بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه اما بعد فهذا هو المجلس السادس من قراءة الدرر السنية في الاجوبة النجدية على فضيلة الشيخنا الفليش حفظه الله ولا زلنا في المجلد الاول في الصفحة السادس والاربعون قال المصنف والجامع فان لم فان لم تتبع لهؤلاء فانظر كلام الائمة قبلهم كالحافظ البيهقي في كتاب المدخل والحافظ بن عبدالبر والخطابي وامثالهم ومن قبلهم كشافعون وابن جرير وابن قتيبة وابي عبيد فهؤلاء اليهم المرجع في كلام الله وكلام رسوله وكلام سلف. واياك وتفاسير المحرفين او للكلام عن مواضعه وشروحهم فانها القاطعة عن عن الله وعن دينه وتأمل ما في كتاب الاعتصام للبخاري وما قال اهل العلم في شرحه. وهل يتصور شيء بما صرح مما صح عنه صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على اكثر من سبعين فرقة اخبر انهم كلهم اخبر انهم كلهم او كلهم في النار الا واحدة ثم وصف تلك الواحدة انها التي على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه وانتم مقرون انكم على غير طريقتهم وتقولون ما نقدر عليها ولا يقدر عليها الا المجتهد فجزمتم انه لا ينتفع بكلام الله وكلام رسوله الا المجتهد وتقولون يحرم على غيره ان يطلب الهدى من كلام الله وكلام وكلام اصحابه فجزمتم وشهدتم انكم على غير طريقتهم معترفين بالعجز عن ذلك. واذا كنتم مقرين ان ان الواجب على الاولين اتباع كتاب الله وسنة رسوله ولا يجوز لا يجوز العدول عن ذلك وان هذه الكتب والتي خير منها لو تحدثت او تحدث في زمن عمر بن الخطاب لفعل بها وباهلها اشد الفعلي ولو تحدث او تحدث في ولو تحدث في ولو تحدث في زمن الشافعي واحمد لاشتد نكيرهم لذلك فليت متى حرم الله هذا الواجب واوجب هذا المحرم؟ ولما حدث قليل من هذا لا يشبه ما انتم عليه في زمن الامام احمد اشتد انكاره لذلك. ولما بلغه عن بعض اصحابه انه يروي عنه مسائل بخرسانة قال اشهدكم اني قد رجعت ذلك ولما رأى بعضهم يكتب كلامه وانكر عليه وقال تكتب رأيا لعلي ارجع عنه غدا. اطلبوا العلم مثل ما طلبنا لما سئل عن كتاب ابي ثور قال كل كتاب كل كتاب ابتدع او ابتدع فهو بدعة. ومعلوم ان ابا ثور من كبار اهل للعلم وكان احمد يثني عليه وكان ينهى الناس عن عن النظر في كتب اهل العلم الذين يثنى عليهم ويعظمهم او يثني عليهم يعظمهم ولما اخذ بعض ائمة الحديث كتب ابي حنيفة هجره احمد وكتب اليه ان تركت كتب ابي حنيفة اتيناك تسمعنا او تسمعنا كتب ابن المبارك ولما ذكر له بعض ولما ذكر له بعض اصحابه ان هذه الكتب فيها فائدة لمن لا يعرف الكتاب تابوا السنة قال ان عرفت الحديث لم تحتج اليها وان لم تعرفه لم يحل لك النظر فيها. وقال عجبت لقوم عرفوا الاسناد صحته يذهبون الى رأي سفيان والله يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم قال اتدري ما الفتنة؟ الفتنة شرك ومعلوم ان الثوري عنده غاية وكان يسميه امير المؤمنين. فاذا كان هذا كلام في كتب في كتب نتمنى الان ان نراها فكيف بكتب قد اقر اهلها على انفسهم انهم ليسوا من اهل العلم وشهد عليهم او وشهد عليهم بذلك ولعل بعضهم مات وهو لا يعرف ما دين الاسلام الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم واشبهتكم التي القيت في قلوبكم انكم لا تقدرون على فهم كلام الله ورسوله والسلف الصالح. وقد قدمنا ان النبي الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة او قذة بالقذة الى اخره فتأمل هذه الشبهة اعني قولكم ام لا نقدر على ذلك وتأمل ما حكى الله عن اليهود في قوله وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم بل لعنهم الله بكفرهم ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون. وقوله انا جعلناه قرآنا عربيا علكم تعقلون وقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ واطلب تفاسير هذه الايات هذه واطلب تفاسير هذه الايات من كتب اهل العلم واعرف من نزلت فيه واعرف واعرف الاقوال والافعال التي كانت سببا لنزول هذه الايات ثم اعرضها على قولهم لا نقدر على فهم القرآن والسنة. تجد مصداق قوله لتتبعن سنن من كان وقبلكم وما في معناه من الاحاديث الكثيرة فلتكن قصة اسلام فلتكن قصة اسلام سليمان الفارسي منكم على ففيها انه لم يكن على دين الرسل الا الواحد بعد الواحد لم يكن على دين الرسل الا الواحد بعد الواحد. حتى ان اخرهم قال عند موته لا اعلم على وجه الارض احدا على ما عليه ولكن قد اظل زمان نبي واذكر واذكر مع هذا قول واذكر مع هذا قول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن انجينا منهم. فحقيق لمن نصح نفسه وخاف عذاب الاخرة ان يتأمل ما وصف الله به اليهود في كتابه خصوصا ما وصف به علماءهم ورهبان من كتمان الحق وليس الحق بالباء ولبس الحق ولبس الحق بالباطل. وصدوا عن سبيل الله وما وصفهم الله اي ماؤهم من الشرك والايمان بالجبت بالجبت والطاغوت وقولهم للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا لانه عرف ان كل ما فعلوا لا بد ان تفعله هذه الامة وقد فعلت. وان وان صعب عليك مخالفة الكبر او لم يقبل ذهنك او لم يقبل ذهنك هذا الكلام فاحضر بقلبك ان كتاب الله احسن الكتب واعظمها بيان وشفاء للداء الجهل واعظمها فرقا بين الحق والباطل. والله سبحانه قد عرفت قد عرفت كالرخاء عبادي واختلافهم واختلافهم قبل ان يخلقهم. وقد ذكر في كتابه وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين له الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة واحضر قلبك هذه الاصول وما يشابهها في ذهنك واعرض واعرض على بك فانه ان شاء الله يؤمن او يؤمن بها على سبيل الاجبار وتأمل قوله واذا قيل لهم اتبعوا ما قف على سبيل الإجمال الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الشيخ رحمه الله تعالى لما في رسالته لعبدالله بن محمد بن عبد اللطيف قال فان لم تتبع لهؤلاء فانظر انظر لكلامي انظر كلام الائمة قبلهم الحافظ البيهقي في كتاب المدخل والحافظ بن عبد البر والخطابي وامثال من قبله كالشافعي وابن جريد ابن قتيبة وابي عبيد فهؤلاء اليهم المرجع في كلام الله وكلام رسوله وكلام السلف في تفسير كلام الله واياك وتفسير المحرفين للكلم عن مواضعه وشروحهم فانها القاطعة عن الله وعن دينه ومراده بذلك رحمه الله تعالى ان على طالب الحق والذي يريد ان يسلك الصراط المستقيم ان يتهم رأيه وان يرجع الى كلامي الائمة قبل ان ينظر الى كلام اشياخه خاصة اذا كان كلام اشياخه يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان على وان على المسلم الا يجعل العصمة لاحد وانما العصمة لرسولنا صلى الله عليه وسلم وان كل احد سوى النبي صلى الله عليه وسلم فقوله يوزن بميزان الشرع يوزن بميزان الكتاب والسنة كما وافق الكتاب والسنة قبل منه وما خالفهما بد واعتذر اليه ان كان من اهل الاجتهاد كل من يطلب الحق ثم قال وتأمل ما في كتاب الاعتصام. اي للبخاري فقد الف كتابا سماه الاعتصام بعد الاعتصام بالكتاب والسنة والا يترك قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم لقول احد من الناس وما قال اهل العلم في شرحه وهل يتصور شيء بماء وهل يتصور شيء بما صرح مما صح عنه صلى الله عليه وسلم ان امته ستفترق على اكثر من على اكثر من سبعين فرقة اخبر انهم كلهم في النار وهذا اثبات ان الافتراق واقع في الامة وان الامة ستفترق فاذا كان كذلك وهناك من يخالفك فيلزمك ان تنظر على اي حال انت ان الافتراق خبر صدق عن نبينا صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم اخباره صدق قد اخبر ان الامة ستفترق واذا كان هناك افتراق وان الفرقة الناجية واحدة ويلزم المسلم مع تعدد الفرق ان يقف بنفسه على الحق وان ينظر الى موضع قدميه اهو على صراط مستقيم او او هو على او هو على سبل ضالة تسلك به سبيل النار قال واخبر انهم كلهم في النار الا واحد ما وصف تلك الواحدة وبينها وميزها ينقال هي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم او هي ما كنت انا عليه واصحابي واذا كان الحق هو الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فيلزمنا جميعا ان نتبع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وننظر ايضا ما كان عليه اصحابه بعده فان الحق لا يتجاوزهم وان كل قول يخالف ما كانوا عليه فهو باطل ومن السبل الضالة تسلك بصاحبها الى اهل النار والعجيب انهم مع هذا العلم بهذه الاخبار بلزوم الكتاب والسنة وان المرجع عند الخلاف الى كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وان الامة ستفترق مع ذلك هم مقرون انهم على غير طريقة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وكفى بهذا حجة عليهم انهم يقرون انهم على غير سبيل الفرقة الناجية. قال والعجيب وانتم مقرون انكم على غير طريقتهم بل تقولون وتصرحون ما نقدر على طريقتهم ولا يقضوا عليها الا المجتهد. فقصروا العلم بالكتاب والسنة والاخذ بما دلت عليه نصوص كتاب السنة على المجتهد خاصة اما المقلد المقلد وغيره من عوام المسلمين فهؤلاء لا يجوز لهم النظر والاخذ بالاحكام من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان هذا من اعظم من اعظم الضلال من اعظم الفساد الذي يترتب على ذلك الفساد العظيم قال وعزمت وجزمت انه لا ينتفع بكلام الله وكلام رسوله الا المجتهد. وتقولون يحرم ليس فقط ليس فقط انه لا ينبغي بل يحرم على غير المجتهد ان يطلب الهدى من كلام الله فاذا كان القرآن لا يهدي فاي شيء يهدي الذي جعله الله عز وجل تبيانا لكل شيء والذي قال الله فيه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فما من شيء الا والقرآن يهدي اليه والرسول يقول الله فيه وانك لتهدي الى صراط مستقيم وغيرها من الايات الكثيرة الدالة على ان الهدى انما يطلب من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء يحرمون على غير المجتهد ان يطلب الهدى من كلام الله وكلام رسوله وكلام اصحابه فجزمتم وشهدتم انكم على غير طريقتهم. معترفين بالعجز عن ذلك وهذا لا شك ان من الفجور العظيم. ولذلك يقول متكلم الاشاعرة ان ظواهر القرآن الاخذ بها كفرا الاخذ بظواهر القرآن كفر نسأل الله العافية والسلامة قال ذلك اللقاني وقاله الصاوي من من متكلم الاشاعرة يقول لنا الاخذ بظواهر النصوص كفرا. بمعنى ان الاخذ يكفر اذا اخذ بذلك الظاهر وهذا لا شك انه كلام قطير وكلام باطل قال واذا كنتم مضطرين ان الواجب على الاولين اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يجوز العدول لا يجوز العدول لا يجوز العدول عن ذلك وان هذه الكتب التي والتي هي والتي خير منها ايضا لو يقول هذه الكتب الباطلة التي تتحتجون بها وتذهبون اليها والتي والتي هي والتي هي خير منها لو تحدث في زمن عمر لو وجدت هكذا في زمن عمر رضي الله تعالى عنه لفعل بها وباهلها اشد الفعل. بمعنى حرقها وظرب اهلها وشد عين مكيب ولو تحدث في زمن الشافعي واحمد لاشتد نكيرهم ايضا فليت شعري متى حرم الله هذا الواجب بل الواجب اي شيء والاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقلب الموازين ان يجعل الواجب حراما وان يجعل الحرام واجبة فالواجب واتباع الكتاب والسنة فاجعله حراما والحرام ان يترك اتباع الكتاب والسنة فجعلوه واجبة ولما حدث قليل من هذا لا يشبه ما انتم عليه في زمن الامام احمد اشتد انكار ذاته بمعنى ان هناك من كتب في الرأي وكذلك الاشارات كابي عبدالله الحادي المحاسبي فانكر عن الامام احمد اشد النكيل وانكر على اصحابه ان يأخذوا منه وذاك انه كان على مذهب الكلابية. كذلك لما كتب بعض الفقهاء شيئا من رأيهم انكر ذلك الامام احمد انكر احمد ولما بلغهم بان بعض اصحابه انه يروي عنه مسائل بخراسان قال اشهدكم اني قد رجعت عن ذلك ولما رأى بعضهم يكتب كلام قال انت قال تكتب رأيا لعلي ارجو عنه غدا وهذا من شدة ورعه رحمه الله تعالى انك لا تأخذ برأي وتجعله وتجعله ميزانا او تجعله حجة لك وانما خذ برأي اذا كان مستنده الكتاب والسنة وهذا هو اصل في قول الامام احمد لكن الرأي الرأي يتهم والرأي يتغير ولذا احمد له اقوال في المسألة تصل الى اربعة اقوال قال بعد ذلك لعلي ارجع عنه غدا. ولذلك لما قال بعضهم يقاس ابن عبد الرحمن القاسم اخبرني برأيك ابو القاسم محمد قال واين اجدك اذا الى اذا غيرت رأيي من اين اجرك حتى اخبرك اني قد غيرت رأيي قال بعد ذلك وانكر ايضا على عن كتاب انكر عن ابي ثور عندما الف كتابا قاله قال كل كتاب ابتدع اي كل كتاب ابتدع فوق الكتاب والسنة فكان في تراه بدعة وهو ان تشرح الاحاديث او تبين فكان احمد يشدد في ذاك وانما يأمر الناس ان يقتصر على الكتاب والسنة قال ومعلوم ان ابا ثور من كبار اهل العلم ومن المحدثين والفقهاء وكان احمد يثني عليه وكان ينهى الناس عن نظر في كتب اهل العلم خاصة كتب اهل الرأي بل هجر الاحمد من نظر في كتب حنيفة لان ابا حنيفة يعتمد على رأيه لقلة بضاعته في علم الحديث وقال له كتبت وكتب لي ان تركت كتب ابي حنيفة اتيناك تسمعنا كتب ابن المبارك. ابن مبارك انما كتبه يبي قال الله وقال رسوله وهي احاديث مسندة ولما ذكره بعض اصحابه ان هذا يكتب فيها فائدة لمن لا يعرف الكتاب قال ان عرفت الحديث اي فهمته لم تحتج اليها وان لم تعرفه فلا يحل لك النظر فيها لانك قد تحمل الحديث على شيء لم يرده الله ورسوله قال وعجبت لقوم يعرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان. بمعنى انه يترك الحديث ويأخذ برأي سفيان وليس المعنى ان يأخذ القول سفيان الموافق للحديث. وانما عجبت لقوم عرفوا صحة الحديث على مستوى صحتي ثم يذهبون الى رأي مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم والله يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة قال تدم الفتنة الفتنة الشرك. هذا قاله احمد وقاله ايضا الامام مالك رحمه الله تعالى والثور عند ابي عبد الله من اكمن من اتقى الناس واورع الناس واحسنهم وكان يتمنى ان يكون في مسلاخه وكان يحبه يعظمه تعظيما شديدا ومع ذلك ما كان يرى ان يذهب لرأيه وتترك السنة بل كان يسميه امير المؤمنين فاذا كان هذا كلام احمد في كتب في كتب نتمنى الان ان نراها نتمنى ان نرى هذه الكتب وان نقرأها فكيف بكتب قد اقر اهله على الانفس بانهم ليسوا من اهل العلم وشهد عليهم بذلك وشهد ولعل بعضهم مات وهو لا يعرف ما دين الاسلام ولعل بعظ هؤلاء الذين كتبوا هالكتب مات وهو لا يعرف دين الاسلام بمعنى لا يعرف التوحيد ولا يعرف ان الله هو المعبود وحده بل منهم من مات وهو يشرك بالله عز وجل قال وشبهتكم التي القيت في قلوب كلكم