الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والسامعين. قال رحمه الله تعالى فصل في ذكر حجة الجهمية على انه سبحانه لا يرضى ولا يغضب ولا يحب ولا يسخط ولا يفرح والجواب عنها. قال رحمه الله احتج الجهمية عن امتناع ذلك بان هذا انفعال وتأثير على العبد. والمخلوق لا يؤثر في الخالق فلو اغضبه او فعل ما يفرح بي لكان المحدث قد اثر في القديم تلك الكيفيات وهذا محال. وهذه الشبهة من جنس شبههم التي تدهش السامع اول ما تطرق سمعه وتأخذ منه وتروعه كالسحر الذي يدهش الناظر اول ما يراه. والجواب من وجوه. احدها ان الله تعالى خالق كل شيء وربه هو ملكه وكل ما في الكون من اعيان وافعال وحوادث فهي بمشيئة وتكوينه. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم لم يكن. قضيتان لا تخصيص فيهما بوجه من الوجوه وكل ما يشاؤه فانما يشاءه لحكمة اقتضاها حمده ومجده. فحكمته البالغة اوجبت كل ما في الكون من اسباب والمسببات فهو سبحانه هو خالق الاسباب التي ترضيه وتغضبه وتسخطه وتفرحه. والاشياء التي يحبها ويكرهها سبحانه خالق ذلك كله مخلوق او عفوا واعجزوا ان يؤثر فيه سبحانه. بل هو الذي خلق ذلك كله على علمه بانه يحب هذا ويرضى ويبغض هذا. ويسخط به ويفرح بهذا فما اثر فيه غيره بوجه من الوجوه. الثاني ان التأثير لفظ فيه اشتباه واجمال. اتريد به ان غيره لا يعطيه كمالا لم يكن له ولا يوجد فيه صفة صفة كان فاقدها فهذا معلوم بالظرورة. ام تريد ان غيره لا لا يسخطه ولا ولا يفعل ما يفرح به او يحبه او يكرهه او نحو ذلك فهذا غير ممتنع وهو اول المسألة وليس معك في نفي الا مجرد الدعوة بتسمية في ذلك تأثيرا في الخالق وليس الشأن في الاسماء انما الشأن في المعاني والحقائق. وقد قال تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر في اهل الصفة لان كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك. الثالث ان هذا يبطل محبته لطاعة المؤمنين وبغضه لمعاصي مخالفين وهذا معلوم البطلان بالظرورة والعقل والفطر الانسانية واتفاق اهل الاديان كلهم. بل هذا حقيقة دعوة الرسل بعد التوحيد. الرابع ان هذا ينتقض باجابة دعواتهم وسماع اصواتهم ورؤية افعالهم وحركاتهم. فان هذا كله فان هذا كلها امور متعلقة افعالهم. فما كان جوابك عنها فهو جوابنا في محل الالزام. الخامس انه سبحانه اذا كان يحب امرا. وتلك الامور المحبوبة له لوازم يمتنع وجودها بدونها. كان وجود كان وجود تلك الامور مستلزما للوازمها التي لا توجد بدونها مثاله محبته للعفو والمغفرة والتوبة. فهذه المحبوبات تستلزم وجود ما يعفو عنه ويغفره ويتوب ويتوب اليه العبد منه وجود المنزوم بدون لازمه محال فلا يمكن حصول محبوباته سبحانه من التوبة والعفو والمغفرة بدون الذي يتاب منه ويغفره ويعفو عنه لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم وهذا هو الذي وردت في الاحاديث الصحيحة بالفرح به وهذا مفروح به يمتنع وجوده قبل الذنب فضلا عن ان يكون قديما. فهذا المفروظ به يجب تأخره تأخره. قطعا ومثل هذا ما روي ان ادم لما رأى بنيه ورأى تفاوتهما قال يا رب هلا سويت بين عبادك؟ قال اني احب ان اشكر. ومعلوم ان محبته للشكر على فظل به بعظهم على بعظ ولا يحصل ذلك بالتسوية بينهم. فان الجمع بين التسوية والتفظيل جمع بين النقيظين وذلك محال الثاني والخمسون؟ نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى فصل ذكر الموصل فيما اختصره من كلام ابن القيم في صواعقه في ذكر حجة الجهمي على انه سبحانه وتعالى لا يرضى ولا يغضب ولا يحب ولا يسخط ولا يفرح. والجواب عنها حجة الجهمي واحتجاجه كما قال ابن القيم انه مما يبهر وتأخذ منه الروعة وتأخذ منه وتروعه كالسحر الذي يدهش الناظر اول ما يراه. فان دعوى الجهمي في انكاره ما انكره على الله عز وجل يخرجه في قالب التعظيم وفي قالب التنزيه في قالب انه يريد تعظيم الله عز وجل عن مشابهة خلقه. قال احتج الجهلية عن امتناع ذلك عليه بان هذه هذا بان هذا انفعال وتأثير عن العبد والمخلوق لا يؤثر في الخالق فلو اغضبه او فعل ما يفرح ما يفرح به لكان المحدث قد اثر في القديم. تأمل الشبهة الشبهة هي اذا اثبتنا هذه الصفات انه يغضب وانه يسخط ويكره ويحب فلازم هذا فلازم هذه الصفات في اثباتها ان المحدث اثر في القديم من اي وجه؟ قالوا اذا اسخط المخلوق الخالق كان فعل الاخ مخلوق مؤثرا في الخالق. وكان سببا في تأثير الخالق وهذا من ابطل الباطل كما سيأتي جوابه. اذا اذا اثبتنا هذه الصفات الضحك والغضب والرضا او ما يعني الغضب والرضا والمحبة والسخط والفرح والكراهية اذا اثبتنا هذه الصفات فانها فانها يلزم منها ان يؤثر المخلوق الخالق وان يؤثر الوحدة في الخالق سبحانه وتعالى. لماذا انت عند الله ولله المثل الاعلى عندما يغضبك ولدك سبب الغضب هو ايش؟ هذا الولد قالوا اذا اذا كان الولد هو الذي اغضبك كانوا المؤثرون فيك واضح فاذا اثبتنا الغضب لله عز وجل لماذا غضب ربنا؟ بسبب فجور عباده تقول فجور العباد احدث بالخالق غضبا هذه الشبهة وهذه لا شك كما قال ابن القيم انها تروع السامع وتخيف يخرجها في قالب التعظيم لله عز وجل. قال والجواب عليه بالوجوه. الوجه الاول ان الله تعالى خال كل شيء فهو الذي خلق افعال العباد وهو الذي خلق مشيئتهم وارادتهم سبحانه وتعالى وهو مالك كل شيء وكل ما في الكون من اعيان وافعال وحوادث هي باي شيء بمشيئته سبحانه وتعالى وتكوينه كما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قضيتان لا تخصيص فيهما اي ان ان كل شيء في هذا الكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكل ما يشاء فانما يشاء لحكمة اقتضاها فاقتضاها حمده ومجده فحكمته البالغة اوجبت كل ما في الكون من الاسباب النسب فهو سبحانه خالق الاسباب التي ترضيه. دليل وجود الامام الذي اوجده هو الله. ووجود فتون عبد الملك الذي اوجده وخلقه هو الله. فالله هو الذي خلق سابر سبب فرحه هو الذي خلق غضبي سبحانه وتعالى. فالامر كله يعود اليه شيء لله سبحانه وتعالى فهو سبحانه هو خالق الاسباب التي ترضيه وتغضبه وتسخطه وتفرحه والاشياء التي يحبها ويكرهها سبحانه خالق ذلك كله. فالمخلوق اظعف واعجز ان يؤثر فيه سبحانه وتعالى بل هو الذي خلق ذلك كله على علمه بانه يحب هذا ويرضى هذا. فجور الفاجر علمه الله عز وجل قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة بل قبل ذلك ازلا وطاعة المطيع علي بها الله عز وجل ايضا ازلا فعلم فهذه هذا العلم الذي يتعلق بالله عز وجل لما خلقه الله عز وجل في الكادر كره الله فجوره ولما خلقه في فلما خلقه في المطيع احب الله طاعته. فما الذي اوجد اشياء وكلها من؟ والله فكيف يقال ان هذا هو الذي اثر؟ وهو الذي وربنا هو الذي خلقها وهو الذي اوجدها وهو الذي شاءها وهو الذي علمها قبل ذلك سبحانه وتعالى قال واعجز ان يؤثر فيه سبحانه بل هو الذي خلق ذلك كله على علمه بانه يحب هذا ويرضى ويرظع هذا ويبغض هذا ويسخط به ويفرح بهذا كما اثر فيه غيره كما اثر في غيره اي ما اثر في الله الا هو نفسه سبحانه وتعالى بواجب الوجوه. الوجه الثاني ان ان دعواكم وقولكم انه يؤثر هذا اللطف فيه اي شيء فيه اشتباه واجمال. ماذا تريد بهذا التأثير؟ اتريد به ان غيره لا يعطيه كمالا لم يكن له ولا يوجد فيه صفة كان فاقدها هذا تريد هذا فهذا بالضرورة اي شيء انه باطل. فهذا بالضرورة ام تريد ان غيره لا يسخطه ولا يغضبه ولا يفعل وما يفرح به ولا يغلبه ولا يفعل ما يفرح به او يحبه او يكرهه حذاك فهذا غير ممتنع ان كنت تريد ان التأثير لان العبد هو الذي يسلم كمال الله وهو الذي يعطيه وهو الذي يعطي الكمال فهذا باطل كيتباع والعبد ليس له تأثير في الله عز وجل ابدا من جهة ان يثبت الله كمالا فيوجد الكبالة في الله او ينقص من الله كمالا فيمنعه من كماله فهذا من اعتقد وكفر بالله عز وجل هذا ممتنع وباطل ولا يقول به ضرورة العاقلة ام تريد ان غير ان غيره لا يسخطه ولا يغضبه ولا يفعل ما يفرح به ربنا او يحبه ربنا او يكرهه ربنا او نحو ذلك. فهذا غير ممتنع فهو اول المسألة وليس معك في نفيه يعني اين من اين لك اما انه اذا كره الله فجورا فاجر ان العبد هو الذي اثر ليس فيه اي شيء لان الله هو الذي خلق فعل العبد وليس في ذلك انتقاص لله عز وجل فان الله يكره ويفرح ويغضب ويرضى وهذا ليس مبتدع وليس معك الا مجرد الدعوة بالتسمية لذلك تأثيرا في الخالق وليس الشأن في الاسماء انما الشأن في اي شيء في الحقائق والمعاني. هذا الشأن تسميه تأثيرا نقول لا هذا الاسم اسمك هذا لا يدل على المعنى الذي نريده نحنا الذي نريده نحن هو ان الله يغضب ويشاء ويفرح ويحب ويكره كما قال تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله. وقال النبي صلى الله عليه ابي بكر في اهل الصفة لان كنت اغضبتهم فقد اغضبت ربك الوجه الثالث في ابطالها الدعوة اذا الوجه الثاني لشيء ان تسميتهم تسميتكم اياه وتأثيرا نقول ليس بصحيح وان وان اثبات الغضب والكراهية والرضا لله عز وجل دلت عليها النصوص وليس ففي اثبات ما يلزم من هذا المعنى الذي زعمتموه انتم بل العبد لا يؤثر في الله اصلا ان هذا ان هذه الدعوة يبطل اي شيء يبطل محبته لطاعة المؤمنين وبغضه لمعاصي المخالفين وهذا معلوم البطلان بالضرورة الله يحب من اطاعه ويبغض من؟ عصاه. وان قلت من هذا الحب يؤثر فهي الدعوة التي دعيتموها انتم فيلزمك ايظا اي شيء ان طاعة المطيع لا تحب ومعصية العاصي لا تكره وانه وانه لا فرق بين ان يطيع العبد ربه وبين ان يعصي ربه وهذا معلوم مطلوب الضرورة والعقل والفطرة الانسانية واتفاقه الاديان كلهم بل هذا حقيقة دعوة الرسل على توحيد الله عز وجل الرابع ان هذه الدعوة التأثير ينتقض لاجابة دعواتهم. واضح؟ يعني هم يتفقون معنا ان ان العباد تدعو ان العباد يدعون ربهم وان الله يجيب دعواتكم. اذا قلنا ان الله يجيب دعواتهم ما الذي اثر في ايجاب الدعوة؟ دعواتهم. اذا هناك مؤثر حتى اجاب الله فان قلتم فان اجبت بعدها تشوف اي جواب نقول هو جوابنا عن ما عطلتم به صفات ربنا سبحانه وتعالى. هم يقول ماذا يقول ان اذا اثبتنا الغضب لله عز وجل اثبتنا ان المخلوق اثر بالخالق. نقول لهم اذا دعا الداعي واستجاب الله له هذه الدعوة اثرت في اجابة الخلق فيلزمك ان تقولوا ان الدعاء يؤثر ايضا في الخالق وان المخلوق اثر في الخالق اي شيء بدعائه الذي ترتب عليه اجابته فان اجبتم عليه باي جواب قلنا جوابنا هو هو نفس جوابنا عليكم فيما ادعيتموه من نفي صفات الله عز وجل. قال فهذا يقول فهذا ان هذا ينتقل لاجابة دعواتهم وسماع اصوات رؤية افعالهم وحركات فان هذه كلها امور متعلقة بافعاله فما كان جوابك عنها فهو جوابنا في محل الالزام. يلزمكم كما يلزمكم هذا الجواب فيما ادعيتموه؟ الخامس انه سبحانه اذا كان يحب امورا وتلك الامور المحبوبة له وتلك المحبوبة لها لوازم. الله يحب العفو الله يحب العفو سبحانه وتعالى. العفو هذا هل يتصور وجوده الا بوجود شيء يعفو عنه اذا الذي يحبه له لوازم. لوازمه ايش؟ وجود المعصية المحبة يقول اذا كان الله يحب شيئا وتلك الامور المحبوبة لها لوازم يمتنع وجودها بدونها كان وجود تلك الامور مستلزما للوازمها التي لا توجد بدونها. مثاله محبة للعفو والمغفرة والتوبة فهذه المحبوبات تستلزم اي شيء وجود ما يعفو عنه وجود ما يغفره وجود ما يتاب منه فليتصور فلا يتصور ان الله يحب التوبة الا وهو الا وهناك ما يفعله العبد حتى يتوب. فمعصيته التوبة تكون من اي شيء تكون من تقصير في واجب او فعل محرم المغفرة لا تكون لاي شيء الا في فعل محرم حتى يغفر. ووجود الملزوم بدون لازم محال فلا يمكن حصول محبوباته سبحانه وتعالى من التوبة والعفو والمغفرة بدون الذي يتاوله ويغفر ويعفو عنه فدل اي شيء مراد بهذا الوجه اي شيء ان ما يكرهه الله عز وجل ويسخطه هو سوي شيء تلف عفوه ومغفرته وتوبته والله يحب العفو ويحب المغفرة ويحب التوبة. واضح؟ يعني اذا قلتم ان ان كراهية الله عز وجل بتلك الافعال تستلزم التأثيم نقول ايضا محبة الله لعفوه ومغفرته وتوبته ومحبة التوبة لا تكون بوجود تلك الاشياء التي يكرهها ربنا سبحانه وتعالى فلا يمكن حصول محبوبات سبحانه العفو والمغفرة بدون الذي يتاب منه ويغفر ويعفو عنه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم. وهذا هو الذي والله بالفرح به وهذا المفروغ به يمتنع وجوده قبل الذنب. توبة العبد يفرح الله بها؟ لكن هل يتصور وجود التوبة؟ هل هل يتصور وجود الفرح قبل وجود الذنب لا يتصور لان الفرح يقوم به شيء بالتوبة والتوبة لا تكون الا بعد ذنب يفعله العبد فاضل ان يكون قديم فهذا المفروح به يجب تأخره قطعا. ومثل هذا ما روي ان ادم لما رأى بنيه حديث ابي هريرة اللي عند الترمذي وغيره باسناد جيد ورأى تفاوته قال يا ربي هلا سويت بين عبادك؟ قال اني احب ان اشكر التفاضل هذا يدل على سبب ايش؟ سبب من اسباب ان يشكر الله عز وجل ومعلوم ان محبته شكر على ما فضل به بعضنا بعض لا يحصل ذلك في التسوية بينهم. فان الجمع بين التسوة والتفضيل جمع بين النقيضين ايه اذا اردت تدعو الى التفضيل لا يمكن يكون متساوي وبينهم فضل اذا وجد الفضل لم يوجد التساوي واذا وجد التساوي لم يوجد الفضل فهذا ممتنع اذا ما ادعوه من ان اثبات الصفات يستلزم تأثير المخلوق بالخالق نقول هي لا هي دعوة باطلة. ولوازم باطلة ولا ترد النصوص من الكتاب والسنة بمثل هذه الدعاوى الباطلة. نحن نثبت ان الله يغضب ويرضى ويحب ويفرح سبحانه وتعالى فيغضب من العاصي ولا يكون العاصي هو الذي اثر في في الله عز وجل اي من جهة انه هو الذي اوجد تلك الصفة بالله عز وجل بل الصفة قال بالله لكن الله يغضب على فعل ذلك العاصي ويفرح على طاعة ذلك المطيع فنثبت ما اثبته الله نفسه وننفي ما نفاه ربنا عن نفسه ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. الوجه الثاني والخمسون تقف عليه والله اعلم