بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه ومن تبع هداه اما بعد فهذا هو المجلس الرابع من قراءة السنة او كتاب السنة للحافظ ابي بكر الخلال على فضيلة شيخنا خالد الفليج حفظه الله تعالى قال المؤلف الباب السادس باب الامارة وما قيل فيها. قال اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن الربيع عن الحسن ان عثمان ابن سمرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن ابن سمرة لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها واذا حلفت عن يمين او على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فاتي الذي هو خير وكفر عن يمينك. قال قال اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن سفيان عن محمد بن المنكدر ان العباس قال يا رسول الله الا تستعملني؟ فقال يا عباس يا عم رسول الله نفس تنجيها او تنجيها خير من امارة لا تحصيها. قال اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن مبارك او غيره عن الحسن قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال كيف وجدت العمل؟ فقال يا رسول الله ما زالوا يعظموني كلما ارتحلت وكل كما نزلت حتى ظننت انهم عبيد لي قال اخبرنا محمد قال انباءنا وكيعنا عن ابن ابي ذئب عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم فتحرصون على الامارة وستصير حسرة وندامة فنعمت المرضعة وبئست وبئست الفاطمة. اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن ما لك ابن مغول عن طلحة ابن مصرف قال قال خالد بن الوليد رضي الله عنه لا لا يرزين معاهدا ابرة ولا يمشين ثلاث خطى ليتأمر على رجلين ولا يبغي ولا يبغي لامام المسلمين والى اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن جعفر بن برقان عن حبيبنا ابي مرزوق عن ميمونة بن مهران عن رجل من عبد القيس قال رأيت في سرية هو اميرها على حمار والجند يقولون جاء الامير جاء الامير. فقال سلمان انما الخير والشر فيما بعد اليوم فان استطعت ان فان استطعت ان تأكل التراب ولا تأمر على رجلين فافعل واتق دعوة المظلوم المضطر فانها لا تحجب. اخبرنا محمد قال انبأنا وكيع عن هشام عن ابيه قال قال عمر رضي الله عنه ما حرص رجل على الامارة كل الحرص فعدل فيها فعجل فيها. قال اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن ابي الاشهب ومبارك عن الحسن قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال يا رسول الله خذ لي. فقال اجلس اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن سفيان عن هارون الحظرمي عن ابي بكر بن حفص. ان عمر بن الخطاب رحمة الله عليه استعمل رجلا من المسلمين فقال يا امير المؤمنين اه اشر علي فقال اجلس واكتم علي. اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن ابي معشر او معشر اه عنا وطلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من تعظيم اجلال الله عز وجل الامام العادل قال اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن عبدالرحمن بن يزيد المكي عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله عز وجل بعبد خيرا جعل له وزيرا ان ان هو ذكر ان هو ذكر اعانه وان هو نسي ذكره. اخبرنا محمد قال انباءنا وكيع عن ابن ابي خالد عن شوبير او سبيل ابن عوف الاحمسي عن رجل من بني اسد قال كانت لي الى عمر رضي الله عنه حاجة فغدوت اليه لاكلمه فيها فسبق اليه رجل عليه ثياب له عليه ثياب له شامية غلاظ فكلمه فسمعت عمر ابن الخطاب فسمعت عمر رضي الله عنه يقول له لئن اطعتك لتدخلني النار لان اطعتك لتدخلني النار. قال فنظرت اليه فاذا هو معاوية رضي الله عنه انتهى ده الباب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الخلال رحمه الله تعالى باب الامارة وما قيل فيها اي ما جاء فيها من احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وتولي الامارة والخلاف للمسلمين هي من فروض الكفايات الامة تحتاج الى خليفة والى امام يقوم على شؤونها ويكون وكيلا على وكيلا عن رعيته يتصرف بما فيه مصلحتهم ولكن لابد لهذا الامير ولهذا الامام شروط ذكر اهل العلم من ذلك ان يكون مسلما وان يكون عاقلا وان يكون بالغا وان يكون حرا وان يكون عادلا عدلا وان يكون عالما بامور بامور الامارة الخلافة فهي توفرت هذه الشروط وعدل فان له منزلة عظيمة عند الله عز وجل فقد جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله امام عادل الا ان مع ذلك ايضا فان المسلم لا يحرص على الامارة ولا يسعى في تحصيلها ولا يسعى في نيلها الا اذا تعين عليه ذلك تتعينه ذلك بمعنى لا يوجد غيره تتوفر فيه شروط الخلافة او شروط الامارة فانه في هذه الحالة يتعين عليه ان يتولاها وكما قيل لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة لهم اذا جهالهم سادوا فذكر من الاحاديث ما يدل على تقبيح سؤال الامارة وعلى السعي في تحصيله فذكر ما رواه هنا قال اخبر محمد انباءنا وكيع بن الجراح عن الربيع الحسن ان عبدالرحمن بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن ابن سمرة لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فاتي الذي هو خير وكفر عن يمينك الحديث البخاري الحديث رواه البخاري ومسلم وهو يدل على ان سائل الامارة لا يعان سائل الامارة لا يعاد الا اذا تأول الا اذا تأول انه لا يوجد من هو اولى منه وسألها من باب اقامة العدل ونصرة الحق آآ ورأى انه ليس هناك من يقوم بهذه المكانة وفي هذه المنزلة غيره فمثل هذا قد يعان لهذا التأويل. اما اذا وجد في الامة من يقوم مقامه فان المسلم لا يسألها ولا يطلبها ولا يسعى فيها الا ان يعين يعين اما ان ينصب اماما او اماما باجتماع اهل الحل والعقد اتى يبايعونه ولا يجد بدا من ذلك فمثل هذا نقول لا بأس اذا تولاها فانه يعان ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فانك ان عن مسألة وكلت اليها ولا شك ان المسلم اذا وكل لنفسه فقد وكل الى عجز والى خور والى ضعف ولذا تلاحظ ان عامة من يتولى الامارة فهو سائل لها تجده دائما غالبا لا يحالفه التوفيق وانه في شقاء وفي اه ظلال ولذلك هذه الامارة هي حسرة وندام يوم القيامة الحاكم الذي يحكم بغير ما انزل الله متوعد بالكفر والحاكم الظالم الذي يظلم الناس لا يدخل الجنة اذا دخلت رعيته. ما من ما من راعي يسترعيه الله رعية يموت ويموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة. وهذا وعيد ويؤخذ بناصيته يؤخذ بناصيته فان عدل مضى وان لم يؤخذ وان لم يعدل القي في جهنم نسأل الله العافية والسلامة. فعلى هذا اراد ان سؤال الامارة وطلبها انه غير محمود وان سائلها وطالبها متوعد بهذا الوعيد الشديد انه يوكل الى نفسه. من وكل لنفسه فقد وكل الى عجز وظعف ثم روى من طريق محمد بن المنكدر ان العباس قال يا رسول الله الا تستعملني فقال يا عباس يا عم رسول الله نفس تنجيها خير من امارة لا تحصيها وهذا وان كان اسناده ضعيف لارساله الا ان معناه صحيح نفس تنجي نفس واحدة تسعى في نجاتها وتطلب فكاكها خير من امارة لا تحصيها. لان الراعي يسأل عن رعيته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فتأمل حال هذا الامام الذي يحسده كثير من الجهال ترى ان كثيرا من الجهال يحسدون الامراء ويرونهم في منزلة عظيمة وان لهم مكانة عظيمة وما علم هؤلاء ان هؤلاء الامراء تعقبهم حسرة وندامة يوم القيامة ولذا يقال ان عبدالملك بن مروان لما حضرته الوفاة قال يا ليتني كنت خبازا يا ليتني كنت خبازا اي انني اخبز واكل من من خبز يدي ولا اسأل عن غيري فتخيل وتأمل ان هذا الامام او هذا الامير يسأل عن عن الاف بل عن ملايين الناس اذا تولى رعاية مئة الف سئل عن هؤلاء جميعا ويتولى مليون سئل عن هذا العدد العظيم ولا شك ان لكل راع لكل من استرعاه من رعيته له حق وهذا الحق سيسأل عنه يوم القيامة اما ان يكون قد عدل وسعى فيما يرضي الله عز وجل. والا يلقى في نار جهنم نسأل الله النجاة. اذا هذا الحديث مرسل ولكن معناه صحيح ثم روى من طريق وكيع عن مبارك بن فضالة عن الحسن البصري قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف وجدت العمل فقال يا رسول الله ما زالوا يعظمونني ما زالوا يعظموني كلما ارتحلت وكلما زلت حتى ظننت انهم عبيد لي. وهذا الاثر وان كان مرسلا مرسلا عن الحسن رحمه الله تعالى الا ان هذا واقع الناس. واقع الناس مع الامراء انهم يعظمونهم حتى يفتنونهم فيعظمونهم اذا ارتحلوا ويعظمونهم اذا نزلوا ويظن ذلك الامير ان هؤلاء عبيدا له وهذه فتنة فتنة للتاب فتنة للمتبوع وذلة للتابع وفتنة للامير وذلة لمن عظمه. ولذا تلحظ ان من كان قريبا من الامراء يعلوه الذل والهوان لانه دائما ذليلا بين ايديهم لانه دليل بين ايديهم يخضع لهم ويسعى في رغباتهم ويسعى فيما يرضيهم ولو كان محرما فتجده يسعى في كل شيء يوصل مرضاته ولو كان ذلك محرما فهذا من اثر خلطة الامراء وخلطة الظلمة فانه يكون اما عونا لهم على ظلمهم او ان يسكت عن منكراتهم ويخالطهم على ذلك فهذه فتنة لذلك الامير الذي عظمه الناس حتى فتن حتى فتن واصبح يرى الناس كأنهم عبيدا له ثم روى من طريق وكيع بن ابي ذئب عن سعيد ابي سعيد عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستحرصون على الامارة وستصير حسرة وندامة بنعمة المرضعة وبئست الفاطمة رواه البخاري. هذا حديث صحيح يدل على ان الناس سيحرصون. وهذا خبر من رسولنا صلى الله عليه وسلم ووقع كما اخبر بل تجد القتال بين الناس لاجل الامارة يتقاتلون ويقتل بعضهم بعضا حتى ينال القاتل الامارة من المقتول وما علم هذا المسكين انها ستكون عليه حسرة وندامة يوم القيامة وقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بتشبيه بليغ فقال نعمة المرضعة اي تتلذذ بوجاهتها ورئاستها ومالها ومتاعها وبئست الفاطمة تتجرع بعد ذلك الغصص والعذاب حيث انك تسأل عن تلك الرعية كلها وتحاسب عليها يوم القيامة وكل يطالب بحق هذا ضربته وهذا ظلمته وهذا سجنته وهذا اخذت ماله فكل هؤلاء سيأتون يوم القيامة كل يطالب بحقي والغالب الغالب في الامراء انهم في حياة غفلة الغاية في حياة منها غفلة وانها ظلم الا من رحم الله عز وجل. فاذا اتى وهو على هذه الصفة من الظلم وتضييع الحقوق فلا شك ان حسناته ستنفد وان سيئاته ستزيد حيث ان هؤلاء الناس فيلقون عليه سيئاتهم واذا القيت عليه سيئاته ولم يتغمده الله برحمته فان مآله الى النار نسأل الله النجاة ثم قال اخبر محمد قال ربنا وكيل ابن الجراح عن مالك ابن مغول عن طلحة ابن مصرف قال قال خان الوليد رضي الله تعالى عنه يوصي وصية لا يرزين معاهدا ابرة اي لا تأخذ ولا تنقص معاهدا ابرة وخص المعاهد لان المعاهد مستضعف. المعاهد مستضعف فاهل الذمة بين المسلمين هم في ضعف وقلة فقال لا يرزين معاهدا ابرة اي ولو قدر الابرة. وهذا من باب تعظيم حق هذا المعاهد ولا يمشين ثلاث خطى اي لا تسعى في الامارة ولو بقدر ثلاث خطوات لا تسعى في نيل الامارة او طلبها ولو بثلاث خطوات لانه قد يقول هذه الخطوات اليسيرة ليس فيها طلب وليس فيها مناداة لكن قد يبرز الانسان عند اختيار امير يبرز بنفسه بثلاث خطوات او بخطوتين فيقول خاد ولا تمشين ثلاث خطى ليتأمر او لتتأمر على رجلين. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لذر لا تتأمر على اثنين لا تتأمر على اثنين. فكان مع ان ابا ذر رضي الله تعالى عنه في اعطاه الله بسطة من الجسم واعطاه ايضا من العبادة والزهد لكن الامر لا تصلح لا تصلح ذو قاسه الصلاة لا تتأمر ولو على اثنين. قال ولا يبتغي لامام المسلمين قائلة اي لا تبتغي لولي امر المسلمين وامام المسلمين خيانة فان ابتغاء الغائلة له خلاف ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله الدين النصيحة وذكر من ذلك ائمة المسلمين ثم روى من طريق محمد قال انبا انا وكيل ابن الجراح عن جعفر البرقان عن حبيبنا بن مرزوق عن ميمون ابن مهران عن رجل عن رجل من عبد قيس قال رأيت سلمان في سرية هو اميرها على حمار والجند والجند يقولون جاء الامير جاء الامير المراد هنا يقول عن رجل من بني عبد القيس وهذا رجل مجهول رأيت سلمان في سرية وتأمل كانه كان امير تلك السرية وهو على حمار كاسرا لنفسه متواضعا والجند يقولون جاء الامير جاء فقال سلمان انما الخير والشر فيما بعد اليوم فان استطعت ان تأكل التراب ولا تأمر على رجلين فافعل واتقي دعوة المظلوم فانها لا تحجب. الله تأمل سلمان الفارسي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان على سرية ومع ذلك لم يتميز بل جاء على جاء على حمار جعلها حمار ولح ولبس وركوب الحمار يدل على التواضع وعلى اه كسر النفس لان النفوس تأبى او تألف ان تركب الحميم. النبي صلى الله عليه وسلم ركب الحمار وخسف نعله صلى الله عليه وسلم فقال سلمان موصيا لاصحابه انما الخير انما الخير والشر فيما بعد اليوم. اي فيما سيأتي من مستقبل الايام فان استطعت ان تأكل التراب اي ولو بلغ بك الجوع ما بلغ فتأكل التراب خير لك من ان تتأمر على رجلين قال ولا تأمر على رجلين فافعل واتق دعوة المظلوم المظلوم المضطر فانها لا تحجب. ودعوة ودعوة المظلوم لا ترد ولو كان الداعي فاجرا. قال اخبرنا محمد قال انباءنا وكعني هشام وابن عروة عن ابيه قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ما حرص رجع الامارة كل الحرص فعدل فيها ما حرص رجع الامارة كل الحرص في عدد هذا الاثر مرسل ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم فانك ان سألتها وكلت اليها ولا شك ان من وكل الى نفسه وكل الى عجز وضعف وقول عمر هنا حق ما حرص ارجع الامارة فعدل فيها البتة اي انه ما حرص عنها الا طمعا في مالها او طمعا في جاهها ولطلب المال والجاه يترتب عليه كثير من الظلم كثير من الظلم حيث انه سيظلم هذا ويضع ذاك ويرفع من شاء ويخفض من شاء ويصل به الكبر والغرور مبلغا عظيما وابن هشام لم يسمع من عمر؟ لم يسمع قال محمد اخبر وكيعا ابي الاشهب ومبارك وابن فضالة حسن قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الرد فقال يا رسول لي اختر لي اي هل هل اتأمر او لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما استنصحه وقال اختر لي قال اجلس قال اجلس اي لا تكن اميرا ولا تذهب اميرا. فهذا من تمام النصيحة من تمام النصيحة ان النبي لما استنصى مع انه في حاجة اليه قال اجلس والاثر هذا مرسل فمعنى الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما لما استشاره ذلك للذي امره قاله النبي صلى الله عليه وسلم اجلس اي اجلس ولا تذهب اميرا وجاء في بعض الروايات قال استغفر لي قال الزم بيتك او قال اجلس وباسناده ضعف ثم قال اخوان محمد انباءنا وكيعا سفيان عن هارون الحضرمي عن ابي بكر ابن حفص ان ابن الخطاب رضي الله تعالى استعمل رجل المسلمين فقال يا امير المؤمنين اشر علي قال اجلس واكتب علي قال اجلس واكتم علي اي انما قاله يا يا امير المؤمنين اختر لي اي انصح لي فقاله رضي الله تعالى عنه اجلس واكتب عليه لا تخبر الناس حتى لا حتى لا يتخلف الامراء عن امرتهم ولا شك ان من عينه الامير واختاره الامير واستجاب لذلك فانه يعاد. فانه يعان ويعينه الله عز وجل لكن هؤلاء الذين استشاروا ارادوا الاكمل. ارادوا الاكمل فقال اجلس واكتم علي اي لا تخبر احد لا تخبر احدا لذلك قال اخبر محمد قال انبأنا وكيعا ابي معشر عن طلحة بن بيت الله بن كريز قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من تعظيم اجلال الله عز وجل اكرام الامام العادل اكرام الامام العادل وهذا الحديث في اسناده ضعف حيث ان طلحة بيت الله هذا ليس بصحابي وانما هو تابعي جاء في بعض الاثار ان الله جواد يحب الجود ويحب معالي الاخلاق ويبغض سفاسفها وان من وان من اكرام جلال الله اكرام ثلاثة للشيبة المسلم والحامل للقرآن غير الجافي عنه والامام المقصود وفي الباب بهذا المعنى احاديث كثيرة تدل على هذا المعنى فان الامام العادل الذي يقوم بالعدل ويحكم بما انزل الله ويقيم شرائع الله فان محبتهم للايمان واجلاله وتعظيمه من الايمان. لاننا عندما نجله ونعظمه نعظمه ونجله لما قام به من دين الله ونصرة دين الله عز وجل في حب لما فيه من من العدل وما لما فيه من نصرة الحق واقامة دين الله عز وجل وعكس ذلك يبغض اذا كان بخلاف ذلك. يبغض اذا كان ظالما يبغض اذا كان قائما بنصرة الباطل وآآ ومحاربة الحق مثل هذا يبغض ولا يجل ولا يقر ولا يحترم ولا يعظم لان من لان من وقر صاحب بدعة فقد اعاد على هدم الاسلام ولان من دعا الى ظالم فقد احب ان يعصى الله عز وجل يقول هنا اخبرنا محمدا بان وكيل عبد الرحمن بن يزيد المكي عن القاص بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله بعبد خيرا جعل له وزيرا ان هو ذكر اعانه وان هو نسي وان هو نسي ذكره هذا الحديث يدل على ان من توفيق الله للامير ان يهيئ له بطانة صالحة وان من خذلان الله للامير ان يهيئ له بطانة سيئة من هيأ له بطانة من هي له بطانة حسنة وصالحة فانها تعينه على المعروف فان فعل معروفا اعانته وان وقع في منكر ذكرته ووعظته ونهته بخلاف بطانة السوء بخلاف بطانة السوء فانها تأمره تأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف وتزين له الباطل وتكره له الحق وتهون عليه المعصية وتهون عليه المعصية وتجرؤه على معصية الله عز وجل ولذلك اعظم ما يبتلى به الامراء مع فساد الامراء بطالة السوء الامير فاسد ويجمع مع ذلك الفساد ويجمع مع ذلك الفساد بطانة فاسدة واذا كان الامير فاسد وله بطانة صالحة فان البطانة قد توجهه وقد تأمره وقد تنهاه وقد تدل على الخير واقل ما تفعله تلك البطانة ان تخفف الشر والفساد بخلاف اذا كانت بطانة سيئة ولذلك يذكر ان بعض الفسدة كان يسمع بعض الائمة يدعو بدعاء اللهم هيئ له البطانة الصالحة فكان لا يؤمن وكان من خاصة الامراء فقال لماذا؟ قال انه هي لو بطانة صالحة فلست فليس لنا عنده محل اي انه فاسد. نسأل الله العافية والسلامة. اعترف على نفسه. اي نعم نسأل الله العافية قال بعدك وحدثنا اخبار محمد قال انبأنا وكيع عن ابن ابي خالد واسماعيل عن الشبيل ابن عوف الاحمسي الرجل من بني اسد قال كانت لي الى عمر رضي الله تعالى عنه حاجة فغدوت اليه لاكلمه فيها فسبقني اليه رجل عليه ثياب له شامية الغلاظ تكلموا فسمعتم يقول رضي الله تعالى عنه لان اطعتك لتدخلن لتدخلني النار لان اطعتك لتدخلني النار. اي بمعنى تدخلني ان اطعتك تدخلني النار اي ان اطعتك ادخلت للنار الى طاعتك ادخلتني النار. قال الاسناد اسناد ضعيف اسناد ضعيف ولا يظن بمعاوية رضي الله تعالى عنه ان يأمره بشيء في معصية الله او بشيء يكون سببا في دخول النار فهذا الرجل بني اسد هذا رجل مجهول لا يعرف وهذا قد يكون مما تعمده تعمده الرافظة قدحا في معاوية رضي الله تعالى عنه على كل حال نقول لا شك ان الامير اذا اطاع من يأمر بمعصية الله فان ذاك سببا في دخوله النار فقول عمر هنا لان اطعتك لتدخلني النار اي ادخل النار بهذه بهذه المشورة او بهذا اللون الذي اشرت به يدل على ان الامير يجب عليه الا يطيع احدا في معصية الله والا يأخذ بقول احد في معصية الله وان يتقي الله سبحانه وتعالى في كل تصرفاته وافعاله فيجعل النار نصب عينيه ويجعل لقاء الله عز وجل بين عينيه ايضا وانه سيسأل ويحاسب يوم القيامة وحسابه ليس كحساب سائر الناس فانه مسئول عن رعية كاملة يسأل عن كل عن كل ما فعله في تلك الرعية فعلى هذا يجب على الامراء ان يتقوا الله عز وجل وان يراقبوا الله سبحانه وتعالى في رعيتهم وان ينصحوا لهم. واعظم النصح للرعية ان يكون الامام والامير امرا بالمعروف ناهي عن المنكر ناشرة للحق طاولة للفساد فاذا كان بخلاف ذلك فويله ثم ويله من عذاب الله يوم يلقى الله سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد