الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب الجور والظلم وخطر الولاية ولا اخرج الحاكم وصححه ما من احد يكون على شيء من امور هذه الامة فلم يعدل فيهم الا كبه الله في النار بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب الجور والظلم وخطر الولاية. هذه الترجمة لها تعلق بما سبق من ابواب حيث بوب رحمه الله تعالى الاحتجاب دون الرعية والمحاباة في الولاية والغش للرعية هذا كله مما يتعلق الولايات وما يترتب عليها من خطر اذا لم يقم الوالي في ولايته بالعدل والحق ورفع الظلم فان ولايته تكون وبالا عليه يوم ليلقى الله سبحانه وتعالى قال باب الجور والظلم والجور هو ان يحيف في الحكم ولا يعدل فيه وينحرف عن الحق والهدى الذي جاء في كتاب الله والسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والظلم ضد العدل فمن كان في ولايته جائرا ظالما فان في ذلك الخطر العظيم البالغ عليه ولهذا قال وخطر الولاية اي ان الولاية فيها خطورة اذا لم يلزم الوالي نفسه فيها بالعدل ولزوم الحق بضوء ما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال اخرج الحاكم وصححه ما من احد يكون على شيء من امور هذه الامة فلم يعدل فيهم الا كبه الله في النار والدلالة هذا الحديث للترجمة ظاهرة من حيث ان الوالي ان لم يقم في ولايته بالعدل لم يعدل فيهم اي في الرعية الا كبه الله في النار وهذا الوعيد والتهديد بدخول النار وان يكب في النار دليل على ان الجور والحيث والظلم من كبائر الذنوب وعظائمها والحديث في سنده مقال لكن من حيث المعنى فالمعنى دلت عليه دلائل كثيرة منها معصية من نصوص ساقها المصنف رحمه الله نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن معاذ رضي الله عنهم رضي الله عنه مرفوعا اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين والله حجاب قال ولهما اي البخاري ومسلم عن معاذ ابن جبل رظي الله عنه مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام اتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب وهذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام لما بعث معاذا الى اليمن واليا وحاكما وقاضيا فاوصاه عليه الصلاة والسلام بهذه الوصية قال اتقي دعوة المظلوم واتقاء دعوة المظلوم انما يكون باتقاء الظلم لان الظلم اذا وجد خشي على الانسان ان يدعو عليه المظلوم دعوة تصيبه لانه ليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب ومعنى ذلك انها مستجابة لا ترد هذا معنى قوله ليس بينها وبين الله حجاب اي ان دعوة المظلوم مستجابة لا يردها الله تبارك وتعالى بل يستجيبها فقال اتق دعوة المظلوم اي اجتنب دعوة المظلوم واحذر من دعوة المظلوم باتقاء الظلم وتجنبه اياك ان تظلم لان آآ الانسان ان ظلم اصبح عرظة آآ دعوة من هذا الذي ظلمه ودعوته مستجابة عند الله تبارك وتعالى ولا ترد نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم عن عدي بن عميرة رضي الله عنه مرفوعا من استعملناه على عمل فكتم منه مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة قال ولمسلم عن عدي بن عميرة رضي الله عنه مرفوعا من استعملناه على عمل استعملناه على عمل اي وليناه ولاية او عملا من الاعمال ويقال لامراء المناطق اهل الولايات الخاصة في المناطق ويقال لهم عمال يقال لهم عمال وهذا الاسم قديم ولا يزال موجودا الان في المغرب العربي يطلق عليهم العمال. اي الامراء من حيث انه استعمل على هذا العمل وولي هذه اه الولاية فيقول من استعملناه على عمل بل استعملناه على عمل فكتم منه مخيطا والمخيط هو الابرة الصغيرة والمراد بقوله مخيطا اي حتى الشيء التافه اليسير القليل الذي لا يؤبى به ان كتمه فما فوقه؟ يعني الشيء القليل والشيء الكثير اي شيء يكتمه كان غلولا به يأتي به يوم القيامة كان غلولا آآ مر معنا ان هدايا العمال غلول ان هدايا العمال غلول ومعنى كونها غلول اي انه يأتي بها غلا في عنقه يوم القيامة يأتي يحمل ما ما غل يوم القيامة فوق عنقه ومر معنا ايظا الاشارة الى الحديث ان النبي وهو في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الغلول وعظم امره ثم قال لا يأتين احدكم يوم القيامة وعلى رقبته اه بعير له رغاء فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك الى اخر الحديث. الشاهد منه فوق رقبته الغلول آآ هو اخذ للمال بالظلم وبغير حق ومن غل يأتي بما غل يوم القيامة يحمله على رقبته يحمله على عنقه والمراد بقوله فكتم منه فكتم منه اي ما يعطاه منه اي ما يعطاه على عمالته على امرته على ولايته لان ليس له في الولاية ان يقبل شيئا او ان يأخذ شيئا ولهذا مرة في الحديث هدايا العمال غلول ادايا العمال غلول قال فكتم منه مخيطا فما فوقه اي ولو كان شيئا قليلا فانه يكون غلولا يأتي به يوم القيامة. نعم قال رحمه الله تعالى ولاحمد عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ويل للامراء ويل للعرفاء ويل للامناء تتمنين اقوام يوم القيامة ان ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والارض ولم يكونوا عملوا على شيء قال ولاحمد عن ابي هريرة مرفوعا ويل للامراء ويل للعرفاء ويل للامناء ليتمنين اقوام يوم القيامة ان ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والارض ولم يكونوا عملوا على شيء اي لما يحل بهم يوم القيامة من الخزي العظيم والعقوبة الاليمة يتمنى احدهم لو كان في الدنيا معلقا في الثريا بين السماء والارض بدؤابته معلقا يتدلدل في بين السماء والارظ بهذه الصورة المخيفة والهيئة المفزعة المقلقة يتمنى لو كان كذلك ولم يأتي بهذا الذي آآ غله يوم آآ القيامة او لم يلي شيئا من الاعمال وهذا انما هو في حق من ولي وجها ولي واوى وظلم وهذا الحديث ساقه للشق الاخير من الترجمة الذي هو خطر الولاية خطر الولاية فالولاية خطر عظيم الا من آآ عمل فيها بالعدل والانصاف والبعد عن الجور وتحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى في اما نولي عليهم وقوله ويل للامراء ويل العرفا العرفا جمع ريف وهو من اقيم على قبيلة او على قرية يعرف الامراء باحوالهم ونحو ذلك وكذلك من هو دونه من اؤتمن ولو على شيء قليل من الاعمال كل هؤلاء ويل لهم اي اذا لم يقوموا بهذا الذي تولوه بالحق والعدل والانصاف ليتمنى اقوام يوم القيامة ان دوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والارض ولم يكونوا عملوا في شيء ولم يكونوا عملوا على شيء اي من هذه الولايات مما يدل على خطورتها وانها خزي وندامة يوم القيامة لمن لم يقم فيها بالعدل والحق نعم قال رحمه الله تعالى باب ولاية من لا يحسن العدل قال عن ابي ذر رضي الله عنه مرفوعا يا ابا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم رواه مسلم قال باب ولاية من لا يحسن العدل من لا يحسن العدل اي ليس عنده اهلية ولا قدرة لضعفه عدم تمكنه وعدم اهليته من ان يقيم العدل بين الناس ومن تولى امرهم فهذه الترجمة عقدها في ذلك وان من لا يحسن العدل او ضعيفا لا يتمكن من القيام بمهام الولاية فالخير له الا يقبل والا يتولى الولاية لانها ستكون خطر عليه وهو يعلم من نفسه عدم القدرة على الوفاء بامورها ومتطلباتها فانها تكون خطرا عظيما عليه اورد رحمه الله اولا حديث ابي ذر رضي الله عنه مرفوعا اي الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ابا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم. رواه مسلم علل نهيه عن التأمر والتولي بالضعف علل ذلك بالضعف وقدم به عليه الصلاة والسلام قال انك ضعيف اني اراك ضعيفا وهذه الولايات تحتاج الى قوة وقدرة والتمكن من ممن قام بهذه الولايات فاراك ضعيفا وهذا الضعف لا يكون يعني مؤهلا للشخص الظعيف لان يقوم بهذه الولايات وتأمل لطف النبي عليه الصلاة والسلام وجميل نصحه في قوله واني احبك ما احب لنفسي وهذه قاعدة قاعدة عظيمة جدا في الشريعة في جميع ابوابها في التعاملات مع الناس ان تكون قائمة على هذا الاساس قد قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه اي من الخير وهذا الحديث سبق ان تقدم معنا عند آآ المصنف آآ رحمه الله تعالى اه في باب النهي عن طلبها ونقلت هناك عن النووي رحمه الله قوله في هذا الحديث قال هذا الحديث اصل عظيم في اجتناب الولايات لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولايات واما الخزي الندامة فهو في حق من لم يكن اهلا لها او كان اهلا ولم يعدل فيها فيخزيه الله تعالى يوم القيامة ويفضحه ويندم على ما فرط. واما من كان اهلا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم تظاهرت به الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى ولابي داود عن بريدة رضي الله عنه مرفوعا القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار فاما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار. ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار قال رحمه الله تعالى ولابي داود عن بريدة رضي الله عنه مرفوعا القضاة ثلاثة القضاة ثلاثة اي ثلاثة اصناف وثلاثة اقسام واحد في الجنة واثنان في النار واحد في الجنة واثنان في النار ثم بين ذلك عليه الصلاة والسلام قال فاما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به رجل عرف الحق فقضى به وهذا فيه ان النجاة في هذا الباب باب القضاء لا يكون الا بهذين الامرين ان يكون عند القاضي علم بشرع الله ويضاف الى ذلك ان يحكم بهذا العلم الذي عنده بشرع الله سبحانه وتعالى فان حكما بغير علم لم يكن عنده علم وحكم كان من اهل النار. وان كان عنده علم ولم يحكم بهذا العلم الذي آآ عنده من شرع الله مال عنه وعدل فهو ايضا في النار فلا ينجو من النار الا من حكم الا من حكم بالعلم الا من حكم بالعلم بان يكون عنده علم ويحكم به قال فاما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار جار في الحكم اي مال وعدل ومنه الجور وقد تقدم وهو الميل والعدول عن الحق فرجل عرف الحق فجار في الحكم اي مال عن الحق والهدى مما وما لقاه او آآ حيفا من اجل صديق او رفيق او غير ذلك فجار في الحكم فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار. اي تولى القضاء وهو ليس من اهل العلم وليس عنده بصيرة في في دين الله فاخذ يحكم بلا علم فهو في النار فالقاضيان اللذان في النار من من تولى القضاء وهو جاهل بالشرع وبالفقه والاحكام والاخر من ولي القضاء وعنده علم لكنه لم يحكم بهذا العلم الذي عنده واخذ يجور ويظلم وترك العلم الذي عنده فلم يحكم به نعم قال رحمه الله تعالى وله عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا من افتى فتيا بغير علم كان اثم ذلك عليه افتي عندي اخته من افتي فتيا بغير علم كان اثم ذلك على الذي افتاه قال وله اي اه ابي داوود رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال من افتي فتيا بغير علم كان اثم ذلك على الذي افتاه كان اسم ذلك على الذي افتاه افتي فتيا اي افتاه شخص وكان هذا الشخص الذي افتاه لا علم له اه في اه هذه المسألة وحكم الله سبحانه وتعالى فيها قال ان كان اثم ذلك على الذي افتاه مثله قول النبي صلى الله عليه وسلم من ارشد الى غير رشد فاثمه على من ارشده ولهذا يقول العلماء رحمهم الله ان الذي يريد ان يفتي شخصا لا يكن همه ان يخلص السائل وانما ليكن همه ان يخلص نفسه لانه سيتحمل يتحمل هذا الامر ويكون في ذمته ويكون محاسبا ومعاقبا عليه لان اسمه على من افتاه يتحمل ذلك فلهذا لا ينبغي ان ان يكون متجها الى تخليص السائل. احيانا بعض الناس في مثل هذا الباب يأتيه السائل في اضطرار في ضائقة يلح عليه يقول له يعني ويكون فعلا في ضائقة فيقول له لا ما ما دام كذا لا حرج عليك بدون علم ليس عليك حرج فيفتيه بغير علم فيذهب الرجل وتكون التبعة على هذا الذي افتاه واذكر في في هذا الباب قصة آآ فيها فائدة على حياة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه وكان طلب مني بعض المشايخ ان اذكرها له في احدى اللقاءات به قال نريد نسمع تعليقه على على ذلك وهي ان شخصا جاء اه الي يسأل يقول انه جاء من بلده واعتمر اعتمر وحلق شعر الرأس حلق شعرها تماما ذهب الى كما يفعله بعض الحجاج الى التنعيم ليأتى بعمرة اخرى وكان يقول الرأس اصلع حلقه بالموسى وجاء يعتمر يقول لما وصلت الى المروة اريد ان اتحلل اريد ان اتحلل وما في شعر اطلاقا فوجدت شخص في المروة وقلت له ماذا اصنع انا اريد اتحلل وشعر الرأس ما قال فنظر اليه قال احلق الشارب تحلق الشارب يقول حلقت الشارب والرجل من اصل حليقة ايضا للحية وربما لو اجاب بعمرة اخرى لقال له ذاك احلق الحواجب فانه ينظر نظر في وجهه ما وجد في وجهه الا شعر الشارب قال احلق الشارب ولو كان ايضا ممن يحلقون الشارب اصلا ربما امره ان يحلق الحواجب آآ بعض المشايخ قال لي لو ذكرتها هذا فسبحان الله ظهر عليه الغضب الشديد كيف يتجرأ الناس على دين الله والفتية بغير علم ان هذا امر خطر على الانسان واثمه على من افتاه هذا الحديث يقول فيه عليه الصلاة والسلام من افتي بغير علم كان اثم ذلك على الذي افتاه كان اثم ذلك على الذي يفتاه هذه الترجمة في التحذير من ولي ولاية وهو لا يحسن وذكر فيها ثلاث احاديث كلها تتعلق بهذا الباب الاول يتعلق بالامرة والثاني يتعلق بالقضاء والثالث يتعلق بالفتية وان هذه الثلاث من الامور الولايات العظيمة التي يجب على الانسان ان يحذر من ان يلي شيئا منها ان كان لا يحسن ذلك فان الامر خطير جدا والله سبحانه وتعالى وحده الموفق لا شريك له والمعين والهادي الى صراط مستقيم نسأله جل في علاه ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين اعصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا