الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال رحمه الله تعالى فصل اعلم ان من اعظم حكمة الرب وكمال قدرته ومشيئته خلق الظدين. اذ بذلك تعرف بوبيته وقدرته وملكه. كالليل والنهار والحر والبرد والعلو والسفل والسماء والارض والطيب والخبيث والداء والدواء والالم واللذة والحسن والقبيح. فمن كمال قدرته وحكمته فيه خلق جبريل وخلقك فخلق اطيب الارواح وازكاها واطهرها وافظلها واجرى على فخلق اطيب الارواح وازكاها واطهرها وافضلها واجرى على يديه كل خير وخلق انجس الارواح واخبثها وارداها واجرى على يديه كل شر وكفر وفسوق ومعصية. وجعل الطيب منحازا الى تلك الروح فتلك المغناطيس كل طيب وهذه مغناطيس كل خبيث. واي حكم واي حكمة ابلغ من هذا؟ يوضحه ان المادة الارضية مشتملة على الطيب والخبيث وقد اقتضت الحكمة ان خلق ان ان خلق منها ادم وذريته فلابد ان تأتي بنو ادم كذلك مشاكلتهم لما والمادة النارية فيها الخير والشر. فلا بد ان يأتي المخلوق منها كذلك. والله تعالى يريد تخليص الطيب من المادة الارضية من الخبيث ليجعل الطيب مجاورا له في دار كرامته مختصا برؤيته والقرب منه. ويجعل الخبيث في دار الخبث. حظه البعد منه والهوان والطرد والابعاد. اذ لا يليق اذ لا يليق بحمده وحكمته وكماله ان يكون مجاورا له في داره مع الطيبين. فاخرج من المادة النارية من جعله محركا للنفوس داعيا لها الى محل الخبث لتنجذب اليه النفوس الخبيثة بالطبع وتميل اليه بالمناسبة. فتتحيز الى ما يناسبها وما واولى بها حكمة ومصلحة وعدلا. لا يظلمها في ذلك بارئها وخالقها. بل اقام داعيا يظهر يظهر بدعوته اياها واستجابتها له ما كان معلوما لباريها وخالقها من احوالها. وكان خفيا على العباد فلما استجابت لامره ولبت دعوته واثرت طاعته على طاعة ربها ووليها الحق الذي تتقلب في نعمه واحسانه ظهرا لملائكته ورسله واوليائه حكمته وعدله في تعذيب هذه النفوس وطردها عنه وابعادها عن رحمته واقام للنفوس الطيبة داعيا يدعوها اليه والى مرضاته وكرامته. فظهر لهم حمده التام وحكمته البالغة في الامرين. وعلموا ان خلق عدو الله ابليس وجنوده وحزبه. وخلق وليه وعبده جبريل وجنوده وحزبه هو الحكمة والمصلحة. وان تعطيل ذلك مناف لمقتضى حكمته وحمله. يوضحه ان من لوازم ربوبيته تعالى والهيته اخراج اخراج الخبأ في السماوات والارض من النبات والاقوات والحيوان والمعادن وغيرها. وخبأ السماوات ما اودعها من امر الذي كل وقت بفعله وامره وهذا من تدبيره لملائكته وتصرفه في العالم العلوي والسفلي. فباخراج هذا الخبأ تظهر قدرته ومشيئته وعلمه وحكمته. وكذلك النفوس فيها خبأ تام يعلمه سبحانه منها. فلابد ان يقيم اسبابا يظهر بها خبأ النفوس الذي كان كاملا فيها فاذا صار ظاهرا عيانا ترتب عليه اثره. اذ لم يكن يترتب على نفس العلم به دون ان يكون معلوما واقعا في الوجود. قال تعالى ما كان الله بيذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. وقال تعالى وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا. فاخبر انه خلق العالم العلوي والسفلي ليبلو عباده. فيظهر من فيظهر من يطيعه ويحبه يجله ويعظمه ممن يعصيه ويخالفه. وهذا الابتلاء والامتحان يستلزم اسبابا يحصل لها فلا بد من خلق اسبابه. ولهذا لما كان من اسباب من قال ولهذا لما كان من اسبابه خلق الشهوات قال ولهذا لما كان من اسبابه خلق الشهوات وما يدعو اليها وتزيينها على فعل ذلك فعل ذلك فقال تعالى انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهما احسن عملا. فهذه ثلاث مواضع في القرآن حكمته في خلق اسباب الابتلاء والاختبار. فظهر ان من بعض الحكم الحكم في خلق عدو الله اخراج خبأ النفوس الخبيثة. التي شرها وخبث فيها فاخرجها خبأها بزناد دعوته. كما يخرج خبأ النار بقدح الزناد. وكما يخرج خبأ الارض بانزال الماء عليها وكما يخرج وكما يخرج خبأ الانثى بلقاح الذكر لها وكما يخرج خبأ القلوب الزاكية بانزال وحيه وكلامه عليها. فكم له سبحان بحكمة بالغة واية ظاهرة في خلق عدوه ابليس. فان من كمال الحكمة والقدرة اظهار شرف الاشياء الفاضلة باضدادها. ولولا الليل لم يظهر فضل النهار ونوره قدره ولولا الالم لم يعرف لم يعرف فضل اللذة وشرفه وقدرها. فلولا المرض لم يعرف فضل العافية. ولولا وجود قبح الصور لم لم يظهر فضل الحسن والجمال. ولهذا كان خلق النار وعذاب اهلها فيها اعظم لنعيم اهل الجنة وابلغ في معرفة قدرها وخطرها. فكان خلق هذه هذا القبيح الشنيع المنظر والمخبر الشنيع المنظر والمخبر الذي صورته اشنع من باطنه وباطنه اقبح من صورته بحسن تلك الروح الزكية الفاضلة. التي كمل الله تعالى بصورتها جمال الظاهر والباطن. فلو كان الخلق كلهم على حسن يوسف فاي فضيلة وتمييز يكون له ولو كانت الكواكب كلها شموسا واقمارا. فاي مزية كانت تكون للنيرين. قال رحمه الله فصل اعلم ان كمال العبودية والمحبة والطاعة انما يظهر عند يظهر عند المعارضة والدواعي الى الشهوات والايرادات المخالفة العبودية وكذلك الايمان انما تتبين حقيقته عند المعارضة والامتحان وحينئذ يتبين الصادق من الكاذب قال تعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. وقال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. قال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة؟ ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا فالجنة لا يناله المكلفون الا بالجهاد والصبر. فخلق الشياطين واوليائهم وجندهم من اعظم النعم في حق المؤمنين. فانهم بسبب وجودهم صاروا مجاهدين في سبيل الله. يحب لله ويبغضون لله ويوالون فيه ويعادون فيه. ولا تكمل نفس العبد ولا يصلح لها الزكاة والفلاح الا بذلك وفي التوراة ان الله تعالى قال لموسى اذهب الى فرعون فانه فاني ساقسي قلبه لتظهر لتظهر اياتي وعجائبي ويتحدث بها جيلا بعد جيل وتكذيب مشركين محمد صلى الله عليه وسلم وسعيهم في ابطال دعوته ومحاربته كانت من اعظم النعم عليه وعن امته. وان كان من اعظم النقم على الكافرين فكم حصل في ضمن هذه المعاداة والمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه ولامته من نعمة. وكم رفعت لهم بها درجة؟ وكم قامت به بها لدعوته من من حجة؟ وكما عقب ذلك من نعيم مقيم وسرور دائم ولله كم من فرحة وقرة عين في مغارضة العدو وكبته وما طاب العيش الا بذلك فمعظم اللذة في غيظ في غيظ لعدوك فمن اعظم فمن اعظم نعم الله على عباده المؤمنين انه خلق لهم مثل هذا العدو وان القلوب المشرقة بنور الايمان والمعرفة تعلم لتعلم ان النعمة بخلق هذا العدو ليست بدون النعمة بخلق اسباب اللذة والنعمة. فليست بادنى النعمتين عليهم وان كانت مقصودة لغيرها. فان الذي يترتب عليها من الخير المقصود لذاتي انفع وافضل واجل من فواتير. فان قيل اذا كان خلق ابليس وجنوده من اعظم النعم على المؤمنين فاي حكمة ومصلحة حصلت لهؤلاء بخلقهم. فكيف اذا اقتضت الحكمة ان خلقهم ان خلقهم لضررهم المحض لاجل منفعة اولئك. واذا واذا اثبتهم اقتضاء الحكمة لذلك طولبتم بامر هو اشكل عليكم من هذا وهو ان ما جعل من المظار وسيلة للحصول غيره ان لم تكن الغاية حاصلة منه والا كان تفويته اولى لما في تفويته من عدم الشر والفساد. وهذه الوسيلة قد ترتب عليها دخول واحد من الف الى الجنة. وتسعمائة وتسعة وتسعين الى النار. فان الحكمة والمصلحة التي حصلت المكلفين بخلط الشياطين فهذان سؤالان في هذا المقام لا لا يتم مقصودكم الا بالجواب عنهما. نعم. احسن الله اليكم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الموصل فيما اختصر من كلام ابن القيم في صواعقه قال فصل اعلم ان من اعظم حكمة الرب كمال قدرته ومشيئته خلق الضدين. اذ بذلك تعرف رؤيته وقدرته وملكه. كالليل والنهار والحر والبرد والعلو والسفل والسماء والارض والطيب والخبيث والداء والدواء والالم واللذة والحسن فانه من كمال قدرته وحكمته خلق جبريل وخلق. خلق جبريل وخلقك خلق اطيب الارواح. خلق جبريل وخلقك فخلق اطيب الارواح وازكاها واطهرها وافضلها واجرى على يديه كل خير. قال ومن فمن كمال قدرته وحكمته خلقه وجبريل وخلقك فخلق اطيب الارواح وازكاها واطهرها وافضلها واجر على يديه كل خير. وخلق انجس الارواح واخبث وارداها واجرى على يديه كل شر. وكفر وفسوق ومعصية. وجعل الطيب منحازا الى تلك الروح فتلك مغانا مغانا مغناطيس كل طيب وهذه مغناطيس كل خبيث. واي حكمة ابلغ من هذا ولا شك ان من نظر في قدرة الله عز وجل وانه خلق الضدين خلق الليل والنهار الخير والشر. وخلق الطيب والخبيث. وخلق العالم العلوي والعالم والعالم السفلي. فهذا من كمال من كمال قوته وقدرته وحكمته وعلمه سبحانه وتعالى. فخلق جبريل الذي هو اطيب الارواح. وازكاها واطهرها وافضلها. وان كان محمد صلى الله عليه وسلم افضل منه واجرى على يديه كل خير وخلق انجس الارواح واخبثها وارداها وشرها ابليس لعنه الله. وجعل الخلق ينقسمون الى قسمين. قسم ينحاز الى الطيب. وقسم ينحاز الى الخبيث. فجعل الطيب الذي في قلب المسلم اذا كان فيه طيب جعل ذلك الطيب الذي هو اصل الخلق الذي اراده الله عز وجل جعله كالمغناطيس الذي يجلب كل طيب. وجعل ذلك الشر ايضا كقوة المغناطيس التي تجذب كل شر. ولذا جاء في حديث موسى رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض. فجاء فجاءت ذريته منها الطيب والخبيث. ومنها الاسود والابيظ وبينها السهل ومنها العسر بمعنى انها خلقت من هذي الارض والارض بتظاريسها وطبيعتها متغايرة ولا يعني هذا ان الانسان يضل بسبب هذا وانما هو علم الله السابق. من يصلح لهذا ومن لا يصلح لهذا جرى خلق الله عز وجل على وفق ما علمه سبحانه وتعالى وشاءه. يقول القي يوضحه ان المادة الارضية اي مادة الارض مشتملة على الطيب والخبيث. وقد اقتضت الحكمة اي اقتضت حكمة الله عز وجل اقتضت الحكمة التي ارادها الله عز وجل ان خلق منها ادم وذريته فلابد ان تأتي بنو ادم كذلك مشاكلتهم لمادتهم كما ذكرنا ان من الامر الطيب ومنها الخبيث ومنها السهل ومنها اسهل منها القاسي منها آآ الاسود ومنها الابيض. قال بشاكلة ملذتهم والمادة النارية فيها الخير الشر فلابد ان يأتي المخلوق منها كذلك. بمعنى ان الشياطين التي خلقت ايضا من من النار هي ايضا تعود على اصل خلقة الدار. ولا شك ان النار منها ما هو طيب ومنها ما هو خبيث. ولذا جاء اصل خلقة الجن على هذا المعنى ايضا فان من الجن من هو كافر عفريت معاند ومنهم من هو مسلم صالح مطيع لله عز وجل قال والمادة النارية فيها الخير والشر فلا بد ان يأتي المخلوق منها كذلك. ولذا ذكر ابن ادم خلقه من تراب وان الجن خلقها من نار. واما الملائكة فخلقت من نور. قال والله تعالى يريد تخليص طيب من المادة الارضية من الخبيث. ليجعل الطيب مجاورا له ولا يمكن لهذا الطيب ان يجاور الله عز وجل في جنته الا اذا خلص من الشوائب الفاسدة التي تكون فيه. ولذا جاء ان تخليص الشوائب اما ان يكون عند ابواب الجنة وقنطرة يضعها ربنا سبحانه وتعالى منها تنزع والاحقاد التي في الصدور كما قال تعالى واما ان يكون ذلك بعرضه على النار فان القلوب القاسية لا تلدوا الا اذا مست بشيء من العذاب فهذه الشوائب التي تكون من اصل خلقة الانسان تذهبها النار او ينزعها ربنا قبل دخولهم الجنة. قال والله تعالى يري تخليص الطيب من المادة الارضية من الخبيث. ليجعل الطيب مجاورا له في دار كرامته مختصا برؤيته والقرب منه ولكن لا يدخل احد الجنة وفي قلبه ثقال ذرة من كبر. لا يدخل احد الجنة وفي غل او حقد او حسد او اي مرض من امراض القلوب وانما يدخلون على صورة ادم وعلى قلب رجل واحد نزعت من صدورهم الاغلال والاحقاد والحسد والشحناء والبغضاء. فكلما كان سببا فكلما كان من اصل خلقتهم التي هي من من من جهة الارض التي فيها القسوة وكذلك الخبز والارض الخبيثة الخبيث والسيء هذا يزال يزال قبل ان يدخل الجنة. ولذا عندما سئل مالك رحمه الله تعالى لا كيف يرى الفاني الباقي؟ قال لا يمكن لاحد ان يرى الله بعينيه هاتين وانما اذا كان يوم القيامة خلق الله له عينا لا تفنى لتتمكن من رؤية الذي لا يفنى. قال هنا ويجعل الخبيث في دار الخبز. حظه البعد منه والهوال والطرد والابعاد. اذ لا يليق بحمده وحكمته وكماله ان يكون ذلك الخبيث مجاورا له. ولذلك من اراد ان يعرف حاله الى الله عز وجل فلينظر لحال نفسه مع طاعة الله وتعالى. فان الطيبات للطيبين. والطيبون للطيبات. فمتى ما كنت مع الطيب من الاقوال والعمل فاعلم انك ستجاور الرحمن في جنته. وان كنت مع الخبثاء والخبائث من الاقوال والاعمال فاعلم انك لن تجاوره وانما تكون مع الخبيثين في النار. ولذا قال ان يكون مجاورا له في داره مع الطيب فاخرج من المادة النارية من جعله محركا النفوس داعيا لها الى محل الخبث لتنجذب اليهم النفوس الخبيثة. جعل الشيطان داعية الى الشر. لتنجذب اليه من؟ النفوس الخبيثة. التي فيها بوكس تسارع بالاجابة للشيطان. اما النفوس الطيبة والقلوب الطيبة فانها تنفر منه اشد النفرة يقول فاخرج من المادة النارية من جعله محركا من هو ابليس. من جعله محركا للنفوس داعيا لها الى الخبز لتنجذب اليه النفوس الخبيثة بالطبع وتميل اليه بالمناسبة الطبع ان منها ما هو خبيث كما جاء في الحديث الطيب منها الخبيث. فالاجساد الخبيثة التي خلقت من شيء خبيث فيها الميل الطبعي من هذه الطبيعة. وفيها ايضا وفيها ايضا الميل بما يناسب ان الخبيث يناسبه اكثر من الطيب فتنحاز الى ذلك الشيطان. فتتحيز الى ما وما هو اولى بها حكمة ومصلحة وعدلا والله لا يظلم احدا. والله سبحانه وتعالى لا يظلم احدا والله اعلم حيث رسالته سبحانه وتعالى لا يظلمها في ذلك بارئها وخالقها بل اقام داعيا يظهر بدعوته اياها واستجابتها له ما كان معلوما لباريها بمعنى ان الله عز وجل انما عذب عباده الذين هم من الخبثاء بعد ان ظهر خبثه بعد ان ظهر خبثه. والا ربنا سبحانه وتعالى لا يعذب احدا قبل ان يظهر خبثه. قبل ان يظهر خبثه. ولذا لا يدخل النار احد الا وقد اعذر من ربه فهذه النفوس الخبيثة التي انطوت على الخبث فان الخبث الذي فيها سيظهر سيظهر وذلك بما يدعو اليه ذلك الخبيث فان النفوس بمجرد ان تدعى للخبث تسارع مستجيبة لذلك فاذا اظهرت خبثها الذي تاب مدفونا داخلها يعذبها الله بجعله شيء على ما اظهرت لا على ما كان كاملا في نفوسها حتى لا يبقى لاحد عذرا. قال ما كان معلوما لبارئها وخالقها من احوالها اي ان الله يعلم يعلم ذلك ولذلك لما فقال ابليس عندما قالت الملائكة اتجعل فيها من يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك ونقدس قال اني اعلم ما لا تعلمون. انتم ظاهر علمكم ما ترونه انه كان هناك من افسدت الارض لكن اي اعلى ما لا تعلمون. ولذا ربنا سبحانه وتعالى لما امر الملائكة بالسجود لادم كانت نفس ابليس الخبيثة كاملة لا يعلم خبثها بالنسبة لمن؟ بالنسبة للملائكة لا يعلمون خبث ابليس ولكن الله اراد ان يظهر خبثه على الملائكة فيعلمونه. فلما امرهم ربنا بالسجود سجدوا جميعا بانفسهم ولطيب ايضا ما خلقوا منه فقد خلقوا من نور. اما ابليس لما خلق من نار وكان النار فيها الطيب فيها الطيب والخبيث غلب عليه الخبث فاظهر الله عز وجل ذلك الخبث الذي كان كاملا فيه حتى يعلم انه كان مخفيا ذلك الكفر والضلال. قال هدى وكان خطير على عباده فلما استجابت لامره ولبت دعوته لبت دعوة ابليس واستجابت لامره واثر الطاعة على طاعة ربها ووليها الحق الذي لا تتقلب الذي تتقلب في نعمه واحسانه ظهر لملائكته ورسله واوليائه حكمته وعدله في تعذيب هذه النفوس تاما لو عذبوا قبل ان تظهر هذه كيف يعذب هؤلاء وهم لم يفعلوا معصية فاراد الله ان يظهر ما في حتى اذا عذبه علموا هم انفسهم انهم عذبوا على حق وعلم الخلق ان هؤلاء عذب ايضا على حق قال وعدله في تعذيب هذه النفوس وطردها عنه وابعادها عن رحمته وايقاف واقام للنفوس الطيبة داعيا يدعوها اليه وهم الرسل والانبياء والعلماء والدعاة يدعوها اليه والى مرظات وكرامته فظهر لهم حمده قال له حمده التام وحكمته البالغة في الامرين. وعلموا ان خلق عدو الله ابليس جنوده خلق عدو الله. ابليس وجنوده وحزبه وخلق وخلق وليه وعبده وجنوده وحزبه هو عين الحكمة والمصلحة. وان اقيل ذلك مناف لمقتضى حكمته وحمده. فالله خلق الخير والشر وخلق النور والظلام. وخلق الليل والنهار لحكمة بالغة ارادها. ولولا خلق ابليس لما تجلت كثير من المعاني المتعلقة اسماء الله وصفاته من اسماء الله التواب ومن اسمائه الرحيم والغفور ولولا وجود المعاصي والذنوب لما تجلت هذه لخلق الله عز وجل قال يوضحه ان باللواز تعالى والهيته اخراج الخبا في السماوات والارض من النبات والاقوات والحيوان والمعادن. وغيره وخبأ السماوات ما اودعها من امره الذي ليخرجوا كل وقت بفعله وامره وهذا من تدبيره لملائكته وتصرفه في العالم العلوي والسفلي. فباخراج هذا الخط هذا الخبأ تظهر قدرته ومشيئته وعلمه وحكمته وكذلك النفوس فيها خبأ. فيها خبأ كامل يعلمه سبحانه منها نسأل الله ان يطهر قلوبنا فلا بد ان يقيم اسبابا يظهر بها خبأ النفوس الذي كان كاملا فيها فاذا صار ظاهرا عيانا ترتب عليه اثره اذ لم يكن يترتب على نفس العلم به دون ان يكون معلوما واقع في الوجود. ولذا الله عز وجل عذب خلقه قبل ان يخلقه لو قبل قبل ان يفعلوا شيئا لعذبهم وهو غير ظالم لهم لانه عذب عليه شيء على ما يعلم من احوالهم واقوالهم ولكن بكمال عدله ورحمته انه لا يعذب احد الا على ذنب يكون له اثر يكون له المعنى ان يظهر اثر ذلك الذنب ظاهرا يراه الجميع او يراه يراه من يراه من نفسه ويراه غيره يرحمك الله قال فاذا صار ظاهر العيانا ترتب عليه اثره اثر الذنب ايش؟ العقوبة والوعيد اذ لم يكن يترتب على نفس العلم به دون ان يكون معلومة كما قال تعالى ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. وقال تعالى وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على المال يبلوكم ايكم احسن عملا. فاخبر انه خلق العالم والسفلي ليبلو عباده فيظهر من يطيعه ويحبه ويجله ويعظمه ممن يعصيه ويخالفه. وهذا الابتلاء والامتحان يستلزم اسبابا ليحصلها فلابد من خلق اسباب بل ترى من الاسباب ان يحصل حادث او واقعة يتفرق الناس الناس فيها الى فريقين فريق يسعى في مرضاة الله وفريق يسعى في سخط الله عز وجل وهذه حادثة اراد الله بها ليظهر خبايا النفوس وما يكمن فيها. قد ينجو الانسان في حادثة ويكون قلبه الى الخير في تلك الحادثة لكن تأتي الاخرى الاخرى حتى تزل قدمه في واحدة من تلك الحوادث فيكون من اعوان الشيطان وهذا حاصل كثير. قد يبتلى الانسان بالرخاء فيكون صابرا ثابتا وقد يبتلى بالشدائد فتزل قدمه ويزيل قلبه وقد يكون العكس قد يبتلى بالشدائد فيثبت ويصبر وقد تأتي الراء والرخاء فيصبح تائها ضائعا فاجرا لحظ من حظوظ الدنيا. فالله سبحانه وتعالى يبتلي باسباب حتى تظهر او حتى يظهر بتلك الاسباب خفايا النفوس. والنفوس لها خفايا ولها لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى. فكم من نفس تراها زكية في ظاهرها وفي داخلها الفجور نسأل الله العافية والسلامة قالوا لهذا ولهذا ما كان من اسباب خلط الشهوات وما يدعو اليها وتزيين وفعل ذا فقال تعالى انا جعلنا على الارض انا جعلنا مع الارض زينة لها لنبلوه ايهم احسن عملا. قال ابن القيم فهذه ثلاث مواضع في القرآن تبين حكمته في خلق اسباب الابتلاء في خلق اسباب الابتلاء والاختبار. فظهر ان من بعض الحكم في خلق عدو الله اخراج النفوس الخبيثة هذا حكمة. التي شر وخبث وكامل فيها. فاخرج خبأها بزناد دعوته. يعني اخرج خبأ وهذا تراه ظاهرا واقعا حتى في هذه الازمنة ترى عندما يقوم داعم الادعية من دعاة الباطل والضلال تجد ان هناك نفوس كانت كاملة على شيء لا يعلمه الجميع. لكن بهذه الدعوة التي قيدها الله تخرج تلك النفوس الخبيثة مستجيبة المصححة ومزينة لقول هذا الباطل. ويخرج ما يقابلها انكارا واستنكارا وابطالا ليخرج ايضا ما في نفوس من فهذه اسباب يريد الله بها ان يظهر خبايا النفوس التي لا علم له. حتى اذا عذب الذي خرج خبثه عذبه وعلم الناس انه ممن يستحق ذلك. واما المثابة ففضل الله واسع. قال فاخرج خبا بزناد دعوته كما يخرج خبء النار بقدح الزناد وكما يخرج خبا الارض بانزال الماء خبى الارض النبات الذي يكون فيها فاذا نزل الماء اخرج الارض زينتها خبأ يكون اخراجه بالدعوات اما دعوة حق واما دعوة باطل. قد تكون هناك دعوة للخير والصلاح فتكون الدعوة سبب لاخراج خبأ نفوس خبيثة بردها ولعداوتها وبغضها وكراهيتها ولذلك تجد من الناس مثلا تسمع من يحارب الدعوة السلفية يحارب دعوة الشيخ عبدالوهاب وليسوا بالذات متظرب ابدا وانما لخبث في نفسه لا يريد التوحيد ولا يحب التوحيد ولا يحب ان يسمع ان يقول ادعوا الناس الى توحيد الله عز وجل نقول ابلغ هذي هذا الخبر الذي كنت تخفيه عن الناس اظهرته هذه الدعوة والا لم يكن يعلم بحالك قبل الدعوة انك ممن ممن يخبي هذا هذا الفجور وهذا الفساد كما يخرج خبأ انت بلقاح الذكر لها. فكم له سبحانه من حكمة بالغة واية ظاهرة في خلق عدوه ابليس ان من كمال الحكمة والقدرة اظهار شرف الاشياء الفاضلة. ولذلك يقال والضد يظهر حسنه. الضد وبضدها تتبين الاشياء. لولا خلق ابليس ما عرفنا فضلنا الانفس الطاهرة الانفس البارة كانفس الملائكة وكانفس الرسل والانبياء لكن لما وجدت الانفس كبيرة عرفتنا فضل الانفس الخيرة. لما وجد الشرك عرفنا فضل التوحيد. لما وجد البدعة عرفنا فضل اتباع السنة قلنا وهكذا فالضد يظهر حصنه الضد وبضدها تتبين اشيائه. قال فان من كمال الحكمة والقدرة اظهار شرف الاشياء في اضدادها فلولا الليل لم يظهر فظنها والا تأمل لو تعيش ليلا دائما سرمدا لما استطعت ان تعيش في ظهر الله فضل النهار بوجود الليل ويظهر الله عز وجل فضل العافية بوجود الالم لولا الالم ما عرفت فضل هذه العافية ولولا الالم لم وفضل اللذة وشرفه وقدره. وقدرها ولولا المرض لم يعرف فضل العافية ولولا وجود قبح الصور لم يظهر فضل الحسن والجمال. ولهذا كان خلق النار من فوائدها ان تعرف فضل الجنة. ومن ومن فوائد خلق ابليس ان تعرف فضل من يطيع الله ويعبده ويتقيه فكان خلق هذا القبيح الشنيع المنظر والمخبر الذي صورته اشنع من باطنه وباطنه اقبح من صورته مكملا بحسن تلك الارواح الزكية عندما ترى القبيح تعرف فضل الحسد. وعندما ترى عندما ترى الفساد تعرف فضل الاصلاح فاذا يريد الطيب يقول ان من الحكم البالغة في وجود الشر ان تعرف الخير. واضح؟ في وجود للقلق لماذا خلق الله هذي الشرور يقول لو لم يكن في لو لم يكن من الحكمة في خلقها الا ان نعرف فضل اقدادها لكفى بذلك حكمة بالغة. يقول التي التي كمل الله تعالى صورتها جمال الظالما ثم ثم قال فلو كان الخلق كل على حسن يوسف مثلا فاي فضيلة وتمييز يكون له؟ لو كان الخلق كلهم على جبل يوسف هل نعرف جبل يوسف؟ لا نعرف لان الناس كلهم سواء لكن لما كان الناس بخلاف سورة يوسف عرفنا يوسف له جبان واضح؟ ولو كان الكواكب كلها شموسا واقم وراء لم يكن للشمس والقمر اي ميزة فوجود الاضداد يظهر حسن اضدادها. ويظهر ايضا قبحها اضدادها. في ظهر قبح الشر وجود الخير. كما يظهر الخير وجود الشر. هذا ما اراده رحمه ثم قال فصل اعلم ان كمال العبودية والمحبة والطاعة انما يظهر عند المعارضة والدواعي هذي هذي قاعدة يعني بمعنى ان الانفس في الرخاء في الرخاء. وفي وقت السعة قد تفعل قد تفعل اشياء كثيرة لكنها عند المحن والبلاء لا يثبت الا الصادق. فان كمال العبودية العبد العبد الصادق والمحبة الصادق لله. والطاعة كالصادقة لله عز وجل انما يظهر تظهر هذه المعاني متى؟ عند وجود المعارضة اذا استقمت ستسجن من يستقيم هو الصادق لكن من اكثر الناس يبحث عن منهج السلامة وليس سلامة المنهج. اذا وليك تجد كثيرا من الناس يبحث عن سلامته وليس عن سلامة منهجه. يبحث كيف ينجو من كيف ينجو من البلاء؟ كيف ينجو من الشرور كيف ينجب من الفقر؟ كيف ينجو من الجوع؟ كيف ينجو من المرض؟ لكي تسلم له دنياه. ولذا يقول هدى وانما تظهر ويظهر كمال العبودية والمحبة والطاعة متى؟ ليس في الرخاء وليس في عندما تقول نفس مقبلة على ما تريد. ولكن عندما يظهر المعارض اذا كان هناك معاذ الطاعة يتميز الصادق الكاذب. عندما يقول لك ان اطلقت لحيتك سيهزأ بك ويسخر وتنبز وتلمز وقد تبتلى بلاء عظيما لا يتمسك بها اللبن الا الصدق والا اكثر الناس عند المعارض لا يثبت لا يثبت ادعى انه يحب الله قبل ذلك لكن عندما جاءت البلايا والشدائد كما قال تعالى حسب الناس ان يتركوا ان يقولوا بهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم. ولذا البلاء البلاء عظيم. يعني مما وقع لكعب ابنك رضي الله تعالى عنه لما ابتلي بهجر الناس له وهجر النبي صلى الله عليه وسلم يقول اسير وحيدا ليس لي ارى هذا واحد لا الأحد فبينما انا ذلك اذا بهتاب رجل ينادي يا كعب ابن مالك يا كعب ابن مالك فاذا برجل قال هذا كتاب من ملك غسان يكتبهم فيه لقد علمنا ان قد قلاك. فالحق بنا نواسيك فتنة. الان فتنة. الحق فيه شيء من فيه كيمل يعني النفوس يعني النفوس عنه معرضة. وهو وهو يلاقي بذلك شدة. واتاه الفرج والرخاء بالنسبة لهذا الذي يدعوه الى ما يريد فلو كانت نفسه خبيثة لاستجابت لداعي الخبز ولكن لطيب نفسه ماذا فعل؟ يقول فيممتها النار فقلت ان هذا من البلاء اي ان هذا من بلاء هل انا صادق؟ في توبتي وفي اتباعي او انا كاذب فهذا يحصل من الناس مثلا اذا استقام هذا شي واقع اذا من القصص العجيبة ان من الناس من كان يراود امرأة سنوات سنوات وهي تبتلع تمتنع من ذلك خوف من الله عز وجل. فلما استقام وتاب الى الله عز وجل اذا هي تطرق بابه. فتنة الان ايش؟ الارض كانت في امتحان. هل تترك هذا لله عز وجل؟ او تترك طاعة الله لهذه الشهوة. فعند وجود المعارض وعند وجود الدواعي للشهوات يتبين الصادق من الكلب يقول هنا وانما يظهر الصدق في العبودية والمحبة لك عندما يظهر عندما تظهر المعارضة والدواعي الى الشهوات والايرادات المخالفة للعبودية. وكذلك الايمان انما تتبين حقيقته عند المعارضة والامتحان وحينئذ يتبين الصادق من الكاذب والقصص في هذا كثيرة اسمعها خاصة معبد يلتزم ويستقيم على طاعة الله تجد في ابتداء في وقت ابتداء استقامته يعرض من البلاء والفتن ما يراد به ان يميز اهو صادق او كاذب. قال تعالى ام حسبت ان تدخلوا الجنة. ولما يعلم الله الذين منكم ويعلم الصابرين. وقال تعالى ام حسبت ان تدخل الجنة. ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء. وزلزل مسلم عندما قاله قاله خباب وبعض بعض الفقراء المهاجرين يا رسول الله الا تدعوا الله لنا الا تستنصر لنا ياسر وخبال رضي الله تعالى عنه وهم يعذبون وبلال. قال انكم قوم تستعجلون. هم الان يعذبون عند مكة عند الكعبة. هؤلاء تأدبوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم قوم تستودعون وانه كان بإذكار قبلكم وانه كان من كان قبلكم يؤتى بالرجل. يعني من كان قبلكم يؤتى بالرجل ويؤتى بالمنشار. فيوضع المنشار على رأسه. فيفرق فرقتين ولا يرجع اما ان ترجع الاياك فرقتين يفلق فيفلق فلقتين وما يرجع وان الرجل ليؤتى به فيقرظ جسم المقاريض ما رده ذلك عن دينه. والله لتسير قد الضعين من من الحيرة الى مكة لا تخاف الا الله والذئب على غنمها. قال قال تعالى فالجنة لا الا المكلفون. قال في الجنة لا ينال المكلفون لا ينالها المكلفون الا بالجهاد والصبر. فخلق الشياطين واوليائهم وجندهم من اعظم النعم في حق المؤمنين. لماذا؟ لان ترتفع الدرجات حيث وجود المعارض ووجوب يدعو للباطل وانت تجاهده وتصابر بايش؟ يحصل الارتفاع والعلو عند الله عز وجل تنال بذلك اعلى الدرجات فانهم بسبب وجودهم صاروا مجاهدين. لولا الشياطين ما صار هناك بني اصبر على طاعة الله. ولولا اعداء الله ما كان هناك من ينال الجهاد في سبيل الله يحبون الله ويبغضون لله ويوالون فيه ويعادون فيه وهذا من اعلى واكمل وافضل انواع العبادة ان تحب في الله وتبغضك الله وتوالي بالله وتعاذ بالله ولا تكمن نفس العبد ولا يصلح لها الزكاة والفلاح الا اذا كنت التوراة ان الله تعالى قال لموسى اذهب الى فرعون فاني فاني ساقسي قلبه عليك فاني ساقسي قلبه لتظهر اياته وعجائبي ويتحدث بها جيلا بعد جيل. اي ان فرعون لما طغى وتجبر كان في طغيان وتجبره فيه من الحكم والفوائد لاهل الاسلام ولاهل الايمان ما لا يعلمه الا الله عز وجل. بقيت هذه هذه القسوة وهذا الكفر عظة وعبرة الى قيام الساعة والناس يتعظون بهذا الطاغوت الذي اهلكه الله عز وجل. فابقى ذكره لاي شيء ابقاه عبرة وعظة لمن يأتي بعده ويتحدث بها جيلا او يتحدث بها جيلا بعد جيل تقف عند قوله وتكذيب المشركين والله تعالى اعلم