لا تقدروا على فهم كلام الله ورسوله هذه شبهة قالها اليهود قبلكم قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن ان من كان قبلكم وايضا قالت اليهود وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكم نعمة لا نفهم ولا ندري انما نحن على ما عليه احبار ورهباننا وقال الله تعالى اتخذوا احبار ورهبانهم ارباب من دون الله واذا كان هذا في بني اسرائيل فانه سيكون في هذه الامة بقوله لتتبعن سنن من كان قبلكم. الله يقول ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون. فوصف الله اياته باي شيء لكونها بينات والبين والواضح الظاهر الذي فهمه قراءته او قراءته فهمه بمجرد ان تقرأه تفهمه هذا البين الواضح اما الذي لا الذي لا يظهر بيانه لا يسمى بين بل بين المحكم هو الذي قراءته تفسيره والله يقول انا جعلناه قرآنا عربيا اي واضحا بينة فقال لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدة الله يسر القرآن ووضحه والقرآن لم يكن خاصا لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل هو لانذركم به ومن بلغ وكل من بلغه القرآن فالحجة عليه قائمة يرحمك الله قال واطلب تفاسير هذه الايات واعرف ما من نزلت فيهم واعرف الاقوال والافعال التي كان سببا لنزول الايات ثم اعرضها على قولهم لا نقضي على فهم القرآن تجد مصداق قوله لتتبعن سن من كان قبلكم. وهذه الشبهة قالها المتكلمون وهو تبع لهم لذلك ان القرآن لا يمكن فهمه ولك رد ابن القيم في صواعقه على هذه الدعوة الباطلة باوجه كثيرة زاد على خمسين وجها ان ان القرآن حجة وان قواطعه وادلته حجة كافية وان من قدم العقل على النقل بدعوى ان القرآن ليس حجة فانه كافر بالله عز وجل من رد القرآن وان القرآن ليس بحجة فهو كافر ان الله جعل القرآن حجة قال لانذركم به ومن بلغ فكل من بلغ القرآن فقد قامت عليه الحجة قال فيها انه انه لم يكن على دين الرسول الا الواحدة وذكر قصة سلمان الفارسي بمعنى انه لا يغرك كثرة المخالفين وكثرة ما هو عن الباطل وتأمل في قصة سلمان عليه عليه رضوان الله الفارسي فانه كان يقول في قصة اسلام انه لا يجد على التوحيد وعلى الدين الحق الا الواحد بعد الواحد بل قال اخرهم لا اعلم احدا على وجه الارض على ما نحن عليه بمعنى ليس هناك على وجه الارض من من هو على ما نعلم من دين الحق ولكن قد اضلك زمان نبي فاطلبه ثم ذكر قوله فلولا كان من القرون من قبله فلو بقية ينهون عن الفساد الا قليلا من انجينا منهم والحق باق الى قيام الساعة. فحقيقي لمن نصح نفسه وخاف عذاب ربه ان يتأمل ما وصف الله به اليهود في كتابه خصوصا ما وصوا به علماءهم ورهبانهم من كتمان الحق ولبس الحق الباطل والصد عن سبيل الله وما صلى به وما صلى الله اي علماء من الشرك والايمان بالجبت والطاغوت وقوله للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا لانه عرف انه كان ما فعله لا بد ان تفعله هذه الامة وهذا هو الذي حصل وهذا الذي هو واقع ان كثيرا من الناس يقدم قول احبار ورهبانه على كلام الله ورسوله قال وان صعب عليك مخالفة الكبر اي الكبراء او لم يقبل او لم يقبل ذهنك هذا الكلام فاحظي بقلبك ان كتاب الله احسن الكتب واعظمها بيانا وشفاء لداء الجهل واعظمها فرقانا بين الحق والباطل. والله سبحانه قد عرف تفرق عباده واختلافهم قبل ان يخلقهم. وقد ذكر الله ذا كتابه وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبينهم الذي اختلفوا فيه. وهدى ورحمة واحضر قلبك هذه الاصول وما يشابها في ذهنك واعرضها على قلبك فانه ان شاء الله يؤمن به على سبيل الاجمال ثم قال فتأمل وقفت على هذا الله اعلم