الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا السامعين قال رحمه الله تعالى فصل وكذلك قوله في الحديث الذي رواه ابو داوود والحاكم في مستدركه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لو عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم هو مما يحتج به الجبرية واسعد الناس به اهل السنة. الذين قابلوه بالتصديق وتلقوه بالقبول. وعلموا من عظمة الله وجلاله وقدره نعمه على خلقه وعدم قيام الخلق بحقوق نعمه عليهم. اما عجزا واما جهلا واما تفريطا واضاعة واما تقصيرا في المقدور من الشكر ولو من بعض الوجوه فان حقه على اهل السماوات والارض ان يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر. وتكون قوة الحب كلها وقوة الانابة والتوكل والخشية والمراقبة والخوف والرجاء جميعها متوجهة اليه ومتعلقة به. بحيث يكون القلب عاكفا على محبته وتأله بل على افراده بذلك واللسان محبوسا على ذكره والجوارح وقفا على طاعته. قد استسلمت له القلوب اتم استسلام وذلت له اكمل ذل وخضعت له اعظم خضوع وقد فنيت بمراد ومحابه عن مرادها ومحابها فلم يكن لها مراد محبوب غير ومحبوبه البتة ولا ريب ان هذا مقدور في الجملة ولكن النفوس تشح به. وهي في الشح على مراتب لا يحصيها لا يحصيها الا الله تعالى واكثر المطيعين يشح به من يشح به من وجه وان اتى به من وجه. ولعل ما لا تسمح به نفسه اكثر مما تسمح به مع فضل زهده وعبادته وعلمه وورعه فاين الذي لا يقع منه ارادة؟ ارادة تزاحم ارادة الله وما يحبه منه. فلا تعتريه غفلة واسترسال مع حكم الطبيعة والميل الى داعيها وتقصير في حق الله تعالى معرفة ومراعاة وقياما به. ومن الذي ينظر في كل نعمة من النعم دقيقها وجليلها الى انها من من منة ربه وفضله واحسانه ويذكره بها ويحبه عليها ويشكره عليها ويستعين بها على طاعته. ويعترف مع ذلك قصوري وتقصيري وان حق الله تعالى عليه اعظم مما اتى به. ومن الذي يوفي حقا واحدا من الحقوق وعبودية واحدة حقها من الاجلال والتعظيم والنصح لله تعالى فيها. وبذل الجهد في وقوعها على ما ينبغي لوجهه الكريم مما يدخل على قدرة العبد ظاهرا وباطنا مع هذا فيراها محض منة منة الله عليه وفضله عليه. وان ربه هو المستحق عليها الحمد. وانه لا وسيلة وانه لا وسيلة وسيلة توسل بها الى ربه حتى نالها. وانه يقابلها بما تستحق ان تقابل به من كمال الذل والخضوع والمحبة والبراءة من حوله وقوته. ومحو من نفسه من البين وان يكون فيها بالله لا بنفسه ولله لا بنفسه. ومن الذي لم يصدر منه خلاف ما خلق له ولو في وقت من الاوقات من حركة نفسي وجوارحي او بترك بعظ ما خلق له. او يؤثر بعظ حظوظه ومراده على مراد الله تعالى ومرضاته ويزاحمه به. ومن المعلوم عقل وشرعا وفطرة ان الله تعالى يستحق على عبده غاية التعظيم والاجلال والعبودية التي تصل اليها قدرته. وكل ما ينافي التعظيم والاجلال يستحق عليه من العقوبة ما يناسبه. والشرك والمعصية والغفلة واتباع الهوى وترك بذل الجهد والنصيحة والقيام بحق الرب. تعالى وظاهرة وتعلق القلب بغيره والتفاته الى ما سواه ومنازعة ما هو من خصائص ربوبيته ورؤية النفس والمشاركة بالحول والقوة ورؤية ملك في شيء من الاشياء فلا ينسلخ منها بكلية. كل ذلك ينافي التعظيم والاجلال. فلو وضع الرب سبحانه العدل على العباد لعذبهم بعدله فيهم ولم يكن ظالما وغاية ما يقدر وغاية ما يقدر توبة العبد من ذلك واعترافه به وقبول التوبة محض فضله واحسانه. والا فلو عذب عبده على جنايته لم يكن ظالما من له ولو قدر ان ولو قدر انه تاب منها لكان اوجب على نفسه بمقتضى فضله ورحمته الا يعذب من تاب من ذنبه واعترف به رحمة واحسانا. وقد على نفسه الرحمة فلا يسع الخلائق الا رحمته وعفوه ولا يبلغ عمل احد منهم ان ينجو به من النار او يدخل به الجنة كما قال اطوع الخلق بربه وافظلهم عملا واشد تعظيما له لن لن ينجي احد منكم عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل. وكان صلى الله عليه وسلم اكمل خلق استغفار وكانوا يعدون عليه في المجلس الواحد مئة مرة. ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور. وكان يقول يا ايها الناس توبوا الى ربكم فوالله اني لاتوب اليه وفي لفظ اني لاستغفر الله في اليوم والليلة اكثر من سبعين مرة. وكان اذا سلم من صلاتي استغفر ثلاثا. وكان يقول بين السجدتين ربي اغفر لي. وكان يقول في سجوده اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري وما انت اعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. وكان يستغفر في استفتاح الصلاة وفي خاتمة وفي خاتمة الصلاة وعلم وعلم افضل وقال وعلم افضل الامة ان يستغفر في صلاته وعلم افضل الامة ان يستغفر في صلاته ويعترف عن نفسه بظلم كثير. وقد قال الله وتعالى له واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال ليغفر الله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فاهل السماوات والارض محتاجون الى مغفرته كما هم محتاجون يحتاجون الى رحمته ومن ظن انه يستغني عن مغفرة الله فهو كمن ظن انه يستغني عن رحمته ولا يستغني احد عن مغفرته ورحمته كما لا يستغني عن نعمته ومنته فلو امسك عنهم فضله ورحمته لهلكوا وعذبوا ولم يكن ظالما. بامساك ذلك عنهم. فان اسباب اسباب النعم واللذة هي من فضله محظي منته. اذ كل نعمة منه فضل. فاذا امسك فضله لم يكن ظالما. وحينئذ فتصيبه النقمة بامساك فضله. وكل نقمة منه عدل ومما يوضح هذا ان الظلم الذي تقدس عنه ان يعاقبهم بهم بما لم يعملوا او يمنعهم ثواب ما يستحقون ثوابه وهو سبحانه لا يعذب الا كما اذا اراد تعذيب الاطفال والمجانين ومن لم تقم عليه حجته في الدنيا امتحنه في الاخرة. فعذب من عصاه منهم باسباب اظهرها اظهرها الامتحان. كما اظهر امتحان ابليس سبب عقوبته فلو اراد تعذيب اهل سماواته وارضه كلهم لامتحنهم امتحانا يظهر اسبابا يظهر يظهر احسن الله اليك. يظهر اسباب تعذيبهم فيكون منه فانه يعلم يعلم من العبد ما لا يعلمه العبد من نفسه. قال الحسن البصري لقد دخلوا النار وان وان حمده لفي قلوبهم ما وجدوا عليه سبيلا ومما يوضح ذلك ان مذهب اهل السنة ان الانبياء والمرسلين افضل من الملائكة وقد طلبوا كل منه وقد طلبوا كلهم منه المغفرة والرحمة. وقال اول الانبياء وابو البشر ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. صلى الله عليه وسلم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه اسجد له ملائكته واسكنه جنته وعلمه اسماء كل شيء. وانما انتفع في المحنة باعترافه واقراره على نفسه بالظلم وسؤال المغفرة والرحمة. وهذا نوح اول رسول بعثه الله تعالى الى الارظ بيسأله المغفرة ويقول والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين. وهذا يونس يقول لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وابراهيم الخليل يقول والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. ويقول ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم. وكريم الرحمن موسى يقول ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي. ويقول انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين ومحمد صلى الله عليه وسلم اكملهم وافضلهم قد تقدم بعض ما كان يستغفر به ربه وسأله الصديق رضي الله عنه ان يعلمه دعاء يدعو به في صلاته فقال قل قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. واذا كان هذا حال الصديق الذي هو افضل الخلق بعد الانبياء والمرسلين وافضل الملائكة عند اهل السنة. وهو يخبر بما هو صادق فيه من لنفسه ظلما كثيرا فما الظن بسواه؟ بل انما صار صديقا بتوفية هذا المقام حقه الذي يتضمن معرفة ربه وحقه وعظمته وجلاله وما له وما يستحقه على عبده ومعرفة تقصيره في ذلك. وانه لم يقم به كما ينبغي. فاقر على نفسه اقرارا هو صادق فيه انه ظلم نفسه ظلما كثيرا اسأل ربه ان يغفر له ويرحمه فسحقا وبعدا لمن زعم ان المخلوق يستغني عن مغفرة ربه ولا يكون به حاجة حاجة اليها وليس وراها الجهل بالله وعظمته وحقه غاية. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابن القيم او قال الموصي فيما اختصره كان ابن القيم رحمه الله تعالى. وكذلك قوله الحديث الذي رواه ابو داوود والحاكم في مستدركه رواه ابو داوود ورواه ايضا ابن ماجة رواه قبل ذلك لما احمد رحمه الله تعالى قال عن ابي بن علي ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ابن كعب ايضا انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لو عذب اهل سماواته قال النبي صلى الله وسلم ان الله لو عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم كانت رحمته خيرا له من اعمالهم. قال وهو مما يحتج وهو مما يحتج به الجبرية او الجهمية. على ان المرد في العذاب وفي النعيم الى محض مشيئة الله عز وجل. وان المسيء اذا عذب لا يعذب على انسان ولكن يعذب لمشيئة الله في تعليميه. وكذلك المحسن. ولا شك ان هذا القول من ابطل الباطل. وقد بينا سابقا انهم يرون الظلم هو تصرف هو تصرف الشخص في ملك غيره. والخلق كلهم ملك لله جل تصرف فيهم ليس بظلم والصحيح ان ظلم وضع الشيء في غير موضعه والله سبحانه وتعالى حرم على نفسه الظلم. فكيف هذا الحديث قال ابن القيم واسعد الناس بهذا الحديث مهر السنة لانهم علموا ان معنى الحديث ان الله لا احدا من خلقه مثقال ذرة. وان الله سبحانه وتعالى يعذب الا من استحق العذاب. وان المحسن يثاب على احسانه والمسيء يعاقب على اساءته والله يعفو ويغفر ويرحم سبحانه وتعالى. ومع ذلك لو عذب الله اهل السماوات جميعا واهل الارض جميعا لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ومعنى ذلك ان الذي يستحقه وربنا سبحانه وتعالى من العبودية والتعظيم والاجلال لا يستطيع احد ان يأتي به فلا بد من فلابد بالنقص في حق الله سبحانه وتعالى. لكن الله شكور يقبل القليل سبحانه وتعالى. فلو عامل رب الناس بعدله وعلى ما يجب عليه من جهته لعذبه وهو غير ظالم له. ولكن رحمته ولكن خيرا له سبحانه وتعالى. ولذا جاء عند ابن حبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان الله لو ان الله او اخذني انا وابن مريم على هاتين لكان غير ظالم لنا. اي على السبابة في في حقها. لان كل عضو من هذا ان ساد عليه عليه حق ولا شك الانسان لا يستطع ان يوفي هذه الحقوق كلها ولذلك من فضل الله عز وجل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على كل انسان على كل انسان صدقة. وفيه كثاف مئة وستون مفصلة. فعليك ان تتصدق عن كل عضو من اعضائك فجعل الله بفضله وكرم مدته التسبيحة صدقة والتحميد صدقة والصلاة صدقة والصيام صدقة والزواء صدقة ويجزي عن ذلك كله ان يصلي ركعتين من الضحى اذا صليت ركعتين زحزحك الله عن النار ذلك اليوم واديت صدقة ثلاث ثلاث مئة وستين مفصل وهذا من فضل الله عز وجل واذا جاء احمد بالزود ان رجل بني اسرائيل عبد الله خمس مئة سنة بين صيام وقيام يصوم النهار ويقوم الليل وكان يفطر على مائل وعلى شجر رمان نبت عند ذلك النهر فينزل ويأكل ثم يشرب ويرقى الى بصوبعته يتعبد لله عز وجل فلما مات بعد هذه المدة الطويلة على عباده قال الله ادخل عبدي الجنة برحمتي. قال يا ربي وعملي اين عملي؟ فقال الله عز وجل زدوا عمل خفيت سنة بنعمة البصر. اي هل توافي هذه العبادة لعبة البصر؟ فوزنوه بها فثقلت لعبة بصر بعبادته خلفية سنة. فقال خذوه الى النار. فقال يا ربي بل برحمتك بل برحمتك. فتأمل هذه النعمة نعمة البصر لم توفيها عبادة خمس مئة سنة. فاين نعمة السمع؟ واين هذا ما يتعلق بما من الله عز وجل من نعمه خاصة بك دون ان تنظر الى ما يليق بالله وجل من العبودية. فالله سبحانه وتعالى له له العظمة كلها. وحقه ان افلا يعصى وان يشكر فلا يكفر وان يذكر فلا ينسى سبحانه وتعالى. فله من حق التعظيم الاجلال غايته ولا يستطيع احد ان يدرك ما ما ان يدرك ما يليق بالله عز وجل ولذلك جاء النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة عندما يأتي الشفاعة فصل القضاء يقول فاسجد بين يديه فيفتح الله المحامد ما لا احسنه. اذا هناك محامد يستحقها ربنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يحسنها في حياته وانما احسنها بعد وفاته فهذا معنى الحديث ان الله لو عذب اهل السماء والارض لعذبهم اما على ترك ما يلزم او فعل ما يجب تركه اما على تركه فيجب وجودة او على ترك او على ترك ما ما لا يجب وجوده. ولذا قال ابن القيم وعلم العظمة لله وجلاله وقدرته وقدر نعمه على خلقه وعدد قيام الخلق بحقوقه بحقوق لعبه عليهم اما عجز واما جهلا واما تفريطا واضاعة واما تقصيرا في المقدور مع الشكر ولو من بعض الوجوه فان حقه على اهل والارض ان يطع فلا يعصى. وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا من رحمة الله انه يجازي حال القليل بالكثير. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اعلموا انه لن يدخل احدكم الجنة بعمله. لماذا؟ لان الجنة لا يوافيها عمل لو عملت ليلك ونهارك لا تستحق الجنة بهذا العمل. ولكن تدخلها بأي شيء برحمة الله عز وجل. وتنزل منازلها على قدر اعمالك في الدرجات. قال وتكون قوة الحب كلها. قال وتقوة الحب كلها وقوة الاذابة والتوكل والخشية والمراق والخوف والرجاء جميع ومتوجهة اليه ومتعلقة به. وانظر الى اعمال القلوب وما فيها من الطقس والتقصير باتجاه ربنا سبحانه وتعالى. قال بحيث يكون القلب عاكفا على محبته وتألهه بل على افراده بذاك لا يلتفت للقلب لا الى سبب والى الى غيره وانما يقبل بكليته على ربه سبحانه وتعالى واللسان محبوسا على ذكره لا يذكر الا الله سبحانه وتعالى. والجوارح وقفا على طاعته لماذا؟ لانه هو الذي خلقها. وحق هذه الجوارح هي شيء ان تعمل في طاعتي من اوجدها. الجوارح كلها البصر والاذن لكن الانسان ينظر ويتكلم ويسمع ويفعل اشياء كثيرة خارج عن حد العبودية لله عز وجل فلو عذبه الله على هذا التقصير لعذبه غير ظالم. ناهيك عن ان يفعل بهذا الجوارح المعاصي والذنوب نسأل الله العافية والسلامة. قال قد استسلمت له القلوب اتم استسلام ودلت لو اكمل وخضعت له اعظم خضوع وقد فنيت بمراد ومحابي عن مرادها ومحابها. فلم يكن لها مراد محبوب غير مراده. ومحبوبه البتة ولا ريب ان هذا مقدور في الجملة. ولكن النفوس تشح به. وهي بالشح على براتب لا لا يحصين الله تعالى. اي هم على مراتب في هذا الشح منهم من من هو يشح بكل ما يستحقه الله ومنهم من يشح بشيء او يشح بشيء اقل من ذلك واكثر المطيعين يشح بها بالوجه وان اتى بها بالوجه. ولعل ما لا تسبح به نفسه اكثر مما تسمح به مع فظل زهده وعبادته وعلمه وورعه. فاين الذي لا يقع منه ارادة تزاحم ارادة الله؟ وما يحب منه فلا تعتريه غفلة واسترسال بحكم الطبيعة والبيل الى داعيها وتقصيره في حق الله تعالى والنبي يقول انه ليغال على قلبي الغيد هو طبقة خفيفة تحجب النور الظياء. وليس الراء هو غيم. كالسحاب الخريف. يقول انه لي واني لاستغفر اليوم اكثر من مئة مرة لان هناك حاجب ومانع يمنع ان يمنع من صفاء القلب وانه ليغال ويقول اني لاستغفر واتوب اليه اكثر من مئة مرة. قال هنا واكثر المطيعين قد يأتي بوجه ويشح بالوجه الاخر ولعل ما لا تسمع به نفسه اكثر مما تسمح به مع فضل زهده وعبادته عندي ورعي. فاين الذي لا يقع منه ارادة تزاح مراة الله؟ وما يحبه منه؟ فلا فيه غفلة واسترسال بحكم الطبيعة والميل لا داعيها. وتقصير في حق الله. اين هذا؟ لا شك انه ليس هناك احد يسلم من هذا. فادب السلام حمله حب البقاء في الجنة ان يأكل من شجرة نهاها الله عز وجل عنها. وغيره ممن هو من ذريته عليهم الصلاة والسلام. قال من انبياء الله ورسله. قال وان حق الله تعالى اعظم ما اتى بي ومن الذي ومن الذي يوفي حقا واحد الحقوق وعبودية واحدة حقها من الاجلال والتعظيم والدرس لله تعالى فيها وبذل الجهد في وقوعها على ينبغي لوجه الكريم اللي لو عبدنا الله غاية العبادة لن نبلغ ما يستحقه ربنا سبحانه وتعالى. نعم. فالذي ينبغي لا يستطيع عبد او مخلوقا يأتي به. من الدعاء عندما تحمد الله تقول حمدا يليق بجلالك يا ربي. لا احصيه ولن تستطيع ان تحصيه لانك لن تحصي ان تبلغ بالحمد والعبادة ما يليق بوجه الله سبحانه وتعالى. قال مما يفعل ظاهر وباطن ومع هذا فيراها محض منة الله عليه وفضله عليه. بل وان حمدت الله وان عبدته فهو منة من الله عز وجل تستغفره وهو الذي يمن عليك بالاستغفار. تعمل الطاعات وهو الذي يمن عليك بتوفيق ان تعملها. فالحمد كله له اعمل الطاعة وهو الذي وفقك اليها. وهو الذي اعانك عليها. وهو الذي يقبلها منك سبحانه وتعالى. الى ان قال وانه لا وسيلة قال وانه لا وسيلة توسل بها الى ربه حتى ناله انه يقابلها بما تستحق ان تقام من كمال الذل الخضوع والمحبة والبراءة من حولي وقوته ومحو نفسه من البين وان يكون فيها بالله لا بنفسه ولله لا ولله لا لنفسه من ومن الذي لم يصلوا خلاف ما خلق له ولو في وقت من الاوقات من حركة نفسه وجوارحه او بترك بعض ما خلق له او يؤثر بعض حظوظي وبرادي على مراد الله تعالى ومرضاته. ويزاحمه به. ومن المعلوم عقلا وشرعا وفطرة. ان الله تعالى يستحق على عبده غاية التعظيم والاجلال. يستحق عليه من العقوبة ما يناسبه. والشرك والمعاصي والغفلة بمعنى انك على قدر ما مما يليق مما يجب لله عز وجل تعذب على ما يناسب. فالذي وقع في الشرك ذنبه واعظم لانه مخلد بنار جهنم. اما الذي ترك شيئا من حق الله عز وجل اما ان يمن الله عليه ويغفر له ولا يعذب بذلك واما ان عذبه الله سبحانه وتعالى لا يعذب المطيعين واذ قصروا بفضله وكمال رحمته سبحانه وتعالى لكن لو عذبه لكان عذابه يستحق ذلك البطل ذلك المعذب ولذلك يظهر الله عندما اراد الله ان يظهر عذاب ابليس ولا ربنا يعلم ان ابليس سيعصي وانه لن لكن اراد الله ان يظهر ما يستحق به العقوبة. ولذا الرقية الذي امتحن ليوم القيامة كيف يمتحنون؟ ممن يمتحن؟ كاهل والمجانين اهل الفترة وكبير السن المعتوه يؤتى به يوم القيامة يمتحن حتى اذا عذب وعوقب كان عذاب عقابه على ما يستحقه حتى حتى لا حتى لا يبقى له عذرا عند الله عز وجل. الى قال ابن طيب رحمه الله تعالى ذكر ما يستحق الله عز وجل من من العبودية وحال العبد مع ربه وان العبد لو رجع وتاب الى الله الله عز وجل فان المتفضل عليه بذلك هو الله لان الله هو الذي من عليه بالتوبة وهو الذي وفقه لها وهو الذي قبلها ايضا منه سبحانه وتعالى. وقد كتب على الرحمة فلا يسع الخلائق الا رحمته وعفوه. ولا يبلغ عمل عبد ان ينجو به من النار او يدخل به الجنة كما قال اكرم الخلق واطوع الخلق واشدهم تعظيم الله لن ينجي احد منكم عمله. قالوا ولا ان قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة مين هو فضلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله اكبر الخلق استغفارا وكانوا يعدون للمجلس الواحد يقول ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور مئة مرة وسبعين مرة بأي شيء؟ لعلمه صلى الله عليه وسلم بما يليق بالله واننا وان تعلمنا فلا تتعلم فلن نبلغ حقيقة ما يليق بالله عز وجل ولذلك الرسول كان يعد يقول اللهم اغفر لي وتب علينا تاب الغفور مئة مرة وكان يقوم حتى تتفطر قدميه ولا يكون عبدا شكورا. وكان يقول توبوا الى الله فاني اتوب الى ربكم يوم اكثر من مئة مرة. مع انه الذي غفر ما تقدم من ذنب وما تأخر صلى الله عليه وسلم. لعلمه ان الله عز وجل لن يبلغ عبد ان ان يوفيه حقه من التعظيم والعبودية فلاجل هذا كان يكثر من التوبة والاستغفار صلى الله عليه وسلم. وكان اذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا. وكان رب اغفر لي ويقول اللهم اغفر لي اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي وكان استفتاح الصلاة وفي خاتمة الصلاة وعلم افضل الامة من؟ ابو بكر الصديق ان صلاته يعترف على نفسه بظلم كثير السماوات والارض محتاجون الى مغفرته كما هم محتاجون اليه شيء الى رحمته. فمن ظن انه يستغني عن مغفرة الله فهو كمن ظن انه يستغني عن رحمته فلا يستغني عبد عن رحمة الله ولا عن مغفرته كما كما لا عن نعمته ومنته. فلو امسك عنهم فظله سبحانه وتعالى لهلكوا لو امسك عنهم فضله ورحمة لهلكوا وعذبوا ولم ظالما بامساك ذلك عليهم. فان اسباب النعم واللذ هي من فضله ومحظوظ منته. اذ كل نعمة منه فضل. فاذا امسك فضله لم يكن ظالما لو امسك فضله عن خلقه لهلكوا وعذبوا. قال وحينئذ فتصيبه النقمة بامساك فضله. بمعنى ان الله يضل على فضله ولولا وجود الفضل منه لحصلت النقب والبلايا والرزايا. ولو حصلت الرزايا والبلايا والنقم لم يكن لذلك غالبا لانه حجب حرما اي شيء فضله ورحمته. وهذا يدل على ان العبد لا تنفك حاجته ابدا عن فضل الله ورحمة الله سبحانه وتعالى. ومما يوضح هذا الظلم الذي تقدس عنه ان يعاقبهم بما لم يعملوا. او يمنعهم ثواب ما يستحقون ثوابهم بمعنى ان الله لا يظلم عبدا شيئا يستحقه. ولا ينزع ثواب عبد يستحقه. وانما يعذبهم على ما يعملون ويمنعهم على ما يستحقون. فهو سبحانه لا يعذب الا بسبب. كما اذا اراد تعذيب الاطفال والمجانين الذين ماتوا على قول من يرى ان الاطفال يمتحنون يبعث له يوم القيامة رسولا فيأمرهم فان اطاعوه لجد وان عصوه كفروا هلكوا وعذبوا على اي شيء على ابتلاع من طاعة الرسول. حتى تظهر والا والا ربنا يعلم من سيطيعه ممن سيعصيه. ولكن يريد يظهر ان يظهر حجته على خلقه والا يدخل النار احد وله عذر على او له حجة على الله سبحانه وتعالى فلو اراد تعذيب اهل السماوات وارض كلا لامتحنه امتحانا يظهر اسباب تعذيب فيكون عدلا منه. فانه يعلم من العبد ما لا يعلمه العبد من نفسه سبحانه وتعالى. قال الحسن لقد دخلوا النار وان حمده لفي قلوبهم ما وجدوا عليه سبيلا. بمعنى يعذبون يحمدون الله عز وجل لماذا؟ لانهم علموا انهم ما دخلوا النار الا باي شيء الا بعدله سبحانه وتعالى وانه لم يظلمهم ولا مثقال ذرة وهم بعد ذلك يحمدونه على ما تفضلي عليهم انه لم يبلغ بهم اشد من ذلك سبحانه وتعالى. مذهب اهل السنة ادى الانبياء والمرسلين افضل من الملائكة. وقد طلبوا يقول الملائكة دون الرسل البطل ومع ذلك جميع الرسل طلقوا اي شيء المغفرة والرحمة. فادم ذاك اقر بخطيئته وقام وطلب من الله عز وجل رحمة وايضا يونس قال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وكذلك ايضا نوح عليه السلام والا تغفر وترحم لكم من الخاسرين. وكذلك ايضا ابراهيم الذي خطيئتي يوم الدين. وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان يستغفر الله كثيرا. وكذلك صديق الذي كان يقوم في صلاة اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغضب الا انت فاغفر لي. فهذا معنى قوله لو عذب اهل السماوات لعذبه غير ظالم اي عددهم على ما يستحقون به العذاب من ترك ما يجب او فعل ما لا او فعل ما لا يجب اي فعل ما يحرم او فعل اما بوجود شيء منهي عنه او بفعل شيء او بفعل شيء او بترك شيء يجب فعله. فالله عز وجل لا يعذب احدا الا بسبب. لا يعذب احد الا بسبب وهو في ذلك احكم الحاكمين وعد للعادل قيل سبحانه وتعالى ثم قال فصل في في فان كلف فان كثف علمك عن هذا ولم يتسع له عقلك فاذكر النعم ما عليها من الحقوق ووازن بين شكره وكفره بمعنى ان الله يعذب اهل السما والارض ليس يعذب على النعم يعذبه على ما يستحقه هو. فان عجزت ان تفهم هذا فانتقل الى مسألة النعم وهل اديت شكر النعم او لا؟ ولن يستطيع احد ان يؤدي شكر النعم التي انعم الله عز وجل عليه بها والله اعلم