نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن به الايمان بانه الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ امره ونهيه ووعده ووعيده وحلاله وحرامه فالحلال ما احله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله والدين ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن اعتقد ان لاحد من الاولياء طريقا الى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر من اولياء الشيطان واما خلق الله تعالى للخلق ورزقه اياهم واجابته لدعائهم وهدايته لقلوبهم ونصرهم على اعدائهم وغير ذلك ذلك من جلب المنافع ودفع المضار فهذا لله وحده يفعله بما يشاء من الاسباب لا يدخل في مثل هذا وساطة الرسل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قوله رحمه الله تعالى ومن ومن الايمان به الايمان بانه الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ امره ونهيه الى اخر كلامه رحمه الله هذا لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى فيه رسالة عظيمة النفع عنوانها الواسطة بين الله وبين خلقه وفصل فيها رحمه الله تعالى ما اوجزه هنا وان الواسطة كن اريد بها البلاغ بلاغ دين الله جل وعلا وبيان شرعه فالرسل واسطة بين الله وبين خلقه اي في ابلاغ دينه جل وعلا اما اذا اريد بالواسطة ان يجعل طريقا في العبادة فلا تكون العبادة العبادة الا باتخاذهم واسطة اي شفعاء بين العبد وبين الله تبارك وتعالى او اعطائهم من الصفات والخصائص ما ليس الا لله تبارك وتعالى فهذا المعنى في الواسطة غير صحيح بل مصادم للادلة ولهذا ذكر رحمه الله تعالى او اشار الى هذا التفصيل فهنا في هذا الموضع ببيان انهم واسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ امره ونهيه ووعده ووعيده وحلاله وحرامه ثم قال بعد ذلك اما خلق الله للخلق ورزقه اياهم واجابته لدعائهم وهدايته لقلوبهم فالى اخر كلامه فهذا لله وحده يفعل يفعله بما يشاء من اسباب لا يدخل في مثل هذا واسطة الرسل لا يدخلن في هذا واسطة الرسل ولهذا اذا قال قائل هل الرسل واسطة بين الله وبين خلقه؟ يقال له ماذا تريد بالواسطة ان اراد المعنى الصحيح الذي هو الاول فهي حق وهم واسطة بين الله وخلقه بهذا المعنى. وان اراد المعنى الثاني فهو غير صحيح. نعم قال رحمه الله تعالى ثم لو بلغ الرجل في الزهد والعبادة والعلم ما بلغ ولم يؤمن بجميع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فليس بمؤمن فليس بمؤمن ولا ولي لله تعالى كالاحبار والرهبان من علماء اليهود والنصارى وعبادهم وكذلك المنتسبين الى العلم والعبادة من المشركين مشركي العرب والترك والهند وغيرهم ممن كان من حكماء الهند والترك ولا له علم او زهد وعبادة في دينه ومن له علم ومن له علم او زهد وعبادة في دينه وليس مؤمنا بجميع ما جاء به فهو كافر عدو لله وان ظن طائفة انه ولي لله كما كان حكماء الفرس من المجوس كفارا مجوسا. اي ليس مجرد الاجتهاد في العبادة ووجود الزهد في الشخص والتقلل من امور الدنيا ومتعها كافيا بان يكون الرجل ولي من اولياء الله بل لا يكون من اولياء الله حتى يكون متبعا للرسول عليه الصلاة والسلام مصدقا لما جاء به اما ان كان مكذبا بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم جاحدا له فهو ليس بمؤمن ليس بمؤمن وان زهد في متع الدنيا كلها فان زهده واحدة ليس بكاف ان يكون به وليا من اولياء الله فان ولاية الله لا تكون الا باخلاص الدين له واتباع رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ولزوم منهاجه القويم نعم قال رحمه الله تعالى وكذلك حكماء اليونان مثل ارسطو وامثاله كانوا مشركين يعبدون الاصنام والكواكب كان ارسطو قبل المسيح عليه السلام بثلاثمائة سنة وكان وزيرا للاسكندر ابني في لبس المقدون وهو الذي تؤرخ به تواريخ الروم واليونان وتؤرخ به اليهود والنصارى وليس هذا هو ذو القرنين الذي ذكره الله في كتابه كما وان كان ذو القرنين يسمى لان معناه في لغة اليونان اسكندر الجيد او الطيب او نحو ذلك يسمى الاسكندر ولما ذكر انه يسمى بهذا الاسم اشتبه على بعض الناس جعلوه الاول نعم الذي كان الله تعالى الذي كان في زمن ارسطو قبل زمن المسيح بثلاث مئة سنة. نعم قال رحمه الله تعالى وليس هذا هو ذو القرنين الذي ذكره الله في كتابه كما يظن بعض الناس ان ارسطو كان وزيرا لذي القرنين لما رأوا ان ذاك اسمه الاسكندر وهذا قد يسمى بالاسكندر ظن وهذا قد يسمى بالاسكندر اي ذو القرنين نعم. ظنوا ان هذا ذاك كما يظنه ابن سينا وطائفة معه وليس الامر كذلك بل هذا الاسكندر المشرك الذي قد كان ارسطو وزيره متأخر عن ذاك ولم يبني هذا السد ولا وصل الى بلاد يأجوج ومأجوج وهذا الاسكندر الذي كان ارسطو من وزرائه يؤرخ له تاريخ الروم يؤرخ له تاريخ الروم المعروف وفي اصناف المشركين من مشركي العرب ومشركي الهند والترك واليونان وغيرهم من له اجتهاد في العلم والزهد والعبادة ولكن ليس بمتبع للرسل ولا يؤمن بما جاءوا به ولا يصدقهم بما اخبروا به. ولا يطيعهم فيما امروا فهؤلاء ليسوا بمؤمنين ولا اولياء لله وهؤلاء تقترن بهم الشياطين وتنزل عليهم فيكاشفون الناس ببعض الامور ولهم تصرفات خارقة من جنس السحر وهم من جنس الكهان والسحرة الذين تنزل عليهم الشياطين قال تعالى هل انبئكم على من تنزلوا الشياطين تنزلوا على كل افاك اثيم يلقون السمع واكثرهم كاذبون. واذا سمع بعض الناس شيئا من المكاشفات التي يذكرونها او خالق العادات التي تقع على ايديهم وهي من جنس السحر ناتجة عن تنزل الشياطين عليهم ومعاونتها لهم بسبب شركهم بالله سبحانه وتعالى اغتر آآ من يشاهد ذلك او يسمع ذلك اغتر بهؤلاء ولربما ظن انهم من اولياء الله بما رآه عليهم من خوارق او بما يحدثون به من امور تكاشفهم بها الشياطين وتتنزل عليهم بها قل هل انبئكم على من تنزلوا الشياطين؟ تنزلوا على كل افاك اثيم فيظن انهم من اولياء الله والحق انهم من اولياء الشيطان وان الشيطان هو الذي يتنزل عليهم بذلك نعم قال رحمه الله تعالى وهؤلاء جميعهم الذين ينتسبون الى المكاشفات وخوارق العادات اذا لم يكونوا متبعين للرسل فلابد ان يكذبوا اذا لم يكونوا متبعين للرسل اي ان العبرة ليست ما يرى على الشخص من امور خارقة للعادة وكثيرا ما يغتر العوام والجهال الامر الخارق للعادة عندما يراه على يد الرجل فليست العبرة في الولاية بالامر الخارق للعادة بل كما قال العلماء ليس من شرط الولاية وجود الخالق للعادة ووجود الكرامة التي هي امر خالق للعادة ليس هذا من شرط الولاية بل اعظم ولاية استقامة العبد على طاعة الله. واعظم كرامة نعم اعظم كرامة استقامة العبد على طاعة الله سبحانه وتعالى وليس من شرط الولاية وجود الامر الخارق للعادة فاذا اذا وجد الامر الخارق للعادة ولم يوجد الاتباع فالمقياس هو الاتباع لا يكون بالامر الخارق للعادة وليا لله وانما يكون من اولياء الله اذا اتبع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وسار على منهاجه القويم يعرف الولي باتباعه. صلاته صيامه عبادته بعده عن الحرام. تجنبه للاثام حفظه للسانه عناية بطاعة ربه هذا الذي يعرف به اه الولي. اما الامور الخارقة ليست مقياسا اه تعرف به الولاية من عدمها اذ ان وجود الخارق ليس بدليل على الولاية وعدم وجود الخالق ليس ايظا بدليل على بانتفائها نعم قال رحمه الله تعالى وهؤلاء جميعهم الذين ينتسبون الى المكاشفات وخوارق العادات اذا لم يكونوا متبعين للرسل فلابد ان يكذبوا وتكذبهم شياطينهم وتكذبهم ولابد ان يكون في اعمالهم ما هو اثم وفجور مثل نوع من الشرك او الظلم او الفواحش او الغلو او البدع في العبادة ولهذا تنزلت عليهم الشياطين واقترنت بهم فصاروا من اولياء الشيطان لا من اولياء الرحمن. قال قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وذكر الرحمن هو الذكر الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم مثل القرآن فمن لم يؤمن بالقرآن ويصدق خبره ويعتقد وجوب امره فقد اعرض عنه فيقيظ له فيقيظ له الشيطان فيقترن به قال تعالى وهذا ذكر مبارك انزلناه وقال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فدل ذلك على ان ذكره هو اياته التي انزلها ولهذا لو ذكر الرجل الله سبحانه وتعالى دائما ليلا ونهارا مع غاية الزهد وعبده مجتهدا في عبادته ولم ولم يكن متبعا لذكره الذي انزله وهو القرآن كان من اولياء الشيطان ولو طار في او مشى على الماء فان فان الشيطان يحمله في الهواء وهذا مبسوط في غير هذا الموضع. نعم يعني كونه على الهواء او يمشي على الماء او يمشي على النار او يحمل النار ويدخلها في جوفه او يأكل الحيات والعقارب او يحملها وتكون معه كل هذا ليس بدليل على الولاية ليس بدليل على الولاية وليس هو مقياسا لها وانما المقياس في في هذا الباب هو الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم والايمان بما جاء به. نعم قال رحمه الله تعالى فصل ومن الناس من يكون فيه ايمان وفيه شعبة من نفاق كما جاء في الصحيحين عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اروع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان واذا عاهد غدر وفي الصحيحين ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الايمان بضع وستون او بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان من كان فيه خصلة من هذه الخصال ففيه خصة من النفاق حتى يدعها وقد ثبت في الصحيحين انه قال لابي ذر رضي الله عنه وهو من خيار المؤمنين انك امرؤ فيك جاهلية فقال يا رسول الله اعلى كبر سني؟ قال نعم وثبت في الصحيح عنه انه قال اربع في امتي من امر الجاهلية الفخر في الاحساب والطعن في الانساب والنياحة على الميت والاستسقاء بالنجوم وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان وفي صحيح مسلم وان صام وصلى وزعم انه مسلم. هذا الفصل عقده رحمه والله تعالى لبيان هذا الاصل الذي ينبغي ان يعرف في باب الايمان وان الشخص قد يكون فيه ايمان وشعبة من شعب النفاق او شعبة من شعب الكفر او شعبة من شعب الجاهلية يكون ايمانه ضعيفا ناقصا بحسب وجود هذه الشعب فيه فمن شعب النفاق الكذب واخلاف الوعد والغدر والخيانة هذه كلها من شعب النفاق فقد يوجد في الشخص ايمان وبعض شعب النفاق ولا يكون بوجود هذه الشعبة منافقا خالصا من اهل الدرك الاسفل من النار لا يكون بذلك منافقا خالصا لان النفاق نوعان نفاق اعتقادي وهو الناقل من الملة هو نفاق عملي وهو من كبائر الذنوب وعظائم الاثام ومن ذلكم ما جاء في هذه الاحاديث التي ساقها اربع من كن فيه اية المنافق ثلاث فهذه من من اوصاف المنافقين وقد يكون في بعض بعض الاشخاص ايمان وشعب من شعب النفاق عنده ايمان وعنده شيء من الكذب عنده شيء من الغدر عنده شيء من الخيانة لا يكون بهذا الكذب كافرا خارجا من الملة من اهل الدرك الاسفل من نار وفي الوقت نفسه لا يكون مع وجود هذا الكذب والخيانة ونحو ذلك تام الايمان بل هو مؤمن ناقص الايمان ولهذا يقال عن من كان كذلك بانه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او مؤمن ناقص اه الايمان ويوصف بالفاسق الملي يعني هو من اهل الملة لكن عنده فسوق عنده عصيان ولهذا من قاعدة اهل السنة رحمهم الله تعالى ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف ولزيادة اسباب ولنقصان اسباب ومن اسباب نقصان الايمان وجود شيء من هذه الشعب شعب النفاق او شعب الكفر او شعب الجاهلية في المرء وجودها في المرء الجاهلية فيها خصال جاء الاسلام بذمها وابطالها والنهي عنها وتحريمها لكن آآ اخبر النبي عليه الصلاة والسلام بان هذه الخصال ستوجد في الامة مثل قوله في الحديث آآ اربع من امر الجاهلية في اه في امتي لا لا يتركونهن او قوله اثنتان بالناس هما بهم كفر الطعن في الانساب والنياحة على الميت هذه خصال من خصال الكفر ومن خصال الجاهلية وموجودة في اه عدد من الناس ووجودها نقص في الايمان لا ذهاب لاصله وانما نقص في الايمان وضعف في الدين وكلما زادت هذه الشعب التي شعب النفاق او الجاهلية او الكفر في في العبد نقص ايمانه بحسب ذلك الا ان كانت الشعبة من شعب الجاهلية كفرا ناقلا من الملة فانه لا لا يكون بذلك او بوجود بوجودها فيه الناقصة الايمان بل يكون ذاهب الايمان نعم قال رحمه الله تعالى وذكر البخاري عن ابن ابي مليكة قال ادركت ثلاثين من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه وقد قال الله تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا اقاتل في سبيل الله او ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان فقد جعل هؤلاء الى الكفر اقرب منهم للايمان فعلم فعلم انهم مخلطون وكفرهم اقوى وغيرهم يكونوا مخلطا وايمانه اقوى. وايمانه يكون اقوى هذا استنباط اه اه عظيم من هذه الاية اذا كان الله عز وجل جعل هؤلاء الى الكفر اقرب منهم للايمان. يعلم من ذلك ان هناك ايضا لمن اه يعني من هو مخلط لكن ايمانه اقوى هو اقرب الى الايمان اولئك هم اقرب الى الكفر وقد يكون الانسان مخلطا وهو الى الايمان اقرب واولئك كانوا الى الكفر اقرب منهم الايمان فقد يكون ايضا عكس ذلك من هو مخلطا وهو الى الايمان اقرب منه الى الكفر وهذا مبني على الاصل المتقدم ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان اهله ليسوا فيه سواء وان لزيادته اسبابا ولنقصانه اسباب وقول ابن ابي مليكة عبد الله رحمه الله تعالى وهو من علماء التابعين واجلتهم ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه هذا من كمال ايمان الصحابة هذا من كمال ايمانهم حيث وصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين الكمل بهذا الخوف قال الله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون وجلة اي خائفة خائفة من رد الاعمال وعدم قبولها لان الله سبحانه وتعالى يقول انما يتقبل الله من المتقين ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن نعم قال رحمه الله تعالى واذا كان اولياء الله هم المؤمنين المتقين فبحسب ايمان العبد وتقواه تكون ولايته لله تكون ولايته لله تعالى فمن كان اكمل ايمانا وتقوى كان اكمل ولاية لله فالناس متفاضلون في ولاية الله عز فالناس متفاضلون في ولاية الله عز وجل بحسب تفاضلهم في الايمان والتقوى وكذلك يتفاضلون في عداوة الله بحسب تفاضلهم في الكفر والنفاق اذا علم من خلال ما بين رحمه الله تعالى ان الايمان و التقوى يزيد في العبد وينقص وعلم ايضا ان حظ العبد من ولاية الله بحسب حظه من الايمان والتقوى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون علم بذلك ان الاولياء ليسوا على درجة واحدة في الولاية بل متفاوتون بحسب حظهم من الايمان والتقوى والايمان والتقوى يزيدان فالعبد وينقصان فكلما زاد الايمان وزاد التقوى عظم حظه من الولاية وكلما نقص الايمان والتقوى نقص حظه منها بحسب ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون وقال تعالى انما النسيئ زيادة في الكفر وقال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم وقال تعالى في المنافقين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا تبين سبحانه وتعالى ان الشخص الواحد قد يكون فيه قسط من من ولاية الله بحسب ايمانه وقد يكون فيه قسط احس بايمانه وتقواه بحسب ايمانه وتقواه وقد يكون فيه قسط من عداوة الله بحسب كفره ونفاقه وقال تعالى ويزداد الذين امنوا ايمانا وقال تعالى ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. هذه الايات التي ساقها رحمه الله تعالى فيها الدليل على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وان من اسباب زيادة الايمان آآ العناية بالقرآن قراءة وتدبرا واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزاد ايمانا وهم يستبشرون فالايمان يزيد ومن اعظم اسباب زيادته تدبر اه القرآن الكريم وثمة اسباب عديدة بينها العلماء رحمهم الله تعالى تزيد الايمان وتقويه مثل التفكر في ايات الله المخلوقة الدالة على عظمته وكماله وجلاله سبحانه وتعالى مثل قراءة السيرة سيرة النبي الكريم ام لم يعرفوا رسولهم مثل العناية بالذكر ذكر الله سبحانه وتعالى والعناية بالاعمال والعبادات والطاعات مجاهدة النفس كل ذلك من اسباب زيادة الايمان وايضا الايمان ينقص ولنقصانه اسباب اسباب من اه ومؤثرات داخلية من العبد نفسه ان النفس لامارة بالسوء ومؤثرات خارجية تؤثر على ايمان العبد بالنقص مثل الشيطان والدنيا وفتنها ومغرياتها فالايمان له اسباب تزيده وتقويه وله اسباب ايظا تظعفه وتوهيه والعبد مطلوب منه ان يعرف اسباب زيادة الايمان ليعمل بها ويزدد ايمانا ومطلوب منه ان يعرف اسباب نقص الايمان ليجتنبها ويحذر من اضعافها لايمانه واذا كان الايمان يزيد ولزيادة اسباب فايضا ما يقابله هو الكفر ايضا يزيد مثل ما اورد انما النسي زيادة في الكفر. فالكفر ايضا يزيد والكفار في كفرهم دركات والواجب على المسلم كما قدمت ان يعمل على حفظ ايمانه وتقواه لربه سبحانه وتعالى وان يجاهد على تحقيق الايمان وتتميمه وان يحذر من مظعفات الايمان ومنقصاته ويعلم حظه من ولاية الله سبحانه وتعالى بحسب حظه من الايمان والتقوى وقد قال عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليخلق في جوف احدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله ان يجدد الايمان في قلوبكم نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجدد الايمان في قلوبنا وان يزيننا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم يا ربنا اعذنا والمسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم احفظ اخواننا المسلمين اينما كانوا بما تحفظ به عبادك الصالحين. اللهم واعدهم من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن اللهم امن روعاتهم واستر عوراتهم يا رب العالمين اللهم يا ذا الجلال والاكرام اكف المسلمين شرور الاعداء اعداء اعداءك واعداء دينك واعداء اوليائك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا