الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدي ولوالدينا وللسامعين. قال رحمه الله تعالى الخمسون ان هؤلاء المعارضين بين الوحي والعقل انما يدلون بنفي التشبيه والتمثيل ويجعلونه جنة لتعطيلهم فانكروا علوه وكلامه وتكليمه وغير ذلك مما اخبر الله به عن نفسه. واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم حتى ال ذلك ببعضهم الى نفي ذاته وماهيته خشية التشبيه. وقالوا هو وجود محض لا ماهية له. ونفى اخرون وجوده بالكلية خشية التشبيه وقالوا يلزمنا في الوجود ما يلزم مثبت الصفات والكلام والعلو. فنحن نسد الباب بالكلية. فينبغي ان يعلم في هذا قاعدة عظيمة نافعة جدا وهي ان نفي الشبيه والمثل والنظير ليس في نفسه صفة مدح ولا كمال. ولا يمدح به المنفي عنه ذلك بمجرده. فان العدم الذي هو اخس المعلومات وانقصها ينفى عنه التشبيه والمثل والنظير. التشبيه عنده كل الشباب الشبيه ما يحصل الشبيه ها؟ نعم. نعم. ولا يكون ذلك كمالا ولا مدحا الا اذا تضمن كون من نفى عنه ذلك قد اختص من صفات الكمال صافي بائن بها باوصاف بائن بها غيره وخرج بها عن ان يكون له فيها نظير او مثل. فهو لتفرده بها عن غيره صح ان ينفى عنه الشبه والمثيل الا يقال لمن لا سمع له ولا بصر ولا حياة ولا علم ولا كلام ولا فعل. ليس له مثل ولا شبه ولا نظير. الا في باب الذم والعين. هذا الذي عليه فطر الناس وعقولهم واستعمادهم في المدح والذم. كما قال شاعر القوم ليس كمثل ليس كمثل الفتى زهير خلق يساويه في الفضائل. فقال الفرزدق فما مثله في الناس الا فما مثله في الناس الا ملي كان الا مملك مملكا الا مملكا الا مملكا عندكم ابو امه حي ابوه يقاربه قال الفرزدق فما مثل في الناس الا مملكا ابو امه حي ابوه يقاربه. اي فما مثل في الناس حي يقاربه الا الا مملك هو خاله. فعكس المعطل المعنى فجعلوا ليس كمثله شيء. جنة يتترسون بها لنفي علوه سبحانه على عرشه تكليمه لرسله واثبات صفات كماله. ومما ينبغي ان يعلم ان كل سلب ونفي لا يتضمن اثباتا فان الله لا يوصف به. لانه عدم المحض ونفي صرف لا يقتضي مدحا ولا كمالا. ولهذا كان تسبيحه وتقديسه مستلزما لعظمته ومتضمنا لصفات كماله والا فالمدح بالعدم المحض والا فالمدح بالعدم المحض كل والا فالمدح بالعدم المحض. نعم كلا مدح ونفي يقول ايش اعد؟ والا فالمدح بالعدم المحض كلا مدح؟ كلا مدح كلا مدح كلا مدح. والا فالمدح بالعدم المحض كلا مدح. ولهذا مدح نعم كلا مدح النعمية مدح ما في اشكال ولهذا كان عدم السنة وقال ولهذا كان عدم السنة والنوم مدح وكمال في حقه لتضمنه او استلزامه كمال حياته وقيوميته ونفي اللغوب عنه كمالا الاستلزام كمال قدرته وقوته. ونفي النسيان عنه كمالا لتضمنه كمال علمه. وكذلك نفي عزوب الشيء عنه ونفي الصاحبة والولد كمالا لتضمنه كمال غناه وتفرده بالربوبية. وان من في السماوات والارض عبيد له وكذلك نفي الكفر والسمي والمثل عنه كمالا لانه مستلزم ثبوت جميع اوصاف الكمال له على اكمل الوجوه واستحالة مشارك له وفيها فالذين يصفونه بالسلوك من الجهمية والفلاسفة لم يعرفوهم من الوجوه الذي عرفته به الرسل وعرفوه به الى الخلق وهو الوجه الذي يحمدوا به ويعرفوا به ويعرف به عظمته وجلاله. وانما عرفوه من الوجه الذي يقودهم الى تعطيل العلم والمعرفة والايمان به عدم اعتقادهم الحق وحقيقة امرهم انهم لم يثبتوا لله عظمة الا ما تخيلوه في نفوسهم من السلوب والنفي الذي لا عظمة فيه ولا فضلا عن ان يكون كمالا بل ما اثبتوه مستلزما لنفي ذاته رأسا. واما الصفاتية الذين يؤمنون ببعضهم ويجحدون ببعض فاذا اثبتوا علما وقدرة وارادة وغيرها تضمن ذلك اثبات ذات تقوم بها. هذه الصفات وتتميز بحقيقتها وماهيتها سواء سموها قدرا او لم يسموها فان لم يثبتوا ذات متميزة بحقيقتها وماهيتها كانوا قد اثبتوا صفاتا بلا ذاته. كما اثبت اخوانهم ذاتا بغير صفات واثبتوا اسماء بلا معان ذلك كله مخالف لصريح العقول. فلا بد من اثبات فلابد من اثبات ذات محققة لها الاسماء الحسنى. والا فاسماء فارغة لا معنى لها لا توصف بحسن بحسن فضلا عن كونها احسن من غيرها. يوضحه الوجه الحادي والخمسون. انه سبحانه قارن بين هذين الاسمين الدالين على علوه وعظمته في اخر اية الكرسي. وفي سورة الشورى وفي سورة الرعد وفي سورة سبأ في قوله قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. ففي اية الكرسي ذكر الحياة التي اصل جميع الصفات وذكرهما وذكر معها قيوميته المقتضية. لدوامه وبقائه انتفاء الافات جميعها عنه من النوم والسنة والعجز وغيرها. ثم ذكر كمال بنكه ثم عقبه بذكر وحدانيته في ملكه. وانه لا يشفع عنده احد الا باذنه ثم ذكر سعة علمه واحاطته ثم عقبه بانه لا سبيل للخلق الى علم الى علم شيء من الاشياء الا بعد مشيئته لهم ان ثم ذكر سعة كرسيهم منبها به على سعته سبحانه وعظمته وعلوه. وذلك توطئة بين يدي علوه وعظمته. ثم اخبر عنك ولاقتدائه وحفظه للعالم العلوي والسفلي من غير اكتراث ولا مشقة ولا تعب. ثم ختم الاية بهذين الاسمين الجليلين الدالين على علو ذاته وعظمة في نفسه وقال في سورة طه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. وقد اختلف في تفسير الظمير في به. فقيل هو الله سبحانه اي لا يحيطون بالله علما وقيل هو ما بين ايديهم وما خلفهم. فعلى الاول يرجع الى العالم وعلى الثاني يرجع الى المعلوم وهذا القول يستلزم الاول من غير عكس. لانهم اذا لم يحيطوا ببعض معلوماته المتعلقة بهم فان لا يحيطون علما به سبحانه او لا. وكذلك الظمير في قوله ولا يحيطون بشيء من علمه يجوز ان يرجع الى الله. ويجوز ان يرجع الى ما بين ايديهم وما خلفهم اي ولا يحيطون بشيء من علم ذلك الا بما شاء. فعلى الاول يكون المصدر مضافا الى الفاعل. وعلى الثاني يكون مظافا الى المفعول. والمقصود انه لو كان العلي العظيم انما يريد اتصافه بالعلمة بالعلم والقدرة والملك وتوابع ذلك كان تكريرا. وان ذكر فان ذكر ذلك مفصلا. ابلغ من الدلالة عليه بما لا نفهم الا بكلفة. وكذلك اذا قيل ان علوه وعظمته مجرد مجرد كونه اعظم من مخلوقاته وافضل وافضل منها. فهذا هظم عظيم لهاتين الصفتين العظيمين العظيم مأتين وهذا لا يليق ولا يحسن ان يذكر ويخبر به عنه الا في معرض الرد لمن توا بينه وبين غيره بالعبادة والتأله. كقوله تعالى قل الحمد لله. قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير اما وقول يوسف الصديق اارباب متفرقون خير؟ ام الله الواحد القهار؟ هذا السياق يقال في مثله ان الله خير مما سواه. واما ان يذكر ما لك الكائنات ويقال مع ذلك انه افضل من مخلوقاته واعظم من مصنوعاته فهذا ينزه عنه كلامه. وانما يليق هذا بهؤلاء لهؤلاء الذين يجعلون لله مثل السوء في كلامه ويجعلون ظاهره كفرا تارة وضلالة اخرى وتارة تجسيما وتشبيها يقولون فيما لا يرضى احدهم ان يقوله في كلامه. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الموصلي رحمه الله تعالى في مختصر الصواعق الوجه الخمسون قال ان هؤلاء المعارضين بين الوحي والعقل انما يدلون بنفي التشبيه والتمثيل ويجعلونه جنة لتعطيلهم. اي ان حجة هؤلاء المعطلة وحجة هؤلاء الذين يعارضون بين الوحي والعقل انما يدلون بحجة باطلة وهي حجة ان باثبات الاسماء والصفات فيه تشبيه فيه التشبيه والتمثيل فانكروا علوه وكلامه وتكليمه وغيره مما اخبر الله به عن نفسه واخبر رسوله حتى الذات بعضهم الى ان الى نفي ذاته وماهيته خشية التشبيه. فدعوى المعطلة اننا اذا اثبتنا لله عز وجل صفة فان اثبات الصفة يدل عليه شيء على انه ممات لخلقه وانه مشابه لخلقه. فاذا قلت سميع فالمخلوق يسمع. واذا قلت بسيط فالمخلوق يبصر. واذا قلت باثبات اسماء وصفات شبهت بخلقه والله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فهذه حجة المعطلة انهم عطلوا الله عز وجل بحجة وجنة ان اثبات الصفات يقتضي التمثيل والتشبيه والمماثلة. فانكر جميع ما يليق بالله عز وجل بهذه الدعوة الباطلة بل ان ببعضهم ان انكر ونفى ذات ربنا سبحانه وتعالى لان اثبات ذاته ايضا في مماثلة اذا اثبت ذاتا فالمخلوقات يظل لها ذوات فيلزم من هذا الاثبات الممد حتى انتهى بهم القول الى ان قالوا انه ليس داخل العالم ولا خارج العالم قال وقالوا وجود محض وجود محض لا ماهية له. هو موجود لكن لا مهية له والمهية ليس له حقيقة فهو الوجود المطلق فلنتى اخرون وجودا بالكلية نفى وجوده بالكلية خشية التشبيه وقالوا يلزمنا في الوجود ما يلزم مثبتة الصفات اذا اثبت الوجود يقال الوجود لكم مشترك واللفظ المشترك ان يكون الوجود يطلق على عدة على على كثير من خلقه. فانا موجود وانت موجود وفلان موجود والارض موجودة والسماء موجودة هذي كلها موجودات فاذا اثبت الوجوه الى الله اذا اثبت الوجوه لله عز وجل لزمك ان تشبهه بهذه المخلوقات في لفظ الوجود فانت بهم الحال الى انهم نفوا وجوده ايضا. وقالوا يلزمنا في اثبات الوجود ما يلزم مثبت الصفات والكلام والعلو فنحن نسد الباب الكلية ولذا كان يقول جهم لا اقول ان الله سبحانه وتعالى لا اقول ان الله سبحانه شيء لان ذلك تشبيه له بالاشياء. يقول لا اقول ان الله شيء لان اذا قلت ان الله شيء وش يرز من ذلك فان الله مماثل للاشياء وشبيه للاشياء. والنبي يقول لا شيء غير من الله عز وجل فينبغي ان يعلم في هذا قاعدة عظيمة نافعة جدا هنا قاعدة قعدها شيخ الاسلام ابن تيمية في وقعدها ابن القيم وقعدها للعلم وهي قاعدة ان ان نفي التشبيه لكن ليس له في نفسه صفة مدح عندما تنفي عندما تقول فلان ليس له شبيه وليس له مثيل ولا نظير ليس في نفسه صلة مدح حتى تثبت ما لا ما يكون له وحده دون غيره. اما اذا قلت ليس بشيء لا مثيل له ولا شبيه له ولا نظير له. هذا اللفظ مشترك يقال هذا للعدم ويقال ايضا هذا بالموجود فليس يقول وهو ان نفي انت شبيه. والمثل والنظير ليس في نفسي صفة مدح ولا كمال ولا يمدح به المنفي عنه ذلك مجرد فان العدل المحض الذي هو اخس المعلومات وانقصها ينفى عنه ايضا الشبيه والمثل والنظير. ولا يكون نفي الشبيه والمثيل والنضر. كمال مدحا الا اذا تضمن كون من نفي عنه ذلك قد اختص من الصفات بصفات الكمال باوصاف باين بها غيره لابد عندما تقول فلان لا شبيه له لابد ان تثبت له شيئا من الكمال لا يشاركه في ذلك الذي نفيت عنه اما اذا قلت فلان لا شبيه له ولا يضل له ولا مثل له قد تكون تشبه بايش؟ بالعدم الذي ليس له بثيل قال ولا يكون ذلك كمالا اي نفي الشبيه والنضول مثل ولا مدحا الا اذا تضمن كون من نفي عنه ذلك قد اختص من صفات الكمال باوصاف باين بها غيره. وخرج بها عن وخرج بها عن ان يكون له فيها نظير او مثيل فهو لتفرده بها عن غيره صح ان ينفى عنه الشبيه والمتين. اذا متى يكون مدحا اذا كان متصل بصفات لا يشاركه فيها غيره. ويختص بها كمالا ومدحا ولا يقال لمن لا سمع له ولا بصر له ولا حياة ولا علم له ولا كلام ولا فعل ليس له مثل ولا شبه ولا نظير الا في باب الذنب والعين اذا كان ليس له من صفات الكبال شيء وقلت فلان ليس له شبه ولا يضيع المثال اصبحت ايش؟ تذمه وتمدحه اصبحت تذمه وتعيبه وانه ليس له مثيل في هذه الصفات التي هي صفات نقص فعندما نقول انه لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يرى ولا يفعل ثم قلت ليس له شبيه اي في مظلمته به لان هذه الصفات صفات ذم وليست صفات مد. قال وهذا الذي فطن الناس وعقولهم واستعمالهم في المدح والذنب كما قال شاعر القوم وهو اوس ابن حجر هو شعب جاهلي وهو قال ابو حيان والالوس وغيرهم يقول ليس كمثل الفتى زهير ليس كمثل الفتى زهير خلق يساويه الفضائل هل يمدح زهير؟ قل ليس كمثل الفتى زهير خلق يساويه الفضائل تقيد متى اصبح مدح لذم هنا؟ ها مدح للذم؟ مدح لماذا اثبت الفضائل عندما اثبت الفضائل فهذا لي شيء انه يمدحه بذلك. ليس كمثل الفتى زهير خلق يساويه في الفضائل فافاد ان هناك فضائل يختص بها ولا يشاركه فيها غيره فاصبح بذلك مدحا له في قوله ليس كمثل الفتى زهير. لكن لو قال ليس من فتى زهير خلقه يساويه ولم يكن الفضائل احتمل ذما هو انه ليس هناك من سويه بمعنى حتى العدم قد لا يساويه بل العدم يكون افضل منه. وقال الفرزدق الفرزدق همام ابن غالب التميمي فما مثل في الناس الا وملكا ابو امه حي ابوه يقاربه. مدح المملك ومن مدح ابوه يعني الملك وابو امه يعني مدح ابو الملك وهو عبد الملك ابن هشام ابو امي هذا المملك هو ابو يعني المملك هو الذي هو خاله هو عبد الملك ابن هشام الخليفة فهو يمدح هذا راه نملك الخليفة شعب ملك وخاله الذي ابوه ابو امه ابراهيم هشام المخزومي. فاراد ان يمدحه ليس مثله في الناس فهنا مملكه الخليفة واب امه كالذي حي لابوه يقاربني ليس هناك من يقارب هذا في هذا الوصف. من جهة خاله خاله ذو الفضائل. ومن جهة والخليفة عبدالملك الذي هو ابو هو ابو امي هذا ابو امي هذا فهو يمدحه بانه ليس له مثيل يقاربه اي فما بترك الناس حين يقاربه الا مملك هو خاله الا مملك هو خاله اي ليس في الناس تمابط بالناس الا وملكه. من الذي يشبهه فقط الا دول خليفة لا يشبه هذا الرجل في الناس الا الخليفة. ابو امه حي ابوه يقاربه. اي ان الذي يشابه هذا الرجل فقط هو هو الخليفة قال ايتما مثل اي فما مثله اي كما مثل في الناس حي يقاربه الا مملك هو خاله. فخال من ايه ده؟ فعكس المعطلة المعنى فجعلوا معنى ليس كمثله شيء جنة يتترسون بها لنفي علوه سبحانه على عرشه تكليم رسله واثبات صفات كمالي. مع ان الاصل في نفي الشبه المثيل اي شيء الناصبة مدح واذا قلنا ليس كمثله شيء فانا نثبت له صفات الكمال وننفي عنه المثيل والنظير والشبيه فليس هناك من يماثله وليس هناك من يكافئه سبحانه وتعالى في صفات كماله وفي نعوت جلاله سبحانه وتعالى. قالوا مما ينبغي ان يعلم ان كل سلب في القرآن او في السنة ان كل سلب ونفي لا يتضمن اثباتا فان الله لا يوصف به مثلا جاء في القرآن جاء في القرآن ايات فيها النفي مثل لا تأخذه صلة ولا نوم لو هل تسير النوم هنا مدح متى تكون مدح اذا تضمنت كما لا بد ولذلك قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم فاثبت له كمال الحياة واثبت له كمال قيومية ثم نفى عنه السنة والنوم التي تنافي حياته وقيوميته سبحانه وتعالى ولا ولم يأتي بكتاب الله عز وجل نفي محو ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم نتي امه بل كل نفي جاء في الكتاب والسنة فانه يتضمن مدحا يتضمن ما يقابل ذلك النفي فين نفى عن نفسه الفقر فله كمال الغنى. وان نفع عن نفسه الضعف فله كمال القوة. وان نفى عن نفسه السنة فله كمال الحياة والقيومية وهكذا قال ولهذا كان تسبيحه وتقديسه مستلزما لعظمته ومتضمنا لصفات كماله والا فالبدح بالعدم المحض كلا مدح المدح بالنفي بالنفي المدح بالعدل المحض ليست هنا ليس بشيء نقول هذا مدح هذا ما هذا نفي محو فليس فيه مدح البتة والا فالمدح بالعدم المحض كلا مدح. ولهذا كان عدم السنة والنوم مدحا وكمالا في حقه لتظمنه او استلزامه كما حياته وقويوبيتي ونفي اللغوب كم عنه كمالا لاستلزامك ما لا قدرته وقوته سبحانه وتعالى ثم ولكن النسيان ايضا كما نجد كمال لتضمنه كمالا لعلمه. عندما يقول ان الله لا تأخذ سنة نوم افاد كمال قيوميته وعندما نقول ايضا ان الله لا ينام ولا ينبغي لمن ينام المعنى. كذلك ان الله عز وجل لا ينسى كمال اي شيء كمال علمه سبحانه وتعالى وكذلك نفي عزوب الشيء عنه لا يعزب عنه اي ليس هناك ما يغيب عنه سبحانه وتعالى لكمال لكمال علمه وقدرته وكذلك نفي الصاحب والولد لكمال لكمال غناه وتفرده بالربوبية. اذا كل سلب جاء في كتاب الله نفاه الله عن نفسه او كل نفي نفاه الرسول عن ربنا فالمراد به كمال الضد وليس النفي المحض مدحا. يكون مدحا اذا تضمن كمال ضده ثم قال لان مستلزم ثبوته جميع اوصاف الكمال له على اكمل الوجوه واستحالة مشاركا له فيها اذا عندما ننفي عن ربنا الشبيه والمثيل والنظير والكفؤ فاننا نريد بذلك اثبات صفات كماله وجلاله فبدل وعطل وخالف المعطلة فجعلوا ما يدل على اثبات الصفات كماله سببا في تعطيل صفات كماله فالذين يصفون بالسلوب من الجهمية والفلاسفة لم يعرفوا من الوجه الذي عرفته به الرسل وعرفوه وعرفوا وعرفوه بالحاء الخلق الذي عرفه الرسل وعرفوه به للخلق وهو الوجه الذي يحمد به ويعرف به عظمة وجهه وذلك عند المعطلة انهم يثبتون اجمالا وينفون تفصيلا. فيقول الله عز وجل ليس بجاهل وليس وليس بفقير وليس بضعيف. لكن لا يثبت بذلك كمال الضد اما اهل السنة فيثبتون مفصلا وينفون اجمالا وكل نفي جاء فيه نفي سلب او نقص فان المراد وكمال ضده وايات النفي والشبيه والمثل والنظير والكفر هي لاثبات صفات كماله سبحانه وتعالى قال وحقيقة ان النوم لم يثل الله عظمة الا ما تخيلوه في نفوس من السلوب والنفي. الذي لا عظمة فيه ولا مدح فظلا ان يكون كمال بل ما اثبتوا مستلزما لنفي ذات رأسا. واما الصفات هي من هم الصفاتية؟ المتكلم الاشاعي وغيرهم الذين يؤمنون ببعض ويجهل بعض فاذا اثبتوا علما وقدرة وارادة وغيره تضمن ذاك اثبات ذات تقوم بها كهذه الصفات وتتميز بحقيقتها وماهيتها. سواء سموه قدرا او لم يسموه. فان لم يثبتوا ذاتا متميزة بحقيقتها فهو ماهيته كانوا قد اثبتوا صفات بلا ذات. كما اثبت اخوان ذاتا بغير صفات واثبتوا اسماء بلا معان كما فعل ذلك المعتزلة فالصفاتية الصفاتية الذين الذين اه يثبتون بعض الصفات ويجحدون بعض الصفات هم اما ان يثبتوا صفاتا بلا ذات كما اثبت اولئك ذاتا بلا صفات وكلاهما مخالف لطريق الحق وما عليه اهل السنة وما عليه المسلمون. فالصفاتية هم هم من يثبت بعض الصفات ويترك اعضاء الصفات نسبت هذه هذه النسبة لمن يثبت صفات الخلق تعالى على ما على ما لا على ما يليق بالكمال والجلل وهو مما اطلق على اهل السنة ولي من سلف هذه الامة مقابل معتزل وغيره ممن ينفي الصفات ويعطل وقد تطلق التسمية ايضا على من على من ينبع الصفات ويجحد بعضها كما هو عند الاشاعرة والماتريدية. من الصفات يطلق هنا في هذا المقام يطلق على الاشاعرة والماتروريدية ومن يثبت بعظ الصفات وينفي صفات اخرى ثم قال بعد ذلك كانوا قد اثبتوا صفاتا بلا ذات كما اثبت اخوانهم اي الجهمية ذاتا بغير صفات واثبت اخوان المعتزلة اسماء بلا معاني. وذلك كل مخالف لصريح العقول فلابد من اثبات ذات محققة لها الاسماء الحسنى والا فاسماء فارقة لا معنى لها لا توصف بحسن الفضل عن كونها احسن من غيرها يوضحه اي لابد اذا اثبت الاسباب فيلزمك مع اثبات الاسماء ان تثبت معانيها وان تثبت على ما دلت عليه من اكمل المعاني والا اسماء لا معنى لها فانها لا حقيقة لها ولا فضل فيها ولا مدح فيها قال الوجه الحاد والخمسون انه سبحانه قرن بين هذين الاسمين العلي العظيم الذي يدل على علوه وعظمته. كما قال في اخر سورة الشورى واية الكرسي والرعد قال قالوا قال الحق قالوا الحق وهو العلي الكبير. قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. وقال تعالى وهو العلي العظيم هذه الايات تدل على ان الله يجمع في فيما امتدح به نفسه ان له العلو وله العظمة كما في اية الكرسي ذكر الحياة هي اصل جميع الصفات وذكر معها قيوميته المقتضي لدوامه وبقائه وانتفاء الافات جميعا من والسد والعجز وغيرها ثم ذكر كمال ملكه ثم عقه بذك الوحدانيته في ملكه وانه لا يشفع عنده احد الا باذنه ثم ذكر سعة علمه واحاطته ثم عقبه بانه لا سبيل الخلق على علمه شيء من الاشياء التي الا بعد مشيئته لهم ان يعلموه ثم ذكر سعة كرسيه منبها به على سعته سبحانه وعظمته وعلوه وذلك توطئة بين يدي علوه وعظمته ثم اخبر عن كمال اقتداره وحفظ العالم العلوي والسفلي من غير اكتراث ولا مشقة ولا تعب. ثم ختم الاية بهذين الاسمين العظيمين لا يود حفظهما وهو العلي العظيم اسم العلي واسم العظيم. الدالين على علو ذاته وعظمته في نفسه. وقال في سورة طه في خاتمته قال يعلم بين ايديهم ولا يحيطون به علما اي لا يحيط العباد به ادراء علما اي معرفة حقيقة صفاته وكرهها وما يليق به سبحانه وتعالى فهو فقيل هو الله سبحانه اي ولا يحيطون علبة وقيل هو وقيل وما بين ايدي وما خلفهم فعلى الاول يرجع للعالم قال الثاني يرجع الى المعلومة يرجع الى الان بمعنى ولا يحيطون به علما يعود على الله قولا والقول الاخر يعود على المعلوم. يعني اما ان يعود الى الله فلا يحيط احدا بالله عز وجل من جهة كره صفاته وكماله وحقيقة المعنى يتصل بها سبحانه وتعالى. وقيل يرجع الى المعلوم اي الى المخلوقات فلا احد يستطيع ان يحيط بما خلق الله عز وجل قال وهذا القول يستلزم الاول من غير عكس لانك اذا كنت لا تحيط بالمخلوق فانداب اولى الا تحيط بالخالق اذا كنت لا تحيط بالمخلوق وهو بمقدور المخلوق فمن باب اولى الا تحيط علما بخالقه. لانهم اذا لم محيط بعض معلوماته المتعلقة بهم فان لا يحيطون علما به سبحانه او لا. واضح؟ وكذلك الظمير في قوله ولا يحيطون بشيء من علمه يجوز ان يرجع الى الله ويجوز ان يرجع الى ما بين ايديه وما خلفهم واضح؟ يعني يعلم خلفهم وقوله لا يحكم بشيء من علمه هل به هذا يعود الضمير هنا على العالم او على المعلوم ان قلنا لو يعود الى الله عز وجل فلا احد يحيط بعلم الله عز وجل وان كنا وان كان المعنى بالمخلوقات فمن باب اولى ان يقارض في الخالق ولا يحيطون بشيء من علمه يجوز ان يرجع الى الله ويجوز ان يرجع الى ما بين ايديه وما خلو من مخلوقات والمخلوقات التي خلقها الله لا يستطيع احد ان يحيط بجميع مخلوقات الله في البحار مثلا اكثر من ثمان مئة امة ولا يعلم تلك المخلوقات الا ربنا سبحانه وتعالى بل في تحت الارض هذه من المخلوقات التي لا يعلمها الا الله عز وجل. فاذا كان لا يستطيع يدرك ويحيط بمخلوقات الله من باب اولى الا يحيط بخالقها والعالم سبحانه وتعالى. والمقصود انه لو كان العلي العظيم انما يريد به اتصاب العلم والقدرة والملك وتوابع ذلك كان تكريرا فان ذكر ذلك فان ذكر لك مفصلا فان ذكر ذلك مفصلا ابلغ من الدلالة عليه بما لا يفهم الا بكلفة. وكذلك اذا قيل ان علوه وعظمته مجرد كونه اعظم من مخلوقاته وافضل منها اذى هضم عظيم لهاتين الصفتين. بل له العلو المطلق في ذاته وفي اسمائه وفي صفاته العلو المطلق في اي شيء يعود على الله فان له منه اعلاه سبحانه وتعالى اي اكمله واجله واعظمه وهو العظيم في كل ما اتصل به وتسمى به فله العظمة المطلقة سبحانه وتعالى وهذا لا يليق واما ان يقال ان المعنى هو افضل المخلوقات مخلوقاته فهذا ليس ليس آآ ليس آآ ليس ادراكا لمعنى هذا الاسم العظيم فهو العلي عظيم. فهذا هضم عظيم لهاتين الصفتين العظيمتين وهذا لا يليق ولا يحسن ان يذكر ويخبر به عنه الا في معرض الرد لمن سوى بينه وبين غيره في العبادة التالية. كقوله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير الا يشركون. في هذا المقام يقال ان الله خير مما خير. اما في باب مدح الثناء فان المراد وهو العلي العظيم ان تأخذ هذا الاسم او تأخذ هذين الاسمين فتنطلق بهما في كل ما اضيف الى الله عز وجل ان له منه العلو والعظمة وانه العظيم في اسمائه العظيم في صفاته العلي في كل ما اتصل به وما تسمى به وما تعلق بافعاله فله العلو المطلق سبحانه وتعالى. الى ان قال فهذا السياق يقال في مثله ان الله خير مما سواه. واما بعد ان بعد ان ان يذكر ملك الكائنات ويقال بعد ذلك انه افضل مخلوقاتي واعظم مصنوعاته فهذا ينزه عنه كلامه وانما يليق هذا بهؤلاء الذين يجعلون لله مثل السوء في كلامه ويجعلون ظاهره كفرا تارة وضلالة اخرى وتارة تجسيم ويقولون فيه ما لا يرضى احدهم ان يقوله في كلامه. اذا معنى كلامه تعالى ان هذين الاسمين اشتملا على جميع المعاني التي في اسماء الله وصفاته اذا قلت الله سميع فله من ذلك اعلى اعلى كمال السمع واعظم واعظمه وكذلك في بقية صفاته سبحانه وتعالى وهذا ما اراده ابن القيم ان ليس المعنى ان العلم العظيم الذي هو اعلى من اعلى من خلقه واعظم من خلقه بل له العلو المطلق والعظمة المطلقة باسمائه وفي صفاته بل في ذاته بل في افعاله سبحانه وتعالى هذا الذي يدل عليه هذا هذا يدل عليه هذان الاسمان والله تعالى اعلم