الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال رحمه الله تعالى فصل فلنرجع الى تمام المقصود فنقول اختلف الناس في العقوبة على الامور العدمية فمنكر الحكم والتعليل لا ضابط للعقوبة عندهم الا محض المشيئة. واما مثبت الحكمة والتعليل فالاكثرون منهم يقولون لا يعاقب على عدم المأمور لانه عدم المحو. وانما يعاقب على تركه والترك امر وجودي. وطائفة منهم ابو هاشم وغيره يقولون يعاقب على هذا العدم كما يعاقب على الامور الوجودية. فيكون عقابه بالالام. وهذا القول الذي ذكرناه قول وصفة بين القولين. وهو ان العقوبة نوعان. فيعاقب على هذا العدم بفعل السيئات لا بالعقوبة اخوتي المؤلمة ثم يعاقب على فعل السيئات بالالام ولا يعاقب عليها حتى تقوم الحجة عليه بالرسالة. فاذا عصى الرسول استحق العقوبة التامة وهو اولا ان ما عوقب بما يمكن ان ان ينجو من شره بعدم قيام الحجة عليه او بالتوبة بعد قيام الحجة عليه. فاذا لم تقم عليه الحجة كان كالصبي الذي يشتغل بما لا ينفعه بل بما هو من اسباب ضرره. ولا يكتب عليه قلم الاثم حتى يبلغ. فاذا بلغ عوقب. ثم يكون معتاد من فعل القبائح قبل البلوغ وان لم يعاقب عليها سببا لمعصيته بعد البلوغ. فتكون تلك المعاصي الحادثة منه قبل بلوغه فلم يعاقب العقوبة المؤلمة الا على معصية. واما العقوبة الاولى فلا يلزم ان تكون على ذنب بل هي جارية مجرى تولد الالام عما ما يأكله ويشربه ويتمتع به فتولدت تلك الذنوب بعد البلوغ عن تلك الاسباب المتقدمة قبله. وهذا القول الوسط في العقوبة على العدم هو الذي دل عليه القرآن قال الله تعالى ونقلبوا افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ونذرهم في طغيانهم يعمهون. فاخبر سبحانه عن عقوبتهم على عدم الايمان بتقليب افئدتهم وابصارهم. فان قلت هذه عقوبة على امر وجودي وهو تركم الايمان بعد ارسال الرسول لهم قلت الموجب لهذه العقوبة الخاصة هو عدم الايمان. ولكن ارسال الرسول الترك طاعته شرط في وقوع العذاب. فالمقتضي قائم وهو عدم الايمان لكنه مشروط وقوعه بشرط وهو ارسال الرسول. ففرق بين انتفاء الشيء لانتفاء موجبه ومقتضيه وانتفائه لانتفاء شرطه بعد قيام المقتضي. وقت طويل الى الصفحات في الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الموت بصري رحمه الله تعالى فيما اختصره من كلام ابن القيم في صواعقه قال فصل الى تمام المقصود فنقول اختلف الناس في العقوبة على الامور العدمية الامور العدمية هي ما يتعلق بالامور التي لم يفعلها الانسان وانما يتعلق بالتروك كما ذكرت قبل كما ذكرنا في لقاء سابق ان القلب ان القلب حقه ان يمتلئ بحب الله عز وجل بتعظيمه وتوقيره واجلاله فاذا خلا القلب من هذه من هذا من هذه العبودية يكون ترك امرا ترك امرا وهو لم يفعل شيء وانما ترك ترك امرا هو دليل على عبوديته وعلى اه انه انه تابوا على هذه العبودية بحسنات اخرى. فقال ابن القيم اختلف الناس في العقوبة على الامور العدمية. فننكر الحكم فبينكروا الحكم قال رحمه الله تعالى فننكر الحكم والتعليل لا ضابط للعقوبة عندهم والمراد بمنكر الحكمة من؟ الجهمية الذين قالوا ان المرد في ذلك الى محض المشيئة. فالله يعذب لمحض مشيئته وينعم لبحث مشيئته فلا المسيء يعذب لمعصيته ولا المطيع ينعم بطاعته وانما المرد في ذلك الى محض المشيئة واما مثبت الحكمة والتعليل فالاكثرون منهم وهم اهل التحسين والتقبيح العقليين وهو معتزلة يقول لا يعاقب على عدم المأمور لانه عدم محض. وانما يعاقب على تركه. والترك امر وجودي وطائفة منهم ابو هاشم ابو هاشم آآ والمعتزلي يقول يعاقب على هذا العدد كما يعاقب على الامور الوجودية فيكون فيكون عقاب بالالام اي ان العقاب على العدم يكون بالالام. قال ابن القيم وهذا القول الذي ذكرناه في ذكرناه قول الوسط بين قولين وهو ان العقوبة نوعان العقوبة نوعان فيعاقب على هذا العدم بفعل السيئات اذا خلا قلبه من محبة الله او او الى الاخلاص ومن الخشوع والخضوع لله عز وجل ومحبة الله وتعظيمه فان عقوبته على ذلك باي شيء تكون بان تفتح له ابواب السيئات تفتح له ابواب السيئات ويزين له عمل المعصية. فيعاقب على هذا فعل السيئات. لا بالعقوبة المؤلمة وعلى نسوا لما نسوا ما ذكروا به ماذا اصابهم؟ فتح الله عليه ابواب كل شيء حتى عصوا الله عز وجل فكانت عقوبة ترك ما خلقت لاجله من محبة الله وتعظيم وتوقيره عقوبته ان يفتح لك باب الذنوب والمعاصي فتقع فيها نسأل الله العافية والسلامة. قال ثم يعاقب على فعل السيئات الالم اذا هناك عقوبتان عقوبة على ترك ما ما خلقت لاجله بان يفتح الله لك باب السيئات. فاذا عوقبت بالعقوبة الاولى اتت بعدها العقوبة الثانية. وعقوبة الالام لا تكون لعلى ذنب لا تكون الا على ذنب بمعنى انه اذا فعل المعصي والذنب وكانت الحجة قائمة عليه اتت الالام واتت العقوبة. حتى لو حتى لو ترك ما خلق لاجله. وفعل المعاصي والذنوب وهو مثله يجهل ذلك فانه لا يعاقب حتى تقام عليه الحجة الرسالية. يقول ابن القيم ثم يعاقب على فعل السيئات الالام ولا يعاقب عليها حتى تقوم الحجة عليه بالرسالة. وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فاذا عصى الرسول استحق العقوبة التامة. وهو اولا انما عوقب بما يمكن ان ينجو من شره بعدم قيام الحجة عليه قال وهو اولا انما عوقب بما يمكن ان ينجو من شره بعدم قيام الحجة عليه او بالتوبة بعد قيام الحجة عليه. فاذا لم تقم عليه الحجة كان كالصبي الذي يشتغل بما لا ينفعه بل بل بما هو من اسباب ضرره ولا يكتب عليه قلم الاثم حتى يبلغ. فاذا بلغ عوقب ثم يكون معتاد من فعل القبائح قبل البلوغ وان لم اقبل سبب معصيته وهذا من من ادق ما بينه ابن القيم. يقول تأمل اذا اردت ان تعرف حقيقة الحال. امضي للصبي الصغير. الصبي صغير اذا تعود من صغره على اللهو والباط والامور المحرمة هو لا يعاقب على هذه الافعال الان لكن متى يعاقب؟ اذا بلغ فاذا بلغ ما كان معتاد عليه قبل بلوغه يستمر عليه بعد البلوغ فيكون سبب عصيانه الاول الذي وقع فيه وهو ترك ما خلق لاجله سبب ان يقع في السيئات بعد ذلك ثم تأتي السيئة بعد السيئة ثم تأتي الالام والعقوبات اذا اعتادت تلك المعاصي والذنوب التي كان يفعلها فكذلك ايضا الذي اعتاد قلبه على ترك المحبوبات والفظائل التي يحبها الله عز وجل فانه اذا ترك هذه الامور فتح الله له باب الشر ووكله الله الى نفسه وكله الله الى ضعفه فيقع في السيئات والذنوب ثم تأتي بعد ذلك الالام والعقوبات الدنيوية والاخروية. الدنيوية ما اصاب مصيبة كسبت ايديكم من قطع رزق ومن فقر ومن مرض ومن الام ومن كلها تأتي بسبب الذنوب. فان لم تكفر هذه المصائب هذه الذنوب تأتي يوم القيامة العقوبات الاخروية فيعذب فيها حتى تمحصه ويكون نقيا طاهرا من هذه الذنوب فيدخل الجنة او او تتداركه رحمة ربه قبل ذلك قال كالصبي الذي يشتغل لما لا ينفعه بل بما هو من اسباب ضرره. ولا يكتب عليه قلم الاثم حتى يبلغ فاذا بلغ عوقب ثم يكون ثم يكون ما اعتادوا من فعل القبائح قبل البلوغ وان لم يعاقب عليها سببا لمعصيته بعد البلوغ. ولذلك ينشأ نشأ الفتيان فينا على ما عوده ابوه قد يقول الصبي ان لا يعاقب لكن نقول تركه على هذه العادة السيئة سبب لاستمراره عليها بعد بلوغه فيعاقب على هذا الاستمرار. قال هنا فتكون تلك المعاصي الحادثة منه قبل بلوغه وان لم يعاقب عليها سبب لوقوعه فيها بعد البلوغ فيعاقب فيعاقب عليه فلم يعاقب بالعقوبة المؤلمة الا على معصية. فلم يعاقب العقول الا على معصية واما العقوبة الاولى فلا يلزم ان تكون على ذنب. بل هي جارية مجرى تولد الالام. عما يأكله ويشربه ويتمتع به فتولدت تلك الذنوب بعد البلوغ عن تلك الاسباب المتقدمة قبله. وهذا هو القول الوسط في العقوبة على العدم. اه وهو الذي دل القرآن في قوله تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون لما عن كتاب الله وعن سنة الله وعن سنة رسوله اعرضوا عن دين الله. اعرضوا عن الفطرة السوية. اعرضوا عن الحجج والبراهين النقلية والعقلية ماذا اصابهم؟ نذرهم في طغيانهم يعبهون يتخبطون في ظلالهم وفي ظلماتهم. فاخبر سبحانه عن عقوبتهم على عدم الايمان بتقليب افئدتهم وابصارهم. والان لم يؤمن لكنهم لم يشرك. لم يشرك لكن لم يؤمن ماذا فعل ما اعرض على الحق ابتلي بالباطل. ولذا النفس النفس ان لم تأمرها بالمعروف امرتك بالشر وان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية. فلابد الانسان ان يعمل الخير حتى يعتاده وحتى اذا اعتاده رغبت وعزفت نفسه عن فعل المعاصي. اما اذا تركت نفسك لشهواتها وهواها فانها لن تدع رضيا ولا آآ امرا آآ سيئا الا الا وقادتك اليه نسأل الله العافية والسلامة. قال ابن القيم فان قلت هذه في عقوبة على امر وجودي وهو ترك الايمان بعد ارسال الرسول ودعائهم ودعائه لهم. قلت الموجب لهذه العقوبة الخاصة وعدم الايمان عدم الايمان كان عدما فلما لم يؤمنوا على قول الله عز وجل بان حبب اليهم الكفر وزينه في في قلوبهم قلت الموجب لهذه العقوبة الخاصة وعدم الايمان. ولكن ارسال الرسول وترك طاعته شرط في وقوع العذاب فالمقتضي قائم وهو عدم الايمان لكنه مشروط الوقوع بشرط وهو ارسال الرسول. ففرق بين انتفاء الشيء الانتفاء بموجبه ومقتضيه وانتفاء الانتفاع شرطي بعد قيام المقتضى. بمعنى ان الامر بالايمان قبل الرسل مأمور به لكن لا يعذب على تركه. متى اذا جاء الرسل وكذبهم ولم يتبعوا. اما قبل ذلك يعني بمعنى رجل بين قوم الكافرين بين قوم كاين لم يشرك بالله عز وجل ولم يفعل كفرا لكنه لم يؤذي الله عز وجل. نقول هنا لا دعاء قبله شيء يعاقب تركه الايمان لكن لا يعاقب على على الكفر والشرك. يعاقب على تركه للايمان. ان كانت الحجة قد بلغته عوقب عقابا اخرويا وان كانت الحجة لم تبلغه فانه فانه ان مات لا يعذب حتى يرسل اليه رسولا لكن مع ذلك نقول لتركه الايمان الذي امر وبه فانه يكون سببا لوقوعه في الكفر والشرك. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. وعلى هذا يقال ان كل من اعظم الحسنات فانه سيبتلى بالسيئات. وكل من اعرض عن طريق الحق فانه سيبتلى بطريق الباطل. ولا يمكن ان تكون في طريق الا الطريقين اما الحق واما الباطل. فمن لم يشغل نفسه بالحق فانه حتما سيشغل بالباطل. فالله اذا احب للعبد زينه وفي قلبه كره اليه الكف والفسوق والعصيان. واذا حرمه الله عز وجل الخير والايمان حب الحسنات فانه حتما سيحب السيئات. ولذلك بانتكاس القلوب ومن انتكاس الفطر ان يصبح عند العبد الحق باطلا والباطل حقا كما هو حاصل تجد الكثير من الناس يرى المنكرات والشهوات والفساد يراه هو الكوى التبدل والتطور ويرى الدين الذي هو التمسك بالكتاب والسنة التخلف والرجعية. نقول هذا الرجل قد وكل لنفسه وقد خذل وهذا الرجل الذي هذا حاله هو ومعاقبة وهو لا يدري هو الان يعاقب حتى لو لم يحس بذاك هو يعاقب الان على اي شيء على ترك ما خلق لاجله. ثم تأتي بعد ذلك الالام ويأتي بعد ذلك العذاب الاخروي. نسأل الله العافية والسلامة. ثم ذكر فصل مهم. وهذا الفصل يعني اه نردده دائما ومسألة لو عذب الله عز وجل اهل السماوات واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. بل سمعت بعض مشايخ الى كان ينكر هذا الحديث والحديث صحيح ولا اشكال فيه ومعناه ان الله عز وجل لو عذب اهل سماواته لعذبهم وهو غير الظالم له لماذا؟ لانهم تركوا ما امروا بفعلهم او خلقوا لاجله. ولا يعني ذلك انه يعذبهم دون فعل او دودة ترك فان ترك الحق ترك الحق ايضا ذنب يعاقب به العبد. كما ان فعل الكفر والشرك ذنب يعاقب عليه العبد. على كل حال سيأتينا هذا الفصل الذي سيأسى يذكره ابن القيم ويذكر اجوبة اهل العلم على هذا الحديث وهل هو حجة؟ للجبرية او هو حجة لاهل سنة وذكر انه من اعظم حجج اهل السنة على اهل الباطل هذا الحديث. نعم