الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال مختصر رحمه الله تعالى الوجه الرابع ان الله فطر عباده حتى الحيوان على استحسان وضع الشيء في موضعه والاتيان به في وقته وحصوله على الوجه المطلوب منه وعلى الاستقباح ضد ذلك وخلافه. وان الاول دال على كمال فاعله وعلمه وقدرته. وظده دال على نقصه وهذه فطرة لا يمكنهم الخروج عن موجبها. هو سبحانه يضع الاشياء في مواضعها التي لا يليق بها سواه. سواها ويخصها من الصفات والاشكال والهيئات والمقادير بما هو انسب لها من غيره ويبرزها في اوقاتها المناسبة لها. ومن له نظر صحيح واعطى التأمل حقه شهد بذلك فيما رآه وعلمه. واستدل بما على ما خفي عنه وقد ندب سبحانه عباده الى ذلك فقال وفي انفسكم افلا تبصرون. ومن نظر في هذا العالم وتأمله حقا التأمل وجده كالبيت المبني المعد فيه جميع عتاده. فالسماء مرفوعة كالسقف والارض ممدودة كالبساط. والنجوم تلك المصابيح والمنافع مخزونة كالذخائر. كل شيء منها لامر يصلح له. والانسان كالمالك المخول فيه وظروب النبات مهيئة لمآربه وصنوف الحيوان مصرفة في مصالحه. فمنها ما هو للدر والنسل والغذاء فقط. ومنه ما هو للركوب والحمولة فقط ومنها ما هو للجمال والزينة ومنها ما يجمع ذلك كله كالابل وجعل وجعل اجواهها خزائن ما هو شراب وغذاء ودواء وشفاء. ففيها عبرة للناظرين وايات للمتوسمين. وفي الطير واختلاف انواعها واشكالها والوانها ومنافعها واصواتها صافات وقابظات وغاديات ورائحات ومقيمات وظاعنات اعظم عبرة اعظم دلالة على حكمة الخلاق العليم. وكل ما اخذه الناس ادركوه بالافكار الطويلة والتجارب المتعددة من اصناف الالات والمصانع وغيرها اذا فيها المتفكر وجدها مشتقة من من من الخلقة مستنبطة من الصنع الالهي. مثال ذلك ان القب ان القبان مستنبط من خلقة البعير فانهم لما رأوه ينهض بحمله وينوء به ويمد عنقه ويوازن حمله برأسه حمله برأسه تنبط القبان من ذلك وجعلوا طول حديدته في مقابلة طول العنق. ورمانة القبان في مقابلة رأس البعير فتم لهم ما وكذلك استنبطوا بناء الاطباء من ظهره فانهم وجدوه يحمل ما لا يحمل غيره غيره فتأملوا ظهره فاذا هو كالقبو. فعلم القبو يحمل ما لا يحمل السطح. وكذلك ما استنبطوا الحذاق لكل من كان لكل من لكل من كل بصره ان يديم النظر الى الى اجانه. الى الى اجانة خضراء. مملوءة ماء استنباطا من حكمة الخلاق العليم في لون السماء فان لونها اشد الالوان موافقة للبصر. فجعل فجعل اديمها فجعل اديمها بهذا اللون ليمسك الابصار ولا ينكأ فيها بطولي مباشرتها لها. واذا فكرت في طلوع الشمس وغروبها لاقامة دولتي الليل دولتي الليل والنهار. ولولا طلوعها لبطل امر هذا العالم فكم في طلوعها من الحكم والمصالح وكيف يكون حال الحيوان لو امسكت عنه وجعل الليل عليه سرمدا والدنيا مظلمة فعليه فباي نور كانوا يتصرفون؟ وكيف كانت تنضج ثمارهم تكمل اقواتهم وتعتدل صورهم وابدانهم فالحكم في طلوعها اعظم من ان تخفى او او تحصى ولكن تأمل الحكمة في غروبها فلولا غروبها لم يكن للحيوان هدوء ولا قرار مع شدة حاجتهم الى الهدوء والراحة. وايضا لو دامت على الارض لاشتد حر حر وها بدوام طلوعها عليها فاحترق كل ما عليها من حيوان ونبات فاقتضت حكمتي الخلاق العليم العزيز الحكيم ان جعلها تطلع عليهم في وقت دون وقت بمنزلة سراج يرفع لاهل الدار يرفع لاهل الدار ليقضوا مآربهم ثم تغيب ثم تغيب عنهم. مثل ذلك ليقروا ويهدأوا. وصارت ياء النهار وحرارته وظلام الليل وبرده على بهما وما فيهما متظاهرين متعاونين على ما فيه صلاح العالم وقوامه. ثم اقتضت حكمته ان جعل للشمس ارتفاعا وانحطاطا لاقامة هذه الفصول الاربعة من السنة وما فيها من قيام الحيوان والنبات. ففي زمن الشتاء تغور الحرارة في الشجر والنبات. فيتولد فيها مواد الثمار ويغلظ الهواء بسبب بالبرد فيصير مادة للسحاب. فيرسل العزيز الحكيم ريح مثيرة فتثيره قزعا. ثم يرسل عليه المؤلفة وتؤلف بينه حتى يصير طبقا واحدة ثم يرسل عليه الريح اللاقحة التي بها مادة الماء فتلقحها كما يلقح الذكر الانثى فيحمل الماء من وقته. فاذا كان بروز الحمل وانفصاله عليه الريح الذارية فتذروه وتفرقه في الهواء لئلا يقع صبة واحدة فيهلك ما على الارض وما اصابه ويقل الانتفاع فاذا اسقى ما امر بسقيه وفرغت حاجته منه ارسل عليه الريح السائقة فتسوقه وتسجيه الى قوم اخرين وارضا وارض اخرى اليه. فاذا جاء الربيع تحركت الطبائع وظهرت الوادي الكامل في الشتاء فخرج النبات واخذت الارض زخرفها وازينت وانبتت من كل زوج كريم. فاذا جاء الصيف سخن الهواء وتحللت فضلات الابدان واذا جاء الخريف كسر ذلك السموم والحرور وبرد الهواء واخذت الارض والشجر في الراحة والجموم والاستعداد للحمل الاخر اقتضت حكمته سبحانه ان انزل الشمس والقمر في البروج وقدر لهما المنازل ليعلم العباد عبر السنين والحساب من الشهور والاعوام فتتم بذلك ما صالحهم وتعلم قال فتتم بذلك مصالحهم وتعلم اجال معاملاتهم ومواقيت حجهم وعباداتهم ومدد اعمارهم وغير ذلك من مصالح حسابهم. فالزمان مقدار الحركة الا ترى ان السنة الشمسية مقدار مقدار مسير الشمس من الحمل الى الحمل مقدار مسيرة من الشرق الى الغرب وبحركة الشمس والقمر يكال الزمان من يوم من يوم خلق الى ان يجمع الله بينهما ويعزلهما عن سلطانهما ويرعي عابديهما انهم عبدوا الباطل من دونه. قال تعالى والذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا فقد وقدره منازلا لتعلموا عدد والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون. وقال تعالى وجعلنا الليل والنهار ايتين ومحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرين لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب. وكل شيء فصلناه تفصيلا. واقتضت حكمته سبحانه في تدبيره ان فاوت بين مقادير الليل والنهار ولم اجعلهما دائم على حد سواء ولا اطول مما هما عليه واقصر. بل جاء سواهما واخذ احدهما من واخذ واخذ اخذ احدهما من الاخر على وفق الحكمة حتى ان المكان الذي يقصر احدهما فيه جدا لا يتكون فيه حيوان ولا نبات. كالمكان الذي لا تطلع عليه الشمس او لا تغرب عنه ولو كان النهار مقدار مئة ساعة او اكثر او كان الليل كذلك لتعطلت المصالح التي نظمها الله بهذا المقدار لليل والنهار. ثم تأمل في انارة في انارة القمر والكواكب في ظلمة الليل فانه مع الحاجة الى الظلمة لهدوء الحيوان وبرد الهواء لم تقتضي المصلحة ان يكون الليل ظلمة داجية اضياء فيها فلا يمكن فيه شيء من العمل وربما احتاج الناس الى العمل بالليل لضيق الوقت عليه في النهار او لافراط الحر فيه فاحتاج الى العمل في الليل في نور القمر من حرث الارظ وقطع الزرع وغير ذلك وجعل ظوء القمر في الليل معونة معونة للناس على هذه الاعمال. وجعل في الكواكب جزءا يسيرا من النور يسد مسد القمر اذا لم يكن وجعلت وجعلت زينة للسماء ومعالم يهتدي به يهتدى بها في ظلمات البر والبحر ودلالات واضحات على الخلاق العليم وغير ذلك من حكم التي بها انتظام هذا العالم وجعلت الشمس على حالة واحدة لا تقبل الزيادة والنقصان لئلا تتعطل الحكمة المقصودة منها و وجعل القمر يقبل الزيادة والنقصان لئلا تتعطل حكمة المقصودة من جعله كذلك. وكان في نوره من التبريد والتصريب ما يقابل ما بضوء الشمس من والتحليل فتنتظم المصلحة وتتم الحكمة من هذا في هذا التسخين والتبريد. ثم تأمل اللطف والحكمة الالهية في جعل كواكب السيارة ومنازلها تظهر في بعض السلف وتحتجب في بعضها. لانها لو ظهرت دائما او اختفت دائما لفاتت الحكمة المطلوبة منها. كما اقتضت الحكمة ان يظهر بعضها ويحتجب بعضها فلا تظهر كلها دفعة واحدة ولا تحتجب دفعة واحدة بل ينوب ظاهرها عن خفيها في الدلالة وجعل بعضها ظاهرا لا يحتجب اصلا الاعلام المنصوبة التي يهتدي بها الناس في الطرق المجهولة في البر والبحر. فهم ينظرون اليها متى ارادوا ويهتدون بها حيث شاؤوا. ثم تأمل حال النجوم اختلافي مسيرها ففرقة منها لا لا تريم قال ثم تأمل حال النجوم واختلافي مسيرها ففرقة منها لا تريم مراكزها من الفلك ولا تسأل لا تنير ولا لا تري من يحصل مثلا؟ لا تريهم بالراء لا تريهم قال لا تدين في نسخة وفرقة منها لا تريهم لا لا تفارق لا تريهم لا تفارق في مكانها نعم ولا تسير الا مجتمعة كالجيش الواحد وفرقة منها مطلقة تتنقل في البروج وتفترق في مسيرها فكل واحد منها يسير مسيرين مختلفين احدهما عام مع الفلك نحو المغرب والاخر خاص لنفسه نحو المشرق وذلك من اعظم الدلالة على الفاعل المختار الاليم الحكيم على كمال علمه وقدرته وحكمته. وتأمل كيف صار هذا الفلك بشمسه وقمره ونجومه وبروجه يدور على هذا العالم هذا الدوران العظيم السريع المستمر بتقدير محكم لا يزيد ولا ينقص ولا يختل نظامه. بل بل هو تقدير العزيز العليم كما اشار تعالى لذلك التقدير صادر عن كمال عزته وعلمه. قال تعالى فالق وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا. ذلك تقدير العزيز العليم. وتأمل وتأمل الحكمة في تعاقب الحر والبرد على هذا العالم عليه بالزيادة والنقصان والاعتدال وما فيهما من المصالح والحكم لابدان الشجر والحيوان والنبات. ولولا تعاقبهما لفسدت الابدان والاشجار وانتكست ثم تأمل دخول احدهما للاخر بهذا التدريج والترسل. فانك ترى احدهما ينقص شيئا بعد شيء. والاخر يزيد مثل ذلك حتى ينتهي كل واحد منتهاه في الزيادة والنقصان قال ولو دخل احدهما على الاخر فجأة لاضر ذلك بالابدان واسقمها كما لو خرج الرجل من مكان شديد الحر الى مكان مفرط في البرد وهلة فان ان ذلك يضر به جدا ولولا الحر لما لما نضجت هذه هذه الثمار المرة العفصت القاصية ولو كانت تلين وتطيب وتصلح لان لان يتفكه بها الناس رطبة ويابسة. وتأمل الحكمة في خلق النار على ما هي عليه. فانها لو كانت ظاهرة كالماء والهواء لكانت محرقة للعالم وما فيه ولو كانت كاملة لا سبيل الا ظهورها لفاتت المصلحة المطلوبة منها. فاقتضت الحكمة ان جعلت كاملة قابلة للظهور عند الحاجة اليها ولبطلانها عند الاستغناء عنها فجعلت مخزونة في محلها تخرج عند الحاجة. وتمسك بالماء من وتمسك بالمادة من حطب وغيره ما احتيج الى بقائها ثم تخبو اذا استغني عنها فخلقت على وضع وتقدير اجتمع فيه الانتفاع بها والسلامة من ضررها. قال تعالى افرأيتم النار التي اانتم اانتم انشأتم شجرة ام نحن منشئون؟ نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقيم. قال الوجه الخامس الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر ابن القيم فيما ذكر مختصر هذا الكتاب عنه رحمه الله تعالى الموصلي ما يتعلق لكمال حكمة الله عز وجل. وذلك ان ما سيخ من اعتراضات على لسان الشيطان لعنه الله. يقوم على طلب الحكمة فيما قضاه الله عز وجل في خلق ادم وفي امره لابليس السجود له. ولذا تلحظ ان هذه الاسئلة قامت على طلب الحكمة من ذلك. فاطال ابن القيم في وذكروا الجواب على ان الله عز وجل له الحكمة البالغة. وان افعاله كلها صادرة عن حكمة في غاية المنتهى اي في غاية الاحكام والاتقان. ثم اخذ يسوق شيئا مما يشاهده ابن القيم من هذه المخلوقات التي نراها وتحيط بنا من المخلوقات العلوية ومن المخلوقات السفلية وابن القيم في هذا الباب من احسن الناس ابداعا فيه. وذلك لصفاء ذهنه ولصفاء طريحته في سعة علمه وتأمله وايضا لنظره الثاقب الواسع رحمه الله. فاذا تأملت كلامه ونظرت فيه زاد ذلك تعظيما وايمانا ومعرفة بان الله سبحانه وتعالى افعاله كلها صادرة عن حكمة بالغة فقال رحمه الله ان الله فطر عباده حتى الحيوان حتى الحيوان على استحسان وضع شيء في موضعه واذا كان الحيوان الذي خلقه الله يستحسن ذلك من باب اولى خالقه سبحانه وتعالى. في وقت وحصول وحصوله على الوجه المطلوب منه وعلى استقباح ضد ذلك وخلافه. وهذا هو الحيوان انسانا بهيمة اي شيء يستقبح التي تخالف طبيعته. قالوا ان الاولاد دال على كمال فاعله وعلمه وقدرته وظده دال على نقصه وهذه فطرة لا يمكنهم الخروج عن موجبها فهو سبحانه يضع الاشياء في مواضعها التي لا بها سواها ويخصها من الصفات والاشكال والهيئات والمقادير ما انسب لها من غيرها فتلحظ ان النجوم لا تظهر بالنهار والكواكب وانما تظهر في الليل فظهور في الليل انسب من ظهورها في النهار لان النهار هناك ما يغني عنها بخلاف الليل فالناس لها ما في حاجة قال ويخص من الصفات والاشكال والهيئات والمقادير ما هو انسب لها من غيرها ويبرزها في اوقاتها المناسبة لها. الى ان قال ومن له نظر صحيح واعطي التأمل حق واعطى التأمل حقه شهد بذلك فيما رآه وعلمه واستدل بما شاهده على ما خفي عنه. فانت عندما تنظر عندما ترى وتنظر في هذه المخلوقات وتتجلى لك الحكمة البالغة من الله عز وجل. ايضا تتجلى لك حكمته ما لا تعلم. وفيما يخفى عليك. فاقطع يقينا ان جميع كما يحكم الله به ويقضي به ان انه لحكمة. وان حكمته وان حكمته آآ بالغة ان له الكمال منها سبحانه وتعالى. وذلك من جهة الاستدلال لما اشاهد من المخلوقات التي تدبر على احسن تدبير على ان ما خفي عنا اعظم من ذلك واعظم. ثم قال ومن نظر في هذا العالم وتأمله حق التأمل وجدوا كالبيت المبني العالم هذا باسره هو كبيت مبني له سقف وله وله بساط المعد فيه جميع عتاده فالسماء مرفوعة كالسقف. والارض ممدودة كالبساط ممدودة هنا بمعنى انك لك انك تمشي عليها ممدودة. وان كانت في حقيقتها كروية لكنها من سعة الارض ممدودة تكون ممدودة اي انك تسير عليها مئات الاميال وهي لا ترى فيها عوجا اي لا ترى فيها ميلان تسقط منها فانما هي ممدودة. قال والارض ممدودة كالبساط. والنجوم ممدودة كالكواكب والنجوم ممدودة كالمصابيح التي تكون في البيت والمنافع مخزونة كالذخائر التي تكون في البيوت كل شيء منها لامر يصلح له والانسان كالمالك المخول فيها. وغروب النباتات مهيئة لمآربه. اي مهير من؟ بمآرب هذا والحيوانات ايضا مصرفة في مصالحه. فمنها ما هو للدر والنسل. كالابل والبقر والغنم بينما هو للجمال والزينة كالخير والبغال. ومنها ما يجمع ذلك كله كالابل. وجعل اجوافها خزائن فهو شراب وغذاء ودواء وشفاء. الحيوانات هذه منها ماء جعل اجواف خزائن لما هو شراب يشرب اللبن والحليب غذاء ودواء وشفاء فابن العسل يخرج من بطون النحل وهو شفاء واللبن ايضا يهرب طول الدواب وهو شفاء. ففيه او ففيها عبرة للناظرين وايات للمتوسمين. وفي الطير واختلاف انواعه. قالوا في الطير واختلاف انواعها واشكالها والوانها ومقاديرها منافعها واصواتها صفات قابضات وغائديات ورائحات ومقيمات وظاعنات اعظم عبرة واعظم دلالة على حكمة الخلاق العليم. طيور ترحل وتنتقل من بلد الى بلد ومن اقليم الى اقليم. وطيور لا تفارق ولا تبرح مكانها. فلكل ولها من الاصوات والصفات ما لا يعلمه الا الله ثم ذكر وقال وكل ما اخذه الناس وادركوه بالافكار الطويلة والتجان متعددة من اصناف الالات اي جميع ما صنعه الناس من اخذوا من اي شيء مما يشاهدون من خلق الله عز وجل. فالطائرات من الطيور وما يسمى المراكب والسيارات من الدوام حتى ذكر القضبان وهو ما يسمى بالميزان حيث له كفتان جعلها كالبعير اخذوا من البعير ان له عدلان وفوق رقبة البعثة توزن اذا قام يمشي ما يمشي تدري انه لو ذهب امانة برقبته يسارا سقط جهة اليسار واذا ماله يمينا سقط يمينا فجعلوا الرقبة بمنزلة اللسان للميزان. فاخذ من هيئة البعير الميزان واخذوا من سنامه ان ان القبة المقوسة تحمل ما لا يحمله المسطح وهذا مجرب الان تجد البناء الواسع العظيم الذي ليس له اعمدة يبنوه على هيئة القبة لماذا؟ لانه كونوا اقوى في تماسكه بخلاف المسطح فانه ينكسر ويخوى يفسد. الى ان قال وكذلك بس تنبطه الحذاق لكل من كل من كل بغل. قال وكذلك واستنبطه الحذاق لكل من كل بصره ان يديم النظر الى اجابتي الى اجابة الى قال وكذلك ما استنبطه الحذاق لكل من كل بصره ان يديم نظره الى ادانة الى اجانة فهي الاجانة هنا اناء تغسل فيه الثياب الى خضراء مملوءة الماء استنباطا من حكمة الخلاق العليم. في لون السماء فان لونها اشد الالوان موافقة للبصر فجعل اديمها بهذا اللون ليمسك الابصار ولا ينكأ فيها مباشرتها لها اي حث السما لونها لا يضر الابصار. تخيل لو ان السماء لونها فاقع. لكان الانسان اذا نظر اليها تأذى بالنظر اليها. فالشمس عندما تنظر اليها دقيقة لا تستطيع ان تبصر ما وراء ذلك. فجعلها خبراء فيها اجلة خضراء. مملوءة الناس ليقوم من حكمة العليم اللي في لون السماء فان لون اشد فان لون السماء اشد الالوان موافقة للبصر. فجعل اديمها بهذا يمسك الابصار ولا ينكأ فيها بطول مباشرتنا. ثم قالوا اذا فكرت في طلوع الشمس وغروبها لاقامة دولتي الليل والنهار ولولا طلوعها لبطل امر هذا العالم جعل ليل ونهار فكم في طلوعها من الحكم والمصالح وكيف يكون حال الانسان والحقيبة يكون حال الحيوان لو امسكت عنه. كما قال تعالى قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم من يأمن الى غاية بضياء فتأمل لو كان النهار لو كان اليوم لو كانت السنة كلها ليل او كانت هذه الحياة كلها نهار لتعطلت الخلق قال وكيف يكون حال الحيوان لو امسكت وجعل الليل عليه وجعل الليل وجعل الليل عليه سرمدا والدنيا عليك باي نور كان تصرف باي نور كان يتصرفون. وكيف كانت تنضج ثمارهم؟ اي ثمرة لا تنضجها الا باش؟ الشمس. فلو لم هناك شمس ما نضجت بل اذا اذا تأخر نضج الثمار لبرود انكسرت الشمس من جهة الحر الى البرودة ولم تظلم ثمار لن تنضج ابدا. بمجرد ان يتجاوز حر الشمس الوقت الذي تنضج الثمار والثمار لم تنضج. فانها تبقى على هيئتها وحالتها تذبل وهي على على صورتها قبل نضجها. ثم قال تأمل الحكمة في غروبها فلولا غروبها لم يكن لحيوان هدوء ولا قرار لاشدة حاجة من الهدوء. وايضا لو دامت على الارض لاشتد حرها بدوام طلوعها عليه فاحترق كل ما عليها من حيوان ونبات فاقتضت حكمة الخلاق العليم والعزيز الحكيم ان جعلها تطلع عليهم في وقت دون وقت. بمنزلة سراج يرفع لاهل الدار ملي يقضوا مآربهم ثم تغيب عنه مثل ذلك يقروا ويهدأوا فصار ضياء النهار وحرارته وظلام الليل وبرده على تظادهما على تظادهما وما فيه متظاهرين متعاونين على ما فيه صلاح العالم وقوامه ثم اقتضت حكمته ان جعل الشمس للشمس ارتفاعا. بل لو داج الشمس مقدار مين؟ لاحرقت اهل الارض. ولو ارتفعت مقدار لا تلجأ او لبرد اهل الارض لاقامة هذه الفصول الاربعة من السنة وما فيها. فجعلها مشارق ومغارب في هذه المشارق والمغارب تتغير فصول السنة من من صيف الى شتاء وربيع وخريف وهذا عليه شيء على عظيم حكمة الخلاق العليم سبحانه وتعالى ثم قال تأمل في الزمن ففي زمن الشتاء تغور الحرارة في الشتاء والنبات فيتولد فيها مواد الثمار ويغلظ الهواء بسبب البرد فيصير مادة للسحاب. فيرسل العزيز الحكيم الريح المثير ولذلك تجد في شدة الحر لا يتركب السحاب لعدم وجود الهلا الذي الهواء الذي يكثفه بينما الشتاء تجي الهواء الكثيف يكثف السحاب ويكون المطر فتثير قزعا ثم يرسل عليه المؤلفة فتؤلف بينه حتى يصير طبقا واحدا ثم يرسل عليه الريح اللاقحة التي فيها مادة الماء فتلقحه كما يلقح الذكاء الانثى فيحمل الماء من وقتي فاذا كان بروز الحمل وانفصاله ارسل عليه الريح الذارية فتذروه وتفرقه في الهواء لئلا يقع صبة واحدة. تخيلوا ان الماء اجتمع في السحاب مرة واحدة ثم وقع مرة واحدة. لكان فيه الهلاك. لكن الله يجمعه في السحاب ثم تهب فتفرق القطر على شكل قطرات متسارعة حتى لا يلحق الناس بصبه اذى قال فيهلك من على الارض وما اصاب ويقل الانتفاع فاذا اسقى ما امر بسقي وفرغت حاجته من ارسل عليه الرياح السائقة فتسوق وتسجيه الى قوم اخرين اذا انزل الماء ساق السحاب الى اخر فسقى الله به قوم اخرين وارضا اخرى محتاج اليه فاذا جاء الربيع تحركت الطبائع وظهرت المواد الكاملة في الشتاء. فخرج النبات وقت الارض زخرفها وازينت وانبت من كل زوج كريم. كريم. فاذا جاء الصيف الهواء وتحللت فضلات الابدان فاذا جاء الخريف كسر ذلك السموم والحرور وبرد الهواء والشجر في الراحة والجموم والاستعداد بدأ الحملة للحمل الاخر وهكذا تدور السنة بين شتاء وخريف بين شتاء وربيع وخريف وصيف قال واقتضت حكمته ان انزل الشمس والقبر البروج وقدر لهما المنازل ليعلم العباد عدد السنين والحساب. ومراده ان تأمل في هذا الكون ونظر نظرة المتأمل المتفكر فانه سيذل ويخظع وينكسر ويقر اقرارا لا شك فيه ولا ريب ان خالقها ان خالقها له الكمال المطلق في علمه وارادته وحكمته سبحانه وتعالى الى ان ذكر ايضا قال قال لا ترى ان ان السنة مقدار مسير الشمس من الحمل الى الحمل. واليوم مقدار مسيرة من الشرق الى الغرب. من الشرق الى الغرب وبحركة الشمس والقمر يكاد الزمان من يوم من يوم خلق الى ان يجمع الله بينهما عن سلطانهما ويرى ويرعابديهما انهما انهم عبدوا الباطل من دونه قال واقتضت حكمته بتدبيره ان فاوت بين مقادير الليل والنهار. ولم يجعلهما دائم الى حد سواء ولا اطل لهما عليه واقصر بل جاء استواهما واخذ احدهما الاخر على وفق الحكمة الليل يكون اطول ما يكون في هذه الايام. واقصر ما يكون في وقت الشتاء. فيكون وقتا وينقص وقتها والنهار كذلك ايضا. ثم تأمل الحكمة في انارة القمر والكواكب في ظلمة الليل. فانه مع الحاجة للظلمة لهدوء الحيوان وبرد الهواء لم تقتضي المصلحة ان يكون الليل ظلمة داجية. لا ضياء فيها فلا يمكن فيه شيء من العمل محتاج الناس للعمل بالليل لضيق الوقت عليه بالنهار او لافراط الحر فيه. فاحتاجوا الى العمل الليل في نور القبر من حرث الارظ وقطع الزرع فجعل ضوء القبر في الليل معونة للناس على هذه الاعمال وجعل الكواكب جزءا ياسين من النور يسد مسد القمر اذا لم يكن وجعل العالم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر ودلالات واضحات على الخلاق العليم سبحانه وتعالى. الى ان قال ثم تأمل اللطف والحكمة الالهية في جعل الكواكب السيارة منازلها تقضي بعض السنة وتحتجب في بعضها لان لو ظهرت دائما او اختفت دائما لفاتت الحكمة المطلوب منها فسهيل يخرج في وقت يخرج في وقت والعقارب والمربعارية والوسم كل له كل له وقت ياخذ فيه حتى يعرف الناس المواسم التي تناسبه كما اختار الحكمة ان يظهر بعضها ويحتجب بعضها فلا تطغى كل دفعة واحدة. ولا تحتجب كلها دفعة واحدة بل يلوم ظاهره عن خفية بالدلالة وجعل بعضها ظاهرا لا يحتجب اصلا دائما ثابتا ظاهرا كما يسمى بالجدي فهذا لا يغيب ابدا هو في جهة الشمال دائما وهناك نجوم اخرى تظهر اوقات وتغيب اخرى وهناك نجوم تمشي سيارة ووجوب ثابتة لا تتغير قال ثم تأمل حال النجوم واختلاف مسيرة ففرقة منها لا تريم مراكزها اي ثابتة لا تتغير ما يسمى بالدب القطبي النجمي الذي الذي هو ايش؟ الجدي هذا لا يبرح مكانه ابدا. من اول شيء الى اخره وفي مكان واحد يشير الى جهة الشمال. قال ولا تسير الا وهناك نجوم تسير مجتمعة وتغيب الشتيمة مثلا تجد يخرج تخرج النجوم في اول من المشرق ثم تنتقل في اخر الليل الى جهة المغرب تسبح بهذا الافق وهناك نجوم لا تتحرك ابدا. فكل واحد منا يسير سيرين مختلفين. احدهما عام مع الفلك نحو المغرب والاخر خاص نفسي نحو المشرق. وذلك هناك نجوم تمشي مع الفلك كاملا وهناك نجوم تسير المشرق والمغرب قال احدهم عام الفلك نحو المغرب والاخر خاص لنفسي نحو المشهد وذلك من اعظم الدلالة على الفاعل المختار العليم الحكيم على كماله وعلى كمال علمه وقدرته وحكمته سبحانه وتعالى قال وقال هنا قال ثم ولا تنسوا مجتمعك الجيش الواحد وفرقة منها مطلقة تتنقل في البروج وتفترق في مسيرها فكل واحد منها سيرين مختلفين احدهما عام مع الفلك نحو المغرب والاخر خاص لنفسه نحو المشرق وذلك ثم قال وتأمل كيف صار هذا الفلك بشمس وقمر ونجوم بروجه يدور على هذا العالم هذا الدوران العظيم السريع المستمر بتقدير محكم لا يزيد ولا ينقص. ولا يختل نظامه بل هو تقدير العزيز علي. هل ما يسمى بعلم الحساب؟ يحسب منازل القمر والشمس من ثلاث مئة سنة لا تتغير ولا تتبدل. ثم قال تأمل الحكمة بتعاقب الحر والبرد على هذا العالم وتعاونهما عليه في الزيارة والنقصان والاعتدال وما فيه من مسار الحكم لابدان الشجر والحيوان والنبات. ولولا تعاقبهما لفزنا الابدان والاشجار وانتكست ثم تأمل دخول احدهم الاخر تأمل لو ان الليل خرجت دفعة واحدة والنهار خرج دفعة واحدة بمجرد اني انت الان في ظلام وفي وقت يسير تخرج مباشرة لكن عندما تتأمل تنظر ان الشمس اذا خرجت اول ما يبدأ اي شيء يبدأ ما سبب الشفق الابيظ الفجر الصادق ثم يعقبه الاسهار ثم يعقبه دواء حاجب الشمس شيئا يسيرا يسيرا ثم لترتبع شيئا حتى تتعود عليها الابدان والا لو خرجت جملة واحدة لاضر ذلك بالابدان ولا اسقمها. كذلك اللي لو اتى جملة ومرة واحدة لكان كذلك. ولكن الله جعله جعل يطلبه يطلبه حثيثا اي ان النهار يطلب الليل حثيثا والليل يطلب النهار حثيثا شيئا ايش هي؟ او لو دخل احدهم على الاخر فجأة لاضر ذاك بالابدان واسقمها كما لو خرج الرجل مكان شديد الحر الى مكان شديد برودة ولو خارج مكان موت شديد الظلمة الى مكان شديد. الاضاءة اضره. ثم تأمل الحكمة في خلق النار. يعني تأمل لو ان النار الظاهرة دائما شي يترتب على ذلك لاحرقت وافسدت واهلكت لكن النار ولو كانت النار لا يمكن اخراجها لتظر الناس ايظا بعدم وجود لكننا اصبحت كامنة متى ما اردتها اخرجتها ومتى ما اردت اطفاءها اطفيتها فهذا ايضا فان لو كانت ظاهرة كالماء الا ظاهر يمشي دائما تأتي وتشرب منه وانت في الانهار في البحار. لو كانت النار كذلك لتطاير شررها وحرها فاذى احرق من بجوارها. لكن النار قال لك انت ذاك المولى ولكانت محرقة للعالم للعالم وما فيه. ولو كانت كاملة لا سبيل ظهور مصنع المطلوب منها فاقتضت الحكمة ان جعلت كاملة قابلة ان جعلت كاملة قابلة للظهور عند الحاجة اليها. ولبطلانها عند الاستغناء عنها فجعلت مخزونة في محلها تخرج عند الحاجة فتوقدها وتجعل وقودها الحطب وتمسك وتمسك المادة بالحطب وغيره نتيجة الى بقائها ثم تخبو اذا استغنى عنها فخلقت على وضع وتقبيل اجتمع فيه الانتفاع بها اجتمع فيه الانتفاع بها والسلامة من ضربها كما قال تعالى فرأيته النار التي تورون اانتم انشأتم شجرتها؟ ام نحن المنشئون؟ نحن جعلناها تذكرة ومتاع للمحويين فهي من اعظم ايات الله مراد ان المتأمل في هذه المخلوقات وفي هذا الكون كيف يطلب الحكمة في يجهله كيف يطلب الحكمة في شيء يجهله ويقول ليس هناك حكمة نقول ليس هناك حكمة في في فهمك انت والا افعال ربنا كلها صادرة عن حكمة وهي كاملة وحكمته بالغة. له منها الكمال سبحانه وتعالى. فاذا تأملت في خلقه ابصرت حكمته وقست على ذلك ما خفي عنك مما لا تعلمه. والله تعالى اعلم واحكم صلى الله وسلم نبينا محمد