الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالدينا والسامعين قال رحمه الله تعالى الوجه الثاني والخمسون ان هذه المعارضة بين العقل والنقل هي اصل كل فساد في العالم. وهي ضد دعوة الرسل من كل وجه فانهم دعوا الى تقديم الوحي على الاراء والعقول قال خصومهم الى ضد ذلك. فاتباع الرسل فاتباعه. قال فاتباع الرسل قدموا الوحي على الرأي والمعقول. واتباع ابليس او نائب من او نائب من نوابه قدموا العقل على النقل. قال محمد بن عبد الكريم الشيخ في كتابه الملل والنحل اعلم ان اول شبهة وقعت في الخلق حياكم الله تفضلوا حياكم الله تقدموا حياكم الله قال اعلم ان اول شبهة وقعت في الخلق شبهة ابليس ومصلوحها ومصدرها ومصدرها استبداده بالرأي في مقابلة النص واختياره الهوى في معارضة الامر واستكباره بالمادة التي خلق منها وهي النار على مادة ادم وهي الطين وتشعبت عن هذه الشبهة سبع شبهات حتى صارت مذاهب مذاهب بدعة وضلالة. وتلك الشبهات اسطورة في شرح الاناجيل اربعة مذكورة في التوراة المتفرقة على شكل مناظرة بينه وبين الملائكة بعد الامر بالسجود والامتناع منه. قال كما نقل عنه اني سلم اني سلمت ان الباري الهي والهي الخلق عالم قادر ولا يسأل عن قدرته ومشيئته وانه اذا اراد شيئا قال له كن فيكون وهو حكيم الا ان يتوجه على مسائل الا ان الا ان يتوجه على مساق حكمته اسولة سبعة. اولها قد علم قبل خلقي اي شيء يصدر عني ويحصل فلما خلقني اولا؟ وما الحكمة في خلقه اياي؟ الثاني اذ خلقني على مقتضى ارادته ومشيئته فلما كلفني لمعرفته وطاعته وما الحكمة في التكليف بعد ان لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر بمعصية والثالث اذ خلقني وكلفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة فعرفت واطعت فلم كلفني بطاعة ادم والسجود له وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد ان لا يزيد ذلك في طاعته ومعرفة والرابع اذ خلقني وكلفني على الاطلاق وكلفني هذا التكليف على الخصوص فاذا لم اسجد اسجد له فاذا لم اسجد فلما لعنني واخرجني من الجنة؟ وما الحكمة من في ذلك بعد ان لم ارتكب قبيحا الا قولي لا اسجد الا لك والخامس اذ خلقني وكلفني مطلقا وخصوصا ولم اطع ولم اطع فلعنني وطردني فلما طرقني الى ادم حتى دخلت الجنة حتى دخلت الجنة ثانيا وغرظته بوسوستي فاكل من الشجرة المنهي عنها واخرجه من الجنة معي وما الحكمة في ذلك بعد ان لو منعني من دخول الجنة استراح مني ادم وبقي خالدا في الجنة. والسادس اذ خلقني وكلفني عموما خصوصا ولعنني ثم الى الجنة وكانت الخصومة بيني وبين ادم. فلما سلطني على اولادي حتى اراهم من حتى اراهم من حيث لا يروني. وتؤثر فيهم وسوستي ولا ترفيهية حولهم وقوتهم حولهم وقوتهم وقدرتهم واستطاعتهم ومن حكمة في ذلك بعد ان لو خلقهم على الفطرة دون من يجتالهم عنها ليعيشوا طاهرين سامعين مطيعين كان احرى وان يقضي الحكمة. والسابع سلمت هذا كله خلقني وكلفني مطلقا ومقيدا وحيث لم اطع لعنني وطردني يمكنني من دخول الجنة وطرقني واذ عملت عملي اخرجني ثم سلطني على بني ادم فلما اذا استمهلته امهلني فقلت فانظرني الى يوم يبعثون. فقال انك من المضارين الى يوم الوقت المعلوم. وما الحكمة في ذلك بعد ان لو اهلكني في الحال استراح الخلق مني وما بقي شر في العالم. اليس بقاء العالم على نظام الخير خيرا من امتزاجه بشرط قال فهذه حجتي على ما ادعيته في كل مسألة. قال شارف الانجيل فاوحى الله تعالى الى الملائكة قولوا له ان في مسألة في مسألتك الاولى اني الهك واله الخلق غير صادق ولا مخلص اذ لو صدقت اني رب العالمين ما احتكمت علي بالامام. فانا الله الذي لا اله الا انا لا لا اسأل عما افعل والخلق مسألون. والخلق مسؤولون قال هذا مذكور في التوراة ومستور في الانجيل على الوجه الذي ذكرته على الوجه الذي ذكرته وكنت وكنت برهة من الزمن اتفكر واقول من من المعلوم الذي لا مرية فيه ان المعلوم من المعلوم من المعلوم الذي لا مرية فيه ان كل شبهة وقعت لبني ادم فانما وقعت من اظلال الشيطان ووساوسه نشأت من شبهاته. واذا كانت الشبهات محصورة في سبع بعادات كبار كبار لبدع والضلال الى سبع. واذا كانت الشبهات محصورة في سبع عادت كبار البدع والضلال الى سبع ولا يجوز ان ان تعدوها ان تعدوها. شبه اهل الزيغ والكفر وان اختلفت العبارات وتباينت الطرق فانها بالنسبة الى انواع الضلالات كالبذر يرجع يرجع جملتها الى انكار الامر بعد الاعتراف بالحق والى الجنوح الى الهوى والرأي في مقابلة والذين جادوا والذين جادوا فهودا ونوحا وصالحا وابراهيم لوطا وشعيبا وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم كلهم نسجوا على من اللعين الاول في اظهار شبهاته وحاصلها وحاصلها احاصلها يرجع الى دفع التكليف عن انفسهم وجحد اصحاب التكاليف والشرائع عن هذه الشبهة نشأ فانه لا فرق بين قولهم ابشر يهدون وبين قوله ااسجد لمن خلقت طينا؟ ومن هذا قوله تعالى وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم هدى الا ان قالوا وبعث الله بشرا رسولا ان المانع من الايمان هو هذا المعنى كما قال للمتقدم الاول ما منعك الا تسجد اذ امرتك؟ قال انا خير منه. فقال الاخر من ذريتي كما قال المتقدم ام انا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين. وكذلك لو تعقبنا اقوال المتأخرين منهم وجدناها مطابقة لاقوال المتقدمين. كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابت قلوبهم فما كان فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل. فاللعين الاول كما حكم العقل كما حكم العقل كما حكم العقل على من لا فاللعين الاول كما يحكم العقل على من لا يحكم عليه بالعقل اجر حكم الخالق للخلق. نعم قال فاللعين الاول كما حكم العقل على من لا يحكم عليه العقل اجرى حكم الخالق في الخلق وحكم الخلق في الخالق. والاول غلو الثاني تقصير قال في الشبهة فثار من الشبهة الاولى مذاهب الحلولية والتناسقية والمشبهة والغلاة من الرافضة من حيث غلوا في حق شخص من الاشخاص حتى وصفوه وباوصاف الجلال وثار من الشبهة الثانية مذاهب القدرية والجبرية والمجسمة حيث قصروا في وصف حيث قصروا في وصفه تعالى حتى وصفوه بصفات المخلوقين والمعتزلة مشبهة الافعال ومشبهة مشبهة الصفات وكل منهما اعور فانما قال يحسن منهم يحسن منه ما يحسن منا ويقبح منه ما يقبح منا فقد شبه الخالق بالخلق. ومن قال يوصف الباري بما يوصف به الخلق او يوصف الخلق بما يوصف به الباري للخالق. فقد اعتزل عن الحق قال وسنخ القدر وسنة القدرية قال وسنخ القدرية طلب طلب العلة في كل شيء وذلك من سلخ من سلخ اللعين الاول للطلب اذ طلب العلة في الخلق اولا. والحكمة في التكليف ثانيا. والفائدة في تكليف السجود لادم ثانيا ثم ثم ذكر الخواجة والمعتزلة والروافض وقال رأيت شبهتهم كلها شبهاتهم كلها نشأت من شبهات اللعين الاول واليه اشار التنزيل بقوله ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه انه لكم عدو مبين. وقال صلى الله عليه وسلم لتسلكن لا تسلكن سبل الامم من قبلكم حذو القذة القذة والنعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب ادخلتموه فهذه القصة في المناظرة هي نقل نقل اهل الكتاب ونحن لا نصدقها ولا نكذبها وكانها والله اعلم مناظرة وضعت وضعت على لسان ابليس وعلى كل حال فلابد من الجواب عنها سواء صدرت عنه او قيلت على لساني فلا ريب انها من كيده وقد اخبر الله تعالى ان كيد الشيطان كان ضعيفا فهذه اسئلة والشبهات من اضعف من اضعف الاسئلة عند اهل العلم والايمان وان صعب موقعها عند من اصل وصولا فاسدة كانت سدا بين انه بين ردها وقد اختلفت كلام طويل في هذه المقام. فذكر هذه القصة التي وجدت في بعض شراح الاناجيل ان ابليس احتج على الملائكة بسبع شبهات واجعله ابن القيم ان اصول المبتدعة حيث ان من هذه الشبهات السبع تفرعت اصول اهل البدع وكل اخذ منها بحظه الفاسد واصل هذه المسألة هي تقديم العقل على النقل فان ابليس لعنه الله هو اول من قدم العقل على النقل عندما قال انا خير منه فنظر بعقله ولم ينظر الى شرع الله عز وجل على كل حال الكلام في هذا سيأتينا ان شاء الله ونرجع الكلام ان شاء الله بعد ما نفرغ من كلامه كله رحمه الله تعالى في هذه في هذا الوجه والله اعلم