الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال رحمه الله تعالى فصل القيام بالنفس صفة كمال فالقائم بنفسه اكمل ممن لا يقوم بنفسه ومن كان غناه من لوازم ذاته فقيامه بنفسه من لوازم ذاته. وهذه حقيقة قيوميته سبحانه هو الحي القيوم. فالقيوم القائم بنفسه المقيم لغيره فمن انكر قيامه بنفسه بالمعنى المعقول فقد انكر قيوميته واثبت له قياما بالنفس يشاركه فيه العدم المحض بل جعل قيوميته العدمية لا وصفا ثبوتيا. وهي عدم الحاجة الى المحل. ومعلوم ان المحل لا يحتاج الى محل. وايضا فانه يقال له مات تعني بعدم الحاجة الى المحل اتعني به الامر المعقول من قيام الشيء بنفسه الذي يفارق به العرض. القائم بغيره ام تعني امرا اخر فان عانيت الاول فهو المعنى المعقول والدليل قائم والالزام صحيح. وان عنيت به امرا اخر فاما ان يكون وجودي او عدميا. فان كان عدم عدميا فالعدم لا شيء كاسمه. فتعود قيوميته تعالى الى لا شيء. وان عانيت به وجوديا غير المعنى المعقول الذي اعقله الخاصة والعامة. فلابد من بيانه ينظر فيه هل يستلزم المباينة ام لا قال رحمه الله فصل كل من اقر بوجود رب خالق للعالم مدبر له لزمه الاقرار بمباينته لخلقه وعلوه عليهم وكل من انكر مباينته وعلوه لزم انكاره وتعطيله. فهاتان دعويان في جانب النفي والاثبات. اما الدعوة الاولى فانه اولا اقر ربي فاما ان يقر بان له ذاتا وماهية مخصوصة اولى فان لم يقر بذلك لم يقر بالرب فان ربا لا ذات له ولا ماهية ولا ماهية له سوى سوى هو والعدم وان اقر بان له ذات مخصوصة وما هي فاما ان يقر بتعيينها او يقول انها غير معينة فان قال انها معينة كان كانت خيالا في الذهن لا في الخارج. فانه لا يوجد في الخارج الا معين لا سيما وتلك الذات اولى من تعين كل كل معين فانه يستحيل وقوع الشركة فيها وان وجد لها نظير فتعين ذاته سبحانه واجب. فتعيين ذاته سبحانه واجب. واذا قر بانها معينة لا كلية والعالم المشهود معين لا كلي لزم قطعا مباينة احد المعيينين للاخر. لانه اذ لو لم يباينه لم لم يعقل تميزه عنه وتعيينه. فان قيل هو يتعين بكونه لا داخلا فيه ولا خارجا عنه. قيل هذا والله حقيقة قولكم وهو عين المحال هو تصريح منكم بانه لا ذات له ولا ماهية تخصه. فانه لو كان له ماهية اختصوا بها لكان تعيينه لما وذاته المخصوصة وانتم انما جعلتم تعيينه بامر عدمي محض ونفي ونفي صرف وهو كونه لا داخل العالم ولا خارجا عنه. وهذا التعيين لا يقتضي وجوده فانه يصح على العدم محض. وايضا فلعدم المحض لا يعين لا يعين المتعين. فانه لا وانما يعينه ذاته المخصوصة وصفاته. فلزم قطعا من اثبات ذاته تعين تلك الذات تعينها. ومن تعينها للمخلوقات. ومن المباينة العلو عليها لما تقدم من تقديره وصح مقتضى العقل والنقل والفطرة. ولزم من صحة هذه الدعوة صحة الدعوة الثانية وهي ان من انكر مباينته للعالم وعلوه عليه لزمه انكار ربوبيته وكونه الها للعالمين. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابن القيم قال مختصر الصواعق البعري الله تعالى محمد المرسلين قال الموصلي في مختصره للصواب ابن القيم فصل القير بالنفس صفة كمال. الذي يقوم بنفسه اكل الذي يقوم الذي يقام من غيره. فقيام القيام بالنفس صفة كمال. والقائم بنفسه اكمل ممن لا يقوم بنفسه. لان هناك من يقوم بنفسه وهناك من لا يقوم الا بغيره. ولا شك ان الذي يقوم بنفسه اكمل. فاذا كان كذلك فان الله عز وجل قائم بنفسه وليس هناك من يقيمه بل هو القائل بنفسي سبحانه وتعالى لانها صفة كمال بل لا يتصور خلاف ذلك. لا يتصور ان الله عز وجل اقامه غيره هو انه قالوا بغيره سبحانه وتعالى قال من كان غناه من كان غناه من لوازم ذاته فقيا بنفسه من لوازم ذاته ايضا كما ان غناه باللوازم ذاته كذلك ايضا كذلك ايضا قيامه من لوازم القيام بالنفس من لوازم ذاته هذه حقيقية قيوميته اي ان معنى القيومية والقائم بنفسه المقيم لغيره هو الذي قام بنفسه وهو المقيم بغيره سبحانه وتعالى قال فالقيوم يلقى بنفسه المقيمة لديه فمن انكر قيامه بنفسه بالمعنى المعقول الذي تفهمه العقول ويعرف من المعاني فقد انكر قيوميته واثبت له قيام النفس يشاركه فيه العدم. اذا لم يثبت القيام بالنفس على المعنى المراد لتدركه العقول الصحيحة فانه يثبت فانه يثبت قيومية لا حقيقة لها بل هي والعدم سواء قال يشاركه فيها العدم المحض بل جعل قيوميته امرا عدميا لا وصفا ثبوتيا وهي عدم الحاجة الى المحل. هي عدم الحاجة الى المحل ومعلوم ان المحل لا يحتاج الى محل وايضا فانه يقال له ما تعني بعدم الحاجة للمحل ماذا ماذا تريد؟ بقولك ان القيوم الذي لا يحتاج الى محله اتعني به الامر المعقول من قيام الشيء بنفسه الذي يفارق به العرب القائم بغيره ام تعني به امرا اخر اما ان تعلي به الحاجة الى المحل تعني به القائم النفس قيام الشي بنفسه الذي يفارق به العرض بين العرب هو الذي يقوم في غيره العرظ هو الذي يقوم في غيره اما القائل بنفسه هو الذي يقوم بنفسه قال فان عليت الاول فهو المعنى المعقول. ان كنت تريد بعدم الحجم المحلي الذي هو قائم بنفسه فنقول هذا حق والله كذلك وان اردت والدليل القائل والدليل قيام والدليل القائم والالزام صحيح وان عليت به امرا اخر فاما ان يكون وجوديا او عدميا. فان كان عدميا فالعدم ليس بشيء. العدم لا شيء ليس بشيء ولا وهو كاسمه ليس بشيء فتعود قيوميته الى تعال الى لا شيء وان عنيت به امرا وجوديا غير المعقول الذي يعقله الخاص والعامة فلابد من بيان لينظر فيه هل يستلزم بيان او لا؟ يعني الان ويناظر الخصم ماذا يعني هل تثبت الله القيومية بنفسه وان كنت تثبت هل القيومية تثبتها هي المعنى المعقول الذي يدركه الناس ويعرفه الناس او معنى اخر؟ فان اردت به المعنى الذي يعقله الناس قلنا هذا حق وانه القائل بنفسه وهو المقيم لغيره. وان اردت به معنى عدميا فالعدم ليس بشيء وان اردت به شيئا ليس هو المعنى المعقول فبين لنا هذا الشيء حتى نعرف ما هو القيام بالنفس اللي تعنيه قال كل من اقر بوجود رب بوجود رب خالق العالم مدبرا له لزمه الاقرار بمباينته لخلقه وعلوه عليهم وكل من انكر مباينته وعلوه لزم انكار وتعطيله فهاتان فهاتان دعويان في جانب النفي والاثبات فهاتان دعويان اي دعوتان في باب النفي في باب النفي والاثبات. اما الدعوة الاولى فان اولا اقر بالرب فاما ان يوقظ بان له ذات وماهية. اذا اقر بان هناك رب. الرب الرب الذي هو ربنا سبحانه وتعالى يلزم هذا المخالف ان ان يجعل رب ذاتا وماهية اي ما هو ما هي المعنى له صفات وذات اي قائمة بنفس اي هو قائم بنفسه سبحانه وتعالى بان له ذات وما هي؟ اما لهذه الذات وما هي مخصوصة او لا فان لم يقر بذلك قال لا اقرن له ذاتا ولا له مهية قلنا انت لا تحب وجود الرب فانت حقيقة امرك حقيقة امرك انك لا تؤمن برب فان ربا لا بات له ولا ماهية له سواء هو الادب اي انك تعبد عدما وان اقر بان له ذات مخصوصة وما هي فاما ان يقر بتعيينها اي في الخارج واما الا يقر اما ان يقر بتعيينه ويقول انها او يقول انها غير معينة فان قال انا غير معينة كانت خيال في الادها لا حقيقة له واصبح يرجع لانه يعبد عدما فانه لا يوجد الخارج الا معين. لا سيما وتلك الذات اولى من تعيين كل معين يعني ذات الرب هي اولى من تعيين كل معين لان كل المعينات انما وجدت بوجود هل وجوده سبحانه وتعالى فانه يستحيل وقوع الشركة فيها وان وان يوجد لها نظير فتعين ذات سبحانه وتعالى فتعين ذات سبحانه وتعالى واجب واذا اقر بانها معينة اي تعين قال لا كلية لان معين لا كلية بمعنى كلية اي الوجود المطلق الوجود المطلق الذي هو المشترك بين الموجودات كلها قال بان معين لا كلية والعالم مشهود معين لا كلي لزم قطعا مباينة احد المعيين للاخر كأنه اذا لو كانه اذا لم يباينه لم يعقل التمييز عنه وتعيينه. فان قيل ويتعين بكونه لا داخلا فيه ولا خارج عنه. هذا قول الجهمية قيل هذا والله حقيقة قولكم انه لا داخل العالم ولا خارج العالم لا داخل المخلوقات ولا خارج المخلوقات وهو عين المحال وهو تصريح منكم بانه لا ذات له ولا ماهية له تخصه فانه لو كان وماهية يختص بها لكان تعيينه لماهيته وذاته المخصوصة وانتم انما جعلتم تعيينه بامر عدمي تمحض ونفي صرف وهو كونه لا داخل العالم ولا خارج العالم. وهذا تصوره لا يمكن. لا يمكن تصور ذلك حقيقة انما يكون اي شيء يكون عدما ويكون شيئا في الاذهان وهذا التعيين لا يقتضي وجوده فانه يصح على العدم المحض. وايضا فالعدم المحض لا لا يعين المتعين فانه لا شيء وانما يعينه ذاته ذات المخصوصة وصفاته فلزم قطعا من اثبات ذاته تعيين تلك الذات بعينها لعلها بعينها تعين تلك الذات تعيينها بعينها او تعيينها ومن تعيينها مباينتها للمخلوقات جاء في بعض النسخ بعينها وفي هنا قال اثبات ذات اثبات ذاته تعين ذا تعين تلك الذات تعيينه ومن تعيينها مباينته للمخلوقات او يقال في الاثبات ذات تعيين تلك الذات بعينها ومن تعيينها مباينتها للمخلوقات وللمباينة يعني كيف نثبت المباهي بين الخالق والمخلوق؟ يثبت باي شيء لعلوه العلو عليها لما تقدم من تقريره وصح مقتضى العقل والنقل والفطرة اي صح مقتضى العقل بعلوه عقلا ونقلا وفطرة ولازم ان صحتي هذي الدعوة صحة الدعوة الثانية وهي ان من انكر يعني هي دعوة اما ان تثبت علوه وتثبت قيام نفسه مباينة لخلقه وعلوه على خلقه واما ان تنكروا بيته. ليس هناك دعوة ثالثة اما الاثبات واما التعطيل والجحود. فمن اثبت ذاتا واثبت ذات له وماهية له لزمه اثبات هل مبالي خلقه والعلو عليهم وانه فوق خلقه سبحانه وتعالى. وان انكر الذات والماهية لازم انكار الروبية ولزم انكار كونه الها للعالم. فصل ثبت بالعقل انكار رؤيته تعالى والله تعالى اعلم