الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين قال رحمه الله تعالى فصل قال ذوو الارواح الذين تلحقهم اللذة والالم اربعة اصناف. الانس والجن والبهايم والملائكة عند من يقول ان فيهم من يعصي ويعاقب. فاما الانس والجن فالمكلفون فيهم يحصل لهم بالطاعات والمعاصي لذات والام تناسبها واما الاطفال والمجانين فنوعان. نوع يدخلون الجنة اما بطريق تبعية او بعد التكليف يوم القيامة كما جاءت به الاثار. فهؤلاء اذا حصل لهم الالام اليسيرة منقطعة كانت مصلحة لهم ورحمة ونعمة في بما يناله من السعادة العظيم والنعيم المقيم. فما يناله من الالام يجري مجرى ايلام الاب الشهيق لولده الطفل بكي او بط او قطع سلعة يعقبه كمال عافية وانتفاعه بنفسه وحياته. فهذا الامام محض الاحسان اليه وما يقدر من حصول النعيم واللذة في الجنة بدون هذه الالام هذا نوع اخر غير النوع الحاصل بعد الالم. ولهذا كانت اللذة الحاصلة بالاكل والشرب بعد شدة الجوع والظمأ اظعاف اللذة الحاصلة بدون ذلك. وكذلك لذة بعد الهجران والبعاد والمؤلم والشوق الشديد اعظم من اللذة الحاصلة بدونه. ووجود الملزوم بدون لازمه محال ولا ريب ان لذة ادم بعوده الى الجنة بعد ان خرج منها الى دار التعب اعظم من اللذة التي كانت حاصلة له اولا. واما غير كلا فيه من الحيوانات فقد يقال انه ما من حيوان الا ويحصل له من اللذة والخير والنعيم ما هو اعظم مما يحصل له من الالم باظعاف مضاعفة فانه باكله وشربه ونومه وحركته وراحته وجماعه الانثى وغير ذلك. فنعيمه ولذته اضعاف اضعاف المه. وحين الاقسام اربعة اما ان اما ان يعطل الجميع اما ان يعطل الجميع بترك خلق الحيوان لئلا يحصل له الالم او يخلق على او على نشأة لا يلحقه بها الم او على صفة لا ينال بها لذة او على هذه الصفة والنشاة التي هو عليها. فالقسم الاول ممتنع لمنافاته للحكمة فانه يستلزم تعطيل الخير الكثير والنفع العظيم. لما يستلزمه من مفسدة قليلة. كتعطيل الامطار والثلوج والرياح والحر والبرد. لما يتضمنه من الالام ولا ريب ان الحكمة والرحمة والمصلحة تأبى ذلك فترك الخير الكفيل لاجل ما فيه من الشر القليل شر كثير. واما القسم الثاني فكما انه ممتنع في نفسه اذ من لوازم انشائه في هذا العالم ان يكون عرضة للالام من الحر والبرد والجوع والعطش والكلال والتعب وغيرها. فانه منشأ من فانه منشأ من هذا العالم الذي مزج خيره بشره. والمنشأ خير منه كذلك فالحكمة تأبى انشاءه كذلك في هذا العالم الذي مزج رخائه بشدته وبلاءه بعافيته والمه بلذته وسروره بغمه وهمه. فلو اقتضت الحكمة تقليص نوع الحيوان من الامه لكان النوع الانساني الذي هو خلاصته وافضله اولى بذلك. ولو ولو فعل ذلك سبحانه لفاتت مصلحة العبرة والدلالة على الالام العظيمة الدائمة في الدار الاخرة. فان الله تعالى اشهد عباده بما اعد لهم من انواع اللذات والالام في الدار الاخرة بما اذاقهم اياه في هذه الدار فاستدلوا بالشاهد على الغائب واشتاقوا بما باشروه من اللذات الى ما وصف لهم هناك منها. واحتموا بما ذاقوه من الالام ها هنا عما وصف منها هناك ولا ريب ان هذه المصلحة العظيمة ارجح من تفويتها بما فيها من المفسدة اليسيرة. واما القسم الثالث فلا ريب انه مفسدة خالصة او راجحة فلا تقتضيه حكمة الرب سبحانه ولا يكون ايجاده مصلحة فلم يبق الا القسم الرابع وهو خلقه على هذه النشأة. فان قيل فقد ظهرت الحكمة في ايلام غير غير المكلفين فتعذيب المكلفين على ذنوبهم كيف تستقيم الحكمة فيه على قولكم بان الله تعالى خلقها فيهم. فاين العدل في تعذيبهم على ما هو فاعله وخالقه فيهم؟ وانما يستقيم ذلك على قول القدرية واصولهم. فان العدل في ذلك ظاهر فانه انما عذبهم على ما احدثوهم وكان بمشيئتهم وقدرتهم. قيل هذا السؤال لم يزل مطروقا بين العالم واختلف الناس فيه وطائفة اخرجت افعالهم عن ملك الرب وقدرته. فطائفة انكرت الحكمة والتعليل وسدت باب السؤال. وطائفة اثبتت كسبا لا يعقل جعلت الثواب والعقاب عليه وطائفة التزمت لاجله وقوعا مقدور بين وطائفة التزمت لاجله وقوع مقدور بين مقدورين ومفعول بين فاعلين. وطائفة التزمت الجبر وان الله يعذبهم على ما لا يقدرون عليه الجواب الصحيح عنه ان يقال ان ما يبتلى به العبد من الذنوب الوجودية وان كانت خلقا لله تعالى فهي عقوبة له على ذنوب قبلها. فالذنب يكسبوا فالذنب يكسب الذنب فالذنب يكسب الذنب ومن ومن عقاب السيئة السيئة بعدها بالذنوب والامراض التي يورث بعضها بعضا بقي ان يقال فالكلام في الذنب الاول الجالي بما بعده من الذنوب فيقال هو عقوبة ايضا على عدم ما خلق له وفطر عليه فان الله تعالى سبحانه خلقه لعبادته وحده لا شريك له وفطره على محبته وتألهه والانابة اليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد الا على الفطرة قال يقول الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء فاتتهم الشياطين فاشتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا وقد قال الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها. فلما لم يفعل ما خلق له وفطر وفطر فلما لم يفعل ما خلق له هو فطر عليه من محبة الله وعبوديته والانابة اليه فعوقب على ذلك بان زين له الشيطان ما يفعله من الشرك والمعاصي فانه صادف قلبا فارغا خاليا قابل للخير والشر. ولو كان فيه الخير الذي يمنع ضده لم يتمكن منه الشر كما قال تعالى. كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. وقال ابليس فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال تعالى هذا صراط علي مستقيم. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. والاخلاص خلوص القلب من تأله من سوى كأنه من؟ سوى الله وارادته ومحبته فخلص لله. فلم يتمكن الشيطان من اغوائه واما اذا صادفه فارغا من ذلك تمكن منه بحسب فراغه وخلوه فيكون جعله مذنبا مسيئا في هذه الحال عقوبة على عدم هذا الاخلاص وهي محض العدل. فيقول فذلك العدم من خلق فيه قلت هذا سؤال فاسد فان العدم كاسمه لا يفتقر الى تعلق التكوين والاحداث به فان عدم الفعل ليس امرا وجوديا حتى يضاف الى الفاعل بل هو شر محض الشر ليس الى الرب سبحانه وتعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاستفتاح لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس اليك ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة يوم القيامة اذ يقول الله يا محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس اليك. وقد اخبر تعالى ان تسليط الشيطان انما هو على الذين يتولون والذين هم فلما تولوه دون الله واشركوه معه عوقبوا على ذلك بتسليطه عليهم. وكانت هذه الولاية والاشراك عقوبة عقوبة عقوبة عقوبة خلو قلبي وفراغه من الاخلاص والانابة العاصمة من ضدها. لقد بين ان اخلاص الدين يمنع من سلطان الشيطان لا فعل السيئات التي توجب العذاب واخلاص القلب لله مانع له من فعل ما يضاده والهامه البر والتقوى ثمرة هذا الاخلاص ونتيجته والهام الفجور عقوبة خلوه من الاخلاص فان قلت هذا الترك كان امرا وجوديا عاد السؤال وان كان امرا عدميا فكيف يعاقب على العدم؟ قلت ليس هناك ترك وكف النفس ومنعها عما تريد وتحبه. فهذا قد يقال ان له امر وجودي وانما هنا عدم وخلو من اسباب الخير وهذا العدم ليس بكف للنفس ومنع لها عما تريد وتحبه بل هو محض خلوه مما هو انفع شيء لها والعقوبة على الامر العدمي هي بفعل السيئات لا بالعقوبات التي تنال بعد اقامة الحجة عليه بالرسل. فلله سبحانه عقوبتان. احداهما جعله خاطئا مذنبا لا يحس بالمها ومضرتها لموافقتها شهوته وارادته. وهي في الحقيقة من اعظم الحقبات والثانية العقوبات المؤلمة بعد فعله قرن الله تعالى بين هاتين العقوبتين في قوله فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. فهذه العقوبة الاولى ثم قال حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة. فهذه العقوبة الثانية واعط هذا موضع حقه من التأمل وانظر كيف ترتبت هاتان العقوبتان احداهما على الاخرى لكن العقوبة الاولى عقوبة موافقة لهواه وارادته موافقته قال لكن العقوبة الاولى عقوبة عقوبة وموافقته لهواه وارادته. والثانية مخالفة مخالفة مخالفة لما يحبه مخالفة لما يحبه او مخالفته لما يحبه قالوا المقصود ان العقوبة الاولى عقوبة موافقتي لهواه انما وافق هواه وارادته هذه العقوبة لو خلينا بينه وبين نفسه ولم يعصى. فالعقوبة الثانية مخالفة او مخالفة لما لما يحبه يلتذ به. مخالفة اي انه تنتكس فطرته. فيصبح المذموم له الذي يمتد به يكون مؤلما له. اعوذ بالله. بعض الناس يجتذب المعصية اعظم بالطاعة فهذه عقوبة. نعم. صحيح. قال وتأمل عدل ربي تعالى في هذه وهذه وانه سبحانه انما وضع العقوبة في التي بها او لا لا يليق بها غيره. وهذا امر لو لم تشهده القلوب وتعرفه لما جاز ان ينسب الى الله تعالى سواه ولا يظن به غيره. فانه من ظن فانه من ظن السوء بمن يتعالى ويتقدس عن كل سوء وعيب. فان قلت هل كان يمكنهم ان يأتوا بالاخلاص والانابة والمحبة له وحده من غير ان يخلق ذلك في قلوبهم ويجعلهم مخلصين له ام ذلك محض جعله في قلوبهم؟ قلت لا بل هو محظ منتهي وفعله وهو من اعظم الخير الذي هو في يده والخير كله في يديه ولا يقدر احد ان ان يأخذ من الخير الا ما اعطاه. ولا يتقي من الشر الا ما وقاه. فهي قلت فاذا لم يخلق ذلك في قلوبهم ولم وفقوا له ولا سبيل لهم اليه بانفسهم. اعاد السؤال وكان منعهم منه ظلما ولزمكم القول بان العدل هو تصرف المالك في ملكه بما شاء قيل لا يكون بمنعه سبحانه لهم في ذلك ظالما وانما يكون المانع المانع ظالما اذا منع غيره حقا لذلك الغير عليه وهذا هو الذي حرمه الرب على نفسه. واما اذا منع غيره ما ليس حقا له بل محض فضله ومنته عليه لم يكن ظالما بمنعه. فان قلت فاذا كان العطاء والبذل والتوفيق احسانا ورحمة وفضلا فهلا كان الغلبة له؟ كما ان رحمته تغلب غضبه. قيل المقصود في هذا المقام بيان ان هذه العقوبة المترتبة على هذا المنع والمنع المستلزم للعقوبة ليس بظلم. وهذا سؤال عن الحكمة التي اوجبت تقديم العدل عن الفضل في بعض المحال. وهلا سوى بين العباد في الفضل وهذا وهذا السؤال حاصله لما تفضل على هذا ولم يتفضل على هذا. وقد تولى سبحانه الجواب عنه بقوله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم وقوله بان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وليس بالحكمة اطلاع كل فرد من افراد الناس على كمال حكمته في عطائه ومنعه بل اذا كشف الله عن عن بصيرة العبد عنه حتى ابصر طرفا يسيرا من حكمته في خلقه وامره وثواب وعقابه وتأمل احوال محال ذلك محال وتأمل احواله محال ذلك محل ذلك. نعم. قال وتأمل احوال محال ذلك واستدل بما علمه على ما لم يعلمه وتيقن ان مصدر ما علم وما لم يعلم لحكمة لحكمة بالغة لا لا توزن بعقول المخلوقين فقد وفقا للصواب. ولما استشكل المشركون هذا التخصيص قالوا قالوا لما استشكل المشركون هذا التخصيص قالوا اهؤلاء من ان الله عليهم من بيننا فقال الله مجيبا لهم اليس الله بعلم بالشاكرين؟ وهذا جواب شاف كاف وفي ضمنه انه سبحانه اعلم بالمحل الذي يصلح لغرسه في شجرة النعمة فتثمر بالشكر من المحل الذي لا يصلح لغرسها. فلو فلو غرست فيه لم تثمر. فكان غرسها هناك ضائعا لا يليق بالحكمة كما قال تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالتنا. الحمد لله. والصلاة والسلام قال رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابن القيم او قال مختصر الصواعق في البعث رحمه فيما نقرأ من كلام ابن القيم قال فصل ذوي الارواح الذين تلحقهم اللذة والالم. ذكر ان الذين يلحقهم او تلحقهم اللذة لذة لذة الاشياء الملذوة التي تلد الالم الذي يلحق بالالام لا يخرج عن اربعة اصناف. اذا سلم لهم بذلك. اما الصنف الاول فهو حل اتفاق بين الخلائق وهم الانس والجن. الانس والجن والبهائم هؤلاء مكلفون يتلذذون ويألمون. واما الملائكة فهل يدخلون في حكم الصحيح ان الملائكة غير مكلفة اي غير مكلفة تكليف عقاب تسأل وتجيب بمعنى انها لا تحاسب يوم القيامة. والملائكة خلقت عقول بلا شهوة. والملائكة لا يعصون الله ما امرهم وهل يلحقهم الم ولذة؟ كما يلحق بقية المخلوقات على قول من يرى انهم يعصون ويعاقبون؟ قال نعم. واما من لا يرى ذلك فيقول الملائكة لا يلحقهم ذلك. لكن قد يقال ان الملك يعلم لما يراه من كفر بني ادم. ولما يرى من الفجور والمعاصي فيألم لذلك ويحزن لذلك. على كل حال هذه مسألة خارجة عما اردناه قال تأمل الانس والجن فالمكلفون فيهم يحصل لهم بالطاعات والمعاصي لذات والام. المكلفون لهم بالطاعات والمعاصي لذات والام تناسبها. واما الاطفال والمجانين كنوعان الذي يتلذذ ويتألم اما ان يكون مكلفا ويكون تلذذه بالطاعة وثمرة الطاعة واما ان يكون تألم المعصية وعقوبة المعصية. والقسم الاخر الاطفال والمجلدين هم غير مكلفين. قال فلو واما الاطفال والمجانين فنوعان. النوع الاول نوع يدخلون الجنة بغير يدخل الجنة بطريق التبعية. وهم من الذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم. فلو مات الصغير قبل ان يعمل خيرا فانه يلحق بوالديه المؤمنين. يلحق بوالديه المؤمنة خلاف. او بعد التكليف يوم القيامة وهم اولاد المشركين على قول فان اولاد المشركين على قول بعض العلماء انهم يمتحنون في عرصات يوم القيامة. الصغير لم تبلغ الحجة ولم تقل الحجة عليه. قال بعض العلماء انه يمتحن في عرصات القيامة. والراجح فيهم ايضا انهم يدخلون الجنة تبعا للمؤمنين بعدم التكليف. وقد جاء في الصحيح ان ابراهيم في رؤيا وحوله اولاد كثير فقيل هؤلاء من بات دون قبل ان يبلغ. قال اولاد المشركين قال واولاد المشركين. فافاد ان اولادهم شيظا يكون في الجنة على الصحيح. اذا ذكر من يدخل الجنة بالتبعية او بعد التكليف يوم القيامة كما جاءت به الاثار. وكأن ابن القيم لهذا القول ان الاطفال امتحنون يوم القيامة ويجاب عن الاولاد مع ابراهيم من هم؟ الذين علم الله في علمه السابق انه يمتحن قالوا لا فيجيبون فهم الذين مع ابراهيم عليه السلام. قال فهؤلاء هؤلاء الاربعة الذين كلفوا والصغار والمجانين اذا حصلهم الم او اذا حصلهم الام يسيرة منقطعة كانت مصلحة كانت كانت مصلحة لهم ورحمة ونعمة في جنب ما ينال من السعادة العظيمة والنعيم المقيم وكانه اراد بهذا ان هؤلاء الذين يألمون وان كانوا غير مكلفين كالصغار والمجانين ان هذا الالم الذي سيعقبه سعادة ابدية ونعيم مقيم يزيده ساعة ولذة بالنعيم الذي يجدونه في الجنة لان الالم الذي يكون بعده نعيم يكون نعيمه اعظم يكون نعيمه اعظم فالجائع لا يجد لذة لكان جائعا قبل اكله وظب ان يجد الطعام للماء لذة اذا كان يشرب على ظمأ فاذا وجد اثر الظمأ ثم شرب الماء سعد بذلك الماء الذي يشربه. قال فما ينال من الالام يجري مجرى ايلام الاب الشفيق لولده يعني لولده الطفل بكين ان يكويه بعلاجه او بطل اي انه ايضا يبطه بالجرح يقطع يعني يبط جرحه حتى يزيل القيح الذي علق به فالطفل يتألم لكن هذا البط وهذا للمصلحة الولد او بقطع سلعة وهي ما يسمى عندنا الان بالثواليل هذه هي اذا قطعها يتألم الصبي لكن له عاقبة حسنة في ازالتها. قال يعقبه كمال العافية. يعقوب بعد زوال هذه الامور اكتمال عافيتي وانتفاعي بنفسي وحياتي فهذا الاله محض الاحسان اليه. وما يقدر من حصول النائم واللذة في الجنة بدون هذه الالام. فهذا والاخر غير النوع الحاص بعد الالم. لذلك من تألم ثم نعم بالنعيم اعظم من نعيم الذي ينعم دون ان يلحقه الم. فهذا نوع اخر غير النوع الحاصل بعد الالم. ولهذا كانت اللذة الحاصة بالاكل والشرب بعد شدة الجوع. والظمأ اضعاف اللذة الحاصلة بدون ذلك. وكذلك كلذة الوصل بعد الهجران والبعاد المؤلم والشوق الشديد اعظم للذة الحاصلة بدونه ووجود الملزوم بدون لازمه محال اي لابد حتى تجد هذه اللذة لابد ان يسبقه لابد ان يسبقه فيكون وجود الالام للاطفال مجانين من فوائده انهم اذا نعموا في الجنة يجو لذة النعيم وايضا ايضا من الاوجه التي تقال هنا ايضا ان ان ما يلحق الاطفال والصغار والمجاري الالام يكون فيه اجر لوالديه ويكون ايضا له رفعة وتكفيرا له يكون هذا الصبي كلما زاد المه كلما ازدادت حسنات وان لم وان لم يحتسب ذلك عند الله عز وجل فانه بقدر ما يألم يكون نعيمه في الجنة اكمل اذا كان من اهل التوحيد والايمان قال واما غير المكلفين من الحيوانات هذا يقول لك مكلفين الذي يجدون لذة بعد موتهم ولعبا فما حال فما حال البهائم التي تقطع يدها او تقطع رجلها او يصيبها قبل او ضرب ما حالهم قال فقد يقال ان ما من حيوان الا ويحصل له من اللذة والخير والنعيم ما هو اعظم مما يحصل له من الالم اعط المضاعف ولا شك ان الحيوانات هذه قد يلحقها بعض الالم ويلحقها بعض الايلام. لكن ما تتلذذ به من كثرة الاكل والشرب والنعيم اللي كانت تعيش وقبل الالم اضعاف اضعاف ما حصلها من الالم وانما يكون هذا الالم لحكمة ارادها ربنا سبحانه وتعالى فمثلا نزول المطر ينزل الله المطر ويكون فيه خير كثير. ومنافع للناس. وقد يتضرر بهذا المطر اي شيء كثير من البهائم فتموت بهائم وتموت طيور وتهدم مساكن لهذه البهائم لكن يقال ما في الحكمة التي لغير هؤلاء اضعاف اضعاف ما حصل من الالام لهؤلاء كما ذكر هنا قال فانه يلتذ باكله وشربه ونومه وحركته وراحته وجماع وجماعه الانثى وغير ذلك فنعيمه في حياته ولذاته في حياته اضعاف اضعاف المه وحينئذ فالاقسام اربعة. اما يعني اما ان يعطل الجميع بترك خلق الحيوان لئلا يحصل له الالم اما يقال. لا شيء حتى لا يلحقه الم. لا تخلق شيء حتى لا لا يلحقه الم ولا يحصل له الم. او يخلق على نشأة لا يلحق بها الم يعني او اخلق الخلق ولا تجعل فيها الام كما يقول هؤلاء يخلق ربنا خلق قد ولا يجعل هناك مصائب ولا عقوبات ولا الام حتى يعيش الناس دائما في راحة وطمأنينة هذا القسم الثاني او على صفة لا ينال بها لذة او اجعلهم كلهم اشغلات لذة ولا شيء او على هذه الصفة والنشأ التي هو عليه او على ما نحن عليه هناك الام وهناك ملاذ وهناك ما يكره وهناك ما يحب. قال فالقسمة ممتنع. لماذا ممتنع؟ لمنافاته للحكمة فانه يستلزم تعطيل الخير الكثير والنفع العظيم. يعني وجود هذه الشرور التي توجد مع وجود الخير لو قلنا لا يوجد مثل هذا تعطلت لتعطل تعطل الخير الكثير وليمتنع الخير الكثير فالقسم الاول قال ممتنع لمنافاة للحكمة فانه يستلزم تعطيل الخير الكثير. والنفع العظيم لما يستلزم من مفسدة قليلة كما ذكرنا لماذا يعني كما يقول بعضهم لا ينزل المطر اذا نزل المطر وش يحصل به؟ غرق وموت وهدم لا يريد مطر. نقول ان المفاسد المترتبة على هذا المطر اعظم من المفاسد التي تترتب على نزوله. فلا فلا يقال هذا القسم لا يخلق حتى لا يوجد هذا بل نقول ما تطلبونه يترتل المفاسد اعظم مما تخفونه في نزوله وخلقه هذا مثل مثال بسيطة في المطر القسم الثاني قال القسم ايش؟ القسم الثاني انه يخلق على نشأة لا يلحق به الم يعني ينزل المطر كامل ولا في الام ولا يكون في هدم ولا يكون في شي ابدا يقال فكما انه ممتنع في نفسه بان من لوازم المطر ايش؟ ان يجري في هذه الاودية ويجري في هذه الشعاب ويبلغ ما بلغ من الاماكن فلا بد من وجود لازمه ولازمه ايش؟ ان يهدم وان يحمل ويشيل فلا يمكن ان يكون موجودا للوجود لازمه وهذه الحكمة التي ارادها ربنا سبحانه وتعالى قال القسم الثاني فكما انه امتنع في نفسه اذ من لوازم الاشياء في هذا العالم ان يكون عرضة للالام من الحر والبرد الله خلق حرا وخلق بردا وخلق صيفا وخلق شتاء وخلق الجوع والعطش وهذا لابد ان يوجد فلابد ان يوجد هناك بل يجوع حتى يشبع ولابد من يظن حتى يروى وهكذا. فانه منشأ من هذا العالم الذي الذي مزج خير من شره خير منه كذلك والمنشأة قال والمنشأ خير منه كذلك فالحكمة تأبى انشائه كذلك في هذا العالم الذي مزج خير بشدته وبلاءه بعافيته والم بلذتي وسروره بربه وهمه فلو اقتضت الحكمة. تخليص نوع الحياء من الامه لكان نوع الانسان هو خلاصة وافضل واولى بذلك. لو قيل احنا ليش احنا انتقل حيوان؟ قال للانسان هناك حسنات وهناك سيئات فالبلاء يزيده اذا كان مؤمنا يزيده رفعة وتكفير للسيئات واذا كان كافرا البلاء يخفف عليه العقوبة الاخروية. طيب الحيوان شيقول؟ يقول لو كان هذا انه يخلق للحيوان سعادة بلا بلا لذة بلا بلاء ولذة بلا الم لكان اولى بهذا منه من الانسان الذي هو صفوة الخلق وخلاصة الخلق ولو فعل ذلك سبحانه لفاتت مصلحة العبرة والدلالة على الالام العظيمة الدائمة في الدار. فوجود الالام في الدنيا دليل عليه شي على ان هناك الام في الاخرة وان هذا الذي يحسه الانسان وتحسه البهائم اعظم منه الى يوم القيامة. فان الله تعالى اشهد عباده ما اعد لهم من انواع اللذة. ولذا يقال ما من نعيم في الدنيا الا وهو ينادي على نعيم الاخرة وما من عذاب في الدنيا الا وهو ينادي على عذاب الاخرة وهذه كلها عظات وعبر وتذكر بما نحن مقبلون عليه في الاخرة قال بما اشهد الله قال فان الله تعالى اشهد عبادي ما اعد لهم من انواع اللذات والالام في الدار الاخرة بما اذاهم اياه في هذه الدار فاستدلوا بالشاهد على اي شيء؟ على الغائب. واشتاقوا بما اشتاقوا بما باشروه من اللذات الى ما وصف لهم هناك اذا كان الانسان اذا اكل وتلذذ باكله انه يشتاق الى اكل الجنان. واذا حصله النكاح والجماع تذكر ايضا ما في الجنة من نعيم. قال واحتموا ذاقوه من الالام ها هنا عما وصف لهم بنا هناك فاذا وجد حرارة النار تعوذ بالله من دار الاخرة وفعل الاسباب التي تمنعه من دخول دار الاخرة وهكذا قال واما القسم الثالث هو من القسم الثالث قال هو او يخلق على نشأة لا يلحقه بها الم. وهي القسمة او على صفة لا يذهب بها الا الدعاء. يخلق الخلق وليس هناك لذات. هذا القسم الثالث فلا ريب انه مفسدة خالصة لا بأس بها. يخلق بلا سعادة بلا لذة. اي مصلحة واي منفعة تحصل بهذا. بل هذا هل مفسدة خالصة فلا ريب انها مفسدة خالصة وراجحة فلا تقتضيه حكمة الرب سبحانه وتعالى ولا يكون ايجاد مصلحة فلم يبقى الا القسم الرابع وهو خلقه على هذه النشأة فيه الالام وفيه وفيه الملذات يعني قسم القسمة اربعة اقسام الا يخلق ان يخلق بلذة دون الم وان يخلق الم دون لذة ان يخلق النشأة وينشئ النشأة على ما هي عليه الان يوجد فيها الام ويوجد فيها لذات. فان قيل فقد ظهرت الحكمة في ايلام غير المكلفين. فتعذيب المكلفين على كيف تستقيم الحكمة فيه على قولكم؟ بان الله تعالى خلقها فيهم يعني اذا قلت ان الله عز وجل يعذب غير المكلفين لهذه الحكمة ذكرت وسلمنا لك فلماذا يعذب الله عز وجل المكلفين؟ وقد خلق فيهم تلك الافعال هو الذي خلقها فكيف يعذب على شيء هو الذي خلقه فيقول من ذلك؟ يقوله القدرية. قال فاين العدل في على ما هو فاعله وخالقه فيه. او انما يستقيل ذلك على قول من على قول القدرية واصولهم فان العدل في ذاك ظال فانه انما عذبهم على ما احدثوهم وكان بمشيئتهم قدرتهم وهذا باطل. قيل هذا السؤال لم يزل مطروقا الى العالم واختلف الناس في اعباء فطائفة اخرجت افعال من ملك الرب قدم منهم الطائفة هذه الطائفة الاولى لما سئلت هذا السؤال سؤال التزمت لازما باطلا وقالت ان الله لم يخلق افعال العباد. وان العبد هو الذي خلق فعل نفسه وهو الذي شاءها وطائفة اخرى قالت ان الله عز هو الذي خلق كل شيء وليس في تعذيب هؤلاء ولا في جزاء هؤلاء اي حكمة وانما الله يعذب وينعم بمحض مشيئته وليس هناك حكم وليس هو ظالم لماذا؟ قالوا لان الظلم ما هو الظلم عند عند الجهمية؟ قال والتصرف في غير ملكه والجميع والجميع ملك الله عز وجل فليس في ذلك ان يضل. هؤلاء من الجهبية وسدد التعليل وباب السؤال. قالت كما مر بنا سابقا وطائفة وهم الاشاعرة اثبتت كسبا لا يعقل شي كسب؟ قال هو الذي يوجد عند وجود الفعل فليس الله عز وجل الاشاعرة ماذا قالوا؟ قالوا العبد يؤاخذ بكسبه والكسب هذا ايش؟ قالوا هو الذي يخلقه الله عند وجود الفعل. وليس فيقولون السكين لم تقطع. لكن القطع وجد عند ابدأ برا في السكين فوجد فحدث القطع وليست بالسكينة التي قطعت وليس الماء الذي اروى وانما وجد وانما وجد الارواء عندما شرب الماء وهكذا قالوا وطائفة اثبتت كسبا لا يعقل رجعت الثواب والعقاب عليه. وهذا الكسب كما قيل لا وجود له مما يقال ولا حقيقة تحته مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تمتد الى الافهام بدها الكسب عند الاشعري والحال عند البهشمي وطفرة للظامي هذي الثلاث لا وجود لها في الواقع وهذه النظرة كأني عجز ان يفهمها اكابر الاشاعرة. كالرازي وكالجويدي كل هؤلاء لم يفهموا ما اراد. حتى قال جويلي ان الكسب لفظ لا بعد له. يقول لفظ الكسب لفظ لا معنى له. وطائفة التزمت لاجله وقوع مقدور بين دورين ومفعول بين الفاعلين اي انه يتنازعون فعل وفعل فهذا هو قول الغزال وهذا مثل سابقه في الظلال طائفة التزمت الجبر وان الله يعذبهم على ما لا يقدرون على دفعه بل يعذب ربنا وهم لا يقدرون ان يبتلعوا من ترك المعصية ولا بفعل الطاعة. قال والجواب الصحيح ان يقال. انما يبتلى به العبد من الذنوب. الذنوب يبتلى بها العبد هي الوجودية وان كانت خلقا لله تعالى فهي عقوبة له على ذنوب قبله. يعني الذنب اذا وجد فهو عقوبة على ذنب سبقه. لكن قد يقال ما هي عقوبة الذنب الاول العبد مكلف بالفعل والترك بفعل وترك والعبد مكلف بان يفعل الواجبات وان يترك المحرمات فاذا وقع في فعل محرم هي ذنب لكن الذنب هذا سببه اي شيء ان يكون ترك واجبا او ترك ما يجب عليه فعله او خلا قلبه من شيء يؤمر به. هو لم يذنب لكنه ترك شيئا لم لم يمتثل فيكون الذنب الاول عقوب عليه شيء على خلو قلب من محاب الله وبين لهواه فلما نسوا ما ذكروا به فلان نسوا ما ذكروا ولم يفعلوا معاصي الى الان فتحنا ابواب كل شيء هذه عقوبة على العقوبة الاولى. فيقال ابن القيم هدى قال فالذنب يكسب الذنب. وبالعقاب السيئة السيئة بعدها. بالذنوب والامراظ التي يورث بعضها بقي ان يقال فالكلام في الذنب الاول الجال لما بعده من الذنوب فيقال هو عقوبة ايضا عليه شيء على عدم ما خلق له وفطر عليه. الانسان فطر عليه شيء انا محبة الله. فاذا خلق لمحبة الله عوقب بذنب. عوقب بهذه العقوبة التي التي هي عقوبة على ترك ما فرض عليه او ما يلزمه فعله. فان الله سبحانه وتعالى خلقه لعبادته وحده لا شريك له كلف وفطروا على محبته وتأليه والاجابة اليه كما قادم سمان المولود الا ويولد على الفطرة وقال خلقت عبادي حذفاء فسدتهم اشتالتهم. فاذا ترك الانسان ما يجب عليه فعله يعاقب على الترك. فاذا عوقب على الترك اتبع الترك عقوبة اخرى وهي السيئة التي بعدها حتى يتوب ويرجع الى الله عز وجل. فلما لم يفعل ما خلق له وفطر عليه من محبة الله وعبوديته والانابة اليه عوقب على ذلك بان زينه الشيطان ما يفعله من الشرك والمعاصي فانه صادف قلبا فارغا من اي شيء من حب الله وتعظيم الله وتأليه الله خاليا قابل للخير والشر فلما خلي من هذا الخير وافق الشر فوجد الشيطان قلبا فارغا فتمكن فتمكى منه الشيطان اتى الى هذا القلب الذي خلا بمحامي الله ومما يحبه الله فوجد قلبا فارغا فتمكن منه الشيطان قال ولو كان فيه الخيل الذي يمنع ضده لم يتمكن منه الشر ولم يترك منه الشيطان. كما قال تعالى كذلك عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فكان مخلصا لله عز وجل وكان قلبه مملوءا بحب فلما جاءت الفاحشة دفعها بما امتلأ قلبه به من محبة الله. ولذا قال ابليس فبعزتك له والا عبادك منهم المخلصين بل هم المخلصين الذين خلصت قلوبنا الشهوات والشبهات فكان فيها دافع لهذا الكيد الذي يكيد به الشيطان. الى ان قال والاخلاص خلوص القلب من تأليه ما سوى الله وارادته ومحبته فخلص لله فليتذكر الشيطان من اغوائه. واما اذا صادف قلبه القلب الذي اما ان يكون محاب الله واما ان يكون مملوءا بغير محبة الله واضح اما ان يكون خاء فارغا ليس في حب لله ولا لغير الله واما ان يكون فيه حبا لغير الله. وفي كلا الحالتين يتذكر الشيطان من هذا الصنف اما اذا وجد قلبا مليئا بحب الله فلا يستطيع الشيطان ان يأتي هذا القلب او هذا الصنف من الناس. يقول فان قلت فلذلك يقول فلم يترك الشيطان بده واما اذا صادفه فارغا من ذلك تمكن بحسن فراغه وخلوه فيكون جعله مذنبا مسيئا في هذه الحالة عقوبة على عدم للاخلاص. اذا الذنب الاول عقب عليه شيء على خلو قلبه من الاخلاص ومحاب الله وتأليه الله. فان قلت فذلك العدد من خلق من خلقه فيه؟ العدد هذا من خلقه فيه قلت هذا سؤال فاسد فان العدد كاسمه ادب. العدد لا يسمى لا يسمى شيئا حتى يوجد فالادب ليس بشيء حتى يوجد قالت لا يلتقي الى تعلق الى تعلق التقوى والاحداث فان عدم الفعل ليس امرا وجوديا حتى يضاف الى الفاعل. يعني هل العدم شيء يقول لو قال قال من الذي اوجد ذاك العدم؟ يقول هو ليس موجود حتى نقول من اوجده. ولا يمكن ان يضاف الى فاعل حتى يقال فاعلا له. لانه في الحقيقة ادم وانما يكون شيء لذا اذا وجد وتعلق والتعلق باي شيء بالموجودات ليس المعدومات قال ولا فان عدم الفعل ليس امرا وجوديا حتى يضاف الى الفاعل بل هو شر بحر والشر ليس الى الرب سبحانه وتعالى كما قال وسلم في حديث استفتاح الشر ليس اليك. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة عندما يقول فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس اليك وقد اخبر تعالى ان تسليط الشيطان له على الذين من هم؟ من يتسلط الشيطان عليه انما انما سلطان الذين يتولونه تولى الشيطان كانت عقوبته بتوليه له ان يسلط الشيطان عليه. واما من لم يكن وليا للشيطان فان الشيطان لا يتمكن من اغوائه اما تولوه دون الله واشركوه معه عوقبوا على ذاك التسليط عليهم. وكانت هذه الولاية والاشراك عقوبة. عقوبة خلو القلب وفراغ من بالله والاجابة اليه فاذا خلا القلب من الاخلاص والانابة لله عوقب بان يسلط الشيطان عليه. فاذا سلط الشيطان عليه عوقب في عقوبة اخرى وهي الذنب الذي يتلوه والذنب الذي يتلوه والذنب الذي يتلوه حتى كونوا حتى يكون هذا القلب مطموسا مغلفا مغلقا نسأل الله العافية والسلامة. يقول هنا ايضا فان قلت هذا الترك ان كان امرا وجوديا عاد السؤال وان كان امرا ادبيا فكيف يعاقب على ذنب؟ قلت ليس هنا ترك وكف النفس ومنع ما تريد وتحبه. اللي قال اذا كان الترك هذا امر وجوديا اترك اي شيء هو ترك اي شيء ترك محاب الله والاخلاص فهذا الترك ان كان امر وجوديا عاد السؤال وان كان امرا ادبيا فكيف يعاقب؟ يقال ليس هناك ترك هو كف النفس ومنعه عما تريد وتحبه فهذا قد يقال له امر وجودي وانما هنا عدم وخلو من اسباب الخير. وهذا العدد ليس بكف ليس بكف للنفس ومنع لها عما تريد وتحبه بل هو بحر خلوها مما هو انفع شيء لها. والعقوبة على الامر العدمي هي بفعل السيئة. هو لم يعاقب الان ان يعذب لكن العقدة شيء بالتسليط. الذنب الاول كان عقوبة على خلو القلب المحاب الله. لكن لم يعاقب عقوبة ان يدخل الى لا يدخل النار يعذب للنبي افعل شيء الان محرم لكن لما خلا القلب مما يجب عليه عوقب بان سلط الله الشيطان عليه فلما سلط الشيطان ماذا فعل؟ فعل بعد ذلك الشرك والكفر وقع في المحرمات ثم استوجب ذلك العقاب الاخروي بل العقاب الدنيوي. قاتل الله سبحانه وتعالى عقوبتان احداهما جعله خاطئا مذنبا متى جعله خاطئ مذنبا؟ لما خلا قلبه من محاب الله والاخلاص له. والعقوبة الثانية اي شيء العقوبة الثانية العقوبات مؤلمة بعد السيئات ليقل وما اصاب مصيبة بما كسبت ايديكم. وهذه المصيبة تكون متى؟ بعد فعل السيئات. فعل السيئات تعقب عليه شيء يدخل الترك الترك له. اذا العقوبة له على الخلو والعقوبة الثانية على فعل المعصية. اذا عذاب النار يكون اي على اي عقوبة التالية والعقوبة الثانية تكون العقوبة على العقوبة الاولى وهكذا كما قال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به هذه الان نسوا اي خلت قلوب محبة الله واخلاص ماذا اصابهم فتح الله عليهم كل شيء حتى ايش يزداد طغيانا وعتوا. فهذه العقوبة الاولى ثم قال حتى اذا فروا اوتوا اخذناهم اخذناهم بغتة. فلما نسوا ما ذكروا به. خلو القلب مما امر بفعله من محبة الله. ماذا اصابه؟ جت العقوبة الاولى وهي فتحنا عليه بابواب كل شيء يعني الشهوات والهوى وما شابه ذلك. العقوبة الثانية لما فتح الله عليهم هي ايش؟ حتى اذا فرق الوقت اخذناه ببغتة. وهي عقوبة السيئات. وقال اعطي هذا الموضع حقه التوتر كيف ترتبت هاتان العقوبتان احدى الى ان قال فان قلت هل كان يمكن ان يأتوا بالاخلاص والاناب والمحبة له وحده من غير ان يخلق ذلك في قلوب ويجعلهم ام ذلك محض جعله في قلوبهم هذا والمنة والفضل من الله عز وجل. قلت بل هو بحر منة وفعله. الله يمتد على من شاء من عباده فيملأ القلب بحبه وتأليه ويحرم الاخر من ذلك كله. وهو من اعظم الخير الذي هو في يده والخير كله في يده. ولا يقدر احد ان يأخذ من الخير الا ما اعطاه اياه ولا يتقن الشر الا ما وقاه فان قلت فاذا لم يخلق ذلك في قلوب ولم يوفق له ولا سبيلهم اليه. عاد السؤال وكان منعه منه ظلما متى يكون ظلما لو كان هذا حقا لهم. يعني هل التوفيق هل بدأ التوفيق وملء الفضل؟ هل هو ظلم؟ تقول لا. وانما الظلم وان يمنعه ان ان يمنعه من شيء لا يستطيع فعله هل يستطيع الانسان ان يطيع الله؟ يقول لم يستطيع. هل يستطيع صيامه؟ نعم يستطيع. وباي شيء يكون؟ ذلك بان الله اقام عليه الحجة وبين له الدلائل والبراهين ووظح له طريق الجنة ووظح له طريق النار وجعله عقلا يميز به بين الخير والشر. وجعله مشيئة واختيار يختار ويفعل ما يشاء فهذا عندما سلب الله الاختيار والمشيئة سقط التكليف المجهول الذي ليس له اختيار هل يعاقب؟ لا يعاقب ليس له اختيار هل يعاقب؟ العاجز الذي لا يفعل هل يعاقب؟ لا يعاقب. لكن من يعاقب بل يوجد فيه اسئلة بل وجدت فيه اسباب الفعل وترك الفعل بعد قدرته هذا الذي يعاقب ولذا اما مسألة المن والتفضيل والتوفيق هذا فضل الله يؤتيه من يشاء. يسمع القرآن اثنان يهدي الله هذا وهذا لا يهتدي هذي الهداية كلاهما سمعا اهدنا الصراط المستقيم. كلاهما سمع قوله تعالى يا ايها الذين يا ايها الناس يا ايها الذين امنوا ام الله ورسوله فهذا امن وهذا لم يؤمن يقول هل الحجة قائمة على هذا وهذا؟ نقول نعم قائمة. لماذا اهتدى هذا؟ ولماذا نهتدي هذا؟ نقول هذا فضل الله يؤتيه من يشاء. لكن هل هذا له حجة نقول له حجة متى؟ لو لم تبلغه الحجة. اما وقد بلغته الحجة. وجعل الله له عقلا. وجعله الله له اختيارا ومشيئة فلا حجة له عند الله يوم القيامة لان اسباب الاخذ فيه قائمة ويبقى مسألة التفظيل والتوفيق التيسير كما قال تعالى يهديه يشرح صدره للاسلام. الشرح هذا زيادة فضل يجعل صدره ظيقا حرج اعوذ بالله. فان قلت فلماذا لم يخلق ذلك في قلوبهم قيل لا يكون بمنع سبحانه بذلك ظالما لان هذا بحر فضله والفضل اذ بذله فهو فضل وان منعه فهو عدل سبحانه وتعالى. فان قيل فاذا كان العطاء والبذل والتوفيق احسان ورحمة وفضلا فهلا كانت الغلبة له؟ لان رحمة الله غلبت غضبه. يقول فلو فهلا كان الفضل والعطاء والبذل ايضا اغلب من الخذلان قيل المقصود في هذا المقام بيانا ان هذه العقوبة ليس مقصودنا ان هذه العقوب المترتبة على هذا المنع وللمنع المستلزم بتلك العقوبة ليس بملك. اذا الذنب الذي عوقب عليه يعني لو سأله ما هي اسباب الذنوب؟ نقول اسبابها ذنوب سبقتها ما اسباب الذنب الاول؟ خلو القلب مما خلق لاجله. فلما خلا قلبه وخلق وخلت جوارحه مما خلق له. عوقب بعقوبة فلما اذنب عوقب عقوبة اخرى هي الذنب له فاتت العقوبة الاخروية عليه شيء على الذنب الثاني والثالث والرابع ولم تأتي على الذنب الاول. هذا ما علق في هذا الفصل الا قال بعد ذلك قال اخذ الختم به فلذا كشف الله عن بصيري فصيلة العبد حتى ابصر طرفا يسيرا من حكمته في خلقه وامره وثواب عقاب وتأمل احوال محال ذلك. واستدل بما علموا على ما لم يعلمه وتيقن ان مصدر ما علم ما لم يعلم الحكمة البالغة لا توزن بعقول المخلوقين فقد وفق للصواب. هذا معنى يعني بمعنى ان الانسان اذا نظر وفي هذا الخلق العظيم وعلم ان الله يفعل لحكمة بالغة وان حكمته سبحانه وتعالى اكمل الحكم واتم بها وليس وليس من الحكمة ايضا او قال ليس بالحكمة اطلاع اطلاع كل فرد افراد الناس على كمال حكمته. فالله واذا قال ابن عباس القدر سر الله في خلقه واذا كان يوم القيامة اطلع من شاء الله عز وجل على ذلك السر. بل اذا كشف الله عن بصيرة العبد حتى ابصر طرفا ليس بالحكمة في خلقي وامره وثواب عقابه وتأمل احوال محال لذلك. واستدل بما علمه على ما لم يعلمه وتيقن ان مصدر ما علم وما لم يعلم لحكمة بالغة لا توزن بعقول المخلوقين فقد وفق للصواب. ولما استشكى المشركون هذا التخصيص قالوا اهؤلاء مد الله فاجاب الله اليس الله يعلم بالشاكر والله اعلم حيث يجعل رسالته فالله اذا علم من عبدي خيرا هداه كل خير وفقه لو علم كما قال سبحانه وتعالى في اسرى بدر لا اسمعه بمعنى انه لو علم الله يعني لو الله عز وجل يعلم ما كان ما يكون. فعلم الله بعلمه السابق ان هذه القلوب لا تقبل الا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. حتى لو رأوا القيام ورأوا الجنة والنار وعادوا الدنيا لعادوا الى كفر نسأل الله العافية والسلامة. قال الا وهذا جواب شاف كافي وفي ظله انه سبحانه وتعالى اعلم بالمحل الذي يصلح لغرس شجرة النعمة فتثني الشكر من الذي يصلح لغرسه ابليس لعده الله اطلع ورأى ملكوت ربنا سبحانه وتعالى وبعد ذلك كان من اكفر خلق الله عز وجل ولم ينفعوا تلك المعرفة وذلك العلم. فالله اعلم حيث يجعل رسالته والله اعلم في المكان الذي يصلح لفدايته وتوفيقه فعند الله يعلم من يهتدي ممن لا يهتدي فنسأل الله ان يجعل قلوبنا محلا لطاعته ومحلا لمحبته ومحلا لهدايته وغرس شجرة الايمان به سبحانه وتعالى والله اعلم