الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والسامعين. قال مختصر رحمه الله تعالى الوجه الثالث والثالث انه سبحانه وصف نفسه بانه ليس كمثله شيء وانه لا سمي له ولا ولا كفؤ له وهذا يستلزم وصفه بصفات الكمال التي فات به بها شبه المخلوقين واستحق بقيامها انه يكون ليس كمثل كمثله شيء. وهكذا كونه ليس له سمي اي قيل يساميه في صفاته وافعاله ولا من ولا من يكافيه فيها. ولو كان مسلوب الصفات والافعال والكلام والاستواء والوجه واليدين. ومنفيا عنه مباينة العالم ومحايذته واتصاله به وانفصاله عنه وعلوه عليه وكونه يمنته او يسرته وامامه ووراؤه فكان كل عدم مثل له في ذلك. فيكون قد نفى عن نفسه مماثة الموجودات واثبت لها مماتة المعلومات. فهذا النفي على اكمل الموجودات وعلى العدم المحض. فان العدم المحض لا مثل له ولا كفؤ ولا كفؤ ولا سميك. فلو كان المراد بهذا نفي صفاته وافعاله واستوائه على عرشه وتكلمه بالوحي وتكليمه لمن يشاء من خلقه لكان ذلك وصفا له بغاية العدم. فهذا النفي واقع على العدم المحظ وعلى من كثرت اوصافه تمادي حتى تفرد بذلك الكمال فلم يكن له شبيه في كماله ولا سمي ولا كفؤ. فاذا ابطلتم هذا المعنى الصحيح تعين ذلك المعنى الباطل قطعا. وصار المعنى انه لا يوصف بصفة اصلا فلا يفعل فعل ولا وجه له ولا يد ولا يسمع ولا يبصر ولا يعلم ولا يقدر تحقيقا لمعنى ليس كمثله شيء وقال اخوانكم من الملاحدة ليس له ذات اصلا تحقيقا لهذا النفي. وقال ولاتهم لا وجود له تحقيقا لهذا النفي. واما الرسل واتباعهم فان قالوا انه حي ولو حياة وليس كمثله شيء في حياته وهو قوي وله القوة. وليس كمثله شيء في قوته وهو السميع البصير يسمع ويبصر وليس كمثله شيء في سمعي وبصري متكلم وله يدان ومستو على عرشه وليس له في هذه الصفات مثيل فهذا النفي لا يتحقق الا بصفات الكمال فانه مدح له وثناء اثنى به على نفسه والعدم المحض لا يمدح به احد ولا يكون كمالا له. بل هو انقص النقص وانما يكون كمالا اذا تضمن الاثبات وكقوله تعالى لا تأخذه سنة ولا لكمال حياته وقيوميته وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه لكمال غناه وملكه وربوبيته وقوله وما ربك بظلام للعبيد ولا يظلم ربك احدا لكمال عدله وغنائه ورحمته وقوله وما مسنا من لغوب لكمال قدرته وقوله وما يعزف عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء لكمال علمه وقوله لا تدركه الابصار لعظمته واحاطته بما سواه. وانه اكبر من كل شيء وانه واسع فيرى ولكن لا يحاط به وانه واسع فيرى ولكن لا يحاط به ادراكا كما يعلم ولا يحاط به علما فيرى ولا فيرى ولا يحاط به رؤية فهكذا ليس كمثله شيء وهو متضمن الاثبات جميع صفات الكمال على وجه الاجمال. وهذا هو المعقول في فطر الناس فاذا قالوا فلان عديم المثل او قد او قد اصبح ولا مثل له في الناس او ما له شبيه ولا من يكافيه فانما يريدون بذلك انه تفرد من من الصفات والافعال والمجد بما لا فيه غيره فصار واحدا من الجنس لا مثيل له ولو اطلقوا ذلك عليه باعتبار نفي صفاته وافعاله ومجده لكان ذلك عندهم غاية الذم والتنقص له فاذا فاذا اطلق فاذا اطلق ذلك في سياق المدح والثناء لم يشك عاقل فانه انما اراد كثرة اوصافه وافعاله واسمائه التي لها حقائق تحمل عليها فهل يقول عاقل لمن لا علم له ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا يتصرف بنفسه ولا يفعل شيئا ولا يتكلم ولا له وجه ولا يد ولا قوة ولا فضيلة من والله انه لا شأن لا شبه له ولا مثل له وانه وحيد دهره وفريد عصره ونسيج وحده. وهل فطر الله الامم واطلق السنتهم ولغاتهم الا على ظد لذلك وهل كان رب العالمين اهل الثناء والمجد الا باوصاف كماله ونعوت جلاله وافعاله واسمائه الحسنى والا فبماذا يثني عليه المثنون؟ ولاي شيء يقول اعرف خلقي به لا احصي ثان عليك انت كما اثنيت على نفسك. ومعلوم ان هذا الثناء الذي اخبر اخبر انه لا يحصيه لو كان بالنفي لكان هؤلاء اعلم به منه واشد صار له فانهم فانهم نفوا عنه حقائق الاسماء والصفات نفيا مفصلا وذلك مما يحصيه المحصي بلا كلفة ولا تعب. وقد فصله النفاة وحصروه يوضحه الوجه الرابع والثلثون. ان الله سبحانه انما نفى عن نفسه ما يناقض الاثبات ويضاد ثبوت الصفات والافعال. فلم ينفي الا امرا عدميا او ما يستلزم العدم كنفي السنة والنوم. المستلزم لعدم كمال الحياة والقيومية. ونفي العزوب والخفاء المستلزم من الخفاء كمال العلم ونفي الظلم المستلزم كمال الغنى والعدل. ونفي الشريك والظهير والشفيعي المقدم المقدم بالشفاعة المستلزم نفي كمال الغنى والقهر والملك. ونفي الشبيه المثيل والكفر المستلزم من عدم التفرد بالكمال المطلق. ونفي ادراك الابصار له واحاطة العلم به المستلزمين لعدم كمال عظمته وكبريائه وسعته واحاطته وكذلك نفي الحاجة والاكل والشرب عنه سبحانه لاستزام ذلك عدم كمال غناه. واذا كان انما نفع لنفسه العدم او ما يستلزم العدم علم انه احق بكل وجود وثبوت لا معلما ولا نقصا وهذا هو الذي دل عليه صريح العقد فانه سبحانه له الوجود الدائم القديم الواجب لنفسه الذي لم يستفيده من غيره. ووجود كل موجود مفتقر اليهم في تحققه عليه والكمال وجود كله والعدم نقص كله. فان العدم كاسمه لا شيء فعاد النفي الصحيح الى نفي النقائص ونفي المماثلة وعاد العمران الى نفي النقص. وحقيقة ذلك نفي العدم. وما يستلزم نفي العدم. فتأمل هل نفى القرآن والسنة عنه سبحانه سوى ذلك؟ وتأمل هل ينفي العقل الصحيح غير ذلك وهو سبحانه قد وصف نفسه بانه لم يكن له كفؤ كفؤا احد احدا بعد وصفه نفسه بانه الصمد والصمد السيد الذي في سؤدده ولهذا كانت العرب تسمي اشرافهم اشرافها بهذا الاسم لكثرة الاوصاف المحمودة في المسمى به قال شاعرهم الا ذكر الناعي بخير في بني اسد بعمرو بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد. فان الصمد من تصمد نحوه القلوب بالرغبة والرهبة وذلك لكثرة خصال الخير فيه. ولهذا قال جمهور السلف منهم ابن عباس الصمد الذي كمل سؤدده هو العالم الذي كمل علمه والقادر الذي كملت قدرته والحريم الذي كمل حلمه. الرحيم الذي كملت رحمته الجواد الذي كمل جوده ومن قال انه هو الذي لا جوف له فقوله لا يناقض هذا التفسير فان اللفظة من الاجتماع هو الذي سمعت فيه صفات الكمال ولا جوف له انما انما لم يكن احد كفوا له لما كان صمدا كاملا في صمديته فلو لم يكن له صفات كمال جلال ولم يكن له علم ولا قدرة ولا لا سمع ولا بصر ولا يقوم به الافعال ولا يقوم به الافعال ولا يفعل شيء البتة ولا له حياة ولا ارادة ولا كلام ولا وجه ولا يد ولا هو فوق عرشه ولا يرضى ولا يغضب ولا يحب ولا يبغض ولا هو فعال لما يريد ولا يرى ولا يمكن ان يرى ولا يشار اليه ولا يمكن ان يشار اليه لكان العدم المحض كفوا له فان هذه الصفة منطبقة على المعدوم فلو كان ما يقوله المعطلون هو الحق لم يكن صمدا. وكان العدم كفؤا له. وكذلك قوله رب السماوات والارض وما بينهما فاعبدوه اصطبر لعبادته هل تعلم انه سميا؟ فاخبر انه لا سمي له عقب قول العارفين به وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر بعبادته هل تعلم لو سميا. فهذا الرب الذي له الجند هذا فهذا الرب الذي له وهذا الجند العظيم ولا يتنزلون الا بامره. وهو المالك ما بين ايديهم وما خلفهم وما بين ذلك فهو الذي كملت قدرته وسلطانه وملكه وكمل علمه. فلا ينسى شيئا ابدا والقائم بتدبير السماوات والارض وما بينهما كما هو الخالق لذلك كله. وهو ربه ومليكه فهذا الرب هو الذي لا سميع له. لتفرده بكمال هذا الصفات والافعال فاما من لا صفة له ولا فعل ولا حقائق لاسمائه انما هي الالفاظ الفاظ فارغة من المعاني فالعدم سني له وكذلك قوله تعالى ليس كمثله شيء فانه سبحانه ذكر ذلك عقب ذكرى نعوتك ماله واوصافه فقال حاء ميم عين سين قاف كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم. لو ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم. تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض الا ان الله هو الغفور الرحيم. والذين اتخذوا من دونه اولياء الله حفيظ عليهم وما انت عليهم بوكيل الى قوله. فاطر السماوات والارض جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام ازواج يذرأكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فهذا الموصوف بهذه الصفات والافعال والعلو والعظمة والحفظ والعزة والحكمة والملك وللحمد والمغفرة والرحمة والكلام والمشيئة والولاية واحياء الموتى والقدرة التامة الشاملة والشاملة الشاملة. والحكم بين عباده وكوني فاطر السماوات والارض وهو السميع البصير فهذا هو الذي ليس كمثله شيء لكثرة نعوته واوصافه واسمائه وافعاله وثبوتها على وجه الكمال الذي لا يماثله فيه شيء. فالمثبت لصفات كماله هو الذي يصفه بانه ليس كمثله شيء. واما المعطل النافل صفاته وحقائق اسمائه فان وصف فان وصفه له بانه ليس كمثله شيء مجاز لا حقيقة له. كما يقول في سائر وصافي واسمائه. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى واله وصحبه اجمعين. قال مختصره الموصلي الوجه الثالث والثلاثون وفي الاصل الواحد والسبعون. قال انه سبحانه وتعالى وصف نفسه بانه ليس كمثله شيء. ليس كمثله شيء. وانه لا سمي له. ولا كفؤ له وهذا النفي الذي نفاه ربنا سبحانه وتعالى نفى المثلية ونفى الكفؤ ولك السمي يستلزم اثبات صفاته سبحانه وتعالى يستلزم وصفات الكمال التي فات بها شبه المخلوقين. واستحق بقيامها انه يكون ليس كمثله شيء. ولا كفؤ له ولا سمية له. وهكذا كونه ليس له سمي. اي مثيل يساميه. وهذه الايات تدل على ابطال ادعاه المعطلة. لان المعطلة اتوا على هذه الايات وانزلوها منزلة ان الله عز وجل لا مثيل له. فكل اشتراك وقع بين الخالق والمخلوق فان منفي عن الله عز وجل بهذه الاية ففروا من ان يشابه الله الموجودات فوقعوا في تشبيه بالمعدومات. لان عندما يعطل الله من صفاته فلا يثبت له صفة ولا يثبت له اسم كان شبيها بالعدم وكفئا له عدم وسميه العدم ومثله العدم. وهذا من ابطل الباطل من اعظم الكفر والضلال. فانما اراد ربنا بقوله ليس كمثله شيء اثبات كمال صفاته واثبات كمال اسمائه واثبات كمال اه انه لا سميع له ولا نظير له ولا ند له ولا كفؤ له. ولو كان المعنى انه ليس له صفة لكان كفؤه ومثيله وشبيهه ونظيره ولده العدم وتعالى الله عن ذلك علوا كثير كبيرا. فالمخلوق عندما يقال في مخلوق فلان لا سمي له لا لا يظن ان من اراد بذلك انه اراد به انه يستنقصه لانه اذا اراد بقول فلان لا سمي له اي انه تفرد بصفات لا يشاركه فيها غيره. فاذا كان المعنى انه لا يتصل بالصفات كان هذا ذما له وليس سبدحة وهكذا يقال ايضا مع ربنا سبحانه وتعالى ان الله عندما قال ليس كمثله شيء ولا كفؤ له ولا مثيل له ولا ند له انه له من الصفات ما يخالف بها المخلوقين وان ما وقع الاشتراك فيه من جهة الاسم فان من جهة الحقائق نعانيها التي تتعلق بالله عز وجل لا مثل لها ولا ولا نظير لها ولا يساميه احد في اسمائه ولا يساميه احد في صفاته سبحانه وتعالى. قال هنا ابن القيم ولو كان على الملاحي رد على هؤلاء المعطلة ولو كان مسلوب الصفات والافعال والكلام والاستواء والوجه واليدين ومنفي عنه باينة العالم ومحايدته اي لا يكون خارج العالم ولا يكون داخله لان المحاكم على اي شيء بمعنى ممازجة والمخالطة والدخول في العالم ولا متصلا ولا خارجا عنه ولا منفصلا عنه وعلو عليه وكونه يمنة ويسر امامه وراءه لكان كل عدم مثل ذلك. العدم هو الذي لا يكون الفوق ولا تحت ولا يكون يمين ولا يسار لانه لانه غير موجود هناك هناك موجودات وهناك معلومات وهناك ممتنع والمعطلة شبه الله جل بالممتنعات وشبه ايضا بالمعلومات. من باب تنزيه ان يشابه ففروا ففروا الى شر مما ففروا الى شر مما هربوا منه. فان الممتنع عندما قال ليس داخل العالم ولا خارجه هذا ممتلئ ممتنع ان يكون ليس داخل العالم ولا خارجه فهو اما ان يكون خارجا وهو الصحيح وهو الاصل واما ان يكون داخله باطل فقال ابن الله ليس بداخل عالم ولا بخارجه فشبهوه بالممتعات. وعطلوا من صفاته فلم يثبت له صفة ولا اسم فشبهوه بالمعدومات قال قال كان كل عدم مثلا له. فكان كل عدم مثلا له في ذلك. فيكون قد نفع النفس وما نفع النفس مماثلة واثبت لها مماثلة المعلومات وهذا وهذا ذم وليس مدحا وهذا ذم ليس مدحا والله ساق اياته في مقام المدح عندما ذاك ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. سبق ذلك شيئا من كماله وجلاله وعظمته وسمعه وبصره وقوته ثم قال بعد ذلك ليس كمثلي شيء وهو السميع البصير فيما سبق اي انه ما اتصل من الصفات وما تسمى من اسماء فليس له فيه مثيل يشابهه او يماثله قال فهذا النفي واقع على اكمل قال هنا فيكون قد نفى قد نفى عن نفسه مماثلة الموجودات واثبت لها مماثلة فهذا التي واقع لنا اكمل الموجودات وعلى العدم المحض. فان العدل المحض لا مثل له ولا كفى ولا سميا فلو كان المراد بهذا نفي صفات افعالي واستوائي على عرشه وتكلمهم الوحي وتكليمه لمن يشاء من خلقه لكان ذلك وصفا له بغاية الادبة تعالى الله قولهم علوا كبيرا فهذا النبي واقع على العدم المحض وعلى من كثرت اوصاف كماله حتى تبرد بذلك الكمال فلم يكن لو شبيه في كمال ولا ولا سمي له ولا كفر. فاذا ابطلتم هذا المعنى الصحيح تعين ذلك المعنى الباطن. ان ابطلتم انه لا كفؤ له ولا سمي له ولا مثيل له في كمال صفاته متصب من صفات الكمال ماذا يلزمكم؟ يلزمكم نقيضه وهو العدد اي اذا قلتم ليس لمثله ليس لمثله شيء والمراد انه لا صفات كمال له لزمكم بهذه ان تشبهوا وتمثلوه بالمعلومات فهي التي لا كفؤ لها ولا مثيل لها ولا ند لها. وصار المعنى انه لا يوصف بصفة اصلا فلا يفعل فعل ولا وجه له ولا يد ولا سمع ولا يبصر ولا يسمع ولا يعلم ولا يقدر تحقيقا لمعنى ليس كمثله شيء لان هذه الاية تشتمل اما ان له صفات الكمال وهي التي يمدح بها واما انه ليس له صفة البتة فيشبه بالمعدومات. قال وقال اخوانكم من الملاحدة اي اخوان هؤلاء المعطلة ليس له ذات اصلا ليس له ذات اصلا تحقيقا لهذا النفي ليس له ذات لانه عندما قال ليس كمثلي شيء قالوا معناها ان ليس له ذات لانه اذا اثبتنا الذات اثبتنا المماتة بالذوات فلا بد حتى نقول ليس بمثله ان ننفي الذات فلا ذات له. قال لهذا قال ولاتهم لا وجود له تحقيقا لهذا النفي. لماذا لان الوجود ايضا لفظ مشترك تقع فيه الممادلة. الوجود الان لفظ مشترك تقع فيه المماثلة. فاذا قال الله ليس بمثل شيء يلزم غلاة وغلاة معطلة ماذا؟ ان ينفوا عنه الوجود. وقد التزم بعض الكفرة من هؤلاء انهم قالوا انه لا وجود له. وهذا وهذا لازم قولهم كما قال نعيم ابن حماد الخزاعي انتهى قول الجهمية انه ليس في السماء اله ليس في السماء اله. وهذا هو قول الملاحدة انه لا وجود له لان الموجود الذي يذكرونه حقيقة لا وجود له. فهو ليس له صفة وليس له اسم وليس له سمع وانما هو وجوده وجود في اذهانهم فصار حقيقة قولهم ان انه لا وجود له. قال واما الرسل واتباعهم فانهم قالوا انه حي له حياته وليس كمثلي كمثله شيء في حياتي وهو قوي وله القوة وليس كمثلي لقوته وليس له وليس كمثله شيء في قوته هذا في جميع صفاته حي وله حياة وليس كمثله شيء في حياته سميع بصير كل ما اثبته ربنا فليس له بخيل فيما اثبته لنفسه. فاستواؤه ليس استواء المخلوق مثل استواء الخالق. وسمعه ليس كسمع سمع الخالق وهكذا في بقية صفاته سبحانه وتعالى. قال ومستوى العرش وليس له في مثلها الصفات مثيل. فهذا النفي لا تحقق الا باثبات الا باثبات صفات الكمال. عندما تنفي المثل فانه يلزمك حتى تنفي المثل ان تم ان تثبت صفات الكمال عز وجل فان هذا هو مقام المدح. اما اذا نفيت عنه الصفات ولم تثبت له صفة لم يقل ذلك مدحا وانما كان ذلك ذما حيث مثلته بالعدم الذي لا مدح فيه فانه مدح له وثناء اثنى به على نفسه والعدم المحض لا يمدح به احد العدم المحض لا للمفتاح به حد ولا يكون كمالا له بل هو انقص النقص بل الموجود اكمل من العدم نقول فيما تمثل شخص بموجود او تمثله بعدم لا شك ان الاكمل ان تمثله بموجود فالموجود اكمل من المعدوم لوجوده بخلاف العدم فهو انقص النقص. قال وانما يكون كمالا النقص متى؟ يكون كمالا اذا تضمن الاثبات بل هو وانما يكون كمالا اذا تضمن الاثبات عندما ينفي الله عن نفسه شيء من العدم فان المراد اي شيء اثبات كماله فالسنة والنوم عدم وكماله ان تثبت ضد العدم الذي لفاه. فعندما نقل الله عن نفسه وهذا قاعدة مطردة في كتاب الله عز وجل. ان كل في كتاب الله ينفي الله به عن نفسه شيئا من الصفات فان فان المراد من هذا النفي اثبات كمال الضد اثبات كمال الضد فعندما قال ربك ولا يظلم ربك احدا ليس هذا مدحا حتى يثبت معه كمال عدله. وعندما نفى ربنا عن نفسه السنة والنوم لم يكن ذلك مدحا حتى يثبت كمال الضد. فعندما تقول فلان لا ينام لا مدح فيه الا اذا كان ممن يقوم باموره وامور غيره فعندما نفى ربنا عن نفسه لا تأخذه سنة نوم لكمال حياتي ولكمال قيوميته وليس بالقرآن وليس بالقرآن نفي محض من جهة ما يسلب عنه ما يسلب عن ربنا سبحانه وتعالى والصفات ليست القرآن نفي محض وانما النفي الذي في كتاب الله يراد به يراد به كمال ضده مثل قوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه اي لكمال غناه وملك رؤيته وقوله وما ربك بظلام للعبيد لكمال عدله. وغناه ورحمته وما مس من لغوب لكمال قوته وقدرته. وما يعزب عن ربه من مثقال ذرة لكمال علمه وقوله لاتوك الابصار لكمال عظمته واحاطته بما سواه. وكذلك ليس كمثلي شيء لكمال صفاته فليس من صفاته شيء يماثله صفات خلقه. فهو متضمن لاثبات جميع صفات الكمال على وجه الاجمال وهان والمعقول في فطر الناس فاذا قالوا فطر الناس اذا قال الناس فلان عجيب مثلي ليس معناه انه انه متصل بصفاته بالعدم وانما فلان عدل مثله يراد به ان له من الصفات يرحمك الله ما لا يشاركه فيه غيره هذا هو مقام المدح اما اذا نفيت الصفات النبيت عن الصفات كلها كان ذلك ذنبا له ونقصا وليس مدحا. او قد اصبح ولا مثل له بالناس او ما له ولا بل يكافئه ولا من يكافئه فانما لذلك انه تفرد من الصفات والافعال والمجد بما لا يلحقه فيه غيره. وهذا هو مقام مدح. فعندما نفى ربنا عن نفسه المثل ونفى النظير ونفى الند ونفى السبي ونفى الكفؤ اراد لك شيء انه اتصل بصفات الكمال التي لا يشاركه فيها غيره سبحانه وتعالى لا من جهة ذاته ولا من جهة اسمائه ولا من جهة اوصاف وهل فهو متصل بصفاتي الجلال والجمال على وجه الكمال تعظيما وتقديسا. وكما قال النبي لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ولا يثنى ولا يحمد الا من اتصف بصفات الجمال والجلال والكمال على وجه الكمال ومعلوم ان هذا الثناء الذي اخبر به انه لا يحصي لو كان بالنفي لكان هؤلاء اعلو به منه واشد احصاء لهم فانه فانهم نفوا عنه حقائق الاسماء والصفات نفيا مفصلا وذلك مما يحصيه المحصي بلا كنفة اي عندما قال لا احصي الثاني عليك اي شيء على ان صفاتك ما هي التي تثبت له لا يمكن لمخلوق ان يحصيها ولو كان المراد نفي النفي عنه الصفات لامكن حصرها اعدها وقد فعل هؤلاء الملاحدة ربنا عن جميع صفاته ووصفوه بالسلب المحض وذكروا مفصلا انه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم ولا وليس بحي وليس ومنهم من يقول ينفي النقيضين ليس بحي ولا بميت ولا موجود ولا غير موجود وهؤلاء ايضا شر من اولئك. الوجه الرابع والثلاثون قال ان الله سبحانه وتعالى انما نفع عن نفسه ما يناقض الاثبات هذه قاعدة ان جميع ما نفاه ربنا عن نفسه في كتابه او نفاه رسولنا صلى الله عليه وسلم عنه في سنته فان المراد بذلك النفي كمال الضد يراد به كمال الضد. فعندما ينفي ربه ان الله لا ينام ولا ينبغي ان ينام. اراد كمال قيوميته وعندما نفى عنه السنة اراد كمال حياته قال هدى قال ان الله ثم انما نفع النفس ما يناقض الاثبات ويضاد ثبوت الصفات والافعال فلم ينف الا امرا عدميا او ويستلزم العدل كنفي السنة والنوم. المستلزم السنة المستلزمة شيء للعدم. بعدم المستلزم بعدم كمال الحياة والقيومية ينام والذي يصيبه السنة قيوميته وحياته ناقصة حياته ناقصة. فالله له الكمال المطلق. والعزوب والخفاء يستلزم نفي كمال العلم فالمراد بنفي هذا اثبات كمال علمه واثبات كمال قيومته واثبات كمال عدله عندما نفى الظلم عن نفسه فان نفي الظلم مستلزم لنفي كمال الغنى والعدل ونفي الشريك والظهير والشفيع المقدم المقدم للشفاعة المستلزم نفي كمال الغنى ان الملك الذي يشفع عنده غيره بغير اذنه يدل على ضعفه يدل على ضعفه فربنا ليس له شفيع ليس ليس له شريك وليس له ظهير وليس له شفيع يتقدم بالشفاعة دون دون اذني بل لا يشفع شافع الا باذن وهذا يدل عليه شيء على كمال قوته وغناه وملكه. قال ونفي الشبيه والمثيل والكفن مستلزم بعدم عندما تقول عندما نفى الله عن نفسه المثيل اراد اي شيء التفرد التفرد التام التفرد التام فيما الى الصفات سبحانه وتعالى وكذلك عندما نفى الكفر فانه فان اثبات الكفر والمثيل يستلزم عدم التفرد بالكمال المطلق والله له كمال اللطف عندما نفى ربنا ادراك الابصار له اذا افاد اي شيء انه اعظم واجل واكبر من ان به احد من خلقه قال ونفي ادراك البصر له واحاطة العلم به المستلزمين لكمال عدم كمال عظمته. لان من يحاط من يحاط يدل عليه شيء على عدم كمال عظمته فاذا كان لا يمكن الاحاطة به من جهة الابصار ومن جهة العلم دل ذلك عليه شيء على كمال عظمته سبحانه وتعالى. وكذلك ايضا وكذلك نفي الحاجة عندما ينفي ربنا انه لا يأكل ولا يشرب ولا ولا يحتاج لا فيه شيء يستلزم اثبات ذلك يستلزم نفي كمال غناه فان عندما نفى ربنا عن نفسه الاكل والشرب لان اكل الاكل والشرب فان ذلك يثبت به كمال غناه كمال قوته. واذا كان انما نفع لنفسه العدم او ما علم ان حق انه احق بكل وجود وثبوت لا يستلزم عدو الاقصى. اذا اذا كان رب نفى عن نفسه العدم وما يستلزم العدم ماذا يفيدنا؟ انه احق بكل وجود وثبوت لا يستلزم عدما ولا نقصا. فكل صفة ليس فيها نقص بوجه للوجوه. ولا فيها ما يستلزم النقص بوجه الوجوب. فان الله بها سبحانه وتعالى وهذا هو الذي دل عليه صريح العقل فانه سبحانه الوجود الدائم القديم الواجب بنفسه الذي لم يستبده من غير ووجود كل موجود كل الموجودات مفتقرة اليه ومتوقفة في تحققها عليه. والكمال وجود كله والعدم نقص كله. الكمال وجود كله. والعدم نقص كله فان العدم كاسمه لا شيء فعاد النفي الصحيح الى نفي النقائص ونفي اذا ما هو النفي الصحيح في كتاب الله نفي النقائص ونفي المماثلة في الكمال. يعني هذه ضوابط ما هو النفي الصحيح في كتاب الله صلى الله عليه وسلم؟ نقول النفي الصحيح النقائص ونفي المماتة بالكمال. واضح؟ نفي النقاش وفي اي شيء؟ يفيد كمال ضدها. ونفي ونفي المماثل كمال انه متفرد بكماله. فهذان النفيان موجودان في كتاب الله. نفي النقائص والتي النقائص وهذا يفيد اي شيء كمال ضدها في حق الله عز وجل. ونفي المماثلة من جهة بالكمال لتفرده بالكمال سبحانه وتعالى. قال وعاد الامران الى نفي النقص. وحقيقة ذلك نفي العدم. وما يستلزم نفي الادب. فتأمل بل هل في القرآن هل دفى القرآن والسنة عنه سبحانه وتعالى سوى ذلك؟ اي لفظ القرآن اي نفي ليس فيه اما نفي النقائص واما نفي المماثلة بالكمال. اذا هذه قاعدة تحفظها دائما ليس هناك نفي في كتاب الله وفي سنة رسول الله يخرج عن هذين النتنين فيما يتعلق بحق الله. نفي النقائص ونفي الكمال لا في النقاش مثل لا تأخذه صلة ولا نوم هذا لا في نقائص اذا ماذا تفيد هذا النفي؟ اثبات كمان الضد نفي نفي المثل والكفء والنظير والمثيل ماذا يفيد؟ النفي انه مات في كماله اي في كمال صفاته سبحانه وتعالى قال وتأمل هل ينفي العقل الصحيح غير ذلك حتى العاقل هنا يتوافق باي شيء مع القرآن فان العقل الصحيح والعقل الصريح ينفي النقائص عن ربنا سبحانه وتعالى. وايضا العقل الصريح والصحيح ينفي مماثلة الخالق في صفات كماله. وهو سبحانه قد وصف نفسه بانه لم يكن له كفؤا احد. بعد وصفه بعد وصفه نفسه بان انه الصمد والصمد هو السيد الذي كمل في سؤدده اي السيد الذي كمل في سؤدده ومن كمال السؤدد ان يكمل في الصفات التي يتصل بها وليس في صفاته نقص بوجه من الوجوب بل له من الصفات اكملها سبحانه وتعالى كما قال شاعرهم الا بكر بخير بني اسد عندما اتى الناعم وبكر بخبره بعمرو ابن مسعود وبالسيد الصمدي اي من صفات انه سيد وصمد اي وهذا السيد الصوت الذي نسبه لعم مسعود هو سيادة وصمدية بنسبة معينة وهو الذي يصمد اليه قومه في حوائجهم ويسألونه ذلك وهو سيدهم حيث انه اتصل بصفات يفضلهم بها فان الصمد من تصمد نحوه القلوب بالرغبة والرهبة وذلك لكثرة خصال الخير فيه ولهذا قال جمهور السلف الصمد الذي الصمد الذي كمل سؤدده فهو العالم الذي كمل كمل علمه والقاضي الذي كملت قدرته على هذا نقول الله الصمد في جميع صفاته بحيث انه كمل في جميع صفاته سبحانه وتعالى من جهة العلم والقوة والقدرة وجميع الصفات يصف بها فانه كمل فيها كذلك ايضا من من معاني الصمد الذي لا جوف له. والجوف يقتضي شيء يقتضي النقص. فكونه صمد اي ان له الكمال المطلق الذي لا يماثله فيه خيره فهقول لا يناقض اذا الذي لا جوف له بمعنى الذي انه بكماله فلا يحتاج الى غيره فانما لم يكن احد الكفؤ اللولب لما كان صمدا كاملا في صمديته فلو لم يكن له صفات كمال ونعوت جلال ولم يكن له علم وقدرة ولا سمع ولا بصر لم يكن ولا لا يقوم به فعل ولا يفعل شيئا بتة ولا له حياة ولا ارادة ولا كلام ولا وجه ولا يد ولا هو فوق عرشه ولا يرضى ولا يغضب ولا يحب ولا يبغض ولا يبغض ولا هو فعل ما يريد لما كان لما كان بذلك صمدا واضح؟ لكان العدم المحض كفؤا له فان هذه الصفة منطبق على المعلوم فلو كان ما يقول ما يقوله المعطلون هو الحق لم يكن صمدا وانما كان وانما كان العدم كفؤا له. اذا كان معطل من الصفات كلها لم يكن صمد وكان العدم كفؤا له. قال وكذلك قوله رب السماوات والارض وما بينه فاعبدوا الصلاة لم تعلموا له سبيلا. ذكر انه رب السماوات والارض وما بينهما وهذا اثبات اي شيء اثبات كمال الله سبحانه وتعالى حيث ملك الكون كله سبحانه وتعالى. وهذا يدل على كماله ثم قال هل تعلم سميا؟ هل هل هناك من يملك هذا الكون ويكون سميا له في ذلك؟ وان كانت هل كان سميا تدخل ايضا في جميع ما اتصل به ربنا وتسمى به فاخبر انه لا سمي له عقب قول العارفين به وما نتنزل الا بابي ربك. فهذا الرب الذي له هذا الجن العظيم ولا الا بامره وهو المالك ما بين ايديه وما خلف بين ذلك. فهو الذي كملت قدرته وسلطانه ملكه وكمل علمه فلا ينسى شيئا ابدا. هذا الذي ليس له بكماله بهذه الصفات التي ذكرها ربنا سبحانه وتعالى. فهذا هو الرب الذي لا سمي له لماذا؟ لتفرده بكمال هذه الصفة والافعال فاما من لا صفة له هو العدل ولا فعل له ولا حقائق لاسمائه ان هي الا الفاظ فارغة لا معاني لها فالعدم كفؤ له والعدم سمي له. اذا كان ليس يثبت له شيء من ذلك كان العدم سمي له وكذلك الكفو كاء وكذلك العدل كفؤ له وسمي له ومثيل له كذلك بقوله ليس كمثله شيء ذكر الله ذلك بعدما ذكر انه عزيز حكيم له ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم تكاد سيتفطرن فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربه الى ان قال فاطر السماوات فاطر السماوات والارض جعلكم من انفسكم ازواجا كمثله شيء وهو السميع البصير. ذكر صفات كثيرة تدل على كماله وعظمته. فلما اثبت ذلك كله ماذا عقب ذلك ليس كمثله شيء في اي شيء في كماله الذي اتصل به فلو كان فلو كان معطلا من هذه الصفات لاصبح مثيله العدم وسمي العدم وكفؤه العدم. قال ابن القيم خاتما هذا الفصل فهذه فهذا الموصول بهذه الصفات والافعال والعلو والعظم حفظ العزة والحكمة والملك والحمد والمغفرة والرحمة والكلام والمشيئة والولاء واحياء الموت والقدرة التامة الشاملة الى ان قال فهذا هو الذي ليس كمثله شيء لكثرة نعوت نعوته واوصافه واسمائه وافعالي وثبوتي على وجه الكمال الذي لا يماثله فيه شيء. فالمثبت لصفاته اثبت في صفاتك ماله والذي يصفه بانه ليس كمثله شيء. واما المعطل النافي لصفات وحقائق اسمائه فانه فان وصفه انه ليس كمثله شيء مجاز لا حقيقة له لماذا؟ لانه يثبت ان مثيله في هذا هو من والعدم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. اذا في هذين الوجهين ابطل ابن القيم دعوى هؤلاء وهؤلاء الملاحدة في اه تعطيل صفات الله وانهم فروا من فروا من مماثلة الخالق للمخلوقين فوقعوا بمماثلة بالممتنعات وبالمعلومات وقد قرر ذلك شيخ الاسلام في كتابه التدميرية احسن تقرير. فرحمهم الله رضي الله عنهما والله تعالى اعلم