الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في الديوث عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ثلاثة لا يدخلون الجنة. العاق لوالديه والديوث ورجيلة النساء رواه في المستدرك والطبراني بسند قال المنذري لا اعلم فيه مجروحا قريبا منه وفيه فما الديوث؟ قال الذي لا يبالي بمن دخل على اهله قيل فمن رجله؟ قال التي تتشبه بالرجال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الديوث هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان كبيرة من عظائم الكبائر وشنيعة من عظائم الذنوب الا وهي الدياثة وهي ان يرظى والعياذ بالله المرء الخبث والسوء والفاحشة لاهله وهذا انما يصل اليه الانسان اذا تناهى في الخبث والشر والفساد واظلم قلبه اشتد مرظه في المعصية وايغاله فيها يصل الى هذه الدرجة ان ليرظى الخبث لاهله ومن خاصة الايمان ان المؤمن ملئ قلبه غيرة على حرمه وعلى اهله والمؤمن يغار غيرة عظيمة مستعد ان يضحي بكل ما يملك حفظا لشرفه وبقاء لعفته اما من يصل به الحال الى ان يرضى الخبث لاهله فهذه حال انما يصل اليها المرء اذا تناهى في الخبث والفساد ووصول المرء الى الدياثة لابد ان يكون قبله اشياء توصله اليها وتفضي به اليها ومن اعظم ما ذكر في الافظاء بالانسان الى الدياثة تعاطي المخدرات تعاطي المخدرات فان هذه تلغي غيرة الانسان تتلف اه حميته ونخوته وتجعله في هذا الحقيق ومما يذكر انه ايضا يجلب آآ الانسان هذه الخصلة الذميمة اكل لحم الخنزير اكل لحم الخنزير عموما المعصية يجر بعضها الى بعض ويفضي بعضها الى بعض والله يقول لا تتبعوا خطوات الشيطان لا تتبعوا خطوات الشيطان اورد رحمه الله تعالى حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا قال ثلاثة لا يدخلون الجنة ثلاثة لا يدخلون الجنة وهذا وعيد شديد بالحرمان من دخول الجنة في آآ خصال ثلاثة العاق لوالديه ومر معنا ترجمة خاصة في العقوق وان العقوق جاء قرين الاشراك بالله في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين والامر الثاني قال الديوث وجاء تفسيره في بعض الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقر الخبث في اهله هذا في المسند وفي غيره الذي يقر الخبث في اهله ومعنى يقره ان يعلم به ويكون مطلعا عليه فيقر ذلك يقر ذلك فهذا شنيع واسمع منهم من يجلب الخبث اليهم واشنع منهم من يجلب الخبث اليهم ومن وبعضهم من يتعاطى المخدرات يصل الى هذه المرحلة يضحي بشرفه في سبيل للحصول على آآ المخدر قال الذي يقر الخبث في اهله ورجلة النساء والمراد بالرجلة من النساء اي المتشبهة بالرجال في خصالهم وخصائصهم اوصافهم في غير العلم والايمان اما التشبه بالصالحين بالعلم والايمان بطلب العلم والاقبال على العبادة فهذا من خصال العظيمة لكن المراد التشبه بهم في خصائص الرجال اما في لباسه او في هيئته او في نطقه وحديثه قال ورجلة النساء رواه في المستدرك والطبراني بسند قال المنذري لا اعلم فيه مجروحا قريبا منه وفيه فما الديوث قال الذي لا يبالي بمن دخل على اهله الذي لا يبالي بمن دخل على اهله بمعنى انه يقر الخبث في اهله كما جاء ذلك ببعض الاحاديث قال الذي يقر الخبث في اهله قيل فما الرجلة قال التي تتشبه بالرجال فيما يتعلق بالديوث موضوع الترجمة ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الجواب الكافي قال بعد كلام سبق وهذا يدلك على ان اصلى الدين الغيرة ومن لا غيرة له لا دين له فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح فترفع السوء والفواحش وعدمها اي عدم الغيرة يميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عندها دفع البتة والغيرة في القلب كالقوة التي تدفع المرض وتقاومه فاذا ذهبت القوة ووجد الداء مكانا او وجد الداء مكانا قابلا ولم يجد دافعا فتمكن فكان الهلاك. انتهى كلامه رحمه الله. نعم قال رحمه الله تعالى باب ظلم المرأة اخرج الطبراني بسند رجاله ثقات انه صلى الله عليه وسلم قال ايما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهد او كثر وليس في نفسه ان يؤدي اليها حقها خدعها فمات ولم يؤدي اليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان قال باب ظلم المرأة ظلم المرأة اي ان يظلمها من نكحها مستغلا قوته وضعفها وقلة حيلتها فهذا فيه العقوبة الشديدة عند الله سبحانه وتعالى ومن الظلم للمرأة ان يعقد عليها على صداق ما ومن نيته وعزمه ان لا يفي باعطائهم ذلك الصداق لان بعض الناس ان يكون عليه صداق ويدفع المتيسر ويبقى في ذمته يقولون في به فيما بعد وفيه الان ما يسمى بالمؤخر يتعاملون فيه به في بعض الاماكن ويكون من نية عدم دفعه عازم الا يدفع ذلك وعاقد العزم الا يدفع ذلك فهذا ظلم عظيم المرأة ومن فعل ذلك يكون اجتمع فيه جملة من الذنوب العظيمة منها الغدر منها الغدر ومنها الظلم والجور والتعدي الاجحاف في حق اه المرأة ومنها تحصيل المنافع من هذه المرأة ولا يكون على ذلك عوض الشاهد انه اجتمع فيه بفعلته هذه جملة من الذنوب العظيمة واورد رحمه الله تعالى هذا الحديث قال اخرج الطبراني بسند رجاله ثقات انه صلى الله عليه وسلم قال ايما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر او كثر وليس في نفسه ان يؤدي اليها حقها خدعها ليس في نفسه اي قلبه بمعنى انه عازم من الاصل ان لا يعطيها الصداق فيخرج من كان عازما على اعطائها الصداق لكنه اعسر ضاقت عليه الامور ولم يتمكن فهذا له عذر تزوج وكان من نية ان ان يعطيها الصداق او المتبقي لها لكنه حصل له خسائر مثلا او اعسر او كان عمل اعمالا لم يحصل مثلا منها شيء فهذا له عذر لكن من دخل اصلا ومن نيته الا اعطي حقه مكرا وخداعا وغدرا فهذا الذي جاء فيه هذا الوعيد قال فمات اي وهو على هذه الحال ولم يؤدي اليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان وهو زان والمراد ان اثمه آآ اسمه بهذه الشناعة بهذه الشناعة من جهة انه استباح هذه المرأة اه وحقها مضيع وحقها مضيع صداقها ومهرها ضيع واستباح فرجها واستمتع بها وحقها مضيع فيلقى الله سبحانه وتعالى وهو زان اي لعظم وغنظ وشناعة آآ معصيته وذنبه نعم قال رحمه الله تعالى باب الاشارة بالسلاح على وجه اللعب عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا يشيرن احدكم الى اخيه بالسلاح فانه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار. اخرجاه ينزغ قال رحمه الله تعالى باب الاشارة بالسلاح على وجه اللعب بشارة بالسلاح على وجه اللعن السلاح من مثلا سيف او خنجر او بندقية او غير ذلك من انواع السلاح. يشير بها اي الى اخيه على وجه اللعب اي لا المزاح والمداعبة في رفع السيف او يرفع الخنجر او يرفع البندقية يصوبها الى جهته من باب المزاح معه من باب المزاح ليس جادا وانما مازحا فهذا من الكبائر هذا العمل من الكبائر وجاءت فيه احاديث واضحة ان مثل هذا الصنيع من كبائر الذنوب ولا يجوز لمسلم ان يرفع آآ حديدة او او سكينا او سيفا او غير ذلك بوجه اخيه قال عن ابي هريرة مرفوعا لا يشيرن احدكم الى اخيه بالسلاح لا يشيرن احدكم الى اخيه بالسلاح فانه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار هذا الرفع من الحكمة او من الحكم في النهي عنه ان الشيطان قد ينزغ في في في نفس من رفع هذا السلاح مازحا ينزع في يده يضرب بها اخيه ضربة تكون قاتلة له فيقع في حفرة من النار لانه قتل اخاه قتل اخاه فيكون استحق هذه العقوبة ان يكون يوم القيامة في حفرة من حفر اه النار وقوله ينزغ اي كما قال الله سبحانه وتعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم فالشيطان ينزغ يرفع يده بالسلاح ثم مثلا الشيطان يأتي الى من رفع في وجهه السلاح ويوهمه انه هذا صادق فيهجم عليه ليدافع وينزغ بينهم الشيطان حتى يقع ما لا يحمد وهذا من كمال هذه الشريعة وحفظها للدماء وابعادها للناس عن اغواء الشيطان فهذا من كمال هذه الشريعة عظمتها وحسن دفعها للسرور عن الناس فجاءت بالمنع عن مثل ذلك ولو كان على وجه المزاح واللعب نعم قال رحمه الله تعالى ولمسلم من اشار الى اخيه بحديدة فان الملائكة تلعنه حتى يردها وان كان اخاه من ابيه به وامه قال ولمسلم من اه ولمسلم من اشار الى اخيه بحديدة اي رفع الحديدة في في وجه سواء كانت سكينا او خنجرا او سيفا او غير ذلك فان الملائكة تلعنه حتى يردها حتى يردها وهذا فيه ان هذا الصنيع من كبائر الذنوب لان اللعن لا يكون الا في الكبائر قال فان الملائكة تلعنه حتى يردها. وان كان اخاه من امه وابيه وان كان اخاه من امه وابيه يعني لو كان اخ في البيت يمزح مع مع اخيه واخذ سكينا ورفعها لعنته الملائكة لعنته الملائكة. اخذ السكين او اخذ بندقية هذا يحصل يحصل في البيوت او في الرحلات مع اخوانه او مع بندقية او مع يصوبها الى اخيه ويضحك يداعبه قال لعنته الملائكة فيه لعن واللعن لا يكون الا في الكبائر اللعن لا يكون الا في الكبائر وكم من من مرة يحصل لا سيما في البندقية بعضهم يصوبها من باب المزاح ويظنها خالية ليس فيها شيء ثم يحرك الاصبع فتنطلق الرصاصة القاتلة لمن امامه ولم يكن من نيته ان يقتله لكن هذا هو نزع الشيطان الذي اخبر عنه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وانما اخذ اللاعب بهذه الطريقة جاء في حقه هذا الوعيد اللعن لما ادخله في قلب اخيه من الروعة ولا يحل لمسلم ان يروع مسلما لا يحل لمسلم ان يروع مسلما فيقع في في في قلبه روعة وخوف عندما يرفع او يشهر السلاح في وجهه او البندقية تصوب اليه فان هذا ولا شك يدخل على يدخل في قلبه شيء من الروعة هذا من جهة ومن جهة اخرى ان الشيطان ينزغ لربما اوقعه في المحظور وتردى في حفرة من النار كما في الحديث الذي قبله نعم قال رحمه الله تعالى وللترمذي وحسنه عن جابر رضي الله عنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعاطي السيف مشلولا. نعم. وفي المسند عن ابي بكرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ان مر على قوم يتعاطون السيف مسلولا فقال لعن الله من فعل هذا اوليس قد نهيت عنه؟ ثم قال اذا صلى احدكم سيفه فنظر اليه ثم اراد ان يناوله اخاه فليغمده ثم ثم يناوله اياه. قال وللترمذي ليه وحسنه عن جابر رضي الله عنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعاطي السيف مسلولا ان يكون قد اخرج من غمده ويمده الى صاحبه والسيف مسلول هذا لا شك انه خطر على آآ من مد اليه السلاح خطر عليه ونبينا عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك نهى عن ذلك حفظا للناس ودمائهم من ان يتعرضوا لشيء من الخطر حتى انه جاء عليه الصلاة والسلام ان مر انما مر بالسوء ومعه النصال فليضع يده على حافتها حتى لا يصيب بها احد. كل ذلك تجنيبا للناس وابعادا لهم عن الخطر والمضرة لما نهى عن ذلك عن تعاطي السيف مسلولا مرة مرة عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الذي بعده بقوم فوجدهم يتعاطون السيف مسلولا وكان نهى عن ذلك وجدهم يتعاطون السيف مسلولا فقال لعن الله من فعل هذا لعن الله من فعل هذا. نهاهم لما فيه من خطر ثم وجدهم يتعاطون السيف مسلولا فقال لعن الله من فعل هذا اوليس قد نهيت عنه والقاعدة ان النبي عليه الصلاة والسلام لا ينهى الا عن ما فيه شر ومضرة على الناس. بينهى عن امر فيه خير لهم قال اولم انهى عن ذلك اوليس قد نهيت عنه ثم قال اذا صلى احدكم سيفه فنظر اليه ثم اراد ان يناوله اخاه فليغمده ثم يناوله اياه ومما هو قريب من هذا الباب مد السكين مما هو قريب من هذا الباب مد السكينة الحادة بعضهم عندما يطلب منه السكين يكون اه ممسكا لها في بالمقبض ويمدها الى من طلبها بالجهة الحادة وهذا خطر على اه من تمد له السكين بهذه اه الطريقة وعندما نقرأ مثل هذه الاحاديث والله ندرك جمال هذه الشريعة وعظمتها وحسنها وكيف انها مع المسلم في كل باب تدرأ الشر وتبعد الناس عن عن الفتن وكل ما يجر اليهم اه الخطر تمنع من ذلك واذا كان مجرد التعاطي للسيف مشلولا فيه اللعن فكيف بمن يرفع السيف ويسهره على المسلمين وايضا يشهر البندقية ويرمي القذائف ويقتل في الناس ولا يبالي بالدماء اذا كان من سل السيف مسلولا وناول وصاحبه يتعاطى يعطيه اياه فيه هذا اللعن فكيف بمن يجرؤ على سل السيف واشهاره قتل المسلمين به والعياذ بالله نعم قال رحمه الله تعالى باب العصبية عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا من قتل تحت راية علمية يدعو عصبية او ينصر عصبية فقتلته رواه مسلم قال باب العصبية. العصبية هي التعصب للقوم او التعصب للهوى والانتصار للقوم حتى وان كانوا بغاة ظلمة معتدين هذي عصبية باطلة ما انزل الله بها من سلطان وادي حمية الجاهلية التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. قال عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنهم مرفوعا من قتل تحت راية اه عمية يدعو عصبية او ينصر عصبية فقد فقتلته جاهلية. فقتلته جاهلية اي يموت يوم يموت وهو على هذه الحال على خصلة من خصال الجاهلية وصفة من صفاتهم لان هذا من اعمال الجاهلية التعصبات او للقوم او الهوى او نحو ذلك من التعصبات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان نعم قال رحمه الله تعالى ولابي داوود بسند جيد عن ابن عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا فمن نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي في بئر فهو ينزع بذنبه ينزع قال ولابي داود بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا فمن نصر قومه على غير الحق اي كما تقدم عصبية للعرق او العشيرة ولو كانوا على غير حق ولو كانوا على باطل فهذا الانتصار نوع من الجاهلية وخصلة من خصالهم ولهذا تقدم في الحديث الذي قبله فقتلته جاهلية وهنا مثل لهذا النوع من اه الانتصار بهذا المثال فقال يعني هذا المنتصر كحال البعير الذي ردي في بئر ردي في بئر معنى ذلك ان مقدمة البعير في في نزلت في البئر ومؤخرته بارزة للناس فهو ينزع دنا به نعم قال رحمه الله تعالى باب من وعاء وهنا يعني هنا تنبيه على معنى مهم في في هذه القضية يعني عندما يتردى البئر عندما يتردى البعير في البئر وينشب تنشب مقدمته ويكون البارز ذنبه ذنب ذنب البعير الناشب في في البئر لا يمكن من يريد ان يخرج هذا البعير بهذا الثقل من البئر او ينزع بذنبه لكن هل نزع بذنبه يمكن من خروج هذا الجسم الثقيل اه الكبير بنزعه بالذنب وهذا يبين ان والعياذ بالله من يدخل في هذه العصبية اه الجاهلية ينشب فيها ويتوشر فيها مثل حال هذا البعير ويسلك المسالك الشديدة الشنيعة ويتوغل في هذا الامر ويتورد فيه مثل حال هذا البعير الذي دخلت مقدمته في بئر ولم يبقى الا ذنبه وينزع من ذنبه لكن هذا لا يمكن من من اخراجه. يعني المقصود والله تعالى اعلم بهذا المثل ان من يدخل في هذه عصبيات ليس من السهل ان يخرج منها الا ان عافاه الله سبحانه وتعالى وسلم قال رحمه الله تعالى باب من اوى محدثا عن علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا لعن الله من غير منار الارض رواه مسلم قال باب من اوى محدثا وتضبط ايضا محدثا وايواء المحدث بمعنى نصر البدعة والانتصار لها والحماية لها والمعاونة في نشرها وايواء المحدث اي الجاني له جناية له تعدي فيؤويه ان يحميه وينصره وهذا فيه وعيد شديد يدل على ان هذا الصنيع من كبائر الذنوب كما في هذا الحديث الذي ساقه المصنف حديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا لعن الله من غير منار الارض طول هذه الخصال اشدها ولهذا قدمت ويذبح لغير الله وهو من الشرك الاكبر الناقل من الملة. قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له والنسك الذبح فالذبح لغير الله شرك صاحبه مستحق اللعنة مستحق اللعنة بارتكابه هذه الكبيرة التي هي التي من عظائم الذنوب وكبيرها الامر الثاني لعن الله من لعن والديه لعن الله من لعن والديه وهذا فيه شاهد لما سبق ان عقوق الوالدين جاء في النصوص قرينا للشرك كما في الحديث الا انبئكم باكبر الكبائر قلنا بلى قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين. فجاء عقوق الوالدين قرينا للشرك. وهنا ايضا جاء عقوق الوالدين قرينا للشرك لان لعن الوالدين سواء كان اللعن تسببا او ابتداء من كبائر الذنوب ومن اعظم العقوق للوالدين ولعن الوالدين على طريقتين. اما ابتداء بان يوجه والعياذ بالله اللعن لوالديه مباشرة او بالتسبب وهذا وضحه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عندما قيل له وهل يسب الرجل والديه وهل يسب الرجل والديه؟ قال يسب الرجل ابا الرجل. ويسب فيسب اباه ويسب امه فيكون تسبب اه بلعن والديه عندما يلعن ابا احد فيحرك فيه غيظا فيلعن والديه فيسب اباه ويسب امه فاذا لعن الوالدين على طريقتين لعن الوالدين على طريقتين اما ابتداء او تسببا وفي كل منهما هذا الوعيد لعن الله من لعن والديه واللعن الذي هو ابتداء اشد اشد وكل منهما مستوجب اللعنة الامر الثالث لعن الله من اوى محدثا وهذا موضع اه الشاهد من هذا الحديث للترجمة وايواء المحدث الجاني بحمايته ونصرته والذب عنه وعدم تمكين اصحاب الحق والجناية من اخذ حقهم فهذا فيه هذا اللعن وفيها هذا الوعيد وموضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة قال الامر الرابع في الامر الرابع لعن الله من غير منار الارض من غير منال الارض والمنار الارض المراد بها العلامات التي تميز بها الحدود فيكون بين ملك فلان وملك فلان علامات تميز حد فلان وحد فلان. اذا غيرت هذه العلامات ادخل هذه العلامات في ارض جاره اتسعت جاره اتسعت ارضه وضاقت ارض جاره واقتطع فيها جزء من ارض جاره ظلما فهذا هذا من التغيير في في منارات الارض ايضا من التغيير تغيير العلامات التي يهتدى بها بحيث يضيع الناس على الجادة وعن الطريق فهذا ايضا مما يتناوله هذا الحديث اه بقوله لعن الله من غير منار الارض ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء اي منهم والاموات اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها مولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما ليتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين