الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والسامعين قال ابن القيم رحمه الله الوجه السادس والاربعون ان يقال لهؤلاء المعارظين للوحي بعقولهم ان من ائمتكم من يقول انه ليس بالعقل ما يوجب تنزيه الرب سبحانه عن نقائص ولم يقم على ذلك دليل عقلي اصلا. كما صرح به الرازي وتلقاه عنه الجويني وامثاله. قالوا وانما نفينا عنه النقائص بالاجماع وقد قدح الرازي غيره من النفاة في دلالة الاجماع وبينوا انها ظنية لقطعية. فالقوم ليس قاطعين تنزيه الله عن النقائص بل غاية ما في ذلك الظن فيا اولي الالباب كيف تقوم الادلة القطعية على نفي صفات كمال الله ونعوت جلاله وعلوه على خلقه واستوائه على وتكلمه بالقرآن حقيقة وتكريمه لموسى حتى يدعى ان الادلة السمعية على ذلك قد عارضها صريح العقل. واما تنزيه عن العيوب النقائص فلم يقم عليه دليل عقلي ولكن علمناه بالاجماع وقلت ان دلالته ظنية. ويكفيك من فساد عقل عقل معارظ الوحي انه لم يقم عنده دليل عقلي على تنزيه ربه عن العيوب والنقائص الوجه السابع والاربعون ان الله تعالى جعل بعض مخلوقاته عاليا على بعض ولم يلزم بذلك مماهة العدل السافل ومشابهته له فهذا ا فوق الارض والهواء فوق الماء والنار فوق الهواء والافلاك فوق ذلك وليس عاليها مماثل بسافيها. والتفاوت الذي بين الخالق والمخلوق اعظم من التفاوت الذي بين المخلوقات فكيف يلزم من علوه تشبيهه بخلقه؟ فاذا قلتم وان لم يلزم التشبيه لكن يلزم التجسيم. قيل انفصلوا اولا عن قول ابطل اهل الصفات لكم لو كان له لو كان له سمع او بصر او حياة او علم او قدرة او كلام لزم التجسيم فاذا انفصلتم منهم وتخلصتم من بهم لكم عادة عليكم اهل السنة بالرأفة والرحمة وجبروكم وخلصوكم من هذا الوثاق الذي شدكم به الملاحدة المعطلة فان ابيتم الا الجواب قيل لكم ما تعنون بالتجسيم اتعنون به العلو على العالم والاستواء على العرش وهذا حاصل قولكم؟ وحينئذ فما زدتم على ابطال ذلك بمجرد الدعوة التي اتحد بها اللازم والملزوم بتغيير العبارة وكأنكم قلتم لو كان فوق العالم مستويا على عرشه لكان فوق العالم ولكنكم لبستم واوهمتم. وان عانيتم بالجسم المركب من الجواهر فجمهور العقلاء ينازعونكم في اثبات الجوهر لفرض فضلا عن تركب الاجسام من ذلك. فانتم ابطلتم هذا التركيب الذي تدعيه الفلاسفة. وهم ابطلوا التركيب تدعونه من الجواهر الذي تدعونه من الجواهر الفردة. وجمهور العقلاء ابطلوا هذا وهذا. فان كان هذا غير لازم في الاجسام المحسوسة مشاهدة بل هو باطل فكيف يدعى لزومه فيمن ليس كمثله شيء؟ وان عانيتم بالتجسيم تمييز شيئا منه عن شيء قيل لكم انفصلوا اولا عن قول نفاة الصفات لو كان له سمع وبصر وحياة وقدرة لزم ان يتميز منه شيء عن شيء. وذلك عين التجسيم. فاذا انفصلتم منه اجبناكم بما تجيبونهم به. فانتم الى الجواب مما قلنا انما قام الدليل على اثبات اله قديم غني بنفسه عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير اليه وكل احد محتاج اليه وليس محتاجا الى احد ووجود ووجود كل احد يستفاد منه ووجوده ليس مستفادا من غيره ولم يقم الدليل على استحالة تكثر او اوصافه اوصاف كماله وتعدد اسمائه الدالة على صفاته وافعاله بل هو اله واحد ورب واحد. وان تكثرت اوصافه وتعدت اسماؤه قال رحمه الله تعالى فصل اخبروا فصل نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المختصر الموصلي لكلام ابن القيم في سوائقه. قال الوجه السادس والاربعون رحمك الله ان يقال هؤلاء المعارضين للوحي بعقولهم اي يقال لهؤلاء الذين يعارضون الوحي بالعقل ان من ائمتكم من يقول انه ليس في العقل ما يوجب تنزيه الرب سبحانه وتعالى من النقائص اي ان العقل لا يدل على تنزيه الله عز وجل عن النقائص. ولم يقم على ذلك دليل عقلي اصلا ابن القيم يريد بهذا الوجه ان يرد على هؤلاء المعارظين للوحي بالعقل انكم كيف تعارضون النقل بعقولكم وعقولكم السقيمة لا تستطيع ان تثبت تنزيه الله عز وجل عن النقائص وعن المعائب. اذا كانت لا تستطيع فكيف تعاد اذا كانت هذه العقول لا تستطيع ان تنزه الله عز وجل عن النقائص والمعائب فكيف تجعلون تلك العقول معارضة لوحي الله عز وجل ولم يقولون ولم يقم على ذلك دليل عقلي اصلا وصرح بذلك الخطيب صرح بذلك الرازي وتلقاه عنه الجويني وامثاله قال وانما نفينا عنه النقائص بالاجماع. وقد قدح الرازي ايضا في هذا الاجماع يعني كيف نفيتم كيف نفيت عن الله عز وجل هذه النقاص والمعائب قال فيناها بالاجماع واما العقل فلا ينفي ذلك عن ربنا سبحانه وتعالى وعاد الرازي على هذا الاجماع وقال انه ليس اجماع قطعي وانما دلالة الاجماع هنا دلالة ظنية اي ان هذا الاجماع ليس بحجة فالقوم ليسوا قاطعين ليسوا قاطعين تنزيه الله عن النقائص بل غاية ما عندهم في ذلك الظن. اي يظنون ان الله منزه والا فعند هؤلاء الجهلة وهؤلاء الضلال ان الله محل للنقائص دول المعارك ولا شك ان هذا القول من من ظن ان الله ما احل للنقائص والمعايب ووصف الله بالنقائص انه كافر بالله عز وجل. قال فيا اولي الالباب كيف تقوم الادلة القطعية على نفي على نفي صفات كمال الله ونعوت جلاله وعلوه على خلقه واستواء على عرشه وتكلمه بالقرآن حقيقة وتكليمه لموسى. حتى يدعى ان الادلة السمعية على ذلك قد عارضها صريح العقل واما تنزيهه عن العيوب والنقاص فلم يقم عليه دليل عقلي. تأمل قل هؤلاء الان ينفون صفات كماله وجلاله وعلوه واستوائه وتكلمه وتكليمه سبحانه وتعالى يدعون ان هذه الصفات منفية باي شيء في العقل وان العقل ينفيها وان صريح العقل يعارضها وينفيها واما تنزيه الرب تعالى الله عز وجل واما تنزيه عن العيوب والنقائص فلم يقم عليه دليل عقلي ولكن علمناه بالاجماع وقلتم ان دلالة الاجماع ظنية ويكفيك من فساد عقل معارظ الوحي انه لم يقم عنده دليل عقلي على تنزيه ربي عن العيوب والنقائص. يعني حتى تبطل هذا العقل الذي يعاد النصوص في باب الاثبات من باب من اوجه ابطاله انهم لا يستطيعون ان يستدر بالعقل على نفي النقاش عن ربنا سبحانه وتعالى والعقول الصريحة العقول الصريحة السليمة التي سلمت في فطرتها. وسلمت في في فهمها وادراكها لا تختلف ولا تنازع ولا تمانع ولا تعارض ان الله سبحانه وتعالى منزه عن كل عيب ومنزه عن كل نقص من جهة العقل ليس من جهة النقل لان لان من له الكمال المطلق يستحيل ان يكون فيه نقص. ومن له الغنى المطلق يستحي ان يكون فيه عيب يعتريه فالله منزه عن ذلك واما من دلالة النقل فليس كمثله شيء هو السميع البصير. وكل ما دل على حمده والثناء عليه حمد بصفات بصفاته واسمائه كل ذلك يدل على انه منزه عن المعائب والنقائص قل معي من المعائب والنقائص الاكل والشرب هذا هذا نقص من النقائص ان يأكل او يشرب من النقايص ان يكون له ولد من النقائص ان يحتاج الى غيره فاذا كانت عقول هؤلاء الجهل لا تستطيع ان تنفي ذلك عن ربنا فكيف يحتج بعقوله في معارضة ما اثبته الله لنفسه. الوجه السابع الاربعون ان الله تعالى جعل بعض مخلوقاته عالية على بعض ولم يلزم من ذلك ولم يلزم من ذلك مماثلة العالي للسافل ومشابهته له فهذا الماء فوق الارض والهواء فوق الماء والنار فوق الهواء والافلاك فوق ذلك وليس عاليها مماثلا لسافلها. والتفاوت الذي بين الخالق والمخلوق اعظم من التفرد بين المخلوقات. فكيف يلزم من علوه تشبيهه بخلقه؟ هم يقولون اذا اثبتنا العلو اثبتنا اي شيء المشابهة لانه اذا كان عاليا فان فانه يذهب يكون مشابها لما هو اسفل منه فان قلتم فان قلتم وان لم يلزم التشبيه لكن علو يلزم اي شيء التجسيم ويلزم التحيز لان من كان في علو كان في مكان في حيز وما كان في حيز فهو ايش؟ فهو جسم هذا قوله قيلا فصلوا اولا هذا رد اود هذا القول بي انفصلوا اولا عن قول المعطلة للصفات لكم لو كان له انتم تثبتون السمع وتثبتون البصر وتثبتون الحياة وتثبتون العلم وتثبتون القدرة وتثبتون كلاما المعطل للجمع يقول ماذا؟ هذه من صفات الاجسام واضح؟ المعطل الجهمي يقولون لكم ان هذا يلزم من اثبات هذه الصفات السبع اثبات الجسمية فاذا انفصلتم منهم خرجتم من هذا اللازم وتخلصتم من اسرهم لكم عاد عليكم اهل السنة بالرأفة والرحمة وجبروكم وخلصوك من هذا الوثاق الذي هو ايش ان الثبات العليا يقتضي الجسمية ويقتضي المشابهة الذي شدكم به الملاحدة المعطلة فان ابيتم الا الجواب قيل لكم ما تعنون بالجسم اجابني جوابين. الجواب الاول نجيب عليكم بما تجيبون به على المعطلة. انتم اذا المعطل يقولون اثباتكم للسبع صفات هذه يدل عليه شيء يلزم منه التجزير فاي جواب اجبتم به عليهم اجبناه به عليكم هذا واظح واظح فان ابيتم الا الجواب قيل لكم ما تعنون بالجسم. ماذا تريدون بالجسم اتعلو به العلو؟ على العالم والاستواء على العرش وهذا حاصل قولكم وحينئذ فما زدت فما زدتم على ابطال ذاك بمجرد الدعوة التي اتخذ فيها اللاز والملزوم بتغيير العبارة ان يلزمكم اذا قلتم ان ان الجسم انه اذا قلنا اه اذا عيتم من الجسم انه العلو العلو عن العالم والاستواء على العرش وهذا هو ما تقصدون حينئذ فما زدتم على ابطال ذلك نقول لا نثبت لا نثبت لا يلزم من اثبات العود والتشبيه الا لما بمجرد الدعوة التي اتحد فيها اللازم الملزوم بتغيير العبارة. انتم فقط هيتم عبارة والا حقيقة قولكم ان نفي العلوم ما به شيء نفي التشبيه واضح؟ وكأنكم قلتوا لو كان فوق الاعلى مستوى العرش لكان فوق لكان فوق العالم ولكن وكأنكم قلتم لو كان فوق العالم مستوي على عرشه لكان فوق العالم بمعنى انه تكرير الكلام ولكنكم لبستم واوهمتم وان عليتم بالجسم المركب من الجوهر من الجواهر الفردة فجمهور العقلاء ينازعونكم في اثبات الجوهر. الفرد فضلا عن ترتب الاجسام. اذا قلتم ان المرأة اللي اسمه الفرد هو الجوهر الفرد ويعلنه الفرد الذي لا يتجزأ ان الجسم الذي لا يتجزأ فتعلون ذلك من الجوهر الفرد هو الذي يتجزأ فجمهور العقلاء ينازعونكم في اثبات الجوهر الفرد فضلا عن تركب الاجسام من ذلك فانتم ابطلتم هذا التركيب الذي تدعيه الفلاسفة وهم ابطل التركيب الذي تدعونه من الجوال الفردة. انتم ابطلتم يقول فانتم ابطلتم هذا التركيب الذي تدعيه الفلاسفة باي شيء؟ الجواهر الفردة هم يقولون لا المركب ان الجسم هو الايش من الجواهر الفردة. يعني الجسم عندهم مركب من جواهر نركب من جوا الجوهر هي ايش؟ الجوهر هو ايش؟ والذي لا يقبل التجزئة فكل ما كان مركب من جواهر يسمى جسم يسمى جسم لان الجوهر هو محل الاعراض. والجوهر الذي لا يتجزأ فكل ما كان الجو متركب من الجوهر فهو جسم عند هؤلاء. فالله على ذلك ليس بجو عند هؤلاء قال وهم ابطل التركيبة الذي تدعونه من الجوهر الفردة قال وجمهور العقلاء ابطلوا هذا وهذا. فان كان هذا غير لازم في الاجسام المحسوسة المشاهدة بل هو باطل اي لا يلزم من كونه جوهرة ان يكون جسم لا يلزم من كونه جوهر ان يكون جسم ولا يلزم من كونه جوهر مركب ان يكون جسما ايضا فليس فليس بينهما تلازم فدعواكم هذه باطلة وان عليتم بالتجسيم تميز شيء تميز شيء منه عن شيء فلكم انفصلوا اولا عن قول نفات الصفات لو كان له سمع وبصر وحياة وقدرة لازم يتميز منه شيئا عن شيء. انفصلوا اي ردوا على هؤلاء حتى ارد عليكم وذلك عين التجسيم فاذا انفصلتم منهم اجبناكم بما تجيبونهم اذا قلتم ان الجسم وما هو تميز شيء منه عن شيء قيل لكم انفصلوا عن قول نفاة الصفات لو كان له سمع وبصر وحياة وعلم وقدرة وما شابه ذلك يلزم لك اي شيء التمايز ان يكون هذا متميز عن هذا فلا يعقل ان يكون السمع والحياة ولا يعقل كل حياته القدرة فاذا كانت متمايزة اصبحت على قولكم انها ابتسم فما اجبتم عليه فما اجبتم عليهم به اجبنا به عليكم فان ابيت قلنا فان ابيتم الا الجواب انا قلنا لكم انما قام الدليل على اثبات اله قديم غني بنفسي عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير اليه وكل احد محتاج اليه وليس محتاج الى احد. ووجوه كل احد ووجود كل احد يستفاد منه وجوده ليس مستفادا من غيره ولم يقم الدليل على استحالة تكثر اوصافه ولم يقم الدليل على استيحاء تكثر الاوصاف كماله وتعدد اسمائه الدال على صفات وافعاله بل هو الاله الواحد ورب الواحد وان تكثرت اوصافه وتعدلت اسماؤه. فعلى هذا يقال ان لفظ الجسم لفظ محدث لم يرد في كتاب الله انه وصف نفسه بالجسمية. وان كان الجسم موجود فالجسم موجود لغة العرب وموجود اللغة كما قال تعالى والقينا على ان يجعلكم جسدا ثم اناب الجسد الجسد الذي هو الجثة التي لها لها وجود جثة الجثة التي يكون لها آآ هذا الجسد من التجسد وهو التضخم ان يكون له ضخم ولها ولها ولها يعني وجود وجود مركب يعني هذا الجسد. والجسم ايضا الجسم ان اردتم بالجسم الذي له الصفات له سمع وبصر وحياة وعلم انه بائن عن خلقه وليس حالا في احد قلنا هذا حق لكن لا يطلع على الله اسم او وصف الجسم وان اردتم بالجسم مركب من من دم ولحم وعظم ومشاكل نقول هذا ليس ليس بلازم لنا وننفي اللفظ والمعنى وان اردتم المعنى الصحيح قبلنا المعنى والردة ورد اللفظ فذاك ابن القيم ان ان جوابنا ان نجاوب على هذا الدعوة ان يقال فيها انما قام الدليل عندنا على اثبات اله قديم غني بنفسه عن كل ما سواه وكل ما سواه فقير اليه وكل احد محتاج اليه وليس هو محتاجا وليس هو محتاج لاحد ووجود كل احد يستفاد منه ووجوده ليس يستفاد من غيره ولم يقم الدليل عندنا على استحاء تكثر على استحالة كثرة اوصافه وتعدد اسمائه الدال على صفاته وافعاله بل نثبت ذلك كله ان له صفات كثيرة واسماء متعددة وافعاله لا حصر لها ومع ذلك اله واحد ورب واحد وان تكثرت اوصافه وتعددت اسماؤه سبحانه وتعالى. ثم قال فصل اخبر الناس اه اخبروا الناس بمقاتل الفلاسفة قد حكى اتفاق الحكماء على ان الله على ان الله هو الملائكة في السماء كما اتبعت ذلك الشرائع والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد