنبوة لكن لم يثبت ذلك عن الوجه الذي جاءت به الرسل وان كانوا بتونة قادرا مريدا مختارا فاعني باختيار لكن هذا هذا القدر الذي يثبتونه من الارادة والقدرة ليسوا على طريقة الرسل والانبياء وانما على طريقة مبتدعة ضالة لا حقيقة لها. ولكن لم يثني ذلك على على الوجه الذي جاءت به الرسل ولا نفع لك يا اخوان الملاحدة. بل مذهبا من المذهبين وسلكوا طريقا بين الطريقين لا للملاحدة فيه وافقوا ولا ينرسل اتبعوا ولهذا عظمت بهم البلية على الاسلام واهله بانتسابهم اليه وظهورهم في مظهر ينصرون به الاسلام فلا للاسلام نصروا ولا للعدائه كسروا مرة يقولون هي ادلة لفظية معزولة عن افات العلم واليقين هي ادلة لفظية لا تدل على معنى ولا تفيد العلم واليقين كما ذكر الرازي ان القواطع العقلية مقدمة على القواطع النقلية ومرة يقولون هي مجازات ان هذه الايات الصفات هي مجازات ولا يراد حقيقة اللفظ وانما يراد يراد غير المعنى الذي دل عليه هي ظاهر النص هي مجازات واستعارات لا حقيقة لها عند عند العارفين. ومرة يقولون لا سبيل لتحكيمها والالتفات اليها وقد عارضها العقل وقواطع البراهين. اي هذه اقوال مبتدعة فمنهم من يقول انها الفاظ معزولة لا تفيد العلم ولا اليقين هذا قول طائفة من هؤلاء الزنادقة ومرة يقولون لا سبيل تحكيم والالتفات اليها وقد عارضها العقل وقواطع البراهين ومرة يقول هي مجازات واستعارات ومرة يقولون اخبار احاد فلا يحتج بها في المسائل القطعية التي يطلب منها اليقين فارضيتم بذلك اخوانكم من الملاحدة اعداء الدين فهذه بثمرة عقولكم وحاصل معقولكم. ثم ذكر ابياتا يذم فيها اهل هذا اهل هذا الباطن. فعلى لكم العفاء فانكم عاديتم المعقول والمنقولا فعلى عقولكم العفاء فانكم عاديتم المعقول والمنقول وطلبتم امرا محالا وهو وهو ادراك الهدى لا تتبعون رسولا اي من اراد الهدى بغير الرسول فلن يدرك ذلك الهدى ولو ولو طلبه عمره وزعمتم ان العقول كفيلة بالحق اين العقل؟ كان كفيلا وهو الذي يقضي فينقض حكمه عقل ترون كليهما معقولا؟ اين؟ والعقل يقضي الحاكم بحكم بعقله ثم يأتي من هو اكمل عقلا منه فينقض حكمه وهو الذي يقضي فينقضي حكمه فينقض فينقض حكمه عقل عقل ترونك اليه معقولا وتراه بالقضاء وبعد ذا يلقي اليه يلقي وبعد ذا يلقى لديه باطلا معلولا لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا كالطرف دون النور ليس بمدرك حتى تراه بكرة واصيلا كالطرف وهو البصر لا يمكن ان يبصر ويرى الا اذا كان هناك نور يسبقه فحال النقل مع فحال العقل مع النقل كحال البصر مع كحال البصر مع النور. فلا يمكن للبصر ان يدرك الاشياء الا بعد وقوع النور عليها وبلا نور فالبصر لا يبصر كذلك العقول لا يمكن ان تدرك الا بدليل الوحي وبدليل الشرع واذا الظلام تلاطمت امواجه وطمعت وطمعت بالابصار كنت محيلا. اي اذا تلاطمت الامواج وطمعت ان تبصر وذلك مستحيلا واذا النبوة لم ينلك ضياؤها فالعقل لا يهديك قط سبيلا. اذا اذا لم اذا لم آآ يملك ضياء النبوة ونور الوحي فالعقل لا يهديك قط سبيلا. نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا. طرق الهدى مسدودة الا على من ام هذا الوحي والتنزيل الى فاذا عدلت عن الطريق تعمدا فاعلم بانك ما اردت وصولا يا طالبا درك الهدى بالعقل دون النقل لن تلقى لذاك دليلا ما قبلك ذاك من متلذذ حيران عاش مدى الزمان جهولا. ما زات الشبهات تغزو ما زالت الشبهات تغزو قلبه حتى قحط بينهن قتيلا فتارة بالكلي والجزئي والعرضي طول زمانه مشغولا. فاذا اتاه الوحي لم يأذن له ويقوم بين يديه بين ويقوم بين يدي عداه مثيلا ويقول تلك ادلة لفظية معزولة على قالوا تلك ادلة لفظية معزولة عن ان تكون دليلا. واذا واذا تمر عليها قال لها اذهبي نحو او خذ التأويل اي اذا جاءت النصوص عليه نصوص الوحي قال اذهب الى المجسم اي اهل السنة ومن يثبت ايات الصفات واحاديث الصفات او خذ التأويل تؤول وتحرف على تأويل باطل. واذ قال واذا ابت الا واذا ابت الا النزول عليه كان لها القراء التحريف والتبديل. واذا اراد ان يعني الزم ان ينزل على هذه على هذه النصوص لم يكن قراءة وضيافتها الا التحريف والتبديل فيحل بالاعداء ما تلقاه من كيد يكون لحقها تعطيلا. واضرب لهم مثلا بعميان خلوا. في ظلمة لا يهتدون سبيلا قادموا باكفهم وعصيهم ضربا يديرها القتال طويلا حتى اذا ملوا القتال رأيتهم مشجوجا او مفجوجا او مقتولا لا فصدق رحمه الله تعالى عندك انتظار زيادة بيت صح؟ وش عندك قال اختمه؟ بعدها ابيات الظاهر بيت واحد؟ وتسامع العميان حتى اقبلوا للصلح فازداد الصياح عويلا. صدق اهل الباطل مع نصوص الكتاب والسنة نقف على بهذا يكون انهينا هذا الوجه وخلاصة ما ذكر هذا الوجه ان هؤلاء الذين يريدون ان يعارضوا النقل بالعقل قم حقيقة لا يثبتون الها ولا يثبتون ربا وانما يثبتون اما وجودا مطلقا او ذاتا لا صفة لها فاذا كان فاذا كانت هذي عقولهم التي التي انتهت الى تعطيل الله عز وجل ان تعطل الله سبحانه وتعالى من وجوده الحقيقي ومن صفاته التي تليق بي ومن كماله فكيف يزعم هؤلاء ان عقولهم تعارض نصوص الكتاب والسنة؟ وكما قال الغزالي ان ان نهاية قول هؤلاء انهم زنادقة لا يؤمنون بالله ربا وانما يتسترون بهذه العبارات محاكاة لاهل الاسلام وخوفا من اهل الاسلام ان ينالهم من ذلك انهم تستباح دماؤهم او تستباح اموالهم. نسأل الله العافية والسلامة والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد