اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ الامام القدوة العالم الجليل مجتهد العصر او حد الدهر تقي الدين ابو العباس احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية الحرانية الحنبلي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على الائه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ارضه وسمائه واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخاتم انبيائه صلى الله عليه وعليهم اجمعين وعلى اله واصحابه صلاة دائمة الى يوم لقائه. وسلم تسليما وبعد فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الانبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في في ظلمات البر والبحر. وقد اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم اذ كل امة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها الا المسلمين فان علمائهم خيارهم فانهم خلفاء الرسول في امته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبه نطق الكتاب وبه نطقوه وليعلم انه ليس احد من الائمة المقبولين عند الامة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل فانهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ان كل احد من الناس يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن اذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه وجماع الاعذار الثلاثة اصناف. احدها عدم اعتقاده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الثاني عدم اعتقاده انه اراد تلك المسألة بذلك القول الثالث اعتقاده ان ذلك الحكم منسوخ. وهذه الاصناف الثلاثة تتفرع تتفرع الى اسباب متعددة السبب الاول الا يكون الحديث قد بلغه ومن لم يبلغه الحديث لم يكلف ان يكون عالما بموجبه آآ واذا لم يكن قد بلغه وقد قال في تلك القضية بموجب ظاهر اية اه او حديث اخر او موجب قياس او موجب استصحاب فقد يوافق فقد يوافق ذلك فقد يوافق ذلك حديثة تارة ويخالفه اخرى وهذا السبب في الغالب على اكثر ما يوجد من اقوال السلف مخالفا لبعض الاحاديث فان الاحاطة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لاحد من الامة. وقد كان صلى الله عليه وسلم يحدث او يفتي او يقضي او يفعل الشيء فيسمعه او يراه من يكون حاضرا ويبلغه اولئك او بعضهم لمن يبلغونه فينتهي علم ذلك الى من شاء الله من من العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ثم في مجلس اخر قد يحدث او يفتي او يقضي او يفعل شيئا ويشهده بعض من كان غائبا عن ذلك المجلس ويبلغونه لمن امكنهم. فيكون عند هؤلاء من العلم ما ليس عندها هؤلاء وعند هؤلاء ما ليس عند هؤلاء وانما يتفضل العلماء من الصحابة ومن بعدهم بكثرة العلم او جودته واما احاطة بجميع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا لا يمكن ادعائه قط واعتبر ذلك بالخلفاء الراشدين الذين هم اعلم الامة بامور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته واحواله. خصوصا الصديق رضي الله عنه الذي لم يكن يفارقه حضرا ولا سفرا. بل كان يكون معه في غالب الاوقات حتى انه يأمر عنده بالليل في امور المسلمين وكذلك عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فانه صلى الله عليه وسلم كثيرا كثيرا كان فيقول دخلت انا وابو بكر وعمر وخرجت انا وابو بكر وعمر وذهبت انا وابو بكر وعمر وجئت انا وابو بكر وعمر ثم مع لما سئل ابو بكر رضي الله عنه عن ميراث الجدة قال ما لك في كتاب الله من شيء؟ وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيء ولكن حتى اسألك حتى اسأل الناس فسألاهم فقام المغيرة ابن الشعبة ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهما فشهدا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاها السد وقد بلغ هذه وقد بلغ هذه السنة عمران بن حسين ايضا وليس هؤلاء الثلاثة مثل ابو بكر رضي الله عنه وغيره وغيره من الخلفاء. ثم قد اختصوا بعلم هذه السنة التي قد اتفقت الامة على العمل بها وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن يعلم سنة الاستئذان حتى اخبره بها ابو موسى واستشهد بالانصار وعمر رضي الله عنه اعلم ممن حدثه بهذه السنة. ولم يكن عمر رضي الله عنه ايضا يعلم ان المرء اتت هرس من دية زوجها وليرى ان ان الدية للعاقلة حتى كتب اليه الضحاك بن سفيان وهو امير لرسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض البوادي يخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ورث امرأة اشيم الضبان الضباب الضبابي الله اليكم. اه من دية زوجها فترك رأيه لذلك وقال لو لم نسمع هذا لقضينا بخلافه. ولم يكن الم حكم المجوس في الجزية حتى اخبره عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سنوا بهم سنة اهل الكتاب ولما قدم آآ سرغة ولما قدم سرغة وبلغه ان الطاعون بالشام استشار المهاجرين من الاولين الذين معه ثم الانصار ثم مسلمة الفتح فاشار كل عليه بما رأى. ولم يخبره احد بسنة حتى قدم عبدالرحمن بن عوف فاخبره بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون وانه قال اذا وقع بارض انتم بها فلا تخرجوا اه فرارا منه واذا سمعتم به اه بارض فلا تقدموا عليه. وتذاكر هو وابن عباس رضي الله عنهم امر الذي امر الذي يشك في صلاته فلم كون قد بلغته السنة في ذلك حتى حدثه عبدالرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يطرح الشك ويبني الام وكان مرة في السفر فهاجت ريح فجعل يقول من يحدثنا عن الريح اه قال ابو هريرة رضي الله عنه فبلغني وانا اه في اخريات الناس في اخريات ناسفة حثثت راحلتي حتى ادركت فحدثته بما امر به النبي صلى الله عليه وسلم عند هبوب فهذا مواضع لم يكن يعلمها حتى بلغه اياها من ليس مثله اه ومواضع اخر لم يبلغهما فيها من السنة فقضى فيها واو افتى فيها بغير ذلك مثل ما رفيدية الاصابع انها مختلفة بحسب منافعها وقد كان عند ابي موسى وابن عباس وهما دونه كثير من العلم علم بان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه وهذه سواء. يعني الابهام والخنزار فبلغت هذه السنة لمعاوية رضي الله عنها في امارته فقضى بها ولم يجد المسلمون بد من اتباع ذلك ولم يكن هذا عيبا في عمر رضي الله عنه حيث لم يبلغه الحديث وكذلك كان ينهى المحرم عن عن التقوي بقبل الاحرام وقبل الافاضة الى مكة بعد رمي رمي الجمرة العقبة وهو وابنه عبدالله رضي الله عنهما وغيرهما اه من اهل الفضل ولم يبلغهم حديث عائشة رضي الله عنها انها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه قبل ان كريم ولحله قبل ان يطوف بالبيت. وكان يأمر لابس الخف ان يمسح عليه الى ان يخلعه من غير توقيت او اتبعه على ذلك طائفة من السلف ولم تبلغهم احاديث التوقيت التي صحت عند بعضه من ليس مثلهم في العلم وقد عن عند بعض من ليس مثلهم في العلم وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة صحيحة وكذلك عثمان بن عفان رضي رضى الله عنهم رضي الله عنه لم يكن عنده علم بان المتوفى عنها زوجها اه تعتد في منزل الموت حتى حدثته اه فريعة بنت ما لك اخت ابي سعيد الخدري اه قصتي ها لما توفي زوجها وان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب واخذ به عثمان رضي الله عنه واهدي له مرة صيد صيد كأنه كان قد صيد لاجله فهم باكله حتى اخبره علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رد لحما اهدي له وكذلك علي رضي الله عنه قال كنت اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا اه نفعني الله بما شاء ان ينفعني منه. واذا حدثني غيره استحلفته فاذا حلف لي صدقته. وحدثني ابو بكر وصدق ابو بكر وذكر حديث صلاة التوبة المشهور وافتى هو وابن عباس وغيرهما بان المتوفى عنها اذا كانت حاملا تعتد ابعد الاجلين ولم يكن قد بلغتهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صبيعة الاسلمية حيث افتاها النبي صلى الله عليه وسلم بان عدتها وضع حملها وافتى هو وزيد وابن عمر وغيرهم بان المفوض اذا مات عنها زوجها فلا مهر لها. ولم تكن بلغتهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مروعة بنت واشرق وهذا باب واسع اه يبلغ المنقول منه عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عددا كثيرا جدا. واما المنقول انه عن غيرهم فلا يمكن الاحاطة به. فانه الوف. وهؤلاء كانوا اعلم الامة وافقهها واتقاها فمن بعدهم اه انقص منهم فخفاء بعض السنة عليه او لا فلا يحتاج الى فلا يحتاج الى بيان فمن اعتقد ان كل حديث صحيح قد بلغ كل واحد من الائمة او اماما معينا هو مخطئ خطأ فاحشا قبيحا. ولا يقولن قائل ان الاحاديث قد دونت وجمعت فخفاؤها والحال به بعيد لان هذه الدواوين المشهورة في في السنن انما جمعت بعد انقراض الائمة المتبوعين ومع هذا فلا يجوز يجوز ان يدع انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في دواوين دواوين معينة ثم لو فرض انحصار الحديث فيها فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم. ولا يكاد ذلك يحصل لاحد بل قد يكون عند الرجل الدواوين الكثيرة وهو لا يحيط علما بما فيها. وللذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين كانوا اعلم بالسنة من المتأخرين بكثير لان كثيرا ممن بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا الا عن مجهول او باسناد منقطع او لا يبلغنا بالكلية وكان دواوينهم صدورهم التي تحوي اضعاف ما في دواوين وهذا امر لا يشك فيه من علم القضية. ولا يقولن قائل فمن لم يعرف الاحاديث كلها لم يكن مجتهدا. لان انه ان اشترط في المجتهد علمه بجميع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله ممن مما فيما يتعلق مما يؤم مما يتعلق نعم وفعله مما يتعلق بالاحكام فليس في الامة مجتهد وانما غاية العالم ان يعلم جمهور ذلك ومعظمه بحيث لا يخفى عليه الا القليل من التفصيل. ثم انه قد يخالف ذلك القليل من التفصيل الذي الم يبلغه فيكون معذورا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتابه رفع المنام عن الائمة الاعلام وهذا الكتاب اراد به شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ان يبين ان خطأ الامام الذي اتفقت الامة على امامته انه في خطأه ذلك لم يتعمد المخالفة وهذا لابد ان يتقرر عند المسلم ان الائمة الذي اتفقت الامة على امامتها وعلى تعظيمها يعلو من حالهم ومن ديانتهم ومن تقواهم انهم لا يتعمدون مخالفة قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم البتة وذلك ان العلماء هم خيار الامة هم خيار الامة فان امة الاسلام وامة محمد صلى الله عليه وسلم علماؤهم علماء المسلمين هم خيارهم بخلاف من كان قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ممن كان على الكفر والضلال فشرارهم علماؤهم. شرارهم علماؤهم لان علماء اهل الباطل وعلماء اهل الضلال هم ابعد الناس عن الحق وابعدهم عن الهدى اما هذه الامة فان علمائها هم اسعد الناس بمعرفة الحق وخيرهم وافضلهم لان العلماء هم ورثة الانبياء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثوا الانبياء والانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهم. وانما ورثوا العلم واخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفضل العلماء وان فظلهم كفضل القمر على سائر الكواكب بل كفضله صلى الله عليه وسلم على ادنانا وهذه منزلة عظيمة للعلماء. وقد اخبر نبينا صلى الله عليه وسلم ان العالم ان العالم يستغفر له الحيتان في البحر ويستغفر له السبع والطير يستغفر له يستغفر لمعلم الناس الخير. وان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم وللعالم لطالب العلم وللعالم من باب اولى الذي يعلم ويتعلم قظعانا لما يصنع قظعانا لمن لما يصنع والعلماء من سلك من سلك طريق هذا العلم سهل الله له به طريقا الى الجنة. والعلماء يحشرون يوم القيامة لا على تبة او على اه مكان مرتفع على على ما كان مرتفع يعرفهم الناس بهذه المنزلة على مكان مرتفع يعرفه الناس وقد جاء في بعض الاحاديث والاثار ان الله يقول العلماء ما وضعت فيكم علمي وانا اريد ان اعذبكم وهذه كلها كلها ومحاسن للعلماء وقد اثنى الله عز وجل على العلماء وزكاهم فقال سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم امل هذه الاية اشهد الله عز وجل على اعظم مشهود على اعظم وهو؟ توحيده سبحانه وتعالى اشهد من اشهد ملائكته واشهد من العلماء واشهد العلماء. فالعلماء العارفون بالله عز وجل لان العلماء ايضا منهم عالم بالله وعالم بمراد الله العالم بالله والعالم بمراد الله هؤلاء هم خيرة العلماء وافضل العلماء لان العلماء ينقسم الى اقسام عالم بامر الله وليس علما بالله وعال بالله وليس عال بامر الله وعال بالله عال بامر الله فافضلهم واعلاهم منزلة هو من كان عالما بالله وعالم بامر الله ومراد الله فهؤلاء هم العلماء الربانيون. ولاجل هنا ولاجل هذا نبه شيخ الاسلام على مسألة وهي انه ليس كل عالم يعتذر له. وليس كل من قال قولا يكون بقولي هذا مخطئا ولم يقصد المخالفة. لان هناك من يتلبس بلباس العلم وهو لكتاب الله مخالف ولسنة رسوله معارض وهم علماء الضلال وعلماء الباطل. وانما اراد شيخ الاسلام بهذا التصنيف المبارك ان ان يعتد لعلماء المسلمين لمن اتفقت الامة على تعظيمه وعلى علمهم وعلى ثقتهم ولم يكن ولم يكن مراده بذلك اي بهذا التصنيف ان العلماء الضلال ولعلماء السوء من رؤوس البدعة ومن دعاة النار الذين هم دعاة على ابواب جهنم كالجهم بن صفوان وعمرو بن عبيد و آآ غيرهم معبد ابن دخال الجهني وهؤلاء آآ وغيلان القدري وهؤلاء الضلال الذين خالفوا كتاب الله وخالفوا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرد بذلك ايضا بشر ابن غياث من ريسي او احمد ابي دؤاد وغيره من من الضلال الفجرة ولم يرد بذلك الاتحاد اهل الاتحاد والحلول كابن سبعين وابن الفارظ وابن عربي الطائي وغيره من علماء الضلال وانما اراد بهذا التصنيف رحمه الله تعالى علماء اهل السنة ان علماء اهل السنة الذين اجمعوا اجمع اهل العلم على فضلهم وعلى منزلتهم وعلى علو قدرهم. واجمع ايضا انهم انهم متبعون للحق لا يحيدون عنه الا اذا كان هناك عذر ولا يخالفون كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الا ولهم ما يعذرون به عند ربنا سبحانه وتعالى. ولذا من نظر في كلام الائمة رحمهم الله تعالى يجد ان تعظيم الكتاب والسنة قائم في قلوبهم وانه لا قول لاحد مع مع كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فها هو الشافي رحمه الله يعني يقول اذا رأيتم قولي مخالف ما رويتم فبقول عرض الحائض اضربوا ويقول ويقول مالك وقد اشاب نحو الحجرة كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب بهذا القبر وكذلك احمد لا ينبغي لمن عرف الاسلام وصحته ان يذهب الى رأي سفيان وفلان. خذوا من حيث اخذنا وكذلك ابو حنيفة يقول اذا جاءني الحديث عن الرسول فعلى الرأس والعين. واذا جاء عن الصحابة على الرأس والعين. واذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال. اذا الائمة الذين بقت الامة على تعظيم واجلالهم كالائمة الاربعة ومن قبلهم من علماء المسلمين من طبقة التابعين كالفقهاء السبعة الفقهاء سبعة وايضا من في طبقة ودرجتهم ومن اتى بعدهم ومن اتى بعدهم الى يومنا هذا نعلم ان العلماء الربانيين الذين يتبعون الكتاب والسنة ويعظمون قول الله وقول رسوله انهم لا يتقصدون مخالفة الكتاب ولا السنة. وانما يدورون مع النص حيث داروك. واما من عرف بزيغ قلبه وظلاله. وانه يدور ما يريده اهل الهوى والضلال. فمثل هذا لا يعتذر له وانما يبين ظلاله ويبين فساد قوله ولا يعتبر له البتة وانما يعتذر لمن عرف لمن عرف بالحق واتباعه وتعظيمه بالسنة واتباعها. يقول هنا رحمه الله الحمد لله الحمد لله على على الائه بدأ بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم ثم ثنى بعد ذلك بالحمد وكما ذكرنا سابقا ان عادة المؤلفين انهم يبدأوا المسبلة ويثنون بالحمد اقتداء اقتداء بالبسملة بكتاب الله عز وجل فالله افتتح كتاب البسملة واقتداء ايضا برسوله صلى الله عليه وسلم حيث افتتح كتبه بالبسملة وايضا اخذا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كل امر ذي بال لا يبدأ ببسم الله فهو اجزم وان كان الحديث ضعيف. وكذلك ايضا جريا على عادة المؤلفين الذين صنفوا في هذه الكتب انهم يبدأوا بسم الله الرحمن الرحيم. وايضا من باب الاستعانة من باب الاستعانة بالله. ومصاحبة اسمه في تصنيف وتأليفه وان العون وان العون وان العون لا يكون الا من الله. وان الموفق هو الله سبحانه وتعالى فهو يقول بسم الله اي مستعينا متبركا واستعانة وتبركا باسم الله عز وجل والجار والمجون متعلق محذوف تقديره على حسب الحال والمقام فهنا يكون حاله بسم بسم الله الرحمن الرحيم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم اكتب اي اكتب هذا الكتاب الذي يقصد به وجه الله عز وجل لتأليف كلمة المسلمين وجمع كلمتهم على الا يبدع بعضهم بعضا ولا يضلل بعضهم بعضا ولا ولا يفسق بعضهم بعضا وانما يعذر بعضهم بعضا ويبتغي المسلم لاخيه المسلم العذر فان جهل عذره عاد على نفسه باللوم انني لم استطع ان اجد لنفسي ان لم استطع ان لا اجد ان ان اجد لاخي عذرا. ولذلك كان السلف رحمهم الله تعالى اذا اذا اذا اخطأ الواحد منهم اعتذروا له وبحثوا عن اسباب تعذره. فان عجزوا عن عن الاتيان بعذر له رجعوا على انفسهم انهم لم يجدوا له عذرا. وعلى هذا ينبغي على المسلم دائما انه يظن يظن باخيه خيرا. لولا ان سمعتموه ظن والمؤمنة بانفسهم خيرا فانزل فانزل الاخ منزلة النفس يقول لولا اذ سمعتموه اي لما لما تكلم المنافقون ومن ومن جاراهم على هذا القول الفاسد والباطل لما تكلموا في عائشة رضي الله تعالى عنها انزل الله في قوله لولا اذ سمعتم واذا لما سمعتم هذا الافك لولا اذ سمعتم قلتم سبحانك هذا بهتان عظيم لولا اذ سمعت ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم اي بمن؟ بانفسهم ما المراد بها؟ بعائشة رضي الله تعالى عنها وبمن اتهمت به ظنوا بهم خيرا. وكما قال ابو ايوب الانصاري لزوجه. والله لو كنت ان تفعلي قالت لا. قال والله لعائشة اطهر منك. واطوا ابرأ منك. اي تطهيرا لا فهكذا ينبغي على المؤمن دائما ان يحسن الظن باهل الاسلام. وان يحسن الظن خاصة بعلماء السنة. الذين هم متبعون لهدي النبي صلى الله عليه وسلم حريصون على تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم يحرص دائما على ذلك ويبتغي لهم الاعذار ويتأول لهم الخطأ ويقول في ان كانوا اخطأوا فقد غفر الله لهم. وكما جاء في الصحيح عن عبد الله ابن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. واذا واذا اجتهد فاخطأ له اجر واحد فهو مأجور باجتهاده اذا سعى بطلب الحق وتحصيله وعجز عن معرفته فانه يؤجر على اجتهاده. فان اصاب الحق كتب له اجران. فلا لابد ان ان تقعد هذه القاعدة وان نفهمها حتى نتعامل مع المخالف نتعامل مخالف ممن هو على نفس اصلنا وعلى نفس طريقتنا وعلى نفس آآ معتقدنا وعلى نفس آآ مصدرنا فمصادرنا نحن الكتاب والسنة والاجماع والقياس في باب بالاحكام في باب احكام الشريعة. فمن كان يوافقنا في الاصول ثم اخطأ في مسألة ومثله ومثله يعرف حاله انه حريص على اتباع السنة ولو علم سنة لقال بها ولذلك قال البيهقي عندما ذكر عندما ذكر مسألة وهي انه قال ان الشافعي يقول اذا صح الحديث فهو مذهبي اذا صح الحديث فهو مذهبي فكان لازم قوله ان كل كقول كل قول خالفه الشافعي الحديث فان قوله موافق للحديث لانه اخبر ان كل انه اذا صح الحديث فهو مذهبي كل حديث صح وقال الشافعي بخلافه فان قوله هو ما وافق الحديث الصحيح لان هذا الذي قعده واصله رحمه الله تعالى ولذا قال ابن حزم عندما اتى على مسألة المعازف واحكام الغنى قال ولو صح الحديث لقلت بتحريمه كذلك يقال ان ابن حزم يحرم المعازف لان الحديث صحيح وقد التزم اذا صح الحديث فهو فهو يرى تحريم المعازف فلا يقول قائل ان ان ابن حزم يحللها لانه علق التحليل باي شيء بعدم صحة الحديث فان صح الحديث فهو يرى تحريم المعازف فيقال للمخالف ان الحديث صح وما اعل به ليس بعليل ولا يضعف به فيلزم فيكون على قول ابن حزم ان المعاز محرمة لصحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. اذا لابد ان تفهم هذه القاعدة وهذه المقدمة فيما سيذكره شيخ الاسلام. يقول رحمه الله تعالى الحمد لله على الائه واشهد ان لا اله الا الله يحمد ربنا سبحانه وتعالى على الخير وعلى الشر يحمد على كل شيء سبحانه وتعالى. وهنا قال الحمد لله على الائه اي على نعمه وعلى فضائله. وربنا سبحانه انا يحمد على جلاله ويحمد على جماله ويحمد على نعمائه ويحمد على قضائه ويحمد على قدره سبحانه وتعالى فهو محمود بكل لسان محمود في كل زمان يحمد على يحمد على الخير وعلى الشر. يحمد على على مر القضاء وعلى حلوه. فنحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال ونحمده سبحانه وتعالى في كل زمان فخص هنا قال احمده على الائه اي على نعمه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ارضه لا شريك له في ارضه وسمائه اي لا شريك له. ولكن الله هو المعبود وحده. وان معنى قوله لا اله الا الله انه لا معبود يعبد بحق الا ربنا سبحانه وتعالى وان كل الهة سوى الله فهي باطلة وكل معبود سوى الله فعبادته فعبادته كفر وضلال وهو الله في السماوات والارض. نعم. وهو الله في السماوات وفي الارض اي هو هو اله اهل السماء وهو ايضا اله اهل الارض. وهو رب اهل السماء ورب اهل الارض. فقول لا في ارض وسمائه واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخاتم وخاتم انبيائه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه صلاة دائمة الى يوم لقائه وسلم تسليما. هذه مقدمة يسلكها اهل العلم دائما من فيحمد فيبسبلون ويحمدون ويتشهدون ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فهي سنة للمصنفين والمؤلفين يبتدئون بها ولا شك ان كل خطبة ليس فيها التشهد فهي كاليد كالخهي كاليد الجذماء فهي كاليد الجذماء وايضا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مما يستفتح به المقال ويختم به المقال صلى الله عليه وسلم فبه عرقنا الحق وبه اهتدينا صلى الله عليه وسلم وهو من فتح الله به قلوبنا وانار به ابصارنا وفتح به اذاننا صلى الله عليه وسلم. قال وبعد فيجب على المسلمين بعد موالاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم موالاة المؤمنين. يجب وهذا وجوب متعين على كل مسلم. يجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة موالاة له. موالاة الله تعالى بعد موالاة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم موالاة مؤمنين موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن وخص من اولئك المؤمنين من؟ العلماء لان الولاية تكون للمؤمن على قدر ايمانه وتقواه ولا شك ان العلماء هم اكمل المؤمن ايمانا كما قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وكلما كان العبد اصلح واتقى لله عز وجل كانت ولايتنا له اكمل واتم وكل ما كان دون ذلك نقص من بقدر ما نقص من طاعة الله عز وجل. فولاية المؤمنين واجبة على كل مسلم وخاصة موالاة العلماء الربانيين. قال خصوصا العلماء الذين هم ورثة الانبياء. فالانبياء لم يورثوا دينار ولا درهم وانما ورثوا وانما ورثوا العلم. وانما ورثوا العلم الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم وجاء ذاك في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اصحابي كالنجوم بايهم اقتديت اهتديت وهذا حديث لا يصح صلى الله عليه وسلم وانزل شيخ الاسلام هنا ان العلماء بمنزلة النجوم لان العلماء هم اعرف الناس بكتاب الله وسنة رسوله وهم الذين الذين يشفون شفاء وهم الذين يشفون العي اذا العي اذا سأل فانما شفاء العي السؤال والله يقول واسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فانزل فانزل العلماء بمنزلة النجوم وانزل الحيارى هم انزل الحيارى بحال اولئك الذين نزلوا فلاة في ليلة ظلماء. وهم لا يعرفون الطريق ولا يهتدون الى الى هذه الطرق. فلا معرفة الطريق الا بالنجوم والنجوم هم في الارض العلماء هم العلماء الذين اورثهم الله عز وجل العلم قال واجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم اي درايتهم وهدايتهم بكتاب الله وسنة رسوله. اذ كاذ يقول اذ كل امة قبل مبعث نبينا صلى الله عليه وسلم علماؤها شرارها لان العلماء في الامم التي قبلنا التي بعد الذين كانوا على كفر وضلال لو قيل من من شر اليهود الذين هم على الكفر لقيل العلماء. ولو قيل من شر النصارى الذين كفروا بعيسى لقيل العلماء ايضا. فكل امة كفرت بالله ورسوله شرارها علماؤها. وكل امة اهتدت واستقرت لدين الله خيارها علماؤها. والعلماء في هذه الامة بمنزلة الانبياء في الامم قبلنا اذا يا شيخ آآ المسلمون في زمن عيسى يعني او الزين لم يكفروا بل آآ خيارهم ايضا علماؤهم. نعم قال فان علمائهم خيارهم فانهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قام وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا. وكما قال الامام احمد ما احسن اثر العلماء على الناس وما اقبح اثر الناس على العلماء. فالعلماء احيا الله عز وجل بهم. احيا الله بها قلوبا ميتة. وفتح الله بهم اعين عميا واذانا صما فتح الله بالعلماء لانهم يدعون الناس الى الخير ويهدونهم الى الصراط المستقيم. قال هنا قال المحيي لما مات من سنته بهم قام الكتاب به بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وليعلم انه ليس احد من الائمة المقبولين وهذا قيد معتبر قيد معتبر وشرط وشرط مراد. ان الكلام هنا انما هو في العلماء المقبولين. الذين جعل الله لهم بولا في الارض واجمعت الامة على هدايتهم وعلى صلاحهم وكانوا يعرفون باي شيء باتباع الدليل وتعظيمه قال ليس احد الائمة المقبولين عند الامة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من سنتي دقيق في شيء من سنته دقيق ولا جليل فان متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى ان كل احد من الناس يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله كما ذكر قول مالك كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر. وكما قال الشافعي اذا رأيتم قولي مخالفا لما رويتم بقول عرض الحائط اظربوا وكذلك قال احمد وكذلك قال ابو حنيفة. اذا فلابد له ولكن يقول هنا. وعلى ان كل من الناس يؤخذ من قول ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن اذا وجد وهذي قاعدة اخرى ايضا من القواعد ان نعتقد انه ليس هناك احد معصوم. ليس هناك احد معصوم والا الا رسولنا صلى الله عليه وسلم. واما من دون الرسول صلى الله عليه وسلم من العلماء والصالحين اولياء فكلهم يخطئ ويصيب. وكلهم قوله يوزن بالكتاب والسنة. ويعرض على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما وافق من اقوالهم كتاب الله وسنة رسوله قبل اجماعا وما خالف كتاب الله وسنة رسوله رد اجماعا بل ما وكذلك ما خالف السنة فانه يرد اجماعا ولكن مع رده يعتذر له انه انه لم تعمد لم يتعمد المخالف وانما لعله لم يبلغه النص لعله لم يراه نازلا في هذه القضية لعله ولعله حتى نبحث له عن عذر نعذره به وهذا على خلاف ما يعتقده الروافض الذي يعتقدون ان ائمة البيت مع وانهم لا يقولون الا الحق والصواب ولا يخطئون. فهذا من من ضلالات الروافض. كذلك ايضا من ضلالات الصوفية الذي في ائمتهم من المتصوفة انهم انهم انهم ملهمين وانهم محدثين وانهم يأخذون دينهم عن الله مباشرة فلا يأخذونه عن فلان وفلان وانما يقول قائلهم حدثني ربي ويعتقد فيه انه لا يفعل شيئا الا الا وان الله اوحى له ذلك وهذا كفر بذاته قال هنا وجميع الاعذار ثلاثة وجميع الاعذار قال فلابد له من عذر في تركه. وجميع الاعذار ثلاثة اصناف لا تخرج الاعذار عن هذه الاصناف الثلاثة. احدها عدم اعتقاده ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله اي ان يعتقد ان خبر الذي بلغه لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم فهو عنده ليس بصحيح واذا كان ليس بصحيح فليس بلازم له ولذا يقول بخلافه لانه ان هذا الخبر ليس صحيحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني عدم اعتقاده ارادة تلك المسألة بذاك الحديث. اي انه حمل الدليل والحديث على معنى غير المسألة التي قال فيها. فهو يرى ان هذه المسألة خال فيها خارجة عن الدليل الصحيح فهو يعذر بهذا ايضا والثالث اعتقاده ان ذلك الحكم منسوخ او مخصوص او مقيد او ما شابه ذلك ان ذلك الحكم منسوخ واذا كان منسوخ فلا حكم له وكأنه لا وجود له. ثم قال شيخ الاسلام وهذه الاصناف الثلاثة تتفرع الى اسباب متعددة. السبب الاول. اذا امتدأ يقول السبب الاول ما هو؟ قال السبب الاول الا يكون الحديث قال الا يكون الحديث قد بلغه ومن لم يبلغه الحديث لم يكلف الذي لم يبلغ الحديث ولم يعلم بالحديث فانه في حكم عدم في حكم في حكم غير المكلف. لان المكلف هو الذي هو الذي علم علم بالخطاب الشرعي. علم بالخطاب الشرعي. فان كان الخطاب لم يبلغه او لم يعلمه فانه لا يكلف بشيء لا يعلمه فانه لا يكلف بشيء لا يعلمه. فاول سبب من تلك الاسباب التي يعذر بها المخالف الا يكون الحديث قد بلغه. ومن لم يبلغه حديث لم يكلف ان يكون عالما بموجبه. وان لم يكن قد بلغه وقد قال في تلك القضية بموجب ظاهر اية او حديث اخر او وبموجب قياس او بموجب استصحاب فقد فقد يوافق ذلك الحديث تارة ويخالفه اخرى. بمعنى ان العلماء الذين خالفوا الاحاديث اول ما يعتذر لهم ان الحديث الذي خالفوه لم يبلغهم فان اخذوا بقول دل عليه كتاب او دل عليه حديث اخر او دل عليه قياس او دل عليه استصحاب لاصل لاصل آآ سابق او دل عليه فتوى او قول صحابي فان مثل هذا يكون ما خال فيه معذورا فيه ولا يعاقبه الله عز وجل ولا يعاب ولا يذم ولا يخطى ولا يضلل ولكن يقال ولا يضل ولكن يقال لم لعله لم يبلغ الحديث فقال بخلافه. يكون يكون حال انه معذور وانه مأجور معذور ومأجور معذور بعدم بلوغه النص ومأجور لاجتهاده وحرصه على ان يكون موافقا للحق قال شيخ الاسلام وهذا السبب هو الغالب على اكثر ما يوجد من اقوال السلف مخالف بعض الاحاديث وذلك ان الاحاطة الاحاطة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيعها اي واحد خاصة في الزمن الاول خاصة في الزمن الاول لما كان الصحابة تفرقون وكان آآ هناك من يروي في يعني يكون في الشام هناك من يكون في العراق وهناك من يكون في اليمن وقد تفرق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا يمكن للعالم ان يحيط بكل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر شيخ الاسلام هنا مسائل امثلة كثيرة فكيف فمن ذلك ما ذكره عن ابي بكر الصديق الذي كان من الزم الناس لرسولنا صلى الله عليه وسلم كان لا يترك لا في سفر ولا في حضر بل كان يسمر عنده ليله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك خفي على ابي بكر مسائل عدة من ذلك في توريث الجدة في توريث الجدة فكان ابو بكر الصديق لا يرى ان الجنة ترث حتى حدثه محمد بن مسلمة والمغريب شعبة ان النبي صلى الله عليه وسلم ورثها السدس فهذه المسألة خفيت ابا بكر الصديق وقال بخلافه لماذا لانه لم يجدها في كتاب الله عز وجل ولم يبلغه سنة على سلم فلا يقال ان بكر خالف السنة وانما يقال لم تبلغه السنة. ولذا لما بلغته السنة وبلغه الحديث ماذا قال؟ اخذ بذلك وحكى به رضي الله تعالى تعال وايضا والقصص في هذا كثيرة. يقول شيخ الاسلام فان الاحاطة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لم تكن لاحد من الامة. وقد كان النبي صلى الله وسلم يحدث او يفتي او يقضي او يفعل الشيء فيسمعه او يراه من يكون حاضرا ويبلغ ويبلغه اولئك او بعضهم لمن لم يبلغوا لمن لمن يبلغوا فينتهي علمه الى ذلك الى من شاء الله تعالى من العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ثم في مجلس اخر قد يحدث قد يحدث او يفتي او او يقضي او او يفعل شيئا ويشهده بعض من كان غائبا عن ذلك المجلس ويبلغون ويبلغونه لمن لمن امكنهم فيكون عند هؤلاء من العلم ما ليس عند هؤلاء وعند هؤلاء ما ليس عند هؤلاء وانما يتفاضل العلم من وانما يتفاضل العلماء من الصحابة من بعدهم بكثرة العلم او جودته بكثرة العلم او جودته. واما الاحاطة به فلا يمكن لاحد ان يحيط بحيث النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا فلما حدث بعضهم في مجلس فيه الزهري رحمه الله تعالى فقال لم اعرف هذا الحديث فقال له اسماعيل ابن اسماعيل من ذريته محمد ابن سعد ابن ابي وقاص اكل حسام حفظته؟ قال لا. قال الثلثاه؟ قال لا. احفظت ثلثا ثلثيه؟ قال لا. قال انصفه؟ قال لا قال اجعل هذا الحديث النصف الذي لم تحفظه اذا كنت وهو الامام محمد ابن محمد ابن شهاب الزهري حافظ زمانه واعلم الناس بحديث قال قال اعترف واقر انه لم يحفظ نصف حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كان مثل هذا العالم الجهد الذي اعتدى بجمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظها كلها فمن باب اولى من بعده ومن بعده ثم قال واعتبر واعتبر ذلك اي قس على هذا على هذا عدم العلم اعتبر بحال الخلفاء الراشدين. بحال ابو بكر الصديق وبحال عمر وبحال عثمان وبحال علي رضي الله تعالى عنهم اجمعين. فابو بكر كما ذكرنا انه كان من الزم الناس صلى الله عليه وسلم ومع ذلك جهل مسألة توريث الجدة ان لها السدس فهذا مما علم محمد ابن اسلمة والمغنية شعبة وهم دونه بكثير في الفضل والمنزلة وايضا في الصحبة فمغيرة للمسلم بالله متأخر ومحمد بن سلمان محمد مسلم كان صغيرا ما اما ابو بكر فكان ملازما له في الحظر والسفر وفي وفي الليل والنهار وكذا ايضا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما استأذن عليه ابو موسى الاشعري فاستعد ثلاثا ولما لم يؤذن له رجع فقال ابن الخطاب اما سمعت صوت عبدالله بن قيس؟ قالوا بلى. قال رجع قال احضروا فلما حضر قال يا عبد الله ابن قيس ما الذي حبك على ان تذهب؟ قال اذا اذا استأذن احدكم فليستأذن فان اذن له الا فيرجع. قال لتأتين ببينة او لاوجعن ظهرك فاعول خطاب رضي الله تعالى عنه على جلالته وعلى عظيم منزلته جهل هذه المسألة وعلمها كما قال عندما انطلق موسى الاشعري الى مجلس الانصار فقال ادركوني واراد من يشهد له عند عمر فقال ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه لا يشهد لك الا اصغرنا. فقم معه يا ابا سعيد اي الخدري فانطلق الى عمر فحدث فقال عمر بن الخطاب اشغلني الصفق بالاسواق. اشغله بالصف عن مثل هذا الحديث وعمر وعمر بن الخطاب من اعلم الناس. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأوا في رؤية منام قالوا وقد اوتي النبي بلبن يقول فشربه ثم اعطاه عمر فشبه يقول حتى رأيت قال ما اولته؟ قال العلم. فمن اعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن اعلم الناس بالقرآن هو عمر بن الخطاب بل قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عمر رضي الله عنه كان ذهب عمر بتسعة اعشار ذهب عمر بتسعة اعشار العلم فهو من اعلم الناس رضي الله تعالى عنه ومع ذلك جهل بعض المسائل جهل جهل الاستئذان وجهل ان الزوجة ترث من ان الزوجة ترث من نية زوجها حتى حدثه حتى حدثه الضحاك رضي الله تعالى عنه ان انه قضى في امرأة زوجة مروة ابو عاشق ان يورثها من ديتها انه ورث امرأة اشيك من الضباب من دية زوجها فقضى بذلك ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه كذلك جهل ان المجوس يؤخذ منهم الجزية حتى حدثه الخط حتى حدثه عبد الله بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ الجزية من مجوس هجر جهل ايضا الخطاب رضي الله تعالى عنه ما بالطاعون وانه اذا اذا سمعوا به بارض فلا يدخل عليهم. واذا كانوا فيه لم يخرجوا من الارض. حتى حدثه ابن عوف رضي الله تعالى عنه اسامة بن زيد ولم ينقص ذلك من جلالة عمر ولا من قدره رضي الله تعالى عنه وانما اعتذر له ان الحديث لم يبلغه ومن لم يبلغه الحديث فهو في حكم غيره المكلف رضي الله تعالى عنه. وكذا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه لم يبلغه لم يبلغه احد مثل ذلك ايضا كما قال هنا بمسألة بمسألة آآ اكل اكل الصيد ايضا عمر بن الخطاب كان ينهى المحن التطيب قبل احرامه وفي اثناء احرامه حتى حتى وهو وهذه المسألة جاء فيها نص عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان كانت العيش طيبه لحله تطيبه عند احرامه ولحله من لاحرامه. كذلك ايضا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه لم يعلم بان المتوفى عنها زوجها انها تعتد في بيت زوجها يعني لم لم يعلم ذاك وكان يرى انها تعتد في اي مكان شاءت كان عثمان بن عفان رضى ان الميت ان من مات عنها زوجها انها تعتد في اي بيت شاة حتى حدثه حتى حدثه آآ حتى حدث بحديث فريعة بنت ما لك. اخت ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى ان تعتد في بيت زوجها حتى يبلغ الكتاب اجله. وكذلك وكذلك آآ عثمان اهدي له مرة صيدا كان قد صيد لاجله فاخذه فاخبره علي ان النبي صلى الله عليه وسلم اهدي له صيدا صيدا لاجله فرده وقال انا لم نرد عليك الا لادنى حرم. فمثل هذا لم يضر عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وكذلك علي رضي الله تعالى عنه عندما حرق بالنار من حرقهم ولما اخبره ابن عباس انه لا يعذب بالنار الا بالنار حسن قوله اصوبه وعلم انه كان في ذلك مخطئا. وكذلك ايضا انه رضي الله تعالى عنه كان يقول وافتى افتى علي رضي الله عنه وهو ابن عباس ان المتوفى عنها زوجها اذا كانت حاملا تعتد ابعد الاجلين. علي وابن عباس كانا يفتيان ان المتوفى عنها زوجها تعتد بابعد الاجلين اذا كانت حامل بمعنى اذا مات عنها وهي حامل ان كانت في الشهر الاول ان كان في الشهر الاول تجلس اربعة اشهر وعشرة ايام. وان كانت وان كان في الشهر وان كانت يعني في الشهر التاسع ان كانت الشهر التاسع بعد ان كان الشهر الاول تعتد تسعة اشهر ان كانت توفى عنها زوجها وهي بنت وهي حامل الشهر الاول لا تنتهي عدتها بعد اربعة اشهر وعشرة ايام وانما تنتهي متى اذا وضعت بعد تسعة اشهر واذا واذا واذا كانت تضع بعد شهر لم تعد لم تنتهي عدتها بوضعها وانما تعتد اربعة اشهر وخالف في ذلك حديث سبيعة رضي الله تعالى عنها فان النبي صلى الله عليه وسلم امرها انها اذا وضعت فقد حلت وقد قال فبذلك خالفوا بذلك ابو سلمة بن عبدالرحمن وكذلك ابو هريرة رضي الله تعالى عنه فعث فهنا علي لم تبلغه هذه السنة حتى اخبره اخبره ابو هريرة واخبره ايضا غيره ممن افتى بخلاف ذلك وذكر ايضا وافتى هو زيد وابن عمر رضي الله اجمعين ان المفوض اذا مات عنها زوجة فلا مهر لها ولم تكن بلغته صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق اه في بروع بنتي واشق رضي الله تعالى عنها قال هنا وافتى هو وزيد وابن عمر رضي الله تعالى عنهم اجمعين بان المفوضة اذا مات عنها زوجها فلا مهر لها اذا مات على المفوضة المفوظة هي التي لم يسمى لها مهر. المفوضة هي التي لم يسمى لها مهر. اذا ماتت افتى علي وابن وزيد وابن عمر بماذا؟ انه لا مهر لها انه لا مهر لها لا مهر لها وجاء الحديث في حديث برع بن دواشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قالها مهر المثل وعليها العدة ولها الميراث وعليها العدة ولها الميراث فالنبي صلى الله عليه وسلم جعلها مهر المثل وجعل لها وجعل لها الميراث وجعل عليها العدة. قال فهؤلاء كانوا اعلم الامة وافقه طه وافضلها فمن بعدهم انقص فخفاء بعض السنة عليهم اولى فلا فلا يحتاج لبيانه. فمن اعتقد ان كل حديث صحيح قد بلغ كل احد من الائمة او امام معين فهو مخطئ خطأ فاحش وقبيحا ولا يقول قائل ان الاحادي قد دونت وجمعت فخفاؤها الحال هذي بعيد لان هذي الدواوين المشهورة بالسنن انما جمعت بعد انقراض القرون الاولى بعد انقراض الائمة المتبوعين ومع هذا فلا يجوز ان يدعى انحصار في دواء معينة ثم لو فرض وسلم في تلك الدواوين فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم. اي حتى الكتب الستة الان والمسانيد التسعة وغيرها. ليس كل عالم يعلم ما فيها. بل كثير من العلماء لم يبلغهم كل ما في هذه الكتب والدواوين. والحفظ الناس يتفاوتون والاطلاع ايضا الناس فيه يتفاوتون قال بل الذين كانوا قبل جمع الدواوين كانوا اعلم بالسنة من المتأخرين بكثير. لان كثير ممن بلغ مصحة عندهم قد لا يبلغنا الا عن مجهول او باسلام قطع او لا يبلغ بالكلية فكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي اضعاف ما في الدواوين وهذا امر لا لا يشك فيه من علم القضية ولا يقولن قائل من لم يعرف احاديث كلها لم يكن مجتهدا وهذا قول باطل لانه لا يلزم العالم ان يعرف كل الاحاديث وان يحيط به وانما يلزمه وانما الذي يلزمه ان يعرف ان يعلم جمهور تلك المسائل وجمهور تلك الاحاديث او معظمها. واما الاحاطة الكلية فليست لاحد ولا يمكن لاحد ان يحيط بكل العلم ثم قال ثم انه قد يخالف في ذلك القليل من التفصيل الذي لم يبلغه. اذا هذا هو السبب الاول وهو ان الحديث لم يبلغه. نعم. فهذا اول ظن نظنه بالعلماء الصادقين الربانيين. ان الحديث لم يبلغهم. فاذا اعتذرنا لهم بذلك قلنا ان رحمه الله لم يبلغ الحديث وهو مأجور عن اجتهاده. واخذنا بالقول الذي دل عليه الكتاب والسنة ولا نترك الكتاب والسنة لقول ان العالم ترك هذا القول او لم يأخذ هذا الحديث فان فان ذلك فان ذلك الفعل الذي يقدم قول العالم او قول الامام على قول النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا من اعظم المعارضة ومن اعظم التقدم بين يدي الله ورسوله ويقول يا ايها الذين امنوا لا لا تقضوا بين يدي الله ورسوله. فامر الله عز وجل ان لا نتقدم بين يدي الله ورسوله والذي يقدم عالما على قول النبي صلى الله عليه وسلم فقد قدم قولا فقد تقدم بين يدي الله ورسوله بما قال وهذا قول باطل. نأتي على السبب الثاني ونقف على هذا والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. شيخ تصبح بالسؤال؟ اه فيعني هل الذي يحكم بان الامام الفلاني مثلا لم اه لم يبلغه الحديث او يعني الذي يقول انه مثلا كان يراه منسوخا هل الذي يتكلم في هذه مواضيع يعني يكون عالما او اي احد لان لاحظنا بعد شباب يعني حتى ليسوا من طلاب العلم يعني بخطة ايه يخت ويقول يعني هذا الحديث لم يعرفه الامام احمد مع الناس سمعنا انه كان يعرف الف من جهل هذا القائل لان النبي الامام احمد رحمه الله تعالى كما قال ابو زرعة لابنه عبد الله ان اباك يحفظ الف الف حديث يحفظ مليون حديث قال كيف؟ قال دارسته الابواب. كل باب يأتي ما فيه من الاحاديث فمثل هؤلاء المتعالمون المتجرؤون على ائمة الاسلام مثل هؤلاء لا شك ان هذا من من من التعالم ومن اه اه الاقوال الاخلاق السيئة في بعض من ينتسب الى العلم ان يتعالم ويتفاخر. يجب على طالب العلم ان يتواضع وان يعرف قدر العلماء وفظلهم وانهم وانهم لا يمكن ان يشق غبارهم ولا يمكن ان يدركوا كما قال المبارك لا تعرظن لا تعرظن بذكر مع ذكرانا فليس الصحيح اذا مشى المقعد لا تعرض ذكرنا مع ذكرهم فهؤلاء قوم قوم حال كحال من حالهم كحال من سابق مقعد. المقعد وهذا يسير على اقدامي لا يمشي لا يتسابق هذا مع هذا فلا يذكر فلا يذكر هؤلاء مع هؤلاء. وكما قيل قديما الا الم تر ان السيف ينقص قدره. اذا قيل ان السيف امضى من العصى. لا يمكن مقارنة السيف بالعصا ولا يمكن مقارنة الامام احمد في بجلالته وحفظه باي بمن كان من علماء الحديث؟ هذا جبل جبال الحفظ يعني البخاري والامام احمد وكذلك ابو حاتم وابن ابن المديني وابو زرعة وائمة الاسلام هؤلاء قالوا اوعية العلم وكانوا حفاظ الاحاديث يحفظون كما قال شيخ الاسلام كانت كتب صدورهم وكانوا اوسع حفظا واكثر علما. وقد احاطوا بما لم يبلغن من الاحاديث التي تكون متكررة او تكون باسانيد اخرى ان الاحاديث الكثيرة التي التي لا توجد الان هي من الاحياء المتكررة من الاحاديث المتكررة التي يوجد باسانيد ولم توجد باسانيد اخرى. اذا اه مراده الله تعالى في اول عذر ان نحسن الظن في علمائنا وان نحمل اقواله التي خالفت ظاهر النصوص انه لم تبلغهم تلك النصوص نقف على هذا والله اعلم واحكم صلى الله عليه وسلم نبينا محمد