الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال المختصر الله تعالى وقالت الفرقة الناجية حزب الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام كيف يطمع كيف يطمع يطمع في الرد على عدو الله من قد شاركه في اصله او في بعض شعبه. فان عدو الله الصلاة معارضة النص بالرأي. فرتب على تأصيل هذه الاسئلة وامثالها فمن عارض النقل بالعقل فهو شريكه من هذا الوجه فلا يتمكن من رد التام عليه. ولهذا لما شاركه زنادقة الفلاسفة والمنجمين والطبيعيين في هذا الاصل انكروا وجوده ووجود ادم والملائكة فضلا عن قصته امره بالسجود وايبائه وما ترتب عليها. ولما انكرت الجبرية هي الحكمة والتعليل والاسباب عجزوا عن جواب اسئلته. وسدوا على نفوسهم باب استماعها والجواب عنها. وفتحوا باب مكابرة العقول الصريحة في انكار لتحسين العقل وتقبيحه وان كان الاسباب والقوة الطبائع والحكم والغايات المحمودة التي لاجلها يفعل الرب ما يفعله وجوزوا عليه ان يفعل كل شيء وان يأمر بجميع ما نهى عنه وينهى عن كل ما امر به ولا فرق عنده البتة. بين المأمور والمحظور. والكل سواء في نفس الامر. ولكن هذا صار حسنا بامره لا انه في نفسه وذاته حسن. وهذا صار قبيحا بنهيه لا انه في نفسه وذاته قبيح ولما اصلت القدرية. انكار عموم قدرة الرب سبحانه ومشيئته لجميع الكائنات. واخرجت افعال عباده خيرها وشرها عن قدرته ومشيئته لخلقه. واثبتت لله تعالى شريعة شريعة بعقولهم حكمت عليه بها واستحسنت منه ما استحسنته من انفسها واستقبحت منه ما استقبحته من انفسها وعرضت بين الادلة السمعية الدالة على خلاف ما اصلوه وبين العقل ثم من رد على عدو عدو الله فعجزوا عن الرد التام عليه. وانما يتمكن من رد عليه كل الرد من تلقى اصوله عن مشكلات الوحي ونور النبوة ولم ولم يؤصل اصلا برأيه. فاول فاول ذلك انه علم ان هذه الاسوية ليست من كلام الله الذي انزله على موسى وعيسى مخبرا بها عن عدوه كما فاخبر عنه في القرآن بكثير من اقواله وافعاله وادخال بعض اهل الكتاب لها في تفسير في تفسير التوراة والانجيل هو كما تجد كما تجد بالمسلمين من يدخل في التفسير في تثير القرآن كثيرا من الاحاديث والاخبار والقصص التي لا اصل لها. واذا كان هذا في هذه الامة التي هي اكمل الامم وعلوما وعقولا فما ظنوا باهل الكتاب. الوجه الثاني ان يقال لعدو الله قد ناقضت في اسئلتك ما اعترفت به غاية المناقضة. وجعلت ما اسلفته من التسليم والاعتراف مبطلا لجميع اسئلتك متضمن للجواب عنها قبل ذكرها وذلك انك قلت ربي بما اغويتني لازين لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين. الا عبادك منهم المخلصين. فاعترفت بانه ربك وخالقك ومالكك وانك مخلوق له مرغوب تحت اوامره ونواهيه. انما شأنك ان تتصرف في نفسك تصرف العبد المأمور المنهي المستعد لاوامر سيده ونواهيه. وهذه هي الاية التي خلقت لها وغاية الخلق وكمال سعادتهم. وهذا الاعتراف منك بربويته وقدرته وعزته يتضمن اقرارك بكمال علمه وحكمه وغناه وانه في كل ما امر عليم حكيم لم يأمر عبده لحاجة منه الى ما امر به عبده ولا نهاه بخلا عليه بما نهاه. بل امر بل بل امره بل امره رحمة منه به واحسان اليه. بما فيه صلاحه في معاشه ومعادي وما لا صلاح له الا به. ونهاه عما في ارتكابه فساد فيما معاشه ومعاديه فكانت نعمته عليه بامره ونهي اعظم من نعمته عليه بمأكله ومشربه ولباسي وصحة بدنه بما لا نسبة بينهما كما قال سبحانه في اخر قصتك مع الابوين يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير. ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون فاخبر سبحانه ان لباس التقوى وزينتها خير من المال والرياش والجمال الظاهر. والله تعالى خلق عباده وجمل ظواهرهم باحسن تقويم. وجمل بواطنهم بهداية اية من الصراط المستقيم. ولهذا كانت صورتك قبل معصية ربك من احسن الصور وانت مع ملائكة الاكرمين. فلما وقع ما وقع جعل قبح صورتك صورتك وشناعة منظرك مثلا يظرب لكل قبيح. كما قال تعالى طلعها كانه رؤوس الشياطين فهذه اول نقدة تعجلتها من في من معصيته ولا ريب انك تعلم انه احكم الحاكمين واعلم العالمين واغنى الاغنياء ارحم الراحمين وانه لم يأمر العباد الا بما الا بما فعله خير لهم واصلحوا وانفع واحسنوا تأويلا واعظم عائدة من تركه كما انه لم الا الا ما تناوله انفع تناوله انفع لهم من تركه فامرهم بما امرهم لمصلحة عائدة عليهم كما رزقهم الطعام والشراب وغيرهما من من النعم فالسعداء استعملوا امره وشرعه بصحة قلوبهم وكمالها وصلاحها بمنزلة استعمالهم رزقه لحفظ صحة اجسامهم وصلاحها. وتيقنوا انه كما لا بقاء للبدن ولا ولا صحة ولا صلاحا الا بتناول غذائه الذي جعل له. فكذلك لا صلاح للقلب والروح ولا فلاح ولا نعيم الا بتناول غذائه الذي جعل له. هذا وان هذا وان ان القيت الى طائفة من الناس انه لا مصلحة للمكلفين فيما امروا به ونهوا عنه. ولا منفعة لهم في فيه ولا خير ولا فرق في نفس الامر بين هذا وترك هذا ولكن امروا ونهوا لمجرد الامتحان والاختبار ولا فرق فلم يؤمروا بحسن ولم ينهوا عن قبيح بل ليس في نفس الامر لا حسن ولا قبيح ومن عجيب امرك وامرهم انك اوحيت اليهم هذا فردوا به عليك واجعلوه جواب اسئلتك فدفعوها كلها وقالوا انما تتوجه هذه ابتلى في حق من يفعل لعلة او غرض. واما من فعله بريء من العلل والاغراظ فلا يتوجه عليه سؤال واحد من هذه الاسئلة. فان كانت هذه القاعدة حقا فقد دفعت اسولتك كلها وان كانت باطلا والحق في خلافها فقد بطلت اسولتك ايضا لما تقدم يوضحه الوجه الثالث ان نقول لعدو الله اما ان تسلم حكمة الله في خلقه وامره واما ان تجحدها وتنكرها. وان سلمتها وانه سبحانه حكيم في من في خلقك حكيم في امرك بالسجود باطلة الاسهولة وكنت معترفا بانك اوردتها على من على من تبهر حكمته العقول فتسليمك كهذه الحكمة التي لا سبيل للمخلوقين للمشاركة فيها يعود على اسئلتك الفاسدة بالنقض. وان رجعت عن الاقرار له بالحكمة وقلت لا يفعل لحكمة البتة بل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فما وجه ايراد هذه الاسئلة على من لم يفعل الحكمة؟ فقد اوردت الاسئلة على من لا يسأل عما عن قال فقد اوردت الاسئلة على من لا يسأل عما يفعل على من لا يسأل عما يفعل واطعنت في حكمة من كل من كل افعاله حكمة ومصلحة وعدل وخير بمعقولك الفاسد. الوجه الرابع الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على آله وصحبه اجمعين. اما بعد قال رحمه الله تعالى بعدما ذكر ان كل طائفة من طوائف البدع قد اخذت من هذه من هذه البدعة التي فصلها وابتدأها ابليس اللعين فان جميع الطوائف التي ظلت فيها في في باب الاسماء والصفات وباب الايمان انما ظلت لما وافقت فيه اللعين فيما احتج به. اما اهل الحق والفرقة الناجية وحزب الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام فقد اجابوا على عدو الله واستطاعوا ان يردوا عليه بخلاف غيرهم فانهم لا يستطيع يرد عليه لماذا؟ لانهم قد وافقوه في شيء من الباطل الذي احتج به. ومن وافقك في باطل لا يستطيع ان ينقض عليك الباطل الذي اهوه فاعل له وموافق لك فيه. اما اهل السنة فقد ردوا الباطل ولم ان يشاركوا ولم يشابهوا ابليس في شيء من باطنه. فلم يقدموا الرأي على العقل فلم يقدموا الرأي والعقل على النقل ولم يعترضوا على حكم الله عز وجل وحكمه. بل كان حالهم سمعنا واطعنا. وعلموا ان الله يفعل بحكمة وعلم ورحمة سبحانه وتعالى. فقال رحمه الله وقالت الفرقة الناجية حزب الله الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام كيف يطمع في الرد على عدو الله؟ اي في هذه الاصول التي قالها الشيطان من قد شاركه او في اصله او في بعض شعبه. فان عدو الله اصل معارضة النص بالرأي بقوله انا خير منها. خلقتني بالنار وخلقت من طي هذا رأيي. وهو يعارض برأيي شيء. حكمة الله و اباء وشرع الله عز وجل يعارض حكمة الله وشرع الله. فرتب على تأصيله هذه الاسهولة اي هذه الاسئلة وامثاله. فمن عارض النقل بالعقل فهو شريك من هذا الوجه. ولذا الفلاسفة والزنادقة والمنجمين والطبايعين وافقوا في هذا الاصل فانكروا وجود ادم وانكر وجود الملائكة فضل القصة انا بالسجود بمعنى ان هذه الاسهولة لا تأتي بماذا؟ لان القصة هذي غير موجودة عندهم. وليست ثابتة عندهم. فهؤلاء الزنادقة والفلاسفة والمنجمون القبائليون ينكرون وجوده اي وجود ادم والملائكة فضلا عن قصة امره بالسجود وايباء وما ترتب عليه فاذا فانكروا القصة من اصلها لم لم يحتج عليه بهذه الاسئلة التي قالها ابليس. ولما انكرت الجبرية الحكمة والتعليم والاسباب عاجزوا عن جواب اسئلتهما لماذا؟ لان ينكرون اصلا الحكمة وينكرون لماذا خلقتني ولماذا اخرجتني؟ ولماذا انظرتني؟ هذي كلها تحتاج الى ايش؟ لحكمة. فاذا انكروا حكمة الله عز وجل والاسباب لم يستطيع ان يجاوب على هذه الاسئلة وسدوا على على نفوسهم باب استماعه يقول نحن لا اصلا ليس هناك حكمة والله يخلق ما يشاء ويعذب من يشاء ويعطي من يشاء لمحظي مشيئته وليس هناك حكمة وتعليم ولذا سدوا على نفوسهم باب استماع والجواب عنها. وفتحوا باب مكابرة العقول الصريحة في انكار تحسين العقل وتقبيحه. يقال ان العقل لا يحسن ولا يقبح. وان التقبيح والتحسين يكون من جهة الشرع فقط. اما العقل فليس له تحسين وتقبيح قال وانكار الاسباب انكر الاسباب فقالوا للسكين لا تقطع والنار لا تحرق وانما عند مرور السكين يحصل قبل بامر الله وعند وجود النار يحرق الاحراق بامر الله اما النار في ذاتها فليست هذا مكابرة للمحسوس والمعقول قال والقوة والطبائع والحكم والغايات المحدودة لاجلها يفعل الرب ما يفعله وجوزوا عليه ان يفعل كل شيء وان يأمر بجميع ما نهى عنه وينهى عن كل ما امر به ولا فرق عنده البت بين المأمور والمحظور اي انه لا فرق عند الله بينما امر به وبينما نهى عنه وانه يأمر قد يأمر بكل قبيح وقد ينهى عن كل حسن. والكل سواء في نفس الامر ولكن هذا صار حسب اي شيء في امره وهذا صار قبيحا بنهيه. فلو عكس وامر بالقبيح ونهى عن الحسن فاصبح القبيح حسنا. والحسن والقبيح هو الحسن القبيح تعالى الله عن ذلك لا انه في نفسي وذاتي حسن فالعدل ليس حسن لذاته وظلم ليس سيئا لذاته وانما حسن العبد باي شيء بامر الله به وساء الظن باي شيء بانه نهى الله عنه ولو نهى الله عنه لكان قبيحا ولو امر بالظلم لكان حسنا قالوا وهذا صار قبيحا بنهجه لا انه في نفس وذاتي قبيح ولما اصلت القدرية الفرقة الثالثة انكار عدو قدرة الرب سبحانه وتعالى ومشيئته لجمع لجميع الكائنات واخرجت افعاله عباده خيرها وشره عن قدرته ومشيئته لخلقه واثبت الله تعالى شريعة بعقولهم حكمت عليه بها واستحسنت منه ما استحسنت من واستقبحت منه واستقبحت من انفسها وعارظ الادلة السمعية الدالة على خلاف ما اصلوا بينه وبين العقل ثم راموا الرد على عدو الله فعجزوا عن الرد التام عليه لماذا لان لان هناك امور تحتاج اليه شيء تحتاج الى مثلا عندما امر الله الملك بالسجود بادم هذا امر والعباد هم الذين يخلقونك على نفسهم. فلماذا يبدو الله عز وجل بشيء لا يستطيع ان ان يلزمهم اياه؟ هذا على قول فيقال لابليس انت لست مكلف والله لم لم يكلفك بذلك بل انت الذي فعلت ذلك وابليس في هذا الباب قال ربي بما اغويتني فكان اوفق للحق من من القدرية المعتزلة قال وانما يتمكن من رب علي كل الرد من تلقى يقول انما يستطيع الرد على هذه الاسولة الباطلة من تلقى اصوله عن مشكاة الوحي ونور النبوة ولم يؤصل اصلا لرأيه وانما كان في ذلك متبعا يقول سمعنا واطعنا. اول ذلك على الجواب هذه الاسئلة اولا ان يقال ان هذه الاسولة ليست من كلام الله ولا من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم الذي انزله ليس من كلام الله بما حكاه لنا عن ابليس فقد حكى الله لنا عن ابليس شيئا من اقواله وكذلك انبياء الله حكوا لنا من اخباره ما اقر ما ما ذكره الله عز وجل في كتابه وما ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا كان كذلك فالاصوم السنة والي من اصلها باطلة وليست دي حقيقية ليس من كلام الله الذي انزله على موسى وعيسى مخبرا بها عن عدوك ما اخبر عنه في القرآن بكثير من اقواله وافعاله وادخال بعضه الكتاب لها في تفسير التوراة يعني ادخلها بعض اهل الكتاب في تفسير التوراة والانجيل ليس بحجة كما تجد مسلم ايضا من يذكر شيء من اخبار اسرائيل في تفسير ايات الكتاب وما يسمى بتفسير القرآن باخبار بني اسرائيل والاصل ان اخبار بني اسرائيل التوقف فيه هو المطلوب حتى يثبت رسولنا تصديقها فتقبل او تكذيبها فترد. واما ما ليس فيه ما يخالف شرعنا ولا ما يوافقه فانا نتوقع فيه ولا نصدق ولا نكذب. فيقول هذا مما ادخله اهل الكتاب كان في تفسير التوراة وليست هي من كلام الله ولا من كلام موسى ولا من كلام عيسى عليه السلام وانما هي مما وظعه الاحبار والرهبان على تفسير التوراة والانجيل قال واذا كان هذا في هذه الامة التي هي اكمل الامم علوما وعقولا فما الظن باهل الكتاب؟ اذا كان التفسير باقرب النساء موجود في امة الاسلام التي هي اكمل الناس علوما واكملها عقولا فما الظن باهل الكتاب هذا الوجه الاول اذا الوجه الاول كيف؟ نقول هذي الاسول ليست من كلام الله ولا مما اخبر به رسل الله عز وجل. الوجه الثاني ان يقال لعدو الله قد لاقضت في اسولتك ما اعترفت به غاية المنافق وجعلت ما اسلفت للتسليم والاعتراف مبطلا لجميع سنتك. متضمنا للجواب عنها قبل ذكرها. وذلك انك قلت ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولوينهم اجمعين فاعترفت بانه ربك وخالقك ومالكك وانك مخلوق له. مربوب تحت امره ولا ولا هي وانما شأنك ان تتصرفي نفسك تصرف العبد المأمور المنهي المستعد لاوامر سيدي ونواهيه. وهذه هي الغاية التي اذ خلقت لها. فاذا كنت انت اعترفت بذلك انك عبد لله عز وجل. وانه وخالقك ورازقك وربك فان مقام العبودية تكون مقاضي شيء اكتسب وان كان عبدا فلا يعترض على اوامر سيده باي باي اعتراف فاقرارك بكمال يقول وهذا الاعتراف منك بربيتي وقدرتي وعزتي يتضمن اقرارك بكمال علمه وبكمال حكمته وغناه وانه في كل امر عليم حكيم. لم يأمر عبده لحاجة منه الى ما امر به عبده. ولا نهاه بخلا عليه لما لها بل امره رحمة رحمة منه به واحسانا اليه بما فيه صلاحه في معاشه ومعاديه وما لا صلاح له الا بي ونهاه عما في ارتكابه فساده في معاشه ومعاده فكانت نعمته عليه بامر ونهي اعظم من نعمته علي مأكلي ومشربي ولباس صحته فاذا كنت تعترف بذلك وجب عليك ان تعترف بان جميع ما يأمر به وجميع ما يقضي به انه الخير انه الخير الذي لا شر فيه. فيلزمك ذلك كما قال سبحانه في قصتك مع مع ادم يا بني ادم يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشة ولباس التقوى ذلك خير. ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون فاخبر سبحانه لباس التقوى وزينتها خير من المال والرياش والجمال الظاهر. فالله تعالى خلق عباده وجمل ظواهره باحسن اللباس وجملوا باحسن التقويم وجمل بواطنه بهدايته الى الصراط المستقيم. فاذا كان كذلك فجميع ما اعترضت به ايها اللعين لا ليس لك ان تعترض به وليس لك ان تسأل عنه. لانك لانك اعتراضك انه ربك وخالقك ورازقك وان وان له كمال العلم والحكمة يمنعك ان تسأل هذه الاسئلة الكاذبة. الى ان قال فلما وقع ما وقع جعل قبح فلما وقع منك ما وقع جعل قبح صورتك وشجاعة منظرك مثلا يضرب لكل قبيح كما قال تعالى طلعها كانه رؤوس الشياطين هذا او فهذه اول نقدة تعجلتها من معصيته. يعني جعل الله صورتك الظاهرة اقبح بطولة. فاذا كان هذا الظاهر فمن باب الباطن اشد واشد ولا ريب انك تعلم انه احكم الحاكمين واعلم واغلى الاغنياء وارحم الراحمين. وانه لم يأمر عباده الا بما فعله خير لهم واصلح وانثى واحسن تأويله ومعايدة من تركي كما انه لم يرزقني الا الا ما تناوله انفع الا ما تناوله انفع لهم من تركه. كما امرهم امرهم بما امرهم به من مصلحة عائدة عليه كما رزقهم بالطعام والشراب وغيره من النعم. فالسعداء استعملوا امره وشرعه لحفظ صحة قلوبهم وكمال وصلاح لمنزلة استعمالهم رزقة لحفظ صحة انسان وصلاحها. الى ان قال الى ان قال فيما ذكره في هذا المقام هذا وان القيت الى طائفة من الناس انه لا مصلحة للمكلفين فيما امروا به ونهوا عنه ولا منفعة لهم فيه ولا خير يقول هذا وان القيت اني انت مع انك تعلم هذا كله القيت الى اتباعك ممن اطاعوك في هذا المقام انه لا مصلحة المكلفين فيما امروا به ولا فيما نهوا عنه. ولا منفعة لهم فيه ولا خير ولا فرق في نفسنا بين فعله هذا وترك هذا ولكن امروا ونهوا لمجرد الالتحام والاختبار ولا فلم يؤمر بحسب ولم ينهوا القبيح بل ليس في الامر ليس في نفس الامر حسن ولا قبيح. ومن عجيب امرك وامرهم انك اوحيتني من هم؟ الجبرية الذين وافقوا على هذا المعنى اوحيت اليهم هذا فردوا به عليك واجعلوه جواب سؤالك اذا انت بالعجيب من عجيب امرك انك انت الذي القيت لهم هذه الشبهة وهم ردوا عليك بنفس ما القيت عليهم فدفعوا كل اسئلتك بهذا الجواب ان ان الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وانه ليس هناك حسن قبيح الا ما امر به ربنا. فكلما الله به وخلق به الحسن وكل ما نهى عنه فهو اه فهو القبيح. وان العقل لا يقبح ولا يحسن. وقالوا انما تتوجه هذي الاسهولة من هم؟ يقول الجبرية والجهمية وانما تتوجه هذه الاسئلة التي القيت ايها اللعين في حق من يفعل لعلة او او حكمة واما من فعله بريء من العلل والاغراظ فلا يتوجه عليه سؤال واحد بداية سودة يقول فان كان هاي القاعدة حقا ان كنت ما قلت قعدته حقا فقد اندفعت اسئلتك كلها. يعني انت ايها اللعين عندما القيت على اتباعك هذه الشبهة ان كان القاعدة التي القيتها عليهم حقا فالاسئلة كلها قد وذهبت وان كانت باطلة والحق في خلافة قد بطلت ايضا لما تقدم لماذا؟ لان الله يفعل لحكمة ورغايته كل ما يفعله فهو خير وحكمة ورحمة وان كنت لا تعلم ذلك فان افعال الله كلها صاده عن حكمة ورحمة. ففي كلا الحالتين اسئلتك باطلة. ان قلنا بان بان الله يفعل بغير قلة ولا حكمة فانما انت تقول سمعنا واطعنا وليس لك اي اعتراض على لماذا خلقت؟ لماذا انزلتني؟ لماذا جعلتني امتنع؟ كل هذا يفعله الله كيف شاء ولا سعد الملك عاد. وان كانت الحكمة فايضا هذه باطلة. لان ما امرك الله به هو الحكمة وما نهاك عنه الحكمة وما انزلك به الى الارض هو الحكمة وما امتحنك به هو الحكمة. ثم ذكر الوجه الثالث ان يقال لعدو الله اما ان تسلم حكمة الله في خلقه وامره واما ان تجحدها تنكره اما ان تقول لله حكمة في خلقه واما ان تجحد هذا الحكمة تنكرها فان سلمتها وانه سبحانه حكيم في خلقك حكيم في امرك بالسجود بطلت جميع الاسئلة. لانه حكيم الحكم الذي يضع الشيء في موضعه وان كنت معترفا يقول حكيم في امرت الاسود وكنت معترف اوردتها على بنج تظهر حكمته العقول. فتسليمك هذه الحكمة التي لا سبيل للمخلوقين الى المشاركة فيها يعود على اسئلتك الفاس بالنقل وان رجعت للطلاق فان الله لا يفعل ليس بحكمة وقلت لا يفعل لحكمة البتة بل لا يسأل ما يفعل ويسألون. فما وجه ارادة الرسول؟ اذا كان ايضا يفعل ليس الحكمة فلما تسأل فيفعل ما يشاء سبحانه تعالى ولا يسأل ما يفعل وهم يعني اذا قررت بالحكمة بطلت اسئلتك وان نفيت الحكمة بطلت اسعدك بالجميع لو فما وجه اراد الرسول على من لم يفعل الحكمة فقد اوردت الاسود على من لا يسأل عما يفعل وطعنت في حكمة من كل افعاله حكمة وعدل وخير بمعقولك الفاسد. الوجه الرابع والله اعلم