الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال ابن ابن القيم رحمه الله تعالى فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام قال رحمه الله تعالى لما كان المقصود من الصيام حبسا عن الشهوات وفطامها عن المألوفات وتعديل قوتها الشهوانية لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها وقبول ما تشكو به مما في مما فيه حياتها الابدية. ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسؤرتها ويذكرها بحال الاكباد الجائعة من المساكين وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب وتحبس قوى الاعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضر في معاشها ومعادها ويسكن كل عضو منها وكل قوة عن جماحه. وتلجم بلجامه فهو لجام المتقين. وجنة المحاربين ورياضة الابرار والمقربين وهو لرب العالمين من بين سائر الاعمال فان الصائم لا يفعل شيئا وانما يترك شهوته وطعامه وشرابه من اجل معبوده فهو ترك النفس وتلذذاتها اثارا لمحبة الله ومرضاته. وهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه. والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهر واما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من اجل معبوده فهو امر لا يطلع عليه بشر وذلك حقيقة الصوم. وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجارم لها الجارد لها المواد الفاسدة التي اذا استولت عليها افسدت واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها. فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها. ويعيد اليها ما استلبته منها ايدي الشهوات فهو من اكبر العون على التقوى كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الصوم جنة وامر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدرة له عليه بالصيام وجعله وجاء هذه الشهوة والمقصود ان مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة شرعه الله لعباده رحمة بهم واحسانا اليهم وحمية لهم وجنة. وكان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه اكمل الهدي. واعظم واعظم واعظم تحصيلا للمقصود. واسهله عن ولما كان فطم النفوس على عن مألوفاتها وشهواتها من اشق الامور واصعبها. تأخر فرضه الى وسط الاسلام بعد الهجرة. لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة والفت اوامر القرآن فنقلت اليه بالتدريج وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم قال وقدم وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صام تسع رمضانات وفرض اولا على وجه التأخير بينه وبين ان يطعم عن كل يوم مسكينا ثم نقل من ذلك التأخير الى تحكم الصوم وجعل الاطعام للشيخ الكبير والمرأة اذا لم يطيقك الصيام فانهما يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكينا. ورخص للمريض والمسافر ان يفطر ويقضي. وللحامل والمرضع اذا خافتا على انفسهما كذلك فان خافتا على ولديهما زادتا مع القضاء طعام مسكين لكل يوم فان فطرهما لم يكن لخوف مرض وانما كان مع الصحة فجبر باطعام المسكين كفطر الصحيح في اول الاسلام. وكان للصوم رتب ثلاث احداها ايجابه بوصف التأخير. والثانية تحطمه. لكن كان الصيام اذا نام قبل ان يطعم حرم عليه الطعام والشراب الى الليلة القابلة. فنسخ ذلك بالرتبة الثالثة وهي التي استقر عليها الشرع. الى يوم القيامة قال رحمه الله فصل وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الاكثار من انواع العبادات. فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان وكان فاذا لقيه جبريل اجود بالخير من ريح مرسلة وكان اجود الناس واجود ما يكون في رمضان يكثر فيه من الصدقة والاحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف كان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره بهما الشهور. حتى انه كان لا لا يواصل فيه احيانا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة. وكان ينهى اصحابه عن الوصال فيقولون له انك تواصل فيقول لست كهيئتكم اني ابيت وفي رواية اني اظل عند ربي يطعمني ويسقيني اختلف الناس بهذا الطعام والشراب المذكورين على قولين احدهما انه طعام وشراب حسي للفم. قالوا وهذه حقيقة اللفظ ولا موجبة للعدول عنها الثاني ان المراد به ما يغذيه الله به من معارفه. وما يفيض على قلبه من لذة مناجاته وقرة عينه بقربه. وتنعمه بحبه. والشوق اليه وتوابع ذلك من الاحوال التي هي غذاء للقلوب ونعيم الارواح وقرة العين وبهجة النفوس والروح والقلب بما هو اعظم غذاء واجوده وانفعه وقد يقوى هذا الغذاء حتى يغني عن غذاء الاجسام مدة من الزمان كما قيل لها احاديث من ذكراك تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد لها بوجهك نور تستضيء به ومن حديثك في اعقاب احادي اذا شكت من كلال السير اوعدها روح القدوم فتحيا عند ميعادي. ومن له ادنى تجربة وشوق يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب والروح عن من الغذاء الحيواني ولا سيما المسرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قد قرت عينه بمحبوبه وتنعم بقربه والرضا عنه والطاف محبوبه وهداه وتحفه وتحفه تحفه احسن الله وتحفه وتحفه تصل اليه كل وقت ومحبوبه حفي به معتني بامره مكرم له غاية الاكرام مع المحبة التامة لها. افليس في هذا اعظم غذاء لهذا المحب. فكيف بالحبيب الذي لا شيء اجل منه ولا اعظم ولا اجمل ولا اكمل ولا اعظم احسانا اذا امتلأ قلب المحب بحبه. وملك حبه جميع اجزاء قلبه وجوارحه. وتمكن حبه منه اعظم تمكن هذا حاله مع حبيبه. افليس هذا المحب عند حبيبه يطعمه ويسقيه ليلا ونهارا؟ ولهذا قال اني اظل عند ربي يطعمني ويسقيني. ولو كان ذلك طعاما وشرابا للفم لما كان صائما فضلا عن كونه مواصلا. وايضا فلو كان ذلك في الليل لم يكن لم يكن مواصلا. ولقاء ولقال لاصحابه قالوا له انك تواصل لست اواصل ولم يقل لست كهيئتكم بل اقرهم على نسبة الوصال اليه وقطع الالحاق بينه وبينهم في ذلك. بما بينه من الفارق كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان وواصل الناس فنهاهم فقيل له انت تواصل قال اني لست مثلكم اني اطعم واسقى وسياق البخاري لهذا الحديث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقالوا انك تواصل. فقال اني لست مثلكم اني اطعم واسقى. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة هريرة رضي الله عنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل للمسلمين انك يا رسول الله تواصل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وايكم مثلي اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني. وايضا فان النبي صلى الله عليه وسلم لما نهاهم عن الوصال فابوا ان ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما. ثم رأوا الهلال فقال لو تأخروا ترى الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين ابوا ان ينتهوا عن الوصال. وفي لفظ اخر لو مد لنا الشهر لوصلنا وصالا يدعو المتعمقون تعمقهم اني لست مثلكم او قال اني لست اني لست انكم لستم احسن اليك. او قال انكم لستم مثلي فاني اظل يطعمني ربي ويسقيني. فاخبر انه يطعم مع كونهم واصلات. وقد فعل فعلهم منكلا بهم معجزا لهم فلو كان يأكل ويشرب لما كان ذلك تنكيلا ولا تعجيز بل ولا وصالا وهذا بحمد الله واضح. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة للامة واذن فيه الى السحر وفي صحيح البخاري عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تواصلوا فايكم اراد ان يواصل فليواصل السحر الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام ذكر اولا ما يتعلق بحقيقة الصيام ومقصود الصيام وذكر من فوائده فقال رحمه الله تعالى فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام ولا شك ان المسلم احرص ما يكون على ان يتفقه ويهتدي بنبيه صلى الله عليه وسلم. ان كمال العبودية انما يتجلى العبد اذا كان متبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم عاملا بهديه. فكثير من المسلمين يصوم لكن صيامه على خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا جاءت الاحاديث الصحيحة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم تبين تبين عمله في رمضان وماذا يعمل اذا صام؟ وهكذا يؤمر المسلم ان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة كبيرة ما لم يرد دليل التخصيص. ولا شك ان هذه من اعظم درجات العبودية. ان تكون متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم مقتفيا لاثره. ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي. ويقول صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم. ورسولنا صلى الله عليه وسلم لم يدع شيئا من الخير الا ودلنا عليه ولا شيء من الشر الا وحذرنا منه صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا يقرر اهل العلم ان جميع قال النبي صلى الله عليه وسلم التي يفعلها على وجه التشريع انها عبادة. كما ان الذي يتركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود سبب فعله وايضا عبادة. فنحن نتبع في افعاله كما نتبع ايضا فيما ترك صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. فلاجل هذا اخترنا هذا الكتاب حتى نعلم شيئا من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في صيامه. وان نصوم عن الوجه الذي يرضي ربنا سبحانه تعالى ان نصوم الصيام الحقيقي الصيام الذي حقيقته ان يزيدك تقوى ويزيدك عبادة وطاعة لله عز وجل ومن احسن ما يتكلم في هذا الباب ومن ابرعهم في هذا الباب ابن القيم رحمه الله تعالى. فقد فتح الله عليه في هذا الباب باب ما يسمى بعلاج القلوب. صلاح القلوب واسباب صلاحها فتح الله ابن القيم الشيء العجيب في هذا فيقول رحمه الله فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام قال لما كان المقصود الصيام حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات وتعديل قوتها الشهوانية لتستعد لطلب ما فيه غاية كعادتها ونعيمها وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الابدية. ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وثورتها ويذكرها بحال الاكباد الجائعة من المساكين. فذكر عدة فوائد اولا قال ان من مقصود الصيام حبس النفس عن الشهوات. وذلك ان ان الصائم حقيقة صيامه انه يترك الشهوات والشهوات اما ان تكون من مأكل او مشرب واما ان تكون من قول من قول او فعل. فالصيام يأتي فيحملك على ان تحفظ لسانك. ويحملك على ان احفظ جوارحك ويحملك ايضا تحفظ بصرك وسمعك ويحملك ايضا ان تحفظ الاجواء ان تحفظ جوفك ان يدخل فيه شيء ولا شك ان الجوف اذا خلى من هذا الطعام صفت النفوس صفت النفوس ولذا ذكر ابن خلدون رحمه الله تعالى ان الاقليم الثالث الذي هو هذا الاقليم ان اهله اصفى الناس اذهانا لان الطعام في اجوافهم لا يقر. الطعام في اجواف لا يقر بمعنى انه انه يسرع فيه الهضم ويسرع فيه ان يذهب فتكون عقول اصحابك فاذا كان الانسان اذا زالت عنه التخمة وزال عنه كثرة الطعام صفى ذهنه كذلك ايضا اذا امسك عن الطعام والشراب تزكو نفسه ويصفو فهمه واذا قرأ كلام الله عز وجل بهذه النفس فانه سيتدبر منها ما لا يتدبر او كان مليء البطن. فمن اعظم اهداف من مقاصده قال هنا حبس النفس عن الشهوات وخطامه عن المألوفات وتعديل قوتها الشهوانية وايضا من الفوائد ان الانسان يترك ما الفه لله عز وجل الوفاة اما ان تكون مباحات واما ان تكون معاصي ومحرمات. فمن ترك المألوفات سواء كانت من المباحات وهي في الصيام تركها لله عز وجل فان ذلك سيؤتى يؤرث يورثه سيورثه لذة وحلاوة وطعما يجده في بقلبه من الايمان فكيف اذا كان ترك لما حرم الله عز وجل؟ اذا كان ترك المألوفات من المباحات تسعد بها النفوس وتزكوا بها النفوس فاذا ترك المحرمات فهي ايضا ان المسلم اذا استطاع ان يترك المباح فهو على ترك المحرم اقوى. كما انك ان تغلب نفسك على ما تشتهي من المباح كذلك تستطيع ايضا ان تمنع نفسك من المحرمات وانما هي همة وعزيمة وصدق مع الله عز وجل ولذا من يقول انا لا استطيع ان اترك الحرام لا تستطيع وقولك هذا ليس بصحيح. فانت عندما تصوم الصيام يحملك على ترك على ترك ما انت تحتاجه في اليوم والليلة ومع ذلك استطعت ان تتركه مدة اثني عشر ساعة وتركت ما تألفه فكذلك تستطيع ايضا ان تترك ما حرم الله سبحانه وتعالى. والمحرمات التي حرمها ربنا سبحانه وتعالى خير فيها بل في فعلها ووجودها وارتكابها الظرر والشر على فاعلها. لان الله لا يأمر الا بالخير ولا ينهى الا عن الشر واي شيء خيره اكثر من شره فان الله لا يحرمه. انما يحرم ما هو شر محض او ما كان شره اكثر من منفعته. هذه من لا خلاف بين اهل العقول السليمة. قال وتعديل قوتها الشهوة لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الابدية ولا شك ان الحياة التي يعيش بها المسلم وتزكو بها نفسه وان يتعرف على الله عز وجل. كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها ان يدخل جنة الاخرة. قيل ما هي؟ قال معرفة الله عز وجل. فانت اذا كنت اعرف بالله عز وجل فانك سجدت لذة في هذه الحياة ولذا يقول ابن القيم في معرض كلامي عن فضلي ولذة الطاعات قال رحمه الله تعالى انه ليمر على القلب ساعات اقول في ان كان اهل الجنة بمثل ما انا فيها لهما في نعيم دائم. بمعنى ان القلب يفرح ويطرب مع مناجاة لله سبحانه وتعالى اذا كان اهل الطرب يطربون واهل الغناء يفرحون بلهوهم وباطنهم فاهل القرى قال بالقرآن افرح. قل بفظل الله وبرحمتك بذلك فليفرح. ولذا يقول ابن ادهم رحمه الله تعالى ويعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف. وشيخ الاسلام رحمه الله يقول ما يفعل بي اعدائي جنتي وبستاني في صدري. وصدق رحمه الله تعالى من كان مع الله عز وجل وكان مع كتاب ربنا سبحانه وتعالى متلذذا مناجيا لله عز وجل ان جنته وبستانه في صدره اينما اتجه جنته معه لا يحتاج من يسعده ولا يحتاج من يسليه لان معه اعظم سم الاسباب السعادة. ولذا نجد ان الشقاء يلحق العبد على قدر اعراظه عن دين الله عز وجل. كما قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له عيشة ضنكا وكما قال الحسن رحمه الله تعالى قال ابى الله عز وجل الا ان الا من عصاه ولو طقطقت بهم البراذين وهملجت بهم البغال فان ذل المعصية لا يفارقهم فهذا حال اهل الفجور والعصيان مع ما يتمتعون به من ذنوب وخطايا واسباب من اسباب كثيرة من الاموال والترح فرح الا انهم في ضنك وفي هم وغم. وابى الله الا ان يذل من عصاه. فيقول ابن القيم بعد من ذكر هذه الفوائد قال ويكسر الجوع والظمأ اي ان الجوع والظمأ يكسر من حدة النفس. وثورتها وقوتها فان الانسان اذا ظمأ واذا جاع ذل وانكسر. ذل لا وانكسر وما اجمل هذا الذل والانكسار اذا كان في عبودية الله عز وجل اي انه ذل وانكسر في ترك طعام يألفه وشهوة يحبها لله سبحانه وتعالى فما اجمل والذ هذا الانكسار الذي هو بين يدي الله عز وجل. وايضا من فوائده انه يذكر بحال الاكباد الجائعة من المساكين من المساكين الذين لا يجدون ما ياكلون ويشربون. واذا كان هذا في زمن في زمن القيم فهو في زماننا اكثر فكثير من المسلمين يمضي عليهم الشهر تلو الشهر تلو الشهر ما اكلوا سخينا ما اكلوا سخينا بل لا يجدون ولا التمر من شدة الجوع بل هناك مجاعات نسأل الله العافية والسلامة ونسأل الله ان يرضى باخوان المسلمين في كل مكان. فالصيام ايضا يذكر العبد بحال اولئك المسلمين الذين لا يجدون طعاما يأكلون ولا يجدون ماء زلالا يشربونه ان شربوا ماء فهو مكدر بالاذى والقذى وان اكلوا طعاما فانه طعام لا لا تشتهيه انفسهم وانما يأكلونه ضرورة حتى تبقى قوتهم قال وايضا من فوائده وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب وايضا من اعظم فوائد الصيام عله يظيق مجاري الشيطان من العبد فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبر في حديث ابن زيد الذي في الصحيحين ان الشيطان يجي من ابن ادم ان الشيطان يجري من هذا مجرى الدم من عروق المعنى ان الشيطان يجيب ابن ادم مجرى الدم اي انه يجري بابن ادم مجرى الدم اي يجري في عروقه يجري في عروقه. فاذا صام المسلم ظيق تلك المجاري وان ظيقها ظاق الشيطان ايضا بجليه وضعفت سورة الشيطان العبد. ولذا نجد ان الصائم بل غير الصائم الذي لا يجد الطعام والشراب نفسه الى المعاصي والمعاصي والذنوب ضعيفة لا تشتهيها ولا تريدها لانه يفكر في امر هو ان يأكل ويشرب فهو في ظعف وفي خور لانه ليس هناك طعام وشراب الشيطان ايضا اذا ضاقت مجاريه التي هي التي مجاري الدم اذا ضاقت فانه لا يخلص الى ان يسأل ان يسول لهذا العبد فعل المحرمات وفعل الذل لان الشيطان قد ضاقت مجاريه. قال وتظيق مجاري الشيطان العبد تظييق مجال الطعام والشراب وتحبس قوى وتحبس قوى الاعضاء عن استرسالها بحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها ويسكن كل عضو منها وكل قوة بمعنى ان الانسان اذا اذا صام فان الاعضاء الاعضاء تهدأ من شغل كان يشغلها بمسألة تهظم هذا الطعام فاذا لم تجد طعاما يشغلها عادت الى طبيعتها ان كان هناك الم قد يشفى بهذا الصيام. ولذا ذكر الاطباء ان من اعظم اسباب العلاج في اي شيء الحمية وان يحمي نفسه عن الطعام والشراب فان الابدان اذا حميت عن الطعام والشراب فانها تعالج نفسها بنفسها. ولذا ذكر بعض المشايخ انه هو اصابه مرض يقول فما وجدت طبا يناسبني الا انني امسكت عن الطعام اربعين يوما لا اكل شيئا انما عشر الماء كما مضت الاربعين تاء شفي من مرضه رحمه الله تعالى. قال ايضا ويسكن كل عضو منها وكل قوة عن عن جماحها وتلجم بلجام فهو لجام متقين اي ان الصيام هو لجاب المتقين عن كثير من الشهوات وجنة المحاربين فالصيام جنة يستجن بها العبد من النار كما جاء في حديث معاذ ابن الله تعالى عنه قال الصوم جنة صوم جنده وجنة ان يستجن بها من عذاب الله عز وجل. وذلك ان النار يوم القيامة يؤتى بها تقاد بسبعين الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك فاذا قربت الى ارض المحشر زفرت زفرة عظيمة فاهل الصيام يستجنون بصيام هذه من هذه النار. فهو جنة من النار وجنة ايضا من والذنوب قال ورياضة الابرار والمقربين وهو لرب العالمين من سائر الاعمال اي ان الصيام كما قال الله تعالى فيما رواه البخاري ومسلم ابن هريرة يقول الله تعالى الصوم لي وانا اجزي به فقد اختلف العلماء في قوله سبحانه وتعالى صوموا لي. منهم من قال ان الصوم لا يقتص منه اذا كان القصاص والحسنات والسيئات فان الصوم لا يقتص منه بل يأتي كاملا لا ينقص منه شيء هذا قوم والقول الاخر ان الصوم لي اي ان الصائم الذي يصوم لله عز وجل لا يمكن ان يراعي لانه يستطيع ان يدعي الصوم وهو يأكل ويشرب وانما يصوم لله عز وجل ويكون ذلك لله سبحانه وتعالى بمعنى انه لا يدخله لا يدخله الرياء وقيل ان معنى قوله الصوملي ان الله يجازي عليه بجزاءه سبحانه وتعالى الخاص فان الاعمال كلها الحسنة بعشر اضعافها الى سبع مئة ضعف الا الصوم فان الله يعطي عليه بغير حساب. كما قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. اذا كانت الصلاة الحسا بعشر حسنات فالصوم اضعاف مضاعفة لا يعلمها الا ربنا سبحانه وتعالى. وهذا اقرب الاقوال ثم قال فان الصائم لا يفعل شيئا. حقيقة الصيام هو الامساك. ولذا الصيام في اللغة معناه الامساك. هذا هذا معنى الصيام خير صيام وخيل الغير صائمة اي خير صيام ماسكة وخير غير صائمة اي انها تجري فاصل الصيام هو الامساك الصوم هو ان تمسك حقيقتها الامساك على الطعام والشراب فليس هناك عمل تعمله بخلاف الصلاة ففيها فيها ركوع وسجود وقيام وجلوس بينما الصائم ليس هناك من يعمله لذات الصيام وانما فقط يمسك عن الطعام ويمسك عن الشراب ويمسك عن عن حرم الله عز وجل عليه من المفطرات قال فحقيقته قال في الصيام اذا هو ايش؟ قال هو الامساك فان الصائم فان الصائم لا يفعل شيء وانما يترك شهوة وطعامه وشراب من اجل معبوده فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها ايثارا لمحبة الله عز وجل. يعني بمعنى عندما تمسك عن الطعام والشراب لماذا؟ محبة لله وطاعة لله ولك تعجب تعجب من المسلم الذي يستطيع يستطيع ان يأكل ويشرب والطعام بين يديه متوفر ومع ذلك يمر عليه ولا يلمس ولا ولا يأكله بل لو طار الى فيه شيء من ذباب لتعاظم ذلك خشية ان يقدح او ان يجرح صيامه. وهذا كله يدل على شيء على انه ترك هذا الامر لمن لله سبحانه وتعالى وانه ترك شهواته وترك هذه الملاذ محبة لله واتباعا لمرضاته وان كان الناس في هذا الباب يتفاوتون لكن هذا هو اللفظ هذا هو الامر المشترك بين الصائمين. الصائمون على وجه العموم كلهم يتعاظمون ان يأكل شيئا في نهار رمضان. المسلمون على وجه الخصوص وبعد ذلك يختلفون منهم من يتعاظم ان ينظر الى الحرام ومنهم من يتساهل ومنهم من يسمع الحرام منهم من من يترك ذلك لله عز وجل لكن الامر مشترك بين صائمين انهم تركوا الاكل والشرب والمفطرات محبة لله واتباع مرضاته. قال وهو سر بين العبد وربه لا اطلعوا عليه سواه صدق رحمه الله الصيام سر تستطيع تغلق الباب وتشرب الماء ولا يعلم بك الا الله. تستطيع ان تأكل ولا يعلم بك الا الله فهذا الصوم هو سر لانك انما امسكت وتركت ذلك لمن؟ لله عز وجل ولا يعلم بذلك الا من الا الله سبحانه وتعالى. قال والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة والا كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من اجل معبوده فهو امر لا يطلع عليه بشر. يعني قد يطلع البشر عليك انك لم تأكل ولم تشرب. لكن لا يمكن يطلع احد على قلبك انك تركته لله اللبن الا الله يعني قال ويترك الانسان الطعام والشراب فيقول لا فلان صائم فلان لم يأكل لم يشرب لكن هل صوم هذا لله ولغير الله لا يعلم ذلك الا ربنا سبحانه وتعالى قال فهو امر لا يطلع عليه بشر وذلك حقيقة الصوم. ثم قال رحمه الله تعالى وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوة الباطلة. هناك جوارح ظاهرة وهناك قوى باطلة القوى الباطلة كالقلب والنفس والجوارح الظاهرة كالسمع والبصر هذه جوارح ظاهرة. وحمايته على التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي اذا استولت عليها افسدته افسدتها واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعين اليها ما استلبته منها ايدي الشهوات فهو من اكبر العون على التقوى كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ولذا جاء عن ابي ذر وجاء ايضا جاء ابن عبد الله وعن علي وعن عمر عن غير واحد ان ان عمر قال ان ان حقيقة الصوم ليس الصلب والامساك ارقام الشراب. وانما هي الصب ان تمسك عما حرم الله عز وجل. وقال جابر اذا صمت ليصم سمعك وليصم بصرك ولتصم جوارحك عما حرم الله سبحانه وتعالى والنبي يقول صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزوء العمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه. اذا حقيقة الصوم هو ان تدع ما حرم ربنا سبحانه وتعالى وقول النبي صلى الله عليه وسلم الصوم جلة ثم قال وامر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدرة له في الصيام. ولا قدرة له عليه بالصيام. يعني الشاب الذي الذي تتوق نفسه للنكاح وليس عنده القدرة على الزواج امره رسوله صلى الله عليه وسلم باي شيء؟ امر بالصوم فانه له وجاء اي يقطع يقطع هذا هذه الشهوة. وقال ايضا والمقصود ان مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة يشهدها اهل العقول السليمة والفطر المستقيمة لا من جهة الدين ولا من جهة الدنيا لا من جهة اطباء القلوب ولا من جهة اطباء الابدان كلهم يشهدون ان في الصيام مصالح عظيمة لا يحصيها الا الله لا يعلمها ولا يحصيها الا الله سبحانه وتعالى. فالابدان تصح بالصيام ولذا جاء في بعض الاحاديث وان كانت موضوع اللجنة من مما ينقله الاطباء والحكماء انه قال صوموا فصحوا صوموا تصحوا. فبالصيام صحة للابدان. وفي الصيام ايضا صحة للقلوب. لان القلوب لها منافذ ومنافذها السمع والبصر والفم والطعام كما انه يفسد البدن فانه ايضا يفسد القلب. ولذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لو قال لسعد ابن وقاص قال اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. قد يقول قائل ما هي علاقة استجابة الدعوة باقامة المطعم؟ هذا شيء وهذا شيء لكن هذا يدل على ان من اعظم اسباب ادعاء من اعظم اسباب اجابة الدعاء اي شيء ان تطيب مطعمك ونبه الامام احمد على على حديث النعمان البشير رضي الله تعالى عنه الذي فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. هذا الحديث اوله عن الحلال والحرام وترك المتشابهات واخره في صلاح القلوب الربط بين اوله واخره ان من اعظم اسباب صلاح القلب اي شيء اجتناب اجتناب المتشابه الحلال بين والحراميين وبينه امور مشتبهات. واضح؟ فافاد ان من اعظم اسباب صلاح القلوب الابتعاد عن المتشابهات من جهة المأكل من جهة المشرب. ولذا في حديث ابو هريرة عند مسلم وذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ويقول اسألنى يستجاب له ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام. اذا ما منع اجابة دعوته ان مطعمه وشرابه ليس بالحلال. فهنا يقول القيم والمقصود ان مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول سليمة والفطر المستقيمة شرعه الله لعباده رحمة بهم الصيام رحمة وتشريف لان حكمه وفوائده ومصالحه تعود على عبده شيء بالخير العظيم فكان فرضه مكرمة ورحمة من الله عز وجل. انت تصوم واعظم من ينتهي بذلك الصيام هو انت الله ليس الله ليس بحاجة ان نترك الشراب والطعام. وانما مقصود الصيام هو ان تتعبد الله عز وجل بهذا الفعل. وفي عبادتك بهذا الفعل ايضا يعود عليك ببدنك بالصحة. ويعود على قلبك ايضا بالصلاح. اذا عبادة تؤجر عليها وتثاب عليها الاثابة العظيمة وبعد ذلك تعود عليك بخير الدنيا والدين قال ايضا وكان هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم فيه اكمل الهدي. وكان الهدي وسلم فيه اكمل الهدي واعظم تحصيل المقصود واسهله على النفوس ولما كان فطن النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من اشق الامور واصعبها تأخر فرظه الى وسط الاسلام. الصوم لم يفرط في السنة الاولى. ولم يفرض السنة الثانية من بعث النبي صلى الله عليه وسلم بل مكث النبي عشر سنوات مكث عشر سنوات في مكة يدعو الناس الى التوحيد وقبل هجرته بثلاث سنوات فرض الله اي شيء الصلاة وقيل قبل هجرته بسنة فرض الصلاة وكان يأمر بالصلة والصدق والصدقة والعفاف صلى الله عليه وسلم. فلما هاجر الى المدينة فرض الله الصوم ولم يكن فرضه حتما وانما كان على التخيير من شاء صام ومن شاء اطعم بعد ذلك كان كانت كان الاطعام في حق الشيخ الكبير الكبيرة والمريض الذي مرظه مزمن وفرض الصيام على مستطيعه. قال وكان فرض بالساعة الثانية للهجرة فتوفي الرسول وسلم وقد صام تسع رمضانات نقف على متى فرظ الصيام والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد