الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب الامانة في البيع والشراء والكيل والوزن وقول الله تعالى فليؤد الذي اؤتمن امانته عن حذيفة رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين رأيت احدهما وانا انتظر الاخر حدثنا ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الامانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض الامانة من قلبه في ظل اثرها مثل اثر الوقت. ثم ينام النومة فتقبض الامانة من قلبه فيظل اثرها مثل اثر المجمد مثل اثر المجل كجمر دحرجها على رجلك فنفض فتراه منتبرا وليس فيه شيء كجمر دحرجته كجمر دحرجته على رجلك فنفض فتراه منتبرا وليس فيه شيء ثم اخذ حصاة فدحرجها على رجله فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احدهم يؤدي الامانة حتى يقال ان في بني فلان رجلا امينا وحتى قالوا للرجل ما اجلده ما اظرفه ما اعقله وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان ولقد اتى علي زمان وما ابالي ايكم بايعت لان كان مسلما ليردنه علي دينه وان كان نصرانيا او يهوديا ليردنه علي ساعيه. واما اليوم فما كنت لابايع منكم الا فلانا وفلانا. الجذر الاصل والوقت الاثر اليسير والمجل نفط يسير من اثر عمل ومنتبرا مرتفعا ساعيه الوالي عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب الامانة في البيع والشراء والكيل والوزن والمراد بالامانة في هذه الاشياء اي البعد عن الخيانة ان يفي الانسان بما عليه ان كان كيلا او كان وزنا او كان تبايعا ولا يخون من يتعامل معه لا في قليل ولا كثير فالامانة ضد الخيانة وهي من الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام لا ايمان لمن لا امانة له فالامانة من الايمان الخيانة من النفاق فان من صفات اهل النفاق الخيانة واذا اؤتمن خان وكون الخيانة ظرب من دروب النفاق من جهة ان الخائن يظهر ما لا يبطن يظهر وفاء ويبطن خيانة فكان فكانت الخيانة فكانت الخيانة نوع من انواع النفاق بكون الخائن يظهر امانة وهو يبطن خيانة ويبطن خيانة فهي من النفاق العملي الخيانة من النفاق العملي والامانة شعبة من شعب الايمان وخصلة من خصاله العظيمة والامانة تطلق ويراد بها الدين كله كما قال الله سبحانه وتعالى انا عرظنا الامانة على السماوات والارظ والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان طلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وهذي اقسام الناس مع الامانة التي هي الدين فمنهم من اتى بها ظاهرا وابطن ضدها وهم اهل النفاق ومنهم من تركها في الظاهر والباطن وهم اهل الاشراك ومنهم من اتى بها ظاهرا وباطنا وهم اهل الايمان فهذه اقسامهم الثلاثة فالامانة تطلق ويراد بها الدين كله وتطلق ويراد بها الامانة في التعامل من بيع او شراء او نحوه هو الذي تحدث عنه رحمه الله تعالى في هذه الترجمة بقوله الامانة في البيع والشراء والكيل والوزن وبدأ بقول الله عز وجل فليؤدي الذي اؤتمن امانته فليؤد الذي اؤتمن امانته فهذا من هذا القبيل هذا من هذا القبيل يعني في تعامل الناس في بيعهم في شرائهم في تعاطيهم واخذهم و نحو ذلك اذا اؤتمن الانسان على شيء من الودائع او نحو ذلك فعليه ان يؤدي الشيء الذي اؤتمن عليه وافيا. فان اداءه شعبة من شعب الايمان كما تقدم وخصلة من خصاله العظام ثم اورد رحمه الله تعالى حديث حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين اي ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبرهم بامرين من الامور التي تقع في المستقبل مما اعلمه الله سبحانه وتعالى واطلعه عليه وهذا علم من اعلام نبوته علم من اعلام نبوته عليه الصلاة والسلام يخبر بامور تكون في آآ المستقبل فتقع طبقا لما اخبر ووفقا لما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه وهذا من اعلام نبوته صلوات الله وسلامه عليه قال بحديثين رأيت احد رأيت احدهما وانا انتظر الاخر حدثنا ان الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال. ثم نزل القرآن الامانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن. المراد هنا بالامانة الايمان المراد بالامانة هنا الايمان. والمراد بنزولها في جذر قلوب الرجال اي في في في اصل القلب واصول القلوب قال نزلت الامانة في جذر قلوب الرجال. اي اول ما يكون دخول الايمان. وتمكنه من من القلوب ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة علموا من القرآن وعلموا من السنة وهذا فيه تنبيه الى امر عظيم ربما غفل عنه في التعليم ان اول ما يعتنى به في النشأ تعليما هو غرس الايمان في القلوب والحرص على تمتينه في النفوس وتقوية العقيدة والصلة بالله تبارك وتعالى يربى على ذلك ولهذا جاء في سنن ابن ماجة عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاوره اولاد صغار فتعلمنا الايمان قبل ان نتعلم القرآن فتعلمنا الايمان قبل ان نتعلم القرآن. ثم تعلمنا القرآن فازددنا ايمانا ثم تعلمنا القرآن فازددنا ايمانا سبحان الله اذا تعلم المرء الايمان قبل القرآن ينتفع بالقرآن ويرتفع لانه كلما قرأ من القرآن ازداد بما يقرؤه ايمانا واما اذا لم يتعلم الايمان قبل القرآن ربما يقرأ القرآن ويقوم منه بنقصان وليس بزيادة كما قال بعض السلف ما جلس احد لهذا القرآن الا قام منه اما بزيادة او بنقصان والله جل وعلا يقول واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانه يعني ليس كل احد تزيد التلاوة ايمانا ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا اما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون ولهذا من الناس من عنده الايمان من عنده الايمان وليس عنده حظ من القرآن حفظا وقراءة وايمانه هذا ينفعه عند الله ومن الناس من عنده القرآن ولكن ليس عنده الايمان. فلا ينفعه القرآن عند الله سبحانه وتعالى وهذا واضح في الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر مثل الامة مع الايمان والقرآن فذكر مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة وذكر المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة طائحتها جميلة لكنها مرت الطعم يعني هذا يفيد ان من الناس من عنده قرآن بلا ايمان وهذا لا ينفعه عند الله ومن الناس من عنده ايمان وليس عنده قرآن ليس عنده حظ ونصيب من القرآن لكن ايمانه ينفعه عند الله سبحانه وتعالى وكانت جادة السلف وطريقتهم البدء اولا بتعلم الايمان والحرص على تقويته انظر قصة الاعراب الذين اتوا النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله خبرهم في القرآن قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ان يتمكن الايمان في آآ قلوبكم ويكون راسخا فالاصل في ذلك هو زرع الايمان وغرسه في القلوب. وهذا مما يستفاد من هذا الحديث. قال نزلت ان الامانة نزلت في جذب قلوب الرجال نزلت في جذر قلوب الرجال اي نزلت في اصل القلب وهذا هو الاساس الذي يبنى عليه دين الله لان دين الله مثله مثل الشجرة لها اصل اصلها هو هذا نزلت الامانة في جذر قلوب الرجال هذا هو الاصل الذي يقوم عليه الدين كله فكلما قوي الاصل عظم الفرع عظمت فائدته والله يقول الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها قال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ان يتعلمون من القرآن ويتعلمون من السنة ما يزدادون به ايمانا مع ايمانهم ثم حدثنا عن رفع الامانة ثم حدثنا عن رفع الامانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض الامانة من قلبه وهذا فيه ان الامانة محلها القلب. ومنبعها القلب فتقبض الامانة من قلبه في ظل اثرها مثل اثر الوقت والوقت هو الاثر اليسير اي يبقى لها تقبض من قلبه لكن يبقى لها اثر يسير ثم ينام النومة فتقبض الامانة في قلبه فيظل اثرها مثل المجل وهو نفط يسير من اثر عمل احيانا اذا عمل الانسان بيده اعمال شاقة لان يحمل فأسا ويضرب به كثيرا او يجد ان في يده بثور يجد فيها بثور اورام خفيفة يعني آآ انتفاخات او تورمات وبداخلها هواء او يكون بداخلها ماء فتكون انتفار انتفاخات بثور بيده من اثار عمل من اثار عمل فيظل اثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفض فنفض يعني لو لو ان انسانا اخذ جمرة والجمرة معروفة حارة ملتهبة ودحرجها على على رجله ودحرجها على رجله. ما الذي سيكون؟ المواضع التي لمست الجمرة فيها الرجل لان الدحرجة تتحرك الجمرة في مواضع متفاوتة تصيب القدم فيكون في مواضعها بثور من من اثر لمس الجمر لبدنه قال ثم اخذ حصاة عليه الصلاة والسلام فدحرجها على رجله اخذ حصاة فدحرجها على رجله للتوضيح فدحرج حصاة على رجله قال فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احدهم يؤدي الامانة وهذا الان انتقل الحديث من الامانة بمعناها الشامل للدين كله الى الامانة في البيع الشراء هو باب من ابواب الامانة ونوع من اه انواعها قال ثم حتى يقال ان في بني فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد احدهم يؤدي الامانة حتى يقال ان في بيتي آآ ان في بني فلان رجلا امينا ان في بني فلان رجلا امينا يعني يصبح نادر وجود الامين ان ان في بني فلان رجلا امينا بمعنى ان الرجل الامين شخص نادر بحيث انه يشار اليه بالبنان في بيت فلان يوجد رجل امين وحتى يقال للرجل ما اجلده ما اظرفه ما اعقله وما في قلبه مثقال حبة خردل من الايمان وما في قلبه مثقال حبة خربا من ايمان اي اي اي مظهر بلا مخبر مظهر بلا مخبر. المظهر يقول عنها الناس ما اجلده ما اظرفه ما اعقله لكن المخبر خراب تباب ما فيه مثقال ذرة من ايمان مثقال حبة خردل من ايمان ولقد اتى علي زمان وما ابالي ايكم بايعت وما ابالي ايكم بايعته يعني من المسلمين من اليهود من النصارى ما ابالي لان كان مسلما ليردنه علي دينه ليردنه الا يردنه علي دينه اذا كان مسلم وقع في شيء من الخطأ في تعامله معي فدينه يرده دينه يحجزه لكن اذا ارتفع الايمان وما بقي في القلب مثقال ذرة من ايمان فالشأن يكون مختلفا يقول ليردنه علي دينه والمراد بقوله بايعت اي تعاملت بيعا وشراء ليس المراد المبايع على امرأة او على آآ خلافة وانما المراد بالمبايعة هنا البيع والشراء. لا ابالي بايكم بايعت اي بعت معه واشتريت لان كان مسلما ليردنه علي دينه وان كان نصرانيا او يهوديا اي تعاملت معه في البيع والشراء ليردنه علي ساعيه اي يواليه لو كان منه خطأ او نحو ذلك تواليه القائم على على امره ليردن علي اي حقي آآ الذي خانني مثلا فيه واما اليوم فما كنت ابايع منكم الا فلانا وفلانا واما اليوم فما كنت ابايع منكم الا فلانا وفلانا نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم في حديث الشفاعة وترسل الامانة والرحم فيقومان بجنبتي الصراط يمينا وشمالا قال ولمسلم في حديث الشفاعة وترسل الامانة والرحم فيقومان بجنبتي الصراط يمينا وشمالا فيقومان بجنبتي الصراط يمينا وشمالا. معنى ذلك يعني معنى قيام الامانة والرحم على جنبتي الصراط والصراط هو المعبر الى الجنة ولهذا في تتمة الحديث فيمر الناس على قدر اعمالهم منهم كان يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كاجاويد الخير ومنهم من يمر كركاب الابل منهم من يمر مشيا منهم من يمر زحفا والامانة ترسل اي تجعل وتأتي على جنبتي الصراط على جنبتي الصراط ومعنى ذلك انه كما بين اهل العلم لا يجوز لا يجوز الصراط ولا يعبره خائن ولا قاطع لا يعبره خائن ولا قاطع هذا معنى قيام الامانة اه على جنبتي اه الصراط ترسل امانة والرحم فلا يجوز خائن اي لا يعبر ولا قاطع اي قاطع رحم ويختلف مرور الناس على الصراط بحسب حالهم من اه الايمان وحظهم منه. ولهذا يتفاوتون في ذلك تفاوتا تعظيما نعم قال رحمه الله تعالى باب قوله كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا الاية. قال باب قوله كل راع وكلكم مسؤول الرأي وكلكم مسؤول عن رعيته الراعي المراد به الحافظ المؤتمن من وكل الى له القيام بشؤون وبامور قلت او كثرت يسمى راية وهو الحافظ المؤتمن والرعية من كانوا تحت نظره من كلف برعايتهم بالقيام بشؤونهم وقوله مسؤول ان يسأله الله سبحانه وتعالى عن هذه الرعية كما سيأتي في الحديث الذي ساقه المصنف قال وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا قوا انفسكم اي باعدوا انفسكم عن النار وعما يسخط الله سبحانه وتعالى واهليكم نارا وهذا موضع الشاهد للترجمة ان من ولاه الله سبحانه وتعالى رعيه فانه مسئول عنهم وعن نفسه مطالب برعايتهم وقايتهم بتجنيبهم الامور التي تسخط الله سبحانه وتعالى لانه مؤتمن على ذلك وحافظ لذلك وهذا معنى كونه راعيا قوا انفسكم واهليكم نارا قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته قوله كلكم راع اي كلكم حافظ مؤتمن ما من انسان الا وعنده حظ ونصيب من الرعاية لبعض الامور قل او كثر ولو لم يكن الا رعاية الانسان لاهله وولده فوراه ومسؤول يوم القيامة عن هؤلاء تقدم معنا قوله قوا انفسكم واهليكم نارا وكلكم مسؤول ان يسأله الله سيقف بين يدي الله ويسأله عما استرعاه والمراد بالرعية من شملهم حفظ الراعي الذي وكل بهم وتولى رعايتهم ثم فصل ذلك وان الرعاية تبدأ من الامامة الكبرى وما دونها من الولايات انتهاء بالاب في بيته والمرأة في بيت زوجها والخادم في مال الرجل قال فالامام راع ومسؤول عن رعيته وادي الامامة الكبرى الامام راع ومسئول عن رعيته اي مسؤول عن افراد الرعية اذا وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى سأله عن نفسه ان رعيته والرجل راع في اهل بيته ومسؤول عن رعيته يسأل يوم القيامة عن زوجة عن ولده عن اهله عن قيامه الواجب الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه تجاه هؤلاء والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ومسئولة عن رعيته وهذا فيه ان المرأة تحملت مسؤولية عظيمة يسألها الله سبحانه وتعالى عنها يوم القيامة اذا وقفت بين يدي الله ومسؤوليتها تتلخص في امرين البيت والاولاد حفظ البيت تحفظ زوجها في نفسها في بيته في ماله. تصونوا بيته ترعى البيت تقوم بشؤون البيت وايضا تعتني بالاولاد وحاجاتهم وامورهم وتنشئتهم تأديبهم فهي مسؤولة امام الله سبحانه وتعالى عن هذا الواجب العظيم والمسؤولية الجسيمة والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ومسؤولة عن رعيتها ومسؤولة عن رعيتها اي اذا وقفت بين يدي الله سئلت عن البيت وسئلت عن الولد وماذا قامت تجاه هذه اه المسؤولية وهذا الامر الذي آآ اؤتمنت عليه قال والولد راع في مال ابيه ومسؤول عن رعيته الولد راع في مال ابيه يعني مسؤول عن مال ابيه اذا ولاه والده امور البيت والصرف على البيت والنفقة هذا المال مسؤول عنه مسؤول عنه امام الله تبارك وتعالى فهذا شيء اه اصبح راعيا فيه اي حافظا مؤتمنا والله سبحانه وتعالى يسأله عن ذلك يوم القيامة والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته الخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته. حاصل ذلك ان اه الرعاية كل له نصيب منها الرعاية كل له نصيب منها كما يفيده العموم في اول الحديث وفي اخر الحديث فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لا يظن الظان ان الراعي هو الامير او الرئيس او او الخليفة او الوالي كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كل له حظ نصيب من الرعاية وبدأ الحديث اه بالتعميم كلكم راع وختم اه الحديث بايظا التعميم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته تأكيد على هذا المقام العظيم وان الجميع حافظ مؤتمن مسؤول يوم القيامة عن آآ ما استرعاه الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب الرفق بالمملوك عن ابي مسعود البدري رضي الله عنه انه ظرب عبدا له فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام قلت هو حر لوجه الله تعالى فقال اما انك لو لم تفعل للفحتك النار او للمستك النار قال رحمه الله تعالى باب الرفق بالمملوك والرفق به المراد بالمملوك اي ما تحت الانسان من عبيد اه ايماء فان الواجب ان يرفق بهم لا يستغل كون له سلطة وله آآ ولاية عليهم ان يبطش بهم ضربا واهانة قسوة وشدة بل الواجب عليه ان يرفق بهم ان يتعامل معهم آآ الرفق والمعاملة الكريمة الطيبة قال عن ابي مسعود رضي الله عنه انه ضرب عبدا له فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام على هذا الغلام كان بيده السوط رضي الله عنه وكان يضرب هذا الغلام فجاء النبي عليه الصلاة والسلام وقال ابا مسعود فعلم اه ان الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم جاء في بعض الروايات في صحيح مسلم قال فسقط من يدي السوط من من هيبته ناداه النبي صلى الله عليه وسلم ابا مسعود فسقط السوط من يده من هيبة النبي عليه الصلاة والسلام. فقال النبي عليه الصلاة والسلام اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام اي اذا كنت ترى في نفسك قوة وقدرة على هذا البطش به والضرب له فاعلم ان الله اقدر عليك اعلم ان الله اقدر عليك ولا يجوز ان يظرب على الخطأ مثل هذا الظرب بالسوط ويجلد بهذا الجلد وبهذه الصفة اعلم ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام فادرك وتدارك رضي الله عنه قلت هو حر لوجه الله قلت هو حر لوجه الله في نفس اللحظة وهذا نراه كثيرا في الاحاديث في مواقف الصحابة النبيلة في سرعة استجابتهم النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. في نفس اللحظة قال هو حر لوجه الله. وايضا جاء في بعض الروايات انه قال لا اضرب مملوكا بعده ابدا لا اظرب مملوكا بعده هذا المملوك حر وغيره من المماليك لن اضرب مملوكا بعده ابدا. انظر سرعة الاستجابة وقوة الاستجابة في اصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. الذين الذين قال عنهم نبينا عليه الصلاة والسلام خير والناس سقرني هذه طريقتهم عند سماعهم آآ الحديث عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه خلاف كثير من الناس في مثل هذا الزمان يعرض عليه الحديث فيجعله قيد الدراسة والنظر ويتأمل فيه ايام هل يعمل او لا يعمل ويعرظه على عقله يعرظه على رغبته ويعرظه على هل يعمل به او لا يعمل؟ الصحابة من حين ما يسمع التوجيه من النبي عليه الصلاة والسلام يبادر المبادرة السريعة من لحظته ومن ساعته كما هو واضح في هذا المثال وامثلة كثيرة جدا فيها سرعة استجابة آآ الصحابة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال اعلم ابا مسعود ان الله اقدر عليك منك على هذا الغلام كنت هو حر لوجه الله فقال اما انك لو لم تفعل للفحتك النار اعلم انك لو لم تفعل لفحتك النار او لمستك النار وهذا يبين ان مثل هذا الوعيد لفحتك النار او مستك النار لا تكون الا في آآ الامور الكبيرة او فيما هو كبير من اه الذنوب فاستغلال الانسان قوته في من تحته من خدم يبطش بهم ويقسو عليهم ياه يضربهم الضرب آآ الشديد ونحو ذلك جاء فيه مثل هذا الوعيد الذي صح عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه في هذا الحديث ومما يستفاد من هذا الحديث اهمية الوعظ وحاجة الناس اليه وتخويفهم بالله سبحانه وتعالى وتذكيرهم بقدرة الله وعظمته وان الله عز وجل اقدر على اه العباد وانه على كل شيء قدير فمثل هذا التذكير يحيي القلوب وينفع الناس ويزيل عنها اه الغفلة والناس بحاجة الى الوعظ وبحاجة الى آآ التذكير يوعظون في انفسهم مخوفون بالله يخوفون بسخط الله بغضبه الناس يحتاجون الى ذلك واذا وفقوا لمن يعظهم ويحسن اه موعظتهم وتذكيرهم بالله سبحانه وتعالى يحصل باذن الله الانتفاع لمن شاء الله عز وجل ان ينتفع اللهم انفعنا اجمعين بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت انت وليها ومولاها اللهم اعذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا