الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول وشيخ الاسلام ابو العباس احمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان فصل واذا كان العبد لا يكون وليا لله الا اذا كان مؤمنا تقيا لقوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون وفي صحيح البخاري الحديث المشهور وقد تقدم يقول الله تبارك وتعالى فيه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. ولا يكون مؤمنا تقيا حتى يتقرب الى الله بالفرائض. فيكون من الابرار اهل اليمين ثم بعد ذلك لا يزال يتقرب بالنوافل حتى يكون من السابقين المقربين. فمعلوم ان احدا من الكفار والمنافقين لا يكون وليا لله. وكذلك من لا يصح ايمانه وعباداته. وان قدر انه وان قدر انه ولا اثم عليه مثل اطفال الكفار ومن لم تبلغه الدعوة. وان قيل انهم لا يعذبون حتى يرسل اليهم رسول. فلا يكونون من من اولياء الله الا اذا كانوا من المؤمنين المتقين. فمن لم يتقرب الى الله لا بفعل الحسنات ولا بترك السيئات. لم يكن من لاولياء الله وكذلك المجانين والاطفال. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يحترم وعن النائم حتى يستيقظ. وهذا الحديث قد رواه اهل السنن من حديث علي وعائشة رضي الله عنهما واتفق اهل المعرفة على تلقيه بالقبول. لكن الصبي المميز تصح عباداته ويثاب عليها عند العلماء واما المجنون الذي رفع عنه القلم فلا يصح شيء من عباداته باتفاق العلماء. ولا يصح منه ايمان ولا اكفر ولا صلاة ولا غير ذلك من العبادات؟ بل لا يصلح هو عند عامة العقلاء لامور الدنيا كالتجارة والصناعة فلا يصلح ان يكون بزازا ولا عطارا ولا حدادا ولا نجارا ولا تصح عقوده باتفاق العلماء. فلا يصح ولا شراؤه ولا نكاحه ولا طلاقه ولا اقراره ولا شهادته ولا غير ذلك من اقواله. بل اقواله كلها لغو لا يتعلق بها حكم شرعي ولا ثواب ولا عقاب. بخلاف الصبي المميز فان له اقوالا معتبرة في مواضع بص فان له اقوالا معتبرة في مواضع بالنص والاجماع وفي مواضع فيها نزاع. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم يا ربنا اجعلنا من اوليائك المقربين واهدنا اجمعين اليك صراطا مستقيما ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين هذا الفصل ذكر فيه الامام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلاما مهما في معرفة الولي والتمييز بين وبين غيره ممن يدعى فيه الولاية ويظن انه من اولياء الله سبحانه وتعالى ممن يلتبس الامر فيه على كثير على كثير من الجهال فيقول رحمه الله اذا علم ان الولي لا يكون وليا الا بالايمان والتقوى كما قال الله سبحانه الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون ولا يكون الا بالتقرب الى الله بالفرائض كما في حديث الولي الذي تقدم ذكره عند شيخ الاسلام رحمه الله وفيه وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فلا يكون وليا الا بالتقرب الى الله بفعل الفرائض واجتناب النواهي والمحرمات ثم اذا زاد على ذلك فعلا للرغائب والمستحبات فهذه درجة اعلى في الولاية لكن اصل الولاية لابد فيها من الايمان والتقوى بفعل ما فرضه الله سبحانه وتعالى على عبادة وترك ما نهى عنه فاذا كان الرجل يغشى الكبائر ويترك الفرائض لا يكون من اولياء الله لا يكون من اولياء الله سبحانه وتعالى بل الولي هو المؤمن التقي اما من لم يكن تقيا يغشى الكبائر ويرتكبها وكان مفرطا في فرائض الاسلام وواجبات الدين فهذا لا يكون من اولياء الله سبحانه وتعالى يقول اذا كان العبد لا يكون وليا لله الا اذا كان مؤمنا تقيا ثم ذكر الادلة ثم قال فمعلوم وهذا هو جواب الشرط فمعلوم ان احدا من الكفار والمنافقين لا يكون وليا لله لا يكون وليا لله لان كلا منهما فاقد للاصل الذي تقوم عليه الولاية وهو الايمان والتقوى لله سبحانه وتعالى قال وكذلك من لا يصح ايمانه وعبادته وكذلك من لا يصح ايمانه وعبادته وان قدر انه لا اثم عليه وان قدر انه لا اثم عليه مثل اطفال الكفار ومن لم تبلغهم الدعوة ونحو ذلك هؤلاء لا يعدون في جملة اولياء الله لان الاصل الذي تقوم عليه الولاية مفقود وهو الايمان والتقوى وان كان لا اثم عليهم كما بين رحمه الله تعالى اطفال الكفار ومن لم تبلغه الدعوة ونحو هؤلاء وان قيل انهم لا يعذبون حتى يرسل اليهم فلا يكونون من اولياء الله واذا لم يكونوا من المؤمنين اذ لم يكونوا من المؤمنين المتقين فمن لم يتقرب الى الله لا بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من اولياء الله هذا كله يعدد فيه رحمه الله تعالى من يعني وفق القاعدة المتقدمة من لا يكون من الاولياء. فذكر اول الكفار والمنافقين هؤلاء لا يكون من اولياء الله ثم ذكر رحمه الله تعالى ابناء آآ الكفار ومن لم تبلغهم دعوة المرسلين ثم ذكر رحمه الله تعالى المجانين والاطفال. قال وكذلك المجانين والاطفال فان النبي صلى الله وعليه وسلم قال يرفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ ثم ذكر ان الصبي تصح عبادته ويثاب عليها عند جمهور اهل العلم واما المجنون الذي رفع عنه القلم فلا يصح من عبادته شيء لا يصح من عبادته شيء باتفاق العلماء لا يصح منه ايمان ولا كفر لا يصح منه ايمان ولا كفر لانه فاقد للعقل اصلا الذي هو مناط التكليف فاقد له لا يصح منه ايمان ولا كفر ولا صلاة ولا غير ذلك من من العبادات بل لا يصلح هو عند عامة العقلاء لامور الدنيا كالتجارة والصناعة فلا يصلح لشيء من امور الدنيا لا يصلح لشيء من امور الدنيا ولا ايضا العقود ونحو ذلك كل ذلك لا يصلح لان لا يصلح لشيء منها لانه فاقد فاقد لعقله ويطيل رحمه الله او سيطيل رحمه الله تعالى في الكلام على المجنون لان اه اه المجانين سواء من كان جنونه آآ واقع فعلا او جنونه مدعى فان هذا باب ظل فيه خلق باب ظل فيه خلق كثير وادعوا في خلق من المجانين انهم اولياء لله سبحانه وتعالى واقاموا على ذلك عقائد باطلة كثيرة ما انزل الله بها من سلطان ولهذا تقرأ غرائب جدا وعجائب في كتب التراجم وفي الواقع ايضا من يعتقدون فيه وهو اصلا مجنون من المجانين. لا يصلي ولا يصوم يفعل الحرام لكنه تصدر منه بعض الخوارق او بعض المكاشفات بالامور المغيبة التي تمده بها الشياطين فيعتقدون فيه يعتقدون فيه مع انه مجنون لا يصلح لشيء من امور الدنيا التاجر لا يأتمنه على تجارته لانه لا عقل له فيعتقدون فيه ولهذا تقرأ في بعض كتب التراجم يسمونهم المجاديب يسمونهم المجاذيب ويراد بالمجذوب من فقد العقل من فقد العقل وسلب العقل ومن هؤلاء من هو فاقد العقل اصلا ومن هؤلاء من يدعي ويظهر فقده لعقله ليعتقد فيه ليعتقد فيه وهذه بلية عظيمة جدا وابن تيمية رحمه الله بين هنا ان المجنون مرفوع عنه القلم ولا يصح شيء من عباداته باتفاق العلماء لا يصح شيء من عباداته فمن لا يصح شيء من عباداته كيف كيف يقال فيه انه من الاوليا والاصل الذي تقوم عليه الولاية وهي الايمان والتقوى لا تصح منه الاصل الذي تقوم عليه الولاية والتقوى لا تصح منه. لانه فاقد للعقل قال واذا كان المجنون قال رحمه الله واذا كان المجنون لا يصح منه الايمان ولا التقرؤ ولا التقوى ولا التقرب الى الله بالفرائض والنوافل وامتنع ان يكون وليا فلا يجوز لاحد ان يعتقد انه ولي لله. واذا كان؟ واذا كان المجنون لا يصح الايمان ولا التقوى ولا التقرب الى الله بالفرائض والنوافل وامتنع ان يكون وليا فلا يجوز لاحد هذه هذه الواو العاطفة يعني موجودة في بعض النسخ وساقطة من بعض النسخ والاقرب والله والله اعلم عندي ان عدم اثبات الواو لولا. وان قوله امتنع هو جواب الشرط واذا كان المجنون لا يصح منه الايمان ولا التقوى ولا التقرب الى الله بالفرائض والنوافل امتنع ان يكون وليا فلا لاحد ان يعتقد انه ولي لله. لا سيما اذا كان اذا كان المجنون لا يصح منه ايمان ولا تقوى امتنع ان يكون وليا لله امتنع ان يكون وليا لله لان الاصل الذي تقوم عليه الولاية وهو آآ الايمان والتقوى لله سبحانه وتعالى والتقرب الى الله بالفرائض والنوافل لا يصح من المجنون لفقده لعقله اذا كانت لا تصح منه هذه الامور امتنع ان يكون من اولياء الله فلا يجوز لاحد فلا يجوز لاحد ان يعتقد انه ولي لله. لا سيما ان تكون حجته على ذلك اما مكاشفة سمعها منه او من تصرف او نوعه او نوع من تصرف مثل ان يراه قد اشار الى واحد فمات او صرع فانه قد علم ان الكفار والمنافقين من المشركين واهل الكتاب لهم مكاشفات وتصرفات شيطانية كالكهنة والسحرة وعباد المشركين واهل الكتاب فلا يجوز يجوز لاحد ان يستدل بمجرد ذلك على كون الشخص وليا لله. وان لم يعلم منه وان لم يعلم منه ما يناقض ولاية الله كيف اذا علم منه ما يناقض ولاية الله؟ مثل ان يعلم انه لا يعتقد وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا بل يعتقد انه يتبع الشرع الظاهر دون الحقيقة الباطنة. او يعتقد ان لاولياء الله طريقا الى الله غير طريق الانبياء عليهم السلام او يقول ان الانبياء ضيقوا الطريق او هم على قدوة العامة دون الخاصة ونحو ذلك مما يقوله بعض من يدعي الولاية فهؤلاء فيهم من الكفر ما يناقض الايمان فضلا عن ولاية عن ولاية الله عز وجل. فمن احتج بما عن احدهم من خرق عادة على ولايتهم كان اضل من اليهود والنصارى وكذلك المجنون فان كونه مجنونا يناقض ان يصح منه الايمان والعبادات التي هي شرط في ولاية الله. ومن كان احيانا ويفيق احيانا اذا كان في حال مؤمنا بالله ورسوله ويؤدي الفرائض ويجتنب المحارم فهذا اذا لم يكن جنونه مانعا من ان يثيبه الله على ايمانه وتقواه الذي اتى به في حال فاقته. ويكون له من ولاية الله بذلك وكذلك من طرأ عليه الجنون بعد ايمانه وتقواه. فان الله يثيبه ويأجره على ما تقدم ما تقدم من ايمانه وتقواه ولا يحبطه بالجنون الذي ابتلي به من غير ذنب فعله. والقلم مرفوع عنه في حال جنونه فعلى هذا فمن اظهر الولاء فمن اظهر الولاية وهو لا يؤدي الفرائض ولا يجتنب المحارم بل قد يأتي بما يناقض ذلك لم يكن لاحد ان يقول هذا ولي لله فان هذا ان لم يكن مجنونا بل كان بل كان متولها من غير او كان يغيب عقله بالجنون تارة ويفيق اخرى وهو لا يقوم بالفرائض بل يعتقد انه لا يجب عليه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر. وان كان مجنونا باطنا وظاهرا قد ارتفع عنه القلم. فهذا وان لم يكن معاقبا عقوبة الكافرين فليس هو مستحقا لما يستحقه اهل الايمان والتقوى من كرامة الله عز وجل. فلا يجوز على التقديرين ان ان فيه احد انه ولي لله على التقديرين تقدير انه مجنون فعلا او متولى كما تقدم في كلامه رحمه الله نعم ولكن ان كان له حالة في افاقته كان فيها مؤمنا بالله متقيا كان له من ولاية الله بحسب ذلك. وان كان له في حال فاقته فيه كفر او نفاق او كان كافرا او منافقا ثم طرأ عليه الجنون فهذا فيه من الكفر والنفاق ما يعاقب عليه وجنونه لا يحبط عنه ما يحصل منه حال افاقته من كفر او نفاق. قول آآ شيخ الاسلام رحمه الله تعالى الذي سبق اذا كان المجنون لا يصح منه الايمان ولا التقوى ولا التقرب الى الله بالفرائض والنوافل امتنع ان يكون وليا فلا يجوز لاحد ان يعتقد انه ولي انه ولي الله لا سيما ان تكون حجته على ذلك اما مكاشفة او نوع تصرف هذا الذي اشار اليه رحمه الله تعالى منه دخل الضلال على كثير من الخلق واعتقادهم في كثير من المجانين او من يسمونهم المجاذيب انهم من اولياء الله وزادوا على ذلك ان اعتقدوا فيهم ان اعتقدوا فيهم واصبح يلتمس من جهة هؤلاء المجاديب او المجانين بركة وله فيهم نوع تعلق واعتقاد وعندما تقرأ في كتب الطبقات ولا سيما طبقات الصوفية او التصوف ترى في هذا الباب من العجائب والغرائب ما تعجب له العقول السليمة ويعجب منه ذوو الفطر المستقيمة من شدة التعلق بامثال هؤلاء. ولم يقف هذا الامر عند حد العوام بل وجد في من انتسب الى العلم الشرعي من قعد لهؤلاء العوام شيئا من التقعيد في مثل هذا الباب فمثلا في كتاب يعرف بختم الاولياء كتاب يعرف بختم الاولياء للحكيم آآ الترمذي قرر فيه اباطيل عجيبة وغرائب عظيمة جدا في في هذا الباب وادعى ان الولاية هبة هبة ولا تنال بالكسر ولهذا لا يمنع ان تجعل هذه الهبة في احد المجانين فاقدي العقول ثم ذكر ان الولي يعلم المقادير بل نص ان من مراتب الولاية المجاديب ان المراتب الولاية المجاذيب واهل العته والجنون قال لان الله جذبهم اليه واسقط عنهم التكاليف جذبهم اليه واسقط عنهم التكاليف وان هناك اربعين من اوليائهم يتصرفون في شؤون العالم وان هناك القطب الاكبر والخاتم الولاية وان الاولياء هم محروسون عند الله فلا يلقي في صدورهم الا الوحي الرحمن الملائكي فقط وان قلوبهم كتاب الله يطبع فيه ما يشاء وانهم كالانبياء لهم من الله عقد الولاية واشياء كثيرة من هذا القبيل بل الزندقة والضلال والانحراف عن دين الله سبحانه وتعالى ولهذا هؤلاء المجاذيب الذين منهم من هو فعلا فاق الد العقل اصلا ومنهم من يدعي فقد العقل لانه آآ وجد ان هؤلاء فاقد العقول حصلوا عند هؤلاء ما لا يحصله العقلاء من الاحتفاء والاكرام والتوسعة في المكان الاعتقاد فيه والتعظيم له وغير ذلك فاصبح بعضهم لما يراه من اعتقاد بسبب مثل هذه الامور في المجانين ادعى الجنون وتظاهر بالجنون ليحصل مثل ما حصل هؤلاء وكما اشرت من يقرأ في اه كتب التراجم يرى في ذلك عجائب وغرائب من ذلكم ما ذكر عن احد هؤلاء الذين يسمون بالمجاديب قال كان يهدي وهذه النقول من كتاب انباء الغمر للحافظ ابن حجر رحمه الله قال كان يهدي في كلام ويخلط ويقع له مكاشفات ومن ذلك ان الملك الظاهر رأى في منامه انه ابتلع القمر حيث رآه قد صار في صورة رغيف خبز رأى في المنام هذه الرؤيا فلما مر يعني من الغد بهذا المجذوب صاح به اكلت الرغيف اكلت الرغيف فاعتقده صار يعتقد فيه لان هذه رؤيا حصلت له في الليل ثم في الصباح لما رأى هذا المجذوب قال له اكلت الرغيف اكلت الرغيف اخبره بهذا الامر الذي لم يخبر به احدا فصار يعتقد في هذا الرجل وكان هذا الرجل المجذوب يدخل في سلطانه ويشتمه امام الامراء وربما بصق في وجهه فلا يتأثر بذلك. لانه يعتقد في ذلك المجنون ويدخل على حريمه فلا يحتجبن عنه قل ذلك لكونه اعتقد فيه قال في شخص اخر وللناس فيه اعتقاد زائد وكان يأكل في رمضان ويبدو منه امور يتكلم بها فيقع كل ما يقول ويكاشف كثيرا وذكر ايضا مجذوبا اخر قال يعتقد فيه العامة الولاية قيل كانت متزوجا بامرأة واتصلت بغيره فحصل له خبل حتى اختل عقله فنزع ثيابه وصار عريانا فكانوا يعتقدون فيه للناس فيه اعتقاد ومثل هذا كثير جدا ولا سيما اذا قرأ او اطلع المطلع على طبقات آآ المختصة بالتصوف ورجالات التصوف يرى في هذا الباب اشياء عجائب وغرائب وامور مصادمة للدين واداب الشريعة من التعري الانحلال وارتكاب الفواحش والمحرمات وكل هذه الاشياء ادرجت من هؤلاء المسمين بالمجاذيب ادرجت في كرامات الاولياء وادرجت ايضا في باب الولاية واصبحت هذه الاشياء تعدد في كتب التراجم من جملة خصائص هؤلاء وميزاتهم من ترك للواجبات الدينية وارتكاب اه المحرمات وفعلا للفواحش والمنكرات وغير ذلك وانظر الى القول السابق للترمذي الحكيم الترمذي قال ان آآ ان هؤلاء اجتذب الله عقولهم فاسقط عنهم التكاليف وجعل لهم هذه الامور فاصبح هؤلاء يتعلقون بهم هذا التعلق لان عقله مجذوب الى الله فهو مطلع مطلع على المغيبات فيعتقدون في هؤلاء من العقائد الشيء الكثير. يعتقدون فيهم من العقائد الباطلة الشيء الكثير وغرهم في ذلك غرهم في ذلك اه اخبارهم بمثل هذه الامور المغيبة. فقد استمعت لرجل يتحدث عن نفسه في مرحلة من حياته يقول كنت اعتقد فيها انني من الاولياء اولياء الله وقد بلغت حسب ترتيب القوم لدرجة القطب ويمنعنا الدرجات عند هؤلاء يقول الاقطاب عندهم اربعة كل قطب له جهة من العالم مكلف بتدبير شؤونها وتصريف امورها يقول انا وصلت الى هذه الدرجة وحدد المنطقة التي كان مسئولا عنها لكن من الله عليه بالتوبة فيقول اكثر ما كان يظل به الناس في في هذا الباب اننا كان لنا تعامل مباشر مع الجن ولنا مناديب من من الجن يجوبون الطرقات ويبحثون عن كل قادم الى هذا الساحر يبحثون عن كل قادم الى هذا الساحر فاذا وجدوا من هو ذاهب اليه سألوا قرينه ما ماذا يريد وما اسمه وما مشكلته وعدة اسئلة ثم يأتون للساحر ويقولون سيأتيك الان رجل آآ وصفه كذا اسمه كذا وضعه كذا اموره كذا يذكرون له تفاصيل فمجرد ان يدخل يشيرون اليه اي الجن يشيرون للساحر الى ذلك الرجل فما ان يجلس واذا به يحدثه يقول انت جئت من بلد كذا؟ نعم اسمك كذا؟ نعم جئت من اجل كذا؟ نعم. مشكلتك كذا؟ نعم. فيحدث بكل التفاصيل التي اخذها قبل قليل من آآ فقدت كذا؟ نعم فيقول موجود في المكان الفلاني في الحفرة الفلانية في المنطقة الفلانية يذهب ويجده فمن هذا الباب ضلع خلق كثير من العوام واصبحوا يعتقدون في هؤلاء وانهم من اه الاولياء هم انفسهم ايظا الذين يمارسون هذه الامور يعتقدون ويظنون انهم من اول قل يا الله وان الله مكن لهم هذا التمكين لانهم من اولياءه واصطفاهم فاحتال الشيطان على هؤلاء وعلى هؤلاء احتال الشيطان على هؤلاء واحتال ايضا على هؤلاء واكثر ما كان ظلال هؤلاء من جهة ما يحصل لهؤلاء من مكاشفات او نوع تصرفات. مثل ما اشار شيخ الاسلام يشير احدهم الى شخص فيسقط ميتا وتكون الشياطين اعانته على ذلك وعلى صرع الانسان فيرون مثل هذه الامور ومثل هذه التصرفات فيعتقدون في هؤلاء ثم يتحول الامر الى اتخاذهم اولياء من دون الله اتخاذهم اولياء من دون الله سبحانه وتعالى يتقربون اليهم يتقدمون اليهم بالنذور يعتقدون فيهم يعرضون حاجاتهم عليهم ينزلون طلباتهم بهم الى غير ذلك من اه الامور والعقائد التي لا تصلح الا لله سبحانه وتعالى رب العالمين نعم. قال رحمه الله فصل وليس لاولياء الله شيء يتميزون به عن الناس في الظاهر من الامور المباحات فلا يتميزون بلباس دون لباس اذا كان كلاهما مباحا ولا بحلق شعر او تقصيره او ظفره اذا كان مباحا كما قيل كم من صديق في قباء وكم من زنديق في عباء؟ بل يوجدون في جميع اصناف امة محمد صلى الله عليه وسلم اذا لم يكونوا من اهل البدع الظاهرة والفجور. فيوجدون في اهل القرآن واهل العلم ويوجدون في اهل الجهاد والسيف ويوجدون في التجار والصناع والزراع. وقد ذكر الله اصناف امة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ان لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله واخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرأوا ما تيسر منه. وكان السلف يسمون اهل الدين والعلم القراء فيدخل فيهم العلماء والنساك ثم حدث بعد ذلك اسم الصوفية والفقراء. واسم الصوفية نعم آآ يوجه الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكيلنا الى طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادن دون واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأر انا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه