الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين قال المختصر رحمه الله تعالى فاما الجبرية فعندهم لا حقيقة للظلم الذي نزه الرب نفسه عنه البتة بل هو المحال لذاتي الذي لا يتصور وجوده. وكل ممكن عندهم فليس بظلم. حتى انه لو عذب رسله انبياءه واولياءه ابد الابدين وابطل جميع حسناتهم وحملهم وحملهم اوزار غيرهم وعاقبهم عليها واثاب اولئك على غيرهم وحرم ثوابها لفاعلها لكان ذلك عدلا محضا. فان الظلم من الامور الممتنعة لذاتها في حقه وهو غير مقدور له. بل هو كقلب المحدث قديما والقديم محدثا. واحتج هؤلاء بان الظلم والتصرف غير الملك او مخالفة الامر. قالوا ويدل على هذا الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اصاب عبدا قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك. عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك وانزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانه فرحا قالوا يا رسول الله بلى نتعلمهن؟ قال بلى ينبغي لمن سمعهن ان يتعلمهن. واخبر ان جميع اقضيته في عبده عدل منهم. وهذا يعم قضاء المصائب المعايب وقضاء العقوبات على الجرائم. ولهذا قال العارفون بالله كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل. ولهذا قال اياس بن معاوية ما انا ظرت بعقلي كله الا القدرية. قلت لهم ما الظلم؟ قال وان تأخذ ما ليس لك. قلت فلله كل شيء. وقال عمران ابن حصين رضي الله عنه بابي الاسود الدؤلي ارأيت ما يكدح الناس اليوم ويعملون فيها شيء قضي عليهم ومضى من قدر قد سبق او فيما يستقبلون فيما اتاهم به نبيهم فاخذت فاخذت فاخذت عليهم فاخذت عليهم به الحجة. قال فهل يكون ذلك ظلما؟ قال ففزعتم من ذلك ففزعا شديدا قلت انه ليس شيء هو الا وهو خلق الله وملك يده. ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون. فقال سددك الله اني والله واني والله ما سألتك الا ليحرز عقلك. قالوا ويكفي هذا قول الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وقالوا ونحن نرى في شهد ان السيد اذا مكن عبيده من الفساد وانواع القبائح والشرور وسفك بعظهم دماء بعظ واخذ بعظ واخذ بعظ اموال بعظ وهو قادم وهو قادر على منعهم وكفهم على ذلك فلم يفعل بل خلى بينه وبين ذلك ومكنهم منه واعانهم عليه واعطاهم اسبابه ثم عاقبهم على ذلك كان ظالما لهم. والله تعالى قد فعل ذلك بعبيده وهو اعدل العادلين وليس بظلام للعبيد. فعلمنا ان الظلم المنزه عنه هو المحال وانه غير مقدور واصحاب هذا القول انما نزهوا الله عني المستحيل لذاته الذي لا يتصور وجوده. ومعلوم ان هذا التنزيه يشترك فيه يشترك فيه كل احد. ولا يمدح به اصلا فانه لا مدح في في كون الممدوح منزها عن الجمع بين النقيضين. والله تعالى قد تمدح بعدم الظلم وانه لا يريده وحال يتمدح بكونه لا يريد الجمع بين النقيضين وانه لا يريد قلب الحادث قديما ولا قلب القديم حادثة. ولا جعل الشيء موجودا معدوما في ان واحد وايضا فانه سبحانه قال ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما. قال المفسرون من السلف قاطبة والخلف او ظلم ان يحمل اي يحمل عليه اي يحمل عليه سيئات غيره. والهضم ان ينقص من حسنات ان ينقص من حسناتنا عمل وعند الجبرية ان هذا لو وقع لم يكن ظلما. ومن المعلوم ان الاية لم ترفع عنه خوف المحال لذاته. وانه لا يخاف الجمع بين النقيضين وانه لا يخاف ذلك ولو اتى بكل كفر واساءة. فلا يجوز تحريف كلام الله بحمله على هذا فان الخوف من الشيء يستلزم تصور وجوده وامكانه. وما لا يمكن وجوده يستحيل خوفه. وايضا فانه لا يحسن ان ينفي ان ينفى الجمع بين النقيضين في السياق الذي نفى الله فيه ظلم. كقوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد. فلا يحسن بوجه ان يقال عقب هذه الجملة وما ربك بجامع للعبيد بين الوجود والعدم في ان واحد وانما الظلم المنفي هو خلاف ما اقتضى قوله من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها. وكذلك قوله ولا تظلمون فتيلا ولا يظلمون نقيرا ولا يظلمون شيئا اي لا يترك من اعمالهم ما هو بقدر الفتيل والنقيل فيكون ظلما. وعند الجبرية يجوز ان يترك ثواب جميع ماله من اولها الى اخرها بغير سبب يقتضي تركها الا مجرد المشية والقدرة. ولا يكون ذلك ظلما. وكذلك قوله وما ما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم. يبين انه لم يعاقبهم بغير جرم فيكون ظالما لهم بل عاقبهم بظلمهم انفسهم والمعنى عند الجبرية انا تصرفنا فيهم بقدرتنا ومشيئتنا وملكنا فلم نظلمهم فلم نظلمهم وان كانوا مؤمنين محسنين وليست الاعمال والسيئات والكفر عندهم اسباب للاهلاك ولا مقتضية لهم. وانما هو محض المشيئة. والقرآن يكذب هذا القول ويرده. فقوله فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. وقوله فبما نقظهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق. وقولهم هنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا. وقوله فاخذهم الله بذنوبهم. فاهلكناهم بذنوبهم مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا ووقع القول عليهم بما ظلموا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. والقرآن مملوء من هذا الظلم الذي اثبته الله لهم وجعله نفس فعلهم وسبب هلاكهم نفوه. وقالوا ليس هو من فعلهم ولا سبب اهلاكهم. وظلم الذي نفاه عن نفسه وهو وهو عقوبتهم بلا سبب اثبتوه له وقالوا ليس بظلم فانه مقدور ممكن. فنزهوه عما عابهم به ووصفوه بما نزه نفسه عنه واعتقدوا بذلك انهم به عارفون ولاهل السنة ناصرون. ولا يليق به سبحانه ان ينفي عنه الجمع بين النقيضين. فان ما لا يمكن تعلق القدرة به لا يمدح لا يمدح الممدوح بعدم ارادته. وانما يكون وانما يكون المدح بترك ما يقدر الممدود على فعله وتركه تنزيها عن فعله فكيف يمدح الموات بترك الافعال القبيحة؟ وكيف يمدح الزمن بترك طيرانه الى السماء؟ وايضا فانه سبحانه يمدح نفسه بتحريم الظلم على نفسه كما في الحديث الالهي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فهذا التحريم لا يجوز ان ان يكون لما هو في نفسه غير غير مقدور بوجه اذ يكون معنى ذلك اني حرمت على نفسي اني اخلق مثلي او اجمع بين النقيضين او اقلب القديم حادثا والحادث قديمة ونحو ذلك من الممتنع لذاته. وهذا لا يجوز ان ينسب التكلم به الى احد العقلاء فضلا عن رب العالمين. وغاية ما يقال في تأويل ذلك على هذا القول بعد تحسين العبارة وزخرفتها اني اني اني اخبرت عن نفسي ان ما لا يكون مقدورا او يكون او يكون مستحيلة لا يقع مني وهذا مما يقطع من له فهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم انه غير مراد وانه يجب تنزيل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عن ارادة هذا المعنى الذي لا يليق التمدح والتعرف الى عباده بمثله. فان قيل حاصل هذا انه لا لا يعقل التمدد بترك ما يستحيل وقوعه وهذا فاسد. فقد حمد سبحانه نفسه وتمدح بعدم اتخاذ الولد وعدم الشريك والولي من الذل. وهذه الاشياء مستحيلة في حقه فهكذا حمد نفسه على تنزهه من الظلم وان كان مستحيلا غير مقدور. قيل الفرق بين ما هو محال لذاته في نفس الامر وبين ما هو ممكن او واقع لكن يستحيل وصف الرب به ونسبته اليه. فالاول لا يتمدح لا يتمدح به بل العبد لا يرضى ان يمدح نفسه به. فلا يتمدح عاقل بانه لا يجمع بين النقيضين ولا يجعل الشيء متحركا ساكنا. واما الثاني فانه ممكن واقع لكن يستحيل اتصاف بمن له الكمال المطلق به كالولد والصاحب والشريك فان فان نفي هذا من خصائص الربوبية فنفى سبحانه عن نفسه ما هو ثابت لخلقه وهم متصفون به من منافاته لكماله. كما نزه نفسه عن عن السنة والنوم واللغوب والنسيان والعزم والاكل والموت وغير ذلك مما هو مستحيل عليه ممتنع في حقه. ولكنه واقع من العباد. فكان في تنزيه عنه ما يبين انفراده بالكمال وعدم لخلقه بخلاف ما لا يتصور وقوعه في نفس الامر وهو مستحيل في نفسه. كجعل المخلوق خالقا. وجعل الخالق مخلوقا. فان هذا لا مدحوا سبحانه بنفيه ولهذا لا يتمدح مخلوق به فضلا عن الخالق يوضحه ان ما تمدح به سبحانه هو من خصائصه التي لا يشركه احد وسلب فعله المستحيل الذي لا يدخل تحت القدرة ولا يتصور وقوعه ليس من خصائص ولا هو كمال في نفسه ولا يستلزم كمالا فاذا مدح نفسه بكونه لا يجمع بين النقيضين كان كل احد مشاركا له في هذا المدح. بخلاف ما اذا مدح نفسه بكونه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يموت ولا ينسى ولا يخفى عليه شيء ولا يظلم احدا. وهو سبحانه يثني على نفسه بفعل ما لو ترك ما لا وهو سبحانه يثني على نفسه بفعل ما لو ترك كان تركه نقصا. وبترك ما لو ما لو فعل كان فعله نقصا. وهذا لا حقيقة له عند الجبرية والاعتبار عندهم بكون المفعول والمتروك ممكنا فقابلتهم القدرية فجعلوا الظلم الذي تنزه الذي الذي تنزه سبحانه عنه مثل الظلم الذي يكون من من العباد وشبهوا فعله بفعل عبيده. فتسلط عليهم الجبرية بانواع المناقضات والمعارضات. وكان غاية ما عند كل واحد من مناقضة الاخر وافساد قوله فكفوا اهل السنة مؤنتهم. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال فيما ذكره الجبرية قال تأمل الجبرية في مسألة حقيقة الظلم. ما هو الظلم الذي نفاه ربنا عن نفسه؟ فذكر قول المعتزلة واتبعه بقول الجبرية اما الجبرية عندهم ان الظلم حقيقته او حقيقة الظلم الذي نزه ربنا نفسه عنه والمحال لذاته فالمستحيل لذاته الذي لا يتصور وجوده. اذا الظلم عند الجبرية هو الممتنع الذي لا يمكن وجوده او لا يتصور وجوده. وكل ممكن عندهم فليس بظلم وعلى هذا قالوا لو عذب الله انبيائه وعذب الله رسله اثاب الفجرة والكفرة لم يكن ذلك ظلما. لان هذا لان هذا ممكن ووجوده ممكن. فاذا كان ممكن تريس هذاك بظلم. اذا قصر الظلم على اي شيء المستحيل. المستحيل لذاته الممتنع لذاته كما سيأتي ايضاحه. فقالوا بل هو المحامي ذاتي لا يتصور وجوده وكل ممكن عندهم فليس بظلم. حتى ولا كأنه لو عذب رسل انبياء واولياء ابد الابدين وابطل جميع حسناتهم وحملهم وحملهم اوزار غيرهم وعاقبهم عليها واثاب اولئك على طاعات غيرهم وحرم ثوابها لفائدة كان ذلك عمدا لكان ذلك عدلا محضا. فان الظلم من الامور الممتنعة لذاتها في حقه وهو غير مقدور له بل هو كقلب المحدث قديما والقديم بمعنى كان يخلق الها غيره. قال هذا ممكن مستحيل لا يكون فهذا الظلم الذي يمتنع ان يجد بين النقيضين قالوا ايظا هذا مستحيل بان يجعل المتحرك المتحرك ساكن في نفس الوقت قالوا هذا مستحيل فالظلم ان يفعل به ذلك. اذا انقصر هؤلاء او ضلع اي شيء قالوا الظلم والمستحيل. فما كان مستحيلا لا يمكن وجوده فهو الظلم. واما ما امكن وجوده وليس فان فعله ليس ظلما. فان فعله ليس ظلما. واحتجوا بقوله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ارجو ايضا بان الله لو عذب خلقه لعذبه غير ظالم لهم مع ان قوله هو غير الظالم لهم تبطل ما احتجوا به لان الله عندما يعذب هؤلاء الذين عذبهم يعذبهم وهم مستحقون ذلك العذاب. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لو ان الله عذبني انا وابن مريم على هاتين لعذبنا وغير ظالم على كلام الحديث بمعنى ان الانسان اما ان يفعل واجب اما ان يترك واجبا واما ان يفعل محرما ففعل محرم يستوجب العقاب وترك الواجب ايضا يستوجب العقاب. فهؤلاء الجبرية هؤلاء الجهمية قالوا ان الظلم هو ان تتصرف هو هو ان هو ان هو قال الظلم هو المحال ذاته الذي لا يتصور وجوده واحتج هؤلاء بان ظلم التصرف في غير الملك او مخالفة لهم قالوا ويدل على هذا الحديث الذي رواه احمد عن مسعود رضي الله تعالى عنه قال وسلم ما اصاب عبد ما اصاب ما اصاب عبدا قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت بي في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع صدري ونورا ربيع قلبي نور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانه وفرحا. قالوا يا رسول الله افلا نتعب؟ قال بلى ينبغي لمن سمعهن لمن سمعهن ان يتعلمهن الحديث واسناده ايضا فيه فيه ضعف. قالوا فاخبر ان جميع اقضيته في عدل منه وهذا حق. يقول جميع ما يقضيه ربنا في عباده فهو حق. وهو عدل وليس في افعال الله ظلم. وليس في بقدر الله ظلم بل ربنا سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل لكمال علمه ولكمال عدله ولكمال حكمته ان ستسأل الذي يسأل عن فعله الذي هو قاصر في في حكمته وقاصر في علمه وقاصر في قدرته. اما ربنا سبحانه وتعالى فله الحمد كله وله المحامد كلها وله وله الحكمة البالغة وله العلم والقدرة فهو يعلم ما يفعل وافعاله صادرة عن حكمة بالغة له سبحانه وتعالى. فجميع ما يقضيه لعباده عدل وليس فيه ظل البتة. ولذا لا يعذب محسنا ولا ولا يعاقب محسنا. ومن عذب فانما يعذب بالعدل فالناس بين فضله وبين عدله فالمنعم ينعم بفضل الله عز وجل والمعذب المعاقب يعذب ويعاقب بعدل الله عز وجل. قال فاحتجوا بهذا الحديث ليس فيه حجة لهم. لان الله كله عدل ولا ظلم فيه البتة. قال قال وهذا يعم قضاء المصائب وقضاء المعايب وقضاء العقوبات على الجرائم ولهذا قال كل كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل ولهذا قال اياس بن معاوية ما ناظرت بعقلي كله الا القدرية. قلت له ما الظن؟ قالوا ان تأخذ ما ليس لك. قلت فلله كل شيء قال بمعنى انه اذا كان له كل شيء فهو يتصرف فيه كيف يشاء ومع ذلك قلنا ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. واذا كان الامر كله الا وكل شيء لله عز وجل فانه فانه سبحانه وتعالى مع ذلك كله لا يظلم احدا ولا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعف ويأتي اجرا عظيما سبحانه وتعالى. ولذا قال عمران بن حصين لابي الاسود الدؤلي ارأيت ما يكدح اليوم ويعملون فيه اشياء قضي عليهم بمعنى هل ما يكدح فيه الناس ويعملونه اامر قضي وفرغ او هو امر يستأني ان يبتدئونه. لا شك ان الامر قد فرغ منه. وان الاقلام جفت. وان المقادير قدرت واننا نسير ونمشي في اي شيء في قدر الله عز وجل فكلنا كلنا يمشي ويجد ويسعى فيما خلق له وكلنا ميسر لما خلق له. فقال ابو الاسود فقال له ارأيت ما يكدح الناس اليوم ويعملون فيه اشياء قضي عليهم ومضى من قدر قد سبق او فيما يستقبلون قال قال فيما قال او فيما يستقبلون فيما اتاهم به نبيهم فاخذ عليهم الحجة قال فهل يكون ذلك ظلما يقول يعني بمعنى هل الناس يكدحون ويعملوا في امر قد فرغ منه او في ان يستقبلونه فيما اتوا بالحجة قال فهل يكون ذلك ظلما؟ بمعنى انه يعذب على شيء قد كتبه عليهم. يقول ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت له انه ليس شلة الا وهو خلق الله. وملك يدي ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون. فقال سددك الله اني والله ما سألتك الا لاحزر عقلك. في بعض النسا قال لاحرز تقديم الراء على الزاء او ليحذر اي اعرف وامتحن عقلك. لاحذر عقلك. قالوا يكفي في هذا قوله تعالى لا يسأل وعما يفعل اذا احتجوا احتج الجميع باي شيء بهذه الاثار وبقوله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ونحن نرى في الشاهد ان السيدة تمكن عبير من الفساد وانواع القبائح والشرور وسكك بعضهم دماء بعض واخذ بعض واخذ بعض اموال بعض وهو قال على منعهم وكفهم عن ذلك فلم يفعل بل خل بينه وبين ذلك ومكنهم منه واعانهم عليه واعطاهم اسبابه ثم عاقهم على ذلك كان ظالما لهم والله الله تعالى قد فعل ذاك بعبيده وهو اعدل العادلين وليس عبيد. فعلمنا ان الظلم المنزه هو المحال لذاته. وانه غير مقدور هذا حجة من الجبرية. وهي حجة فاسدة باطلة. قال واصحاب هذا القول انما نزه الله عليه على المستحيل الذي لا وجود له. كالجبل المستهل ذاته الذي لا يتصور وجوده ومعلوم ان هذا التنزيه التنزيه يشترك فيه كل واحد لو قيل ان الناس كلهم لا يظنون بهذا المعنى لصدق انهم كذلك لان الانسان لا يستطيع ان يفعل مستحيلا ولا يستطيع ان يجمع بين قيظين فيقال ان الناس كله ايظا لا يظلمون بهذا المعنى ولا شك ان هذا ليس مدحا يمدح به ربنا وتعالى ولا يمدح به اصلا. فانه لا مدح في قول الممدوح منزها عن الجبهين النقيضين. اي ليس هذا مدحا واذا كمن كمن يمدح الله بالعدم ويقول ان الله ليس ليس بشيء وان الله عز وجل لا يسمع ولا يبصر تنزيهه يقول انت لم تمدح وانما وان تنقصته حيث شبهته بالعدم. بينما الذي الذي اثبت له السبع والباص. وان زعمت انه مشبه فقد شبهه بحي موجود لا شك ان التشبيه بالحي الموجود اعظم واولى واكمل من التشبيه بالعدم. قال هنا فانه لا مدح في كونه الممدوح منزه الجمع النقيضين والله تعالى قد تمدح بعدم الظلم وانه لا يريده. ومحال ان يتمدح بكونه لا الجبل النقيضين ليس هذا ليس هذا بمدح وليس هذا مما يمدح او مما يمدح به ربنا. وانه لا يريد قلب الحادث قديما ولا قلب القديم حادثا ولا جعل الشيء موجود معدوما في ان واحد معدوم موجود في وقت واحد لا يمدح به لا يمدح به من نفى ذلك عن نفسه. قال وايضا فان الله سبحانه يقول ومن يعبد الصالحات فلا يخاف ظلما ولا هضما ولا شك ان لا تدل على ان المؤمن والعامد سواء مؤمن او فاسقا لا خافوا ان يضربه ربه. ومع ذلك ليزيد عليه سيئة لم يفعلها. او يهضمه ويمنعه حسنة قد عمله ولو كان المراد الممنوع المستحيل لما حصل المدح بذلك لانه قال قال المفسرون الظلم ان يحمل عليه سيئات غيره والهضم ان ينقص من حسنات من حسن ما عمل. وعند الجبرية ما هو هنا؟ ان هذا لو وقع لم يكن ظلما اي لو عذب هذا ونعم هذا لم يكن ظالما. ومن المعلوم ان الاية لم ترفع له كن محال لذاتي المحال لذاتي لا يخاف الانسان لانه لا وجود له اصلا ولا يمكن ايجاده. فكيف يخاف شيء؟ لا يوجد. وانه لا يخاف الجمع النقيضين فانه لا يخاف ذاك ولو اتى بكل كفر واساءة بمعنى لو اتى بجميع انواع الكفر وبجميع انواع الذنوب لم يخف ان يجمع الله بين النقيضين ولم يخف ايضا ان ان يمتنع في حقه المستحيل لان هذا لا يكون فهو لا يخافه قال فلا يجوز تحريف كلام الله بحمله على هذا فان الخوف من الشيء يستلزم تصور وجوده وامكانه الخوف من الشيء انت طبيعة الانسان لا يخاف من شيء الا وهو ممكن الوجود. اما الذي لا وجود له ليس له ما ما يجب الخوف به او منه. وايضا انه لا يحسن ان ينفي الجمع النقيضين في السياق الذي نفى الله فيه الظلم كقوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد فلا يحسب وجه من الوجوه ان يقال عقيد هذه الجملة. وما ربك بجانب العبيد بين الوجود والعدم؟ في ان واحد. هذا لا يقوله لا يقوله عاقل وانما الظلم المنفي هو خلاف مقتضاه قوله تعالى من عمل صالحا لنفسه ومن اساء فعليها بمعنى انت تثاب على حسناتك يعاقب على سير فلا تخاف ان يظلمك ربك فيحملك ذنبا لم تعمله. او يهضمك حسنة قد عملتها ولذا قال تعالى ولا تظلمون فتيل. الفتيل الذي هو الخيط الرقيق الذي يكون في النواة لن تظلم قدره ولن يظلمك الله ولا بتقال ذرة ولا يظلمون نقيرا ولا يظلمون شيئا اي لا يترك من اعمالهم ما هو بقدر الفتيل والنقيب هي النقطة اللي تكون في النواة هذا القدر الصغير لا يتركه الله لك من الحسنات. وعند الجبرية يجوز ان يترك ثواب جميع اعمالهم يعني بمعنى عند الجبرية ان الله يترك جميع اعمال العباد ولا يثم عليه ولا يكون بذلك ظالما لانه لان هذا ممكن وكل فليس بظلم. قال وعند الجبر يجوز ان يترك ثواب جميع مال من اولها الى اخرها بغير سبب يقتضي تركها الا مجرد المشيئة والقدرة. فيعذب من شاء ويثيب من شاء. ولا يكون ذلك ظلما. والله يقول وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الطالبين وقال وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم يبينوا لم يعاقبوا بغير جرم فيكون ظالما لهم بل عاقبهم بظلمهم انفسهم انى تصرف ان تصرفنا به فيهم بقدرتنا ومشيئتنا وملكنا فلم نظلمهم وان كانوا مؤمنين محسنين ولا شك ان هذا من اعظم التنقص لله عز وجل. اما ما ذكروا ان لو سيدا وكان عنده عبيد ومكنهم من ان يظلم بعضهم بعضا. نقول الله سبحانه وتعالى خلق عباده ليبتليهم. وليمحصهم وجعلهم مشيئة. وجعلهم قدرة. ولم يتركهم هملا بل ارسل اليهم رسلا وانزل عليهم كتبا يأمرون بالمعروف وينهونهم عن المنكر وحرم كل ما حرم عليهم من سفك الدماء واكل اموال الناس وسيعاقب يوم القيامة القاتل على قتله على قتله والسارق على سرقته والظالم على ظلمه فهنا نقول هذا هذا الذي هذا شرع الله عز وجل اما مشيئة الله وقدر الله عز وجل فلا بينه وبين الشرع لا يتعارض بين الشرع وبين المشيئة. الله شرع لنا شرائع وامرنا بها ثم بعلمه السابق علم فمن سيجيب وعلم من سيظل وعندما علم ذلك ربنا اي علم ذلك سبحانه وتعالى جعلنا قدرة ومشيئة ويعاقبنا على مشيئتنا وعلى افعالنا وليس على ما شاءه لنا ولا على ما قدره لنا ولا على ما خلقه فينا وانما نعذب ونجازى على اعمالنا واقوالنا وافعالنا. وهذا سيأتي جوابه عن كما سيذكر ابن القيم. قال بعد ذلك والقرآن يكذب هذا القول ويرده اي قول من قال ان الظلم هو ايش؟ المستحيل والممتنع لذاته. قال تعالى فبظلم الذين حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. وقوله تعالى فبما نقضهم ميثاقهم وكفر بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا. فقوله فاخذهم النابض ذنوبهم كل هذا بايش؟ ان الله عاق باي شيء لم يعاقب ولم يذكر ربنا في كتابه ولا رسوله في سنته ان الله عاقب احد بغير ذنب. فكلا اخذنا بذنبه. كلا اخذنا بذنبه. فاخذه الله بذنوبهم فاهلكناهم بذنوبهم مما خطيئات اغرقوا ووقع القول بما ظلموا وما اصموا فما كسبت ايديكم ولم يأت ولا في اية واحدة ان الله يعذب عباده على شيء لا يوجب ذلك بل لا يعذب يعذب ولا يدخل النار داخل الا وقد اعذر من نفسه. بل حتى اهل النار اذا دخلوا النار يدخلون وهم يعلمون انهم مستحقون لها وانه لا عذر لهم عند الله. فالظلم الذي اثبته الله لهم وجعله نفس وجعله نفس فعلهم وسببها لكن ليس هو من فعل ولا سب لهلاك والطول الذي نفاه عن نفسه وهو عقوبته بلا سبب اثبتوه له. يعني الله نفى عن نفسه الظلم والجبرية اثبتوا الظلم الذي نفاه لهم. واخبر الله عز وجل انه اهلكهم بظلمهم وقالوا ان الله لم يهلكهم بظلمهم انما اهلكم ايش؟ بمحض مشيئته وقدرته وانه ليس هناك من افعال العباد ما يوجب انهم يعاقبون عليه. وهذا سبب اي شيء ما هو سببه؟ سببه وانهم قالوا العبد لا مشيئة له ولا قدرة له ولا اختيار له وانما هو مع شرع الله وقدر الله كالريش بهذي الريح ليس له اي اختيار. فكيف يعذبه الله على شيء وهو لا يختاره؟ بينما الملتزم ماذا قالوا؟ قالوا العبد هو الذي يخلق على نفسي والله يعاقبه على فعله والله لم يخلق افعاله. ولم يرد الله منه الكفر ولا شاءه الله منه ولا والله لا لم يشأ ذلك اصلا لا اللي هم عندهم اشياء واحدة ليس عندهم ارادتها عندهم ارادة واحدة. ان الله لم يرد الكفر ولا شاء الكفر. وانما الذي شاء من؟ العبد. فغلبت مشيئة العبد مشيئته الله شاء مشيئة الكونه انه يسلم وشاء العبد انه لا يسب فما تبلظت مشيئته مشيئة العبد عليه من الله فهؤلاء اتوا من باب ان الله سبحانه وتعالى لا يظلم وحملوا الظلم عليه شيء اي شيء هو ان ان يخلق افعاله يعذبه عليها. وهؤلاء حملوا الظلم على ان الظلم عندهم هو هو ان يجمع بين او هو المستحيل ذاته. ولا يليق به سبحانه وتعالى. اذا قال ولا يليق بسبحان ان ينفي عنه الجمع النقيضين فان فان ما لا يمكن فان مال في تعلق القدرة به لا يمدح الممدوح بعدم ارادته وانما يكون لديه شيء بترك ما يقدر الممدوح على فعله. اذا كان غير مقدور له هل يمدح به؟ هم يقول الظلم هو ممتنع لذاته الذي لا يمكن وجوده. هل يمدح الانسان على شيء لا يوجد؟ انما يمدح الانسان على شيء يستطيع فعله الله سبحانه اذا مدح نفسه بعدم الظلم لانه لو اراد ان يظلم لظلم لكنه تعالى لكمال حمده ولكمال عدله لا يظلم مثقال ذرة سبحانه وتعالى والا فكيف يمدح البوات الميت بترك الافعال القبيحة؟ وكيف يمدح الزمن العاج لا يستطيع الرقي ان يمدح بترك اذ بترك طيرانه الى السماء. يمدح وايضا فانه سبحانه يمدح نفسه بتحريمه الظلم على نفسه في الحديث الاهي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فكيف كيف يحرم الظلم على نفسه في شيء هو ممتنع؟ فهذا التحريم لا يجوز ان يكوني ما هو ممتنع في نفسه غير مقدور له. بغير وجه مقدور بوجه اذ يكون معنى ذلك اني حرمت على نفسي ان اخلق مثلي وهذا ممتنع او اجمع بين النقيضين وهذا ممتنع او اقلب القديمة حادث والحادثة قديمة وهذا ممتن ونحو ذلك ممتنع لذاته وهذا لا يجوز ان ينسب التكلم به الى حال العقلاء فضلا عن رب العالمين. وغاية ما يقال في لذلك على هذا القول بعد تحسين العبارة والزخرفتها اني اني اخبرت عن نفسي ان ما لا يكون مقدورا او يكون مستحي لا يقع مني وهذا مما يقطع بل له فهم عن الله تعالى ورسوله انه غير مراد. وانه يجب تنزيه الله تعالى يجب تنزيه. يجب تنزيه الله قال ورسوله صلى الله عليه وسلم المعنى الذي لا يليق التمدح والتعرف الى عبادي مثله. فان قيل فان قيل حاصل هذا انه لا يعقل التمدح بترك ما يستحيل وقوعه وهذا فاسد. فقد حمد نفسه وتمتح بعدم اتخاذ الولد. تاما الله مدح نفسه بانه لم يتخذ صاحبة ولا ولدا فهو مستحيل. مستحيل لكن هل ممتنع؟ هل ممتنع لذاته؟ نقول لا هو ممكن. لكن في حق الله مستوى هذا بين الممتنع وبين المستحيل. يقول الفرق بينهم بينما هو محال لذاتي في نفس الامر وبينما هو ممكن او واقع لكن يستحيل وصف ولذلك نجد ان الانسان يحمد بان له زوجة وبان له ولد. وهو في حقه كمال بينما يحمد ربنا بان ليس له ولد ولا زوج وهذا في حقه لكمال حمده سبحانه وتعالى. فهو مستحيل في حقه لكنه ممكن. مستحيل في حقه لكنه ممكن ودليل كانه وجوده في خلقه بخلاف المبتدأ ان يخلق اله مثله هذا ايش؟ ممتنع البتة فيمدح ربنا نفسه على ما هو ممكن لكنه مستحيل بنفسه. لكن الممتنع لذاته لم يحمد ربنا. ويمدح نفسه على تركه. قيل الفرق بينما هو محال لذاته في نفسنا وبين ما ممكن او واقع لكن يستحيل وصل ربي به ونسبة اليه فالاول لا يتمدح به هذا هو الفرق ما هو الفرق بين المستحي والمبتدأ؟ الممكن المستحيل يمكن ان يتمدح ربنا به. والممكن الذي لا يكون لا يتمدح بنا لا يتمدح به ربنا سبحانه وتعالى بل لا يرضى ان يمدح به فلا يتمدح عاقل بانه لا يجب على النقيضين ولا يجعل شيء متحركا ساكب واما الثاني فان ممكن وواقع لكن يستحيل اتصال من جهة قبره مثلا العبد العبد المخلوق يتمدح انه ليس عبدا مع انه ممكن يكون عبد فهو يمدح نفسه على شيء مستحيل ان يكون كذلك مع امكانهم ولله المثل الاعلى كما نزه ربنا نفسه عن السنة وعن النوم والنسيان لكمال قيومته سبحانه وتعالى ولكنه واقع في العباد فكان في تنزيه عنه ما يبين انفراده اي شيء بالكمال المطلق وعدم مشابهة لخلقه بخلاف ما لا يتصور وقوعه في نفس الامر وهو مستحيل في نفس كجعل المخلوق خالقه؟ هل يمكن؟ هل يمدح ربنا نفسه بيده؟ لم يجعل المخلوق خالقه؟ لم لان هذا اصلا مستحيل ممتنع وجوده فان هذا لا يتمدح به ربنا نفسه ولا هؤلاء لم لا يتمدح مخلوق به فضلا عن الخالق يوظحه ان ما تمدح ابي سبحانه فهو من خصائصه التي لا يشرك فيها احد. وسلب فعله المستحيل الذي لا يدخل تحت القدرة ولا يتسوقه ليس خصائصي ولا هو ولا هو كمال في نفسه. ولا يستلزم كمالا. اي بمعنى المستحيل الذي لا يدخل تحت القدرة. ولا تصور وقوعه لامتناعه ليس له قدرة ان يجعل له ان يجعل معه خالق او يجعل مخلوق خالقا هذا ممتنع ولا ووجوده فلا يتمدح به ربنا سبحانه وتعالى. اذا قال فاذا مدح نفسه بكونه لا يجمع النقيضين كان كل واحد مشاركا له في هذا المدح. كل ما يستطيع ان يملك يعني لو قال الانسان انا لم انا لا اجمع النقيضين. ليس خاصا بالله حتى الانسان لا يستطيع ان يجمعه بين نقيضين وانما يتمدح ربه اليه شيء بما هو من خصائصه سبحانه وتعالى ولا يخفى عليه وقال ايضا بخلاف ما اذا مدح نسبك او لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يموت ولا ينسى ولا يخفى حيث لا يظلم احد وهو سبحانه يثني على نفسه بفعل ما لو ترك ما لو ترك كان ترك نقصا وبترك ما لو فعل كان فعله نقصا وهذا لا حقيقة له عند الجبرية لان الجبر يرون ان الله بمعنى الظلم الحقيقي انه يظلم لانه يعاقب من لا يستحق العقاب ويثيب من لا يستحق الثواب فهو في حقيقة قول له وليس وليس بعاد لان الظلم وضع الشيء في غير موضعه ومن فعل ذا كان ظالما تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا اذا ثقافة القدر فجعلوا الظلم الذي تنزه سبحانه عنه مثل الظلم الذي يكون للعباد. وشبهوا فعله بفعل عبيده فتسلط عليهم الجبرية بانواع المناقضات والمعارضات وكان غاية ما عند كل واحد من الفريقين مناقضة الاخر وافساد فكفوا اهل السنة بولته طبعا هؤلاء يردون على هؤلاء وهؤلاء يردون على هؤلاء ولا شك ان من نظر في الفريقين وجد ان ساب الضلال انه ان هؤلاء جعلوا العبد لا فعل له وهؤلاء جاءوا العبد هو فاخر هو خالق افعاله. فالجبل يقول العبد لا فعل له حقيقة. الفاعل هو الله. والقدر يقال الله لا فعل له في افعال العباد انما الفاعل لذلك والخالق لها هو العبد. فهذا هو سبب فساد فسبب فساد هاتين الطائفتين عليه من الله ما يستحقون. ويأتي الرد في محتجم القذائف الجبرية بقولهم لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وحديث لو عذب الله خلقه لعذبه ظالم لهم معناه انه لا لا يعذب احد الا وهو يستحق العذاب. ليس معنى ذلك انه يعذب من لا لا يفهم من هذا الحديث انه يعذب من لا يستحق العذاب. واضح؟ هذا سيأتي جوابه باذن الله والله اعلم