الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر باب ما جاء في اخوة الاسلام وحق المسلم على المسلم وقول الله تعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم وقوله تعالى اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين الاية. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذا الباب باب ما جاء في اخوة الاسلام وحق المسلم على المسلم جعله المصنف رحمه الله تعالى خاتمة لهذا الكتاب المخصص في بيان الكبائر ولعل الختم بهذا الباب باب ما جاء في اخوة الاسلام وحق المسلم على المسلم لعل ختم هذا الكتاب به له مقصدان الاول والله تعالى اعلم ان من حقوق المسلم على اخيه المسلم ان لا يعتدي عليه باي نوع من الاعتداء فكل المسلم المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقد اورد رحمه الله تعالى نصوصا في هذا المعنى والمقصد الاخر ان من مقتضيات هذه الاخوة ان يعمل على استصلاح من وقع في شيء من هذه الكبائر قد يستفاد ذلك مما ختم به رحمه الله تعالى احاديث هذا الباب انصر اخاك ظالما او مظلوما فنصرة المظلوم بتخليصه من وباء الظلم وبلاء آآ الاعتداء محاولة معالجة ما عنده من خطأ او ظلم او ارتكاب الكبائر واخوة الاسلام هي اعظم اخوة لانها رابطة وثيقة عظيمة ليس في الروابط اطلاقا مثلها وهي رابطة تجمع بين اهل الاسلام في الدنيا والاخرة على محبة الله وطاعته سبحانه وتعالى ونيل رضاه وهذه الاخوة اخوة الاسلام لها حقوق. ولهذا صدر الباب بالاخوة وحقوق الاخوة قال وحق المسلم على المسلم اي الحقوق التي تقتضيها اخوة الاسلام وسيأتي جملة منها في هذه الترجمة وبدأ رحمه الله بقول الله عز وجل انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم وهذا عقد عظيم عقده الله سبحانه وتعالى بين فالمؤمنين بين اهل الايمان انما المؤمنون اخوة عقد بينهم بان المؤمن اينما وجد وفي اي مكان حل فهو اخ لك تجمعك به اخوة الدين ويربطك به رابطة الاسلام وهذه الاخوة والرابطة لها حقوقها ومقتضياتها كما قال جل وعلا في الاية الكريمة فاصلحوا بين اخويكم وهذا واحد من هذه الحقوق ثم بعد ذلك اتبعت هذه الاية بايات فيها ذكر مقتضيات هذه الاخوة كقوله في الاية التي تليها يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم الى تمامها وقوله في الاية التي تليها يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم الى تمامها هذه كلها مقتضيات هذه الاخوة العظيمة والرابطة الوثيقة واورد قول الله عز وجل ادلة على المؤمنين عزة على الكافرين وهذا فيه ايضا بيان ما تقتضيه هذه الاخوة بين اهل الايمان ان بعضهم مع بعض اذلة ان يتعامل بعضهم مع بعض المحبة والرحمة والايثار والتعاون على البر والتقوى اعزة على الكافرين اي المعادين لدين الله تبارك وتعالى المبغضين لشرع الله عز وجل فانهم اعزة على من كان كذلك بخلاف المؤمن فانهم ادلة على المؤمنين. فيهم آآ الرحمة والشفقة والتواد والتعاطف كما سيأتي في الاحاديث التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيح لو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن اخوة الاسلام افضل قال وفي الصحيح لو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا ولكن اخوة الاسلام افضل والشاهد من هذا الحديث للترجمة قوله عليه الصلاة والسلام ولكن اخوة الاسلام افضل ومعنى اخوة الاسلام افضل اي الاكتفاء باخوة الاسلام افضل من اتخاذ خليل غير الله سبحانه وتعالى قال ولكن اخوة الاسلام افضل وهذا فيه عظم شأن هذه الاخوة وعظم مكانتها وايضا عظم فضلها. قال ولكن اخوة الاسلام افضل وقوله لو كنت متخذا من امتي خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا فيه شرف ابي بكر رضي الله عنه وعظيم مكانته وهذه فضيلة خص بها من بين سائر الامة ومن بين سائر اصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقوله لو كنت متخذا من امتي خليلا لا يعارضه مما يأتي في بعض الاحاديث حيث يقول بعض الصحابة اوصاني خليلي لان الممتنع ان يتخذ هو عليه الصلاة والسلام من امته خليلا اما ان يتخذ هو صلوات الله وسلامه عليه خليلا فهذا جاء في عدد من الاحاديث من مثل قول ابي هريرة وغيره من الصحابة اوصاني خليلي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي موسى مرفوعا المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وهذا الحديث حديث ابي موسى رضي الله عنه مرفوعا المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا صريح في تعظيم حقوق المسلمين بعظهم مع بعظ وان مثلهم مثل البنيان. يشد بعضه بعضا وكون البنيان يشد بعضه بعضا هذا امر امر ظاهر للناس ظاهر للناس والنبي عليه الصلاة والسلام جعل البنيان الذي يشد بعضه بعضا مثلا للمؤمن او مثلا للمؤمن مع اخيه المؤمن يشد بعضه بعضا وهكذا ينبغي ان تكون العلاقة بين المؤمنين مبنية على التآزر والتعاون والتآخي والتعاضد والتكافل والتراحم الى غير ذلك من معاني الاخوة الايمانية ومقتضياتها. نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه مرفوعا مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وهذا فيه الحث والتحريظ على التعاون والتآخي والتحاب وان مثل المؤمنين في هذا التواد والتراحم والتعاطف مثل الجسد الواحد مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لان الجسد الواحد اذا اشتكى بعضه اذا اشتكى منه الاصبع او القدم او طرف من الاطراف تألم الجسد كاملا واحس الجسد بالالم كاملا. وهذا مثل للمؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم فامالهم واحدة وافراحهم واحدة والامهم واحدة وهمومهم مشتركة وهذا هو الذي تقتضيه هذه الاخوة والرابطة التي جعلها الله سبحانه وتعالى بينهم نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على لبيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ها هنا واشار الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم قال وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا تحاسدوا اي لا يقع في قلوبكم كراهية للنعم التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على العباد ولا يقع في قلوبكم تمني لزوال تلك النعم ولا ايظا تعمل على اه ازالة هذه النعم وهذه درجات التحاسد الثلاثة بدءا بكراهية النعمة ثم اشد منه التمني الزوال ثم اشد منه العمل على زوال النعمة عن الغير والحاسد عدو نعمة الله سبحانه وتعالى واول ما يبدأ حسده بالكراهية للنعمة التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على عبده وقوله ولا تباغضوا اي لا تفعلوا ما يترتب عليه وجود التباغظ بينكم ولهذا قال بعض العلماء في شرح هذا الحديث فيه نهي عن البدعة لان وجودها يوجد البغظة بين المسلمين فقولنا تباغضوا اي تجنبوا وابتعدوا عن كل امر يفضي بكم الى التباغض ولا تناجسوا والنجس هو ان يزيد في السلعة للاضرار باخيه لا لرغبة في شرائها او يزيد في السلعة لينفع احد اه اصدقائه لا عن رغبة في شرائها ولا تدابروا اي لا يولي كل منكم اخاه دبره معرضا عنه ولا يبع بعضكم على بيع بعض وهذا ايضا من حقوق الاخوة الايمانية الا يبيع المسلم على بيع اخيه وايضا لا يخطب على خطبة اخيه فاذا سبقه الى بيع او الى شراء او الى خطبة فهو احق بذلك وليس له ان يبيع على بيعه وكونوا عباد الله اخوانا. اي اعملوا على تحقيق هذه الاخوة وتمتينها وتقويتها المسلم اخو المسلم ان يجمعه به اخوة الاسلام واخوة الدين كما تقدم في الاية الكريمة انما المؤمنون اخوة لا يظلمه اي لا يقع منه ظلم لاخيه المسلم بالاعتداء عليه لا في نفسه ولا في عرظه ولا في ماله ولا يخذله من الخذلان وهو عدم النصرة عند احتياجه الى الى ذلك ولا يحقره اي لا يعامله بالانتقاص والاحتقار والازدراء التقوى ها هنا واشار الى صدره ثلاث مرات وهذه الاشارة المتكررة ثلاث مرات فيها تأكيد الى ان منبع التقوى واصلها هو القلب مشيرا الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ان يكفي المسلم شرا ان يكون متصلا بهذه الصفة ان يحقر اخاه المسلم وتنبهوا الى لطيفة قوله ولا يحقره ثم قوله بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه وسط بينهما التقوى ها هنا وسط بينهما التقوى ها هنا. لم يقل ولا يحقره بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم وانما وسط بين النهي عن احتقار المسلم وبين بيان عظم شر من احتقر اخاه المسلم وسط بين هاتين الكلمتين بقوله التقوى ها هنا. مشيرا الى قلبه مشيرا الى صدره ومكررا الاشارة ثلاث مرات وهذا فيه التنبيه الى ان العبرة انما هي بما يقوم بالقلب وقد يحقر اخاه المسلم ويكون هذا الذي يحقره اتقى لله منه وعلى منزلة عند الله منه وله المكانة العلية عند رب العالمين ويحقره فليحذر المسلم من اهل ان يحقر اخاه المسلم قد تحقر شخصا وتنتقصه وهو خير عند الله منك. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. فقد تحتقره وهو خير منك وافضل منك واعلى مكانة منك عند الله سبحانه وتعالى فلا تغتر مثلا بما ميزك الله عليه مثلا بمال وما ميزك عليه مثلا بصحة او بعافية او بجاه او بمكانة لا تغتر بذلك كله قد يكون هذا الذي تحتقره خير من مئات مثلك او الاف مثلك فبحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كيف يحقر اخاه المسلم والتقوى ها هنا مشيرا الى صدره ثلاث مرات هل اطلعت على قلبه ورأيت قلبه حتى يقع منك هذا الاختاء الاحتقار منه قد يكون قلبه اعمر ايمانا واكثر تقوى واكثر طاعة لله سبحانه وتعالى واعظم تقرب واعظم خوف واعظم خشية من الله عز وجل ثم تحقره فقوله عليه الصلاة والسلام التقوى ها هنا موسطا لها بين قولا لا يحقره وبين قوله بحسب امرئ من الشر فيه تنبيه الى هذا المعنى وان العبرة انما هي بما يقوم في القلوب اذ هي الاساس الذي يبنى عليه العمل ويقوم عليه الدين قال كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه كل المسلم المسلم حرام دمه وماله وعرضه وهذا نظير قوله في خطبة الوداع ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ببلدكم هذا في شهر كم هذا نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا فالمسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة قال ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم اي يجمعه به اخوة الاسلام ثم ذكر مقتضيات هذه الاخوة قال لا يظلمه اي لا يقع منه ظلم على اخيه المسلم ولا يسلمه اي لا يلقيه الى الهلكة ويخلي بينه وبين الهلكة بل يحرص على آآ فتجنيبه وابعاده عن آآ الهلاك واسباب الهلاك ومن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته اي من عمل على قضاء حاجة اخيه واهتم لحاجة اخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة وهذا فيه ان الجزاء من جنس العمل من عمل على تفريج كربات اخوانه وتنفيس شدائدهم جازاه الله سبحانه وتعالى من جنس عمله ففرج عنه كربة اي شدة من شدائد يوم القيامة ومن ستر مسلما ومن ستر مسلما اي في معصية ارتكبها واطلع عليها هذا الانسان وستر وعمل على مناصحته والاخذ بيده بالبعد عن هذه المعاصي ولم يعمل على فضحه بين الناس وعمل على معالجة هذه او هذا الخطأ الذي لاحظه عليه ستره الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وهذا ايضا فيه ان الجزاء من جنس العمل نعم قال رحمه الله تعالى ولهما عن انس رضي الله عنه مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه قال ولهما عن انس رضي الله عنه مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وهذا الحديث اصل جامع في باب الاخوة الايمانية واليه واليه ترجع جميع المعاني المطلوبة من حقوق الاخوة الايمانية مقتضياتها يقول عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. اي لا يكون حقق الايمان الواجب الذي يسلم به من العقوبة عقوبة الله الا اذا احب آآ اخاه او احب لاخيه ما يحب لنفسه الا اذا احب لاخيه ما يحب لنفسه. ومعنى ذلك ان يكون القلب تجاه آآ اخوانك المسلمين نقيا صافيا سليما ليس فيه غل ولا حقد ولا حسد ولا ضغائن وانما فيه محبة الخير لهم مثل ما تحب لنفسك ان تحب لهم ما تحب لنفسك من خير. واذا كان القلب كذلك فاصلح الجوارح تبعا له وتصلح التعاملات مع اخوانه المسلمين تبعا لصلاح قلبه ولهذا تجد بعض الناس عندما يرون تعامل شخص معهم باللطف وفلين والمعاملة الكريمة يقولون فلان طيب قلبه. هكذا نحسبه والله حسيبه. لان طيب القلب آآ صلاحه بالمحبة محبة الخير لاخوانه المسلمين هو الذي يولد هذه الاعمال الصالحة وتنبعث منه هذه الاعمال الصالحة كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله والا وهي القلب وهذا الحديث من الاحاديث التي ترجع اليها احاديث الاخلاق وهو من الاحاديث الجامعة في هذا الباب وهو من جوامع الكلم في باب الاخلاق والتعامل بين آآ المؤمنين قال رحمه الله تعالى وللبخاري عنه رضي الله عنه مرفوعا انصر اخاك ظالما او مظلوما. فقال رجل يا رسول الله ان كان ظالما كيف انصره قال تحجزه وتمنعه من الظلم فذلك نصرك اياه. والله تعالى اعلم قال وللبخاري عنه مرفوعا انصر اخاك عنه اي انس مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام انصر اخاك ظالما او مظلوما انصر اخاك ظالما او مظلوما والنصر الاعانة انصره اي علم ولهذا جاء في بعض الروايات لهذا الحديث اعن اخاك ظالما او مظلوما اعن اخاك ظالما او مظلوما فالنصر هو اه الاعانة والبخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح عندما اورد هذا الحديث بوب له باب اعن اخاك ظالما او مظلوما ثم اورد هذا الحديث مشيرا الى ان ان النصر هو الاعانة وانه جاء في بعض روايات الحديث ذلك اعن اخاك ظالما او مظلوما واعانته مظلوما هذا امر واضح ولهذا قال الصحابة رضي الله عنهم فيا رسول الله ان كان ظالما كيف انصره بمعنى ان نصره مظلوما هذا امر واضح ظاهر لكن كيف ننصره وهو ظالم كيف نعينه وهو ظالم؟ فبين ذلك عليه الصلاة والسلام تحجزه وتمنعه عن الظلم فذلك نصرك اياه فذلك نصرك اياه لعل والله تعالى اعلم ختم المصنف رحمه الله تعالى بهذا الحديث فيه لفت الى معنى لطيف جدا يتعلق فائدة وثمرة من دراسة هذا الكتاب كتاب الكبائر وكانه يقول يا من اكرمك الله وعرفت هذا الكتاب وعرفت هذه الكبائر ووقفت على هذه الادلة انصر اخاك اعنه اعن اخاك الظالم الذي وقع في الظلم وقع في في هذه الكبائر اعنه بحجزه عنها ومنعه منها وحجزك له عنها بان تدله على هذا العلم لان اكبر رادع وحاجز للانسان عن الظلم والوقوع في الكبائر ان يقف على النصوص وان يقف على الادلة وانت وقفت عليها وعرفتها وفهمتها فدل غيرك اليها هذا الخير الذي هداك الله عز وجل اليه ووفقك تعلمه والعمل به بعون من الله سبحانه وتعالى ومد اوصله للاخرين ودل الاخرين عليه ولهذا الناس في هذا الزمان بحاجة شديدة جدا الى ان يقرأوا مثل هذه الكتب هذا الكتاب وكتاب الكبائر للامام الذهبي رحمه الله تعالى لان فاهل الشر تسلطوا على اهل الاسلام نشر الامور والوسائل والاسباب التي تهيج للشر وتحركه في قلوب الناس وفي الوقت نفسه قلت القراءة عند الناس والاطلاع على مثل هذه المعاني العظيمة التوجيهات المباركة والاحاديث النافعة بالتحذير من الكبائر وبيان خطورتها ولهذا قراءة مثل هذا الكتاب او كتاب الكبائر اه الامام الذهبي رحمه الله تعالى والحث على نشره ونشره بين الناس في البيوت وبين الشباب هذا من الامور التي حقيقة يحتاج اليها حاجة ماسة في زماننا هذا. وختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه اه الكبائر بقوله الله تعالى اعلم تمت بحمد الله ومنته وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا ونسأل الله عز وجل ان يجزي هذا الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى خير الجزاء وان يجزي جميع علماء المسلمين وان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. وانبه الى ان الدرس يتوقف الى يوم الاحد القادم ويوم الاحد باذن الله سبحانه وتعالى نكمل ما تبقى من كتاب الفتوى الحموية كنا في بعض الدروس اخذنا من كتاب الفتوى الحموية الى نصف الكتاب وبقي النصف الاخير من الكتاب فنبدأ باكماله اعتبارا ان شاء الله من يوم الاحد اه القادم في هذا المكان وهذا الوقت باذن الله عز وجل. ولعل الاخوة يبلغون ايضا زملائهم ممن كان لقد شارك معنا في اول الكتاب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا