بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الكتاب المسمى بالفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. كتاب عظيم جدا في بابه فهو الامام العلامة المحقق شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكان سبب تأليفه لهذا الكتاب ان سائلا سأله عن هذا الموضوع وعن الاوليا وكيف يميز بين اولياء الرحمن وبين من يدعون الولاية وهم في الحقيقة من اولياء الشيطان. وما العلامة التي يعرف بها هؤلاء؟ والعلامة التي يعرف بها هؤلاء. فبسط رحمه الله تعالى القول بيانا لذلك في هذا الكتاب المبارك الذي سماه رحمه الله تعالى الفرقان بين اولياء رحمن واولياء الشيطان. وكما هو نهج هذا الامام رحمه الله تعالى الذي هو نهج السلف الصالح بناء العلم ومسائله على كتاب الله وسنة نبيه. عليه الصلاة والسلام. فانه رحمه الله تعالى اخذ يسوق ايات تلو الايات والنصوص تلو النصوص المبينة للفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. وذلك ان كتاب الله سبحانه وتعالى هو الفرقان كما قال جل وعلا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده. والفرقان الذي عناه رحمه الله تعالى انا مسميا كتابه به هو هذه الايات و النصوص التي تاقها من كتاب الله وكذلك الاحاديث التي ساقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها هي التي يحصل بها الفرقان. وكلما كان العبد اكثر عناية بالكتاب والسنة ان واتباعا للكتاب والسنة كلما كان اعظم حظا ونصيبا من هذا الفرقان. وكلما عدا عن الكتاب والسنة التبست عليه الامور واشتبهت عليه الحقائق ولم يصبح عنده فرقانا يميز به بين الحق والباطل. فالفرقان هو كتاب الله. وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وهذا الكتاب كتاب فرقان بين اولياء الرحمن اولئك الشيطان مبني على الادلة من كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ومما يؤكد عليه في هذا المقام ان هذا الكتاب العظيم المبارك تمس الحاجة الى العناية به ولا سيما ففي هذا الزمن الذي كثر فيه الباطل و دعاة الضلال ومن يلبسون على الناس دينهم وايضا تهيأ في هذا الزمان من الوسائل لنشر المعلومة صحيحة او باطلة. والدعوة حقة كانت او فاسدة ما لم يكن متيسرا في الزمن السابق. فدخلت كثير من الشبهات على كثير من الناس وبعد كثير منهم عن العلم. واهله وحملته. بالانشغال بتلك الوسائل وما تحمله او وما يحمله الكثير منها من سموم وشبهات وامور مهلكات وعندما يقرأ المسلم هذا الكتاب المبارك كتاب الفرقان لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قراءة متأن مستفيد فانه يحصل به باذن الله تبارك وتعالى نورا يميز به بين حملة الحق ورجاله وبين من سواهم من دعاة الضلالة والفتنة والشبهة والباطل فهو كتاب تمس الحاجة الى العناية به قراءة وافادة ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجزي مؤلفه خير الجزاء وان ينفعنا معين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهدي من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ارسله وبالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ارسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى والله باذنه وسراجا منيرا فهدى به من الضلالة وبصر به من العمى وارشد به من الغي وفتح به اعينا عميا واذانا صم وقلوبا غلفا وفرق به بين الحق والباطل والهدى والضلال. والرشاد والغي والمؤمن والكفار والسعداء اهل الجنة والاشقياء اهل النار وبين اولياء الله واعداء الله. فمن شهد له محمد صلى الله عليه وسلم بانه من اولياء الله فهو من اولياء الرحمن ومن شهد له بانه من اعداء الله فهو من اولياء الشيطان مم وقد بين سبحانه وتعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان لله اولياء من الناس. وللشيطان اولياء ففرق بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. فقال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. لا تبديل لكلمات الله ذلك فوز العظيم. وقال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياؤهم طاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض. ومن يتولهم منكم فانه منهم. ان الله لا يهدي القوم من الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبح على ما اسروا في انفسهم نادمين. ويقول الذين امنوا اهؤلاء الذين اقسموا بالله جهد ايمانهم انهم لمعكم حبطت اعمالهم فاصبحوا خاسرين. يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة نائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا. فان حزب الله هم وقال تعالى هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا. نعم من عادة شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كثير من مصنفاته التي بناها على السؤال السائل ان يشير الى ذلك رحمه الله تعالى في مقدمة الكتاب او ان يشار من قبل ناسخ الكتاب عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الى ذلك فيقول مقدما لذلك بان سائلا سأل شيخ الاسلام ابن تيمية عن كذا وكذا فاجاب ثم تذكر الرسالة او يذكر الكتاب. لكن هذا المؤلف الذي بين ايدينا لم يسر لا من قبل مؤلفه رحمه الله تعالى ولا ايضا من قبل ناسخة الى ذلك في مقدمة الكتاب لكن الذي يدل على ان هذا الكتاب بناء كان على بناء سؤال سائل ما ورد في اواخر هذا الكتاب من قول مصنفة رحمه الله تعالى وهذا باب لا يتسع هذا موضع لبسطه وذكر ما نعرفه من ذلك. فانا قد رأينا وسمعنا من ذلك ما يطول وصفه في هذا المختص الذي كتب لمن سأل ان نذكر له من الكلام على اولياء الله تعالى ما يعرف به جمل ذلك فهذا يفيد ان هذا الكتاب كتبه رحمه الله تعالى بناء على سؤال سائل ايضا من يطالع ما كتبه اهل العلم في ترجمة هذا الامام رحمه الله تعالى يجد ان غالب كتبه بل جل كتبه رحمه الله تعالى لم يؤلفها الا بناء على سؤال سائل. لم يكن يؤلفها ابتداء وانما ترد اليه الاسئلة ويلح عليه في الاجابة عليها ويطلب منه التفصيل والبيان ولهذا ان كثيرا من كتبه عرفت باسماء البلدان التي وردت اليه منها الاسئلة اموية والواسطية والرسائل المصرية واشياء من هذا القبيل كثير عرفت اسماء البلدان التي وردت الى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى آآ وردت اليه منها تلك الاسئلة وايضا هذا يفيد ان امامته في الدين ومكانته العلية فيه ادركها الناس في زمانه رحمه الله تعالى فكانوا يكتبون اليه من انحاء البلدان مختلفة يسألونه عن امور الدين ويطلبون منه رحمه الله تعالى كشف ما التبس وازالة ما اشتبه وتوضيح ما خفي الى غير ذلك من الاغراض التي تكون في السؤالات التي كانت له رحمه الله تعالى بدأ رحمه الله هذا الكتاب بيان ان الله سبحانه وتعالى له اولياء من عباده وذكر اياته من القرآن دالة على ذلك. وذكر ايضا في المقابل ان الشيطان له اولياء من الناس وذكر ايضا الادلة من القرآن على ذلك. ومراده رحمه الله انا بذلك ان يعرف ان الله سبحانه وتعالى له اولياء ولهم علامات وصفات وان الشيطان له اولياء ولهم ايضا علامات وصفات. وان الواجب على المرء المسلم ان يعرف علامات اولياء الرحمن لينهجها ويسلكها فيكون منهم وان يعرف علامات اولياء الشيطان يتقيها ويتقي اهلها ويكون على حذر منهم. فان المسلم مطلوب منه ان يعرف جادة الهدى ليسلكها وان يعرف ايضا جادة الضلال ليجتنبها ويحذر ومنها ويحذر ايضا من اهلها ائمة الباطل ودعاة الضلال. فبدأ رحمه الله تعالى اولا بسوق فيها ذكر اولياء الرحمن وصدر هذه الايات بقول الله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا تكون هذه علامة اولياء الله وصفتهم الايمان والتقوى فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا. فبالايمان والتقوى تنال ولاية الله ويكون العبد من اولياء الله سبحانه وتعالى. ولما كان الناس يتفاضلون في الايمان والتقوى فليسوا في ذلك على درجة واحدة كانوا متفاضلين في الولاية فليسوا في الولاية على درجة واحدة بل متفاوتون ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد ذلك ايات من القرآن الكريم في ذكر ان الشيطان له اولياء من الناس نعم. قال رحمه الله تعالى وذكر اولياء الشيطان فقال تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون. وقال تعالى الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان ان كان ضعيفا. وقال تعالى واذا قلنا للملائكة اسجد واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو. بئس للظالمين بدلا وقال تعالى ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا. وقال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين يخوفوا اولياءه ان يخوفكم باولياءه. ففيها ان الشيطان له اولياء نعم. وقال تعالى انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون. واذا فعلوا فاحشة فتنقلوا وجدنا عليها اباءنا الى قوله انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون وقال تعالى وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم. وقال الخليل عليه السلام يا ابت اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. الايات الى قوله انك انت العزيز الحكيم هذا هذه الايات الغرض من سوقها بيان ان الله سبحانه وتعالى له اولياء وبيان ان الشيطان له اولياء وان الواجب على المسلم ان يعرف هذا الامر الذي دل عليه القرآن الكريم دلالة واضحة بينة. وان الناس منهم اولياء لله تبارك وتعالى واولياء للشيطان. واذا علم المسلم ذلك من خلال دلالات في ايات القرآن الكريم على ذلك احتاج الى ان ينتقل الى امر اخر لابد منه الا وهو ما العلامات التي يميز فيها بين اولياء الرحمن والعلامات التي يميز فيها اولياء شيطان فان من لم يعرف علامات هؤلاء وعلامات هؤلاء ربما التبس عليه الامر حتى ان من الناس من شدة التباس الامر عليه عد اولياء الشيطان هم اولياء الله وعكس فعد اولياء الله اولياء للشيطان. فعادى اولياء الله ووالى اولياء الشيطان. من شدة التباس امري واشتباهه عليه. فلهذا اذا ادرك المسلم ما دل عليه القرآن ان الله وتعالى له اولياءه ان الشيطان له اولياء فالواجب عليه ان يعتني بمعرفة علامات اولياء الرحمن صفاتهم وان يعرف ايضا علامات اولياء الشيطان وصفاتهم وهو الذي عقد له رحمه الله تعالى الفصل التالي من هذه الرسالة والرسالة في فصول اه في فصول عديدة تبلغ واربعة عشر فصلا وان لم يكن رحمه الله تعالى اه ذكر لفصول هذه الرسالة ارقاما لكن بمجموع الفصول فصول هذه الرسالة اربعة عشر فصلا. نعم. قال رحمه الله تعالى فصل واذا عرف ان الناس فيهم اولياء الرحمن واولياء الشيطان فيجب ان يفرق بين هؤلاء وهؤلاء كما فرق الله ورسوله بينهما فاولياء الله هم المؤمنون المتقون كما قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون هذه الاية ذكرها في الفصل السابق لما فيها من دلالة على ان لله سبحانه وتعالى اولياء. وذكرها هنا لما فيها من دلالة على علامة الاولياء. اولياء الله. وان اولياء اللهم المؤمنون المتقون فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا. والايمان والتقوى اذا جمع معا في نص واحد كما هو الشأن في هذه الاية الكريمة فان الايمان يراد به فان الايمان يراد به اصول الدين التي يقوم عليها دين الله تبارك وتعالى. والاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله سبحانه وتعالى نعم. فرضها ونفلها. ويراد بالتقوى اجتناب المنهي والبعد عن ان المحذور في مقدمة ذلك الشرك بالله سبحانه وتعالى. ثم عظائم الذنوب كالقتل والزنا والسرقة وغير ذلك من كبائر الذنوب. فالايمان والتقوى اذا اجتمع يراد بالايمان فعل المأمور ويراد بالتقوى اجتناب المنهج والمحظور. فاولياء الله هم المؤمنون. اي اهل الطاعة والعبادة والمحافظة على فرائض الاسلام واجبات الدين المتقون اي المبتعدون عن ما نهى الله سبحانه وتعالى عنهم من المعاصي والذنوب والاثام. وهذه اوضح علامة. وابين برهان في التفرقة بين اولياء الله واولياء الشيطان. فمن كان مضيعا لفرائض الدين واعظمها بعد التوحيد الصلاة فيا عماد الدين مفرطا فيها متهاونا في شأنها مضيعا للمحافظة عليها فلا يكون من اولياء الله لا يكون من اولياء الله تبارك وتعالى. لان اولياء الله هم اهل الصلاة واهل المساجد واهل العبادة لله تبارك وتعالى. واذا كان يغشى المحرمات ويعرف بارتكابها من خمور او فواحش او غير ذلك لا يكون من اولياء الله سبحانه وتعالى فاولياء الله جل وعلا المتقون المؤمنون بفعلهم للاوامر والطاعات والقربات المتقون باجتنابهم لما نهاهم الله سبحانه وتعالى عنه من الاثام والمحرمات نعم. قال رحمه الله الله تعالى وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة او فقد اذنته بالحرب. وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبيمشي. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله. ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساء ولابد له منه. وهذا اصح حديث يروى في الاولياء. فبين النبي صلى الله عليه وسلم انه من عادى وليا فقد بارز الله بالمحاربة. نعم. هذا الحديث يعرف عند اهل العلم بحديث الولي يعرف عند اهل العلم بحديث الولي لان فيه بيانا اولياء الله سبحانه وتعالى. وذكرا لصفتهم. وانهم اهل حفظ الله ومعونته ونصرته. قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. فقد اذنته بالحرب. اذنت اي اعلنته. بالحرب وهذا فيه نصرة الله سبحانه وتعالى لاولياءه. ودفاع الله سبحانه وتعالى عنهم ان الله يدافع عن الذين امنوا الله ولي الذين امنوا ففيه نصرة الله سبحانه وتعالى لاولياءه للمتقين المؤمنين ومعونته لهم وحفظه سبحانه وتعالى. ثم ذكر في علامة هؤلاء وصفتهم وان اهل الولاية على درجتين دل عليهما ما الحديث؟ الدرجة الاولى درجة المقتصدين من اولياء الله اولياء لله سبحانه وتعالى في درجة الاقتصاد. وهي المحافظة على فرائض الاسلام وواجبات الدين والبعد عن المحرمات. فكل من كان محافظا على الفرائض فرائض الدين وواجبات الدين مبتعدا عن المحرمات والاثام فهذا من اولياء الله هذا من اولياء الله سبحانه وتعالى. ذكر هذه الدرجة في في في قوله وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه صدر الحديث بقوله من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب. كأنه قيل من هم اولياؤك؟ يا رب العالمين من هم اصفياؤك؟ الذين من عاداهم فقد انتهوا بالحرب. فجاء البيان وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. من كان حافظا على فرائض الدين وواجبات الدين. مبتعدا عن المحرمات لان الله افترض على عبادة البعد عن المحرمات من زنا او سرقة او قتل او غير ذلك فمن كان محافظا على الفرائض مبتعدا عن المحرمات فهذا من اولياء الله. الذين من عاداهم فقد اذنه الله بالحرب. وهذه الدرجة الجهة الاولى درجة المقتصدين ومعنى المقتصدين اي الذين اقتصروا على فعل الواجب وترك المحرم اقتصروا على فعل الواجب وترك المحرم. وهؤلاء الذين اقتصروا على فعل الواجب وترك المحرم يوم القيامة الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب. لانهم فعلوا ما اوجب الله عليهم. وتركوا ما نهى الله سبحانه وتعالى عنهم لكنهم لم ينشطوا في باب الرغائب والمستحبات. والرغائب والمستحبات بابها من فعلها اثيب ومن لم يفعلها لم لم يعاقب لان الله لم يجبها عليه فهم فعلوا الشيء الذي اوجبها الله سبحانه وتعالى عليهم وتجنبوا الذي نهاهم الله عنه وحرمه عليهم. فهم مقتصدون ولايتهم في هذه الدرجة اعلى منهم درجة درجة السابقين او المقربين. والى هذه الدرجة الاشارة في هذا الحديث حديث الولي. بقوله ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل. هذه درجة اعلى من الدرجة التي قبلها. التي قبلها ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. فمن ادى ما افترظ الله عليه وحافظ على الفرائظ فهو من اولياء الله ان نشط بعد ذلك بعد محافظته على الفرائض وعنايته بها على المنافسة في الرغائب المستحبات انتقل الى درجة اعلى من هذه الدرجة وهي درجة السابقين بالخيرات المقربين. قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها لان سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه. اي ان الله سبحانه وتعالى يحفظه في سمعه و وفي بصره وفي يده وفي قدمه وفي مشيه وفي حركته يكون محفوظا بحفظ الله مؤيدا تأييده سبحانه وتعالى. فدل هذا الحديث العظيم على ان اولياء الله سبحانه وتعالى على درجتين درجة المقتصدين وهم الذين يحافظون على الفرائض ويجتنبون المحرمات ودرجة السابقين بالخيرات وهم الذين زادوا على ذلك فعل الرغائب محبات قد قال الله سبحانه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. والمقتصد والسابق بالخيرات كلاهما يدخل الجنة يوم القيامة دخولا اوليا بدون حساب ان ولا عذاب. نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى الحسنى وصفاته العليا. وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لكل خير. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خير اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك اسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعود اعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشية ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بين من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا