الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال المختصر رحمه الله تعالى الوجه السادس والثلاثون قوله تعالى فغير فغير الله يبتغي حكما هو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا. وهذا يبين ان الحكم بين الناس والله وحده بما انزل من كتاب المفصل كما قال في الاية الاخرى وما وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وقال تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتابة بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وقال تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله. وقال تعالى فلا وربك لا لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقوله افظل الله ابتغي حكم استفهام وانكار يقول كيف ابتغي حكما غير الله وقد انزل كتابا مفصلا؟ فان قوله وهو الذي انزل اليكم كتابا وفصل جملة في موضع الحال وقوله مفصلا يبين ان الكتاب الحاكم مفصل مبين ضد ما يصف به من يزعم ان عقول الرجال تعارض بعض نصوصه او ان نصوصه خيلت او وفهمت خلاف الحق لمصلحة المخاطب او ان لها معاني لا تفهم ولا يعلم المراد منها. او ان لها تأويلات باطلة خلاف ما دلت عليه ظواهرها. فهؤلاء كلهم ليس الكتاب عنده مفصلات بل مجمل مؤول او لا يعلم المراد منه او المراد منه خلاف ظاهره او افهام خلاف الحق ثم قال والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من المنكرين. وذلك ان الكتاب الاول مصدق مصدق للقرآن. فمن نظر فيه علم علما يقينا ان هذا وهذا من فئة واحدة لا سيما في باب التوحيد والاسماء والصفات فان التوراة مطابقة للقرآن في ذلك موافقة له وهذا يدل على ان ما في التوراة من ذلك هو المبدل المحرف الذي انكره الله عليهم. بل ومن الحق الذي شهد له القرآن وصدقه. ولهذا قال ولهذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليه ما في التوراة من الصيام ولعابهم به ولا جعله تشبيها وتجسيما وتنفيلا كما فعل كثير من النفاة وقالوا اليهود ائمة التشبيه والتجسيم ولا ذنب لهم في ذلك فانهم قرأوا ما في التوراة والذي عابهم الله به من تأويل التحريف من تأويل التحريف والتبديل لم يعيبهم به المعطلة بل شاركوهم فيه والذي استشهد الله على رسوله صلى الله عليه وسلم به من موافقة ما عنده من التوحيد والصفات عابوهم به ونسبوهم الى التجسيم والتشبيه. وهذا ضد ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا اذا ذكروا له شيئا من هذا الذي تسميه المعطلة تجسيمه وتشبيه صدقهم عليه واقرهم ولم ينكره كما صدقهم في خبر الحبر الذي ثبت من حديث ابن مسعود وضحك تعجبا وتصديقا له وفي غير ذلك. ثم قال وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل الكلمات فما ورفيق هو الصدق وما امر به فهو عدل وهذا يبين ان ما في النصوص من خبرك فهو صدق. علينا ان نصدق به لا نعارضه ولا نعرض عنه. ولا نعرض عنه ومن عارضه لم يصدق به ولو صدقه تصديقا مجملا ولم يصدقه تصديقا مفصلا في اعيان ما اخبر به. لم يكن مؤمنا ولو اقر بلفظي مع جحدي معناه اوصافه الى معان اخر غير ما اريد به لم يكن مصدقا بل هو الى التكذيب اقرب. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. يقول ابن القيم في صواعقه فيما اختصره الموصلي. في الوجه السادس والثلاثين قوله قال قوله تعالى افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب وهذه الاية فيها رد على من يقدم العقل على النقل. من يرى ان العقول حاكمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قد ذكرنا سابقا ان القواطع العقلية عند هؤلاء المتكلمين مقدمة على القواطع النقلية وهذا فمن ابطل الباطل فاراد ابن القيم ان يبين في قوله تعالى افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب فصل ان الحكم بين الناس والحاكم بين الناس هو الله. وحكم الله بين الناس يكون بما انزله في كتاب بما اوحاه لرسوله صلى الله عليه وسلم فقد امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يحكم بين الناس بما اراه بما اراه الله عز وجل. واذا كان كذلك فمن يقدم العقل ويجعله حكما على كتاب الله وسنة رسوله فقد ابتغى غير الله حكم وابتغى غير كتاب الله حكما وابتغى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم والله يقول وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. وهنا قول وما اختلفتم فيه من شيء نكرة. جاءت في سياق الشرق بمعنى اي شيء تختلفون فيه فحكمه الى الله فتفيد العموم يدخل في ذلك ما يتعلق بالعقائد ويدخل بذاك ويتعلق بالاحكام والاخلاق والاقوال والافعال. وقال تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب وانزل معهم الكتاب الحق ليحكوا بين الناس فيما اختلفوا فيه. اذا انزل الله كتابه لاي شيء ليحكم بين الناس. واذا كان كذلك فالحكم لابد ان يكون ان يكون واضحا بينا مفصلا لا اجمال فيه ولا ايهام فيه ولا اشكال فيه. لان هؤلاء يزعمون ان القرآن مجمل. وان احكامه غير واضحة ولا بينة وانه يحتاج الى تأويل والى والى باطن لا بد من معرفته. وان هذا القرآن الاخذ بظواهره بل يقول شاعر من نحى نحوهم ان من اصول الكفر عند اصول الكفر الثمانية وذاك من اصوله الاخذ بظواهر النصوص بمجرد ان تأخذ ظواهر النصوص فانت قد وقعت في اصل الاصول الكفر اصل بالاصول وقعت في اصل الاصول كلها هذا لا شك انه ظلال عظيم. يقول القيم فقوله افغير الله ابتغي حكما استفهام انكارا يستفهم ربنا منكرا على من ابتغى حكما غير الله عز وجل والمراد بحكم الله اي حكم كتابه وحكم رسوله يقول كيف ابتغي حكما غير الله؟ والله انزل كتابه مفصلا مبينا واضحا كما قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وهو الذي انزل الكتاب مفصلة يقول مفصل يبين ان الكتاب الحاكم مفصل مبين ضد ما يصف به من يزعم ان عقول الرجال تعارض بعض نصوصه او ان نصوصه خيالات او خيلت او او ان نصوص خيلت او افهمت خلاف الحق يقولون ان نصوص القرآن ونصوص السنة بعضها خيلت او افهمت خلاف الحق لماذا افهمته؟ قال لمصلحة المخاطب حيث ان المخاطب لا يمكن يستجيب ويطيع الا بمثل هذه الخيالات ومثل هذه الخطابات. ولا شك ان هذا من ابطل الباطل. او ان لها معان لا تفهم ولا يعلم المراد منها. معان وامور لا تفهم ولا يعلم المراد منها. وهذا وصف للقرآن باي شيء بانه غير بين وغير واضح وغير مفصل او ان لها تأويلات باطلة خلاف ما دلت عليه ظواهرها. قال فهؤلاء كلهم هؤلاء كلهم ليس الكتاب عنده مفصلة لماذا؟ لان المفصل معناه الواضح المبين الذي يفصل الامور ويبينها بل هو عندهم مجمل مؤول لا يعلم المراد منه ولا يعلم وظاهره غير مراد والمراد له خلاف ظاهري وافهام او افهام خلاف الحق ثم قال تعالى واصفا والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممتلئين هما طائفتان طائفة تؤمن ان الكتاب نزل من الله وانه نزل بالحق وانه مفصل مبين مفصل مبين ومفصل مبين وطائفة اخرى المنترون الذين لا الذين يجعلون الكتاب غير موضح وغير مبين وغير مفصل وانه يحتاج الى تأويل ويحتاج الى مجاز وما شابه ذلك. قال وذلك ان الكتاب الاول مصدق للقرآن. فمن نظر فيه علم علما يقينا ان هذا وهذا من اشكاة واحدة اي كتاب ما قبله من الكتب التوراة الانجيل كل الكتب السماوية تصدق القرآن وتدل على ما في القرآن. واذا كان كذلك افاد ان هذه الكتب خرجت من مشكاة واحدة وان المتكلم بها هو هو واحد وهو ربنا سبحانه وتعالى. فمن نظر فيها بعلم فمن نظر فيها علم علما يقينيا ان هذا وهذا المشكلات الواحدة لا سيما في باب التوحيد والعقائد في باب التوحيد والاسماء والصفات فان ان التوراة مطابقة للقرآن في ذلك. موافقة له وهذا يدل على ايه؟ على ان ما في التوراة من ذلك ليس المبدل المحرف الذي كره الله عليهم بل هو من الحق الذي شهد له القرآن وصدقه. وهذا يدل على ليس جميع ما في التوراة انه محرف مبدل. بل هو حق ولم يبد ولم يحرف وما يتعلق بصفات الله عز وجل او باسمائه او ما يتعلق ايضا بتوحيده سبحانه وتعالى بل هو من الحق الذي شهد له القرآن وصدق ولهذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليه ما بالتوراة من الصفات ولا عابهم به ولا جعله تشبيه وتجسيد كما جاء ذلك الحظر من بني عيسى عندما قال يا محمد انا نقرأ في وانا نقرأ في كتبنا ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجباع على اصبع والانبياء على اصبع وسائل خلقز قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر هذا يدل عليه شيء على ان هذا اخذه بالتوراة وانها اما لم يحرض ولم يبدل فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك قال بعد ذلك ولا جعلوا تشبيها وتجسيم وتمثيلا كما فعل كثير من النفاة وقالوا يقول هؤلاء النفاة الذين وصفوا من اثبت صفات الله التجسيد والتشبيه والتمثيل ووصفوا اليهود ايضا قالوا وقالوا اليهود ائمة التشبيه والتجسيم. ولا ذنب لهم في ذلك والمعنى اليهود الذين اثبتوا شيئا من صفات الله عز وجل كما في قول الحظر عندما قال ايظع الله السماوات على اصبعه ماذا حج؟ ماذا كان حجة هؤلاء؟ قالوا ان اليهود اهل تشبيه والنبي ضحك انكارا وتعجبا لجراءة هذا اليهودي على الله حيث حيث وصوا باوصاف باوصاف البشر وانما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم من اي شيء اقرارا وتصديقا لقوله فقلبوا فقلبوا المعنى وقالوا ان اليهودي مشبه ومجسم والذي ضحك على على تمثيل الله بخلقه قال يقول ابن القيم ولا ذنب لهم في ذلك فانهم قرأوا ما في التوراة فالذي عابهم الله به من تأويل التحريف والتبديل لم يعمهم به المعطل بل والذي استشهد الله على اليهود عندما قالوا عندما امر بالدخول بدخول المسجد وان يدخلوا سجدا وان يقولوا وان يقولوا فيستغفر الله عز وجل ماذا فعلوا دخلوا على اسات مزحفون وقالوا حبة في شعيرة حبة شعيرة فهذا تبديل ولم يعيب المجسم ولم يعد الجهمية والمعطل اليهود فاليهود حرفوا في شيء واثبتوا شيء حرفوا شيء من الاحكام وشيئا من المعاني التي ارادها الله عز وجل واثبتوا من الصفات التي نطق بها احبارهم وتكلم بها مع النبي صلى الله عليه وسلم قال الذي استشهد الله والذي والذي استشهد الله على نبوة رسوله به من موافقة ما عندهم من التوحيد والصفات عابوهم به ونساو وهذا ضد ما عليه الرسول واصحاب ما عليه الرسول واصحابه فانهم كانوا اذا ذكروا له شيئا من هذا الذي يسميه المعطر اكسيما وتشبيها صدقهم عليه واقره. ولن ينكروا كما صدقوا خبر الحبر الذي اثبت ابن مسعود وضحك تعجبا وتصديقا له وقوله يجعل الله السماوات على اصبع والاراضين على اصبع اجمع الاصبع وذكر انه يظع على خمسة اصابع ثم قال وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته. قال فما اخبر به فهو صدق وما امر به فهو عدل وهذا يبين ان ما في النصوص من الخبر فهو صدق علينا ان نصدق به لا نعارضه ولا نعرض عنه من عارضه بعقله لم يصدق به ولو صدقه قد مجملا لم يصدقه تصديقا ولو صدقوا تصديقا مجملا ولم يصدقوا تصديق فصل في اعيان ما اخبر بي لم يكن مؤمنا. بل الواجب على المسلم والموحد ان يصدق جميع كما اخبر الله عز وجل به اجمالا وتفصيلا. فيؤمن به اجمالا ويؤمن به مفصلا ويثبت ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يعارض ولا يعرض عن ذلك لا بعقله ولا بهواه وانما يقول سمعنا واطعنا ويؤمن بما دلت عليه واهل النصوص وينفي التمثيل ينفي التمثيل والتكييف ويثبت ما اثبته الله بمعنى انه يثبت الالفاظ بما دل عليه من معاني فلا يجهل معانيها ولا يمثل المعاني ويكيفها وانما يثبتها كما اثبتها الله عز وجل. قال ولو اقر بلفظها مع جحد معناها وهذا الذي يفعله من؟ المفوضة. مفوضة يقرون بالالفاظ بل الجهمية. وجميع اهل الباطل يقرون الالفاظ. لكن لا فهم يثبتون الاستواء لكن معناه الاستيلاء يثبتون لفظ اليد ويكون معناها القدرة والنعمة يثبتون معنى الضحك ويقول معنى ارادة يثبتون معنى الكلام ويحرفون معنى انه خلق الكلام في فيما اراد من خلقه او ان الله تكلم به كلاما نفسانيا وعبر عنه جبريل قرآنا وتوراة وزبورا. فاهل الايمان يقرون بالفاظها مع اثبات ما دلت عليه من معاني. اما المفوضة فيثبتون الالفاظ ويكيفون يثبتون الالفاظ ويحرفون ويجحدون المعاني. قال ولو مر بلفظه مع جحد معناه او صرفه الى معنى اخر غير ما اريد به لم يكن مصدقا بل هو للتكذيب اقرب ولذلك قال شيخ الاسلام ان الطواف المخالفة هم بين اهل تخييل واهل تجهيل واهل تأويل اهل تخييل وهو الفلاسفة واهل تجهيل ومفوضة واهل تحريفهم المعطلة من الجهمية ومن نحى نحوهم من ممن عطل صفات ربنا سبحانه وتعالى نقف على السابع والثلاثين والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. هؤلاء من هم؟ اهل التخييل والتجهيل شيخ الاسلام ابن تيمية قال البخاري من اهل السنة ثلاثة اقسام اهل تخييل واهل تجهيل واهل تحريف منهم اهل التخييم الفلاسفة هم منتشرين الان الفلاسفة يقولون ما في حقيقة هذي كلها خيالات فقط بعث ونشور هذا خيال ما هي حقيقة كرره ما يسمى الان بالمفوضة الحنابلة الجدد المفوضة طائف من طواف الاشاعرة ايضا الاشعة اهل اهل تحريك واهل تفويض واضح؟ ومنه الحلب الى الجدد؟ تفوضون. ايضا اهل تحريف وهم الجهمية والاشاعرة لا تريدية وجميع الطرق تحرف وتعطل النصوص. تخيير