الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال المختصر رحمه الله وتعالى الوجه الخامس ان الرب سبحانه له الكمال المطلق الذي يستحق عليه الحمد التام. لا يصدر منه الا ما يحمد عليه. وحمد الله على نوعين الحمد حمدا يستحقه لذاته وصفاته واسمائه الحسنى. وحمدا يستحق على افعاله التي مدارها على الحكمة والمصلحة والعدل والاحسان والرحمة فاذا كان محمودا على افعاله كلها لم يكن فيها ما هو منافي للحكمة. اذ لو كان فيها ما هو كذلك لم يكن محمودا عليه. فهو سبحانه له الملك وله الحمد فحمده شامل لما شمله ملكه فلا يخرج شيئا عن حمده كما لا يخرج شيئا عن ملكه يوضحه الوجه السادس. ان ادلة حكمة وحمده وادلة ملكه وقدرته متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر. وكلما دل على عموم قدراته ومشيئته وملكه وتصرفه المطلق فهو دال على عموم حمده وحكمته. اذ اثبات قدرة اذ اثبات قدرة وملك بلا حكمة ولا حمد ليس كمالا. وكلما دل على عموم حكمته وحمده فهو دال على عموم ملكه وقدرته. فان الحمد والحكمة ان لم ان لم يستلزما كمال القدرة لم يكن فيهما كمال مطلق وهذا برهان قطعي ثم يقال ان جاز القدح في حكمته وحمده جاز القدح في ملكه وربوبيته بل هو عين القدح في الملك والربوبية ان القدح في ملكه وربوبيته قدح في حمده وحكمته. وهذا ظاهر جدا. وهذا شأن كل متلازمين لا ينفك احدهما عن الاخر الوجه السابع ان هذه الاسئلة لا يتوجه ايرادها على العلم ولا على القدرة. وغاية ما تورد على العدل والحكمة. وانها كيف تجامع عدلها وحكمته فنقول قد اتفق اهل الارض والسماوات على ان الله تعالى عدل لا يظلم احدا حتى اعداؤه المشركون. حتى اعداؤه المشركون به الجاحدون لصفات كمالهم مقرون له بالعدل ومنزهون له عن الظلم حتى انهم لا يدخلون لا يدخلون النار. وهم معترفون بعدله كما قال قال تعالى فاعترفوا بذنبهم. وقال تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم غسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا وشهدنا على انفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين. وهو سبحانه قد حرم الظلم على نفسه. واخبره انه لا يهلك انه لا يهلك القرى بظلم واهلها غافلون. فلا يصح ايراد هذه الاسئلة مع اعترافه بعدله يوضحه الوجه الثامن ان طرق الناس اختلفت في حقيقة الظلم الذي الذي تنزه عنه الذي تنزه عنه الرب فقالت الجبرية هو المحال الممتنع لذاته كالجمع بين الظدين وكون الشيء موجودا معدوما. قالوا لان الظلم اما التصرف في ملك الغيب بغير اذنه واما مخالفة الامر. كلاهما وكلاهما في حق الله تعالى محال. فان الله مالك كل شيء وليس فوقه امر تجب طاعته قالوا اما تصور وجوده وقدر وجوده فهو عدل كائنا ما كان. وهذا قول جهم ومن اتبعه. وهو قول كثير من اصحاب الائمة الاربعة وغيرهم من المتكلمين. وقالت القدرية الظلم اضرار قال وقالت القدرية الظلم اضرار غير يستحق اضرار غير مستحق او عقوبة العبد على ما ليس من فعله او عقوبته على ما هو مفعول منه ونحو ذلك. قالوا فلو كان سبحانه وخالقا لافعال العبيد مريدا لها قد شاءها وقدرها عليهم ثم عاقبهم عليها كان ظالما. ولا يمكن اثبات كونه سبحانه عدلا لا الا بالقول بانه لم يرد وجود الكفر والفسوق والعصيان ولا شاءها. بل العباد فعلوا ذلك بغير مشيئته وارادته. كما فعلوه بغير اذنه هو سبحانه لم يخلق شيئا من افعال العباد لا خيرها ولا شرها. بل هم احدثوا اعمالهم بانفسهم. ولذلك استحقوا العقوبة عليها. فاذا عاقبهم لم يكن ظالما لهم وعندهم انه يكون ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون فان المشيئة عندهم بمعنى الامر وهاتان الطائفتان متقابلتان غاية التقابل. وكل منهما وكل منهما تذم الاخرى وقد تكفرها وتسميها قدرية وقالت اهل السنة والحديث ومن وافقهم الظلم وضع الشيء في غير موضعه. وهو سبحانه حكم العدل لا يضع الشيء الا في موضعه الذي يناسبه ويقتضيه العدل والحكمة الحكمة والمصلحة وهو سبحانه لا يفرق بين متماثلين ولا يسوي بين مختلفين. ولا يعاقب الا من يستحق العقوبة فيضعها في موضعها لما في ذلك من الحكمة ولا يعاقب اهل البر والتقوى. وهذا قوله للغة قاطبة. وتفسير الظلم بذينيك التفسيرين اصطلاح حادث ووضع جديد قال ابن الانباري الظلم وضع الشيء في غير موضعه يقال ظلم الرجل سقاءه اذا سقى منه قبل ان يخرج زبده قال الشاعر وصاحب صدق لم تنلني شكاته ظلمت قال وصاحب صدق لم تنني شكاته ظلمت وفي ظلمي له عامدا اجرا اراد بالصاحب واطب اللبن وظلمه اياه ان يسقيه قبل ان يخرج زبده. قال والعرب تقول واظلم من حية. لانها تأتي الحفر الذي الذي ان تحفره الذي لم تحفره فتسكنه. ويقال قد ظلم الماء الوادي اذا وصل منه الى مكان لم يكن يصل اليه فيما مضى. وقال الحسين بن مسعود الفراء اصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. قال ومن قولهم من اشبه اباه فما ظلم وقولهم من استرعى الذئب فقد ظلم يعنون من اشبه اباه فما وضع الشبه في غير موضعه وهذا القول والصواب المعروف في لغة العرب والقرآن والسنة وانما تحمل الفاظهما على لغة القوم لا على الاصطلاحات الحادثة. فان هذا اصل كل فساد وتحريف وبدعة. وهذا شأن اهل البدع دائما يصطلحون على معان يضعون لها الفاظا من الفاظ العرب ثم يحملون ثم يحملون الفاظ القرآن والسنة على تلك الاصطلاحات والحادثة. واما عندهم لا حقيقة للظلم الذي نزه الرب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الموصلي رحمه الله تعالى فيما اختصر من كائن ابن القيم لرده على الجهمية قال رحمه الله الوجه الخامس ان الرب سبحانه وتعالى له الكمال المطلق الذي يستحق عليه الحمد التام. لا يصل منه الا ما يحمد عليه وحمد الله على نوعين من الحمد. اي انه يحمد حمدا مطلقا. وانواع حمده النوع اول حمدا يستحقه لذاته وصفاته واسمائه وافعاله فهو يستحق الحمد لكمال ذاته ولكمال صفاته ولحسن اسمائه. ولكمال افعاله. التي مداره على الحكمة والمصلحة والعدل الاحسان والرحمة فيحمد الله على ذلك كله. فهو محمود على افعاله كلها. محمود على افعاله كلها لم يكن ما هو مناف للحكمة اذ لو كان فيها ما هو كذلك لم يكن محمودا عليه. هو سبحانه له الملك وله الحمد شامل لما شمله ملكه. فلا يخرج شيء عن حمد كما لا يخرج شيء عن ملكه. ايضا من انواع حمده ان يحمد على الائه على فضائله وعطائه والعباد كلهم يتقلبون في نعم الله كما قال تعالى وما بكم من نعمة فمن ثم قال الوجه السادس هذا من باب الرد على ايش؟ على من يقول الحكمة ما الحكمة في ذلك؟ ولماذا خلق الله ابليس ولماذا يقول الرب سبحانه له الكمال المطلق في حكمته وفي حمده سبحانه وتعالى. فهو الذي وهو الذي يستحق الحمد الذي يحمد على ذاته واسمائه وصفاته وافعاله ولو كانت افعاله ليست كاملة لما كان محمودا على افعاله سبحانه وتعالى تعالى الله عما يقوله الكافرون. الوجه والسادس ان ادلة حكمته وحمده وادلة ملكه وقدرته متلازمتان. لا ينفك احدهما عن الاخر وكل ما دل على العموم قدرته ومشيئته وملكه وتصرفه المطلق فهو دال ايضا على عموم حمده. وحكمته للاثبات وقدرة ملك لاثبات قدرة وملك بلا حكمة ولا حمد ليس كمالا. اذا كان قادرا واذا كان مالكا لا بد ان يكون لابد يكون له حكما له حكمة بالغة وان يحمد على ملكه وعلى حكمته وعلى قدرته. وكل ما دل على علو حكمته وحمده والدال ايضا اذا كان له حكمة بالغة ويحمد على جميع اقواله وافعاله واسمائه وصفاته فهو ايضا حكمته و حمده يدل عليه شيء يدل على عمو ملكي وقدرته فإن الحمد والحكمة ان ان لم يستلزما كمال القدرة لم يكن فيه مطلق لا بد بمن هو حكيم ان يكون قادر. في العاجز لا يسمى حكيم. وكذلك ايضا الذي ليس له حكمة لا يسمى قادر لانه اذا كان ليس له حكمة كان كان قدرته فيها ضعف لان القادر الذي لا يحسن التصرف ولا يكثر التدبير لا يسمى لا يسمى قادرا لان القدرة وهي ان يكون قادرا على فعل الشيء وهو لا يحسن ما يفعل فانه لا لا يمدح بقوته ويمدح بقدرته. ولذلك لا بد مع القدرة ان يكون حكيما وان يكون عليما فلا بد مع القدرة العلم والحكمة. وهو يحمد على ذلك كله سبحانه وتعالى. فان الحمد والحكمة ان لم يستلزما كما القدرة لم يكن فيهما كمال مطلقا. وهذا برهان قطعي. ثم يقال ان جاز القدح في الحكمة ان جاز القدح في الحكمة لحكمة وحب جاز القدح في ملكه وروبيته بل هو عين القدح في في ملك روبيته. لانه اذا كان ربا ليس له حكمة كان تصرفه لا يحمد وان كان قادر ليس له حكمه كانت كانت قدرته غير محمودة ولا يحمد عليها. ثم يقال يقال بل هو القدح في الملك الروبية كما ان القدح في ملك رؤيته قدح في حمد وحكمته. وهذا ظاهر بمعنى انهما متلازمان. ان كان له الحمد والحكمة فهو مستلزم كمال قدرته وكمال علمه وقدوة وانه يحمد على ذلك كله. الوجه السابع ان هذه الاصولة التي طرحها على لسان ابليس لعنه الله لا يتوجه ايرادها على العلم ولا على القدرة. لا يتبرأ هذه الاسئلة لا يمكن تطرحها على علم الله وعلى قدرة الله عز وجل بمعنى ان الله له العلم التام يعلم يعلم ما هو كائن وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. كما قالت الملائكة عندما قال اتجعل فيها من يفسد فيها هم تكلم باي شيء؟ بعلمهم. فقال اني اعلم ما لا تعلمون. فلا يمكن ان تورث الاسئلة على من له العلم التام العلم سبحانه وتعالى. كذلك له القدرة التامة لان قدرته مبنية عليه شيء من لوازمها ان يكون حكيما. قال وغاية ما تورد على العدل والحكمة. لماذا؟ ولماذا؟ لكن اذا علمت ايضا ان حكمته هي الحكمة البالغة وانه عدل لا يظلم مثقال ولا ذرة لم ترد الاسئلة ايضا هذه لا على عدله ولا على حكمته. كما انها لا ترد على علمه ولا على قدرته. قال فنقول قد اتفق اهل الارض والسماوات على ان الله تعالى لا يظلم احدا ابدا. لا يظلم احدا ولا مثقال ذرة بل لا يدخل احد النار الا وهو يعلم انه يستحقها. وانما عفا الله عنه اكثر مما اه واخذهم به فنقول قد اتفق اهل الارض والسماوات على ان الله تعالى عدل لا يظلم احدا حتى اعداؤه المشركون به الجاهل صفات كمال مقرون له بالعدل. وتأمل انظر في حال هؤلاء الكفرة والفجرة والزنادقة كيف يسبون الله وكيف وكيف ومع ذلك ربنا يرزقهم ويعطيهم ويعافيهم وهم وهم يسبونه ليل نهار. لان سبهم لا يظره سبحانه وتعالى ومن كمال عدله انه ما خلق خلقا وتركه هملا سبحانه وتعالى. قال مقرون له بالعدل ومنزهون له عن الظلم حتى انهم ليدخلون النار وهم معترفون بايش؟ بتقصير فاعترفوا بذنبهم. اننا يا رب دخلنا النار بذنوبنا وقال تعالى يا معشر الجن والانس لم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا لا على انفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين. اذا هو سبحانه قد حرم الظلم على نفسه واخبر انه ولا يهلك القرى بظلم واهلها غافلون فلا يصح ايراد هذه الاسئلة باعترافهم بعدله يوضحه الوجه الثاني ان طرق الناس اختلف في حقيقة ما هو الظلم؟ ليتنزه عنه الرب سبحانه وتعالى. الجبرية ماذا قالت؟ قالت والمحل ممتلئ هو المحال الممتلئ بذاته كالجمع للضدين وكون الشيء موجودا معدوما قال لان ظلم اما التصرف في ملك الغير بغيره اذا ما هو الظلم قالوا والمحال الممتنع الذي لا يمكن وجوده. كالجمع بين النقيضين او كالجمع بين الظدين او جعل الشيء موجودا هذا هو الظلم. اما ان يعذب المسيء. يعذب المحسن. ويجازي المسيء فيقول ليس بظلم. لماذا؟ قال انه يتصرف في ملكه وللمالك ان يتصرف منه كيف يشاء. انما الظلم هو ان تتصرف في ملك غيرك. والله مالك كل شيء هذا عند الجبرية قال ام لان الظلم ما اتصل في ملك الغيب بغير اذنه واما مخالفة الامر وكلاه في حق الله تعالى محال ان الله تعالى مالك كل شيء وليس فوقه امر تجب طاعته. قالوا واما تصور جوده وقدر وجوده فهو عدل كائنا ما كان. واما تصور وجوده وقدر وجود فهو عدل كائنا ما كان اي بمعنى اي شيء موجود اي شيء موجود فهو عدل وليس بظلم. واضح؟ وهذا قول جهل وهو قول كانوا فقهاء وهو قول كثير من الفقهاء من اصحاب الائمة الاربعة وغيره من المتكلمين بمعنى كالقاضي ابي بكر العربي وابن معالي الجويلي والقاظي بيعبدون الباجي من اصحاب ابن الزاغوري وغيرهم. فهم كانوا على مثل هذا القول. وقالت القدرية ما هو قات القدرية الظلم اضرار غير مستحق. اضرار غير مستحق. عندما تعذب المسيء وانت الذي خلقت افعاله تكون بذلك ظالما فلا بد ان نقول ماذا؟ نقول ان الله لم يخلق افعال العباد حتى لا يعذبهم على شيء هم لم يخلقوه. قالت القدرية الظل اضرار غير مستحق او عقوبة العبد على ما ليس من فعله او عقوبته على ما هو مفعوله مفعول منه. مفعول منه نحو ذلك قالوا فلو كان سبحانه خالقا لافعال العبيد مريدا لها خالقا لها مريدا لها قد شاء وقدرها عليه ثم عاقوا عليه كان ظالم تعالى الله عن قولهم علوك وسموا في ذلك اصلا اصلوه من اصولهم الخمسة سموه اصل العدل وزعموا ان الله لم يخلق افعال العباد لانه لو اذا خلقه واراد وشاءه ثم عذب عليها كان بذلك عندهم لعنهم الله ظالم. قال ولا يمكن اثبات كونه سبحانه وتعالى عدلا لا يضر الا بالقول لانه لم يرد لم يرد وجود الكفر. والفسوق والعصيان ولا شاء بل العباد فعلوا ذلك بغير مشيئته وبغير ارادته بمعنى ان الكافر غلب غلب الله بمشيئته الله اراد ابن الاسلام والكافر اراد الكفر فغلبت مشيئة الكافر مشيئة الله قال ذلك الاعرابي لعمرو بن عبيد بن داب عليه من الله ما يستحق. عندما اتاه وقال يا عبد ادع الله لي ان يرد علي ناقتي فقد سرقت. فقال عمرو اللهم وان عبدك قد سرقت ناقته وانت لا تريد ان تسرق. قال كفى كفى كفى. رب سرقت ناقته لا يريد. اخشى ان يريد ان يرد فلا يستطيع بهذا الاعرابي فطرته عرف ان هذا الدعاء باطل وفاسد اذا كان هو لم يرد انها تسرق فكيف يردها الي وهو لم يرد ان تسرق اذا قال يقول هنا آآ بل العباد فعلوا ذلك بغير مشيئته وارادته كما فعلوه بغير اذنه وامره وهو سبحانه لم يخلق شيئا من افعال العباد. لا خيرها ولا شرها بل هم احدثوا اعمالهم بانفسهم. ولذلك استحقوا العقوبة تعرف فاذا عاقبهم لم يكن ظالما له وعندهم انه يكون ما لا يشاء ويشاء ما لا يكون. الله يريد الاسلام لكن يشاء يقول غير ما شاء ويشاء الايمان ولكنه لا يخون وهذا لا شك انه من اعظم الضلال فان المشيئة عنده بمعنى الامر بمعنى لو الذي امر الله به هذه المشيئة. والله امر بالاسلام ولم يسلم اكثر فهو شاء شيء ولكنه لم يقع واراد ولم يرد شيئا ووقع قال وهاتان الطائفتان متقابلتان غاية التقابل الجبرية والقدرية وكل منهما تذم الاخرى وقد تكفره وتسميها القدرية قال اهل السنة والحديث من وافقهم الظلم وضع الشيء في غير موضعه. ارض ظلوم اذا كانت لا تقبل الماء فالظلم وضع الشيء في غير في موظوعه وهو سبحانه حكم عدل لا يظع الشيء الا في موظعه بكمال علمه ولكمال حكمته وقدرته سبحانه وتعالى. فهو سبحانه حكم العدل لا يضع الشيء الا في موضعه الذي يناسبه يقتضيه العدل والحكمة. والمصنع وهو سبحانه لا يفرق بين متماثلين ولا يسوي بين مختلفين ابدا. ما هو اذا لا يفرق بين متماثلين ولا يسوي بين مختلفين ولا يعاقب ولا يعاقب الا من يستحق العقوبة. فيضعها في موضعها لما في ذلك من الحكمة ولا يعاقب اهل البر والتقوى وهذا قول اهل اللغة قاطبة. وتفسير بذلك التفسيرين اصطلاح الحال. وهو اي تفسير انه الجمع بين الممتنعين متناقضين او انه التصرف في ملك الغير او بغير اذنه. قال ابن الانباري والظلم وضع الشيء في غير موضعه يقال ظلم الرجل سقاءه اذا سقى منه قبل ان يخرج زبده. بمعنى انه لم يضعه في موضعه. فقال الشاعر وصاحب صدق لم تلم شكاته ظلمت وفي ظلمي له وفي ظلمي له عابدا اجرا. اجره اي انني اؤجر على ذلك. ومعناه اراد بالصاحب وطبوا اللبن وظلمه اياه ان يسقيه قبله انك تسقيه مباشر قبل ان يقذف الزبد انت تعجب السقاية الناس. فبه وان كنت ظالما له فيه اجر. لماذا؟ لانك اذا اخرته حرمت الناس من هذا اللبن سقيت لهم عامدا في ظلم ذلك هو فيه اجر مع ان تظن انك قدمت اللبن او قدمت الحليب قبل ان يخرج زبدا فكنت قدمته في غير موضعي ولا ولا يذم بذاك بل يؤجر على ذلك. فقوله ظلمت وفي ظلمي ظلمت وفي ظلمي له عاند اجرا اجر الى القا وقال والعرب تقول هو اظلم من حية. لانها تأتي الحفر الذي لم تحفره فتسكنه اظلم من حي تأتي حية هي من ادراك جحر او او مكان الحفر التي لم تحفرها تأتي وتسكن بل تزيد انها تقتل بل يكون بتلك الحفرة او في تلك الجثور. ويقال قد ظلم الماء الوادي اذا وصل منه الى مكان لم يكن يصل اليه فيما مضى. اي تجاوز حده وقال الحسين مسعود الفراء اصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه ومنه قوله من اشبه اباه ما لهاش بهابات نظام مع انه جاء كما كما آآ لموافق اباه فلم يظلم بذلك فلم يظلم ذلك غيره. قوله قال وهذا القول والصواب المعروف في لغة اذا قال يقول وقول من استرعى الذئب فقد ظلم يعني من اشبه اباه فما وضع الشيب في غير موضعه انه وضعه في موضعه ولم يضعه في غير ابيه ولكن بعض يقول اي لم تظلم بذلك امه. لكن المعنى الذي يقصدونه من اشبه ما ظلم وظع وانه وظع الشبه في في غير موضعه حيث انه عندما شاب اباه كان التشبيه هنا ليس ظلما لانه شابه اباه فلم يضعه في غير موضعه وهذا القول والصواب والمعروف في لغة العرب بمعنى ان وضع الشيء بغير موضعه الى ان قال وانما تحمل الفاظهما الفاظ الكتاب والسنة على لغة القوم لا على الاصطلاحات في الحادثة وهذا مهم اننا اذا اردنا ان نفهم القرآن لابد ان نفهم اللغة التي نزل بها القرآن حين نزل ولا باللغة التي حدثت بعد نزول القرآن. لان القرآن عندما نزل نزل بلغة العرب التي كانوا يتخاطبون بها. قال فان هذا اصل كل فساد لماذا؟ عندما تأتي الاصطلاحات الحادثة وتحمل عليها نصوص القرآن تكون بذلك سبب ايش؟ البدع وانما الواجب عليك ان تحمل نصوص الكتاب والسنة على لغة العرب التي نزلت وهم يتكلمون بها. اما ما حدد الاصطلاحات فهذي الاستراحات لا اصل لها فيما يتعلق بالقرآن. قال وهذا شأن اهل البدع دائما معان يضعون لها الفاظ من الفاظ العرب ثم يحملون الفاظ القرآن والسنة على تلك الاصطلاحات الحادثة. وهذا من اعظم يعني من اعظم الاصول المبتدعة انهم يحملون يصطلحون معان والفاظ ثم يحملون الفاظ القرآن عليها مثل الجسم ومثل الاحد مثل ما يسمى محدث مثل ما يسمى ايضا الجوهر. الجوهر مثل الاسماء يجعلها اصطلاحا ويحملها معنى ثم يحملون ما في القرآن من معاني على هذا النقد الباطن الفاسد. والله تعالى اعلم