الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان فصل واذا كان اولياء الله عز وجل هم المتقون والناس يتفاضلون في الايمان والتقوى فهم متفاضلون في ولاية الله بحسب ذلك كما انهم لما كانوا متفاضلين في الكفر والنفاق كانوا متفاضلين في عداوة الله بحسب ذلك. واصل الايمان والتقوى الايمان برسل الله وجماع ذلك الايمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم. فالايمان به يتضمن الايمان بجميع من كتب الله ورسله واصل الكفر والنفاق هو الكفر بالرسل وبما جاءوا به. فان هذا هو الكفر الذي يستحق صاحبه العذاب في الاخرة. فان الله تعالى اخبر في كتابه انه لا يعذب احدا الا بعد بلوغ الرسالة. قال الله تعالى وما كنا معذبين حتى رسولا وقال تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. واوحينا الى ابراهيم اسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داوود زبورا رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما. رسلا مبشرين ومنذرين لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى عن اهل النار كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها لم يأتكم نذير؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير. فاخبر انه كلما القي في النار فوج اقروا بانهم جاءهم النذير فكذبوه فدل ذلك على انه لا يلقى فيها فوج الا من كذب النذير. وقال تعالى في خطابه لابليس لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين. فاخبر انه يملؤها بابليس ومن اتبعه. فاذا ملئت بهم لم يدخلها غيرهم فعلم انه لا يدخل النار الا من تبع الشيطان. وهذا يدل على انه لا يدخلها من لا ذنب له. فانهم فانه ممن لم الشيطان ولم يكن مذنبا وما تقدم يدل على انه لا يدخلها الا من قامت عليه الحجة بالرسل. فان من لم فانه ممن لم فان من لم يتبع الشيطان لم يكن مذنبا فان من لم يتبع الشيطان لم يكن مذنبا وما تقدم يدل على انه لا يدخلها الا من قامت عليه الحجة بالرسل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا الفصل الغرض منه بيان تفاوت اولياء الله عز وجل في الولاية بحسب تفاوتهم في الايمان والتقوى لان اولياء الله هم المؤمنون المتقون. كما قال الله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. فالمؤمن التقي هو الولي ومن المعلوم ان المؤمنين يتفاوتون في ايمانهم وتقواهم لله سبحانه وتعالى فليسوا في التقوى على درجة واحدة وليسوا في الايمان على درجة واحدة بل متفاضلون ومتفاوتون وذلك ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف واهله ليسوا فيه سواء بل متفاضلون ولما كانت الولاية فهي الايمان والتقوى كان احب الانسان من الولاية بحسب حظه من الايمان والتقوى بمعنى انه كلما زاد ايمان العبد وتقواه لله سبحانه وتعالى زادت ولايته وهذا يدل على ان ان الولاية تزيد وتنقص وتضعف وان اولياء الله ليسوا في الولاية على رتبة واحدة بل متفاضلون فيها بحسب تفاضلهم في الايمان والتقوى ويضاد الولاية العداوة فكما انهم يتفاضلون فكما ان اهل الايمان يتفاضلون في الولاية فاهل الكفر يتفاوتون في العداوة وليسوا فيها على درجة واحدة. اذ ان الكفر درجات وهلكات او دركات واهله ليسوا فيه على درجة واحدة ولهذا عقوبتهم في النار تتفاوت بحسب تفاوتهم في الكفر واذكار الله عن المنافقين ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وبين رحمه الله تعالى ان اصل الايمان والتقوى الذي تقوم عليهما الولاية هو الايمان بالرسل هو الايمان بالرسل وجماع ذلك الايمان بخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم فالايمان به يتضمن الايمان بجميع كتب الله ورسله والكفر والنفاق هو الكفر بالرسل وبما جاء وبما جاءوا به والكفر بمحمد عليه الصلاة والسلام وبما جاء به ورتب على ذلك رحمه الله تعالى ان عقوبة الله جل وعلا مترتبة على عدم اتباع المرسلين وتكذيبهم وعدم قبول ما جاءوا به وان عقوبة الله سبحانه وتعالى انما تكون على من بلغته دعوة الرسل عليهم صلوات الله وذكر ادلة منها قول الله جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقول الله سبحانه انا اوحينا اليك الى قوله جل وعلا لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وهذا موضع الشاهد لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فقوله حجة بعد الرسل فيه ان العذاب لا يكون الا ببلوغ دعوة المرسلين بعد الرسل وايضا قوله جل وعلا كلما القي فيها فوج اي النار سألهم خزنتها الم يأتكم اي رسول قالوا بلى قد جاءنا نذير اي الحجة قائمة علينا فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال في ضلال كبير مثلها اية الزمر وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين فهذا كله دال على ان العقوبة عقوبة الله سبحانه وتعالى وعذابه انما آآ يناله من بلغته دعوة المرسلين عليهم صلوات الله وسلامه فردها وكذبها ولم يتبع انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه وقال الله تعالى في خطابه لابليس لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين وهذا فيه ان اهل النار هم اتباع الشيطان ان اهل النار هم اتباع الشيطان وانه لا يدخل النار الا من اتبع الشيطان لانها تملأ به وباتباعه اعاذنا الله عز وجل من الشيطان وهمزه ونفخه ونفثه. نعم قال رحمه الله فصل ومن الناس من يؤمن بالرسل ايمانا مجملا. واما الايمان المفصل فيكون قد بلغه كثير مما جاءت به الرسل. ولم يبلغه بعض وذلك فيؤمن بما بلغه عن الرسل وما لم يبلغه لم يعرفه ولو بلغه لامن به ولكن امن بما جاءت به الرسل ايمانا مجملا فهذا اذا عمل بما علم ان الله امره به مع ايمانه وتقواه فهو من اولياء الله تعالى لان من ولاية الله له من ولاية الله بحسب ايمانه وتقواه وما لم تقم عليه الحجة فان الله تعالى لم يكلفه معرفته وما لم تقم عليه الحجة به وما لم تقم عليه الحجة به فان الله تعالى لم يكلفه معرفته والايمان المفصل به. فلا يعذبه على تركه ولكن يفوت من كمال ولاية الله بحسب ما فاته من ذلك فمن علم بما جاءت به الرسل وامن به ايمانا مفصلا وعمل به فهو اكمل ايمانا وولاية لله ممن لم يعلم ذلك ولم يعمل به وكلاهما ولي لله تعالى والجنة درجات متفاضلة بين رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان الايمان بالرسل قد تقدم في الفصل الذي قبله هو اصل الايمان كما ان تكذيب الرسل وعدم اتباعهم هو اصل الكفر فالايمان جماعه الايمان بالمرسلين الذين مهمتهم بلاغ دين الله وما على الرسول الا البلاغ فمن امن بهم فمن امن بهم فهو المؤمن وهو من اولياء الله سبحانه وتعالى ومن كذب بالرسل وبما جاءوا به فهو الكافر وهو من اعداء الله واعداء دينه سبحانه وتعالى لما بين ذلك وذكر شيئا من ادلته في الفصل السابق بين رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان الايمان بالرسل مجمل ومفصل ان الايمان بالرسل مجمل ومفصل الايمان بالرسل المجمل هو الايمان بانهم رسل الله وانهم بعثوا بالحق والهدى وان السعادة في اتباعهم والهلاك في عدم اتباعهم وانهم بلغوا دين الله البلاغ المبين ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه. ولا شرا الا حذروا اممهم منه كل ذلك يعد ايمانا مجملا بالرسل يعد ايمانا مجملا بالرسل ثم من بعد ذلك يطلب من العبد ان يؤمن تفصيلا بكل ما بلغه مما جاءت به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه. فكلما بلغه اصبح الايمان التفصيل مطلوب منه في هذا الذي بلغه مما جاءت به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه فالايمان بهم ايمان مجمل ومفصل وما لم يبلغ العبد من التفصيل ما لم يبلغ العبد من التفصيل تفصيل ما جاءت به آآ الرسل عليهم صلوات الله وسلامه عليه لا لا ينافي بقائه على اصل الولاية ولاية الله سبحانه وتعالى فهو من اولياء الله اذ انه ماض على الايمان تفصيلا بكل ما جاءت به الرسل لكن الذي لم يبلغه ولم يحصل منها الايمان التفصيلي به لكونه لم يبلغه فان ذلك لا يتنافى مع ولايته لله سبحانه وتعالى لكن اهل الولاية يتفاضلون في الايمان بحسب التفاصيل تفاصيل الايمان فمن عظم حظه من تفاصيل الايمان علما وعملا اكمل ايمانا ولا ولاية اكمل ايمانا وولاية لله سبحانه وتعالى. ممن دونه في هذه التفاصيل. وان كانوا جميعا كلهم من اولياء الله وان كانوا جميعا كلهم من اولياء الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله والجنة درجات متفاضلة تفاضلا عظيما. واولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب ايمانهم وتقواهم قال تبارك وتعالى من كان يريد مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون وقال جل وعلا ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم ذكر اوصافهما ثم قال ومن دونهما جنة فنعيم الجنة وثوابها متفاوت. ومتفاضل وحظ الناس ونصيبهم من هذا الثواب والنعيم بحسب حظهم من الايمان كلما زاد الايمان والتقوى لله سبحانه وتعالى زاد النصيب من الثواب. نعم قال رحمه الله قال تبارك وتعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. فبين الله سبحانه وتعالى انه يمد من يريد الدنيا ومن يريد الاخرة من عطائه وان عطاءه ما كان محظورا من بر ولا فاجر. ثم قال تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. فبين الله سبحانه ان اهل الاخرة يتفاضلون فيها اكثر مما الناس في الدنيا وان درجاتها اكبر من درجات الدنيا. وقد بين تفاضل انبيائه عليهم السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين فقال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس. وقال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض. واتينا داود زبورا وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه. نعم اه هذه الاية او الايات من كان يريد العاجلة الى قوله واكبر تفظيلا فيها ان العطاء الدنيوي لا علاقة له بالولاية العطاء الدنيوي لا علاقة له بالولايا فالله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا اصفياءه واولياءه ويعطيها ايظا آآ اعداءه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب يعطي الدنيا الكافر والمؤمن فامر العطاء الدنيوي لا علاقة له بالولاية سعة المال قوة الصحة كثرة الولد الى غير ذلك هذا لا قتله بالولاية فان الله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك اي الدنيوي كلا نمد هؤلاء وهؤلاء اي المؤمنين والكفار من عطاء ربك اي العطاء الدنيوي وما كان عطاء ربك اي الدنيوي محظورا اما العطاء الاخروي ونعيم الجنة فان الله عز وجل اصطفاه لاولياءه واصفيائه. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة درجات واكبر تفضيلا وكثير من الناس يظن ان العطاء الدنيوي له علاقة بالمحبة والولاية وان الله اعطاه من الدنيا لانه يحبه وان عطاءها الدنيوي وتوسعة عليه في امر دنياه دليل على محبة الله له وايضا بمقابل ذلك يظنون ان من ظيق عليه في دنياه دليل على مهانته عند الله وعدم محبته محبة الله له مثل ما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الفجر فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرم ومن واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن هكذا يقول الانسان قال الله كلا يعني ليس كما يقول ليس من وسع الله عليه في المال والصحة والعافية والولد دليل على كرامته عند الله سبحانه وتعالى وليس ايظا من ظيق عليه في المال والرزق والصحة وغير ذلك دليل على مهانته عند الله سبحانه وتعالى مر رجلان والحديث في البخاري بالنبي عليه الصلاة والسلام فقال ما تقول مرة رجل؟ فقال ما تقول ما تقولون في هذا قالوا قالوا هذا حري ان خطب ان ينكح وان استأذن ادين له وان شفع ان يشفع ثم مر اخر من الفقراء والضعفا قال ما تقولون في هذا قالوا حري ان نكح او خطب لم ينكح وان استاذنا لم يؤذن له وان شفع لم يشفع هذا المقياس الغالب عند الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا اي الفقير الضعيف خير عند الله من ملء هذا من ملء الارض مثل هذا خير من ملء الارض مثل هذا فقد يكون المقياس وفي الغالب عند كثير من الناس في تمييز الاشخاص بما اوتوا من الصحة والعافية والقوة والمال ويكون هذا الذي اوتي ذلك باسم شرط ان يكون من اصفياء الله واولياءه قد يكون من اعداء الله واعداء دينه وان يكون الله سبحانه وتعالى يمقته ويبغضه لكن عطاء الدنيا وما لا علاقة له بالولاية لا علاقة له بالولاية. وقد يكون الشخص فقيرا ضعيفا مدفوع بالابواب لا قيمة له عند الناس لكن له الشأن العظيم عند الله سبحانه وتعالى مثل ما جاء في الحديث رب اشعث اغبر ذي طمرين مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره لو اقسم على الله لابره اي من عظيم مكانته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى فالحاصل ان امر الدنيا والعطاء الدنيوي التوسعة في المال والصحة وغير ذلك هذا كله لا علاقة له امر الولاية ولو كان العطاء الدنيوي له علاقة بالولاية والمكانة عند الله سبحانه وتعالى لجمع الله الدنيا كلها لنبيه عليه الصلاة والسلام بما فيها من مركوبات حسنة ومساكن وفيرة غير ذلك ومن يقرأ سيرته عليه الصلاة والسلام يدرك هو ان الدنيا على الله يدرك هو ان الدنيا على الله سبحانه وتعالى وان الدنيا لو كان لها شأن عند الله سبحانه وتعالى لاعطى نبيه وصفيه وخليله صلى الله عليه وسلم اوسع العطاء الدنيوي كان يمر عليه بعض الايام يعصب بطنه بحجر من شدة الجوع صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكان عليه الصلاة والسلام يقوم احيانا من منامه وقد اثر الحصير في جنبه صلى الله عليه وسلم الى غير ذلك من الامور التي يطالعها من يقرأ سيرته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه العطاء الدنيوي لا علاقة له اصلا امر الولاية وانما الدنيا يعطيها الله سبحانه وتعالى من يحب ومن لا يحب كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك يقول رحمه الله فبين الله انه يمد ومن يريد الدنيا ومن يريد الاخرة من عطائه وان عطاءه ما كان محظورا من بر ولا فاجر من بر ولا فاجر. قال ثم قال انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الاخرة اكبر درجات اكبر تفضيلا فبين ان اهل الاخرة يتفاضلون فيها اكبر مما يتفاضل الناس في الدنيا وان درجاتها اكبر من درجات الدنيا لكن لا ينال اه درجات الاخرة وثواب الاخرة ونعيمها الا اهل الايمان وحظهم من ثواب الاخرة ونعيمه بحسب حظهم من الايمان والتقوى لله عز عز وجل وقد بين قال رحمه الله وقد بين تفاضل انبيائه عليهم السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين. فقال تعالى تلك فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروحه في القدس مثلها ايضا قول الله سبحانه ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داوود زبورا فهذا فيه ان الانبياء ليسوا على رتبة واحدة ومر معنا ان افضل الانبياء الرسل وان افضل الرسل اولو العزم منهم. وان افضل اولو العزم محمد صلى الله عليه وسلم. سيد ولد ادم اجمعين. نعم قال رحمه الله في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه وقال تعالى وقال تعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داود زبورا وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلته فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان الشاهد من هذا الحديث ان اهل الايمان ليسوا في الايمان على درجة واحدة فيهم المؤمن القوي وفيهم المؤمن الضعيف وفي كل خير ما دام ان الايمان موجود فالخير موجود لان الخير مرتبط بالايمان فاذا وجد الايمان ووجد الخير واذا فقد الايمان فقد الخير ولهذا الكافر لا خير فيه حتى وان وجدت منه اعمال مثلا جيدة ومعاملات حسنة ونحو ذلك لا خير فيه. لان الاصل الذي يقوم عليه الخير فقد اذا فقد الاصل الذي يقوم عليه الخير تحبط الاعمال كلها وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت لاحبطن عملك فاذا فقد الايمان فقد الخير واذا وجد الايمان وجد الخير ففي كل خير المؤمن القوي والمؤمن الضعيف في كل خير. لان اساس الخير موجود وهو الايمان لكن اذا فقد الايمان فقد الخير وقد دل الحديث على ان اهل الايمان ليسوا فيه على رتبة واحدة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام واحب الى الله لتعلم ان ولاية الله تتفاضل ان ولاية الله تتفاضل وان اهل اهلها متفاضلون فيها وانه كلما عظم ايمانهم وقوي عظم نصيبهم من ولاية الله ومحبته سبحانه وتعالى ولهذا قال هنا والمؤمن القوي خير واحب الى الله احب افعل تفضيل واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير وفي كل خير نعم. قال رحمه الله في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه وعمرو بن وعمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. واذا اجتهد فاخطأ فله اجر. وقد قال الله ومن له اجران اعظم شأنا ممن له اجر واحد في العمل المعين من له فجران عليه اعظم ممن له عليه اجر واحد. نعم وقد قال الله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى وقال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير للضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما. قول الله جل وعلا في هاتين الايتين لا يستوي دليل على عدم تساوي اهل الايمان فالايمان وانهم ليسوا فيه على رتبة واحدة بل متفاضلون في الاية الاولى قال لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوه وكلا وعد الله الحسنى كلا وعد الله الحسنى اي الجنة لكنهم في نعيمها وثوابها ليسوا على درجة واحدة كذلك قوله لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم. فظل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وكلا وعد الله الحسنى اي المجاهدين والقاعدين كلا وعد الله الحسنى وهذا فيه ان الجهاد ليس من فروض الاعيان وانما هو من فروض الكفاية ما لم يكن امر يتعين فيه الجهاد لان الاصل فيه انه من فروض الكفاية ولا يتعين الا بامور ذكرها اهل العلم. منها مداهمة العدو للبلد ومنها استنفار الامام والا فان الاصل فيه انه من فروظ آآ الكفاية وليس من فروض الاعيان قال وكلا وعد الله الحسنى وفظل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما. درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما. قول درجات هذا ايضا دليل على التفاضل والتفاوت نعم وقال تعالى اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين. والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون. يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا ان الله عنده اجر عظيم. قوله جل وعلا في هذا السياق لا يستوون عند الله دليل على التفاوت وانهم في الايمان اه ليسوا على رتبة واحدة نعم. وقال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. الاستفهام في قوله هل قل هل يستوي باستفهام كارية اي لا يستوون عند الله سبحانه وتعالى فهذا دليل ايضا على التفاوت. نعم وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير. قوله يرفع هذا ايضا دليل على التفاوت وان اهل الايمان درجات في اه الايمان وفي ثواب الايمان بحسب حظهم من الايمان علما اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما وزدنا ايمانا وهدى واصلح لنا شأننا كله اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم واغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا. اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه