الحمد لله رب العالمين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيوخنا ولوالدينا والسامعين قال المصري رحمه الله تعالى فيما اختصره من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في الصفحة المرسلة وتأمل قوله قوله الحق نسوا الله ونسيهم وقوله ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. كيف عدل فيهم كل العدل من مآسيهم فما نسوه واساهم حظوظ انفسهم ونعيمها وكمال وكمالها واسباب لذاتها وفرحها. عقوبة لهم على نسيان المحسن اليهم بصنوف النعم. المتحبب اليهم بالاء فقابلوا ذلك بنسيان ذكره والاعراض عن شكره لعدل فيه من انساهم وصالح انفسهم فعطلوها. وليس بعد تعطيل المصلحة الا الوقوع فيما تفسد به الا الوقوع فيما تفسد به وتتألم بصوته غاية الالم. ونحن في هذا المسلك ان تعذيبهم غير مصلحتهم كما قالوا غير واحد من ابواب المقالات كما حكاه عنه الاشعري وغيره. فان هؤلاء لم يثبتوا وجه المصلحة لهم في تعذيبهم بل ارسلوا القول بذلك ارسالا. وكأنهم حاربوا حول امر لم وروده وهو ان هؤلاء كانوا في مشركين ولاحقوا لحقه ولحقه جاحدين. فانهم انما خلقوا على الفطرة السليمة التي هي دين الله ولكن عوض لهم ما نقلوا عنها حتى فسدت وبطل حكمها. فصار الناقل لهم عنها هو الحاكم عليها العامل فيها. وهذا امر خارج عن مقتضى الخلقة واصل الفطرة. كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه. عن عياض ابن حمار المجاشعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما الى ربه تبارك وتعالى من قال اني خلقت عبادي هنا فاغفر لهم. ثم ماتتهم الشياطين فاجتهدتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احببت لهم. وامرتهم ان يشركوا بي ما لم وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال ما من مولود الا ما من مولود يولد الا على الفطرة فعلى الله منه اذانه ويوسع فاخبر ان اصل ولادة الفطرة. وان التهويد والتنصير والتنجيس وعرض لها واقتضى هذا العارض الذي عرض للفطرة امورا استلزمتها واستلزمت ترتب اثارها عليها بحسب قوتها الالام والعقوبات المترتبة على ذلك من جنس الالام والعقوبات ثم ترتب على خروج البدن عن صحته. وانما خلق وان وهو انما خلق خلق على الصحة والاعتدال اذا استمر كذلك لم يعرض له الم وكذلك القلب فطر على الفطرة الصحيحة فلما عرض له الفساد ترتب على ذلك المعارض اثره من الام والعقوبات. ولا ريب ان العرض ليس باصل فطرة بحيث يستحيل زواج. بل هو ممكن الزوال والناس بزوال والسرعة والذبح فيه متضاوتون اعظم تفاوت. ومنهم من زال عنه بمجرد الدعوة فحين دعي الى موجب الفطرة اجاب الداعي من غير توقف. ومنهم من توقف بقوة العار فاحتاج مع الدعوة الى موعظة تتضمن. ومنهم من غردت عليه المال الفاسدة فاحتاج مع ذلك الى المجادلة. ومنهم من كان العارض له اشد من ذلك فعدل معه الى الجهاد والمحارم وهو نوع من العقوبات. فازال ذلك تلك مادة واعاد الفطرة الى صحتها. ومنهم من كان فساد فطرته قد استحكم وتمكن. فصار له بمنزلة الصفة الثابتة فلم يكن ضد من ان يحتمي عليه ليزول ذلك الخبث ويتخلص منه ويعود الى ما خلق عليه اولا. ولهذا لما خرج خبث الموحدين من اهل الكبائر بسرعة تعجل خروجهم من النار وعادوا الى ما خلقوا عليه اولا من كمال النشأ وزوال موجب العذاب فلن يبقى لهم مصلحة في التعذيب بعد ذلك واما المشركون فلما كان العارض قد استحكم فيهم وصار كالهيئة والصفة استمروا في النار تحمى عليهم اشد الحمى لقوة ذلك الخبث ولزوم دينهم. ومعلوم انه ولو فارقهم في الدنيا وانسلخوا منه لم يعذبوا. فاذا فارقهم في النار وانسلخوا منه زاده موجب العذاب. فعمل مقتضي الفطرة عمله وايدوا ذلك بوجود هذا احدها الوجه الثاني ان الله تعالى لم يخلق لم يخلق شيئا يكون شرا محضا من كل وجه من الوجوه. فان هذا ليس بالحكمة بل ذلك لا يكون الا عدم المحضة. والعدم ليس بشيء والوجود اما خير محض واما خير غالب واما ان يكون فيه خير من وجهه وشر من وجهه. فاما ان يكون شرا من كل وجه فهذا ممتنع. ولكن قد يظهر فيه من الشر ويخفى ما في من الخير. ولهذا قال الله تعالى للملائكة قد سألوا عن خلقي هذا القسم فقالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. فاذا كانت الملائكة مع قروبهم من الله وعلمهم باسمائه وصفاته. وما يجب له ويمتنع عليه. لم تعلم حكمته سبحانه في خلق من كما يعلمه الله. بل هو سبحانه متفرد بالعلم الذي لا يعلمونه. فالبشر اولى من لا يعلم ذلك. فالخير كله في يد الرب والشرط ليس اليه. فلا يدخل باسمائه وبالقصد الثاني لا الاول ودخولا اضافيا. واما الخير فهو داخل في اسمائه وصفاته وافعاله مفعولاته بالذات والفصل الاول. فالشر انما يوصف به مفعوله لا فعله. وفعله خير محض. وهذا من معاني اسماءه المقدسة كالقدوس والسلام متكبر فالقدوس الذي تقدس عن كل سوء وعيب. وكذلك السلام وكذلك المتكبر. قال ميمون ابن وهران تكبر عن السوء والسيئات. فلا يصدر منه الخيرات والخيرات كلها منهم فهو الذي يأتي بالحسنات ويذهب السيئات ويصلح الفاسد ولا يفسد الصالح بل ما افسد الا فاسدا وان كان ظاهر الذي يبدو للناس صالحا فهو يعلم منه ما لا يعلم عباده والمقصود ان الشروط هي الاعدام ولوازمها. فالشر ليس الا الذنوب وموجباتها. وسيئات الاعمال وسيئات الجزاء. وهي مترتبة على عدم الايمان والطاعة موجباتها فاذا اراد الله بعبده الخير اراد من نفسه سبحانه ان يوفقه له ويعينه عليه فيوجد منه ويترتب له عليهم من الامور الوجودية ما فيه صلاح وسعادته. فاذا لم يرد به خيرا لم يرد من نفسه ان يعينه ويوفقه. فيبقى مستمرا على عدم الخير الذي هو فيترتب على هذا العدم فقده فقد الخير واسبابه وذلك هو الشر والالم. فاذا بقيت النفس على عدم كمالها الاصلي وهي متحركة بالذات لم تخلق لم لم تخلق ساكنة تحركت باسباب مضرتها والمها. فتعاقب بخلق امور فتعاقب بخلق امور وجودية يريد الله سبحانه تكوينها عدلا منه في هذه النفس. وعقوبة كلها وذلك خير من جهة كون وعدلا وحكمة وعبرة. وان كان شرا بالاضافة الى المعذب والمعاقب. فلم فلم يخلق سبحانه شرا مطلقا بل الذي خلقه من ذلك خير في نفسه وحكمة وعدل. هو شر نسبي اضافي في حق من اصابه. كما اذا انزل المطر والثلج والرياح واطلع الشمس كانت هذه خيرات نفسها وحكم ومصالح وان كانت شرا نسبيا اضافيا في حق من تضرر بها. وبالجملة فالكلمة الجامعة لهذا هي الكلمة التي اثنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ربها يقول والشر ليس اليك. فالشر لا يضاف الى من الخير بيديه. وانما ينسب الى المخلوق كقوله تعالى قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق فامره ان يستعيذ به من الشر الذي فيه من المخلوق. فهو الذي يعيذ منه وينجي منه. فاذا اخلى العبد قلبه من محبته والانابة اليه وطلب مرضاته واخلى لسانه من ذكره والثناء عليه وجوارحه من شكره وطاعته ولم يرد من نفسي ذلك ونسي ربه لم يرد الله سبحانه ان يعيده من ذلك الشر. ونسيه وقطع الامداد الواصل اليه منه كما قطع العبد العبودية والشكر والتقوى التي تناله من عباده قال الله تعالى لن ينال الله ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. فاذا امسك العبد عما ينال ربه منه امسك الرب عما ينال العبد من توفيقه. وقد صبح سبحانه بهذا المعنى بعينه بقوله تعالى اي نخلي بينهم وبين نفوسهم التي ليس لهم منها الا الظلم والجهل فقال تعالى ولا تكونوا كالبين نسوا الله فانساهم انفسهم. وقال تعالى اولئك الذين لم يردوا الله ان يطهر قلوبهم. فعدم فعدم ارادتهم وتخليته بينه وبين نفوسهم اوجب لهم من الشر ما اوجبه. فالذي الى الرب وبيديه ومنهم هو الخير. والشر كان منهم ومصدره واليهم كان فمنهم ابتدأت اسبابه بخذلان الله تعالى لهم تارة. وبعقوبته لهم به تارة. واليه من تات غابته موقوعة. فتأمل هذا الموضع كما فانه فانه يحل عنك اشكالات حارة فيها اكثر الناس ولم يهتدوا الى الجمع بين الملك والحمد والعدل والحكمة قال المسلك الثالث مسلك الرحمة فانها هي المسؤولة الشاملة العامة للموجودات كلها وبها قامت الموجودات هي التي وسعت كل شيء والرب وسع كل شيء رحمة وعلمه. فوصلت رحمته الى حيث وصل علمه. فليس موجود سوى الله تعالى الا وقد وسعته رحمته وشملته وناله منها حظ ونصيب. ولكن المؤمنون اكتسبوا اسبابا استوجبوا بها تكميل الرحمة ودوامها. والكفار اكتسبوا اسبابا استوجبوا صرف الرحمة عنهم الى غيرهم. فأسباب الرحمة متصلة دائمة لا انقطاع لها لانها من صلة الرحم والاسباب التي عارضتها من محلة زائلة لانها عادة عن اسباب الرحمة طارئة عليها واذا كان كل مخلوق قد انتهت اليه الرحمة ووسعته فلابد ان يظهر اثرها فيه اخرة. كما ظهر اثرها فيه اولا. وان اثر الرحمة ظهر فيه او اول نشأ ثم اكتسب ما يقتضي اثار الغضب. واذا ترتب على الغضب اثر عادة الرحمة فاقتضت اثرها اخر كما اقتضت اولا. لزوال المانع وحصول المقتل المقتضى في الموضعين. ومما يوضح هذا المعنى ان الجنة مقتضى رحمته ومغفرته. والنار من عذابه وهو مخلوق منفصل عنه. ولهذا قال الله تعالى نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. فقال اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم. وقال تعالى ان ربك لسريع العقاب وانه الغفور الرحيم. فالنعم موجب اسمائه وصفاته. واما العذاب فانما هو من مخلوقات مقصودة لغيرها بالقصد الثاني. فهو سبحانه ان اذا اذا قال فهو سبحانه اذا ذكر الرحمة والاحسان والعفو نسبه الى ذاته واخبر انه من صفاته. واذا ذكر العقاب نسبه الى افعاله ولم يتصف به فرحمته من لوازم ذاته وليس غضبه وعقابه من لوازم ذاته وهو سبحانه لا يكون الا رحيما. كما انه لا يكون الا حيا عليما قديرا سميعا. واما كونه لا يكون الا غضبان معذبا فليس ذلك من كماله المقدس. ولا هو مما اثنى به على نفسه وتمدح به. يوضح هذا المعنى انه كتب على نفسه الرحمة ولم يكتب وعليها الغضب وسبقت رحمته غضبه وغلبته ولم يسبقها الغضب ولا غلبها ووسعت وسعت رحمته كل شيء ولم يسع غضبه وعقابه كل شيء وخلق الخلق وخلق الخلق ليرحمهم يعاقبهم والعفو احب اليه من الانتقام. والفضل احب اليه من العدل. والرحمة اثار اثار عنده من العقوبة. والرحمة اثر عنده من العقوبة ولهذا لا يخلد في النار من في قلبه ادنى مثقال ذرة من خير. وجعل جانب الفضل الحسنة بعشر اثائها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وجانب العدل السيئة فيه فيه بمثلها وهي معرضة للزواج ايسر بشيء. وكل هذه ينفي ان يخلق خلقا لمجرد عذاب السرمد الذي لا قضاء له ولا انتهاك لا لحكمة مطلوبة الا لمجرد التعذيب والالم الزائد على الحد. فما قدر الله حق فما قدر الله حق قدره من نسب اليه ذلك. بخلاف ما اذا خلقهم يرحمهم يحسن اليهم وينعم عليهم واكتسبوا مغضبه واسخطه فاصابه من عذابه وعقوبته بحسب ذلك العاجل. الذي اكتسبوه ثم حل سبب العقوبة وزال وعاد الرحمة فهذا هو الذي يليق برحمة ارحم الراحمين وحكمة احكم الحاكمين. ومما يبين هذا ان الجنة يدخلها من لم يعمل خيرا ويدخلها من ينشئه الله تعالى فيها ويدخلها من دخل النار اولا ويدخلها الابناء بعمل الاباء واما النار فذلك كله مرتفع فيها ولا يدخلها من لم يعمل شر قط ولا ينشئ الله تعالى بها خلقا يعذبهم من غير الجم. ولا يدخلها من يدخل الجنة اولا ولا يدخلها الذرية بكفر الاباء وعملهم يدل على انها خلقت لمصلحة من دخلها لتذيب فضلاته واوساخه وتطهره من خبث ونجاسته كالشنكير الذي وخبث الجوال المنتفع المنتفع بها ولمصلحة من لم يدخلها ليردعها ذكرها والخبر يردعه قال ولمصلحة من ولمصلحة من لم يدخلها ليردعه ذكرها والخبر عنها عن غيره وظلمه وظلمه. فليست الدار ان عند الله سواء في الاسباب والحكم والمصالح سيأتي معنا الذي تكلم على الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في صواعقه بما اختصره الموصلي رحمه الله قال رحمه الله وتأمل قوله قوله الحق نسوا الله فنسيهم وقوله ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم كيف عدل فيهم كل العدل بان نسيهم كما نسوه المراد رحمه الله تعالى ان من نسي الله عز وجل عوقب بعقوبتين. العقوبة الاولى ان الله ينساه ومن نسيه الله عز وجل اي تركه تركه من معية التوفيق والحفظ تركه من ان يهدى الى الصراط المستقيم فهذه العقوبة الاولى العقوبة الثانية وهي سبب للعقوبة الاولى ان الله ينسيه حظ نفسه انسيه حظ نفسي فلا يدري فلا يدري باي واد يهيب ويسعى فيما فيه فساد نفسه وهلاكها زاعما ان ذلك هو حظها مصلحتها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار الى ان قال اذا شيك فلا انتقش اي انه لعماء قلبه انه لا يستطيع ان يزيل الشوكة التي وقعت في قدمه فهؤلاء الذين نسوا الله عز وجل عاقبهم الله عز وجل لان دساهم. وعاقبهم الله عز وجل بان انساهم مصالح انفسهم فعطلوها وليس بعد تعطيل مصلحة النفس اذا لم اذا لم يوفق قيل ما فيه مصلحة نفسه وقع فيما فيه فسادها لانه اما ان يسلك طريق الصلاح واما ان يسلك طريقا الهلاك وطريق الفساد قال الا الوقوع فيما تفسد به وتتألم بفوته غاية الالم قال ونحن في غاية في هذا المسلك عن غنية ان نقول ان تعذيبهم غير مصلحتهم اي هذا قول لبعض المبتدعة يقولون ان تعذيبهم غير مصلحتهم كما قاله غير واحد من ارباب المقالات كما حكاه عنه الاشعري قال فان هؤلاء حقيقة لم يثبت وجه المصلحة لهم في تعذيبهم بل ارسل القول بذلك ارسالا دون ان يبينوا وجه المصلحة في عذاب هؤلاء وكأنهم حابوا حول امر لم يمكنهم وروده وهو ان هؤلاء وان كانوا به مشركين ولحق جاحدين فانهم انما خلقوا على الفطرة السليمة التي يدين الله ولكن عرض لهم ما نقلوا منه حتى فسدت وبطل حكمها فصار الناقل لهم عنها والحاكم عليها العامل فيهم وهذا امر خارج عن مقتضى الخلقة واصل الفطرة كما جاء في الصحيح كل مولود يولد على الفطرة وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه سبحانه وتعالى يقول الله خلقت عبادي حذفاء كلهم اتتهم وانهم اتتهم الشياطين فاشتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما له ابو نزل به سلطانا وقوله ما من مولود لا يودع الفطرة فابواه يهودانه والى الصرار ويمجسانه فاخبر ان اصل ولادتي منشأتهم عن الفطرة وان التهويل والتنصير والتنجيس طارئ طرأ على الفطرة وعرض لها. واقتضى هذا العارض الذي عرض للفطرة امور استلزمت ترتب اثاري عليه بحسب قوتها وضعفها كالآلام والعقوبات المترتبة على ذلك من جنس الالام والعقوبات المترتبة على خروج البدء عن صحته بمعنى ان الانسان لما خلق على الفطرة السوية وخلقه الله عز وجل على الحديثية السبحة فلما خرج عن هذه الخلقة عن هذا الاصل وحال وحادة عنها اما بنفسه واما بمحيطه واما بالشياطين لان الشياطين تأتي العبد فتحيله من الحق الى الباطل والبيئة التي يحيط تحيط بالانسان ايضا تستطيع ان تغير طبع الانسان وتغير شيء من فطرته حتى تحيله الى الباطل والنفس الامارة ايضا قد تفعل ذلك فاذا وقع منه ذلك عوقب على هذا الاعراض بعقوبات والام كبد نسى الله فنسيه يعني بمعنى لو قال قال لماذا عذب الله هؤلاء يقول عذبهم لانهم اعرضوا عن دينه وتركوا ما خلقوا له والله سبحانه وتعالى خلقهم على الفطرة وخلقهم حلفاء وجعل نفوسهم قابلة للحق مطيعة له فلما اعرضوا كان ذلك كان ذلك الاعراض سبب لعقوبتهم والامهم. وقد مر بنا في اول هذا الكتاب ان ما ذكر بعضهم يقول لماذا يعاقب اول ما يعاقب تذكرون المسألة هذه وهي مسألة اول ما حرمانه التوفيق وتركه التوفيق على اي عقوبة وقعت يقول انسان مكلف اما بفعل اما فعل معدوم او بايجاد مما فعل معدوم او بترك منهي عنه فاذا لم يفعل ما امر به وما خلق لاجله عوقي بعد ذلك بالاثاب والمعاصي والمعايب لانه عندما خلق على الفطرة فترك الفطرة التي خلق عليها اللي ترك ما امر به وما خلق لاجله عوقب بان لم يوفق الى الحق ولزومه فصار مجوسيا يهوديا نصرانيا فلما وقع في المجوسي والنصراني واليهودية عوقب عقوبة اخرى يتألوا بسبيها فكل فكل فكل ذنب له عقوبة. اول العقوبات تقول عليه شيء على ترك ما خلق لاجله. انت خلقت لشيء فاذا لم تفعل ما خلقت له اتتك العقوبات بالوقوع في المعاصي المعصية سبب لماذا يفعل الانسان بالمعصية لانه ترك ما خلق لاجله فاذا وقع في المعصية جاءته عقوبة اخرى على على تلك المعصية. فهذا الذي اراده ابن القيم رحمه الله تعالى ان العقوبات منها ما يكون لترك ما خلق له ومنها ما يكون عقوبة على فعل فعله من المحرمات قال قال فالالام والعقوبات المترتبة على ذلك من جنس الالام والعقوبات المترتبة على خروج البدء عن صحته ووينما خلق على الصحة والاعتدال فاذا استمر كذلك لم يعرض له الم وكذلك القلب فطر على الفطرة الصحيحة فلما عرض له الفساد ترتب على ذلك العرظ اثر من الالام والعقوبات ولا ريب ان ذلك العارض ليس في اصل الفطرة بحيث يستحيل زواله بل هو بل هو بل وممكن الزوال والناس في زوال والسرعة والبطء فيه متفاوتون اعظم تفاوت فمين هم ازاي بمجرد الدعوة فحين دعي الى برج الفطرة اجاب واستجاب وكان مستقيما على طاعة الله وهذا بل وفقه الله جل من الناس انتكاس فطرته وزوال على الحق يحيى ويرجع الى الحق بمجرد ان يدعى الى الحق ويذكر بالحق الذي كان عليه فيعود ومنهم من توب ومنهم من توقف لقوة العار فاحتاج مع الدعوة الى موعظة تتظمن ترهيبه وترغيبه وبيدوب بقى لو غلبت عليه المادة الفاسدة تحتاج بعد ذلك للمجادلة ومنهم من كان عار انه اشد من ذلك فعدل معه من فعدل معه لاي شيء الى الجلاد والمحاربة. يعني عباس منهم من يدعى فيستجيب منهم من يحتاج مع الدعوة الى وعظ وترغيب وترهيب القسم الثالث بدون من يحتاج الى مجادلة ودفع الشبهات وبيان الادلة والبراهين منهم من يحتاج بعد الدعوة الى قتال وجلاد حتى يستقيم على دين الله قال فازال ذلك فازال ذلك فازال ذاك تلك المادة وعاد الفطر الى الفطرة هي صحتها ومنهم من كان فساد فطرته قد استحكم وتمكن فصار بمنزلة الصفة الثابتة فلم يكن بد من ان يحتمي عليه ليزول ليزول ذلك الخبث ويتخلص منه ويعود الى ما خلق عليه اولا ولهذا لما خرج خبث الموحدين من اهل الكباب بسرعة تعجل الخروج من الدار بمعنى من الناس بل يكون من اهل التوحيد ويكون فيه خبث في فطرته وطويته ولم تنفع معه الدعوة ولا الموعظة ولا الجدال ولا الجلاد فاحتاج هذا واشكاله الى اي شيء الى ان يعذب في النار حتى يزيل تلك تلك الرواسب الفاسدة وتلك الامراض الخبيثة بالقلب فكلما اسرع في زوالها تعجل الخروج من الدار وعادوا الى ما خلقوا عليه اولا من كبار الدشة وزوال موجب العذاب فلم يبق لهم مصلحة في التعذيب بعد ذلك وهذا يبين ان اهل النار يعذبون في النار لزوال موجب العذاب فاذا زال موجب العذاب منهم وهم اهل الكبائر خرجوا من النار قال واما المشركون فلما كان قد استحكى فيهم وصار كالهيئة والصفة استمروا في النار تحمى عليهم اشد الحظو لقوة ذلك الخبث ولزوبه له ومعلودة ولو فارقه في الدنيا وسنخبره لم يعذبوا فاذا فارقهم في الدار وانسلخوا منه زال موج العذاب فعمل مقتضى الفطرة عملوا وايدوا ذلك بوجوه. اي كانه يبين يميل الى ان الى ان المشركين والكفار من اهل النار انهم يحتاجون الى نكتة طويلة في النار حتى يزول حتى يزول من انفسهم ومن ابدانهم هذا الخبث الموجب للعذاب فمنهم من يلبس احقابا وهي مدد طويلة فاذا زال ذلك لم يبق العذاب سبب وهذا القول الذي قاله القيم ليس بصواب بل نقول ان الكفار والمشركين عذاب ابدي سرمدي لماذا لان موجب العذاب لا ينفك عنه وكفره وشرك بالله عز وجل وقول ابن القيم هدى ان النار تزيل هذا تقول الدار تعذب اهل التوحيد على قدر ذنبهم والا لو لم يكن معه التوحيد لمكث في الدار ايضا خالد ابدا الوجه الثاني يقول ان الله تعالى لم يخلق شيئا يكون شرا محضا من كل وجه من الوجوه فان هذا ليس بالحكمة بل ذلك لا يكون الا الا عددا محضا والعدم ليس بشيء والوجود اما خير محض واما خير غالب واما ان يكون فيه خير من وجه وشر من وجه يقول الله عز وجل لم يخلق شرا محضا من كل وجه للوجوه فان هذا ليس بالحكمة بل يقول ان الشر المحض لا يمكن وجوده لانه عدم عدم في خلق الله عز وجل فليس في خلق الله ما هو شر محض؟ ولا يوجد ذلك بمقتضى حكمته سبحانه وتعالى لكن يقال هذا فيه شر وهذا شره اغلب من خيره فابليس لعده الله فيه شر عظيم لكن في خلقه حكمة وفي خلقه خير عظيم ايضا من الحكم والخير الذي في خلق ابليس ان الله عز وجل يميز اهل الحق من اهل الباطل ويميز حزب الله عز وجل بالحزب الشيطان ولولا خلق ابليس لما تجلت معاني اسماء الله لعباده من اسماء الله التواب من اسماء الله الرحيم الرؤوف الودود وهذه المعاني لا تتجلى الا اذا وجد الذنب والمعصية ولو لم يخلق ربنا ابليس لما وجدت هذه الشرور التي تتجلى لها هذه المعاني. ايضا لو لم يخلق ابليس لم يوجد لم يوجد مع الاسم التواب فالله هو التواب واذا لم يعصي الخلق ربه لما تحقق هذا المعنى ولا بتجلى لعباده بعد الثواب الذي يقبل التوبة عن عباده وايضا لما لما حصل ما يحب الله بمحبة التوابين وهذا بعض الخير الذي لخلق ابليس لذا بيقول بل ذلك لكل عذبا محضا والعذب ليس بشيء والعدم ليس بشيء والوجود اما خير محظ واما خير الغالب واما ان يكون فيه خير بالوجه وشر بالوجه فابدأ ان يكون ان يكون شرا من كل وجه فهذا ممتنع ولكن قد يظهر ما فيه من الشر ويخفى ما في خلقي من الخير ولهذا قال تعالى للملائكة عندما قالوا اتجعل فيها بل يفسد فيها ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك اتجعل في من يسيء ويسفك الدماء ويروح يسبح حبه يقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون فتأمل الملائكة لم تطلع على الخير الذي في خلق ادم وذريته. وانما اطلعت على الشر الذي كان فيه من قبله اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء لانهم لم يروا ادم قبل ذلك وانما قاسوا على من سكن الارض قبل ادم وهم الجن الى الجن وقيل سكنوا الارض فافسدوا واهلكوا الحرث والدسر ابن القيم ذكر في الوابل الصيب فائدة قال ولما كان الناس على ثلاث طبقات طيب لا يشمل الطيب طيب لا يشيله خبث وخبيث لا لا طيب فيه واخرون فيهم فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان كانه يميل اللي كانه رجع القوم في هذا الدار ودار لمن معه خبث وطين وهي الدرجة تبدأ وهي دار العصاد فانه لا يبقى في جهنم وحيد احد فاذا عذوا بقدر جزاءهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض هذا بابه الوابل الوابل الطيب الوابل الصيب من الكلم الطيب. هذا كلامه رحمه الله. هذا يدل عليه شيء على انه رجع لهذا الذي ذكره لنا ثم قال يقول فاذا كانت الملائكة مع قرب من الله تعالى باسماء وصفاته وما يجب له يبتلع عليه لم تعلم حكمته سبحانه وتعالى في خلق من يفسد كما يعلمها الله بل هو سبحان متفرد بالعلم الذي لا يعلمونه فالبشر اولى بالا يعلموا ذلك فالخير كله في يد الرب والشر ليس اليه ولذا تقول ليس في اسماء الله شر وليس في صفات الله شر وليس في افعال الله شر والشر لا ينسب اليه اسما ولا ينسب اليه صفة ولا ينسب اليه فعلا وانما الشر في مخلوقاته ومفعولاته ومخلوقاته ومشغولاته ايظا ليس فيها شر النحر يكون فيها شرب الوجه وخير بالوجوه فلا يدخل في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله وان دخل في مفعولاته بالعرظ لا بالذات اي بالعرب بمعنى انه انه ليس محضا ليس محضا فدي آآ يقال بالعرض لا بالذات اي انه شر عارض وليس ذاته شر محض وبالقصد الثاني قال الاول دخولا اضافيا اي بقصدها ليس ليس المقصد الشر الذي فيه لا الاول دخول اضافيا اي الشر اضافي. ودخوله اظافيا عند الله خالق كل شيء قال واما الخير فهو داخل في اسمائه وصفاته وافعاله ومفعولاته بالذات والقصد اي ان الله قصر الخير وهو يضاف الى الله الى ذاته فالشر انما يوصف به مفعوله لا فعله وفعله خير محض وهذا من معاني اسمائه المقدسة. كالقدوس والسلام المتكبر فالقدوس يتقدس عن كل سوء وعيب. هذا معنى القدوس ان يتقدس عن كل سوء وعيب وكذلك السلام وكذلك المتكبر قال ميمون تكبر عن كل سوء تكبر على السوء السيئات فلا يصدر منه الا الخير والخيرات كلها منه فهو الذي يأتي بالحسنات ويذهب بالسيئات. ويصلح للفاسد ولا يفسد الصالح بل ما افسد الا فاسدا واذ كان ظاهر الذي يبدو للناس صالحا فهو يعلم بانه ما لا يعلم عباده والمقصود ان الشرور هي العداب ولوازمها. فالشر ليس الا الذنوب الشر ليس الا الذنوب وموجباتها وسيئات الاعمال وسيئات الجزاء وهي مترتبة عليه شيء على عدم الاباء والطاعة وموجباتها. فاذا اراد الله بعبده الخير اراد بنفسه سبحان يوقفه له ان يوفقه له ويعيده عليه فيوجد به فيترتب له عليه من الامور الوجودية ما فيه صلاحه وسعادته فاذا لم يرد الله به خيرا لم يرد من نفسه ان يعيده ويوفقه فيبقى مستمرا على عدم الخير الذي هو الاصل فيترتب على هذا العدم فقد الخير واسبابه وذلك والشر والالم. اذا الشر الاول ان يفقد محبة الخير العبري بتحصيله فاذا فقد الخير ولم يعمل به كان ذلك اول الشر الذي نزل به فاذا اتبع ذلك بفعل السيئات كان ذلك عقوبة اخرى على عقوبته الاولى ثم تأتي العقوبة الثالثة وهي جزاء على تلك الذنوب والمعاصي فاذا بقيت النفس على عدد كمالها الاصلي وهي متحركة بالذات لم تخلق ساكنة هي النفس بطبيعتها متحركة هي لم تخلق ساكنة تحركت في اسباب اذا لم تتحرك النفس لاسباب سعادة وصلاحها ولا بيوفقها ربنا لذلك تحركت في اسباب المها وشقائها وفسادها في اسباب مضرتها والم يتعاقب فتعاقب بخلق امور وجودية يريد الله سبحانه عدلا منه في هذه النفس وعقوبة لها وذلك خير من جهة كونه عدلا وحكمة وعبرة. اي للخير في هذه اولا ان هذا بالعدله لما ترك ما خلق له عوقب ليتسعى فيما لا يصلح فيما فيهم فساده. هذه اولا ثانيا من باب العظة ان يتعظ غيره اذا رآه وما وصل اليه حاله فهذا من الاسباب هذا من الحكمة وايضا حكمته تتجلى لعباده المؤمنين قال وان كان شرا بالاضافة للمعذب والمعاقب فلم يخلق فلم يخلق سبحانه شرا مطلقا. اي ان هذا الشر شر اضافي بالنسبة لهذا المخلوق شر. لكن بالنسبة لنا عندما ذر ذلك العاصي يعاقب هو خير للعبادة يحصل به الاتعاظ والاعتبار وان الله انتقب لنا بشره فلم فلم يخلق سبحانه شرا بطلا بل الذي خلق من ذلك خير في نفسه وحكمة وعدل وهو شر نسبه يضعفه في حق من اصاب كما اذا انزل المطر الثلج والرياح واطلع الشبكات هذي خيرات في نفسها وحكم وصالح وان كانت شرا قد ينزل الثلج بيسقط بيوت ويهدم منازل ويسود بطرق هذا شر بالنسبة لهؤلاء لكن بالنسبة لعيوب الخلق هو تخيل البقر ينزل ويحصل به من الخير ما الله به عليم. لكن فيه ايضا الشر يتضارب به بعض الناس فالشغلة في البطر هو هل هو بحر؟ يقول شر نسبي واضافي الى من لحقه قال وبالجملة فالكلمة الجابة لهذا هي الكلمة اثنى بها وسلم على ربه حيث قال والشر ليس اليك. اذا متى يضاف الشر الى الله عز وجل يضاف الى الله في عيوب خلقه من شر ما خلق بيدخل الشر في مخلوقات الله الجنة هذا اولا ويدخل ايضا حذف فعله وانت لا يدري اشر اريد من في الارض؟ ام اراد بهم؟ ربهم رشدا اداب مع الله عز وجل يقول اشر اراد بهم الله وانما قال اشر اريد بمن في الارض شرط واطلقوا واطلقوا قال وانما ينسب الى المخلوق كما قال تعالى قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق دخل الذي اشر باي شيء؟ الشر مضاف الى المخلوق من شر ما خلق فالشر اصبح مضاف الى المخلوق فامر يستعيذني من الشر الذي في المخلوق هو الذي يعيذ منه وينجي منه فاذا اخلى العبد فاذا اخلى العبد قلبه بالمحبة والادابت اليه وطلب مرضاته واخلى لسانه بالذكر والثناء عليه وجوارحه من شكره وطاعته ولا بيرد من نفسه ذلك ونسي ربه لم يرد الله سبحانه ان يعيذه من ذلك الشر ونسيوا كما نسي وقطع الامداد الواصل اليه. كما قطع العبد العبودية والشكر اليه والتقوى التي تناله بالعبادته الى كقوله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينال التقوى بكم فهذا الذي يريده الله عز وجل عباده ان يتقوه وان يعبدوه فاذا امسك العبد عبه ينال ربه منه امسك الرب عما ينال العبد من توفيقه امسكت عن طاعة الله وامسكت عبا يحب الله العقوبة يمسك ربنا عنك توفيقه وهدايته واذا امسك الله عنك التوفيق والهداية تخبطت في ظلمات الشهوات والشبهات قال تعالى ونذرهم في طغيانهم يعبهون. لماذا لانهم امسكوا عما يحبه الله فامسك الله عنه توفيقه وهدايته فنخلي بينه وبين نفوسهم التي ليس لهم منها الا الظلم والجهل قال تعالوا لا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم وقال تعالى اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم. فعدم ارادة تطهير وتخليته بينه وبين نفوسهم اوجب لهم من الشر ما اوجبه فالذي لا الرب بيديه منه هو الخير والشر كان منه الشوكة من المخلوق ويعوق عليه بالشر الذي تلبسوا به وابتدأت اسبابه بخذلان الله تعالى لهم وبعقوبته لهم به تارة واليه انتهت غايته وقوعه فتأمل هذا الموضع كما ينبغي فانه يحل عنك اشكالات حارة في اكثر الناس ولم يهتدون الجمع بين بين الملك والحد والعدل والعدل والحكمة المسلك الثالث مسلك الرحبة والله تعالى اعلم