الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال المختصر رحمه الله تعالى الوجه الاربعون ان الطريق ان الطريق التي سلكها نفاة الصفات والعلو والتكليم من معارظة النصوص الالهية بارائهم هي بعينها الطريق التي سلك اخوانهم من الملاحدة في نصوص المعادي بارائهم وعقولهم ومقدماتها مقدماتها. ثم نقلوها بعينها الى ما امروا ما امروا به من الاعمال من الاعمال كالصلوات الخمس والزكاة والحج والصيام فاجعلوها للعامة دون خاصة. فالا الامر بهم الى ان الحدوا في الاصول الثلاثة التي اتفق عليها جميع الملل. وجاءت بها جميع الرسل وهي الايمان بالله واليوم الاخر والاعمال الصالحة. قال تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فهؤلاء الملاحدة يحتجون على نفاة الصفات بما وافقهم عليه من الاعراض على نصوص الوحي ونفي الصفات كما ذكر ابن سينا في رسالتي الاضحوية فانه قال فيها لما ذكر حجة من اثبت معاد البدن وان الداعي لهم الى ذلك ما ورد به الشرع من بعث الاموات فقال واما امر الشرع فينبغي ان يعلم فيه قانون واحد. وان الملة الاتي على لسان نبي من الانبياء يرام بها خطاب الجمهور كافة. ثم من المعلوم واضح ان التحقيق الذي ينبغي ان يرجع اليه في صحة التوحيد من الاقرار بالصانع موحدا موحدا مقدسا عن الكم والكيف والاين ومتى والوضع والتغيير حتى يصير الاعتقاد به انه ذات واحدة لا يمكن ان يكون لها لها شريك في النوع او يكون لها جزء وجودي كمي او معنوي. ولا يمكن ان تكون خارجة عن العالم ولا داخل فيه ولا حيث تصح الاشارة اليه بانه هنا او هناك وهذا ممتنع القائه الى الجمهور. ولو القي هذا على هذه الصورة الى العرب العاربة والعبرانيين الاجلاف سارعوا الى العناد واتفقوا على ان الايمان المدعو اليه ايمان بمعدوم لا وجود له اصلا. ولهذا ورد في ما في التوراة تشبيها كله ثم انه لم ثم انه لم يرد في الفرقان من الاشارة الى هذا الامر الاهم شيء ولا اتى بتصريح ما يحتاج اليه من التوحيد بيان مفصل. بل اتى بعضه على سبيل تشبيه في الظاهر وبعضه جاء تنزيها مطلقا عاما جدا لا تخصيصا ولا تفسيرا له. واما الاخبار التشبيهية فاكثر من ان تحصى ولكن ولكن لقوم الا يقبلوها. فاذا كان الامر في التوحيد هكذا فكيف بما هو بعد من الامور الاعتقادية؟ ولبعض الناس ان يقولوا ان للعرب توسعا في الكلام مجازا. وان الالفاظ التشبيهية مثل الوجه واليد والاتيان في ظلل من الغمام والمجيء والذهاب والضحك. والحياء والغضب صحيحة. ولكن هي مستعملة استعارة ومجازا. قال ويدل على استعمالها غير مجازية ولا مستعارة بل محققة ان المواضع التي يريدونها حجة في ان العرب تستعمل هذه المعاني بالاستعارات والمجاز على غير معانيها ظاهرة مواضع في مثلها يصلح ان تستعمل على غير هذا الوجه ولا يقع فيها تلبيس واما قوله في ظلل من الغمام وقوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة ويأتي ربك ويأتي بعض ايات ربك على القسمة مذكورة وما جرى مجراها فريسة تذهب الاوهام فيه بتة الى ان العبارة مستعارة ومجازية. فان كان اريد فيها ذلك اظمارا فقد رظي بوقوع الغلط والتشبيه والاعتقاد نوجب الايمان بظاهرها تصريحا. واما قوله يد الله فوق ايديهم وقوله ما فرطت في جنب الله فهو موضع الاستعارة والمجاز والتوسع بالكلام ولا يشك بذلك اثنان من فصحاء العرب ولا يلتبس على ذي معرفة في لغتهم كما تلتبس في تلك الامثلة فان هذه الامثلة لا تقع شبهة انها مستعارة مجازية كذلك في تلك لا تقع شبهة بانها ليست استعارية ولا مجازية ولا مرادا فيها شيء غير الظاهر. ثم هب ان هذه كلها موجودة اين التوكيد والعبارة المشيرة بالتصريح الى التوحيد الذي يدعو اليه حقيقة هذا الدين معترف بجلالته على لسان حكماء العالم قاطبة. ثم قال في ضمن الشريعة الجائية على لسان نبينا جاءت افضل ما يمكن ان تجيء بمثل الشراء بمثله الشرائع واكمله. ولهذا صراحة ان تكون خاتمة خاتمة الشرائع واخر الملل. قال الاشارة الى الدقيق من المعاني الميسرة لعلم التوحيد مثل انه عالم بالذات او عالم بعلم قادر بالذات او قادر بقدرة واحد بالذات على كثرة الاوصاف او قابل لكثرة عنها بوجه من الوجوه متحيز للذات او منزه عن الجهات فانه لا يخلو اما ان تكون هذه المعاني واجبا تحققها واتقان مذهب الحق فيها او يسع الصدف عنها واغفال البحث رواية فيها فان كان البحث عنها معفو عنه وغلط الاعتقاد الواقع فيها غير مؤاخذ به فجل مذاهب هؤلاء القوم المخاطبين بهذه الجملة تكلف وعنه غنية وان كان فرض محكما فواجب ان يكون بما صرح به في الشريعة وليس التصريح المعمي او الملبس او المختصر فيه بالاشارة والامام بل التصريح المستقصي فيه والمنبه عليه والموفي حق البيان والايضاح والتعريف على معانيه فان المبرزين المنفين المنفقين ايامهم ولياليهم وساعات عمرهم على تمرين اذهانهم وتذكية افهان وترشيح نفوس لسرعة الوقوف على المعاني الغامضة يحتاجون في تفهم هذه المعاني الى فضل الى فضل بيان وشرح عبارة. فكيف غتم العبرانيين واهل الوبر من العرب الى عمري لو كلف الله رسولا الرسل ان يلقي حقائق هذه الامور الى الجمهور من العامة الغليظة في طباعهم المتعلقة بالمحسوسات الصرفة اوهامهم ثم ساهموا هو ان يتنجز منهم الايمان والاجابة غير متمهل فيه وسامه ان يتولى رياضة نفوس الناس قاطبة حتى تستعد للوقوف عليها لكلفة شطط وان يفعل ما ليس في قوة البشر الا ان تدركهم خاصة الاهية بقوة علوية والهام سماوي. فتكون حينئذ وساطة الرسول مستغني عنها وتبليغه غير محتاج اليه. وهبا لكتاب الاعرابي جاء على لغة العرب وعادت لسانه في الاستعارة والمجاز فما قول في الكتاب العبراني وكل من اوله لاخره تشبيه صرف وليس لقائل يقول ذلك كتاب محرف وانى كلية كتابه منتشر في امم لا يطاق تعدادهم وبلادهم متباينة واوهام متباينة منهم يهودي ونصراني وهم وهم امتان متعاديتان فظاهر من هذا كلها ان الشرع واردة بخطاب الجمهور بما يفهمون مقربا ما لا يفهمون الى افهامهم بالتمثيل والتشبيه ولو كان غير ذلك لما اغنت الشرائع البتة قال فكيف يكون ظاهر الشرائع حجة في هذا الباب؟ يعني امر الميعاد ولو فرضنا الامور الاخروية الروحانية غير مجسمة غير مجسمة بعيد عن ادراك بداهية الاذهان تحقيقها ولم يكن سبيل للشرائع الى الدعوة اليه والتحذير عنا الا بالتعبير عنها بوجود من التمثيلات المقربة للافهام فكيف كون وجود شيء حجة على وجود شيء اخر لو لم يكن الشيء الاخر على الحالة المفروضة لكان الشيء الاول على حالته فهذا هو الكلام على تعريف من طلب ان يكون خاصا من الناس الى عامة من ظاهر الشرائع غير محتج به في مثل هذه الابواب فتأمل كلام هذا الملحد بل رأس ملاحدة الملة ودخوله في الالحاد من باب نفي الصفات. وتسلطه في الحاج على المعطلة النفاة بما وافقوه عليه من النفي والزامه لهم ان يكون الخطاب بالميعاد جمهوريا او مجازا او استعارة. كما قالوا في في نصوص الصفات التي اشتركها هو وهم في تسميتها تشبيها وتجسيما مع انها اكثر تنوعا واظهروا معا وابين ودلالة من نصوص المعاد. فاذا ساغ لكم ان تصرفوها عن ظاهرها بما لا تحتمله اللغة فصرف هذه عن ظواهرها اسهل ثم زاد هذا الملحد عليهم باعترافه بان نصوص الصفات لا يمكن حملها كلها على الاستعارة والمجاز. وان يقال ان ظاهرها غير مراد. وان لذلك الاستعمال تليق به بحيث يكون الدعوة ذلك في غيرها غلطا محضا. كما في مثل قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة وان يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك فمع هذا التقسيم والتنويع يمتنع المجاز فانما اريد ما دل اللفظ عليه ظاهرا. وما هذا فقد ساعدتم على امتناعه لقيام الدليل العقلي عليه. فهكذا نفعل نحن في نصوص المعادي سواء فهذا حاصل كلامه والزامه ودخوله الى الحاج من باب نفي الصفات والتجهم. وطريق الرد المستقيم في ابطال قوله وقول المعطلة والمعطلة جميعا ان يقال لا يخلو اما ان يكون الرسول يعرف ما دل عليه العقل بزعمكم من انكار علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وتكريمه لرسله ولرسله وملائكته او لم يعرف ذلك فان قلتم لم يكن نعرف كانت الجهمية المعطلة والملاحدة والمعتزلة والقرامطة والباطني والباطنية والنصيرية والاسماعيلية وامثالهم اعلم بالله واسمائه وصفاته وما وله ويمتنع عليه من رسله واتباعهم. وان كان يعرف وان كان يعرفه امتنعا لا يتكلم به يوما من الدهر مع احد من خاصته واهل سره. ومن المعلوم قطعا ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتكلم مع احد بما يناقض ما اظهره للناس. ولا كان خواص اصحابه يعتقدون فيه نقيض ما اظهره للناس. بل كل من كان به اخص وبحاله كان اعظم موافقة له وتصديقا له على ما اظهره وبينه واخبر به. فلو كان الحق في الباطن خلاف ما اظهره لا يلزم احد امرين. اما ان يكون جاهلا به او كاتما له عن الخاصة والعامة ومظهرا خلافه للخاصة والعامة. وهذا من اعظم الامور امتناعا ومدعيه في غاية الوقاحة والبهت. ولهذا لما علم هؤلاء انه يستحيل كتمان ذلك يعني خواصي وظعوا احاديث بينوا فيها انه كان له خطاب مع خاصته غير الخطاب العامي مثل الحديث المختلق المفترى عن عمر انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع ابي بكر وكنت كالزنجي بينهما ومثل ما يدعيه الرافظة انه كان عند علي علم خاص باطن يخالف هذا الظاهر ولما علم الله تعالى ان ذلك يدعى في علي وفق وفق من سأله هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء خصكم به دون الناس؟ فقال لا والذي فلق الحب لو قرأ النسمة ما اسر الينا الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا كتمه عن غيرنا الا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه وما في هذه الصحيفة. وكان فيها العقول فيها العقول الديات وفكاك الاسير والا يقتل مسلم بكافر وهذا الحديث في الصحيحين. وما ذكره ابن سينا من انه لم يرد في القرآن من الاشارة الى توحيدهم شيء شيء فكلام صحيح. وهذا دليل على انه باطن لا حقيقة له وان من وافقهم عليه فهو جاهل ضال. وكذلك ما ذكروا من ان من المواضع التي ذكرت فيها الصفات ما لا يحتمل اللفظ فيها الا معنى واحد كما ذكر في قوله هل ينظرون الى ان تأتيهم الملائكة ويأتي ربك؟ فهو حجة على من نفي حقيقة ذلك ومدلوله من المعطلة نفاة الصفات. وهو حجة عليه وعليهم جميعا موافقة له وعلى التعطيل لا تنفعه فان ذلك حجة جدلية لا علمية للتسليم له ذلك لا يوجب على غير من ان يسلم ان يسلم ذلك له. فاذا تبين بالعقل الصريح لا يوافق النقل الصحيح دل ذلك على فساد قوله وقولهم جميعا. وكذلك قول هب ان هذه كلها موجودة مع استعارة فان التوحيد والدلالة بالتفصيل على التوحيد المحض الذي يدعو الى حقيقة هذا القيم المعترف بجلالته على لسان حكماء العالم قاطبة كلام صحيح لو كان مقاله النفاة حقا فانه على قول ما يكون هذا الدين القيم قد بين توحيد الحق اصلا حينئذ فنقول ان التوحيد الذي دعا اليه هؤلاء الملاحدة هو من اعظم الالحاد في اسماء الرب وصفاته وافعاله. وهو حقيقة الكفر وتعطيل العالم عن صانعه. وتعطيل الصانع الذي اثبتوه عن صفاتك جماله فشرك عباد الاصنام والاوثان والكواكب والشمس والقمر خير من توحيد هؤلاء بكثير فانه شرك في الالهية مع اثبات صانع العالم وصفاته وافعاله وقدرته ومشيئته وعلمه بالكليات والجزئيات. وتوحيد هؤلاء تعطيل لربوبيته والهيته وسائر صفاته. وهذا التوحيد ملازم لاعظم انواع الشرك ولهذا كلما كان الرجل اعظم تعطيلا كان اعظم شركا. وتوحيد الجهمي والفلاسفة مناقض لتوحيد الرسل من كل وجه. فان مضمونه انكار حياة الرب وعلمه وقدرته وسمعه وبصره وكلامه واستوائه على عرشه ورؤية المؤمنين له بابصارهم عيانا من فوقهم يوم القيامة وانكار وجهه الاعلى ويديه ومجيه واتيانه ومحبته ورضاه غضبه وضحكه وسائر ما اخبر به الرسول عنه ومعلوم ان هذا التوحيد هو نفس تكذيب الرسول فيما اخبر به عن الله فاستعار له اصحابه اسم التوحيد. ثم يقال لو كان الحق فيما يقولها هؤلاء النفاة المعطلون لكان قبول الفطر له اعظم من قبورها للاثبات الذي هو ظلال وباطن عندهم فان الله تعالى نصب للحق الادلة والاعلام الفارقة بين الحق والباطل. وجعل فطر عباده مستعدة لادراك الحقائق. ولولا ما في القلوب من استعداد لمعرفة الحقائق لم يكن نظر والاستدلال ولا الخطاب والكلام والفهم والافهام. كما انه سبحانه جعل الابدان مستعدة للاقتداء بالطعام والشراب. ولولا ذلك لما امكن تغذيتها وتربيتها وكما ان في الابدان قوة تفرق بين الغذاء الملائم والمنافي ففي القلوب قوة تفارق بين الحق والباطل اعظم من ذلك. فخاصة العقل التفريق بين الحق والباطل كما ان خاصة السمع والتفريق بين الاصوات حسنها وقبيحها. وخاصة البصر التمييز بين المرئيات واشكالها والوانها ومقاديرها. فاذا ادعيتم على العقول انها لا تقبل الحق وانها لو صرح لها به لانكرته ولم تذعن الى الايمان فقد سلبتم العقول خاصتها وقبلتم وقلبتم وقلبتم الحقيقة التي خلقها الله وفطرها عليها وكان نفس ما ذكرتم ان الرسل لو خاطبت به الناس لنفروا عن الايمان من اعظم الحجج عليكم وانه مخالف للعقل والفطرة كما هو مخالف للسمع والوحي. وتأمل هذا الوجه فانه كاف في ابطال قولهم. ولهذا اذا اراد اهله ان يدعوا الناس اليه ويقبلوه منهم. وطوا له توطيات قدموا له مقدمات يبينونها في القلب درجة بعد الدرجة ولا يصرحون بها اولا. حتى اذا احكموا ذلك البناء استعاروا له الفاظا مزخرفة. واستعاروا لما قاله الفاظا شنيعة فتجتمع تلك المقدمات التي قدموها تلك الالفاظ التي زخرفوها تلك الشناعة التي على من خالفهم شنعوها فهنالك ان لم يمس فهنالك ان لم يمسكوا الايمان من يمسك السماوات والارض ان تزولا والا ترحل عن القلب ترحل الغيث اذا استدبرته الريح. الله المستعان. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى يرحمك الله الوجه الاربعون قال رحمه الله ان الطريق التي سلكها نفاة الصفات والعلو والتكليل من معارضة النصوص الالهية بارائهم هي بعينها الطريقة التي سلكها اخوانهم من الملاحدة بمعارضة نصوص المعادي بآرائهم وعقولهم. الا ان الملاحدة عارضوا بارائهم وعقولهم اعادة الابدان واثبات الميعاد قوم لا يؤمنوا بذلك ويرون ان هذه خيالات اراد بها الرسل الانبياء ان يضبطوا جمهور العامة حتى يأتمر بامرهم وينتهوا عن نهيهم تخيلوا لهم خيالات انهم يبعثون بعد موتهم ويحاسبون وينعمون ويعاقبون. وهذا هو الالحاد الذي ترأسه هؤلاء الملاحدة عليهم لعائل الله. يقول فالطريق التي سلكها الملاحدة هي لست الطريق التي سلكها لفات العلو والصفات والتكليب حيث ان هؤلاء عارضوا لصوص النصوص التي تثبت المعاد بارائهم وعقولهم الفاسدة وهؤلاء عارضوا النصوص لتثبت صفات الله عز وجل وعلوه على خلقه بارائهم وعقولهم الفاسدة قال فآل الامر بهم الى ان الحد في الاصول الثلاثة التي اتفق عليها جميع الملل وجاءت بها جميع الرسل وهي الايمان بالله واليوم الاخر والاعمال الصالحة هذه الاصول الثلاثة كفر بها الملاحدة قال تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال بهؤلاء الملاحدة يحتجون على لفات الصفات بما وافقوهم عليه من الاعراض عن نصوص الوحي ولا في صفاته. اي ان الملاحدة يردون على المعطل من الجهم بما وافقوهم عليه. انتم اذا قرضت الجهمية على الملاحدة كيف تردون نصوص المعاد واثبات اليوم الاخر قال هؤلاء لهم كما رددتم صفات الله عز وجل وما جاءت به النصوص من اثبات الصفات وتأولتموها نحن كذلك ايضا نرد هذه النصوص ونتأولها قال كما ذكر ابن سينا عليه من الله ما يستحق في رسالته الاضحوية انه قال فيها لما ذكر حجة من اثبت معاد البدن وان الداعي لهم الى ذاك ما ورد به الشرع من بعث الاموات فقال يقول يرد على من قال باثبات الميعاد يرد على من قال اثبات الميعاد وان دليله في اثبات الميعاد هو الورود الشرع بذلك قال واما امر الشرع وهذا التقعيد كانه يريد ان يقعد قاعدة كيف يتعامل العبد او كيف يتعامل الانسان مع امور الشرع ومع نصوص الشرع. اذا اذا اردنا ان نفهم ما هي قواعد هؤلاء القوم مع النصوص؟ تأمل ما قاله هذا الصديق قال واما امر الشرع فينبغي ان يعلم فينبغي ان يعلم فيه ان يعلم فيه قانون فيه قانون واحد وهو ان الملة الآتية على لسان نبيه من الانبياء يراوغ بها اذا ما هو مقصود الملة؟ وما هو مقصود بخطاب الملة؟ يراوغ به ويقصد به خطاب الجمهور الكافة. يعني الشريعة جاءت والنصوص الشرعية انما جاءت لتخاطب السذج من الناس وجمهور العوام ولم تخاطب العقلاء الذين يدركون الامور بعقولهم ثم من المعلوم ان واضح ان التحقيق الذي ينبغي ان يرجع اليه في صحة التوحيد من الاقرار بالصالح موحدا مقدسا عن الكم والكيف هذه اذا اردنا ان نثبت الله لابد ان نخليه من الكم ومن الكف ومن الكيف والاي ومتى والوضع والتغيير حتى يصير الاعتقاد به حتى يصير الاعتقاد به انه ذات واحدة لا يمكن ان يكون لها شريك في النوع او يكون لها جزء من وجود وجودي كمي او معنوي ولا يمكن ان تكون عن العالم ولا داخلة فيه ولا حيث تصح الاشارة اليه بانه هنا وهناك. وهذا ممتنع يقول هذا الخطاب لا يمكن للانبياء والرسل ان يخاطبوا وجمهور اه من يدعونه الى مثل هذا الخطاب بحيث يقول له ربك الذي ندعوه ليس هو داخل عالم ولا خارجه ولا هو يعني يشار اليه باشارة ولا هو معنوي ويمكن ان تكون له ولا يمكن آآ ان يكون هنا او هناك ولا يمكن ان يعرف باين ومتى؟ وكيف وكم؟ كل هذه لو القاع العامة قال انت هذا لا نعرفه وهذا ليس ولا يمكن يطاوعونه ويجبون على ذلك. قال ولو القى قال ولو القي على ولو القي هذا على هذه الصورة الى العرب العاربة والعبرانيين الاجلاب لسارعوا الى العباد واتفقوا على ان الايمان المدعو اليه يعني هذا هو حق قاله اراد هو يريد اي شيء ابطال هذا الحق ولقد نطق بالحق نطق بالحق الذي يريد ان يبطله حيث قال ان كفار ان العرب العاربة والعبراني من اليهود والنصارى لو قيل لهم ان ربكم ليس له اين ولا متى ولا كيف ولا كم ولا وضع ولا تغيير ولا ولا ليس له جزء وجودي كمي او بعده ولا يمكن ان يكون خارج ولا داخله لقال هؤلاء الاجلا بوصف هذا الملحد لقالوا هذا معدوم لا لا وجود له. وهذا هو الحق ان ما قاله هؤلاء فيما ذكرت انه معدوم لا هو الحق فان من وصف الله بانه ليس داخل العالم ولا خارج العالم ولا انه يشار اليه ولا متى ولا كيف ولا كم ولا اين ولا ولا يعني ولا هنا ولا هناك الحقيقة ان هذا لا وجود له وهو عدم قال ولا وجود له اصل ولهذا ورد ما في التوراة تشبيها كله ورد باب التوراة يقول كانه يقول ما جاء في التوراة هو تشبيه بحيث انه يعني وصف الله عز وجل بصفات حتى تقبلها العامة ولا شك ان وصف الله وصف الله عز وجل آآ بصفاته ان انها تثبت على الوجه الذي يليق بالله عز وجل ثم قال ثم انه لم يرد في الفرقان من الاشارة الى هذا الامر الاهم شيء ولا اتى بتصريح ما يحتاج اليه بالتوحيد بيان الى ان تفصل بل اتى بعضه على سبيل التشبيك الظاهر وبعضه جاء تنزيها مطلقا عاما جدا لا تخصيص ولا تفسير له واما التشبيهية فاكثر من ان تحصى التي فيها اثبات اليد والسمع والبصر وجميع ما جاء في صفات الله يرى هذا الخبيث الزنديق انها عندها تشبيهية وانها من باب مخاطبة عقول العامة. ولكن القول ولكان القوم ولكن ولكنني قوم الا يقبلوها ولكنني قوم لا يقبلون فاذا كان الامر في التوحيد هكذا فكيف هو بعد من الامور الاعتقادية ولبعض الناس ان يقولوا ان للعرب توسع في الكلام ومجازا وان الالفاظ التشبيهية مثل الوجه واليد والاتيان في ظل والاتيان في ظل في ظل والمجيء والذهاب والضحك والحياة والغضب صحيحة. ولكن يا مستعملة استعارة ومجازا. يقول يريد ان يرد يقول هذا الان يقول ابن سينا الخبيث ولو قيل ان العرب توسعا في الفاظها حيث انها تطلق لها في توسعها المجاز وكذلك آآ الارسال الاستعارة وما شابه ذلك قال ويدل على استعمالها غير مجازية ولا مستعارة بل محققة ان المواضع التي يريدونها حجة في ان العرب تستعمل هذه المعاني بالاستعارات والمجاز على غير معانيها الظاهرة مواضع في مثل لا يصلح ان تستعمل. بمعنى ان هذا الخطاب انما هو خطاب تخييلي. ولا يمكن ان تحمل نصوص نصوص الصفات على ان استعارة او على انها مجاز. لماذا؟ لان العرب كانت تستعمل المجاز والاستعارة في اماكن يصلح فيها استعماله. واضح؟ اما نصوص الصفات او نصوص ما يسميها بالتشبيه فانها لم تستعمل الا ويراد بها الحقيقة. فصدق وهو وهو كافر كاذب. لماذا صدق؟ لانه عندما قال يراد بها الحقيقة هذا الحق الصفات التي جاءت في كتاب الله واللصوص التي جاءت في كتاب الله واثبتت بها صفات ربنا التي تأولوها بانها مجاز او انها استعارة يقول ابن سينا عليه من الله ما يستحق ليس كذلك فان الاستعارة والمجاز يستخدم لغة العرب في مواضع يعرف انها الاستعارة والنمجات بوجود القواعد الدالة على ذاك. اما ما جاء في خطاب الشرع فانها جاءت يراد بها الحقيقة المحققة فلا تحتمل المجاز ولا الاستعارة. قال قال ان الموت يريدون الحجة في ان ان العرب تستعمل هذه المعاني بالاستعارات والمجاز على غير معانيها الظاهرة مواضع في مثل لا يصلح ان تستعمل هذا الوجه ولا يقع فيه تلبيس واما قوله في ظلل من الغمام وقوله هل ينظرون الا ان تأتيه الملائكة ويأتي ربك ويأتي بعض ايات ربك على القسمة المذكورة؟ حتى هذا يعرف عرف ان ان المراد هو الحقيقة لاي شيء من جهة التقسيم. هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او ان يأتي ربك او يأتي بعظ او يأتي بعظ ايات ربه لو كان يريد المجاز او الاستعارة لما امكن ان تقال ايضا في الملائكة لانه قصد الملائكة بذاتها تأتي الملائكة او يأتي ربك وعندما قرن الرب بمجيء الملائكة فهذا اي شيء افاد حقيقة وان المراد هو حقيقة مجيء الرب. اذ لو كان الاستعارة لا اصبحت لا اصبح هنا الاستعارة في الملائكة لا يمكن. لانه قال الملائكة والملائكة هي اجسام قائمة بذاتها فلا يمكن ان تستعار بمعنى غير المعنى الذي الذي يأتي به. قد يقول قد تقول في باب الاستعارة قد تقول جاء اسد جاء اسد جاء اسد بقوس هذه يراد بها الاسد من جهة قوته وصلابته لكن تقول جاء زيد لا يبقى يقول هذا ايش؟ لا يمكن ان تقول هذه السعر لماذا؟ لانها ذات قائمة بنفسها فعندما تقول جاء زيد لا يمكن يحمل عليه شيء على الاستعارة او على المجاز قال عن الطفل مذكور وما جرى مجراه فليس تذهب الاوهام فيه البتة الى الا شوف يقول فليس فيه فليس تذهب الاوهام البتة الى ان العبارة مستعارة مجازة فان كان اريد بها ذلك فان كان اريد فيها ذلك اظمارا فقد رظي بوقوع بالغلط والتشبيه والاعتقاد المعوج بالايمان بظاهره بظاهرها تصريحا. واما قول يد الله فوق ايديهم وقول ما فرطت في جنب الله فهو موضع الاستعارة والمجاز والتوسع بالكلام ولا يشك في ذلك اثنان من فصحاء العرب وكذب فان قوله يد الله فوق ايديهم يد الله فوق ايديهم هذا لو معنيا فيه اثبات الصفة لله عز وجل وان الله له يد وفيه ايضا معنى ان الله سبحانه وتعالى حاضرا لهم شاهدا لهم سبحانه وتعالى وهذا عندما صفقته وضيعتهم عندما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان كانوا كمن كانوا كمن بايع الله عز وجل ان الله فوقهم فهذه حتى لو قلنا هذه الاية ليست لا ما استبعدنا لما استبعد لماذا؟ لان المراد هو شيء وجود البيعة التي وقعت بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين اصحابه. واد ايضا مما مما يدل على لا يراد حقيقتها ان ان الواقع الواقع لم لم يكن فيه ذلك حيث انه عندما تبايع الصحابة مع الرسول وسلم وقبضت ايديهم بايدي النبي صلى الله عليه وسلم هل كانت يد الله فوقهم؟ من في الحقيقة لا يقول ذلك قائل لانها لا ترى في ذلك المقام لم تريب الله عز وجل ويد الله هي صفة قائمة بذات الله عز وجل فاراد هنا يد الله فوق ايديهم لا شك ان اظافة الله يدل على شيء على اثباته لكن في هذا الموطن يد الله فوق ايديه بارادة اي شيء ارادة انه معهم وتعالى وانه محيط به سبحانه وتعالى وان الذي بايع محمد كانه بايع بان نبايع الله سبحانه وتعالى ومثل قوله ما فرطت بجنب الله العرب تطلق ذاك تريد اي شيء في حق الله ولم يردوا ان نفرط في في الجنب الذي هو الصفة ولذلك لم يثبت ان احد السلف اثبت صفة الجنب لله عز وجل وان كان نقل عن بعض المتأخرين قال فيها موضع الاستعارة والمجاز والتوسع في الكلام ولا يشك في ذلك اثنان من فصاح العرب ولا يلتبس على ذي معرفة في لغتهم كما تلتمس تلك الامثلة فان هذه الامثلة لا تقع شبهة انها مستعارة مجازية كذلك تلك في تلك لا تقعش بانها ليست استعانة ولا مراد ولا مراد فيها شيء غير الظاهر التي هي مجيء الله واتيانه لا يراد الا اي شيء الا الظاهر. ثم قال هب ان هذا كله موجود. فاين التوكيد والعبارة المشيرة؟ بالتصريح للتوحيد الذي يدعو حقيقة هذا الدين المعترف المعترف بجلالته على لسان حكماء العالم قاطبة ثم قال في ضمن كلامي ان الشريعة الجائية على لسان نبينا جاءت افضل ما يمكن ان تجد مثل الشرائع ولهذا صلحت ان تكون خاتمة الشرع واخذ الملل. قال واين الاشارة الى الدقيق من المعاني الميسرة الى علم الميسرة علم التوحيد. مثل انه عالم بالذات او عال بعلم فقادوا بالذات او قادم بقدرة واحد بالذات على كثرة الاوصاف او قابل للكثرة تعالى عنها بوجه من الوجوه متحيزا من حيز الذات او منزها عن الجهاد فانه لا يقبل ان يكون تكون المعاني واجبة تحققه واتقان المذهب الحق فيها او يسع الصدوف عنها واغفال البحث والرؤية فيها فان كان البحث عنها معفوا عنه وغلط الاعتقاد الواقفي غير مؤاخذ به فجل مذهب هؤلاء القوم المخاطبة بهذا الجملة تكلف قال تجل مذهب هؤلاء القوم المخاطبين بهذه الجملة تكلف وعنه غنية وان كان فرضا محكما فواجب ان يكون بما صرح به في الشريعة وليس التصريح المعني او الملبس او المختصر فيه بالاشارة والامام بل التصريح المستقصي فيه والمنبه عليه والموفي حق الموفي حق البيان والايضاح والتعريف على معانيه فان المبرزين المنفقين المنفقين ايام ولاية وساعات يعمدون على تمرير اذهان وتذكية اذهان وترشيح نفوس لسرعة الوقوف على المعالي الغامضة يحتاجون في تفهم هذه المعاني الى فضل بيان وشرح فكيف قتل العبرانيين واهل الوبر من العرب لعمري لو كلف الله رسولا من الرسل ان يلقي حقائق هذه الامور للجمهور وللعامة الغليظة طباعهم المتعلق المحسوسات الصنفة اوهامهم ثم سابه ان يتنجز منهم الايمان والاجابة غير متمهل فيه وسامه ان يتولى رياضة نفوس الناس قاطرة حتى يستعد عليها لكلفه شططا بمعنى ان ان الله لو كلف الرسل ان يبينوا دقائق الامور وحقائقه وان يروظ نفوس هؤلاء العامة الغلاظ الغلاظ الطباع القاسية قلوبهم لكان لك تكليفا بما لا يطاق ولا يستطاع لان هذه الموت تحتاج اي شيء عند هذا الزنديق تحتاج الى افهام الذكية والى اقبال وعمر يمضي في تحقيق هذه اللطائف وهذه الدقائق الى ان قال الا ان تدركهم خاصة الاهية وقوة علوية والهام السماء فتكون حين لوساطة الرسول مستغرب عنها وتبليغه غير محتاج اليه. اذا كان هناك الهام من الله لهؤلاء العامة لم يحتاجوا على ذلك الى عثمان كلها زندق وكفر وهب لنا الكتاب العربي جاء على لغة العرب وعادة لسان في الاستعارة والمجاز فما قولهم في الكتاب العبراني وكل من اوله لاخره يقول كله من اوله تشبيه صرف التوراة كلها تشبيه وليس لقائلا يقول ذلك الكتاب محرف وان والا يحرف قال وانى يحرف كلية كتاب منتشر في امم لا يطاق تعدادهم وبلاد متباينة واوهام متباينة بمعنى ان التوراة ان سلمنا ان جزءا منها حرف فالكتاب موجود في في اقطار متفارقة ومتشاسعة ومتباعدة ومع ذلك يتفقون على مسألة اثبات الصفات لله عز وجل وتشبيه ويسب الصفات اي شيء يسميه اهل الزنديق يسميها تشبيها قال فكيف يكون ظاهر الشرع حجة في هذا الباب؟ يعني امر الميعاد ولو فرضنا يعني كانه يقول كيف تحتج بهذا الشرع انه انه دليل على الميعاد وهو اصلا في نفسه لا يمكن العام ان يؤمن به لانه يقتضي ايش؟ التشبيه والتمثيل وان وان الله عز وجل على هذه الصفة جاءت في كتاب الله. فالقرآن تشبيه والتوراة تشبيه فاذا كانت ليست حجة في ظاهرها فكيف تحتج بظاهرها على اعادة الابدان واثبات البعاد؟ ولو فرضنا الامور الاخروية روحا حالية غير مجسمة بعيدة عن ادراك بداية الاذهان وتحقيقه ولم يكن سبيلا للشرع للدعوة اليه والتحذير عنه الا بالتعبير عنها بوجوه من التمثيلات المقربة للافهام فكيف يكون وجود شيء حجة على وجود شيء اخر لو لم يكن الشيء الاخر على الحالة المفروض اذا كان الشيء الاول على حالتي فهذا هو الكلام على تعريف من طلب ان يكون خاص من الناس لا عاما ان ظاهر الشرع غير محتج بها في مثل وهذي كلها ايش زندقة وكفر وهذا الكلام بحد ذاته يكفر به هذا الزنديق لعنه الله. قال فتأمل كلام هذا الملحد من هو ابن سيلا والذي يراه بعض المسلمين ايش؟ رأس بالرؤوس وعالم العلماء المسلم وهو زنديق ملحد. بل رأس يقول ابن القيم بل رأس الملحدة. بل رأس ملاحدة الملة ودخوله الالحاد من من باب من اين دخل الصفات وتسلطه بالحاد الحاد على ان يعطل النفاة بما وافقوا عليه من النفي والزامه الا هم ان يكون الخطاب المعاد جمهوريا او مجازيا او استعارة كما قالوا في نصوص الصفات اشتركوا وهم في تسميتها تشبيها عنا بعد اكثر تنوعا واظهروا معنا وابين دلالة من نصوص الميعاد. فاذا ساغ لكم ان يقول اذا كان اذا ساغ لكم ان تعطل نصوص الصفات نصوص التشبيه الذي يزعمه هذا الزنديق وهي كثيرة مليئة بها الكتاب والكتب السماوية فهناك ما هو ايسر وان ان هل اه نصرف ان نصف ظواهر النصوص عن الميعاد واثبات اعادة الابدان. ثم زاد هذا الملحد عليهم باعتراف بان النصوص صفات لا يمكن حبلها كله على الاستعارة والمجاز. وان يقال ان ظاهرها غير مراد وان لذلك استعمال مواضع تليق به. بحيث يكون دعوة ذلك بغيرها غلطا محضا كما في مثل هل ينظرون الا ان تأتي والملائكة؟ الى ان قال فمع هذا التقسيم والتنويع يمتنع المجاز فانما اريد ما دل اللفظ عليه ظاهر او مع هذا فقد ساعدتم على امتناع غياب الدليل العقلي عليه فهكذا نفعله نحن في نصوص الميعاد سواء فهذا حاصل يقول يعني كما انتم فعلتم مع امور لا يمكن حملها على المجال والاستعارة مثل ما ذكرت في قوله هل ينظرون الى ان تأتيهم الملائكة؟ هي لا تحت المجاز ولا ولا تحتمل الاستعارة وانتم مع هذا كله حملتوا عليه شيء انا لك مجيء الله وعلى لك هذه الصفة. فنحن من باب اولى النم في الميعاد لانه يترتب عليه شيء جمع المتفرق الاجزاء التي تفرقت وانتهت واعادته وتعلق الثواب بها وهذا كله لا حقيقة لا حقيقة له. قال بهذا حاصل كلامه والزامه ودخوله الى الالحاد من باب الصفات والتجاهل. وطريق الرد المستقيم في ابطال قوله وقول ابن الى جميع ان يقال لا يخلو يقول لك بغيت ترد على هؤلاء اذا اردت ان ترد على هؤلاء الملاحدة وترد على هؤلاء المعطلة فالجواب المستقيم تأمله يقول لا يخلو مما ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف ما دل عليه عقلك ما دل على العقل بزعمكم بالانكار علو الله على خلقه واستواء على عرشه وتكليم رسله وملائكته كذلك ايضا في نفي المعاد وعدم وجود المعاد او لا يعرف ذلك مما يعرف واما ان لا يعرف فان قلتم لم يكن يعرفه كانت الجهمية يقول قلتم لا يعرفه كانت الجهمية المعطلة والملاحدة والمعتزة والقرابطة واسوأ الخلق واكثر الخلق اعلم بالله واسماء وصفاته ممن محمد صلى الله عليه وسلم وهذا من افضل الباطل قال وان كان يعرفه ان كان يعرفه هو يقول اما ان يقول لا يعرف فيفيد ايش؟ ان الرسول جاء وهو اعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا كفر بذاته واما ان يقول لو عرف ذلك قال ابتدع الا يتكلم بيوم من الدهر مع احد. يقول وان كان يعرفه امتنع لا يمكن يستحيل ان يعرف ما ما انتم عليه وما وما عرفتموه انتم وهو يعرفه صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم بيوم من الدهر. مع احد من خاصته واهل سره ومن المعلوم قطعا ان الرسول لم يتكلم مع احد بما يناقض ما اظهر الناس. هل الرسول له دعوة خاصة ودعوة عامة الذي يدعوه للخاصة هو الذي يدعوه للعامة والذي يسر به هو الذي يعلنه صلى الله عليه وسلم ولم يعرف في دهره ابدا ام لو خص احدا بعلم لم لم يطلع عليه غيره. ولذا يقول هذا يمتنع امتناعا يقينيا ان يكون من كان يعرف شيئا. انت عندما تعرف شيئا على خلاف بعظ الناس لا شك انك تبين له من تخبره تخبر به من؟ هو خاصتك او تخبر به احدا من الناس تثق به حتى حتى يطلع على انك تعلم هذا الشيء. اما ان يكون رسول ويعرف هذا الذي انتم عرفتموه ولم يسروا به احد ولم يخبره احد فان هذا من الممتنع المستحيل قال والا ولا كان خواص اصحابه يعتقدون فيه نقيض ما اظهره للناس بل كل من كان به اخص بحال اعرق كان اعظم موافقة له وتصفيقا له على ما اظهره وبينه واخبر فلو كان الحق والباطل خلاف ما اظهروه خلاف ما اظهره لزم احد امرين ان كان الحق بخلاف ما اظهر لزم احد امرين. اما ان يكون جاهلا به او كاتبا له بمن يكون جاهل واما ان يكون كاتب وكلاهما من زعمها للرسول فهو كافر او كاتبة الاعلى الخاصة والعامة ومظهر الخلافة والخاصة والعامة وهذا من اعظم الامور امتناعا ومدعيه في غاية الوقاحة والبهت. ولهذا لما علم هؤلاء الزنادقة ان انه يلزم الرسول ان يخبر خاصته بشيء لا يعرفه العامة ماذا قالوا؟ وضعوا احاديث منها ما جاء في في الاحاديث المبترات والكذب قول عمر انه قال كان يتحدى مع ابو بكر الصديق وكنت كالزنجي بينهما اي لا افهم ما يقولون يقولون يريدون باي شيء بهذا؟ انه كان يتكلم باسرار وعلوم الخاصة لا يعرفها الا من كان عقله اكمل واذكى وعمر يقول كنت كالزنجي بينه لا افهم ما يتكلم به وما يتكلم بلغة العرب ايضا وآآ قال ايضا ومثل ما يدعي الرافض انه كان عند علي علم خاص باطل يخالف هذا الظاهر ولما علم الله تعالى ان ذلك يدعى في علم في علي وفق من سأله هل عندكم الرسول صلى الله عليه وسلم شيء خصكم به دون الناس؟ قال لا والذي فلق الحب وبرأ النسمة الا ما في هذه الصحيفة واخرج من قراب سيفه صحيفة فيها فيها الفكاك والديات وان لا يقتل مسلم ثم قال وما ذكروا ابن سينا لعنه الله من انه لم يرد لم يرد في القرآن من الاشارة الى توحيدهم شيء يقول يقول نسينا لم يرد في القرآن شيء يشير الى توحيدهم الى الذي يعرف من؟ الملاحدة والزلال فكلام صحيح وهذا دليل على اي شيء على لتوحيدهم وان توحيدا من ابطل الباطل. وان من وافقهم عليه فهو جاهل ضال كافر. كافر لم يذكر لكن من وافق الزنادقة على هذا التوحيد فهو كافر بالله قال وكذلك ما ذكره من ان المواضع من ان المواضع التي ذكرت فيها للصفات مالحة اللفظ فيها ولا الا مع الواحد فهو حجة على بلدة يعني وقوله هل ينظرون الا ان تأتوا الملائكة التقسيم هذا لا لا يدل الا عليه شيء دل على ان المراد هو الحقيقة وانه لا يحتمل مجازا ولا يحتمل استعارة فهو مما يرد به على نفاة الصفات قال ايضا فان ذاك حجة جدلية لا علمية التسليم له يقول هنا وهو حجة عليه وعليهم جميعا وموافقتهم له على التعطيل لا تنفعه فان ذلك حجة وموافقته له على التعطيل لا تنفعه فان كذلك حجة جدلية لا علمية اذ تسليم له ذلك لا يوجب على غيرهم ان يسلم ذلك فيتبين بالعقل الصريح ما يوافق النقل الصحيح دل ذلك على فساد وقولهم جميعا قوله وكان قوله هب هب ان هذا كله موجود على الاستعارة فاين التوحيد والدلالة بالتصريح على التوحيد المحض الذي يدعو اليه حقيقة الدين القيء المعترف بجلالته على لسان حكماء العالم قاطبة يقول كلام صحيح لو كان ما قالوا النفاة حقا فانه على قول لا يكون الدين القيم قد بين التوحيد الحق اصلا وحيدة نقول ان التوحيد الذي دعا اليه هؤلاء الملاحدة ومن اعظم الالحاد في اسماء الرب وصفاته وافعاله وهو حقيقة الكفر وتعطيل العالم عن صانعه وتعطيل الصالح الذي اثبتوه عن صفاته كما فشرك عباد الاصنام والاوثان والكواكب والشمس والقمر خير من توحيد هؤلاء الزنادقة فانه شرك بالالهية بعد اثبات العالم يقول هؤلاء الملاحدة الزنادقة شركهم وكفرهم اعظم من شرك مشرك العرب حيث ان مشرك عرب اثبتوا صانعا وربا وخالق ورازقا واشركوا في الاهيته وهو وهو شرك لكنه ليس كشرك من اشرك في وجود الصانع او عطله قال وتوحيد الجهمي والفلاسفة مناقض لتوحيد الرسل من كل وجه فان مضمونه انكار حياة الرب وعلمه وقدرته وسمعه وبصره وكلامه واستوائه على عرش وغير ذلك. اذا القول آآ ابن سينا يقول لو ان هب ان هذا كله موجود على الاستعارة فاين التوحيد؟ اين دلالة القرآن على التوحيد؟ الذي فيه لحذو ليس هناك توحيد. نقول القرآن دل عليه شيء على التوحيد الذي وافق العقل ووافق النقل ووافق الفطرة السليمة. اما توحيدكم فليس في القرآن اليه بل هو مناقض بتوحيد المسلمين ولتوحيد الرسل والانبياء الى ان قال لو كان الحق فيما يقول هؤلاء النفاة المعطلون لكان قبول الفطر ايضا من اوجه رد من اوجه الرد اي شيء انه لو كان قوله بحق لوافقته الفطر لوافقت الفطر يعني جبلة لكان قبل الفطر له اعظم من قبوله للاثبات الذي هو ظلال وباطن عندهم. فان الله تعالى نصر بالحق الادلة والاعلام الفارق بين الحق والباطل. وجعل فطر عبادي مستعدة لادراك الحقب. الفطرة السليمة مستعدة لادراك اي شيء. الحق للباطل مستعدة لادراك الحق فلو كان الحق اذا قاله المعطلون والمبطلون لما نفرت منه الفطر. وانما تنفر الفطر من الباطل. وعندما وافقت الفطر وقبلت ان الله يثبت له اسباب وصفات ويثبت له علوه ويثبت له القهر والقوة دل اي شيء في الفطرة ان الحق فيما وافق الفطر لا فيما ناقض وخالفه. الى ان قال كما انه سبحانه جعل ابدان مستعدة لاقتداء الطعام والشراب ولو ذاك ما امكن لتغذيتها فكمن الابدال لها قوة ففي القلوب قوة تفرق بين الحق والباطل اعظم من ذلك فخاصة العقل التفريق بين الحق والباطل كالرد خاصة السبعة التفرق بين الاصوات الحسنة وقبيحة وخاصة البصر التمييز بين المرئيات واشكاله والوان مقاديرها فاذا ادعيتم على العقول انها لا تقبل الحق وانها لو صرح لها بانها لا به لانكرته ولم ترد الايمان فقد سلبت العقول خاصة وقلبتم الحقيقة التي خلقها الله فطر عليها وكان نفس ما ذكرته للرسل قال لو خاطبت بها الناس لانه فوق يقال له لو خاطوا الرسل بما انتم تعتقدون لنفرت لنفرت الفطر والقلوب والعقول اذا بهذا بهذا الوجه الذي ذكره اراد ان يبطل حجة الملاحدة والزنادقة وان طريق الطريق التي سلكها المعطلة هي نفس الطريق التي سلكها الملاحدة وما يقال لهؤلاء يقال ايضا لاولئك المعطلة الجهمية. وان الحق ان الحق وما جاءت به الرسل والانبياء وما كان عليه اتباعهم الى يوم الدين والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم